لعلّه أشهر بستاني في السينما، منذ بطل شارلي شابلن «مسيو فيردو» (1947).
عمر الردّاد الذي اتهم بقتل ربّة عمله، وأخلي سبيله بعد سبع سنوات في
السجن، ولمّا يستعد براءته، ألهم كتّاباً مثل جان ماري روار، ودافع عنه جاك
فرجيس، وها هو المخرج الفرنسي، ابن الهجرة المغربيّة، يعيده إلى الواجهة
بعد عقدين على القضيّة التي هزّت فرنسا
باريس | قبل 20 عاماًَ، ضجّت فرنسا بقضية شغلت الرأي العام، وجنّدت
المثقفين والمجتمع المدني، وانقسمت بشأنها الطبقة السياسية. بستاني مغربي
يُدعى عمر الردّاد اتُّهِم عام 1991 باغتيال غيلان مارشال، العجوز الثرية
التي يعمل عندها في بلدة موجان (جنوب فرنسا). وكان دليل الإدانة الوحيد
جملة كُتبت بدم الضحيّة، قرب جثّتها التي وجدت في المرأب:
Omar m’a tuer! لكن تلك الجملة التي تعني «عمر قتلني» تضمنت خطأ لغوياً فاضحاً، من
المستحيل أن ترتكبه سيّدة متعلّمة مثل غيلان مارشال. ومن هذه القرينة انطلق
المحامي جاك فرجيس، ليحوّل المسألة إلى قضية رأي عام...
ويسلّط الضوء على منطق مشبوه يستريح لإلصاق التهمة ببستاني بسيط لمجرّد
كونه «عربيّاً».
بعد معركة إعلامية وقضائية شائكة، امتدت سبعة أعوام، وتدخّل العاهل المغربي
الأسبق شخصياً، أُطلق سراح عمر الردّاد بعفو خاص من جاك شيراك، رئيس
الجمهوريّة الفرنسي آنذاك. لكن القضاء رفض كل الطلبات التي تقدّم بها
البستاني المغربي على مدى السنوات العشر الأخيرة، لفتح الملف مجدّداً،
ومراجعة الحكم الصادر بحقه، واعادة الاعتبار إليه.
وها هي القضية التي أوحت بأكثر من كتاب في فرنسا، تعود اليوم إلى دائرة
الضوء، مع انطلاق عرض فيلم مقتبس عن سيرة الردّاد، للسينمائي رشدي زام الذي
يخوض هنا ثانية تجاربه وراء الكاميرا بعدما اشتهر كممثل، إذ نال جائزة أفضل
ممثل في «مهرجان كان السينمائي» عام 2007، عن دوره في فيلم «بلديون» لرشيد
بوشارب، مناصفةً مع جمال دبوز وسامي ناصري وسامي بوعجيلة. وهذا الأخير يؤدي
دور عمر الردّاد على الشاشة.
لم تكد تمر أسابيع على نزول الفيلم إلى الصالات، حتّى أعلنت لجنة مراجعة
المحاكمات قبول طلب الردّاد بإجراء فحوص جينية لتحليل آثار حمض نووي ذكوري
عُثر عليها عام 2002، مختلطة بدم الضحية الذي كُتبت به جملة «عمر قتلني».
وقد بيّنت الفحوص أن تلك الآثار لا تطابق الحمض النووي للردّاد... ما يعني
أنه ليس الجاني الحقيقي! وبالتالي، يُرجّح أن تمهد هذه القرائن لإعادة فتح
التحقيق، وإقامة محاكمة جديدة لتبرئة الردّاد.
يصور الفيلم كيف حاول عمر الردّاد أن يشرح للمحققين أنه بريء، وأنّ الضحية
كانت بمثابة أم ثانية له. وهي لم تكن لترضى بتشغيله بستانياً، وهو الشاب
الأمي الآتي للتوّ من الريف المغربي، لولا أنها كانت تعرف والده منذ عام
1962، حيث كان يشتغل بستانياً عند جارتها لغاية تقاعده.
لكنّ المحققين رأوا في الجملة المكتوبة بدم الضحية دليلاً على تورط
البستاني المغربي في الجريمة، وتمسّكوا بقناعتهم أنه بالجاني. وقد تسرّعوا
في إغلاق التحقيق، مغفلين شهادات وقرائن كان يمكن أن تثبت العكس. مع ذلك،
لم تلبث شكوك كثيرة أن برزت إلى الواجهة. الجملة المكتوبة بدم الضحية تضمنت
خطأ لغوياً مريباً، فقد كُتبت كالتالي:
Omar m’a tuer، (يفترض أن تُكتب
Tuée) واستغرب كل من عرفوا الضحية أن ترتكب هذا الخطأ، فقد كانت على قدر
عال من الثقافة، وكان فك الكلمات المتقاطعة هوايتها المفضلة! ثم ظهرت ثغرة
أخرى في التحقيق: لوحظ تضارب بين تقارير الشرطة والطبيب الشرعي حول تاريخ
وقوع الجريمة. جاء في أوراق التحقيق أنها وقعت بتاريخ 24حزيران (يونيو)
1991، بينما قال الطبيب الشرعي إنّ الجريمة ارتُكبت في صباح اليوم التالي.
