أكد النجم العربي اشرف عبدالباقي في تصريح خاص لـ «النهار» بان الفريق
الى العالمية ينطلق من المحلية، وأشار في تصريح له خلال تواجده في السوق
الدولي للتلفزيون في كان «ميب كوم» ان الانتاج الفني بشكل عام في مصر، مقبل
على نقلة جديدة، توازي تلك النقلة الكبرى التي تعيشها مصر بعد ثورة 25
يناير التي قادها شباب وشعب مصر.
وفي معرض حديثه عن مشاركة في «الميب كوم» قال الفنان اشرف عبدالباقي:
تلقيت الدعوة الرسمية من اللجنة المنظمة للسوق الدولي للتلفزيون - ميب
الكوم- الذي يقام سنوياً في مدينة كان جنوب فرنسا، وقد لمست من تلك الدعوة
اهتمام اللجنة المنظمة اولاً، والرغبة في فتح ابواب الحوار المشترك من اجل
مستقبل صناعة الانتاج الدرامي والفني في العالم العربي وفي مصر على وجه
الخصوص.
ويستطرد: وعلى مدى ايام هذا السوق الدولي الاهم لصناعة الانتاج
التلفزيوني والتقني، اتيحت لي الفرصة، اولا للقاء بول زيلك، رئيس ريد بيديم.
وهذا يعني رئيس السوق، الذي شدد على أهمية المشاركة والرغبة في الانطلاق
الى آفاق جديدة وتعاون مشترك يليق بالمتغيرات التي يعيشها العالم العربي
اليوم.
وأكد عبدالباقي: الطريق الى العالمية ينطلق من المحلية، ان النجاحات
المحلية، كانت بمنزلة البوابة، للحوار مع العالمية، وقد كان لي من ذي قبل
اكثر من تجربة مع الانتاج العالمي، من بينها فيلم «سويدي»، وخلال وجودي هنا
في كان، تم التحاور بشأن عدد من المشاريع المشتركة، على صعيد العمل كممثل
وايضاً لمنتج وموزع.
ويستطرد: السوق الدولي للتلفزيون في كان فرصة لرصد كل ما هو جديد،
ومتميز، ومتطور، واستقراء المرحلة الجديدة من تاريخ صناعة الانتاج
التلفزيوني عالمياً.
ويشير الى صناعة الانتاج الفني في جمهورية مصر العربية قائلاً:
استطيع التأكيد بان الانتاج الفني في مصر، وبشكل عام، مقبل على نقلة
جديدة، واشدد، جديدة توازي تلك النقلة والمتغيرات والثورة التي قادها
الشباب وشعب مصر العظيم.. كما ان هذه النقلة ستقدم طروحات ومضامين.. ولربما
نجوماً جديدة بكل ما تعني هذه المفردات من معانٍ. وحول سؤاله عن تأخره
للمشاركة في هكذا ملتقيات ومهرجانات واسواق عالمية قال الفنان اشرف
عبدالباقي. ان نتأخر في الحضور، خير من الا نحضر، وعموماً، فإن هذه التجربة
من شأنها محاولة تعويض الكثير من سنوات الغياب، واعتقد بانني قررت ان اضع
في جدولي السنوي، ان نتوقف هنا في كان كل عام، من اجل رصد جديد التلفزيون
وايضاً السينما.
وحول المتغيرات التي يتوقعها بعد ثورة 25 يناير على صعيد الانتاج
الفني قال:
على المستوى الفني، يعتبر عام 1996 بمنزلة السنة التاريخية من تاريخ
الانتاج، اقترنت بحضور الشباب واقترنت ايضاً بفيلم، «اسماعيلية رايح جاي»
ويومها حقق هذا الفيلم الثاني نقلة كبرى، اسست بجيل الشباب في السينما
المصرية.. واليوم في عام 2011 نتقرب مضامين وايضاً المرحلة الجديدة من
تاريخ السينما والانتاج الفني بشكل عام في مصر.
