11
فيلماً
للويس بونويل في "متروبوليس"، من باكورته الصامتة حتى فيلمه الأخير الذي
ختم به
سجلاً حافلاً بالنقاشات الدينية والاجتماعية والسياسية. "احلام وواقع"
مناسبة
لإعادة اكتشاف أحد اعمدة الفنّ السابع في أوروبا، العصيّ على الانهيار
والنسيان.
لويس بونويل في لقاء الجمهور اللبناني بعد 28 عاماً على رحيله. تمرّ
خطوات
النابغة الاسباني من حيث مرّ قبله كلّ من أنطونيوني وبروسون وفيلليني، ضمن
استعادة
تجري حالياً في صالة "متروبوليس"، التي ها انها تتكرس، نهائياً، للسينما
الخالصة،
النقية، الانقلابية في رؤيتها للعالم والناس الذين يقطنونه. لكن، ثمة تفصيل
صغير لا
يسعنا اغفاله: خلافاً لمن سبقوه من رموز فكر وفنّ وابداع أسست
بحريّة شبه كاملة
تراثاً للمشاهدة في أوروبا منذ أواسط القرن الماضي، يتميز بونويل في أنه
كان عرضة
للديكتاتورية الثقافية والمنع والاقصاء والتهميش، واصطدم برقيبين معششين في
لاوعي
السينما، أحدهما يتعاطى السياسة والآخر المال والرأسمال. وكان
ايضاً ضحية، وإن كان
هذا سبب بعض شرعيته، للسيف الديني المصلت فوق رؤوس سكان الجزء الأكثر
تديناً من
القارة العجوز.
نصف قرن مضى على انجاز بونويل لـ"فيريديانا" (عُرض مساء أمس)،
واعوام أكثر على أفلامه السوريالية الاولى، ولا يزال خطابه متماسكاً عن
"قيم
البورجوازية" ولا يزال عابراً للأزمنة هذا النقد اللاذع للكنيسة التي تربى
في حضنها
وعرف، وهو طفل، التعامل القاسي لسكان كالاندا المتعصبين دينياً. وينبغي
العودة الى
نشأة بونويل لفهم ما الذي حرّك عنده هذه الرغبة في التمرد على
القناعات الدينية
التي تلقنها، وما الذي حضّه على تضمين افلامه، دائماً ودائماً، هذا القدر
من
الزندقة والالحاد اللذين قاداه الى عبارته الشهيرة "بفضل اللهّ، أنا ملحد".
ولا شكّ
ان لقاءه وسالفادور دالي وغارثيا لوركا واندره بروتون، كان احدى المحطات
الأساسية
في تكوين ذائقته الفنية. هذا الهوس بالسوريالية ظلّ يرافق كل
اعماله، بشكل أو بآخر،
حتى اللقطة الأخيرة من الفيلم الأخير، كنوع من موقف سياسي واخلاقي من
الحياة والفنّ
على السواء.
لم تكن حياة بونويل سهلة، اذ عرف الاضطهاد والابعاد والنفي. وعمل،
بعيداً من بلاده اسبانيا، في كلّ من المكسيك والولايات المتحدة وفرنسا.
وعرف المجد
والانهيارات الاخلاقية العظيمة في بلاده وعند مواطنيه، وبرغم كل ما عانت
منه
سينماه، افرغ كل ما في جعبته، ولم يتوان عن الاصطدام والمواجهة
والاستفزاز. "المنسيون"
عن اطفال الهامش في مكسيكو الذي شارك به في مهرجان كانّ، اطلق مساره بعد
ثلاثة أفلام "سوريالية" تأسيسية بين 1929 و1930، وعدد من الأفلام النضالية
وأخرى
انجزها بونويل للارتزاق. بدءاً من "نازارين" (1958)، الذي جسد قمة عطائه في
مرحلته
المكسيكية الحافلة بأفلام مهمومة بالدين والبورجوازية، صعد بونويل الى
القمة مع
"فيريديانا" الذي اقتنص جائزة "السعفة الذهب" في كانّ عام 1961، محدثاً
إشكالاً
سياسياً غير مسبوق في المهرجان، ما أدى الى اقتصاص نظام فرنكو من الفيلم
ومنعه.
