هادئة متميزة بضحكة بريئة وشكل رومانسي. حققت خطوات فنية تصاعدية، من
الحبيبة الرومانسية إلى الأدوار التراجيدية التي شكلت نقلة نوعية في
حياتها. أخيراً، تفجرت قدراتها الكوميدية فأصبحت إحدى نجمات الصف الأول.
إنها دنيا سمير غانم، نجمة الفستان البمبي التي ورثت جينات الفن عن
والديها. معها الدردشة التالية.
·
ما أوجه الاختلاف في مسلسل
«الكبير أوي» بين الجزأين الأول والثاني؟
صّورنا الجزء الثاني فور انتهاء رمضان في العام الماضي وانتهينا منه
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فكانت لدينا فرصة للعمل براحة من دون ضغط
وكان الوقت لصالحنا عكس ما حدث في الجزء الأول.
·
كيف حضّرت شخصية هدية الصعيدية
الخفيفة الظل؟
حاولت أن ألمّ بتفاصيلها وأتعايش مع أهل القرية لأؤدي الدور بشكل
مناسب، كونها شخصية محورية تتحكم في مقاليد الأمور داخل البيت، وقد ساعدني
على ذلك أن السيناريو مكتوب بشكل مميز للغاية.
·
الظهور الأول لك على الشاشة كان
مع والدتك دلال عبد العزيز، وفي مسلسل «الكبير قوي» ظهرت مع والدك سمير
غانم في الحلقة الأخيرة، فمن كان صاحب الفكرة؟
أحمد مكي والمخرج أحمد الجندي، فقد طلبا مني أن أعطي والدي سيناريو
الحلقة لقراءته، فأعجب بطريقة الكتابة ووافق على المشاركة فيها، وهو ما
أسعدني للغاية، وانعكس ذلك على أجواء التصوير التي كانت ممتعة، لا سيما أنه
جسّد شخصية والدي أيضاً.
·
ثمة انتقادات وجهت إلى الجزء
الثاني بأنه تراجع في المستوى الفني، ما تعليقك؟
على العكس، برأيي أن الجزء الثاني لا يقلّ عن الأول فكل منهما تفاعل
معه الجمهور وأحب شخصياته.
·
كيف تردّين على الآراء التي
اعتبرت أن شخصية الفتاة ذات الفستان البمبي، التي ظهرت بها في الحملة
الإعلانية الأخيرة، جذبت الأضواء أكثر من «هدية»؟
نالت كل شخصيّة حقها في المشاهدة. في المناسبة، تحمّست للحملة بعدما
أعجبتني لأن هدفها خيري واجتماعي، وأنا سعيدة للغاية لتفاعل المشاهدين
معها، وأتمنى أن أشارك دائماً في ما يساهم في تنمية البلاد.
·
كيف تقيّمين التعاون الفني بينك
وبين شقيقتك إيمي في فيلم «إكس لارج»؟
لطالما حلمت بالعمل تحت قيادة المخرج شريف عرفة، وأتمنى أن يكون
التعاون بيني وبين أحمد حلمي ممتعاً للجمهور. كذلك سعيدة للغاية بالعمل مع
شقيقتي إيمي، فبذلك أكون قد عملت مع أفراد عائلتي كلهم، لكن للأسف لم
يجمعني بها سوى مشهد.
·
في بداياتك في الفن أديت دور
فتاة خجولة رومانسية واليوم تؤدين أدواراً كوميدية، كيف حدث ذلك؟
في بداياتي، كان المخرجون يعرضون تلك الأدوار عليّ ربما بسبب ملامحي
أو لصغر سني، لكن هذا الأمر لم يستمرّ طويلاً، لا سيما بعدما بلغت مرحلة
النضوج الفني وتنوعت أدواري وقطعت مراحل شكلت نقلة فنية في حياتي.
·
أنت من عائلة فنية تمثل جيلين
مختلفين، فهل يؤثر اختلاف الأجيال على خياراتك الفنية؟
لكل جيل طريقة تفكير معينة ونظرة مختلفة للأدوار التي تعرض عليه.
فكثيراً ما أرفض أدواراً في ما يرى والداي أن من الأفضل أن أقبل بها لتحقيق
حضور دائم على الشاشة. هنا تختلف النظرة بين الأجيال، لا سيما حول مقولة أن
الحضور الدائم على الشاشة هو معيار نجاح الممثل، فأنا أؤمن بأن كفاءة الدور
هي الأساس، وفي النهاية القرار لي وحدي.
