كان قرار الاعتزال يتأرجح بداخلها, ومع تزايد ما تعتبره سوء الحالة
الفنية,
بحسب رؤيتها, كان القرار الحاسم. تقول انها لم يعد بداخلها
ما تعطيه
للفن.
ولذلك قررت الاعتزال, دون ان يصاحب ذلك حجاب كما فعلت العديد من
الفناتات.انها اثار الحكيم التي التقينا بها للحديث عن
مستقبلها بعد الاعتزال,
ورؤيتها للعديد من الأمور الفنية وذلك في الحوار التالي:
·
بعد الاعتزال ما
أهم طقوسك الرمضانية؟
**الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم, لختمه اكثر من
مرة, خلال الشهر الفضيل. هل للدراما التليفزيونية نصيب من وقتك هذا
العام؟ لا
اشاهد غير البرامج السياسية والأخبار والنشرات, وفي أوقات اخري اري بعض
البرامج
الخفيفة كنوع من الترفيه وللخروج من شد الاعصاب وبعض حلقات مسلسل
الشحرورة.
·
ما
السر في عدم دخول الدش لمنزلك إلي الآن؟
الدش يسرق الوقت, وبرامج التوك شو
تقدم نفس القضايا رغم تفاوت سقف الحريات يضاف إلي ذلك ان لدينا من القنوات
الارضية
والمتخصصة ما يكفي ويزيد ولا اري اهمية قصوي لوجوده.
·
لماذا جاء قرار
اعتزالك الآن تحديدا؟
**القرار كان بداخلي ولكنه ظل متأرجحا طوال السنوات
العشر الماضية, فلم يعد التمثيل يستهويني وفقدت حماسي له, فلم يعد
المنتج يعتني
بالعملية الفنية للانتاج, ولا الرسالة التي من المفترض انه يقدمها,
اصبح المنتج
يبدأ التصوير قبل رمضان بثلاثة اشهر علي حساب العملية الفنية, وعلي حساب
اعصاب
الممثل وكل العاملين, الآن لم تعد لدي مقدرة علي العطاء
الفني, وفقدت الاستمتاع
بالعمل في مجال التمثيل.
·
هل يصاحب الاعتزال بعد ذلك
ارتداء الحجاب؟
لن
ارتدي الحجاب, قرار الاعتزال كان بسبب الضيق من الاسلوب الذي
تدار به العملية
الفنية, وعدم احترام اهل الفن له وليس له علاقة بحجابي.
·
اذن من الممكن
ان نري اثار الحكيم مقدمة برامج؟
**عرض علي اكثر من برنامج, ولكن افكارها
لاتتناسب وتوجهي, ابحث عن برنامج يقدم قيمة للمشاهد ويقدم جديدا ايضا.
·
وما
رأيك فيمن يطالب بإلغاء الرقابة علي المصنفات الفنية؟
الحياة لاتستقيم بدون
الرقيب.. ليس لدينا فقط وإنما في كل مكان في العالم.
·
هل توافقين اذا طلب
احد ابنائك العمل في مجال التمثيل؟
**ولداي موهوبان احدهما يلعب جيتار وبدأ
يعمل في مجال الاعلان, والاخر يعشق التمثيل وهو موهوب, وانا لن اقف في
طريقهما, فالفن شيء راق ولكن المهم آليات التعامل معه.
·
ماذا يعني اتجاه
البعض للعمل بالدراما السورية؟
اكل عيش, نحن نشبه عمال اليومية والتراحيل,
وننتظر الرزق يوما بيوم, ولاتنظروا إلي النجوم الكبار فهم قلة, كما ان
الفن
لايجنس فقط هناك فن راق وفن مسف وتجاري.
·
لماذا تراجع دور الفن في السنوات
الأخيرة في رأيك؟
** لدينا ثقافة دولة ترفض الفن الجيد وتلعب في ثلاثة
محاور: الأول محور الفن والإعلام, فهي تقدم فنا مسطحا وتافها قائما علي
الغرائز
لعدم تربية العقول, المحور الثاني تقديم برامج دينية متطرفة تقدم معلومات
مغلوطة
للمشاهد, ثم محور التعليم المدمر للسيطرة علي الشعب وعلي
عقول الناس.