وكان هذا التفصيل بالغ الأهمية، لأنّ 24 حزيران كان يوم أحد، قضاه عمر عند
والديه في مارسيليا، وبالتالي لم يكن موجوداً في موجان ساعة وقوع الجريمة.
تسلم المحامي جاك فرجيس القضية، واستطاع سريعاً استمالة الإعلام إلى خندق
موكله. ورجّحت أغلب الصحف أن يكون الجاني الحقيقي هو الذي كتب الجملة التي
تتهم الردّاد بدم الضحية بعد قتلها، ما يفسر ذلك الخطأ اللغوي. أو ربما
أرغم الجاني الضحية على كتابة تلك الجملة، فتعمدتْ أن تدسّ فيها ذلك الخطأ
بهدف إثارة الانتباه.
عشية مثول عمر الردّاد أمام محكمة نيس خريف 1994، كان الرأي العام الفرنسي
يرجّح براءته، خصوصاً بعدما انبرى للدفاع عنه مثقفون بارزون، أولهم عضو
الأكاديمية الفرنسية جان ماري روار (راجع ص19). لكن الاستراتيجية التي
اعتمدها جاك فرجيس جاءت بمفعول عكسي. بدل التركيز على الثغر والأخطاء التي
تخللت التحقيق، فضّل تحويل المحاكمة ـــــ كعادته ـــــ إلى محاسبة للنظام
القضائي الفرنسي. صوّر موكّله على أنه بستاني مغربي فقير يواجه عنصرية نظام
قضائي ذا خلفيات كولونيالية! لذا، حين صدر الحكم على الردّاد بالسجن 18
سنة، ألقت بعض الصحف الفرنسية باللوم على فرجيس... ووصل الأمر حدّ اتهام
«محامي الشيطان» بأنه تعمّد ترك المحكمة تدين موكله كي يبيع نسخاً أكثر من
الكتاب الذي ألّفه عن القضية بعنوان «عمر قتلني»!
لكن قرار المحكمة لم يضع حداً للشكوك المثارة، واستمرت حملة الدفاع عن
الردّاد، لتبلغ أوجها مع صدور كتاب جان ماري روار بعنوان «عمر الردّاد:
اختلاق متَّهَم». خلع روار ثوب الأكاديمية الفرنسية، ونزل إلى الميدان
للتحقيق في القضية، وخلص إلى اتهام ابن الضحية بالضلوع في الجريمة! وانضم
إلى حملة الدفاع عن الردّاد حقوقيون ومثقفون، على رأسهم الروائي المغربي
الطاهر بن جلون الذي نقل تلك الحملة إلى الرأي العام المغربي في الضفة
الأخرى للمتوسط. يومذاك، تدخّل الملك الحسن الثاني شخصياً، للضغط على
السلطات الفرنسية بهدف إعادة محاكمة الردّاد. ما دفع شيراك إلى إصدار عفو
عن البستاني المغربي، فأُطلق عام 1998 بعد سبع سنوات في السجن.
لا ينشغل رشدي زام بسرد كل تلك الوقائع التاريخيّة، بل يوظّف بعضها في
فيلمه الذي يصوّر مرحلة وعصراً في التاريخ الفرنسي الراهن. ويشتغل على
اعطاء هذا «البستاني المغربي البريء» وجهاً، وقصّة، وحكاية، في مواجهة آلة
شيطانيّة... ارتكبت خطأ قضائيّاً خطيراً بتبعاته ودلالاته السيتسيّة، حتّى
لم يتوان بعضهم عن مقارنته بقضيّة «داريفوس» الشهيرة (المتهم الذي يُحسم
بأنّه مذنب بسبب انتماءاته الثقافيّة والدينيّة).
رغم الأدلة الدامغة التي قدّمها فرجيس لاحقاً من أجل إعادة محاكمة الردّاد،
رفضت لجنة مراجعة المحاكمات إعادة فتح الملف. وكان لا بدّ من فيلم سينمائي،
كي يوقظ الآلة القضائيّة وضمائر معاصري الردّاد الذي ما زال يناضل من أجل
إثبات براءته، و«استعادة شرفه».
الأخبار اللبنانية في
11/07/2011
جان ماري روار: الآلة الجهنمية
عثمان تزغارت
لاقتباس قصة فيلمه عن قضية عمر الردّاد، اعتمد رشدي زام وشريكه في كتابة
السيناريو أوليفييه غورس، مادة خصبة استلهماها من كتابين: الأول بعنوان
«عمر الردّاد: اختلاق متَّهم» (1994) لجان ماري روار، والثاني عبارة عن
سيرة ذاتية أصدرها عمر الردّاد بعنوان «لماذا أنا؟» (2002).
