كان على المخرجة الشابة مريم أبو عوف، أن تسلك طريقها الطبيعي إلى
السلك السياسي
بحكم دراستها الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة،
إلا أنها
تمردت على ذلك المسار حين فعَّلت الجينات الموروثة لتتحول إلى مجال السينما
التي
عشقتها منذ نعومة أظافرها. فالمخرجة الشابة كريمة الفنان عزت
أبو عوف، وهي أيضاً
سليلة فرقة «الفور إم» الغنائية التي ذاع صيتها في السبعينات بفضل عضواتها
المرحات (عمات المخرجة) وقائدها الطبيب الشاب - في
ذلك الوقت - عزت أبو عوف. بدأت مريم أولى
محطاتها بإخراج الأفلام القصيرة للتلفزيون، فحققت قبولاً
لافتاً ذلك قبل أن تنتقي
فريق عمل من الفنانين الشبان لتخرج أول أفلامها الطويلة «بيبو وبشير»، الذي
بدأ
عرضه في عيد الفطر الماضي فحقق إقبالاً وتقديراً من النقاد بين مجموعة
الأفلام
الهزلية والتي أعدت خصيصاً لسحب «العيدية» من جيوب رواد
السينما أيام العيد. وكانت
المخرجة الشابة قد شاركت المخرجين يسرى نصر الله ومروان وحيد حامد إخراج
فيلم (18
يوم) الذي يطرح وجهة نظرهم في ثورة الشباب التي أطاحت الرئيس ونظامه،
وحالياً يطوف
الفيلم في مهرجانات دولية إلا أنه لم يعرض بعد في الصالات في القاهرة
لمشاكل خاصة
بشركة التوزيع لعله يتم حلها.
كوميديا الموقف
فيلم «بيبو وبشير» من نوعية أفلام كوميديا الموقف، فيلم رقيق جيد
الصنع منزه عن
الإسفاف والسوقية يلحظ المرء فيه للوهلة الأولى عناية المخرجة بجماليات
الصورة من
خلال كاميرا مدير التصوير فكتور كريدي، فضلاً عن حيوية الإيقاع الذي ضبطته
المونتيرة القديرة منى ربيع، واللافت أن هذين العنصرين الفنيين
كثيراً ما يغفلهما
مخرجو الأفلام الكوميدية على اعتبار أنهما مجرد إضافات لا لزوم لها.
ويلفت النظر قدرة المخرجة الشابة على توجيه الممثلين في الفيلم ويسجل
كل من بيبو (منة
شلبي) وبشير (آسر ياسين) درجة عالية من المعايشة للشخصية؛ إذ قدم كل منهما
شخصية حية تنطق بروح الشباب وتتحدث بلسانهم وتستلهم هيئتهم وقد
لا يكون من قبيل
المبالغة أن نقدّر أداء (آسر ياسين) وحضوره كما أداء النجم المصري العالمي
عمر
الشريف في أفلامه الكوميدية الخفيفة.
خلال السياق يمتهن كل من «بيبو وبشير» مهناً عصرية لتصيغ بالتبعية
نمطاً حياتياً
غير تقليديّ، إذ تعلم «بيبو» عازفة على الطبول في فرقة غنائية إقليمية
ومقرها مدينة
بورسعيد الساحلية، وهي ملمح من ظاهرة فنية تجتاح الأقاليم في شكل فرق
شبابية تغني
للحرية وتتمرد على النمط المألوف للموسيقى والغناء؛ لتتبنى
إيقاعات حداثية، بينما
يعمل «بشير» مترجماً للغة التنزانية(!) مع المدرب التنزاني للفريق القومي
لكرة
السلة حيث يحل كل منهما في قلب القاهرة العاصمة العامرة بحثاً عن محل
للسكن، وكل
منهما مدفوع بظروف ملحة للتعجيل بالسكن ولو بشروط مجحفة فيكون
على بيبو أن تستقر في
سكن آمن لتطمئن أمها عليها ويكون على بشير أن يخلي الساحة لعروس والده
الفاتنة (صفية العمري) وأن ينقذ نفسه من كلبها
المدلل والذي يسعى إلى فراش بشير ليعوّض
الحنان الذي افتقده بانشغال صاحبته مع عريسها (عزت أبو عوف)
وبذلك يسجل الفيلم حالة
إعلاء سقف الحرية الذي أتيح للشباب أخيراً، والذي يسمح لهم بالاستقلال عن
أسرهم وهو
ما لم تسمح به التقاليد من قبل.
