من جديد، ها هو مارتن سكورسيزي يغرد موسيقياً. وها هو يعيد الى
الواجهة فصلاً من
فصول الموسيقى المعاصرة. وليس أي موسيقى: موسيقى البيتلز هذه المرة. ولكن
ليس كل
موسيقى البيتلز، وليس كل أفراد البيتلز. بل تحديداً موسيقى وحياة ذاك الذي
كان
يعتبر دائماً أكثر أعضاء فريق ليفربول الغنائي الاسطوري،
غموضاً ونزعة روحية. انه
ذاك الذي على رغم عادية اسمه، وربما بسبب عادية اسمه، ننساه دائماً حين
نتحدث عن
الفريق، لأنه أبداً لم يكن على شهرة بول ماكارتني أو رنغو ستار، أو جون
لينون.
فجورج هاريسون كان، الى حد ما، رجل الظل.. الأكثر وسامة والأقل شهرة بين
أفراد ذلك
الفريق الذي ثوّر الموسيقى والغناء خلال النصف الثاني من القرن العشرين،
منطلقاً من
بدايات في ليفربول تحدّراً من الطبقات العاملة فيها، وصولاً الى بداية
الشهرة
العالمية في أحد ملاهي هامبورغ... ومن ثم الى العالم كله.
اليوم، ها هو سكورسيزي، يعيد فرق البيتلز الى الواجهة ولكن هذه المرة
عبر العضو
الرابع: جورج هاريسون، الذي حين رحل عن عالمنا في عام 2001، لم يكونوا
كثراً أولئك
الذين تنبهوا الى رحيله، على عكس ما كانت عليه الحال بالنسبة الى رفيقه جون
لينون
الذي رحل قبله، اغتيالاً لعقدين من الزمن خليا. لينون كان بطل
الفريق والأكثر
تمرداً وتسيّساً، والأكثر نجاحاً بمفرده بعدما فرط عقد البيتلز. من هنا حين
قتله
رجل نكرة في عام 1980، ضجّ العالم كله... فيما واصل رنغو حياته بعيداً من
الأضواء
ليحلق بول ماكارتني في عالم النجومية ويحظى بلقب «سير» من
الملكة، ويصبح نجماً حتى
في الحياة الاجتماعية، لتشاء الصدفة أن يشغل الأخبار من جديد بفضل زواج
جديد له قبل
ايام في الوقت الذي كشف فيه الستار عن الفيلم الذي كرّسه سكورسيزي لجورج
هاريسون
بعنوان له أكثر من دلالة «جورج هاريسون: العيش في عالم مادي».
إن الذين يعرفون هاريسون واختياراته الحياتية سيفهمون بسرعة دلالة هذا
العنوان
وجدليته. فهو يأتي هنا وكأنه «احتجاج» على «اضطرار» هاريسون، الروحي الى حد
السفر
الى الهند باحثاً عن الحكمة والماوراء والموسيقى الشرقية فيها، الى العيش
في عالم
المادة الذي لم يشأ أبداً ان يعيش فيه. والفيلم يحكي هذا...
لكنه يحكيه على طريقة
سكورسيزي، ما يجعله يبدو – كما رأى كثر من قلة من الناس شاهدته حتى الآن –
وكأنه
وصف للعصر من خلال فتى عاش العصر. كما من خلال نظرة مبدع سينمائي، تأرجح
على الدوام
بين مادية الحياة وبعدها الروحي. وطبعاً نعرف أن هذه ليست
المرة الأولى التي يفعل
فيها سكورسيزي شيئاً مثل هذا في سينماه، ولا سيما في سينماه الموسيقية...
الخالصة،
بدءاً من «الفالس الأخير» (1978) عن آخر حفل أقامه فريق «ذا باند»...
وصولاً الى
هذا الفيلم الأخير الذي يحاول خلال ثلاث ساعات ونصف الساعة وصف
حياة هاريسون.