بذلك، سعى الفيلم إلى رسم بورتريه مزدوج للبستاني المغربي عبر لعبة مرايا
سلطت الضوء على الآلية القضائية الجهنمية التي أدت إلى إدانته ظلماً، كما
رصد جان ماري روار من خلال تحقيقاته الميدانية. وعكست المعاناة النفسية
لشاب أمي (28 سنة عند سجنه) لم يكن يقرأ أو يتحدث لغة البلد الذي حُوكم
فيه، واستطاع تعلّم الفرنسية في السجن، ودراسة القانون الجنائي وأصبح
قادراً على محاججة الخبراء القضائيين للدفاع عن براءته.
قدّر الفيلم مساعي جان ماري روار في الدفاع عن الردّاد، عبر شخصية خيالية
أُطلق عليها اسم بيار ـــــ إيمانويل فوغرونار (تقمّص دوره دونيه بوداليدس)،
مبرزاً كيف سببت وقفته الشجاعة في هذه القضية فصله من جريدة «لوفيغارو»،
والحكم عليه عند صدور كتابه بغرامة 100 ألف فرنك، بتهمة التطاول على
المؤسسة القضائية!
أما السيرة المكتوبة للردّاد، فقد استلهم منها الفيلم مشاهده الأكثر
تأثيراً. صوّر كيف تعلّم البستاني القراءة والكتابة في السجن، والصلابة
التي أبداها في الدفاع عن براءته عبر إضراب عن الطعام. لكن أيام السجن لم
تكن سهلة. أقدم الردّاد على محاولة الانتحار مراراً بابتلاع شفر حلاقة. لكن
اللحظة الأقسى له، كانت يوم أُبلغ بالعفو الرئاسي، وعلم أنه سيُطلق سراحه.
صنعَ سفينة خشبية صغيرة لإهدائها إلى ابنه الذي كان يبلغ ثمانية أشهر عند
دخوله السجن. وإذا بالابن لا يتعرف إلى والده، ويقول عند تسلمه الهدية:
«شكراً مسيو»!
حين شاهد الردّاد الفيلم، وسُئل عن رأيه، أجاب: «هذا ليس فيلماً. إنها
حياتي. كل شيء ترونه على الشاشة صحيح وواقعي». ورغم إعجابه بالفيلم، لم يكن
يتصوّر أنّ سحر السينما سيسهم في فتح أبواب المراجعة القضائية التي ظلّت
موصدة بوجهه طوال عشر سنوات. وقد مثّل ذلك مفاجأة، حتى بالنسبة إلى مخرج
الفيلم رشدي زام. هذا الأخير صرّح بأنّه يطمح إلى أن يصل عمله إلى أكبر قدر
من المشاهدين، للتأثير في الرأي العام الفرنسي. لكنّه لم يحلم بأن يؤدي
الفيلم دوراً في التعجيل بإعادة فتح ملف القضية.
بهذا، حقّق رشدي زام، مخرجاً، إنجازاً مماثلاً لذلك الذي أسهم في تحقيقه
ممثلاً في «بلديون» لرشيد بوشارب. فقد دفع فيلم بوشارب السلطات الفرنسيّة
إلى إعادة النظر في الظلم الذي ألحقته طوال عقود بمحاربيها القدامى من
المغرب العربي، وساوت أخيراً مرتباتهم التقاعدية بمرتبات زملائهم الفرنسيين
الذين قاتلوا صفاً واحداً ضد الاحتلال النازي.
الأخبار اللبنانية في
11/07/2011
البستاني الذي «قتلته» العنصريّة:
سامي بوعجيلة متلبّساً بـ«الهشاشة»
محمد الخضيري
برع الممثل الفرنسي من أصل تونسي في تقمّص دور عمر الرداد، فقدم شخصية رجل
معزول وعاجز، تائه النظرات، في مواجهة آلة قضائية تعمل على سحقه
الرباط | نزل أخيراً إلى الصالات المغربية فيلم «عمر قتلني» من إخراج رشدي
زام وبطولة سامي بوعجيلة. الفيلم يستعيد قصة البستاني المغربي عمر الردّاد
الذي اتهم بقتل مشغّلته، وهي عجوز فرنسية ثرية تدعى غيلان مارشال في بلدة
موجان، وقضى سبع سنوات في السجن قبل أن يصدر الرئيس الفرنسي جاك شيراك
عفواً خاصاًَ عنه بطلب من الملك الراحل الحسن الثاني.
«لا أريد عفو الرئيس. أريد أن أثبت براءتي» قال عمر الرداد لمحاميه الشهير
جاك فرجيس الذي تولّى الدفاع عن المناضلة الجزائريّة جميلة بوحيرد خلال حرب
التحرير، ثم تزوّجها، قبل أن يشتهر خلال العقود الأخيرة بدفاعه عن شخصيات
إشكاليّة من أقصى اليسار إلى اليمين النازي...