تفيض المواقف الكوميدية بالمفارقة وسوء الفهم، فتعلو الضحكات في
الصالة حين يضطر
كل من بيبو وبشير لقبول الشرط التعسفي في عقد الإيجار والخاص بحيازة كل
منهما
بالتبادل ومن دون علم الآخر - الشقة ذاتها - لمدة نصف اليوم على ألا يوجد
بها في
النصف الآخر وهي الحال التي تتلاءم مع ساعات عمل كل منهما،
وبالطبع لا تدوم الحال
ولا تستقر الأحوال إذ تتشابك الخطوط ويلتبس الأمر وتنتابهما الحيرة حتى
تنكشف
الخدعة وتجلو الحقيقة
لتعلو الضحكات.
لا يغيب عن الذاكرة أن السينما الأميركية وأيضاً المصرية سبق أن
تناولت الفكرة
ذاتها، ما كان يتعين على الشركة المنتجة التنويه به في العناوين إلا أنه
يقدّر
للمخرجة الشابة مهاراتها في بث روح جديدة للمعالجة خلال لقطات تبقى عالقة
بالذاكرة،
بخاصة اللقطات التي تصاحب نمو الصداقة بين بيبو وبشير وأيضاً
حضور عائلة بيبو إلى
الاستاد لتشجيع الفريق. ولكن تبقى ملاحظة على السيناريو الذي كتبه الكاتبان
كريم
فهمي وهشام ماجد، وذلك من دون أن نعفي المخرجة من المسؤولية وأولها المشهد
الفاضح
للكلب المدلل والذي أثار استياء المشاهدين، إضافة للشخصية
السخيفة التي أداها
الفنان باسم سمرة وما كان له أن يقبل الدور بعد المكانة التي حققها على
خريطة
الدراما بخاصة دوره في مسلسل «الريان». وتبقى الإشارة إلى اختزال السيناريو
تفاصيل
تدريبات الفريق وتوجهات المدرب ومدى استيعاب آسر ياسين كل تلك
الخبرات ما يؤهله
لمهمة التصدي لإنقاذ الفريق القومي بعد أزمة رحيل المدرب غاضباً لعدم وفاء
الاتحاد
بمستحقاته. ويا حبذا لو فطن الكاتب إلى تفعيل دور تلاميذ المدرسة الصغار في
تشجيع
مدرّسهم (آسر ياسين) في مباراة الختام بذلك كله كان يمكن
للفيلم أن يرتقي إلى مستوى
أعلى من خلال قصة شاب مصري بسيط استطاع أن يقتنص الفوز للفريق القومي وينقذ
سمعة
مصر.
فيلم «بيبـو وبـشير» ثـمـرة اجـتـهاد مـخـرجة شابة عكست أجواء ما قبل
الثورة،
تلك الثورة التي أحدثت تحولاً في التوجهات، ما يتعين على السينمائيين
استيعابها
ووضعها موضع الاعتبار.
الحياة اللندنية في
30/09/2011
رانيا تناقش قهر الفتيات
القاهرة - سامي خليفة
تنافس الفنانة رانيا يوسف نفسها هذه الأيام بثلاثة أعمال سينمائية؛
حيث يعرض لها
أفلام «ريكلام» و»حفلة منتصف الليل» و»واحد صحيح». للمناسبة أعربت الفنانة
الشابة
عن تخوفها الشديد وشعورها بالرهبة من عرض ثلاثة أعمال سينمائية لها دفعة
واحدة في
موسم واحد، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل؛ لذا اعتبرت الأمر مغامرة كبيرة
مؤكدة في
الوقت ذاته أن عرض الأفلام في توقيت واحد جاء بالصدفة.