وحول جديده يقول الفنان اشرف عبدالباقي:
امامي اكثر من عمل درامي، من بينها مسلسل اجتماعي «ست كوم» وعمل
سينمائي سيصور في اليونان.
وفي المحطة الاخيرة يؤكد مجدداً الفنان اشرف عبدالباقي قائلاً:
انتظروا المتغيرات التي تحضر لها صناعة الانتاج الفني في مصر.. فهو
عنوانها للمرحلة المقبلة، باذن الله.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
16/10/2011
بعد النجاح التجاري الهائل لأفلام العيد الهابطة فنياً
نقاد السينما يطالبون بوقفة جادة حازمة
لتصحيح مسار السينما المصرية
القاهرة - أحمد الجندي
جاء النجاح التجاري الهائل لأفلام عيد الفطر وما حققته من إيرادات
مادية كبيرة أعادت للسينما المصرية ولدور العرض لغة الملايين التي افتقدتها
منذ بداية هذا العام، جاء هذا النجاح لينعش آمال صناع السينما المصرية في
عودة الأمور إلى طبيعتها وليجدد التمنيات بعودة السينما إلى سابق ازدهارها
قبل ثورة يناير وبدأت دور العرض السينمائي تفيء وتزدحم بجمهورها وروادها
وبدأ المنتجون يستعدون لمشاريعهم السينمائية الجديدة والمؤجلة وبدأت بالفعل
عجلة الإنتاج تدور بعد أن كانت قد توقفت عن الدوران لعدة شهور وكان الأمر
ينذر بكارثة مؤكدة وهددت بالفعل صناعة السينما المصرية العريقة.
لكن ورغم هذا النجاح التجاري الهائل لهذه الأفلام وفي مقدمتها فيلم
«شارع الهرم» صاحب أعلى الإيرادات وبشكل غير متوقع رغم هذا النجاح إلا أن
نقاد السينما وصناع الأفلام الجادة والجيدة المتميزة الذين يتعاملون مع
السينما على أنها فن إلى جانب أنها تجارة وصناعة, بدأ هؤلاء متخوفين بشدة
من أن يكون النجاح التجاري الهائل لهذه الأفلام رغم مستواها الفني الهابط
هو بداية لموجة من أفلام المقاولات تلك الأفلام الهابطة الرديئة التي
ابتليت بها السينما المصرية في الثمانينيات وحتى بدايات التسعينيات وبدأ
أهل وأصحاب السينما الجادة المحترمة في حالة من القلق خشية أن تكون هذه
الأفلام الهابطة التي جاء نجاحها بشكل غير متوقع أشبه بالموجة الجديدة التي
تنتشر سريعاً بين صفوف المنتجين ويفاجأ الجميع بسيل من الأفلام الهابطة
المستوى التي لها هدف لها سوى الربح المادي وتحقيق الإيرادات حتى ولو على
جثة السينما المصرية وسمعتها وأفلامها الجيدة التي يجب أن تقدمها لتثري
ذاكرتها، وهو ما جعل نقاد السينما وصناعها الجادين يطالبون بوقفة سريعة من
أجل تصحيح المسار.
البداية مع الناقد أحمد يوسف الذي أكد أن منتجي هذه الأفلام الهابطة
فنياً سيظلون متواجدين على الساحة وسوف يواصلون إنتاجهم السينمائي الهابط
الذي لا يهدفون من وراءه إلا الربح المادي والتجارة دون أن يهتموا بصناعة
سينما تنحدر جراء ما يقدمونه.