تقريباً على الطريقة نفسها التي كان بها – خلال السنوات السابقة – قد وصف
مرة حياة
بوب ديلان، وبعدها غناء فريق الرولنغ ستون...
السينما والتلفزيون معاً
العرض الجماهيري الأول لـ «جورج هاريسون: العيش في عالم مادي» سيكون
يوم الأحد
المقبل في لندن. وبعد ذلك بثلاثة وأربعة أيام سيكون العرض التلفزيوني الأول
على
شبكة HBO،
الأميركية منتجة الفيلم المؤلف من عشرات المشاهد واللقاءات والوثائق التي
اشتغل عليها سكورسيزي ومساعدوه بين 2008 و2009، حين كان منهمكاً في إنجاز
فيلمه «شاتر آيلاند»... ولم يكن للفيلم أن ينجز
لولا تعاون أرملة هاريسون أوليفيا...
كما قلنا، إذاً، لم تكن هذه، المرة الأولى التي يحقق فيها سكورسيزي
فيلماً «موسيقياً».
بل إن هذا الفيلم يأتي في سياق متواصل، سنرى في السطور التالية كيف أن
جذوره، تلتقي زمنياً مع جذور مسار سكورسيزي السينمائي.
إنّ واحداً من المبادئ الاساسية التي أقام عليها مارتن سكورسيزي
سينماه، كان عدم
استخدام الموسيقى والاغنيات للزينة، بل لرسم مناخ عاطفي/ فكري/ جمالي يأتي
متكاملاً
مع الأحداث والمواقف لا مزيّناً لها. وهذا الرسم تتولاه لديه الموسيقى، بل
مختلف
انواع الموسيقى بصرف النظر عما اذا كانت، او لم تكن، ملائمة
تاريخياً، او عاطفياً،
للعالم المصوّر في الفيلم. ومن هنا لا يعود غريباً مثلاً ان نراه في «آخر
إغواء
للمسيح» يلجأ الى موسيقى بيتر غابريال، أو حتى الى موسيقى فرقة «ناس
الغيوان»
المغربية (التي «اكتشفها» خلال تصوير الفيلم في الغرب) بدلاً من أن يلجأ
الى
الموسيقى الكلاسيكية الدينية. وما هذا سوى مثال بسيط يمكن التوسّع فيه
كثيراً:
فمثلاً يدور فيلم «عصابات نيويورك» حوالى العام 1860، ومع هذا لا يجد
سكورسيزي
حرجاً في ان يستخدم فيه موسيقى بيتر غابريال نفسه او موسيقى فرقة «آفروسلت
ساوند
سيستم»، او هاوارد شور، او فرقة «يو2» او جوسلين بوك. وفي «سن
البراءة»، على رغم ان
احداث الفيلم تدور في نيويورك اواسط القرن التاسع عشر، نراه يستخدم
الفالسات الآتية
من فيينا... ان كل الموسيقى صالحة، في نظر سكورسيزي، لخلق مناخ في
الفيلم... على
العكس مما يفعل اولئك الذين يرى هو نفسه انهم «غالباً ما يستخدمون الموسيقى
من اجل
تحديد ايقاع عام، او من اجل موضعة فيلمهم تاريخياً – بمعنى
انهم يحولون الموسيقى
الى ديكور وزينة – اما انا فإنني ابداً لم افكر في الامور على هذا النحو...
فمثلاً
في فيلم «شوارع خلفية»، تلاحظون ان الموسيقى المستخدمة تعود الى زمن يسبق
كثيراً
زمن احداث الفيلم، حيث اننا بدلاً من ان نستمع الى اغنيات كانت
شهيرة عام 1973 – أي
زمن الاحداث وزمن تصوير الفيلم – نستمع الى غناء جوني ايس وفرقة «روينت»،
الذي يعود
الى زمن سابق كثيراً».
بالنسبة الى سكورسيزي، للموسيقى في افلامه دور أساس. من هنا لم يكن
غريباً، حين
طرح عليه ذات مرة سؤال يقول إن اساليبه الإخراجية يصعب فهمها إلا إذا جرى
الدنو
منها موسيقياً، أن يجيب: «انكم بهذا تقدمون لي اكبر إطراء نلته في هذا
المجال...
