·
قدمنا أعمالا ناجحة تحدثت عن الإنتصار علي اليأس
والعدو وهذا وحده لا يكفي!
·
سينما أگتوبر .. ثمانية أفلام وخصام لربع قرن
!
٨٣
عاما مرت علي حرب أكتوبر المجيدة التي أحدثت زلزالا مدويا لا
تزال أعرق الأكاديميات العسكرية في العالم تدرسه وتحلل نتائجه للدارسين بها
ورغم
ذلك لم تتحرك السينما المصرية حتي الآن لتسجيل هذا الحدث
العظيم، مثلما حدث من قبل
علي شاشة السينما العالمية التي راحت تقدم أعمالا رائعة عن الحرب العالمية
الاولي
عقب الانتصارات التي حققها الحلفاء فشاهدنا إستوديوهات هوليود تتسابق في
إنتاج
مجموعة متميزه من الأفلام ثم حدث نفس الشئ في الحرب العالمية
الثانية
وعندما
قامت اليابان بمهاجمة »بيرل هاربور« قام الرئيس الأمريكي روزفلت بوضع كافة
التسهيلات المادية والفنية امام هوليود لتقديم أعمال تسجل هذه
المعركة.وهناك عشرات
الأفلام الأخري حفظت ذاكرة الإنتصارات العسكرية في أهم المعارك التي تابعها
العالم
فمن منا ينس أفلاما مثل »الحرب والسلام« و»وداعا للسلاح« و»جسر علي نهر
كواي«
و»بعيدا عن فيتنام« و»مدافع نافارون« الي آخره من الأعمال الفنية الضخمة
والمبهرة. ..ووسط كل هذا التاريخ السينمائي الحافل
بالأعمال العسكرية المهمة التي غيرت وجه
العالم نجد حرب أكتوبر المجيده وهي واحده من أعظم الحروب التي
شاهدها العالم في
عصرنا الحديث لم تحظ بكل أسف باهتمام أجهزة الدولة المختلفة لتخليدها في
عمل روائي
علي الرغم من عشرات القصص التي تتحدث عن كيفية عبور الحائط المائي لقناة
السويس
وتحطيم خط بارليف وإجتياز السد الترابي ودك المدافع الحصينة
بجانب سلسلة أخري من
القصص الرائعة التي قامت بها مختلف أسلحة القوات المسلحة في إطار منظومة
محكمة من
الاعداد والتحضير والتنفيذ الجيد الذي أبهر العالم بأسره ووضع العسكرية
المصرية في
مكانة مرموقة بين المدارس العسكرية في العالم. .. وشهدت أيضا حرب أكتوبر
بطولات
مثيرة لقادة وضباط وجنود عظام مثل ابراهيم الرفاعي وابراهيم
يسري وسيد زكريا خليل
وعبد العاطي صائد الدبابات وغيرهم في شتي المواقع علي امتداد خط المواجهة
مع قوات
العدو وهي بطولات جديره بالظهور في أعمال درامية وثائقية تحفظ للأمة
وللأجيال
المقبلة ذاكرتها خلال فترة تاريخية مهمة. ..إننا لا نزال نحلم
بظهور عمل سينمائي
ضخم يسجل معجزة العسكرية المصرية في حرب أكتوبر عام ٣٧٩١ لتكون شاهدة علي
عصر عظيم
سطره أبناء قواتنا المسلحة البواسل بدمائهم الطاهرة لاسترداد جزء غال من
ترابنا
الوطني تم إغتصابه بالقوه ولكن سواعد رجالنا وأبطالنا نجحوا في
إسترداده أيضا
بالقوه والعزيمة والإيمان.. ونحن بهذه المناسبة نقدم عبر ملحق »الفنون«
رصدا سريعا
لأهم ما تم تقديمه من أعمال سينمائية وتليفزيونية عن حرب أكتوبر علي مدي
السنوات
الماضية مع استعراض آراء المهتمين بصناعة السينما والفيديو حول
أفضل الطرق والوسائل
التي تقودنا لتقديم عمل علي مستوي فني عال خلال المرحلة المقبلة، خاصة
وأننا نستعد
بعد عامين للذكري الأربعين لهذا الانتصار العظيم ونحن لا نزال محلك سر«
> >
38
عاما مرت علي انتصار اكتوبر ولكنها لم تشفع للسينما المصرية كي
تجود علي
النصر المجيد باكثر من ثمانية افلام فقط لم تتناول الحرب بشكل مباشر ولكنها
كانت
تلتقطها في اطار درامي انساني وكأن السينما المصرية قررت ان تخاصم اهم
انتصار في
تاريخ الامة حتي لو كان هذا الخصام غير متعمد والملاحظ ان معظم
هذه الافلام جاءت
تعبيرا عن الانتصار علي اليأس والعدو في وقت واحد ولكن هذا وحده لا يكفي!