·
كيف حدثت النقلة الفنية في
حياتك؟
كانت بداية التغيير في فيلم «يا أنا يا خالتي»، حيث جسّدت شخصيّة
حبيبة محمد هنيدي بطل الفيلم. ولكن النقلة الحقيقية في حياتي الفنية كانت
في فيلم «كباريه»، عندما اختارني المنتج أحمد السبكي للمشاركة في بطولته،
والحمد لله أنها لم تتأخر كثيراً وجاءت في سن مبكرة بالنسبة إلي.
·
ماذا عن شخصية سميرة بيرة في
فيلم «الفرح»؟
كانت أحد أصعب الأدوار التي أديتها ومليئة بالدراما، فسميرة فتاة تبيع
البيرة وتتخفى في زي فتى، لذا شكلت تحدياً فنياً بالنسبة إلي وأعتقد أنني
اجتزته بنجاح، لا سيما أنني شاركت في التمثيل إلى جانب خالد الصاوي وكريمة
مختار وحسن حسني وماجد الكدواني.
·
ما أصعب دور أديته من وجهة نظرك؟
«دبورة» في فيلم «طير إنت»، لأنني قدمت نسخة نسائية من شخصية «دبور»
التي قدمها أحمد مكي ولقيت قبولاً لدى المشاهدين، ونظراً إلى حبّهم له فمن
الطبيعي المقارنة بيني وبينه في الفيلم.
·
كيف أصبحت نجمة كوميدية؟
مع أنني شاركت في أعمال فنية كوميدية، إلا أنني لم أقدم دوراً
كوميدياً فيها. كانت البداية في فيلم «طير إنت» الذي جسدت فيه ثماني شخصيات
كوميدية، علماً أن شخصيات الفيلم لم تكن أصلاً بالشكل الذي ظهرت عليه، بل
خضعت لتعديلات حتى ظهرت على هذا النحو، وكانت سعادة والدي بالفيلم كبيرة
للغاية، إذ لمس أن الجينات الكوميدية الخاصة به بدأت تظهر عليَّ.
·
كيف تفسرين الثنائي الناجح بينك
وبين أحمد مكي؟
أحمد مكي نجم متميز للغاية وله شعبية كبيرة، وعندما عملنا سوياً ساد
تفاهم تام بيننا نتج منه ما ظهر للجمهور. فقد عملنا معاً في «طير إنت» و{لا
تراجع ولا استسلام»، وفي رمضان الماضي قدمنا مسلسل «الكبير أوي» واستكملناه
في رمضان هذا العام.
·
هل يعني ذلك أنك ستشاركين مكي
أفلامه وأعماله كثنائي؟
ليس بالضرورة أن يستمرّ الثنائي الناجح إلى الأبد وفي الأفلام كافة،
فعندما نعمل سوياً نظهر قدراتنا كثنائي متفاهم وهذا هو مفهوم الدويتو
الفني، والدليل أنني لا أشارك في فيلم أحمد مكي الجديد، لأنه لا يتضمن
دوراً مناسباً لي.
الجريدة الكويتية في
05/10/2011
أشادت بالعلاقة بين شعبَيْ مصر والجزائر
رانيا فريد شوقي لـ"ناس
TV":
لم أشارك في الثورة لعدم فهمي في السياسة.. وانفصالي عن زوجي وارد
رحاب محسن -
mbc.net
نفت الفنانة المصرية رانيا فريد شوقي أن يكون التزامها الصمتَ وقت
ثورة 25 يناير، تعبيرًا عن موقف مضاد منها بقدر ما هو عدم فهم في السياسة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه رانيا زواجها بالفنان مصطفى فهمي بعد قصة حب؛
قالت إن الانفصال بينهما وارد في أي وقت؛ لكثرة خلافاتهما.
وقالت، في حوارها اليوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2011 مع الجمهور عبر ناسTV: "أنا لا أفهم في السياسة، وتعودت طَوال عمري على
ألا أتحدث في شيء لا أفهمه".
واستطردت: "لكني -كأي مصرية محبة لبلدها- أيَّدت الثورة؛ لأن مفيش حد
يرضى بتاتًا بالظلم".
