كلما تأملت حياة صديقى ومرشدى إلى عالم السينما الناقد والمخرج زكريا
عبد الحميد الذى رحل عن عالمنا مؤخرا، تذكرت عنوان رواية نيقوس كازانتزاكس
الرائعة المسيح يصلب من جديد.
سوف يبدو اسم زكريا غير مألوف للكثيرين حتى ممن يعملون فى مجال النقد
أو الإبداع السينمائى. ولا أستطيع أن ألومهم كثيرا لأن إنجاز زكريا فى
المجالين لم يكن غزيرا بالقدر الذى يحقق لإسمه التكرار والإنتشار. كما أن
غيابه عن الساحتين إستمر لما يقرب من العقدين الكاملين، قضاهما فى حالة من
الإعتكاف الإجبارى قبل أن أتلقى خبر وفاته الأليم منذ أيام قليلة. لا تشرد
بذهنك بعيدا، فلم يكن زكريا مطاردا من أمن الدولة، فآثر الإختفاء والعزلة،
ولم يكن ضحية لحروب مع منافسين حاقدين أدت إلى إحباطه وإجباره على
الإعتزال.
ولكن الحقيقة التى يجب أن يعرفها الجميع والتى أرانى مسئولا مع قلة من
أصدقائه عن نشرها هى أن زكريا كان فنانا حقيقيا وصادقا وموهوبا. كما كان
ناقدا من طراز فريد ومميز.لكنه لم يكن من هذا النوع من البشر الأدعياء
القادرين على إحاطة أنفسهم بالأضواء. وعلاوة على هذا فقد كان رجلا على أعلى
قدر من الإنسانية والدماثة و الطيبة والتسامح والمحبة لكل البشر. كان
زكريا نموذجا للفنان والمثقف الذى لاتنفصل كلماته و إبداعه عن روحه وشخصه
المعطاء.
التقيت به فى أول إجتماع لى مع لجنة الإنتاج بجمعية الفيلم فى منتصف
الثمانينات بمركز الثقافة السينمائية. كان معظمنا من الهواة الذين لم تسبق
لهم أى خبرة أو تجربة فى مجال الإبداع أو النقد.
كنا مجرد أعضاء جدد فى جمعية الفيلم العريقة نأمل أن نتعلم من خلالها
الكثير عن فن السينما. كان زكريا نجما بيننا، فهو الوحيد الذى سبق له أن
أنجز فيلمين من إنتاجه وتأليفه وإخراجه أولهما (الذى يأتى ولا يأتى) من
انتاج 1982، مقاس 16 مم ومدته 7 دقائق. وهو عن قصيدة للشاعر العراقى عبد
الوهاب البياتى.. ويعتبر محاولة لتقديم رؤية سينمائية لحالة الوحدة
والانتظار، لا تعتمد على ترجمة أبيات الشعر الى صورة سينمائية بقدر ما هى
وسيلة للتعبير عن تأثير هذه الأبيات على صانع الفيلم، وبالتالى تعبير عن
رؤيته أو فهمه الخاص لها من خلال لقطات تكاد تكون تسجيلية لبعض شوارع
القاهرة مع ربطها بلقطات لشخص يجلس فى حالة انتظار.. ولقطات أخرى لنفس
الشخص يقف تحت لوحة تحمل عنوان الفيلم و القصيدة الذى يأتى ولا يأتى.
أما الفيلم الثانى "يوم آخر" فهو من إنتاج 1983 مقاس 8 مم سوبر ومدته
12 دقيقة. ويدور حول يوم من حياة موظف قاهرى يعانى من الفراغ والوحدة..
ويتضمن بعض اللمحات الموجزة والدالة على حالة الفراغ.. والتناقض بين عالم
وسط المدينة حيث يعمل، وبين المنطقة التى يسكن بها.. بين عالم مريح وبهيج
وآخر يئن تحت وطأة التكدس والضوضاء والكآبة.