العمل، المتفوق في لغته وشاعرتيه المستفزة،
غارق في فيتيشية، ستتحول عبر الزمن احدى
العلامات البارزة في سينما المعلم. هنا، يصفّي بونويل حساباته
مع أشباح الكنيسة
التي طاردته خلال الطفولة التي أمضاها في رعاية الرهبان اليسوعيين، ويضمن
شريطه هذا
مشهداً لا يزال ماثلاً في وجدان السينيفيليين: استبدال رسل المسيح في لوحة
العشاء
السري بمتوسلين!
الهاجس البونويلي الأكبر يبقى الترجح الدائم بين الحقيقة
والخيال. متى ينتهي الوعي ومتى يبدأ الحلم؟ كيف نعرف الصحوة من النوم
المغناطيسي
الذي يُخضع بونويل سكان أفلامه، ومشاهديه، له؟ كل عمل لبونويل
هو زيارة مدهشة الى
اعماق الطبيعة البشرية وصراعاتها الداخلية حيث لا حدود فعلية بين الشر
والخير. حيث
لا حدّ فاصلاً بين الواقعي والمتخيل. في سينماه يموت الانسان ليحيا الفنّ!
(hauvick.habechian@annahar.com.lb)
لمحة
وودي آلن، بين استراحة وأخرى
انطلق وودي
آلن من أعمال متواضعة ("ليلي النمرة" أو "باباناس") تمثيلاً واخراجاً، قبل
أن يصير
رمزاً من رموز السينما المستقلة في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، ثم
عاد الى
مرحلة متوسطة الجودة، وكان يولي اهتماماً على طول الخط للكمية على الطريقة
الشابرولية الفذة التي تميل الى تصوير الكثير، لعل في هذا
التمرين على التصوير
المتواصل، بعض الاعمال الكبيرة التي تتباهى بها فيلموغرافيته. واذا كنا
عثرنا في "ماتش
بوينت" على العين المراقبة والمتفهمة (لكلٍ ظروفه) التي لطالما ثقّفنا بها
آلن، فالانجذاب الى عالمه لا يحصل في بعض من أفلامه الأخيرة، علماً انها
امتدادات
لأفلام سابقة، وتطوّر الذائقة نفسها، كاشفة عن ارتياح معيّن في ان يراوح
مكانه، لكن
العلة ان الزمن يمرّ بسرعة، فأن يبقى المرء في مكانه فهذا يُعدّ تراجعاً.
آخر
أفلامه، "منتصف الليل في باريس"، حيث ينظر مخرج "مانهاتن" الى عاصمة
الأنوار،
استمرار لنهج جديد لدى آلن تجسد في انتقاله منذ فترة الى سينما تعبر الى
أمكنة أخرى
غير تلك التي أثار فيها أجمل قهقهاتنا. فبعد لندن وبرشلونة، ها انه يصنع
فيلماً حيث
الشخصية الرئيسية ليست فتاة مهووسة بالسينما أو رجلاً تمساحاً
يغيّر جلده مع كل حدث
جديد، بل مدينة باريس التي أحبّها مذ قصدها عام 1964.
النساء، ملهمات آلن، لسن
قليلات. آخرهنّ: سكارليت جوهانسون التي ابدعت في "ماتش بوينت"
ولم تكن في "سكوب"
سوى وظيفيّة في ما تلبسه من دور، اذ تعاملت معه بقفازات أنيقة، وبمجرد ان
نفكر انها
الممثلة الوحيدة بعد ميا فارو التي اشتغلت مرتين متتاليتين تحت ادارة
المعلم
النيويوركي، فهذه شهادة للشقراء التي نأمل مستقبلاً ان تصيب في
خياراتها، وان تكن
ملهمة آلن على غرار ديان كيتون. ثمة تعامل سليم مع مبدأ التوقيت في أفلام
صاحب "زيليغ"،
"هيومر" لا تنكسر عزيمته، ووعي كبير ازاء معادلة الزمن - المساحة. رائحة
ما تتسرب من فيلم الى آخر، لكن أحياناً تتبخر بسرعة فائقة، لأن آلن يختار
الانتقال
الى المقلب الآخر، خصوصاً عندما يقرر القفز من الرصانة الفكرية
الى الكوميديا
البوليسية التي يجتازها شيء من الخرافة (كما في "سكوب")، ثم الى نوع من
فيلم لا
يحلو لآلن اخراجه فحسب بل مشاهدته ايضاً. طبعاً، لن تستطيع أفلام آلن
الأخيرة شيئاً
تحت وطأة المقارنات مع أفلام آلن الاخرى، لكن الاهم في هذا كله
هو الشعور بأن الامر
ليس الا استراحة محارب وان الآتي أعظم. الا يحقّ له ان يستريح قليلاً؟
أمس الآن
الضوء عند سبيلبرغ قوة خطرة والسواد مأوى يعيد
المرء جنيناً
عاش سبيلبرغ طفولة معذبة. اثر طلاق والديه، انتقل من مدرسة
الى اخرى، مقيماً مع والدته، وتعرّض مرات عدة لملاحظات عنصرية ناقدة ذات
صلة بأصوله
اليهودية. تشهد اعماله على حياته وشخصيته، وهذا ما يسمّى سينما المؤلف. في
مناسبة
صدور "تانتان" في الثالث من تشرين الثاني المقبل، نعود الى
التيمات التي رست عليها
سينما "وندر بوي" هوليوود.