ابناء
الصمت واغنية علي الممر والرصاصة لاتزال في جيبي وبدور وحتي اخر العمر
والعمر لحظة
مجموعة افلام هي الاشهر في تاريخ سينما اكتوبر والتي بدأت نشاطها تقريبا
قبل اندلاع
حرب العبور وهو ما ظهر واضحا في فيلم مثل اغنية علي الممر
والذي أنتجته مؤسسة
السينما مطلع السبعينات علي سبيل احياء روح الوطنية بين صفوف الجماهير في
وقت لم
يعد هناك آمال في احياء النصر بعد النكسة.
الفيلم كان مأخوذا عن رواية لعلي سالم
وهو يعد اول اعمال المخرج علي عبدالخالق الذي انطلق في عالم
السينما عبر هذا الفيلم
الذي قدمه كمخرج واعد ومتمكن وحمل الفيلم روح الاصرار والعزيمة لدي
المصريين متجسدة
في شخصية الشاويش محمد محمود مرسي الذي اصر علي مقاومة العدو وحده بعد أن
استشهد
خمسة وعشرون جندياً كان يقودهم داخل أحد ممرات سيناء، ورفض
الشاويش محمد الاستسلام
هو واربعة جنود ظلوا باقين علي قيد الحياة يرددون أغنية وضعها واحد منهم،
وعلي
خلفية صوت ثلاث دبابات إسرائيلية تتقدم في اتجاه الممر تنتهي أحداث الفيلم
بعد
استشهاد الجنود وبقاء الشاويش محمد قابضاً علي مدفعه في وجه
الدبابات مما يعد اشارة
واضحة الي استمرار المقاومة والسعي من اجل استرداد الارض والكرامة رغم حالة
الياس
والاحباط التي تعيشها البلاد من شمالها الي جنوبها والافلام التي انتجت
قبل عام 1973
كانت تتناول حالة الاحباط التي مر بها الشارع المصري اضافة الي احياء روح
المقاومة والاشارة الي حرب الاستنزاف وهو ما وضح في فيلم ابناء
الصمت للمخرج محمد
راضي وقصة مجيد طوبيا ويتناول قصة مجموعة من الجنود أثناء حرب الاستنزاف
التي أعقبت
هزيمة يونيو 1967 ويرصد الفيلم احلام هؤلاء الجنود الشبان وطموحاتهم
ورغبتهم في
استعادة الارض وخلال ذلك تلقي الخلفية الاجتماعية لكل منهم
بظلالها علي سلوكه
وافكاره في ارض المعركة.
وعقب حرب اكتوبر اصبحت افلام الحرب اكثر واقعية وقربا
من الجمهور خاصة انها تضمنت مشاهد حقيقية تم تصويرها خلال معركة العبور وهو
ماتجلي
في فيلم »الرصاصة لا تزال في جيبي« عام 1974 عن قصة للكاتب
الكبير إحسان عبدالقدوس
واخراج حسام الدين مصطفي ورغم ان الفيلم الذي قام ببطولته النجم الكبير
محمود يس
ونجوي ابراهيم ويوسف شعبان وعبدالمنعم ابراهيم كان يتناول الحرب عبر قصة
درامية
انسانية الا انه استطاع ان يكتب كواحد من علامات السينما
المصرية سواء فيما يتعلق
بسينما الحرب او السينما المصرية بشكل عام
.