وقال: أنا في غاية الأسف إذ أقول إن الفترة المقبلة ستشهد موجة من
الإسفاف ما دام العقل والضمير والنشاط والجدية غائبة, وما دام لا توجد
مؤسسة صناعية سينمائية جيدة ونعاني من سيطرة بعض المنتجين الذين ينظرون تحت
أقدامهم يبحثون عن المكاسب المادية السريعة دون النظر إلى أهمية السينما
الجادة ومستقبلها. وأشار يوسف إلى أن كل الكلام عن الروح الثورية التي لابد
أن تدخل إلى السينما لن تأتي بثمارها إلا إذا فكرنا في صناعة سينمائية
حقيقية تساندها الدولة كما كانت تفعل في الخمسينيات والستينيات, حيث كانت
السينما المصرية قريبة من العالمية، ولا أقصد هنا الدولة التي قدمت لنا
فيلم «المسافر» الذي كان تجربة جيدة جداًَ للنهب والسمسرة والسرقات، فنحن
بحاجة إلى تجارب دول مثل البرازيل وأسبانيا على سبيل المثال وهي دول عرفت
أن تقرأ الواقع بشكل كبير فقدمت تجارب سينمائية للشباب من خلال أفلام قصيرة
وطويلة وبميزانيات قليلة لكنها توافرت فيها القيمة الفنية العالية والمستوى
الرائع فنافست بهذه الأفلام العالم كله، وعليه فأنا أطالب شباب السينمائيين
المصريين بوقفة داخل نقابتهم يطالبون خلالها بضرورة تدخل الدولة في صناعة
السينما وأن يكون للنقابة دور في تحجيم السينما الهابطة, لأن هذا مستقبل
هؤلاء الشباب وهذه مهنتهم وفنهم الذي لابد أن يدافعوا عنه.
وقد بدت حالة من الاستياء الشديد على الناقدة السينمائية الكبيرة
خيرية البشلاوي وهي تقول: أنا لا أبالغ إذا بوقفة جادة وحازمة من صناع
السينما ومحبيها من أجل تحرير السينما المصرية من هذا النوع من الأفلام,
لكن للأسف لا يوجد «ميدان تحرير» للسينما وإلا كنا نزلنا إليه واعتصمنا به,
لأن هذه النوعية من الأفلام ستنتقل إلى بيوتنا ويشاهدها أولادنا وتشاهدها
الأسرة، وأيضاً سيشاهدها الحاقدين علينا الذين يروق لهم أن يرونا بهذه
الصورة وهذا الإعجاب يزيد من تكرار التجربة وهذا على حساب سمعتنا وثقافتنا
وتاريخ سينمائي عريق صنعته أجيال متلاحقة.
وأضافت: هناك مع الأسف الشديد منتجين قد تغريهم الملايين التي حققتها
هذه الأفلام الهابطة الرديئة المليئة بالإسفاف, ويجعلهم هذا يقدمون لنا
أفلام «كباريه» بالمعنى المسيء من إثارة الغرائز وتقديم تهريج مسف ملئ
بالانحطاط لتحقيق الملايين، وهو ما يدفعني للمطالبة بوقفة حازمة مع هذه
النوعية من الأفلام التي تؤكد أننا ما زلنا نعاني فساداً ثقافياً كما كنا
نعاني فساداً سياسياً، وأطالب كل النقاد أصحاب الأقلام الشريفة
والسينمائيين الجادين الذين يحبون الفن ويسعون دوماً للارتقاء به أن يكونوا
حائط صد لهذه النوعية من الأفلام التي تجتاحنا, وذلك حتى نساعد في تبصير
الجمهور بمحاولات تسطيح وعيه ونضيء له الطريق فالتوعية هنا مهمة جداً فيجب
أن لا تستمر هذه الموجة من السينما القبيحة, فمع الاعتراف بأن هذه النوعية
تتكرر في مواسم الأعياد وكنا نرفضها ونحاربها قبل الثورة فهل يعقل أن
نقبلها بعد الثورة ونظل عاجزين عن مواجهتها.