برغم النجاح التجاري الهائل لافلامه، تنتمي اعماله
الى سينما المؤلف. في الواقع، هناك مخرجان يحملان اسم سبيلبرغ. الاول طفل
دائم اخرج
اكثر الافلام شعبية في التاريخ مثل "اي تي" (1982) و"هوك" (1991) و"جوراسيك
بارك" (1993).
في هذه الافلام، تُسرد القصة من خلال عيني ولد او اكثر، ويوصف عالم
الراشدين بسلبية تامة، ويتم التطرق فيه غالباً الى الطلاق او
الانفصال او التشرذم.
في نهاية "لقاء الجنس الثالث" (1977) على سبيل المثال، يذهب روي نيري للعيش
مع
كائنات فضائية، متخلياً عن عائلته. وفي "اي تي" يترعرع اليوت مع امّه
وحدها، بعد أن
يتخلى والده عن العائلة. اما سبيلبرغ الآخر، فيهودي، أب لسبعة اولاد، ومخرج
احد
أكثر الاعمال الدرامية روعة في القرن العشرين، مثل "اللون
الارجواني" (1985)،
و"امبراطورية الشمس" (1987) و"لائحة شندلر" (1993) و"انقاذ المجند راين"
(1998). لم
يظهر أي مخرج آخر تنوعاً كهذا في نطاق السينما التي عمل فيها. ففي العام
1993
مثلاً، أخرج سبيلبرغ "جوراسيك بارك"، فانتازيا سينمائية تتمحور على
ديناصورات، ثم
قدّم بعد أشهر "لائحة شندلر"، دراما انسانية كان لها تأثير بالغ على
الصعيدين
الاجتماعي والفني.
جزء من متعة مشاهدة فيلم لهيتشكوك يكمن في لقاء "معلم
التشويق" ولو في مشهد خاطف في احدى لحظات الفيلم. وبرغم ان سبيلبرغ لا يظهر
في
افلامه، هناك وحدة تصويرية (Awe Shot)
تعود دائماً في مجمل افلامه. وهي صورة قريبة
لوجه احدى الشخصيات الرئيسية التي تنظر الى شيء ما، بفم مفتوح وعينين
جاحظتين.
يعتمد الشيء الذي ينظر اليه الشخص على نوع
الفيلم. في الدراما، يكون غالباً حدثاً
مأسوياً، وفي فيلم مغامرات، تكون لحظة ساحرة او مشهدية. خير
مثال على ذلك، تعابير
وجه الدكتور ملكوم عندما يرى اول ديناصور حي في "جوراسيك بارك". والـ"كلوز
اب" من
وجه انديانا جونز (هاريسون فورد) في "الفيلق الضائع"، عندما يبحث هذا
الاخير عن
ماريون (المختبئة في سلة) في السوق المصرية، دليل على هذه اللقطة. يحتوي كل
من
افلام سبيلبرغ على لقطة
Awe Shot، كأنه توقيع للمخرج. وتنعكس هذه الصورة على وجوه
المشاهدين الذين يحملون التعابير نفسها لدى مشاهدة فيلم لسبيلبرغ.
