هناك في السينما عبارة شهيرة يعرفها جيداً المشتغلون بهذا الحقل الإبداعي،
ألا وهي «أعطني ورقاً»، والمقصود بهذه العبارة «السيناريو»، الذي يشكل كل
ما له أن يكون معبراً إلى الفيلم، فحين يرى المخرج ورقاً فإن الفيلم يتحول
إلى حقيقة أولية لها أن تتبعها خطوات كثيرة أخرى لنجده في النهاية على
الشاشة، وليتحول السيناريو هنا إلى المؤشر الأول على وجود فيلم، وحين يعالج
المخرج السيناريو الذي بين يديه ويبدأ تصويره، ندخل مرحلة تجسيد ما حملته
الأوراق، وهنا يجدر القول إن السيناريو الجيد هو نصف المسافة إلى فيلم جيد،
وبكلمات أخرى أكثر تطرفاً فإن السيناريو الجيد قادر على أن يمكن مخرجا
متواضع القدرات من تقديم فيلم جيد.
يمكن وصف المقدمة السابقة بالكلام العام الحامل للكثير من الحقيقة، وبما
يدفعنا هنا إلى التقديم للمدارس السائدة في كتابة السيناريو عالمياً، وعلى
شيء يجعلنا نقلب صفحات كتب كثيرة تحمل عناوين مثل «كيف تكتب السيناريو» أو
«كيف تبيع السيناريو الذي تكتبه»، وغير ذلك من كتب كثيرة تتمحور حول مهارات
الكتابة سواء كانت تعليمية أو تجارية أو غير ذلك من صفات، ولعلها جميعاً
تجتمع حول أسس وقواعد هوليوودية في كتابة السيناريو، بما يجعل الكاتب سيد
فيلد أول من يمكن التفكير به في هذا الخصوص وعدد كبير من الكتب التي ألفها
في هذا السياق، والتي تتحلى بسلاسة لها أن تكون بسلاسة الافلام الهوليوودية،
فهو في كتبه التعليمية أو النظرية يعرّف كل شيء، وبدقة بالغة، بحيث تمسي
الكتابة هنا سلسلة واضحة المعالم مصممة وفق خطوات واضحة، ولها أن تكون
جميعاً اتباعاً لما أورده أرسطو في كتابه «الشعر» والتي شكلت ومازالت
العناصر الأولية لأية دراما وبكلمات أرسطو فإن الحكاية هي «محاكاة حدث تام
موحد. أما حبكة الحدث فتتم عن طريق ربط أجزائه بعضها بعضاً. ففي حال تغيير
أو إزاحة أي جزء، فإن الكل يختل ويهتز. وبالتأكيد فإن الدراما تتألف من
ثلاثة أجزاء بداية ووسط ونهاية».
لن أدخل في تفاصيل ما تقدم والتي ستقودنا إلى الكثير من التفاصيل التقنية
في كتابة السيناريو، والتي جعلها سيد فيلد على درجة كبيرة من الدقة، إذ إن
السيناريو يجب أن يكون 120 صفحة وبالتالي تأتي مدة الفيلم 120 دقيقة، كل
ورقة بدقيقة فيلمية، وهو يحدد للقارئ الراغب في تعلم كتابة السيناريو في أي
صفحة عليه أن ينهي الفصل الأول كأن يقول «الفصل 1 هو وحدة أو كتلة من الفعل
الدرامي، تتألف من 30 صفحة تمتد من الصفحة الأولى إلى موضع الحبكة في نهاية
الفصل ،1 تحمل في شكل درامي يسمى التهيئة».
وعلى هذا الأساس يوفر سيد فيلد للكاتب مخططاً واضحاً جداً يمكن اتباعه
للخلوص في النهاية إلى سيناريو حامل لكل العناصر التي تضمن فيلماً درامياً
يستكمل عناصره بالشخصيات والحبكة والصراع الدرامي وتنويعاته، ولنكون مع
الاطلاع على كل ما حملته كتب هذا الرجل أمام آليات لها أن تكون مقدسة في
الانتاجات الهوليوودية، بما يضمن شراء السيناريو أيضاً من قبل شركات
الانتاج كونها على اتساق كامل مع ما تطمح إليه تلك الشركات، وعلى اتفاق مع
ما صار يعتبره المشاهد السينما كل السينما.