·
مارأيك في محاكمة مبارك؟
** مبارك وكل اعوانه لابد وان يحاكموا ليدفعوا ثمن ما
فعلوه بالشعب المصري, ولا اقصد مبارك ومن معه في السجن, مازال هناك
الكثيرون
خارج السجون يعبثون بحياة الشعب المصري والقائمة طويلة, الفاسدون في كل
مكان
بمصر, في الاعلام والجامعات والمؤسسات إلي اخره.
·
وماذا عن القوائم
السوداء؟
** القوائم السوداء في كل المجالات وليس الفن وحده, وسوف تظل إلي
قيام الساعة المنافق منافق قبل وبعد الثورة, هناك من ينافق
المجلس العسكري
الحاكم, ومن سيأتي بعده سيلتف حوله من ينافقه ايضا, ولن يقل هذا إلا مع
النظام
الديمقراطي الذي ننتظره والدين المعتدل.
·
هل تشعرين بالقلق من السلفيين او
من اي تيار آخر؟
** قلقانة من كل حد متطرف حتي العلماني المتطرف اقلق منه,
واليساري المتطرف اقلق منه, عندما خلقنا الله جلعنا امة
وسطا, نحن في مرحلة,
البداية, وندعو الله ان يثبت شباب الثورة, فرغم القدر الكبير من
المكاسب
بالثورة فمازالت لم تصل لاهدافها بعد.
·
متي قلقت علي الثورة؟
** قلقت
علي الثورة مع بدايات احداث الفتنة الطائفية المتعمدة, ومع فض الاعتصام
اول ايام
رمضان.
الأهرام المسائي في
21/08/2011
فيلم يفقد توازنه منذ اللحظة
الأولى
"ثلاثون
دقيقة أو أقل" ينفجر في وجوه
مشاهديه
محمد رُضا
الفشل الذي حظي به فيلم “ثلاثون دقيقة أو أقل” تسبب في إشاعة بعض النكات
على الإنترنت وفي الوسط الهوليوودي . كتب أحد نقاد الإنترنت: “ثلاثون دقيقة
هي الفترة التي تمر قبل أن تكتفي وتتجه صوب الباب” . وكتب آخر “ثلاثون
دقيقة هي عمر هذا الفيلم في شبّاك التذاكر” .
وبعيداً عن الشماتة، الفيلم التشويقي حط في المركز الخامس مسجلاً نحو ثلاثة
عشر مليون دولار . والمؤكد أنه سوف ينزلق في سلم الإيرادات سريعاً في
الأسبوع الثاني وغالباً ما سيختفي في أسبوعه الثالث . على ذلك، هو فيلم فيه
ما يدعو للاهتمام، كونه نموذجاً لكيف يفقد العمل توازنه منذ الثواني
الثلاثين الأولى في الواقع .
خلال حفلة راقصة يكشف رجل اسمه دواين (داني مكبرايد) أن والده ربح الجائزة
الأكبر في “اللوتو” . هذا يدفع صديقته إلى السؤال: لم لا يقتل أباه ويستولي
على الملايين التي ربحها؟ في هذه اللحظة تعتقد أن الرجل سيلقي بها خارج
المكان كونها اقترحت قتل والده، لكنه يبدو أنه من النوع الذي يقبل النصائح
مهما كانت غير معقولة ناهيك عن كونها غير إنسانية، ويتجاوب . هو وصديقه
ترافيز (نك سواردسون) مع هذا الاقتراح . لتنفيذه عليهما الاستعانة بقاتل
محترف (مايكل بينا) ولتمويله عليهما أن يملكا المال . هنا يدخل على الخط
عامل البيتزا الذي يربط إلى عبوّة ويرسل إلى المصرف لكي يسرق المال المطلوب
لدفعه للقاتل المحترف لقاء قتله الأب . خطّة بسيطة جداً لا تتطلّب سوى
مشاهدين غير سائلين عن أي نوع من الذكاء .