تسمح دراسة
افلام السينمائيين، بتسليط الضوء على المواضيع التي تتكرر فيها. اللدغة،
مثلاً،
فكرة طاغية في ذهن سبيلبرغ. نجاحه التجاري الاول "جوز" (1975) مرتبط بهذا
الخوف.
بمعزل عن عنوان الفيلم وموضوعه واعلانه،
يعرض "جوز" مراراً اشلاء جثث، قطّعها القرش
الابيض ارباً ارباً. الموت ليس هو الذي يخيف بذاته في هذا
الفيلم، بل فكرة الموت
التهاماً من القرش المرعب. ينطبق الامر نفسه على الافاعي التي يخافها
انديانا جونز.
يعرض فيلم "جوراسيك بارك" (1993-1996)
صوراً للاستهلاك البشري مماثلة، اما
"بولترجايست" (1982، من انتاج سبيلبرغ)، فيتأثر باحث ظواهر غير طبيعية
بلدغة في
بطنه، ويقول: "لدغني شيء ما".
تقليدياً، يؤدي الضوء دوراً كلاسيكياً في
السينما. أي ان السينما تستعيد مفاهيم الضوء القديمة،
وتستخدمها لسرد قصص. من
البديهي، والحال هذه، اذاً، ان يمثّل الضوء كل ما هو ممتع وخيّر والهي، في
حين يرمز
الظلام الى الشر والخطر والشيطان. يبدو هذا المفهوم جلياً. تمثيل الضوء
للخير،
والظلام للشر، ليس الا نتيجة تعارف المجتمع والدين على ذلك.
لكن سبيلبرغ يستخدم
الضوء عكس العقيدة الكلاسيكية. ففي عدد من افلامه، مشاهد اختطاف ولد من
منزله بقوى
شريرة، يُرمَز اليها دائماً بضوء قوي. خير دليل على ذلك اختطاف باري في
"لقاء الجنس
الثالث" واجتياح منزل اليوت في "اي تي" ، واختطاف كارول آن في "بولترجايست"
واختطاف
الولدين في "هوك". يبرز هذا الميل كثيراً في "لائحة شندلر"، خلال تصفية
النازيين
للحي اليهودي، فتُضاء النوافذ، لتشهد على اطلاق نار النازيين والضحايا
اليهود.
واذا كان الضوء قوة رهيبة وخطرة لدى سبيلبرغ، فالعكس صحيح ايضاً.
فالسواد ملجأ،
لذا يختبئ الاولاد اليهود الذين ظلوا على قيد الحياة بعد المجزرة في
المجاري.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يفسّر تأثير
استخدام الضوء هذا في عقول المشاهدين؟
الجواب بسيط: يتعلّق الامر بالصدمة النفسية الاصلية. كل امرئ،
بغض النظر عن دينه
وجنسه واصله، يعيش الصدمة نفسها لدى الولادة: طرد الجنين من رحم امّه
الدافئة
والمريحة والمظلمة تماماً الى ضوء العالم المبهر والفاجع. من الممكن القول
ان صور
الضوء هذه لدى سبيلبرغ تؤثر سلبياً، وخصوصاً في الاولاد، وتعكس ولادة كل
مشاهد
وتتطرق الى موضوع حيوي، وهو الانفصال عن الأمّ. لا عجب ان تبدو
لنا هذه المشاهد
مخيفة على هذا النحو.
خارج الكادر
مبروك!
مساء السبت الماضي، كان موعد
الوسط السينمائي في كازينو لبنان مع جوائز مخصصة للسينما
اللبنانية تُمنح للمرة
الاولى. الحدث نظّمته "مؤسسة سينما لبنان" التي تديرها الاكاديمية ايمي
بولس، وهي
صاحبة الفكرة والمبادرة. اُطلق على الجائزة اسم "مبروك" في تلميح الى أول
فيلم
لبناني انجزه الايطالي بيدوتي عام 1929 وحمل عنوان "مغامرات الياس مبروك".
الهدف
المعلن من هذا الحفل: تكريم أفلام أنجزت في الأعوام الثلاثة الاخيرة، تندرج
في اطار
سينما تصارع حتى النفس الأخير لتثبت وجودها. الى هنا كل شيء على ما يرام.
ولكن!...