عبارة «عمر قتلني» التي كُتبت في موقع الجريمة، عدها المدعي العام دليلاً
قاطعاً على تورّط الرداد في مقتل مشغّلته. وتحولت إلى إحدى أشهر العبارات
التي ترددت في فرنسا خلال العقدين الأخيرين. لكن هل حقاً قتل عمر الردّاد
مشغلته؟ ينفي البستاني المغربي أن يكون هو القاتل، ويصرّ على إظهار براءته
وعلى أنّ «السيدة مارشال كانت بمثابة أمّ له». أما فيلم رشدي زام فحاول
الانتصار لطرح البستاني المغربي من دون أن يقولها صراحة ومباشرةً.
من أجل ذلك، يعتمد رشدي زام على كتاب جان ماري روار «عمر الردّاد: اختلاق
متَّهم» (1994)، إضافةً إلى سيرة الرداد التي كتبها بعد خروجه من السجن.
هكذا يجد المشاهد نفسه أمام قصتين. قصة اعتقال الرداد التي شابتها الكثير
من اللحظات العصيبة: إضرابه عن الطعام، ومحاولته الانتحار، واللحظات
المشرقة التي كانت تؤكد براءته قبل أن تتحول إلى كوابيس. إضافة إلى قصة
مستوحاة من الكاتب الفرنسي (جان ماري روار) الذي آمن ببراءة الرداد، فاستقر
في مدينة نيس (مسرح الجريمة) ليجري تحقيقاته الخاصة في القضية... كتاب يطرح
الكثير من علامات الاستفهام حول تفاصيل الجريمة ويقدّم أدلّة على براءة
الردّاد.
حقّق الفيلم حتّى الآن إقبالاً جماهيرياً واسعاً. في أقل من أسبوع من عرضه،
بيعت 172 ألف تذكرة في 247 صالة سينمائية فرنسية. من ملامح قوته أداء
الممثل الفرنسي من أصول تونسية سامي بوعجيلة لدور الرداد. الشبه بين
الشخصين كبير جداً، ما قد يربك مشاهد الفيلم. في «عمر قتلني»، يتقن بوعجيلة
تقمّص حالة «الهشاشة» التي ارتبطت بصورة الردّاد طوال المحاكمة والصور التي
كانت تظهر له: شاب أسمر نحيف، بعيون مرتبكة، وملامح دقيقة، يجهل اللغة
الفرنسية تماماً.
لهذا ربما اختار رشدي زام ذو الأصول المغربية، أن يبني فيلمه على اللقطات
المقرّبة. ركزت الصورة على تعابير وجه سامي بوعجيلة المتوترة والحزينة، لكن
البعيدة عن الغرق في البؤس والشفقة، والتمادي في دور «الضحية». التقى
بوعجيلة عمر الرداد مرتين، وعاد إلى العديد من الوثائق السمعية البصرية
التي بثتها وسائل الإعلام يومذاك. يوضح أنّه فعل ذلك كي يحصل «على صوت،
وحركة، وسلوك». ويضيف بوعجيلة عن دوره: «كان عليّ أن أتقمّص نظرته
«العذراء» إزاء آلة قضائية كانت ستسحقه. وكانت هناك هذه الصعوبة في أن
تتواصل، في أن تفهم، وتجعل الآخر يفهم». ولعلّ نقطة الضعف الوحيدة التي
شابت أداءه أنه يجهل العامية المغربية، ويتحدث في بعض اللقطات بعامية ذات
نكهة جزائرية... لكنّها تفاصيل لا يلتقطها المشاهد الفرنسي، أو الغربي
عموماً.
صعوبة التواصل كانت إحدى أبرز علامات القضية، وقد اتخذ منها الفيلم إحدى
نقاط ارتكازه. البستاني الشاب كان جاهلاً بلغة البلد الذي هاجر إليه
ملتحقاً بوالده، ظنّاً منه أنّه وطأ أرض «الخلاص». وإذا بفرنسا تستحيل
جحيماً، وكوابيس لا يزال يعيشها حتى الآن. الكاميرا تلعب كثيراً على تلك
النظرة، نظرة الرجل الذي لا يفهم ماذا يجري له. وينتهي الفيلم بلقطة لعمر
الردّاد الحقيقي. النظرة «الهشة» التي تناقلها الإعلام قبل ٢٠ عاماً، ما
زالت هنا: علامة فارقة، سمة الشخصيّة التي ارتبطت بالعنصريّة الفرنسيّة،
وظلم الآلة القضائيّة.
الأخبار اللبنانية في
11/07/2011
حسن خان: الفنّ فعلاً سياسياً بامتياز
روي ديب
ليست المرة الأولى التي يحلّ فيها حسن خان (1975) ضيفاً على بيروت. بعدما
قدِمت أعماله من تجهيزات فنية، وفيديو، وموسيقى في معارض مختلفة في
القاهرة، وباريس، وأشبيلية، وإسطنبول، ولندن، وسيدني، وساو باولو،
وبرلين... يشارك الفنان المصري حالياً في برنامج «الصورة في ما بعد» الذي
يحتضنه «مركز بيروت للفن». يحوي المعرض أعمالاً مختلفة تتمحور حول انعكاس
أحداث معينة على إنتاج الصور واستخدامها ونشرها. وبموازاته، خصص المركز
عرضاً لبعض أفلام الفيديو التي أنجزها خان بين الأعوام 1997 و2002، وترتكز
على سجلات مختلفة من الروائية إلى الصورية ومن التحليلية إلى المفعمة
بالتعبير. علماً بأنّ كل هذه الأعمال تستند إلى ما يسمّى بـ «الشحنة» التي
تجعل العمل ينطق... إنّها الوجود غير المرئي في العمل الفني.