وتحدثت رانيا عن محور فيلم «ريكلام» المزمع الانتهاء من تصويره
قريباً، قائلة «يدور
حول تسليط الضوء على الظروف الاجتماعية التي من الممكن أن تفرض على بعض
الفتيات التعايش مع عالم الانحراف، وذلك من خلال حكاية أربع
فتيات يواجهن قهراً في
مجتمعهن فيتغلبن عليه بطرق غير مشروعة”.
وأعربت رانيا عن سعادتها بالعمل مع الفنانة غادة عبدالرازق في هذا
الفيلم، موضحة
أنها فنانة كل الأدوار وأي عباءة فنية ترتديها تجعلها مناسبة لها حيث
تستطيع تغيير
جلدها من عمل لآخر.
وتجسد رانيا خلال العمل شخصية مندوبة مبيعات تعيش قصة حب مع أحد
الشباب إلا أن
هناك عراقيل ومشاكل تقف حائلاً بينهم كثيراً.
إلى هذا، تطرقت رانيا للحديث عن فيلمها «حفل منتصف الليل» الذي يشارك
في بطولته
كل من الممثلة التونسية درة زريق وعبير صبري ومنى هلا وحنان مطاوع ورامي
وحيد وإيمي
المصري، وفيه تجسد رانيا شخصية سيدة أعمال. وأخيراً تشارك رانيا في بطولة
فيلم
«واحد
صحيح» أمام الفنان هاني سلامة والسورية كندة علوش، عن قصة من تأليف تامر
حبيب
وإنتاج أحمد السبكي وإخراج هادي الباجوري في أولى تجاربه الإخراجية، وتجسد
رانيا في
هذا الفيلم الثالث شخصية طبيبة نساء تدخل في علاقة مع أحد الشباب؛ لكنه لا
يجد
سعادته معها فتحاول بشتى الطرق اجتذابه تجاهها إلا أنه يميل
إلى إحدى الفتيات
الأخريات.
الحياة اللندنية في
30/09/2011
اللاجئون يفجّرون أسئلة التسامح والهوية
أمستردام - محمد موسى
عرضت الصالات الأوروبية، خلال الأشهر القليلة الماضية، فيلمين جديدين،
يتعرضان
إلى موضوعة اللاجئين السياسيين والمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في بلدان
القارة
الأوروبية، والمعضلات الأخلاقية والنفسية التي تثيرها في الضمير الجمعي
الأوروبي.
فمن بلجيكيا، يكشف فيلم «غير شرعي» للمخرج أوليفر ماسيت - دبيسيه عن الجانب
الإنساني المأسوي، لسياسة الترحيل الإجبارية، التي تنتهجها حكومات أوروبية
عديدة،
مع اللاجئين الذين يتم رفض طلبات لجوئهم، ليتم إرغامهم بعدها على الرجوع
إلى
بلدانهم الأصلية. يقدم الفيلم قصة امرأة من إحدى بلدان الاتحاد
السوفياتي السابق،
تقطع، كمعظم طالبي اللجوء، بلداناً أوروبية عدة، قبل أن تصل إلى مبتغاها،
هذه المرة «بلجيكا»، والتي ما إن تصلها حتى يصدر أمر
بترحيلها إلى بلدها الذي تركته قبل سنوات
عدة. يسجل الفيلم في معظمه، يوميات مركز الترحيل، والجحيم
النفسي للبطلة المسجونة،
والتي اخفت عن البوليس الذي قبض عليها في الشارع، أن لديها ابناً أضحى،
وبعد حجز
الأم، وحيداً في العاصمة البلجيكية بروكسل. كذلك يمر الفيلم على قصص بعض
نزلاء مركز
الترحيل ذاته الذي اغلب نزلائه من المسلمين، مركّزاً، وبتعاطف
كامل، على الثمن
البشري الباهظ الذي يدفعه الهاربون من بلدانهم بحثاً عن حياة جديدة آمنة،
وقسوة
الطريق المسدود الذي ينتهي إليه بعضهم.