كان زكريا من أكثر المهمومين بالشارع القاهرى وما يحمله من تناقضات
وما يعكسه من أفكار. وتواصل إخلاصه لهذا الموضوع مع فيلمه الثالث "خناقة
شوارع " وهو المشروع الذى تقدم للجنة الإنتاج بجمعية الفيلم لإنتاجه. وهو
عمل تجريبى يتناول شارعين يرمز احدهما الى الحاضر والآخر الى الماضى. ومن
خلال الحوار أو الصراع بين القديم والجديد .. الاصالة والمعاصرة يكمن
المعنى .. يتحدث الشارعان عبر الأداء الصوتى ويدافع كل منهما عن وجهة نظره.
ويتداخل معهما راوى محايد حيث تتوازى الأصوات مع الصورة المعبرة.
وهكذا كانت خبرات زكريا تسبقنا بكثير كما كانت ثقافته السينمائية
العميقة تبهرنا إلى أقصى الحدود. وعلى الرغم من هذا كان يتعامل معنا بمنتهى
التواضع بل إنني لم ألتق فى حياتى بإنسان قدم لى كل معلوماته بمنتهى
السهولة وأجابنى عن أسئلتى وإستفساراتى المملة بكل الوضوح والإجتهاد لتوصيل
المعلومة دون كلل ولا ملل من قدرتى الضعيفة على إستيعاب أمور كنت أجهلها
تماما.
لم يضيق زكريا حين علم أن سيناريو فيلمى (بدون تعليق) هو الذى وقع
عليه الإختيار ليكون باكورة إنتاج اللجنة وسوف يسبق مشروعه شبه الجاهز
للتنفيذ. بل كان شديد الحماس لى ولفيلمى ولم يتوقف عن إبداء الملاحظات
والإقتراحات وإسداء النصائح لتطوير السيناريو بمنتهى الإخلاص والأمانة.
وكان يوجهنى ويصحح لى مفاهيمى فى الأمور الفنية والتقنية بأسلوب رقيق ودون
أن يمارس دور الأستاذ أو الموجه، بل بطريقة عرض الأفكار، باعتبارها قد تكون
مفيدة أو نافعة لو إقتنعت بها وحققتها بطريقتى.
كانت مناقشاتنا أيضا بعد مشاهدة الأفلام فى نادى السينما وجمعية
الفيلم تكشف لى عن حسه السينمائى الراقى وقدرته على النفاذ الى الأفلام من
زوايا جديدة ومضيئة وكاشفة. لم ألتق فى حياتى بشخص تعامل بكل هذه الروح
المتعاونة. كانت تجربتى المريرة وأنا فى طريقى للتحقق تؤكد لى أن الكل يغلق
مخزون ثقافاته وخبراته الفنية، وكأنها أسرار عسكرية لا يخرج منها إلا
بالقطارة، وكثيرا ما يكون هذا بعد الإفصاح عن مطلب مباشر مادى أو معنوى.
كانت مقالات زكريا القليلة أيضا هى العين النافذة والصديق الصدوق الذى
يطلعك على أسرار الفيلم ويلقى لك بمفاتيح فهمه و إستيعابه و تأمله من أقرب
منظور للرؤية السليمة.
سوف يظل مقاله عن الحسية فى فيلم (الطوق و الإسورة) من أهم و أمتع ما
قرأه أبناء جيلى عن هذا الفيلم، بل و فى مجال النقد السينمائى عموما. فهو
لا يقدم تغطية نقدية كاملة للفيلم كالمعتاد، وإنما يركز على ما يراه
الجانب المميز له أو مفتاح الدخول الأوسع لعالمه والأقدر على الإحاطه بمعظم
جوانبه.
إنه الجانب الحسى العالى الراقى الذى يحتل مساحة مناسبة فى هذا الفيلم
الذى يرصد ملامحه سريعا فى أفلام سابقة لخيرى بشارة تسجيلية أو روائية.