فهذه الحقيقة تنبع من وعيي التام بهذا الامر». ذلك ان سكورسيزي يقيم، منذ
طفولته
علاقة أساسية بالموسيقى. وهذه العلاقة هي من العمق الى درجة ان كثراً قالوا
عنه انه
يبدو مثل شخص اخفق في جعل الموسيقى مهنته، فانصرف الى السينما
يعوض بها عن
احباطاته، تماماً كما يقال مثلاً ان هذا الشخص صار سينمائياً لأنه فشل في
ان يكون
كاتباً.
صحيح أن علاقة سكورسيزي بالموسيقى بدأت باكراً، بل حتى من قبل ان تبدأ
علاقته
بالسينما، غير ان الربط الحقيقي بين الاثنتين بدأ لديه اواسط سنوات
الخمسين، حين
حدثت لديه اول الصدمات في هذا المجال، وكان ذلك، كما يروي هو «حين شاهدت
فيلم
«حكايات
هوفمان» لمايكل بويل وإمريك برسبرغر، هذا الفيلم الذي تعلمت منه، للمرة
الاولى في حياتي، العلاقة بين الموسيقى والسينما».
أبعاد علاقة ما
والحال أن علاقة السينما بالموسيقى في افلام مارتن سكورسيزي يمكن
رصدها في أشكال
واستخدامات متنوعة:
>
فهناك أولاً، الاستخدام العادي للموسيقى والاغنيات في افلام
روائية، حيث
اعتاد ان يضع في كل فيلم من هذه الافلام، عدداً كبيراً من الاغنيات
والمقطوعات
الموسيقية، التي يستكمل بها مناخ الحكاية، ويحدد الاطار العام – غالباً –
لمشاعر
الشخصيات او حتى سماتها... وتفضيلاتها على الصعد العاطفية او
الجمالية، بحيث تكون
الموسيقى بديلاً من صفحات وصفحات تحاول ان تتسلل الى داخل الشخصية (وينطبق
هذا على
معظم سينما سكورسيزي بالطبع).
>
وهناك بعد ذلك، أفلامه ذات الانتماء المباشر او غير المباشر
الى السينما
الموسيقية كما حال «نيويورك نيويورك»، حيث ان الفيلم كله يقوم كتحية لنوع
الكوميديا
الموسيقية، ما يجعل استخدام الاغاني التي تنشد فيه، من جانب لايزا مينيللي
وغيرها،
او القطع التي يعزفها روبرت دي نيرو والفرق المختلفة، مرتبطة، تاريخياً،
بما كان
رائجاً ويعزف في النوادي وفي الحياة اليومية، في نيويورك بعيد
الحرب العالمية
الثانية، زمن الفيلم واحداثه...
>
بعد ذلك، وخصوصاً في هذا المجال، هناك الافلام التي حققها عن
موسيقيين، كما
الحال في «الفالس الأخير» عن فرقة «ذا باند»، و «لا اتجاه الى الديار» عن
بوب ديلان
و «فليشع نور» عن «رولنغ ستونز»... وصولاً اليوم الى فيلمه عن جورج
هاريسون. وهذه
الأفلام، اذ تدور حول فنانين حقيقيين ومعروفين يراد من الفيلم
ان يكون تحية لهم او
تأريخاً لحفلاتهم ولسيرتهم، كان من الطبيعي لها أن تأتي محكومة بنمط محدد
من
الموسيقى سيملأها من اولها الى آخرها. بل إن المنطق يقول لنا هنا، ان سياق
الفيلم
كله يأتي محكوماً بأغنيات معينة تنتمي الى حدث معين في مسار
الفنان. فمثلاً، في
فيلم «لا اتجاه الى الديار»، كان المطلوب أصلاً أن يتحدث الفيلم عن السنوات
الخمس
والعشرين الاولى من حياة بوب ديلان ومساره المهني (بين 1941 و1966)، ومن
هنا لم يكن
في وسع سكورسيزي إلا ان يستخدم موسيقى وأغنيات لديلان تنحصر
بتلك الفترة. وأمر مثل
هذا يمكن ان يقال عن «الفالس الأخير»، حيث ان الفيلم اصلاً، انما كان – في
اساسه –
تسجيلاً، لذلك الحفل التاريخي الشهير الذي
أقامته فرقة «ذا باند» قبل انفراطها. من
هنا كانت الاغاني والموسيقى المستخدمتان في الفيلم محددة
سلفاً. وهو أمر عاد وتكرر
في فيلم «فليشع نور» عن حفل اسطوري آخر لفرقة «رولنغ ستونز» هذه المرة.