عامل تسليم البيتزا (الممثل جيسي أيزنبيرغ الذي ينزل درجات عن مستوى دوره
في “الشبكة الاجتماعية” الذي رُشح للأوسكار بسببه) موصول بريموت كونترول
قابل للتفجير بضغط الزر من بعيد إلا إذا استجاب موظفو المصرف وسلّموه المال
الذي في الأدراج .
طريقة تبدو أسهل في الفيلم من الواقع، لكن الفيلم مأخوذ من واقعة حقيقية لم
تقع بالتأكيد على هذا النحو . ولو ثابر الفيلم عليها لحققت فيلماً أفضل من
ذاك الذي ارتسم على الشاشة . المشكلة هي أن المخرج روبين فلايشر لم تكن له
مطلق الحريّة في اختيار المعالجة المناسبة لموضوعه هذا . إنه، في الجوهر،
لابد أنه موضوع جاد، لكن المنتجين الواقفين خلف المخرج والموصولين بدورهم
إلى استديو يملك ريموت كونترول من شأنه إذا ضغطوا عليه تفجير المشروع من
أساسه، أرادوه فيلماً هازلاً، وكان لهم ذلك بالطبع . وهذا ليس أمراً فريداً
في السينما الأمريكية اليوم، لأنه من النادر أن تجد مخرجاً قادراً على فرض
وصايته واختيار المعالجة والحس السينمائي المناسبين او المختلفين عن السائد
.
والمسألة ليست دلعاً نقدياً إذا ما تمنّينا أن تكون كل الأفلام تعبيراً عن
مواهب مخرجيها، وليس رغبات منتجيها، بل هو مطلب حق لا يُقدّر حق تقديره إلا
حين تجلس لتشاهد فيلماً مصنوعاً بحنكة تشويقية مقبولة، لكنه يشبه سيارة
تتزحلق على الجليد .
روبين فلايشر هو ابن مخرج أقدر منه اسمه رتشارد فلايشر وأسهم في صنع أفلام
متنوعة المستويات . كان رائعاً في “سفّاح بوسطن” (1968) وفي أسوأ حالاته في
“مغني الجاز” (1980) ومعتدلاً إلى أفضل من معتدل في معظم أفلامه الأخرى:
“دكتور دوليتل”، “سويلانت غرين”، “مستر ماجستيك” و”كونان المدمّر” من بين
ستين فيلم آخر أنجزها ما بين 1948 و1989 .
حين كان فلايشر الأب في أوج عمله (الخمسينات والستينات) كان أيضاً موظّفاً
في هيئة مخرج، لكن الخيارات كانت أكثر ثراء كون المنتجين حينها كانوا أكثر
إلماماً وشجاعة وإقداماً . كانت السينما تتألّف من أنواع عديدة كلّها كانت
لها نجاحاتها النقدية والجماهيرية، معاً او على نحو منفصل .
المتفجّرة المربوطة بحزام ناسف (القصّة الواقعية انتهت بمقتل عامل البيتزا
لكنه هنا يعيش وينجح في الانقضاض على الأشرار) تؤدي دوراً في الفيلم كما
أدت دورها في “سرعة” حين وضع دنيس هوبر متفجّرة في حافلة ركّاب مدنية، إذا
ما خفّت سرعتها انفجرت . حين ذاك، والتاريخ ليس بعيداً، انفجرت الصالة
تشويقاً، أما هنا فكان المطلوب أن تنفجر ضحكاً، وهي فعلت لكن على الفيلم
وليس له .
"فجر
أحمر" يجدد المخاوف
الأمريكية
حين ينطلق قريباً العرض المتأخر لفيلم “فجر أحمر” يكون هذا الإنتاج ذو
الميزانية المتوسّطة (نحو 80 مليون دولار)، مرّ بمراحل عديدة وبضعة
متغيّرات قبل الوصول إلى الشاشة .