دون التقليل من شأن ما قدمه سيد فيلد في هذا الخصوص، وإمكانية كتابة فيلم
جيد إن كان الكاتب يحتكم على قدر لا بأس به من الفطنة، بحيث يستثمر في تلك
التعليمات الواضحة لتقديم قصة جميلة، لكن وفي الجهة المقابلة وفي اتباع
لكسر هذه الصرامة التجارية، والتواطؤ الذي أصبح «مقدساً» بين الفيلم
والمشاهد، يحضر ما له أن يكون كسراً لتلك التراتبية والقواعد الواضحة جداً،
والمسعى للتجريب الذي سرعان ما يمسي على مجابهة مع تلك النواميس السينمائية
الهوليوودية.
هنا سيحضر ما نعرفه بالسينما المستقلة، التي لن تكون خاضعة لكل ما تقدم،
والتي تعزز من إمكانية خرق كل ما نعرفه من قواعد أصبحت مقدسة، ولعل أفضل
طريقة للتدليل على ذلك هي الأفلام التي قامت بذلك، وهنا سأمضي مع أفلام
أميركية أيضاً لكنها مستقلة، وبالتالي فإنها تضرب عرض الحائط بكل
«الفيلدية» وفي تناوب على عناصر عدة في هذا السياق، فعل سبيل المثال فإن
فيلم جيم جارموش
Stranger Than Paradise
«أغرب من الجنة» حيث البطل الاشكالي وصراعه ليس وليد ما يقف حائلاً بينه
وبين تحقيق غايته، كما هو متعارف عليه درامياً سواء من خلال شخصية متصارعة
معه أو أكثر من شخصية وعوامل أخرى، الصراع في الفيلم هو صراع يومي عادي،
وفي مسعى من جارموش لتقديم شخصيات هي عادية وموجودة على الدوام والتي لا
تمتلك طموحاً أصلاً لتتصارع معه.
وفي السياق نفسه يمكن الحديث عن فيلم الأخوين كوين
Fargo
«فارغو» حيث لا تكون التهيئة سابقة الذكر واردة لضبط الأحداث التي نشهدها
في الفيلم من حيث انطلاقها، بمعنى أن القصة التي يبدأ بها الفيلم والتي
تكون متمثلة بإقدام الزوج على تأجير قاتلين لقتل زوجته سرعان ما تتحول إلى
قصة أخرى من خلال تعقب حياة تلك الشرطية التي تكون حاملاً، وهنا تصنع
مجموعة من القصص دون أن يكون الفيلم ماضياً في اتجاه واحد يتمثل بقصة تنمو
درامياً في خط أحادي، فما يبدو في «فارغو» قصة الفيلم الرئيسة سرعان ما
تضاف إليها قصص شخصيات أخرى، ولتكون البطولة في الفيلم جماعية.
وإن كان لنا أن نتحدث على من ضرب عرض الحائط بقواعد كتابة السيناريو
المتداولة، فإن ديفيد لينش ولعل فيلمه
Mulholland Dr
«مولهولند دريف» المثال الأكثر سطوعاً على بنية الفيلم المتأسس على منطق
الحلم، والذي يستقي دراميته من منطق الحلم تماماً وفي استسلام كامل له، وإن
كان لنا أن نتكلم عن تقنية «الفلاش باك» فما عليكم إلا أن تشاهد أول أفلام
كونتين تارنتينو
Reservoir Dogs حيث كل التوصيات الكلاسيكية في هذا الخصوص لا معنى لها، والفيلم يمضي
في زمنين جنباً إلى جنب، وما يتحدث عنه فيلد بخصوص التهيئة أو الدقائق
العشر الأولى من الفيلم لن تكون في هذا الفيلم إلا حواراً مترامياً بين
شخصيات الفيلم الستة محققاً تلك التهيئة من الحوار فقط.
تناول هذا الموضوع يستدعي بحثاً مطولاً جداً، لكن المرور عليه وبهذه السرعة
يشيرإلى ظاهرة ألمسها دائماً في حواري مع السينمائيين الشباب الذين تبدو
لهم تلك القواعد التي قدمها سيد فيلد بمثابة نواميس لا يمكن القفز عليها،
مع تعطيل إمكانية الاجتهاد، مؤكداً أن هذه القواعد تبقى مقترحات يمكن اللعب
عليها والانتصار لجماليات أخرى، فالحقيقة الوحيدة المتوافرة في الإبداع أنه
لا شيء مقدس فيه، وكل تلك القواعد ليست إلا معبراً للأخذ بها إن شئنا
وللإخلال بها والخروج عنها أيضاً.