صحيح ان
سكورسيزي، في مثل هذه الافلام، لم يكن يتمتع بكل الحرية التي تمكّنه من ان
يتصرف
موسيقياً على هواه، لكنه في الوقت نفسه، عرف كيف يضبط ايقاع
الفيلم، كله، على ايقاع
ما هو متاح من أغان، وكان يمكن ان نقول الشيء ذاته عن فيلم جورج هاريسون
لولا ان
الثقة المتبادلة بينه وبين ارملة البيتل الراحل اتاحت له ، كما يبدو حرية
حركة
وهامش تصرف جعلا الفيلم سكورسيزياً بامتياز، وهو ما سنعود اليه
لاحقاً بعد مشاهدة
الفيلم بروية وهدوء.
>
أما النوع الرابع بين انواع الارتباط بين السينما والموسيقى في
عالم
سكورسيزي، فيتألف من كليبات تولى هو، ذات حقبة من حياته، اخراجها لأغنيات
محددة:
أشهرها طبعاً «باد» لمايكل جاكسون، في «في
مكان ما اسفل النهر المجنون» اغنية روبي
روبرتسون المعروفة. هنا، في الحالتين، كانت المسألة مسألة
تصوير محدد لعمل موسيقي
محدد. وهكذا، اذ وجد سكورسيزي نفسه غير مضطر الى أن يشغل باله باختيار
الموسيقى،
انصرف كلية الى ابداعه السينمائي من حول الاغنية نفسها، غير عابئ بأن يكون
السيناريو ترجمة مباشرة للأغنية، ولكلماتها او حتى لعالمها
الموسيقي. فهو، مثلاً،
في «باد»، الفيلم الذي يستغرق عرضه نحو 16 دقيقة، ركب حكاية متكاملة، تصلح
في
الحقيقة أن تكون جزءاً من فيلم ليلي – نيويوركي، حكاية المجابهة بين
الانسان الطيب
(يمثله،
طبعاً، مايكل جاكسون) ونقيضه الشرير، الذي يمثله هنا وسلي ستايبس، الذي كان
في بداياته في ذلك الحين. وقد قامت المجابهة، بصرياً، على مشهد راقص يبدو
في نهاية
الأمر أشبه بتحية الى عوالم «وست سايد ستوري»، وفي هذا الإطار لم يكن
غريباً ان يصر
مايكل جاكسون، صاحب المشروع، على ان يتولى ادارة مشاهد الرقص بنفسه
مستعيناً بعدد
لا بأس به من المعاونين.