في الأصل هو فيلم من إخراج جون ميليوس الذي كان في السبعينات من القرن
العشرين واحداً من مخرجي اليمين الأمريكي المعروفين . جون ميليوس هو صاحب
فيلم “دلنجر” (1973) الذي كان رداً غير مباشر على فيلم العصابات المماثل
“بوني وكلايد” . هذا الثاني، وقد أخرجه آرثر بن سنة ،1968 عبر عن وجهة نظر
الشقيين المذكورين في العنوان، موفراً لهما البطولة ومسلّطاً ضوءاً
إيجابياً ضد أمريكا الثلاثينات ونظام البنوك التي كانا يسرقانها كونها،
وحسب وصف الفيلم، تسرق من الفقراء .
“دلنجر”، وهو اسم رئيس عصابة أخرى ينقل حياة المجرم الشهير إنما يمنح
القانون اليد العليا مجسّداً بشخصية مساعد لرئيس مباحث “الإف بي آي” (لعبه
العتيد بن جونسون) الذي يصر على النيل من دلنجر وباقي أفراد العصابة وينجح
في اصطيادهم واحداً وراء الآخر .
“فجر أحمر” (1984) كان عن مجموعة من الشباب الأمريكي الذي يفيق يوماً ليجد
الولايات المتحدة وقد غزتها القوات الروسية . حسب الفيلم، الروس نجحوا في
احتلالهم ولم يبق أمام الأمريكيين سوى المقاومة والفيلم بالتالي معهم ضد
الروس، حين يُعرض الفيلم الجديد المأخوذ عن فيلم ميليوس لم نر الروس بل
الصينيين، أو جنساً قريباً من الصينيين، بعدما احتجّ رسميون صينيون وخفق
قلب “هوليوود” ذعراً من أن تخسر السوق الصيني، فطلبت من صانعي الفيلم تغيير
البدلات الصينية إلى كورية شمالية .
المفهوم، رغم ذلك، لا يزال كما هو: غزو خارجي للعدو التقليدي الكبير الذي
سيحمل إلى البلاد حكماً جديداً يقضي على استقلالية الفرد ويفرض هيمنة
الدولة . هذا على الرغم من أن بعض المواقع اليمينية المحافظة حالياً تكتب
أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينفّذ هذه السياسة وتصفه بأنه، وفريقه،
ماركسيون .
كل ذلك يذكرنا بالحملة التي شهدتها “هوليوود” ما بين 1948 و1955 حين حاولت
الاستديوهات المختلفة تأكيد “أمريكيّتها” عبر إنجاز أفلام معادية للشيوعية
وذلك إرضاء للجنة التحقيق المكارثية . ما انتشر فوراً هو تقسيم المخرجين
والممثلين الراضين بالتعاون لتنفيذ هذه الأفلام أو لا . أولئك القابلون
كانوا، إذاً، مؤيدين للتحقيقات الفدرالية ومع النظام الأمريكي، وهؤلاء
الذين كانوا لا يريدون الاشتراك في أفلام ذات صبغات ابتزازية وعاطفية لابد
أنهم كانوا، حسبما انتشر في “هوليوود” آنذاك، متعاونين مع الطابور الشيوعي
الخامس في البلاد .
نتيجة لذلك، حفنة من الأفلام المحذّرة من الغزو الشيوعي وأفكاره . فكان
“متآمر”، الفيلم الوحيد الذي ضمّ إليزابث تايلور وروبرت تايلور معاً،
و”المرأة على الرصيف 13” و”ابني جون” وحتى المريخ صار شيوعياً في “كوكب
المريخ الأحمر” .