وعلقت رانيا، في السياق ذاته، آمالاً كبيرة على التغيير الذي ستُحدثه
الثورة في الأعمال الفنية. وقالت: "نتوقع أعمالاً تتميز بجرأة لم تسمح بها
الظروف في النظام السابق".
واعتبرت النجمة المصرية دورَها في مسلسل "خاتم سليمان" الذي عُرض في
رمضان الماضي، من أفضل أدوارها التي لعبتها؛ لأنه يحمل بعض ملامح الجرأة
التي أنتجتها الثورة، كما أنها نجحت عبره في أن تجعل الجمهور يكره شخصيتها
الشريرة في المسلسل.
وقالت: "رغم سعادتي بهذا النجاح فإني قلقة من الاختيار المقبل؛ فينبغي
أن أدقق لاختيار عمل لا يقل قيمةً".
وعن تعاونها مع الفنان يحيى الفخراني في مسلسل "يتربى في عزو"؛ أثنت
رانيا كثيرًا على هذه التجربة. وقالت: "يحيى الفخراني ممثل عينه بتشع
تمثيل، والوقوف أمامه اختبار قوي لأي ممثل".
ومن الحديث في الأمور الفنية إلى الشخصية، أجابت رانيا على كثير من
الأسئلة التي دارت حول علاقتها بزوجها مصطفى فهمي؛ حيث قالت: "جمعتني
بمصطفى قصة حب، لكن الخلافات الزوجية واردة في أي زواج".
وبسؤالها: "هل حياتك الزوجية معه مستمرة؟"، ضحكت رانيا: "مقدرش
أوعدكم.. إحنا كتير بنتخانق ونختلف، والانفصال وارد. بس المهم لا تترك
التجربة جرح يصعب علاجه".
ووصفت رانيا، في السياق ذاته، زوجها بأنه "طيب جدًّا"، كما أنه يحب
الالتزام في المواعيد، وإتقان العمل. وقالت: "مخالفة هذين الأمرين تغضبه
كثيرًا".
وعن تقييمها العلاقةَ بين مصر والجزائر، ومدى تأثير أحداث مباراة أم
درمان التي جمعت بينهما في ختام التصفيات المؤهلة لكأس العالم بدورته
الماضية؛ قالت: "علاقتنا دائمة وتاريخية. ومثل هذه الأمور لن تنال منها؛
فالحكام زائلون والشعوب باقية".
يُذكر أن رانيا استقبلت وأجابت، خلال الحوار، على أكثر من 50 سؤالاً
عن علاقتها بفنانات جيلها، وموقفها من الحجاب، وكشفت عن أسباب ابتعادها عن
السينما والمسرح في الوقت الراهن.
الـ
mbc.net في
04/10/2011
يعقد في أغادير بالمغرب ويشارك فيه 20 فيلماً
مهرجان "التاج الذهبي" للفيلم الأمازيغي يكرم ليبيا في
دورته الخامسة
الدار البيضاء - خديجة الفتحي
يكرّم المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي "إسني ن ورغ"، أي "التاج
الذهبي"، نخبة من المثقفين الليبيين في دورته الخامسة التي تنطلق فعالياتها
بعد يوم غد الخميس بمدينة أغادير جنوب المغرب.
ويقول مدير المهرجان رشيد بوقسيم في تصريح لـ"العربية نت" عن خلفيات
اختيار ليبيا ضيف شرف الدورة، إنه يعبر عن مدى اهتمام المنظمين بما يجري في
المنطقة وتفاعل المهرجان مع مختلف التحولات التي يعرفها شمال إفريقيا
والشرق الأوسط، وأن تكريم ليبيا هذه السنة هو اعتراف بما قدمته بعض النخب
الليبية للثقافة الأمازيغية، وتحملت في سبيله عذابات الاعتقال في سجون
القدافي ومشاق النفي، كما هو الحال مع المخرج مادغيس أومادي مؤسس تجربة
قناة "ليبيا الأحرار"، والذي عاش لسنوات منفياً بين أمريكا وكندا والمغرب،
وإلى جانبه تحضر مجموعة من الأسماء التي تحدت القمع لكي لا تموت لغتها،
وجعلت من السينما أداتها التعبيرية.