من جانبه قال الناقد كمال رمزي: هذه المرحلة التي نعيشها الآن تتطلب
توعية مكثفة للجمهور يقوم بها النقاد والجمعيات السينمائية والثقافية
المتخصصة, من أجل تبصرة الجمهور بما يجب عليه أن يقوم به من مقاطعة لكل
أنواع الفن الهابط المتدني ولا يجب عليه أن يشجعه من خلال الإقبال عليه
وإبداء الإعجاب به حتى لا يتشجع ويتحمس صناع هذا الفن الهابط على الاستمرار
فيه على اعتبار أنه مطلب للجمهور.
وأضاف: تعمدت تجاهل هذه الأفلام الهابطة التي عُرضت مؤخراً رغم
تحقيقها لإيرادات هائلة ولم أعطها أهمية لأنني مدرك تماماً أنه بعد الأزمات
والأحداث السياسية الكبرى تسعى الجماهير لتفريغ عقولها من الهموم بمشاهدة
أفلام سطحية ساذجة لمجرد التسلية وهذا اتضح من الملايين التي حققتها هذه
الأفلام وتستمر الحالة مع استمرار الأزمات أو حتى يمل الجمهور من هذه
التفاهة.
وأشار رمزي إلى ضرورة أن يتفاعل النقاد والجمعيات السينمائية وصناع
السينما الجادة والقيام بعمل حملات توعية للجمهور للوقوف في وجه هذا الفن
الهابط ومقاطعته من أجل أن لا يستمر وأن يتوقف, خصوصاً أننا نسعى لبناء
مجتمع جديد على أسس سليمة من الحرية والإبداع والثقافة, فالنهوض بالسينما
يحتاج إلى عقول متفتحة محبة لهذا الفن وأيضاً لابد من دور للدولة في العودة
إلى المساهمة في إنتاج السينما الجادة كما كانت تفعل في الماضي القريب.
أما الكاتب والمنتج السينمائي فاروق صبري فقد بدا متفائلاً بمستقبل
السينما المصرية وقال: لا أعتقد أننا مقبلون على موجة من الأفلام الهابطة
المتدنية المستوى كما تخوف النقاد والسينمائيين، فنجاح بضعة أفلام هابطة
وقليلة القيمة لا يؤرقني, خصوصاً أن هذه الأفلام لها منتجوها وهم قليلون
ولا يشكلون نسبة عالية من منتجي السينما الجادة لذلك اعتبر النجاح التجاري
لهذه الأفلام ظاهرة مؤقتة لن تكرر موجة أفلام المقاولات التي شهدتها
السينما المصرية في الثمانينيات ولا موجة أفلام الكوميديا في التسعينيات
والتي كان بدايتها النجاح الهائل وغير المتوقع لفيلم «إسماعيليه رايح جاي»
الذي قلب جميع الموازين السينمائية بتحقيقه إيرادات فاقت كل التوقعات رغم
مستواه الفني المتواضع.
وأضاف: ما حدث في الماضي لن يتكرر بعد النجاح الهائل وغير المتوقع
أيضاً لفيلم «شارع الهرم» وهو فيلم هابط فنياً ولن نفاجأ بموجة سينما
الكباريه كما يتوقع البعض أو الكثيرين لأسباب كثيرة, أهمها: أننا نعيش
مرحلة تغيير نحو الأفضل ومعظم المنتجين يسعون للعمل الجاد والمحترم، كما
أننا كمنتجين ولدينا القدرة على قراءة السوق ندرك جيداً أن من يكرر التجربة
فهو خاسر بالثلاثة لأن مشاهد السينما في هذا الوقت سريع الملل والزهق,
والنوعية التي ارتادت دور العرض خلال الفترة والأيام القليلة الماضية ونجحت
هذه الأفلام، ذهبت لأغراض خاصة بها بعيدة عن متابعة فيلم سينمائي جيد، فهم
كانوا يريدون مشاهدة مطرب شعبي وراقصة مشهورة، ولم يكن لديهم الرغبة الجادة
في مشاهدة فيلم سينمائي جاد، من هنا فأنا متفائل والذي يطالع خريطة السينما
والأفلام التي ستطرح خلال الفترة المقبلة في الأسواق أعتقد أنه أيضاً
سيتفاءل، وأتمنى دائماً للسينما المصرية كل ازدهار.