...ونوع من اجل التاريخ
>
وبين هذه الانواع جميعاً، ثمة نوع يبدو وكأنه يقف خارجها
تماماً، يمكننا
وصفه بـ «الأنطولوجي»، ويمثله في عمل سكورسيزي ذلك المشروع الضخم، الذي
اشرف عليه
هو شخصياً كمنتج منفذ، كما تولى بنفسه اخراج حلقته الاولى. هذا المشروع هو
سلسلة
تاريخ موسيقى البلوز، الذي قدم في افلام حملت، الى توقيع
سكورسيزي، تواقيع عدد من
كبار المخرجين، من امثال فيم فندرز وسبايك لي... والحقيقة أن هذا المشروع،
حتى وإن
كان طابعه العام تاريخياً – علمياً، يريد في الوقت نفسه ان يكون ذا بعد
ايديولوجي (يتمثل، بخاصة، في رد موسيقى البلوز،
وموسيقى الجاز، الى اصولها الأفريقية التي
باتت تبدو كالمنسية في زحام التطور الهائل الذي اصاب هذا النوع
الموسيقي طوال القرن
العشرين)، حتى وإن كان طابعه كذلك، فإن سكورسيزي عرف كيف يشخصن حلقته التي
اخرجها
هو بنفسه، على الاقل، من خلال تلك الرحلة الى الجذور التي يقوم بها
الموسيقي الشاب
غورتي هاريس وصولاً الى مالي في افريقيا، متتبعاً خطى هذا الفن
حتى منابعه.
اذاً، في كل هذه الانواع، وفي كل واحد منها، عرف سكورسيزي كيف يحقق
ذلك التوحيد
الذي كان يحلم به دائماً بين الموسيقى والسينما. بحيث ان توحيدهما اصبح،
بالتدريج
جزءاً اساسياً من شخصيته السينمائية، بل وقد نقول هنا: شخصيته في الحياة.
ترى، ألم
يقل هو نفسه يوماً: «انني اعرف جيداً انني لولا الموسيقى كنت
سأضيع. في مرات عدة
كنت فقط، عبر استماعي الى الموسيقى، اختار العمل في فيلم من الافلام، بل
ابدأ حتى
في تصور الفيلم بصرياً...»؟ أليس لسبب مثل هذا، حدث مرات لسكورسيزي أن جعل
عنوان
اغنية معينة، عنواناً لفيلمه؟
الحياة اللندنية في
30/09/2011
انطلاق مهرجان الإسكندرية وتركيا ضيفة
شرف
القاهرة - نرمين سامي
في أول حدث فني دولي تشهده مصر بعد ثورة «25 يناير» تُفتتح في مدينة
الإسكندرية
الدورة السابعة والعشرون لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض
البحر
الأبيض المتوسط في الفترة من 5 إلى 9 تشرين الأول (أكتوبر) على رغم إلغاء
دورة
مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام عقب الثورة. ويرأس
المهرجان الناقد الفني نادر
عدلي خلفاً لممدوح الليثي الذي تولى رئاسة المهرجان لسنوات عدة. وتنظم
المهرجان
الجمعية المصرية لكتاب السينما ونقادها بمشاركة 62 فيلماً من دول مختلفة
وتحل تركيا
ضيفَ شرف للمهرجان. وقررت إدارة المهرجان إهداء هذه الدورة إلى
أرواح شهداء ثورة «25
يناير». ويتضمن برنامج المهرجان محوراً عن أفلام هذه الثورة.
الأفلام الروائية الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة ستقسم على
تظاهرات المهرجان
المختلفة، وهي قسم المسابقة الرسمية، ويشارك فيه عشرة أفلام، والقسم الرسمي
خارج
المسابقة ويشارك فيه ستة أفلام ذات قيمة فنية وفكرية، والقسم الإعلامي
ويعرض من
خلاله عشرة أفلام إضافة إلى برنامج خاص عن السينما التركية
المعاصرة ويتضمن أربعة
أفلام من إنتاج العامين الماضي والحالي، ومسابقة أفلام الديجيتال للأفلام
الروائية
القصيرة والتسجيلية. كما تشهد الدورة مشاركة ستة أفلام عربية من خمس دول،
ثلاثة
منها في المسابقة الرسمية وهي الفيلم المغربي «بيجاسوس» إخراج
محمد مفتكر، وتبدأ
أحداثه عندما تعثر الشرطة على فتاة في العشرين من عمرها تعاني تقلبات نفسية
بعد أن
تم الاعتداء عليها، ولكن الفتاة تبدو مقتنعة أن الأرواح تطاردها وتتراءى
لها في
صورة الحصان الطائر الأسطوري بيجاسوس تكلف الطبيبة النفسية
«زينب» علاج الفتاة
واكتشاف سرها الدفين وتتوالى الأحداث. والفيلم التونسي «النخيل الجريح»
إخراج
عبداللطيف بن عمار وتبدأ أحداثه في مدينة بنزرت التونسية عام 1991، فيما
تدق حرب
الخليج الأولى طبولها، حيث يعهد «الهاشمي عباس» بمخطوط كتابي
عن حرب بنزرت إلى «شامة»
المتخرجة حديثاً في الجامعة. تشعر «شامة» وهي تقرأ المخطوط برغبة جامحة في
الغوص أكثر فأكثر في أحداث حرب بنزرت التي فقدت فيها والدها العامل النقابي
البسيط
بالسكك الحديد.