في«طبلة دب رقم ٩» (tabla
dub ، ٣ د و٣٦ ث ــــ ٢٠٠١) يغرق خان في باطن القاهرة، يمزج بين فضاءين
مشتركين، الشارع والمترو. مشاهد من المارة في الشارع ركِّبت فوق مشهد ثابت
لممر أبيض خال في مترو القاهرة. اصفرار النيون مع شفافية الجموع الهائمة في
فضاء المترو، تترافق مع الطبلة والضجيج. شكل يسائل موضع الجسد في المدينة.
أما في «٦ أسئلة للبنانين» (دقيقة ــــ ٢٠٠١)، فيطرح أسئلة بسيطة تتمحور
حول الحرب والهوية. هنا، لا تكمن الشحنة خارج المعلومة الروائية (الأسئلة)،
بل في الطرح، وفي تحويل الشاشة إلى لوح أسود لكتابة أسئلة موجهة إلى
الجمهور. أهمية الأسئلة تتجسّد في تحويلها إلى صور تقابل أخرى من كاميرا
تجول فوق وسط بيروت الجديد (سوليدير). دقيقة واحدة تطرح استفزازاً أكثر منه
تساؤلاً، فخان لا يبحث عن الحدوتة في أفلامه.
أما في «كس أم الفيلم ده» (1998)، فيعاود التفكير في قصة الفيلم، يسخر من
نفسه ويحتسي «الستلا». لن يجد الجمل المياه ليشرب، لأنّ حسن خان لا يبحث عن
نهاية للقصة، بقدر ما يبحث عن تفكيكها.
وأخيراً، في «مكان وزمان آخر» (دقيقة و٣٠ ث ـــ ٢٠٠١)، يقسم الشاشة إلى
جزءين. في الأعلى، نرى خان نفسه في الـ15 من العمر، يشرح برصانة برنامجه إن
انتخب رئيساً لمصر. وفي الجزء الأسفل من الشاشة، نراه في السابعة عشرة،
بشعر طويل يلعب الغيتار من دون أن ينطق بأي كلمة. هكذا يقدّم الفنان صورتين
متناقضتين عن نفسه، ضارباً عرض الحائط بالدعوة التي يوجّهها الغرب إلى
الآخر، طالباً منه تحديد هويته على أساس معاييره هو (أي الغرب).
يرفض خان تصنيف أعماله بين تقليدية ومعاصرة. يرى أنّ الغرب يبحث عن هذا
التصنيف لصون موقعه في العالم المعاصر، دافعاً بالآخر إلى البحث عن هويته
وتحديد مكانه ـــــ حسب شروط لعبة مفروضة ومسقطة ـــــ بين التقليدية
والمعاصرة. العمل الفني لدى خان فعل سياسي لإعادة رسم الأطر وتحديد
التصنيفات، أو إلغائها ضمن منظومة يتحكم بها الغرب، أي ما يسمّى عالم الفن
«المعاصر» الذي ما زال الغرب يتحكم بقواعده من الناحية الفنية، والأهم من
الناحية المادية التمويلية للمشاريع غير الأوروبية. أما حسن خان، فقد فرض
نفسه فناناً يستند إلى أدوات متعددة، لتقديم مشروع ينطلق من بيئته إلى
العالم.