النهار الكويتية في
16/10/2011
إدارته تحاول استعادة نشاطه
مهرجان نيويورك يخلط الجديد
بالقديم
محمد رُضا
بعد تسع وأربعين سنة على ميلاد مهرجان نيويورك السينمائي الدولي،
يستحق هذا المهرجان وقفة تقييم ولو سريعة كونه، على الأقل، عاصر كل تلك
التحوّلات والمتغيّرات التي مرّت فوق سماء المدينة، والولايات المتحدة
والعالم .
في مثل هذا العمر يكون المهرجان، أي مهرجان، في أشد الحاجة إلى إعادة
النشاط إلى أواصره، وتقوية مفاصله وإجراء بعض عمليات إزالة التجاعيد التي
تسوده . وهذا ما هو واضح للحضور في هذه الدورة ومن خلال مجموعة الأفلام
التي تعرضها، ومحاولات إدارة المهرجان جلب أسماء من حول العالم حتى لو كانت
أفلامها نصف منجزة، أو- كما في حالة فيلم مارتن سكورسيزي الجديد- ربع جاهزة
.
انطلق المهرجان في الثلاثين من الشهر المنصرم ويختتم اليوم . وهو يصر
على أن يفصل نفسه تماماً عن مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي الذي يُقام
في مطلع الصيف من كل عام . المهرجان الآخر، كما يبوح بعض العاملين هنا
“متناثر . يحاول استقبال الأفلام من كل حدب وصوب” .
في المقابل، يحاول القائمون على “نيويورك” تحديد الأفلام التي
يستقبلونها والاهتمام أكثر بالعروض الجانبية والتظاهرات الخاصّة ما يتّفق
والرغبة في توسيع رقعة العروض لكي تشمل أفلاماً من كلاسيكيات الأمس
وأعمالها إلى جانب أفلام حديثة تكوّن ظواهر وتيارات أو أقساماً خاصّة بها .
هناك مثلاً قسم خاص للأفلام التسجيلية من بين أعمالها فيلم إيطالي/ فرنسي
عن ثورة الربيع في مصر بعنوان “تحرير”، وهناك قسم للعروض الخاصّة ينطوي تحت
ظلالها أفلام لجيمس أيفوري، ولوي بونويل، وهاياو ميازاكي، وز أندرسون
وأوليفر ستون .
وبما أن المهرجان المذكور ليس سوقاً للعرض والطلب فإن الأفلام التي
تنشد العروض العالمية الأولى ليست واردة، لكن إذا ما فكّر المرء بالجمهور
النيويوركي فإنه لا يمانع في ذلك على الإطلاق مادامت الأفلام المختارة
للقسم الرئيسي جديدة عليه هو . هذا العام هناك، مثلاً “لو هافر”، الفيلم
النرويجي لآكي كوريسماكي، و”ميلانشوليا” للدنماركي لارس فون ترايير و”مس
بالا” للمكسيكي جيراردو نارانيو، كما “انفصال” للإيراني أصغر فرهادي و”آخر
يوم على الأرض” للأمريكي آبل فيرارا الذي يشترك وفيلم ترايير في رسم حدود
قريبة لنهاية العالم الذي نعيش فيه .
المخرج الإسباني بدرو ألمادوار يعرض “البشرة التي أعيش فيها” وكان
صرّح قبل بدء العرض، ولأول مرّة، بنيّته في أن يبدأ تقييمه الخاص بمهرجانات
السينما التي يبعث إليها بأفلامه . ويمكن اعتبار هذا الكلام موجّهاً إلى
مهرجان “كان” السينمائي الذي طالما استقبل أفلامه لكن لجان التحكيم
المختارة عاماً بعد عام بخلت عليه، حتى الآن، بالجائزة الكبرى .