الإمارات اليوم في
21/08/2011
في انتظار«شجرة الحياة»
زياد عبدالله
لابد أن أي عاشق للسينما في الإمارات ينتظر عرض فيلم المخرج الأميركي
تيرانس مالك
The Tree of Life «شجرة الحياة» في دور عرضنا المحلية، وليس هذا الانتظار آتياً من كون
الفيلم حاصلاً على سعفة كان الذهبية لهذا العام، بل لأنه أولاً من إخراج
مالك، هذا الذي قدم خلال 40 سنة أربعة أفلام، بمعدل فيلم كل 10 سنوات،
وليكون «شجرة الحياة» خامسها.
مايستوقفنا هنا، الأخبار التي تحكي عن فيلم سادس يعمل عليه مالك وعلى شيء
له أن يكسر القاعدة الذهبية لوتيرة إخراجه الأفلام، وآخر تلك الأخبار أن
خياراته وقعت على بن أفليك ليلعب أحد أدوار ذلك الفيلم الذي له أن يحمل
عنواناً أولياً هو «رحلة في الزمن»، وإن كان هذا الفيلم سيصبح جاهزاً للعرض
حقاً في العام المقبل، فإننا سنكون من المحظوظين، آخذين بعين الاعتبار كم
تأجل عرض «شجرة الحياة» وكم وضعته مهرجانات عالمية على قوائمها ومن ثم
سحبته بداعي عدم انتهاء مالك منه.
لست في هذه الكتابة في وارد تقديم مقال عن أعمال مالك، بدءاً من
Badlands 3791
وصولاً إلى آخرها أي «شجرة الحياة»، وبكلمات أخرى: من هرب هولي مروراً
«أيام الجنة» وعلاقة الأخ بأخته وتلك اللقطات العجيبة والكاميرا تتولى أمر
كل شيء، وصولاً إلى «خط أحمر رفيع» حيث الحرب ووحشيتها إلى «عالم جديد»
واصطدام المهاجرين بالسكان الأصليين، كل ذلك إيجاز سريع لما حملته أفلامه،
والتي نؤجل الخوض فيها إلى حين عرض «شجرة الحياة» الذي مضى أكثر من شهر وهو
مدرج في خانة الأفلام القادمة إلى دور العرض، والتي كما كل فيلم غير تجاري
علينا أن ننتظر لا نعرف كم حتى يتم الإفراج عنها، كونها ليست من فئة مصاصي
الدماء والكوميديا المسطحة أو غير ذلك من أربع فئات تحتلها أربعة أفلام
جديدة كل أسبوع عليها أن تنتمي إلى الرعب والأكشن والكوميدي و«الأنيماشن»،
حتى وإن كانت أتفه من التفاهة نفسها وفق المقاييس التجارية.
نأمل أن يعرض فيلم مالك هذا الأسبوع، وذلك من باب أنه من بطولة براد بيت
وشون بين وهنا نتبع منطق ربما قد يفهمه أصحاب دور العرض عندنا، حيث نفي
القيم الجمالية والفنية على أشده، وعليه يمكن للنجومية أن تكون مدخلاً
للاقتناع بأنه فيلم قد يحقق شيئاً من شباك التذاكر اللعين الذي لا صوت يعلو
على صوته، طبعا وفي هذا السياق فإن متابعي السينما في الإمارات لا يجدون
إلا المهرجانات مثل مهرجاني دبي وأبوظبي لمشاهدة الأفلام الفائزة بالجوائز
العالية مثل كان وفينسيا وبرلين، لكن يبقى أملنا كبيراً ببراد بيت وشون بيت
لدى تجار السينما الأشاوس، ونحن نقول هنا: نحن في انتظار «شجرة الحياة»
لننعم بظلها، ويمكن لنا أن نقول مع أفلام أخرى نحن بانتظار غودو، لكن أملنا
ببراد بيت وشون بين، اللذين يبعدان مخاوفنا من أن يكون مالك قد انتهى من
«رحلة الزمن» مشروعه الحالي ولم يعرض «شجرة الحياة» بعد، دون أن ننسى أن
مالك قد يستغرق زمناً لا يمكن تقديره في إخراج فيلم جديد.
الإمارات اليوم في
21/08/2011
الحب والحب... وأيضاً الحب [18]
«تايتانيك» الحب حينما يصنع تاريخاً جديداً
عبدالستار ناجي
حينما يعود المؤرخون الى كشوفات الأسماء التي ركبت السفينة العملاقة «تايتانيك»
فانهم «حتماً» لن يجدوا اسم «جاك» أو «روز» الذين حيكت حولهم الرواية
الجديدة لفيلم «تايتانيك» تلك التحفة السينمائية التي ابدعها الكندي جيمس
كاميرون.