يقدّم «مركز بيروت للفن» عرضاً لأفلام فيديو أنجزها وليد رعد، وجلال توفيق،
وجوانا حاجي توما، وخليل جريج في الثامنة من مساء بعد غد الأربعاء ـــــ
للاستعلام: 01/397018
الأخبار اللبنانية في
11/07/2011
زوم
الصالات فتحت أبوابها فمتى الأفلام الكبيرة في القاهرة
محمد حجازي
حتى أمس القريب لم يكن المنتجون قد أفرجوا عن أفلامهم التي حجزوها في العلب
بانتظار الظرف المناسب لعرضها جماهيرياً والفوز بأفضل الإيرادات، لكن بعضهم
ممن يعتبرون بضاعاتهم تتحدّى الظروف أيّاً تكن خاصة، أطلقوا مجموعة من
العروض التي فتحت لها الصالات أبوابها متحدية الأوضاع العامة، منها: صرخة
نملة، الفيل في المنديل، سامي أوكسيد الكربون، والفاجومي، وإذا بردة فعل
نقدية من زملاء نحترم آراءهم تندفع في مواجهتهم وتبرئتهم من مسمى الإخراج
والأشرطة ذات المستوى الذي يليق ببلاد عمر سينماها يكاد يكون من عمر
السينما في العالم·
عموماً بعد الحروب·· وبعد الظروف الصعبة التي يعيشها أي بلد تكون هناك حالة
من الكساد، والمستوى المتواضع للإبداعات، وهو ما لاحظناه مع نماذج الأشرطة
التي عرفناها في لبنان خلال سنوات حربنا الأولى بين عامي 75 و90، فقد
واكبنا أفلاماً لا يستقيم معها النقد إلا إذا هاجمها وصوّب في اتجاهها، لذا
لا نستغرب أنْ تكون الكوميديا العنصر البارز ومع ممثلين متواضعي المستوى،
ومعروفي السقف المنخفض (هاني رمزي وطلعت زكريا)، لكن الجمهور اندفع وتابع
وملأ الحفلات·· ولكن على لا شيء·
إنّه تسلُّل بعض صغار الأسماء في غفلة من الناس، والسوق، والأفلام والظروف،
وهو ما يُعطي صورة غير مريحة عن الواقع الراهن، ويؤكد أنّ حذر كبار
السينمائيين في العرض أو التصوير في محله فعلياً، لكنّه سؤال نطرحه بصوت
عال: وما الذي يجري بعد القاهرة؟ فهل صحيح أنّ العديد من فِرق الأفلام تصل
إلى الاستوديوهات بمواكبة أمنية، وأنّ عادل إمام أجّل عرض مسلسله <فرقة
ناجي عطا الله> إلى ما بعد الشهر الكريم لعدم القدرة على التصوير براحة في
مصر كما حصل في سوريا ولبنان وتركيا والصومال والحدود العراقية وفي بعض
فلسطين·
هل هم البلطجية فعلاً··وهل هم سلطة فاعلة إلى هذه الدرجة التي تمنع كبار
المنتجين من دخول السوق مُجدّداً، ومن الإطمئنان إلى أنّ ما يصوّرونه سيعرض
في ظروف ملائمة وجيدة، في وقت ندرك فيه حجم العمالة التي تستفيد من الأعمال
الفنية، فلماذا وكيف تُقطع أرزاق هؤلاء ولا أحد يتحرك·
نعم·· أخبرنا المخرج سعيد الماروق بأنّ شريطه الذي ينتجه محمد ياسين ويلعب
بطولته عمر الشريف ينتظر فقط هدوء الأوضاع تماماً للدخول على خط الإنتاج،
لكن الآن هناك استحالة، والأصوات تعلو مطالبة بضرورة إيجاد حل لهذا الجمود،
بينما لم تُحسم بعد قضية نقيب السينمائيين وقد توسّع إطار المتنافسين وإنْ
كان الرهان يتأرجح بين سعد فودة النقيب الحالي، والمخرج علي بدرخان المنافس
القوي وربما شبه المؤكد للفوز بالانتخابات التي جرت يوم أمس·
محمد خان أجّل مشروعه، وكذلك يسري نصر الله، وخالد يوسف، وشريف عرفة، وكلهم
يتحدّثون عن انتظار الظروف الملائمة أكثر للعمل والتواصل مع الجمهور بشكل
أكثر انتظاماً، فكلّنا لا نريد للساحة أنْ تعود مرتعاً لعدد من مخرجي
ومنتجي أفلام <الهلس> التي أساءت إلى السينما المصرية، وحدّت من سوقها
العربي على مدى سنوات، فنحن لا نُلغي السينما التجارية إطلاقاً، لكننا لا
نريدها حاضرة لوحدها، خصوصاً أنّ التغيرات في مصر وعدد من الأقطار العربية
الأخرى أوجدت مادة نموذجية للتناول، لكن هذا يستلزم تدخّل المخرجين
والكتّاب الجادّين على الخط، كي تواكب السينما ميدانياً جميع التطوّرات
الحاصلة فلا تكون متأخرة عن الركب، بل معه، وإلى جانبه، تماماً مثلما كانت
سينما الكبار راصدة لجميع الأحداث الكبيرة التي عرفها عالمنا العربي،
منتقدة كل ما تجده غير كاف، ومهنئة على ما تعتبره إنجازاً يُفترض إظهاره
للعيان والاحتفال به·
إلى الآن ما زالت السينما في غيبوبة لن تفيق منها قبل استتباب كل شيء
بانتظار بلوغ لحظة اليقظة الجماعية·
حدث
جرَّب الدراما لفترة ثم استعاد قواه الكوميدية في (MR.