ليس كل الأفلام المعروضة سبق لها أن جالت “كان” أو “برلين” أو
“فنيسيا”، فيلم المخرج الأمريكي ألكسندر باين الجديد (الذي سبق له أن اشترك
في مسابقة مهرجان “كان” بفيلمه السابق “كل شيء عن شميد”) وعنوانه
“الأحفاد”، من بطولة جورج كلوني، مبرمج للعرض في هذا المهرجان قبل سواه .
كذلك فإن هناك مفاجأة لم يعلن عنها حتى إعداد هذا التقرير قد تكون عرضاً
خاصّاً عالمياً أول لفيلم كلينت ايستوود “ج . إدغار” .
ومارتن سكورسيزي عن المغني جورج هاريسون وعنوانه “العيش في عالم مادي”
من بين تلك المعروضة عرضاً عالمياً أوّل، وهو فيلم آخر من أفلام سكورسيزي
التسجيلية (أو الوثائقية) حول الموسيقا والموسيقيين، وأشيع أن ربع ساعة من
فيلم سكورسيزي الجديد “هوغو” سيعرض عرضاً خاصّاً . كذلك فإن فيلم المخرج
الإيراني المناوئ للنظام جعفر باناهي (الذي لا يحمل اسمه كمخرج) وعنوانه
“هذا ليس فيلماً” هو من تلك المحتفى بها هنا .
في سنواته الماضية، وقد حضره هذا الناقد أول مرّة سنة ،1981 اكتسب هذا
المهرجان وجوداً مهمّاً لا يزال يعتمره إلى اليوم وعلى الرغم من منافسة
مهرجان ترايبيكا له، فإن له وجوداً محدد الملامح، هادئ الطباع ويرغب في
الثقافة السينمائية
أكثر من أن يُعتبر رقماً في سلّم المهرجانات العالمية .
السينما العربية محل حفاوة في مكان لا
يتخيله أحد
للوصول إلى بلدة كابالبيو التاريخية، تحط في مطار روما، وإذا ما أردت
توفير أجرة التاكسي التي ستبلغ 160 يورو، تبحث عمن بعثت بهم إدارة المهرجان
لكي ينقلوك إلى تلك البلدة التي لا يعيش فيها أكثر من 700 فرد .
تنطلق السيارة وتصعد سهوباً طويلة تحيط بها مزارع منبسطة . وبعد نحو
ساعة تتبدّل المناظر من حولك: عوض السهول، تدرك أنك صرت في حاضرة جبال
مقاطعة توسكاني الشهيرة . أشجار الصنوبر والتين والزيتون وكروم العنب تنتشر
فوق مساحات شاسعة . وبعد ثلث ساعة أخرى تدخل البلدة التي لا تزيد مساحتها
على ثلاثة شوارع متقاربة تحتوي على اثني عشر مطعماً وحانة، ومصرف، ومحلين
لبيع الخضراوات والفاكهة ومحلين آخرين للملابس ومدرسة . أما البيوت ففي
داخل هذا المحيط قبل أن تنتشر بين الأحراج . في الليل لا تسمع شيئاً سوى
الصمت، إلا إذا قاومت البرد وانتظرت نباح كلب .
هذا آخر مكان يتصوّر المرء أن يُقام فيه مهرجان . لكن مهرجان كابالبيو
داوم الانعقاد فيه لثمانية عشر عاماً، الثلاثة الأخيرة منها تحت إدارة
توماسو موتولا، الذي أراد أن يعيد الحياة للفيلم القصير فخصّ هذا المهرجان
به .