تحكيم وتكريم
أما الفيلم السوري «دمشق مع حبي» إخراج محمد عبدالعزيز فيتناول قصة
فتاة سورية
رفضت الهجرة إلى إيطاليا وتقع في حب شاب استدعي للخدمة العسكرية واختفت
آثاره في
حرب لبنان،. والأفلام العربية الثلاثة الأخرى التي تعرض في أقسام المهرجان
إنما
خارج المسابقة هي الفيلم الجزائري «الساحة» إخراج دحمان أوزيد
وتدور أحداثه حول شاب
يشكل فرقة موسيقية ويحلم بالشهرة ولكنه يواجه صعوبات. وفيلمان ديجتال من
لبنان هما
فيلم «شو عم بيصير» إخراج جوسلين صعب وتدور أحداثه في شكل تجريبي ورمزي حول
الكاتب «جلال» الذي ذهب به الخيال مع ملهمته الفتاة
«خلود» التي ترقص في مواقف السيارات
والتي توحي له بالكثير من المواقف والاستعراضات التي يصوغها
بخياله الجامع في كتابه
الجديد. وفيلم «طيب، خلاص، يلا» إخراج رانية عطية ودانييل جارسيا وتقع
أحداثه في
مدينة طرابلس اللبنانية.
تضم لجنة تحكيم المهرجان كلاً من هيلينا تايرنا وهي مخرجة وكاتبة
سيناريو
إسبانية . والفنان المصري خالد الصاوي الذي أكدت إدارة المهرجان أن اختياره
جاء
بناء على أنه استطاع بما يمتلك من موهبة أن يصبح واحداً من أفضل ممثلي
السينما
المصرية في السنوات الأخيرة حيث قدم الكثير من الأدوار الجريئة
والمتنوعة في أفلام
مختلفة منها «عمارة يعقوبيان»، و «كده رضا» الذي فاز عنه بجائزة أفضل ممثل
مساعد في
مهرجان الإسكندرية عام 2007، وتم أيضاً اختيار النجمة جيهان فاضل لعضوية
لجنة
التحكيم كونها تميزت بأداء خاص بها بجانب أدوارها المتنوعة في
السينما والتلفزيون،
وكانت بدايتها السينمائية عندما قدمها المخرج خيري بشارة في فيلم «أيس كريم
في
جليم» أمام عمرو دياب عام 1992 بعدها شاركت في الكثير من الأعمال في
السينما
والتلفزيون ومنها «سهر الليالي» و «خريف آدم».
ويكرم المهرجان بعض كبار نجوم وصنّاع السينما المصرية، لما قدموه
للسينما
المصرية من أعمال مهمة. وهم الفنان يحيى الفخراني والفنانة زهرة العلا
والمخرج سمير
سيف والمؤلف بشير الديك.
الحياة اللندنية في
30/09/2011
مهرجان بيروت الدولي للسينما...