إنه يطلعك بعينه الثاقبة المدربة على هذا الملمح الذى يطبع سلوكيات
وتصرفات وتحركات وأداء أغلب شخصيات وأحداث الفيلم بطابعه الذى يشع بطزاجة
وحيوية الممارسات الحياتية اليومية المتكررة لاهل القرية التى يعانى اهلها
كغيرهم من ثالوث الجهل والفقر والمرض، دون اغفال للواقع الخاص بهذه القرية.
وهو يتمكن كناقد بارع من أن يربط بين هذا الملمح الشكلى والرؤية
العامة للفيلم عبر فهم عميق للفيلم والنص الأدبى المأخوذ عنه فى قراءة
نقدية مقارنة متمكنة ونادرة.
كان زكريا ناقما على هؤلاء الذين يطلبون منك أن تدين لهم بالطاعة
والولاء بل والتبعية إذا لجأت إليهم فى طلب أو سؤال. فقد تمكن بأسلوبه
العصامى منذ بداية شبابه من أن يثقف نفسه وأن يعبر عن موهبته بقروشه
القليلة وإمكانياته المحدودة. لم يسع مطلقا لإستثمار علاقاته أو أصدقائه أو
تلاميذه، بل إنه كان يتجنب بحساسية شديدة مجرد مقابلة صديق بمجرد أن يعلم
أنه تبوأ منصبا أو حقق نجاحا أو أصبح تحت دائرة ضوء تجذب إليه المنتفعين و
المنافقين.
على مقهى بوسط المدينة أمكننى أن ألتقى به بعد بحث شاق بعد أن توليت
رئاسة قصر السينما. كنت أعلم أنه يمر بضائقة مالية رهيبة ألزمته البيت بعد
أن سوى معاشه فى سن مبكر جدا، على إثر قرار أرعن بأن يتفرغ للكتابة
والإبداع. حاولت أن أقنعه أن يشارك فى أنشطة القصر وكنت اعلم أنه أحق بحكم
موهبته وثقافته بالمكافآت الهزيلة التى يمنحها القصر مقابل إدارة الندوات
أو إلقاء المحاضرات. كانت هذه المبالغ المتواضعة كفيلة بأن تنعشه فى حياته
الجافة و ظروفه و أحواله الخانقة ولكنه رفض بإباء و شمم. واعتقد أن إشتراكه
فى نشاط القصر بإسمه المغمور كفيل بأن يضعنى فى حرج وتهمة مجاملة صديق.
كان يحدثنى عن خطته لعبور خط الفقر المميت بالصبر والاحتمال ثلاث
سنوات أخرى حتى يتحسن معاشه ويرتفع دخله قليلا ليتيح له شراء الجرائد و
الكتب وامتلاك حق تذكرة أوتوبيس يومية تتيح له التواجد فى وسط المدينة
ومتابعة الحياة الثقافية عن كثب. عذرا ، لا أشعر بإساءة فى الحديث عن ظروف
زكريا الصعبة فكلنا فقراء أولاد فقراء لم نخجل أبدا من ظروفنا و لم نتاجر
بها.
زكريا هو أحد المواهب التى اختفت إثر صدور قرار غبى فى منتصف
الثمانينات بمنع استيراد الافلام الثمانية مللى سوبر بإعتبارها سلعة
ترفيهية، فتوقفت حركة إنتاج أفلام الهواة لسنوات.. وهو أيضا ينتمى مثلى إلى
تلك الكائنات السينمائية المنقرضة التى رفضت أن تتعامل مع كاميرات الفيديو
فى إنحياز لزمن السلولويد بمختلف مقاساته.. ولكن حقيقة الأمر أنه لم يكن
بالإمكان أن يصبح زكريا نجما فى أى زمن من الأزمنه، فشخصيته وطبيعته ضد
النجومية. تضافرت طباع زكريا والظروف الإجتماعية والاقتصادية لتصنع منه هذا
المسيح .