والحديث عن هذه التجربة، يعني الحديث بالضرورة عن اهمية البعد العاطفي،
وعلاقة الحب التي جمعت بين ذلك الشاب المعدم وتلك الصبية الثرية التي كانت
تستعد خلال تلك الرحلة لبلوغ مرحلة أكبر، وابعد من الثراء، فاذا بها تجد
نفسها أمام ثراء العاطفة والاحساس، الذي عوض عليها كل شيء.
وقبل ان نذهب الى الفيلم، أعود الى المذكرات التي كتبها المنتج والمخرج
جيمس كاميرون، والتي ارفقها بالملف الخاص بالفيلم عند عرضه عام 1997،
ويومها كتب: حينما جاءتني النسخة الاولى من السيناريو، لم تكن هنالك شخصية
«روز» او «جاك، وكل ما كان هنالك كم من المعلومات والوثائق عن «تايتانيك»
فكان الحوار المطول، حول ضرورة خلق شخصيات، تمتلك ذلك البعد الانساني،
لاعطاء الكارثة أبعادها ومضامينها، فكان الحب، والرومانسية على خلفية
الكارثة!».
هكذا هي المعادلة التي غيرت كل شيء، فالحب هنا يصنع تاريخا جديدا، لاهم
كارثة، ستظل الاجيال تذكرها.
والان دعونا نذهب الى الحكاية التي كتبها جيمس كاميرون نفسه.
تروي روزدويت، بعد اكثر من 84 عاما من الكارثة، قصة لحفيدتها ليزي كالغيرت،
حكايتها التي تعود الى يوم 10 ابريل 1912، حينما كانت على متن «تايتانيك»
مع ذويها، واكبر عدد من الركاب المغادرين من الطبقة العليا وايضا خطيبها
الثري «كال» لكي كالديون، وعلى ظهر السفينة تلتقي مع فنان متسكع هو «جاك
داوسون وصديقه فايريزيو دي روسي، الذي فازا بتذاكر للدرجة الثالثة على
السفينة، في لعبة على المرفأ، وتبدأ في رواية الحكاية.
فبعد فوزه في رحلة على متن «تاتانيك» على رصيف الميناء، يلتقي جاك داوسون
الفتاة الثرية روز دويت، والتي كانت في طريقها الى فيلادلفيا ليتزوجها
الشاب الثري «كال» هو واثر خلاف بينها وبين ذويها، وعدم رغبتها في هذا
الارتباط، تفكر روز في الانتحار، لنذهب الى حافة السفينة، حيث ينقذها جاك،
وهنا تبادر الى دعوته الى حفل في قاعات الدرجة الاولى، حيث تحيط به نظرت
الازدراء، من مضيفة المغرور «خطيب روز» بينما تجد به روز الانسان والفرح،
وترافقه في تلك الليلة الى حيث الدرجة الثالثة، واللهو والرقص، والفرح،
يمنحها الوقت الحقيقي للحياة، بعيدا عن تلك الصور المتكلسة، والكلمات
الخالية من الاحساس، وفي تلك الليلة يطلب ان يرسمها، وهي ترتدي تلك الماسة
الزرقاء النادرة والتي لا تقدر بثمن، وهنا يكتشف «كال» الخطيب فان ثمة من
يحاول سرقة خطيبته، ولهذا يلصق به تهمة السرقة، حيث يحاول حبسه، ولكن قدرية
التاريخ، والزمن، حينما يضرب جبل ثلجي تلك السفينة الاكبر في التاريخ في
وقتها لتفتح ابواب البحر وامواجه، وبرده، وصقعية ليلتهم السفينة بمن فيها.
ويبدع «جيمس كاميرون» في بناء النص كي يبدع في اخراج العمل، بالذات مشهد
الغرق الذي أخذ حيزا كبيرا من الفيلم واحداثه، عبر تقنيات عالية الجودة،
وحرفيات ابداعية مبتكرة على صعيد رسم وتنفيذ كل نهر، بالذات الزوايا الخاصة
بالانقلاب والغرق لاحقا.
ملحمة سينمائية، تم خلالها ظفر جدائل من الحكايات والشخصيات التي نتفاعل
معها، ونعيشها، فرصا، والماً وحزناً وبكاءا، واشير هنا الى انني شاهدت هذا
الفيلم في ثلاثة عواصم، المرة الاولى في باريس، ويومها كنت اسمع بكاء وحزن
وانين الصبايا الفرنسيات وبعدها بأيام تكررت التجربة هنا في الكويت وفي
المرة الثالثة شاهدت العرض في العاصمة البريطانية وفي كل مرة الجميع يبكي،
النساء قبل الرجال، الشباب قبل الشابات.