وأشار بوقسيم إلى أن المهرجان يسعى للتعريف بالفيلم الأمازيغي الذي
يعبر تبعاً له، عن مسارب دلالية وفكرية خصيبة ومنفتحة على الاختلاف،
والقادمة من آفاق جغرافية مختلفة يوحدها التعبير بلغة ظلت مقصية، مذكراً أن
هذا الفيلم ولد في الهامش وجاء حاملاً لثقافة لها امتداد في التاريخ،
فالتحدت بتامازيغت في أول فيلم أواخر الثمانينات وبداية التسعينات بالمغرب
مثلاً، كان يؤكد إصرار وتحدي صناع هذه الأفلام في صوغ إبداعات تعيد ترتيب
علاقتهم بهذه اللغة وحمولتها الفكرية والجمالية حسب رشيد.
واعتبر أن "كثـرة مهرجانات الفيلم الأمازيغي في الدول المغاربية يعد
مؤشراً إيجابياً، ينم عن وجود صحوة ستفضي، لا محالة في نظره، إلى انطلاقة
حقيقية للتصالح مع التاريخ".
ويشارك في هذه الدورة حسب بيان صحافي للجمعية المنظمة للمهرجان ما
يناهز 20 فيلماً موزعاً بين الفيلم الوثائقي والقصير، بعضها سبق أن توجت في
مهرجانات عالمية.
ففي فئة الفيلم الوثائقي، تمت برمجة ثمانية أفلام وثائقية، منها
الفيلم الفرنسي "إزنزارن" لكريستيان لور، إلى جانب فيلم "تاكوت" للمخرجة
ميلاني رينار، الذي يحظى بأول خروج إعلامي له، وفي فئة الفيلم القصير، تمت
برمجة 11 فيلماً في المسابقة الرسمية، من ضمنها الفيلم المغربي الكندي
"مختار" للمخرجة حليمة ورديري، كما سيعرض ولأول مرة في المغرب، فيلم " زمن
المعجزات" للمخرج الحسين شكيري، الذي عرض في مهرجان كان الدولي.
وتبعاً لنفس البيان تتميز هذه الدورة، باستضافة سينما هنود أمريكا
"التي تندرج في إطار الانفتاح على التجارب العالمية وتعضيدها وتثمين
منجزاتها اللافتة".
ويرأس لجنة تحكيم الدورة الخامسة المخرج السويسري اندريه كازوت، وإلى
جانبه كل من المخرجة المغربية فاطمة علي بوبكدي، الباحثة والمخرجة الفرنسية
إلين كلود هواد، الصحافي عبداللطيف بن طالب، الناقد الإعلامي حسن بنجوى.
ويضم البرنامج أنشطة ثقافية وورشات تكوينية مفتوحة في وجه الشباب،
إضافة إلى أنشطة ثقافية أخرى.
العربية نت في
04/10/2011
مراجعة لأبرز ما تم تقديمه في «مهرجان
الفيلم الإسلامي» بلندن
«الربيع
العربي» ودور المرأة في طليعة المواضيع
لندن: شيماء بوعلي
«هل هناك ما يسمى بالسينما الإسلامية؟»، كان هذا هو السؤال الذي أطلق
شرارة بدء مؤتمر نظمه برنامج الأفلام امتد لأربعة أيام في معهد لندن للفن
المعاصر بالعاصمة البريطانية.
وقد هدف تعاون بين معهد لندن للفن المعاصر والصحيفة الأكاديمية «ثيرد
تكست»، إلى محاولة البحث عن إجابة عن هذا التساؤل، جنبا إلى جنب مع تساؤلات
أخرى شائعة أهمها: إذا كانت هناك سينما إسلامية، فأين إذن العالم الإسلامي
منها؟ وكيف تتوافق الانتفاضات والثورات المستمرة، بالأساس، مع هذا العالم؟
هذه تساؤلات رد عليها حميد دباشي، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة
كولومبيا الأميركية، بالمثل الفارسي «إذا ألقى رجل مجنون قطعة عملة في بئر
فلن يستطيع 1000 رجل حكيم الإتيان بها». وعلى الرغم من ذلك، فإن المناقشتين
والثمانية أفلام التي تشكل هذا الاستكشاف النظري سارت مع مناقشة ثرية
وسلسلة من الحكايات السردية المدعمة بقوة التي قدمت، بشكل أكثر ملاءمة، من
خلال أفلام من مجتمعات إسلامية.