لو تواجد زكريا فى أى زمان أو مكان لما تحقق بالصورة التى يستحقها
ولكن ظهور موهبته فى أحط أزمنة الثقافة والإبداع فى مصر كان قاتلا لموهبته
فى مهدها ومضيعا لحياته ومقلصا لدوره الذى كان بإمكانه فى ظل أى ظروف أخرى
أن يتسع على الأقل فى حدود دوائر المثقفين والمتخصصين والهواة الذين هم فى
أشد الحاجة لأستاذ ولنموذج مثالى فى الموهبة و الشرف والإخلاص لقيم الفن
والأخلاق مثله.
عين على السينما في
29/09/2011
"المتحولون 3":
السينما هي صانعة الملاحم الكبرى
رامي عبد الرازق
مايكل باي من اهم المخرجين الأمريكيين الذين يمثلون جوهر الفكر
الهوليودي والقائم على عناصر معروفة لا يخفت بريقها مهما توهجت.
هذه العناصر اساسها الأيمان الكامل بالقوة المطلقة للشخصية والأمة
الأمريكية وانها ليست وريثة الحضارات العظمى والتاريخ البشري فقط بل
والحضارات الفضائية ايضا وهي خط الدفاع الأول والاخير عن الانسانية واي
انتقاد توجهه هوليود لهذه الأمة هو من قبيل نقد الذات الذي يحاول المبالغة
في موضوعيته دون ان يفقد تقدسيه لها.
كل هذا في اطار من الإبهار البصري والتكنيكي المُعجز وبدون اغفال
الأشارة إلى الاعداء التقليديين في الماضي والحاضر سواء كانوا الروس أو
المسلمين أو الانظمة التي تهدد حلفاء امريكا وعلى رأسهم اسرائيل.
عبرهذه الخلفية الفكرية قدم باي سلسلة المتحولون ومن قبلها ارماجدون
وبيرل هاربر. ويعتمد باي في المتحولون 3 على فكرة تنتمي للفانتازيا
التاريخية وهو اتجاه واضح في هوليود منذ سنوات ولكنه صار اكثر استخداما في
الفترة الأخيرة خصوصا في أفلام الخيال العلمي.
والفانتازيا التاريخية معناها استخدام واقعة تاريخية وبناء حبكة
درامية وهمية عليها دون المساس بالأصل التاريخي ولكن انطلاقا منه.
فالسيناريو يعود إلى الستينيات– نفس الحقبة الذي عاد لها الجزء الجديد من
الرجال اكس- وبالتحديد عند بداية السباق الفضائي بين أمريكا والسوفيت الذي
كان أحد النتاجات الايجابية للحرب الباردة حيث نعرف أن التسابق نحو الوصول
للقمر والذي انتهى في اواخر الستينات بصعود نيل ارمسترونغ سببه الرئيسي هو
رصد ارتطام جسم فضائي بالقمر في تلك الفترة المبكرة.
منظومة الأمن
ويترك السيناريو الستينيات ليقفز بنا إلى الحاضر حيث اصبح اوبتموس
برايم وفريقه من المتحولون جزءا اساسيا من منظومة الامن القومي الأمريكي
سواء للدافع عن الأرض وامريكا ضد الديسبتيكونز(المتحولون الاشرار) أو
لمساعدة امريكا في القضاء على أي تهديد لها ولحلفائها وذلك في مشهد مستفز
تهاجم فيه جماعة برايم احد المواقع النووية الغير شرعية في الشرق الأوسط
والتي يحرسها جنود بملامح عربية.
ولا ندري اين هو هذا الموقع ولكن الأشارة أو التلويح واضح! رغم ان
اكثر المواقع النووية الغير شرعية في الشرق الاوسط موجودة في اسرائيل..
ولكنها هوليود!