لم يصل الحدث الى حدّ الفضيحة على طريقة نقيب السينمائيين صبحي سيف
الدين، لكن المنظّمين وقعوا في فخّ نصبوه لأنفسهم: الاستعراض الذي لا يأتي
بأي
فائدة. هدفهم نبيل لكن اسلوبهم حطّ من شأن الواقفين خلف هذه
السينما ويعملون على
تطوير نظرتهم الى الواقع للارتقاء بإنتاجهم الى مستوى السينمات الغربية.
تكريم
الكلّ بلا أي تمييز بين الغث والسمين، هذه الطريقة في ردّ الاعتبار الى
السينمائيين، لم يتلقفها بعض هؤلاء كنوع من هدية تقع من السماء
على رؤوسهم. مجرد أن
نضع غسان سلهب في السلة عينها مع صنّاع فيلم "عفواً أمّي"، والمساواة بين
مبدأ
المكافأة الرصينة والكرم على الطريقة اللبنانية، فهذا لا يفرح أياً من
الطرفين
المتسابقين على تحديد ملامح السينما اللبنانية. ثم، ما فائدة
جائزة ينالها الكلّ
بفراغ قاتل في النظرة، وتلغي جهد كل واحد منهم، وتسطّح تميزه وتمحو تفوقه؟
مشروع
انقاذ السينما اللبنانية من تفاهة الطبقة السياسية وعدم اكتراثهم يحتاج الى
أكثر من
حفل عشاء في كازينو لبنان، والى أكثر من "تومبولا".
***
...
من المكرمين في هذا الحفل: هانية مروة، التي
تدير صالة "متروبوليس" بجدارة رائعة، آخذة مولودها من مهرجان الى مهرجان،
من تظاهرة
الى أخرى. في احد اللقاءات القديمة معها، قبل بضعة أعوام يوم كانت الصالة
لا تزال
في شارع الحمرا، سمعناها تقول هذه الكلمات: "الظروف لم تساعدنا البتة.
فتحنا
السينما في عزّ حرب تموز. لا أريد قياس النتائج الآن. لكن
السينما استطاعت تخطي
الأزمات. المشروع غير ربحي أصلاً. حاولنا باستمرار حصر الخسارة في أقل ما
يمكن.
مجرد اننا استطعنا الصمود لسنتين
متتاليتين، فهذا كسب. نحن نراهن على الجمهور ونريد
أن نبنيه. في البدء، كان الناس يفاجأون أننا نريد عرض فيلم
صيني لمرات متتالية. في
رأيي، الجمهور يزيد. حاولنا أن نكسر السوق بإمكانات متواضعة، ولا تجربة لنا
في
التوزيع. استعرنا أفلاماً ولم نشترها، لأن لا أحد يمنحك حق عرض فيلم يُعرض
في صالة
في الحمرا. بقية دول المنطقة غير مهتمة. أردنا تولي توزيع بعض الأفلام
لكننا لم
نستطع. اخلاقياً، ليس ممكناً القول لأحدهم اعطني فيلمك من دون
مقابل، وهو بذل
الكثير من الجهد والعذاب لصنعه. كل رهاننا على سينما المؤلف ولا تهمّنا
السينما
التجارية. هناك شبكات لهذه السينما، ولا نريد منافستها على أرضها".
***
مرة أخرى، اصاب ماريو حداد، صاحب سلسلة صالات
"أمبير" في اقتناص الفيلم اللبناني الأكثر قدرة على تحقيق الايرادات،
في الآونة
الأخيرة: "وهلأ لوين؟" لنادين لبكي الذي استقطب نحواً من 25 ألف مشاهد في
الأيام
الخمسة الأولى. وكان "سكّر بنات"، الفيلم السابق للبكي، قد تخطى عتبة المئة
الف
مشاهد، وجعل حداد يعيش قصة غرام معه. الكلام هنا، له: "تعاملت معه مثلما
يتعامل
عشيق مع عشيقته. دعمناه مثلما لم نفعل مع سواه. والفيلم أثبت جدارة. لكن
نجاحه يجب
ألاّ يعمينا. يجب التعامل مع كل فيلم لبناني على حدة. لكن له
الفضل في مصالحة
الجمهور المحلي مع الفيلم اللبناني. في آخر المطاف، الجمهور هو الذي يقرر،
لأنه
الحلقة الأخيرة في صناعة الفيلم. سينما المؤلف تحتاج الى عناية زائدة من
الموزع.