ما كان مصدرا للشك في هذا البرنامج قبل ذلك بات لاحقا أكثر نقاط قوته:
وهو طموحه في تناول موضوعين كبيرين أساسيين، هما الإسلام وما يعرف باسم
«الربيع العربي». وفي ما يبدو وكأن الموضوع المبدئي سوف يشمل الجدل المثار
حول الانتفاضات المدنية في منطقة معينة، فإن البرنامج استهل فعالياته في
حقيقة الأمر بتناول إشكاليات مثل النظرة للعالم الإسلامي والعالم العربي،
فيما عرضت الأفلام بشكل مرئي مواضيع مثل المظاهرات وأشكال الاحتجاج
والمقاومة في مجتمعات إسلامية.
ومن أمثلة الأفكار التي ناقشتها الأفلام: السياقات التاريخية
والاستعمارية والشكل الناشئ للانتفاضات المستمرة وتعددية الأديان في
المناقشة الأولى والتي حملت عنوان «هل هناك عالم إسلامي؟»، وانعكست في
أفلام تم تقديمها مثل «سيدو» (السنغال، 1977) و«تقوى» (تركيا، 2006)
و«الليلة الطويلة» (سوريا، 2009). كما نوقشت أيضا أفكار عن تأثير السياسات
الحالية على الأحزاب السياسية الإسلامية في فلسطين والتغطية الإعلامية
للأحداث ودور النساء في الانتفاضات الحالية في المناقشة الثانية التي حملت
عنوان «رياح التغيير في الأراضي العربية» وتجسدت في أفلام «صمت القصور»
(تونس، 1994) و«ملح هذا البحر» (فلسطين، 2008) و«الموجة الخضراء» (إيران،
2010).
وكان موطن قوة برنامج الأفلام هو أن كل فيلم تم تصويره اشتمل على
مستويات متعددة من المعاني من خلال تجسيد أفكار من التاريخ والمجتمع، مصورا
التعقيدات الداخلية، وكذلك، من أجل إمداد تحليل الثقافة المرئي بالأفكار،
بتقديم لمحات من أمثلة سينمائية من المجتمعات العربية. وكان دور النساء في
السياسات العربية الحالية من بين أجرأ المواضيع التي انعكست في عدد من
الأفلام.
ومثلما أشارت نادية العلي، أستاذ دراسات النوع في مدرسة الدراسات
الشرقية والأفريقية (سواس) بجامعة لندن، في عرضها أمام لجنة المناقشة، هناك
سياسات أخرى للتعامل مع النظرة العامة بشأن الحراك في المجتمعات الإسلامية
والعربية، وتظل أدوار النساء في نطاق محور التركيز.
ويشمل ذلك التهديدات التي ظهرت على السطح مؤخرا ضد النساء اللائي
يشاركن في المظاهرات، في إشارة إلى تعليقات مفادها أنه «من المخالف لتعاليم
الشريعة الإسلامية تظاهر السيدات». وباتت الكرامة والشرف محل تساؤل، على
نحو يعكس بوضوح تبعية المرأة. وتشير العلي أيضا إلى أن أشكال التواصل بين
الجماعات النسائية والأنظمة القديمة، نذكر هنا «مركز سوزان مبارك الإقليمي
لصحة وتنمية المرأة»، المنظمة التي فشلت فشلا ذريعا، إذ أسهمت بدرجة كبيرة
في قمع المرأة، بدلا من أن تساعد في تمكينها. وفي النهاية، تتمثل أهم
النقاط العملية التي ستتم مناقشتها في تهميش قضايا المرأة بعد مطالب
بالمساواة الاجتماعية وتحسين الوضع الاقتصادي ومشاركة المرأة السياسية.
وتقول العلي «لا يوجد شيء مشين في الإبقاء على حقوق المرأة كأولوية بين هذه
المطالب العامة».
وقد تطورت هذه الأفكار، مرة أخرى، بشكل أكبر من خلال العروض السردية
التصورية التي قدمت في الأفلام.
قصة «سيدو» (Ceddo)
لسيمبين عثمان أنتجت في فيلم عام 1977، ويمزج الفيلم بين إشارات إلى
الاستعمارية في السنغال في القرنين التاسع عشر والعشرين. ويتجسد فيه أداء
قوي لمجموعة من الناس، يشار إليهم باسم «سيدو»، يقاومون كلا من الاستعمار
الإسلامي والمسيحي على حد سواء.