Popper
penguins)
جيم كاري استأنف حضوره الكوميدي الأول ونجح حيث
لا يُنافسه أحد في مجاله···
محمد حجازي
أحببناه قليلاً أو كثيراً، إلا أنّ جيم كاري استطاع وضع اساس لنجوميته منذ
اواسط التسعينيات، مُضحكاً، ثم اراد العمل على الدراما عله يأخذ من طريق
زملائه الوسيمين على الشاشات الاميركية، غير مهتم بكونه كندياً نجح في
هوليوود وتخطى حاجز الخطر منذ فترة، ولم يوفق في السباق، لأن الجمهور لم
يهضمه ويواكبه الا كوميدياً، وهذا الرأي امضى فترة حتى استوعبه، ثم تبنّاه،
فكانت البداية الكبيرة مع شريطه (·MR
Poppers Penguins) بإدارة المخرج مارك ووترز عن سيناريو لـ شون آندرز، جون موريس،
وجاريد ستيرن، الذين اقتبسوا المناخ من كتاب يحمل العنوان نفسه لـ ريتشارد
وفلورانس آتووتر·
عمل جميل ذكي، هادئ، فيه رسالة راقية بطريقة اعادت الى كاري جانباً من
نجوميته التي تراجعت مع محاولاته دخول الدراما مثل كبار نجومها، لكن
الجمهور لم يُقدّر ذلك، ولم يحب ذلك فعلياً، وكان على كاري ان يُعيد
حساباته، ويتعامل مع صورته كما يريدها الناس·
السيد بوبرز (كاري)··
ينهض بمسؤولية الماركتنغ في شركة كبيرة، ويتولى تمثيلها للحصول على موافقة
الآنسة الثرية والعجوز فان كنيدي (آنجيلا لانسبيري) على بيع صالتها الاثرية
كي يتم بناء مجمّع كبير مكانها، لكنها كانت رافضة بالكامل، وفي احدى لحظات
تعبه من التزاماته النهارية عاد مرهقاً الى منزله ليجد علبة ضخمة بانتظاره
في الشقة التي يُقيم فيها بعيداً عن زوجته آماندا (كارلا غوغنيو) وولديه،
وعندما فتحها وجد فيها بطريقا مرسلا من والده المتوفى، والذي امضى حياته
مسافراً، وهو لا يعرفه الا من خلال الصوت الذي كان يصله عبر الاتصالات
المتواترة معه، ولم يترك له قرشاً واحداً، فقط ترك له هذا البطريق التي
وجده مثلجا، وحين وضعه جانباً نفض عن نفسه الثلج وعاد إلى طبيعته الأولى
كأي حيوان عادي، فحمله وحاول التخلّص منه، لكنه سرعان ما عاد واحتضنه ليضعه
قريباً منه بعدما عانى من مطاردته، الى ان حشره في الحمام، وإذا به يجعل
الماء يطوف وتطوف معه كامل الشقة، فيطرده ويعتبر أنّه غادر ليجد أنّ ناطور
البناية قد أمسكه له·
على مدى 94 دقيقة نظل في اطار ضيّق حول ماهية العلاقة بين بوبر والكابتن
(البطريق)، ليعود مرة ويجد ان المكان بات فيه نصف دزينة، وفي اخرى بات
العدد ثمانية، وحفاظاً عليها قرّر جلب كمية كبيرة من الثلج غطّى خلالها ارض
الشقة كي تنتعش البطاريق وتكون في افضل حالاتها·
يواجه بوبر القيّمين على شؤون رعاية وحماية الحيوانات ويرفض اي تفاوض معهم
حول تسليم هذه الحيوانات، على اساس ان هناك رغبة منه لرعايتها واحتضانها
لأنه يعرف ماذا تريد لكنه نوقش لاحقاً وهل تعرف انها تريد الاسماك لكي
تتغذى·
وبعد اخذ ورد ومطاردات طويلة وافق بوبر على تسليم الثماني بطاريق الى حديقة
حيوان نيويورك التي باشرت فوراً تخطيطاً لتوزيعها على حدائق مختلفة في اكثر
من ولاية، فذهب بوبر مع زوجته وولديه وقاما بأخذ البطاريق من ثلاجة عملاقة
وضعت فيها كي تكون في درجة حرارة مناسبة وهربوا بها من المكان لحمايتها من
الوضع تحت رحمة المشرفين على الحدائق مع عزلها الواحدة عن الاخرى·
تهريب الثماني بطاريق نجح وغادرت عائلة بوبر مع الحيوانات الى احتفال
اقامته الشركة لمعرفة رأي الآنسة فان كنيدي من بيع المكان الذي تملكه، وإذا
بها تفاجئ الجميع بالإعلان عن أنها قررت تقديم المكان لـ بوبر كي يستغله
مطعماً يديره بنفسه ويبقيه على ما هو عليه ولا يبدل في وضعه شيئاً·
المشهد الاخير من الشريط، في مطعم عامر وراق، حيث مجلس ادارة الشركة يتناول
اعضاؤه الطعام في المكان بفرح عظيم، قبل ان يرد البطاريق مع عائلته الى
جنسهم·
التصوير حصل في نيويورك مع ثمانية مساعدي مخرج وفريق جيد من الممثلين لم
يكن لأي منهم فاعلية سوى لـ جيم كاري نفسه، فبكل بساطة هو المحور وهو
المادة التي يتم التركيز عليها الى جانب البطاريق، اما الممثلون الباقون
منهم توابع من دون القدرة على تثوير الوقائع وهم: أوفيليا لافيباند، مادلين
كارول، كلارك غريغ، جيفري تامبور، ديفيد كرامهولتر، فيليب بايكر هل،
ماكسويل بيري كوتون·
إنّ كاري ينال حقه ككوميدي هنا بعيداً عن كل التجاذبات الدرامية التي
افقدته توازنه لسنوات عديدة·
عرض
يستند إلى فكرة الرئيس ومرؤوسيه ويجمع نجوماً من جيلين
التقوا ونجحوا
Horrible Bosses:
كوميديا خفيفة وزنها في فكرتها و5 كبار...