واحدة من أكثر المفارقات إثارة للطرافة أن المنتج الملياردير ذا الأطوار
الغريبة هوارد هيوز قرر الاشتراك في الحملة بإنتاج فيلم بعنوان “تزوّجت
بشيوعي” فجلب اثني عشر كاتب سيناريو على مراحل مختلفة من دون أن يرضيه
معظمها . وعرض على ثلاثة عشر مخرجاً (كل على حدة) بتحقيق هذا الفيلم، لكن
سوء الكتابة وعدم الرغبة في التعاون مع منتج عُرف عنه أنه صعب المراس، جعل
هؤلاء يرفضون العمل، فما كان منه إلا أن أبلغ مكتب التحقيقات (الذي أداره
جوزف مكارثي) بأسمائهم على اعتبار أنهم امتنعوا عن تحقيق فيلم وطني .
المضحك أن بعض هؤلاء كانوا يمينيي الميول مثل هيوز مثل نيكولاس راي وجون
كروموَل .
حين شوهد الفيلم، تحت عنوان “المرأة على الرصيف 13” تحت إدارة المخرج روبرت
ستيفنسون، تبيّن أن ما من مخرج عاقل كان مهتمّاً بتحقيق الفيلم لسبب وجيه:
إنه فيلم عصابات من دون شيوعيين إنما مع الإيحاء بأن المافيا وعصابات تلك
الحقبة هي فلول شيوعية تسعى لتقويض النظام الأمريكي! .
"بلاك
أندوايت أمريكا" يعيد
كرافيتز
بعد ثلاث سنوات من الغياب، عاد ليني كرافيتز إلى الساحة الفنية ليصدر
الإثنين ألبومه التاسع “بلاك أند وايت أمريكا” الذي يستذكر فيه بشيء من
السعادة كل مراحل الموسيقا الأمريكية من الفانك إلى الراب.
ويعتبر “بلاك أند وايت أمريكا” الألبوم الأول للمغني الأمريكي البالغ من
العمر47 عاما الذي يحمل توقيع شركة الإنتاج رودرانر (أتلانتك ريكوردز/وورنر
ميوزك) وستتبعه في الخريف جولة أوروبية تشمل فرنسا وتمتد من 15 تشرين
الأول/أكتوبر إلى 29 تشرين الثاني/نوفمبر .
وشرح ليني كرافيتز للصحافة أنه بدأ العمل على ألبوم يتمحور حول موسيقا
الفانك قبل أن ينقله الوحي إلى اتجاهات أخرى .
وقال الموسيقي “إنه ألبومي الأكثر تنوعاً إن كان من ناحية الموسيقا أو
الكلمات”، علماً أنه أمضى سنتين في تسجيل أغاني الألبوم في جزر البهاماس ثم
في باريس .
ويشمل ألبوم ليني كرافتز الجديد كل الأنواع الموسيقية التي طبعت الولايات
المتحدة في السنوات الخمسين الأخيرة . . . وكعادته، يتناول ليني كرافيتز في
ألبومه موضوعي الحب والمرأة، موجهاً تحية خاصة إلى نساء الباهاماس في أغنية
“بونجي دروب” .
وتتضمن أغانيه أيضاً مواضيع سياسية، مثل أغنية “بلاك أند وايت أمريكا” التي
كتبها كرافيتز بعد مشاهدته فيلماً وثائقياً عن العنصرية في الولايات
المتحدة بعد أوباما .
ويشرح كرافيتز الذي ولد في الولايات المتحدة في الستينات من أم سوداء وأب
أبيض، قائلاً “تحدث الناس عن استيائهم لرؤية ما أصبحت عليه أمريكا
واستيائهم إزاء رئيسهم الأسود . أرادوا أن تعود أمريكا مئة سنة إلى الوراء”
.
ويتذكر أنه في تلك الفترة، “كان الناس يتفوهون بكلمات نابية ويبصقون على
أهلي” . ويقول “تتمحور كلمات الأغنية على قصتي وحول الوضع العنصري في
البلاد في الوقت نفسه . نحن نتطور ربما ولكن الكثيرين يريدون التمسك
بأفكارهم البالية” .