نفس البطل محمود يس عاد ليؤكد
تواجده كواحد من نجوم سينما اكتوبر حيث قدم بعدها فيلم »بدور«
الذي أخرجه نادر جلال
في نفس العام وتدور الأحداث حول صابر »محمود ياسين« العامل بمصلحة المجاري،
الذي
يتعرف علي بدور نجلاء فتحي الفتاة التي تحاول سرقته، ويستضيفها لديه في
منزله قبل
أن يتزوجها ويرحل إلي سيناء ليشارك في حرب أكتوبر، وتصل لبدور
انباء استشهاد صابر
ولكنها ترفض التسليم بالامر الواقع وتنتظره وتصدق نبوئتها ويعود صابر من
جديد بعد
غياب.
نفس العام ايضا شهد انتاج عدد من الافلام عن الحرب ومنها فيلم »حتي
آخر
العمر« اخراج أشرف فهمي وقصة الكاتب الكبير يوسف السباعي وتدور احداث
الفيلم حول
زوج يصاب في الحرب ويصبح مقعدا علي كرسي متحرك وتسعي زوجته للوقوف الي
جواره رغم
الازمة النفسية التي يمر بها والفيلم بطولة محمود عبدالعزيز
ونجوي ابراهيم .
وفي
عام 1978 استعانت السينما بقصة اخري ليوسف السباعي في فيلم »العمر لحظة«
والذي
اخرجه محمد راضي مخرج ابناء الصمت ولعبت بطولته الفنانة ماجدة، وقد ركز هذا
الفيلم
علي الجوانب الانسانية التي عاشها الشارع المصري في فترة ماقبل
الحرب مثل مظاهرات
الطلبة الشهيرة وانتهي بحرب اكتوبر التي مثلت الانتصار علي اليأس وعلي
العدو.
وهناك فيلم اخر كان من بين الافلام التي تناولت حرب اكتوبر وهو فيلم
"يوم
الكرامة" الذي انتج عام 2004 ولكنه قوبل بحالة تجاهل غريبة من السوق رغم
الاشادة
بالفيلم فنيا ونفس الامر عاني منه فيلم »حائط البطولات« الذي انتج في
التسعينيات
ولكن قيل ان هناك اغتيال متعمد للفيلم من قبل النظام السابق لاسباب
لايعلمها احد
حتي الآن
.
ولكن الاكيد ان السينما المصرية عاشت مرحلة خصام لحرب اكتوبر منذ
اواخر السبعينيات وحتي الان وخاصة ان اخر افلام تم انتاجها ونالت اهتماما
جماهيريا
كانت عام 1978 وبعدها اختفت حرب اكتوبر من علي خريطة السينما
المصرية تماما
باستثناء بعض المحاولات التي لم تلق أي اهتمام مثل يوم الكرامة وحائط
البطولات.
أخبار اليوم المصرية في
30/09/2011
صباح السبت
شــــاهد
عــــيان
بقلم : مجدي عبد
العزيز
بعد أيام نحتفل بالذكري
٨٣
لانتصار أكتوبر المجيد الذي أعاد للعسكرية المصرية احترامها ووضعها في
المكانة اللائقة بها علي مستوي دول العالم.
وعلي الرغم من ذلك لم نشاهد حتي الآن عملا سينمائيا أو
تليفزيونيا يسجل ملحمة هذا الحدث العظيم
الذي قلب موازين القوي علي وجه الارض وأحدث انقلابا في العلوم السياسية
والاستراتيجية والعسكرية في اعرق الاكاديميات التي تعمل في هذا المجال وفقا
لاحدث تكنولوجيات العصر.
وقد اتاح لي عملي ان اتابع عن قرب كشاهد عيان كيف كانت النية تتجه
لانتاج عمل سينمائي ضخم
عن حرب اكتوبر عام ٣٧٩١ ففي عام ٦٩٩١ وافق المشير محمد حسين طنطاوي وزير
الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة علي تشكيل لجنة علي مستوي رفيع برئاسة
الفريق محمد علي فهمي للاعداد لانتاج قصة الفيلم السينمائي الذي يروي وقائع
حرب اكتوبر المجيدة وضمت هذه اللجنة في عضويتها الكاتبين الكبيرين جمال
الغيطاني ومحمد عبدالمنعم بجانب بعض القادة العسكريين من مختلف افرع القوات
المسلحة.