وإذا كان فيلم «غير شرعي» يسجل نهاية «الرحلة» لبعض طالبي اللجوء،
يقدم الفيلم
الروماني «مورغين»، والذي كان إحدى مفاجآت الدورة الأخيرة لمهرجان روتردام
الدولي،
بداية الرحلة تلك. فأحد المشاهد الافتتاحية للفيلم، كان لشاحنة تقذف برجل
إلى حقل
ريفي قريب من الحدود الرومانية الهنغارية. إنها إذن بداية
الطريق الطويل، للكردي
الهارب من احد بلدان الشرق الأوسط، والذي عوضاً أن يتم إيصاله إلى ألمانيا،
كما تم
الاتفاق معه، قامت مافيا تهريب البشر، بالتخلص منه في رومانيا. ليقضي وقت
الفيلم
كله، محاولاً الوصول إلى ألمانيا، للالتحاق بابنه الذي يعيش
هناك منذ سنوات.
دوافع شخصية
يكاد فيلم «مورغين»، بموضوعه، ودوافع شخصياته وخلفياتها، أن يكون نسخة
رومانية،
من الفيلم الفرنسي «مرحبا»، (من أخراج فيليب ليوريه وعرض في عام 2009)، هذا
من دون
التقليل أبداً من باكورة المخرج الروماني ماريان كريسان، الذي يقدم مقاربته
الخاصة،
عاكساً مخاض الهوية الوطنية الرومانية، والتغييرات والتحديات
التي يواجهها
الرومانيون في زمن مختلف عن عقود العزلة التي خضعوا لها في الماضي. في
المقابل
يشترك الفيلمان بتقديم ما يشبه «يوميات» لحياة أبناء مدن أوروبية حدودية،
تحولت في
السنوات الأخيرة، إلى «معبر» لطالبي اللجوء للوصول إلى وجهات
«أفضل»، بريطانيا في
الفيلم الفرنسي «مرحبا»، وألمانيا في الفيلم الروماني.
ما يشترك به الفيلمان أيضاً، هو طبيعة العلاقات التي يقدمها بين
شخصيات من تلك
المدن الحدودية والعابرين من اللاجئين. فالعلاقات تلك، لا تنشأ هكذا. هي
نتاج أزمات
وخيبات شخصية وأخرى عامة، وهي التي تدفع أوروبيين لمحاولة التدخل في مصائر
هؤلاء
اللاجئين العابرين. بل إن العلاقات تتحول أحياناً (لشخصيات
الفيلم الأوروبية) إلى
وسيلة لطلب المغفرة، على أخطاء التاريخ وجروح حيوات سابقة.
كوميديا ولكن سوداء
لكن عوضاً عن الدراما التي تهيمن على فيلم «مرحبا»، يتجه الفيلم
الروماني إلى
الكوميديا السوداء التي تغلف معظم وقته، لينضم إلى مجموعة من الأعمال
الرومانية
الباهرة التي برزت في السنوات الأخيرة، والتي اختارت الكوميديا في عودتها
إلى قصص
من تاريخ البلد القريب، وحتى لبعض الأعمال الأخرى ذات
الموضوعات المعاصرة. الفيلم
يسخر أيضاً من الصورة الشائعة عن البطل في السينما. فالكردي الهارب في فيلم «مورغين»، هو على النقيض تماماً، من بطل
فيلم «مرحبا»، الكردي الوسيم الشاب الذي
كان يتحدث الإنكليزية بطلاقة. ليست الاختلافات هنا شكلية فقط،
أو بسبب الثياب الرثة
نفسها والتي كان يرتديها البطل طوال الفيلم، واللحية التي تغطي وجهه
الخمسيني
المتعب. فالفيلم اختار أيضا عدم إيلاء أي اهتمام لإيجاد لغة حوار مشتركة
بين الكردي
وصاحب الحقل الروماني الذي يستضيفه. ورغم أن الكردي لا يتوقف
عن الكلام، والصراخ،
والتوسل أحياناً، إلا أن الصالات السينمائية الأوروبية التي عرضت الفيلم،
اختارت
عدم ترجمة ما يتفوه به اللاجئ الكردي، لأسباب ترتبط بالكوميديا التي
ينشدها الفيلم،
وأخرى لها علاقة بالمقاربة التي اختارها المخرج، بالابتعاد عن صورة «البطل»
الوسـيم
والفصيح، ليختار شخصية لا تثير التعاطف المباشر، بل يستدعي حضوره كثيراً من
القلق
وعدم الارتياح لأول وهلة.