ويقدم السيناريو ملخص سريع للتطورات الحياتية لسام بطل السلسلة حيث
نتعرف على الفتاة الجديدة التي يرتبط بها وهي الشقراء روزي هننجتون والتي
تمثل الشكل العكسي من صاحبة الشعر الاسود ميجين فوكس التي شاركته بطولة
الجزئين السابقين ويحافظ السيناريو على نفس النمط الشهواني الفائر لصديقة
سام وهو ايضا نموذج هوليودي معروف ولكن لأول مرة يتم استغلال تقنية الـ
3Dفي
التعامل مع المفاتن الانثوية من خلال زوايا كاميرا واحجام لقطات لمؤخرة
وساقي روزى بدت مجسمة على الشاشة بشكل مثير، ولكن هناك فارق ادائي كبير بين
عارضة الملابس الداخلية الأنجليزية الباردة وبين فوكس بكل حيويتها والطاقة
التي تشع من عينيها!
يعيب السيناريو ازدحامه في النصف الأول بالمعلومات التي تبني الحبكة
الرئيسية وتشكل ملامح المفاجأة الدرامية حيث تتوزع المعلومات على عدد كبير
من الشخصيات التي ترهق المشاهد بتتبعها للإلمام بخطوط الحبكة وتفاصيل
الصراع او المواجهة المنتظرة بين جماعة برايم والديسبتيكونز بقيادة الشرير
المحطم من الجزء السابق "ميغاترون".
زحام
هذا الازدحام المعلوماتي والسردي يؤدي إلى هبوط في ايقاع الفيلم خاصة
مع طوله الزمني نسبيا ولكن هذا الهبوط لا يلبس ان يتحول إلى لهاث شديد مع
بداية المعركة الأخيرة حيث نكتشف ان المركبة الفضائية تحتوي على احد
المتحولين الذي يخدع اوبتيموس وجماعته في البداية إلى ان يقوم بنصب عدد
كبير من الاعمدة الالكترونية في ارجاء الارض بالتعاون مع الديسبتيكونز وذلك
لاستحضار كوكب سايبرترون إلى كوكبنا واستخدام البشر كعبيد لاعادة بناءه
والجديد في هذا الجزء ليس فقط هذا التحالف بين جماعة برايم والبشر/
الأمريكان ولكن وجود حلفاء للمتحولون الأشرار من البشر ايضا متمثلين في
شخصية تاجر الأسلحة ديلان وهي اشارة تمثل دعوة السلام العالمي التي يحتويها
الفيلم والاعلاء من قيمة البشر على حساب الحرب وصانعيها والمستفيدين منها
وحيث تتعدد مستويات الصراع داخل الحبكة مما يثري الاحداث في النصف الثاني.
فهناك الصراع بين البشر وبعضهم اي بين سام وديلان والذي تستخدم فيه
كيرل حبيبة سام وهناك الصراع بين المتحولون وبعضهم بل والصراع بين
المتحولون والبشر حيث يهدد سنتيل المتحول الخائن بتدمير الارض اذا لم يتم
طرد جماعة برايم، فتنقلب عليهم الإدارة الأمريكية التي تجسدها شخصية رئيسة
المخابرات القومية، وهي نموذج التسلط البيروقراطي والعنجهية المخابراتية،
والتي تفشل في تحقيق اي شئ دون اللجوء في النهاية للبطل الامريكي الشاب رمز
المستقبل المشرق للأمة كلها.