والدورة الماضية التي انطلقت في السادس من الشهر الحالي وانتهت بعد
خمسة أيام منه قررت التعامل مع السينما العربية الجديدة على أساس أنها هذه
السينما أفرزت حتى الآن أعمالاً عن “الربيع العربي”، ولابد أنها ستفرز
المزيد من هذه الأفلام . للغاية تم جلب أكثر من خمسة عشر فيلماً بعضها من
صنع هواة على الإنترنت، وأقيم مؤتمر حول السينما العربية في زمن الإنترنت
وتأثير التكنولوجيا على مسارها الحالي .
أما الأفلام نفسها، فكانت مجموعة جيّدة من بعض أفضل ما شوهد من
السينما القصيرة . أفلام ايطالية ونرويجية وعربية وألمانية من بين أخرى .
عربياً شاهدنا فيلم عمّار البيك “حاضنة الشمس” الذي كان أحد فيلمين
فقط جلبا من مهرجان فانيسيا . الفيلم من أداء المخرج وزوجته وطفلهما ويدور
حول عائلة تستعد لشيء ما . التلفزيون حافل بمشاهد المظاهرات المصرية التي
عمّت القاهرة مطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك، لكننا ندرك بعد حين
أن الرجل وزوجته سينخرطان بمظاهرات مماثلة تنطلق في دمشق .
الفيلم الثاني للمخرج الفلسطيني أحمد صالح عنوانه “المنزل”، ويدور حول
عائلة تسكن منزلها من أجيال طويلة . فجأة يحل ضيف ثقيل ويطالب بمساحة، ثم
يتمدد مطالباً بنصف البيت، ثم يحتل البيت بأسره واضعاً العائلة فوق السطح .
لا يحتاج أحد إلى خريطة لكي يعرف أن المخرج يتحدّث عن فلسطين والاحتلال
الصهيوني لها متمثّلاً في الكيان “الإسرائيلي” الغاشم .
فيلم عربي ثالث في المسابقة الرسمية هو “للشمال” وهو لمخرج تونسي اسمه
يوسف شبّي يتعامل فيه ومسألة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا . بطل الفيلم
متورّط مع عصابة تتاجر بأحلام الراغبين في ركوب الزورق إلى عرض البحر
والمجهول، لكنه يدرك أن الزورق لن يقدر علي إتمام المهمّة وسيغرق بركّابه
ما يجعله يسعى لإبطال العملية .
هذا الفيلم فاز بالتنويه، لكن الجائزة الرسمية الوحيدة ذهبت إلى
الفيلم السويدي “الوسيط” للمخرج إريك بافينك حول فقدان رجل لأبيه وذكرياته
معه .
مفكّرة
أفلام جديدة
Footloose
إعادة لفيلم راقص حقق نجاحاً ملحوظاً في الثمانينات من القرن العشرين
ولعب بطولته آنذاك كيفن باكون. النسخة الجديدة شبابية البطولة لكيني
وورمولد وجوليان هوف .
:The
Thing
إعادة صنع لفيلم رعب إنتج أكثر من مرّة . النسخة الحالية حول مخلوق فضائي
يخرج من ثلوج القطب حيث حطت سفينته .
:Texas
Killing Fields
جسيكا شستين وسام وورثينغتون وجفري دين مورغان يقودون بطولة هذا الفيلم
البوليسي .
صالة البيت
Hanna : هانا -2011
المخرج البريطاني جو رايت، الذي كان فاجأ السينمائيين بفيلمه الجيّد
“غفران” يعود في فيلم مختلف تماماً . “هانا” الذي كان عُرض تجارياً قبل
بضعة أشهر بنجاح متوسّط يتحدّث عن فتاة شابّة (سوريس رونان) تجيد القتال
لأن والدها (إريك بانا) علّمها كل ما يجب أن تعرفه في هذا المجال كونه
مطارداً من المخابرات . الممثلة كايت بلانشيت تكشف مكان اختبائهما والفيلم
لعبة تشويقية ملهمة عموماً وجيّدة معظم الأحيان بين الفتاة الصغيرة وتلك
المرأة التي تقود ذلك الفرع من المخابرات وتنوي تصفية حسابها مع الأب
وابنته .