تفجر العلاقة الغريبة بين البطل الروماني واللاجئ الكردي الكثير من
الكوميديا،
وهي التي ستدفع بالأخير إلى قلب الفيلم، وتمنحه التعاطف الذي كان غائباً في
ربع
الساعة الأولى من زمن الفيلم. بل إن البطل الكردي ذاته، سيصل في احد
المشاهد، إلى
ذروة لم تصلها أفلام اللاجئين الأوروبية السابقة. فعندما ينجح
وبمساعدة صديقه
الروماني، في الوصول إلى هنغاريا، يقف على حافة إحدى الطرق السريعة
المزدحمة،
عاجزاً تماماً عن الإتيان بأيّ خطوة أخرى. غارقاً في التيه الأوروبي. في
الوقت الذي
تركز الكاميرا على وجهه، بملامحه الضائعة، في مشهد شديد التأثير.
ومختلفاً قليلاً عن فيلم «مرحبا»، يوجه فيلم «مورغين» الاهتمام لبيئته
الرومانية
الخاصة، والتغييرات التي لم تتوقف منذ انهيار الشيوعية، حيث أن البطل
الروماني
وزوجته ليسا من الذين انضمّوا إلى عجلة اقتصاد السوق المنطلقة بسرعة كبيرة.
فالحقل
الذي يملكاه لم يعد يملك أهمية كبيرة أبداً في رومانيا
المعاصرة، لكنهما يرفضان
بيعه لاعتبارات عاطفية، إلى مستثمرين إيطاليين، يشترون الكثير من الأراضي
في
المقاطعة. ليبقيا في البيت المتهدم، والذي ينتمي إلى زمن ماض بعيد.
ورغم أن المجتمعات الأوروبية الصغيرة التي قدمها فيلما «مرحبا» و»مورغين»،
لن
تعرف النتائج الطويلة الأمد لوجود اللاجئين بينها، إلا أن وجودهم الموقت،
يثير
بدوره أيضاً كثيراً من الأسئلة، عن المسؤولية التي تقوم بها دولتا الفيلمين
تجاه
مشكلة الهجرة القسرية، ولماذا يختار البعض المخاطرة بالحياة،
للهرب من دول أوروبية
معينة، والاتجاه إلى دول أوروبية أخرى؟ وما يرتبط بهذه الأسئلة من مشاعر
ملتبسة
وإدانات تطاول الدولة والمجتمع. وهي التي تفسر بالتأكيد العودة السينمائية
المتكررة
إلى الموضوعة ذاتها.
الحياة اللندنية في
30/09/2011
أفلامنا في «رين دانس»
لندن - «الحياة»
يعرض مهرجان «رين دانس» الإنكليزي، وهو يعتبر أحد أهم المهرجانات
الأوروبية
للأفلام المستقلة، مجموعة أفلام من الشرق الأوسط، في دورته التاسعة عشرة
ابتداء من 28
أيلول (سبتمبر) ولغاية 9 تشرين الأول
(أكتوبر). وتتضمن العروض أفلاماً
لسينمائيين عراقيين وأفغانيين ومن جنسيات أخرى... ملقياً بضوء جديد على
تجاربهم في
بريطانيا وخارجها، إلى جانب أعمال حول بلدانهم الأصلية. ومن الأفلام
المعروضة في
المهرجان فيلم العراقي قتيبة الجنابي «الرحيل من بغداد» الذي
يقدّم للمرة الأولى في
بريطانيا، ويتناول الشريط الأحداث التي يتعرض لها المصور الشخصي لصدام حسين
في
محاولته الهروب من العراق في نهاية التسعينات. الفيلم يلاحق ويتابع هروب
المصور
ومحاولات وصوله إلى بريطانيا ضمن حبكة درامية تمتزج.
السينمائي قتيبة الجنابي المولود في العراق، منفي منذ ثلاثة عقود
ونيف، وتنقل في
دول عدة ليستقر في لندن. وعلى رغم محدودية موازنة الفيلم، تأتي مشاهده
متخمة
بالتحدي وتدفع المتلقي إلى التفكير والاستنتاج.