باع هذا المغني الأمريكي في عشرين سنة أكثر من 35 مليون ألبوم في العالم .
سينما بديلة
الفيلم الصافي 2
من حق المرء أن يتساءل هنا، بعد ما ورد في الأسبوع الماضي حول اعتماد
المشاهد المؤلفة من جهد الكاميرا والمونتاج على نحو شبه مطلق، عما إذا لم
يكن ذلك هو ما يجب أن تكون السينما عليه: صورة فقط . أليس استبدال الحوار
بالكلمات قدر المستطاع هو جزء من صنع السينما أساساً؟ وإذا ما كان هذا
صحيحاً، لم رفض بعض نقاد الستينات والسبعينات من القرن الماضي، المبدأ
المذكور حين ترتفع حدّة فيلم ما بناء على الإيقاع واعتماداً على المشاهد
البصرية إذا ما كانت سريعة أو متسارعة؟
فيلم “العربة” لجون فورد، الذي اعتمدناه مثالاً، يتعلّق تماماً بهذه
النقطة، إذ هناك ذلك الفصل من المشاهد التي تقع فيها المطاردة: محاربون من
الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) ينطلقون لمطاردة عربة تحمل بضعة ركّاب
تجرها ستة خيول كانت تمر فوق أرض صحراوية صلبة . المطاردة تطول . جون واين
أكثر المدافعين عن العربة قدرة على القتال . في إحدى مراحلها يصل محارب إلى
مقدّمة العربة ويقفز من حصانه إلى الحصان الأمامي لإيقافها . حين يطلق عليه
جون واين النار يقع بين الحصانين ثم تحتهما وتحت العربة . إنه شغل بهلواني
رائع من كومبارس محترف، والمشهد المشغول بدراية مونتاجية عالية، يندمج
تماماً مع معارك ومطاردات ومشوّقات ذلك الفصل ويزيد من متعة خالصة عرفناها
في رطل من الأفلام الأخرى . لكن هذا الفصل، طبقاً لبعض المعايير، تنفيذه قد
يكون مدهشاً بل جيّداً، لكنه ليس فنّاً .
كلمة الفصل في الحقيقة ليست بعيدة عن البلوغ . إنها في المونتاج الذي، إذا
ما أمعنّا النظر، هو الوحيد بين العناصر الرئيسية الذي لا علاقة له بإبداع
فني خارج السينما . هناك مونتاج موسيقي بلا ريب، لكنه دخيل، إذ يُكتب الفن
الموسيقي من دونه ولا يحتاج إليه في العملية الإبداعية الرئيسية . وهناك
توليف في الرواية، لكنه ليس بصرياً بل لغوياً ولا تتطبّق عليه شروط التوليف
السينمائي ذاتها . كذلك ليس هناك مونتاج في المسرح ولا مونتاج في الرسم او
النحت أو الأوبرا إلخ . . . . السينما صاحبة المونتاج وفنه، والمونتاج هو
الذي صنع ذلك الفصل من المشاهد . هو الذي اختار اللقطات الكثيرة التي تم
تأليف الفصل منها . هو الذي وضّبها على نحو متتالٍ وتبعاً لفترات زمنية
متعاقبة لتخلق إيقاعاً ليخلق الإيقاع تشويقاً .
إذاً هناك أفلام خالصة . صافية حسب التعبير الإنجليزي، أو على الأقل يستطيع
الفيلم التخلّص من كل تبعاته في أية لحظة يريد ليقدم على إنجاز بصري كامل .
أكثر من ذلك، التصوير الذي قد يربطه البعض بالفن المرسوم على أساس أن
كليهما نقل لموضوع يتم التعبير عنه على لوحة أو شاشة، يتباعد تماماً عن هذه
الصفة بفضل ديناميكيّته وقدرته على الاستقلال بهويّته السينمائية بشكل كامل
. بالتالي، كل من التصوير والمونتاج هما العنصران الأساسيان اللذان لا
سينما من دونهما .
م.ر
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في
21/08/2011 |