محمد حجازي
هل يُعقل شريط خفيف، تجاري، مع فكرة بسيطة لكنه يضم مجموعة من النجوم
المميزين الذين قبلوا ان يكونوا نجوماً بمرتبة ضيف شرف في شريط (Horrible
Bosses) للمخرج سيث غوردون استناداً الى نص اشتغل عليه ثلاثة كتّاب: مايكل
ماركويتنر، جون فرنسيس دالي، وجوناثان م· غولدستاين، عن قصة لـ ماركويتز·
كيفن سبايسي، جنيفر آنستون، دونالد ساذرلاند، كولن فاريل، جايمي فوكس، خمسة
اسماء هوليوودية كبيرة رضيت بأن تكون جنباً الى جنب، لا بل في الصف الثاني
مع باقة من النجوم الشباب: جايسون باتمان، ستيف داين، شارلي داي، بن جي
بيرن، ليند ساي بسلوان، مايكل آلبالا، جايسون سودايكيس ريجينا بالارد،
وميغان ماركل·
لكن مع هذا الحشد من الاسماء كانت الصورة مريحة، منسجمة، وجيدة خصوصاً في
جدية النجوم وهم يقدمون هذه الادوار في شريط كهذا، عن ارباب العمل، وماذا
عن مرؤوسيهم، هل يريدونهم؟ هل يحبونهم؟ وهل يريدونهم؟ وكيف يفكّرون بهم؟
وإلى أي حد هم قادرون على النيل منهم حتى لا نقول الانتقام منهم؟
الصورة المقدّمة تُعطي منحى سلبياً عن رب العمل، ويلمع في هذا الاطار
سبايسي الذي يُرهِق نيك (باتمان) وهو يُذلّه بالعمل، بالأوامر، بالضغط
وأخيراً لا يرفع له درجته في الوظيفة، لذا يفكّر في قتله مع اول فرصة تتاح
له·
وكذلك هي حال دالي آريوس (شارلي داي) الذي يعمل مساعداً لـ جوليا هاريس (آنستون)
طبيبة الاسنان المولعة به، والتي تطالبه بعاطفة خاصة، فيما هو يصر على انه
وفي لخطيبته ستايسي (ليندساي سلوان)·
ومع تفاقم حالتها في الاندفاع نحوه غصباً عنه، قرر ان ينتقم منها لكن بعد
ابلاغها بأنه يريد تلبية كامل طلباتها·
بوبي بيليت (فاريل) يرث عن ابيه الكثير لكنه لا يجيد ادارته ولا التصرّف مع
احد من موظفيه بدماثة وهدوء بل راح يشتم ويُهين ولا يرد على طلب احد،
وصولاً الى مواجهة مع الجميع، لكن ماريل هنا يقدّم دوراً جميلاً جداً،
ونتحدى ان يعرفه احد في حال لم يكن قرأ فبذلك الشريط قبل مشاهدته·
وهذه حال ديف جونسن (فوكس) الذي يناصر قضايا بالعمل والموظفين ويبدو قريباً
منهم، يواسيهم، يجالسهم ويأكل معهم، مثله مثل حال بيليت (ساذرلاند) الوالد
الرائع الذي لطالما عشقه الموظفون لأنه صاحب مبادئ راسخة، لكن عندما خلفه
ابنه على رأس الشركة العملاقة التي يملكها تغيّر كل شيء بالكامل مع بوبي (فاريل)·
من كل هذا يريد الفيلم القول ان هناك مسؤولين يلقون الاهتمام والمحبة من
مرؤوسيهم، وآخرين لا مجال للنقاش معهم لأن مرؤوسيهم يريدون في احيان كثيرة
القضاء عليهم، وعدم الرحمة في التعاطي معهم، لذا نجد ان عدداً من الذين
ارهقتهم القسوة في التعامل معهم وقعوا معاً للتخلّص من رؤسائهم وأول
المستهدفين ديف اركن (سبايسي) ثم بوبي بيليت·
الشريط لافت بعفويته الشديدة، وهذه الصياغة التي تجمع جيلين من النجوم في
تركيبة جميلة مريحة جداً·
تم التصوير في
Glendale - كاليفورنيا ويعتبر الوقت الذي استغرقه مثالياً في سرعته: ثلاثة
اسابيع بإدارة ديفيد هانينغز وقاد اجواء المؤثرات الخاصة والمشهدية كل من:
جيريمي هايس، وبول غراف·
اللوءا اللبنانية في
11/07/2011 |