على المشاهد أن يطلع على تاريخ المخرج، اذا كان هناك أعمال سبق له أن
شاهدها. البعض
سيشاهد فيلم لبكي المقبل حتى لو كان فاشلاً. الجمهور بات محنكاً اليوم
ويصعب غشه.
اليوم، صار للسينما اللبنانية مركز، ولم يعد في الامكان أن يمر مرور
الكرام. الفيلم
اللبناني في الخليج مقاطَع سواء من الجمهور أو الموزع. ليس كرهاً بلبنان
أنما لأنه
لا يقدم ما يريدونه. فيلم يحصد عندنا 150 ألف مشاهد، لا يجلب مشاهداً
واحداً في
الخليج. مراراً سمعناهم يقولون إننا نملك أفكاراً لا تتناسب
ومعتقداتهم! العكس
أيضاً صحيح، اذا لا يمكن الفيلم الخليجي أن يجذب انتباه المشاهد اللبناني".
(هـ.
ح.)
النهار اللبنانية في
29/09/2011
عشرة أفلام بمهرجان "شاشات" لسينما المرأة في رام الله
رزق الغرابلي - رام الله
تشارك عشرة أفلام روائية ووثائقية لمخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية
وقطاع غزة في مهرجان "شاشات" لسينما المرأة، تحت شعار "أنا امرأة من
فلسطين"، والذي أعلن عن انطلاق دورته السابعة في رام الله الأربعاء، وتناقش
الأفلام العشرة قضايا المرأة الفلسطينية.
وأعلنت علياء أرصغلي مديرة المهرجان في مؤتمر صحفي عن انطلاق المهرجان
رسميا، حيث سيشمل افتتاحين: الأول في قصر رام الله الثقافي الخميس 29
سبتمبر، والثاني في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة يوم 8 أكتوبرالمقبل.
وأفادت أنه "تقرر تخصيص الدورة السابعة من مهرجان شاشات لسينما المرأة
هذا العام لتقديم الأفلام لمخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية ومتدربات من
قطاع غزة يناقشن فيها العديد من جوانب حياة المرأة الفلسطينية السياسية
والاجتماعية والاقتصادية".
وأضافت أرصغلي أن "هذه الأفلام إضافة إلى مناقشتها قضايا تتعلق
بالمرأة بشكل عام فإنها تركز على نظرة المرأة لنفسها"، وأوضحت أن ستة من
الأفلام العشر المشاركة في المهرجان كانت نتاج دورة تدريبية لمشاركات من
غزة "جاءت لتنقل مشهدا بصريا صادقا ينقل صوت غزة إلى كل مكان بصوت شاب لم
نعتد عليه".
ومن المقرر أن يشهد حفل افتتاح المهرجان الممول من عدد من المؤسسات
المحلية والأجنبية عرض الأفلام العشرة في ذات الأمسية.
وقالت أرصغلي: "سنتيح للجمهور مشاهدة الأفلام جميعها في حفل الافتتاح
وهي لا تتعدى 75 دقيقة بمجملها وستكون لها جولة عروض في ثماني جامعات
فلسطينية والعديد من المراكز في المدن مع تنظيم حلقات نقاش حول الأفلام
المعروضة".
والأفلام المزمع عرضها: الفيلم القصير (مادلين) لرهام الغزالي،
والفيلما القصير (لوحة) لرنا مطر، وفيلم (دوت كوم) لفاطمة أبو عودة، وفيلم
(كمكمة) للطالبتين إسلام عليان وأريج أبو عيد، وفيلم (خطوة ونص) للطالبة
إيناس عايش، إضافة إلى فيلم للمخرجتين آثار الجديلي وآلاء الدسوقي بعنوان
(فلفل وسريدن).
ونوهت أرصلغي إلى أن الأفلام الأربعة الأخرى المشاركة في المهرجان هي
لمخرجات محترفات عملن على إخراج عدد من الأفلام التي شاركت في مسابقات
ومهرجانات عربية وعالمية خلال السنوات الماضية.
والأفلام الأربعة هي: (خمس فناجين قهوة) للمخرجة ليلى عباس، و(التين
والزيتون) للمخرجة جورجينا عصفور، و(الحالة تعبانة) للمخرجة دارا خضر،
وللمخرجة لنا حجازي فيلم (حلو ومر).
فارييتي العربية في
29/09/2011 |