أوراق ومَشاهد
هل الألمان مهووسون؟
الشرط الرئيسي الذي وضعه المخرج روبرت واين مقابل موافقته على تحقيق
“عيادة الدكتور كاليغاري” هو إضافة تمهيد وخاتمة للرواية التي كانت، كما
يقول لنا مؤرخون، خالية من الأبعاد السياسية، بل مجرّد حكاية رعب . هذا
التمهيد والختام حوّلا وجهة النظر بعيداً عن المساس بوالد المخرج الذي كان
ممثلاً مسرحياً فقد عقله في أواخر أيامه كما حال شخصية الدكتور كاليغاري .
في الوقت نفسه اسهم في رفع مستوى التعامل مع القصّة بحيث أخذت ترمز إلى
الوضع غير المستقر للمجتمع الألماني .
المرجّح أن ما ذهب إليه عدد من المؤرخين قائلين إن الفيلم إدانة لهتلر
والنازية يحتاج إلى تدقيق . من ناحية، فإن هذا الفيلم الذي تم إنتاجه بعد
نهاية الحرب العالمية الأولى وقبل ارتقاء النازية منصّة القيادة الألمانية
بسنوات كثيرة، لم يكن قادراً على التنبؤ بالاتجاه الفاشي لألمانيا في تلك
المرحلة المبكرة . النصف الثاني من العشرينات من القرن الماضي هي التي أخذت
تشهد تمدد وانتشار النازية كأيديولوجية وحزب . في الثلاثينات تأكدت وسادت
وفي نهاية الثلاثينات أشعلت الحرب .
وبعض المؤرخين يوافق على هذا المنظور لكنه يؤكد أن الفيلم كان من أول
الأفلام الألمانية التي عكست ولع الألمان بالموت وهوسهم بحالات الجنون
والانتحار . وهذا أيضاً ليس أمراً ثابتاً على أساس أن السينمات الأخرى
كلّها في ذلك الحين كانت تتحدّث عن الموت والجنون اللذين يوفّران مادّة
درامية هائلة. ما هو أصح القول إن السنوات التي تلت الحرب التي خرجت
ألمانيا منها مهزومة وفّرت وضعاً كابوسياً على الألمان انعكس على
إبداعاتهم، كما كان الحال، وهذا وارد في مراجعة للفيلم وضعها كاتب مجهول
على الإنترنت قبل سنوات، بالنسبة لأمريكا الثلاثينات حين انتشر اليأس
الاقتصادي ما دفع “هوليوود” إلى اطلاق أفلام تمحورت حول ضياع الأحلام
الأمريكية وانتشار العصابات المنظّمة .
ويكشف فيلم “آخر الموهيكانز” عن الاختلافات الكبيرة بين صناعتي
السينما البارزتين آنذاك: ألمانيا والولايات المتحدة . ففي حين كانت
الأفلام الألمانية تستلهم حاضرها وتحاول قراءة المستقبل القريب، كانت
هوليوود تحاول التواصل في أفلامها الملحمية الكبيرة آنذاك مع ماضيها . “آخر
الموهيكانز” الذي أخرجه كلارنس براون وموريس تورنير في العام ذاته (1920)
هو أحد تلك الأفلام . المؤسف هو أنه بقدر ما كان نتاجاً مقتبساً من رواية
معروفة آنذاك وضعها جيمس فنيمور كوبر وتميّزت بمنحاها العنصري ضد
الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) .
في الحقيقة، هناك اقتباسان من تلك الرواية في ذلك العام (الثاني فيلم
من إخراج آرثر ولن) والرواية انتقلت إلى الشاشة الأمريكية بنسخ مختلفة في
الأعوام 1992 و1968 و،1971 ومرّتين في عام 1965 وبضع مرّات تلفزيونية، وفي
فيلمين قصيرين من عام 1911 .
م .ر
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في
16/10/2011 |