اشتباكات
وتحتوي معارك هذا الجزء على اشتباكات قريبة بين البشر والمتحولون وهو
ما لم يقدم بهذا الشكل في الأجزاء السابقة وقد اضفت هذه الأشتباكات القريبة
الكثير من الحياة على الخدع البصرية التي وصلت لمستوى خارق، كذلك وضع
المخرج ومصممي المعارك في الاعتبار ان الفيلم يعرض بتقنية الـ3Dوبالتالي
تم استخدام الكثير من زوايا الكاميرا واللقطات التي توحي بالانفجار وتناثر
الشظايا في وجه الجمهور كذلك استخدام اسلوب انعدام الصوت الطبيعي مع الحركة
البطيئة والذي يجرد الحركة من واقعيتها تماما ويخلق كثافة انفعالية وشعورية
داخل الملتقي في مشاهد الاكشن بحكم المونتاج والموسيقى.
وقد شكلت الموسيقى التي صاغها ستيف جبلونسكي عنصر هام من ملحمية
الدراما باستخدامه التوزيعات الاوركسترالية الضخمة والكورال النسائي حيث
صاغ هذا التضاد بين حداثة الصورة وتطورها التكنولوجي وبين كلاسيكية
الموسيقى المصاحبة عنصر بلاغي في تقوية المغزى الملحمي الخاص بتصور المعارك
الفاصلة في تاريخ البشر، فالسينما هي صانعة الملاحم الدرامية الكبرى في
عصرنا، عصر الصورة.
بطاقة الفيلم
سيناريو: ارين كروجر ــ إخراج : مايكل باي ـ
بطولة : شيا لابوف – روزي هننجتون ـ إنتاج: افلام بارامونت
ـ مدة الفيلم : 157ق
عين على السينما في
29/09/2011
سبعة أفلام تتنافس على كعكة عيد الأضحى
رغم أن مواسم السينما العربية لم تكن في أفضل أحوالها في السنوات
الثلاث الأخيرة بسبب وقوع شهر رمضان في العطلة الصيفية التي تعتبر أهم
وأطول المواسم إلا أن موسم هذا العام والذي شهد أول شهوره ثورة 25 يناير
اعتبر حتى الآن أسوأ المواسم ربما في تاريخ السينما العربية عموماً ولا
يقتصر الأمر على السينما المصرية بل يمتد ليشمل سوريا التي ألغت مهرجان
دمشق بسبب المظاهرات والاحتجاجات وتونس التي شهدت هي الأخرى ثورتها في
بداية العام وامتدت آثارها إلى الآن...
ويظهر ما أصاب صناعة السينما العربية من خسائر بأوضح صورة في أهم
مراكزها في مصر فرغم أن أحداث الثورة نفسها لم تستغرق أكثر من 18 يوماً إلا
أن استمرار الاحتجاجات المطلبية وما أصاب الجهاز الأمني من تفكك وغياب أدى
إلى إحجام نسبة كبيرة من رواد دور العرض عن ارتيادها بل وأدي في بعض
الفترات إلى إغلاق عدد غير قليل منها كما تسبّب سوء الحالة الأمنية في عدم
استكمال عدد من الأفلام بسبب صعوبة تصوير مشاهدها الخارجية وكان من نتيجة
ذلك أن شهد شهر يوليو وهو ما تبقى من موسم الصيف تراجع عدد الأفلام
المعروضة لتقتصر على خمسة أفلام كلها تقريباً أفلام صغيرة ومستقلة باستثناء
وحيد هو فيلم (سامي أكسيد الكربون) لهاني رمزي...
ثم جاء عيد الفطر ليشهد مهزلة حقيقية . فلم يحقق أي فيلم من الأفلام
الستة المعروضة أي نجاح بما فيها فيلم محمد سعد (تك تاك بوم) وكان الفيلم
الوحيد الذي حقق نجاحاً جماهيرياً وتجارياً هو فيلم (شارع الهرم) الذي
يعبّر اسمه عن محتواه من رقص وغناء شعبي فهو كبارية صغير على الشاشة ...