يذكر أن فيلم «الرحيل من بغداد» حصد الجائزة الأولى للأفلام الروائية
في مهرجان
الخليج في دورته الأخيرة مطلع العام الحالي.
وإلى هذا هناك فيلم «مسوكافيه» من إخراج وتأليف المخرج العراقي -
البريطاني جعفر
عبدالحميد. ويتناول قصة أخرى لشخصية عراقية تغادر العراق، على أن جوهر
الشريط يركز
على تجربة الشخصية عند وصولها إلى المملكة المتحدة. أما «أين ينبض قلبي»
فهو عنوان
الفيلم الوثائقي الذي يستعرض عودة الصحافية السويدية (من أصل
افغاني) كازار فاطمي
إلى بلدها الأم أفغانستان، بعد أن أجبرت على الهروب منه عام 1989. و في
المقابل
يدور فيلم «كيف تصنع ثورة» حول المرشح لجائزة نوبل جين شارب، الخبير
العالمي لصناعة
الثورات السلمية، وهو شخص يتكلم بهدوء، عن أخطر الأمور بحيوية لا تشي بأن
عمره 83
عاماً وقد أصبحت كتاباته بمثابة النصوص الأساسية والمرجع لكل
قادة الثورات في
العالم.
الفيلم يظهر تطور الثورة الحديثة ويشمل مقابلات مع قادة يسعون إلى
ترسيخ
الديموقراطية من ضمنهم الذين قادوا الأحداث في مصر وسورية، وهم يشرحون كيف
ساعدتهم
كتابات جين شارب في نقل نضالهم إلى الشوارع لإسقاط الديكتاتورية والانتقال
إلى
الديموقراطية.
5
أفلام مصرية للأوسكار
القاهرة – «الحياة»
استقرت لجنة الأوسكار، التي شكلها وزير الثقافة في مصر عماد أبوغازي
لاختيار
الفيلم المصري الذي سيقدّم لينافس على جائزة أحسن فيلم أجنبي في مهرجان
الأوسكار
لعام 2012 على خمسة أفلام في التصفية من بين 25 فيلماً من إنتاج عام 2011.
والأفلام
هي: «الفاجومي» من بطولة خالد الصاوي وجيهان فاضل وصلاح عبدالله وإخراج
عصام
الشماع، و «678» من بطولة بشرى ونيللي كريم وباسم سمرة وإخراج
محمد دياب، و «الشوق»
من بطولة روبي وسوسن بدر وإخراج خالد الحجر، و «حاوي» للمخرج إبراهيم
البطوط،
وأخيراً فيلم «ميكروفون» من تأليف وإخراج أحمد عبدالله وبطولة خالد
أبوالنجا ويسرا
اللوزي. ومن المعروف ان اهل الأوسكار يختارون عادة خمسة أفلام
على مستوى العالم
للتنافس على هذه الجائزة؛ وتضع لجان الأوسكار شروطاً لدخول هذه المسابقة،
منها أن
يكون الفيلم الذي يرشحه بلده قد عرض للمرة الأولى في دور العرض في الفترة
من تشرين
الأول (أكتوبر) 2010 الى أيلول (سبتمبر) 2011. ويكون عرض بنسخة
35 مللي أو 70 مللي.
وتضم لجنة الأوسكار المصرية كلاً من المخرج مجدي أحمد علي والمخرج دواد
عبدالسيد
والمخرجة هالة خليل والناقد يوسف شريف رزق الله والناقد رامي عبدالرازق
وياسر محب،
أما مقرر اللجنة فهو رئيس المركز القومي للسينما خالد عبدالجليل. والجدير
ذكره هنا
ان فيلم «رسائل البحر» من اخراج مجدي احمد علي وتمثيل بسمة وآسر ياسين هو
الذي
مثَّل مصر العام الماضي في مسابقة أحسن فيلم أجنبي في الأوسكار.
وقد تنظم «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما» مهرجاناً سينمائياً
ثانياً هذا
الشتاء في مدينة الأقصر السياحية.
الحياة اللندنية في
30/09/2011 |