لقد رُسمت ملامح شخصيات الفيلم في صورة «رسوم كاريكاتيرية لا شخصيات
حقيقية»، مثلما أشار مخرج الفيلم ومؤلفه عِمرَة بكاري، لإبراز الطبيعة
النقدية الخيالية للفيلم. وفيه، يجري اختطاف الأميرة ديور على يد جماعة
سيدو. ومع احتفاظها بدورها السلبي كرهينة، تتمتع بالسلطة بوصفها الوريثة
القبلية الوحيدة. وقد أشار الباحثان السينمائيان غورهام كيندم ومارثا ستيل
إلى رمزية المرأة في أفلام سيمبين كتمثيل لأفريقيا التقليدية، في إشارة إلى
مكانة المرأة المتزايدة في المجتمع. وتجسد الأميرة هذا في كل من دورها
الفعلي، الذي يدور بين الشخصية الكاريكاتيرية الخيالية السينمائية، وتلك
النقطة الجوهرية في المجتمع الأفريقي التقليدي. وقد أثار تضمين هذا الفيلم
أيضا سؤالا على السطح حول ماهية المجتمعات الإسلامية ذات الصلة بالاستعمار
والمجتمعات الأفريقية.
أما فيلم «صمت القصور» فجرى تقديمه من قبل روس غراي، المحاضر في الفن
بكلية غولدسميث في جامعة لندن، باعتباره من بين «أكثر الأفلام النسائية
تميزا في العالم العربي». ويصور الفيلم قصة حياة مجموعة من الخادمات اللائي
يعشن ويعملن في قصور الأمراء الأتراك الذين كانوا يحكمون تونس. ونظرا لأن
الفيلم يدور في نهاية فترة الحكم الاستعماري الفرنسي، ترمز النساء في هذا
الفيلم أيضا إلى الدولة، فهن يتعرضن للإغواء والمخاطر وتفرض عليهن قيود
خانقة. ويتجلى هذا بشكل أكبر عندما يشبّه البطل الثوري محبوبته بالدولة،
واصفا إياها بأنها «مترددة».. و«المستقبل ينتظرنا»، هكذا يعلن صراحة.
ويتقمص في صوتها حق تقرير المصير من خلال أغنية في أكثر المشاهد عمقا،
حينما تتحول من الترفيه إلى التعبير عن الفخر الوطني. ومع أن الفيلم يعود
إلى مرحلة تاريخية منصرمة من تاريخ تونس، فإنه حقا يعتبر وثيق الصلة بما
يحدث اليوم من تحول تاريخي حديث، من خلال إبراز أوجه تشابه قوية بين انعدام
الفرص بالنسبة للدولة والنساء.
وبينما كان هذان الفيلمان مؤثرين من حيث السرد والاستعارات في ما
يتعلق بالنساء وصورتهن، لم يكن الفيلم التركي «تقوى»، الذي أنتج في عام
2006، بالدرجة نفسها من التأثير. فمع أنه من دون شك فيلم رائع ومؤثر من
خلال تناوله لمفهومي الإسلام والروحانية، يمكن أن يؤخذ عليه أن تجسيده
للمرأة موضع شك ومثار تساؤلات. وعلى مدار أحداث الفيلم، كانت هناك ثلاث
شخصيات نسائية فقط، تظهر كل منها في لقطات سريعة، إما كرمز لشيء مرغوب فيه
أو يدعو للرثاء.
وبينما يوظف فيلم «تقوى» الحركة الإبداعية للكاميرا والصوت من أجل خلق
إيقاعات من التكرار مرتبطة بشكل عام بالفن الإسلامي والتصميم، يأتي تجسيد
المرأة كرمز جنسي مخالفا للقواعد الأخلاقية المتعارف عليها في صناعة
السينما الإسلامية.
ويبقى القول، إنه مع تطرق الأفلام لأفكار تتعلق بالنساء والإسلام
والسياسات من خلال السرد المرئي والصور المجازية، تظل هناك النقطة البسيطة،
وهي أن دور المرأة في المظاهرات سيظل بارزا بهدف صون كرامتها وشرفها،
ومجددا، ليس ذلك مقصورا على العالم الإسلامي أو العالم العربي.
الشرق الأوسط في
04/10/2011 |