حضور
عراقي وإيراني وكردي لافت
بيروت - «الحياة»
اذا كنت من مرتادي المهرجانات السينمائية الأوروبية او غيرها، او كنت
من هواة
السينما الذين يتابعون عروضها بين مكان وآخر، لن تكون في حاجة الى حضور
الكثير من
عروض مهرجان بيروت للسينما الذي يعقد في العاصمة اللبنانية بدءاً من الخامس
من
الشهر المقبل. وذلك بالتحديد لأن العروض الرئيسة التي يقدمها
هذا «المهرجان» تتألف
من أفلام سبق وتجولت في المهرجانات وحتى في صالات العرض التجارية منذ ربيع
هذا
العام وبعد عروضها الأولى في «كان» وغيره، حتى ولو أشار بيان المهرجان الى
ان
الدورة تتضمن 67 فيلماً من 29 دولة «عدد كبير منها يعرض في
الشرق الأوسط للمرة
الأولى». مهما يكن يبقى ان المتفرجين المحليين سيتاح لهم ان يشاهدوا تحفتين
في
الافتتاح («شجرة الحياة» للمخرج الأميركي من أصل لبناني تيرينس مالك)،
والاختتام
(فيلم
المخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون تراير «كآبة»).
وأوضحت مديرة المهرجان السيدة كـوليت نـوفـل، أن الأفلام الـ67 تتوزع
على سـبع
فـئات، ثلاث منها مسـابقات، هي فئة الأفلام الشـرق أوسـطـية الروائية (سبعة
أفلام)
والأفلام الـشـرق أوسـطـية القصيرة (16
فيلماً) والأفـلام الــشرق أوسـطـيـة
الوثـائـقية (ثمانية أفلام). أما الفئات الأربـع الأخرى فهي: «البانوراما
الدولية»،
و«ركن الأفلام الـقـصيرة»، و «أفلام المطبخ»، و «افلام
الأطفال»، مضيفة ان من بين
المخرجين المشاركين 14 لبنانياً، ومؤكدة ان المهرجان تميز بحضور لافت
للسينما
الايرانية من خلال أفلام لستة مخرجين، خمسة منها ضمن المسابقات الثلاث،
والعراقية
من خلال أفلام لخمسة مخرجين، كلها تنافـس على جوائز
المـسـابقات الثلاث، وبين هؤلاء
وأولئك سينمائيون أكراد، وهو ما جعل مجموع المخرجين الأكراد المـشـاركيـن
أربعة،
بينهم عراقيان وإيراني واحد وسوري مقيم في سويسرا، وجميهم يسعون الى الفوز
بجوائز.
ومن الخليج فيلم واحد بحريني، في حين تحضر السينما المغاربية بثلاثة أفلام:
تونسيان (أحدهما من انتاج فرنسي) ومغربي واحد.
وتعززت المشاركة الأردنية هذه السنة الى
ثلاثة أفلام، ومثلها المشاركة المصرية.
ولاحظت نوفل أن «2011 كانت سنة مهمة للسينما الشرق أوسطية، وثمة أفلام
عدة جيدة،
ولكنها يا للأسف ليس ضمن مسابقاتنا، وهذا عائد الى وجود مهرجانات عدة في
الخليج
تقدم جوائز قيمة، وتساهم في انتاج هذه الأفلام، ولها تالياً الحق في أن
تكون عروضها
الشرق أوسطية الأولى فيها».
وأضافت: «على كل حال، ليست العروض الاولى للافلام هي التي تهمنا،
بمقدار ما إن
هدفنا هو ان نقدم هذه الافلام الى الجمهور اللبناني، ونتيح له فرصة
مشاهدتها، لذلك
قررنا أن نؤخر تاريخ اقامة المهرجان في عام 2012 الى يوم الاربعاء من
الاسبوع
الاخير من شهر تشرين الاول (أكتوبر)، لإتاحة الفرصة أمام
الافلام الشرق أوسطية
لاقامة عروضها الاولى في الخليج، ثم المشاركة في مهرجاننا».
اما حفلتا الافتتاح والاختتام فلن تقاما كالعادة في مسرح قصر
الاونيسكو، في صالة
مسرح كركلا في سنتر ايفوار (حرج تابت). اما العروض العادية فستقام في صالات
سينما
أمبير سوديكو سكوير.
الحياة اللندنية في
30/09/2011 |