ولأن خطط الإنتاج غالباً ما تعد قبل عام أو أكثر من ظهور الأفلام فقد
وجدت هذه المشاريع وأصحابها أن الأمل الوحيد المتبقي في هذا العام هو عيد
الأضحى أو إلغاء خطط الإنتاج وتحمّل خسائر هذا الإلغاء...وكانت النتيجة هي
سباق محموم من أجل استكمال سبعة أفلام وعرض الثامن قبل العيد بأسبوعين وهو
فيلم (كف القمر) بعد تأجيل عرضه بضع مرات والفيلم من إخراج خالد يوسف ومن
بطولة خالد صالح ووفاء عامر وغادة عبدالرازق ... أما الأفلام السبعة الأخرى
المرشحة للتنافس في عيد الأضحى فيأتي على رأسها فيلم نجم الكوميديا أحمد
حلمي (اكس لارج) والذي يخرجه شريف عرفه من تأليف أيمن بهجت قمر ويجسّد فيه
أحمد حلمي شخصية شاب بدين تُسبِّب له بدانته الكثير من المشاكل وتضعه في
العديد من المواقف الكوميدية وتشارك الشقيقتان دنيا وإيمي سمير غانم أحمد
حلمي بطولة الفيلم أما الفيلم التالي في الأهمية فهو فيلم (عمر وسلمى 3)
فهو الجزء الثالث من سلسة أفلام المطرب تامر حسني (عمر وسلمى)...
وكما هو معروف فقد تعرّض تامر حسني لغضب جماهير ثورة 25 يناير التي
كادت أن تفتك به بسبب مواقفه من السلطة والثورة وكاد الأمر أن يتسبّب في
إلغاء مشروع فيلمه بسبب دعوات المقاطعة لكن فيما يبدو أن تامر حسني والشركة
المنتجة قررا خوض المغامرة وتدور أحداث الفيلم حول اختطاف أولاد عمر وسلمى
من قبل عصابة مافيا ومغامرات الثنائي من البحث عنهم في جنوب أفريقيا...
وقد اضطر تامر حسني إلى إلغاء التصوير الخارجي الذي كان مقرراً أن
يجرى في الخارج بسبب ضيق الوقت كما يقول أو بسبب ضغط الميزانية كما تقول
أنباء أخرى ... وتشارك مي عز الدين تامر حسني بطولة الجزء الثالث من (عمر
وسلمى) وهو من إخراج محمد سامي ...ويأتي فيلم (ريكلام) في المرتبة الثالثة
من الأهمية وتوقع تحقيق الإيرادات وتلعب بطولته غادة عبدالرازق في دور فتاة
من حي فقير تضطرها الظروف للعمل كراقصة في إحدى الكباريهات وهي التوليفة
المعتادة بالطبع لهذه النوعية من الأفلام التي تخصص فيها آل السبكي حيث كتب
مصطفى السبكي قصة الفيلم وأنتجه محمد السبكي من إخراج محمد رجب وكان آخر
أفلام غادة عبدالرازق هو فيلم (بون سوارية) الذي تدور أحداثة أيضاً في ملهى
ليلي... ومن إنتاج محمد السبكي أيضاً تقوم يسرا بدور البطولة في فيلم (بكره
تشوف) مع مي عز الدين ومن إخراج أحمد البدري...
وربما كان فيلم (واحد صحيح) لهاني سلامة هو الرهان الوحيد للنقاد من
بين أفلام العيد فهو من تأليف السينارست تامر حبيب ومن إخراج هادي الباجوري
ويلعب بطولته هاني سلامة الذي يقوم بدور مهندس ديكور شاب يبحث عن عروس فيتم
ترشيح ثلاث فتيات له فيقع في حيرة شديدة ويقرّر الزواج من الثلاث وتلعب
أدوار الفتيات المرشحات للزواج منه كل من بسمة ورانيا يوسف وكندة علوش.
ويأتي في زيل القائمة فيلم (صابر مان) من بطولة حماده هلال وإخراج
أكرم فريد وفيلم (مؤنث سالم) من بطولة رامز جلال وإخراج أحمد البدري.
الراية القطرية في
29/09/2011 |