ونعود الى تايتانيك فماذا لو كان الفيلم بدون قصة الحب تلك، لكننا امام عمل
وثائقي قد يؤثر بنا ونتفاعل معه ولكنه لا يصل بنا الى حد تلك الحالة من
التفاعل، والانصهار داخل العمل وشخصياته، لقد احب العالم «جاك» وبكى لحزن
«روز».
واستطاع الفيلم يومها ان يتجاوز حاجز «المليار» دولار في العوائد، وان تطغى
شهره ليوناردو دي كابيريو، وايضا كيت وينسلت الآفاق.
حكاية الحب والتضحية، اجل التضحية، وهي معادلة مقرونة بالطرفين، حتى وان
كان «جاك» قد ضحى بحياته من اجل ان تبقى «روز» حية، بعد زوال الكارثة، كما
انه قام بوضع الماسة الزرقاء «قلب المحيط» في جيب البالطو الذي البسها اياه
ليحميها من البرد والصقيع.
كدور «جاك» كان هناك النجم الشاب يومها ليوناردو ديكابيرريو، والذي بات
لاحقا اهم نجوم هوليود خصوصا، حينما قرن مشواره مع المخرج مارتن سكورسيزي
الذي قدم له كما من التحف الخالدة، ومنها «عصابات نيويورك» و«الطيار»
وغيرها.
أما النجمة البريطانية كيت وينسليت، فقد عادت من جديد الى لندن، لترسخ
حضورها «كممثلة» اكبر من ذلك الضجيج الاعلامي لكونها «نجمة» ولهذا راحت
تمارس لغة عالية من الاختبارات السينمائية التي تكللت بالفوز بالاوسكار عن
فيلم «القارئ» الذي توقفنا معه ايضا ضمن هذه السلسلة، كما قدمت مع صديقها
المخلص النجم ليوناردو ديكابيريو، فيلم «طريق الحرية» وهي دائما تذهب الى
ذلك النموذج الحقيقي في الاختيارات الفنية التي ترسخها «كممثلة» من الطراز
الاول قادرة على التقمص والتعبير والتجدد، ونستطيع القول ان كيت اليوم
واحدة من اهم نجمات التمثيل التي تدهشنا بحالة التقمص التي تبلغها، والتي
تفجر طاقاتها وامكاناتها، فتكون النتيجة ان تذهب الشخصية الى داخلنا نحللها
ونحبها ونعشقها، وهكذا هي الشخصيات الحقيقية التي يبدعها الفنان او الفنانة
الحقيقية.
في العمل كم آخر من النجوم، حيث لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نتجاوز بيلي
زان «بدور الخطيب» حتى وان كنا نكرهه في تلك الشخصية، وايضا تلك الرائعة
وباقتدار «كاتي بيتس، التي جسدت دور «مولي براون» تلك المرأة التي تقوم
بمساعدة جاك في يوم حفل العشاء الذي دعي له.
وايضا لا يمكن بأي حال من الاحوال، ان ننسى الموسيقى الاصيلة التي ابدعها
الموسيقار، جيمس هونر، وتلك الاغنية الخالدة التي قدمتها الكندية سيلين
ديون.
ونتوقف عند المخرج والمنتج الكندي جيمس كاميرون، الذي تعود ان يدهشنا
ويبهرنا، ويذهب بالسينما الى آفاق مراحل سينمائية جديدة.
في «تايتانيك» لا يكتفي كاميرون الا ان يكون الراعي الحقيقي لهذه التجربة
التي تكلفت الكثير، وحصدت ارقاما فلكية.
في رصيد كاميرون 23 فيلما كمنتج من بينها «أفاتار وسانكتوم وتايتانيك
والعزباء وكذب حقيقي».
وله ايضا 20 فيلما كمخرج من بينها «افاتار» و«تايتانيك» و«العزباء».
مبدع سينمائي حقيقي درس الفيزياء في جامعة كاليفورنيا ولكنه بعد التخرج وجد
نفسه يعشق السينما، فكانت البداية في الكتابة، وادارة التصوير، ومن هنا
كانت الانطلاقة لتكسب السينما واحدا من اهم صناع بل ان اسم جيمس كاميرون
يظل قريبا من كثيرا من الاسماء الفاعلة في هوليود، ومنهم ستيفن سبيلبرغ
وجورج لوكاس ومارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كابولا وغيرهم.