وكانت تلك اللجنة تضم ايضا الكاتب الراحل اسامة انور عكاشة الذي تم
تكليفه بإعداد سيناريو
الفيلم والذي لم ير النور بكل أسف حتي يومنا هذا ولا ادري أسباب ذلك ولا
اعرف في نفس الوقت لماذا لم تتواصل
اجتماعات تلك اللجنة لتنفيذ
مهمتها فقد رحل الفريق محمد علي فهمي ومن بعده رحل ايضا اسامة انور عكاشة
ولم يعد احد يتحدث عن هذا العمل الذي عشنا نحلم به طوال هذه السنوات..
وهناك واقعة أخري عشت وقائعها ايضا كشاهد عيان مع صديقي الكاتب الكبير محمد
السيد عيد في عام ٧٩٩١ عندما حصل علي جائزة الدولة التشجيعية عن روايته »الصقر«
التي كانت في الاصل مسلسلا اذاعيا قدمته اذاعة الشرق الاوسط حيث تحمس
لتحويله الي سيناريو سينمائي ليخلد به ذكري نصر اكتوبر حيث اعتمدت فكرته
علي اسطورة ايزيس وازوريس بمعالجة عصرية جعلت البطل صورة معاصرة من »حورس«
الذي هو مثال جيد للجندي المصري عبر كل العصور.
وفي سيناريو »الصقر«
السينمائي تبدأ الاحداث التي رسمها محمد السيد عيد ببراعة فائقة قبل حرب
اكتوبر ٣٧٩١ ليؤكد انه لابد أن ينتقم »حورس«
ممن أوقعوا الهزيمة بأبيه »أوزوريس«
وكيف ان حرب التحرير
ـ اكتوبر ـ كانت ثأرا من العدو الذي هزمنا عام
٧٦٩١
فجاء عبور ٣٧٩١ لكي نسترد شرف الجندية المصرية عندما تلاحم شعب مدن القناة
الثلاث مع الشرطة والقوات المسلحة لتحقيق
النصر العظيم.
وجاءت تقارير كل لجان القراءة التي تولت مراجعة هذا السيناريو لتشيد
به وتحمست شركة »صوت القاهرة«
لانتاجه واختارت لتنفيذه المخرج الكبير نادر جلال خاصة بعد ان وافقت القوات
المسلحة علي العمل وقامت بتعيين اثنين من كبار ضابطها
لمتابعة مراحل التصوير علي أسس ميدانية سليمة.
وقبل ان يبدأ المخرج نادر جلال التصوير اصدر صفوت الشريف وزير الاعلام
آنذاك قرارا بمنع »صوت القاهرة«
من انتاج أعمال سينمائية دون ابداء الاسباب! ..
وذهب محمد السيد عيد بسيناريو
»الصقر« الي قطاع الانتاج فلم يفعل شيئا لهذا العمل فاتجه به الي جهاز
السينما فقال له ممدوح الليثي رئيس الجهاز آنذاك
ان السيناريو متميز ولكن الاولوية في
خطة الانتاج عنده لفيلم »الضربة الجوية«!
وعلي الرغم من ذلك لم يصب محمد السيد عيد بالاحباط وعاد ليطرق الابواب
في ماسبيرو
مرة أخري فالتقي مع حسن حامد رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون أنذاك ومن
بعده احمد أنيس وصولا الي أنس الفقي وزير الاعلام السابق حيث تحمس هذا
الثالوث لسيناريو »الصقر« وأشادوا به ولكن
العمل تم اغتياله بعد ذلك ولم يري النور حتي الآن!
تلك سطور سريعة لواقعتين كنت شاهد عيان عليهما بخصوص تقديم عمل
سينمائي عن حرب اكتوبر ولم يكتب لهما النجاح لاسباب لا يعلمها الا الله
سبحانه وتعالي وياليت قواتنا المسلحة ومعها كل أجهزة وزارتي الاعلام
والثقافة وكبري الهيئات والمؤسسات التابعة للدولة يعملون في اطار منظومة
واحدة تسعي من الآن
لتحقيق الحلم في ان تبدأ وعقب استقرار الاوضاع في البلاد في اتخاذ الخطوات
اللازمة لانتاج عمل سينمائي ضخم عن نصر
٦
أكتوبر العظيم لنحفظ للاجيال المقبلة اسطورة العزة
والفخار التي حققها ابناء قواتنا المسلحة من قادة وضباط وجنود لاعلاء شأن
هذه الامة التي وصف جنودها في الحديث الشريف بأنهم خير أجناد الارض.
أخبار اليوم المصرية في
30/09/2011
الشباب اللاسع
حنان شومان
حين تتوه الأمم بين أحداثها الراهنة يطلب حكماؤها العودة إلى أحداث
التاريخ، علها تستلهم بعض الحكمة مما مضى، وحين يضيق الإنسان بالحاضر يعود
إلى ألبوم صور من الماضى قد تحمل بعض الذكريات السعيدة أو الحكيمة فى حياته
الماضية.
ولأن الحاضر قد ثقلت أحداثه على عقلى فعذراً، إننى سأعود بذاكرة قلمى
إلى الخلف لأعيد نشر مقال كتبته ونشرته عام 2008 فى جريدة الفجر، ليس من
منطلق المثل الشعبى الذى يقول إن الخواجة خرستو لما يفلس يدور فى دفاتره
القديمة ولكن بمنطق ما ذكرته فى بداية المقال، فأذنوا لى بالعودة معكم إلى
الماضى.
«فجأة صار الفيس بوك واليوتيوب وهؤلاء الشباب المتعاملون عليه حديث
مصر، وقد وجدتنى مدفوعة للبحث عنهم وبسبب التداعيات الأخيرة فى المجتمع
المصرى على المستوى السياسى والاجتماعى والصحفى والأمنى، بحثت عن وجوه
وحديث شباب نعتهم أحد أقطاب حزب التجمع رفعت السعيد بأنهم شباب «لاسع»
بالمعنى السلبى للكلمة، واتهمتهم أجهزة الدولة بعد إضراب أبريل بأنهم
مخربون.
أجهزة الدولة وجدت فى الفيس بوك واليوتيوب حكاية أمنية وسياسية وآخرون
وجدوا فيه مواقع إباحية، أما أنا فقد رأيت فيه حكاية أخرى.
فمخطئ من يتصور أنه امتلك الحقيقة وبالتالى مخطئ من يتصور أن بعض
الكليبات الإباحية هى أهم ما هو موجود على هذا الموقع الذى لو فتحته ستجد
أن هناك عالما يجب عليك اكتشافه، وأن الفنانين غير المكتشفين فى مصر أكثر
كثيرا من هؤلاء الذين نراهم على الساحة، ستجد مئات وآلافاً من الموهوبين
بأقل الإمكانات، ستجد جرافيك عبقرياً للرئيس أنور السادات وهو يحدث الشعب
المصرى من السماء، ستجد كليباً باسم «مساطيل الفراعنة» يصور فيه الشباب
تصورهم كيف كان الفراعنة يقعون تحت سطوة المخدرات، ستجد ألف عمرو دياب وألف
محمد سعد والآلاف من الموهوبين، ستجد شبابا يبعثون أغنية محمد رشدى «دامت
لمين» برسالة سياسية.
اليوتيوب والفيس بوك صارا «هايد بارك» مصر التى لا تعرف إلا الحدائق
المغلقة بأسوار من الحديد، منذ سنوات قليلة كان أبطال فيلم ورقة شفرة أحمد
فهمى وهشام ماجد وشيكو، مجرد وجوه معروفة ومحببة لشباب الفيس بوك واليوتيوب
فهم أبطال فيلم «رجال لا تعرف المستحيل» الذى صوروه على غرار فيلم الطريق
إلى إيلات ولكن بشكل ساخر، هؤلاء الشباب تعرضوا بسبب هذا الفيلم لتحقيق فى
أمن الدولة ولكن الخوف من التحقيق لم يمنع المعجبين بهم من الاستمرار فى
عرض الفيلم ومشاهدته وتبادله على الإنترنت، وقد تحولوا من نجوم على موقع
إلى نجوم على الشاشة فمن يدرى ربما يكون الدور مقبلا على غيرهم.
فإذا شاهدت اليوتيوب ستعرف أن مصر مهما كانت مهمومة ومنكسرة مازالت
تستطيع أن تضحك وتفكر وتعترض حتى لو على أسلاك من كهرباء فى زمن الكلام فيه
عن الرقابة صار عبثا، وأن نختصر موهبتهم فى جملة أنهم شباب لاسع، كما قال
رفعت السعيد هو اللسعان نفسه.
اليوم السابع المصرية في
30/09/2011 |