ونعود الى بيت القصيد..
فيلم يذهب الى كارثة التايتانيك، فاذا بنص وسيناريو يختلق حكاية حب، مقرونة
بالتضحيات والكفاح والامل.
حكاية تجمع بين فنان معدوم، الا من الحلم والامل والثقة بالذات، وصبية ثرية
تريد لها اسرتها مزيد من الثراء، وهي تريد الحب، والحياة.
بينما تذهب الى عقولنا وقلوبنا تدهشنا، تفرحنا، نستمتع بها، بل نتجاوز كل
ذلك الى حالة من العلاقة والعشق، واعرف شخصيا «اناساً» لم يدخلوا السينما
من قبل، خصوصا في «تايتانيك» ولربما انتهت علاقتهم بها الى الابد، ولكن ظلت
ملامح شخصيات جاك وروز بداحلهما الى الأبد.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
21/08/2011
خفايا العقل البشري في فيلم يُذهل العقل البشري
ميدل ايست أونلاين/ اناهايم (الولايات المتحدة)
أشهر شركة انتاج سينمائي لا تفترض انقراض الديناصورات في فيلم يعيد
الكائنات الخرافية الى العالم المعاصر.
خلال معرض "دي 23" لاستوديوهات "ديزني" في مدينة أناهايم (جنوب لوس أنجليس)،
أعلنت شركة الانتاج "بيكسار" أنها ستنتج بحلول العامين 2013 و 2014 فيلمين
يتاولان الديناصورات وخفايا العقل البشري.
وكشف المدير الإبداعي لاستوديوهات "ديزني بيكسار" جون لايستر شخصيا وهو
محاط بفرقه الفنية، المشاريع الجديدة لشركة "بيكسار" التي تحتفل هذه السنة
بعيدها الخامس والعشرين بعد أن فرضت نفسها في عالم الانتاج مع أفلام من
قبيل "توي ستوري" و"فايندينغ نيمو" و"كارز" و"أب" مثبتة أنها من الشركات
الانتاجية التي تدر أكبر الارباح في هوليوود.
ولا يحمل بعد أي من الفلمين اللذين سيليان "بريف" (صيف 2012) و"مونسترز
يونيفيرسيتي" (صيف 2013) عنوانا. لكن الأول سيخصص للديناصورات وسيكون من
إخراج بوب بيتيرسون الذي تعاون مع الشركة في إطار فيلمي "فايندينغ نيمو"
و"أب".
ولن يعود الفيلم إلى عصر الديناصورات بل سيعتبر أن انقراضها لم يحصل يوما.
وصرح بوب بيتيرسون أمام جمهور معرض "دي 23" الذي يفتح أبوابه طوال ثلاثة
أيام لمحبي "ديزني"، أن "الديناصورات لا تزال حية في فيلمنا".
ومن المزمع أن يخرج إلى الصالات فيلم "شركة (بيكسار) هذا الذي لا يحمل بعد
عنوانا والمتمحور حول الديناصورات"، على ما أشار بسخرية بوب بيتيرسون، في
فترة عيد الميلاد لعام 2013.
كما تعتزم شركة الانتاج إصدار فيلم في صيف 2014 وهو "فيلم لا يحمل بعد
عنوانا ينقلنا إلى عقل كائن بشري"، على ما أفاد مخرجه بيت دوكتر الذي تعاون
مع الشركة في إطار فيلمي "مونسترز إنك" و "أب".
وأضاف المخرج أنه ينوي نقل المشاهدين "إلى عالم معروف من الجميع لكن أحدا
لم يلجه، ألا وهو العقل البشري".
كذلك كشفت شركة الانتاج النقاب عن المشاهد الأولى من أول حكاية خيالية لها
بعنوان "برييف" وهو الفيلم الأول الذي تلعب فيه امرأة (أميرة اسكتلندية)
دور البطولة.
وعرفت شركة "بيكسار" التي انتجت تحفة فنية كاملة لم تشبها شائبة في نظر
المشاهدين والمنتقدين على حد سواء، انتكاسة هذه السنة مع فيلم "كارز 2"
الذي لم يلق صدى حسنا عند المنتقدين وخيب الآمال مع أرباح عالمية ناهزت 476
ملايين دولار وهي من ادنى النسب التي تسجلها عادة الشركة.
ميدل إيست أنلاين في
21/08/2011 |