بموازاة الحضور الكبير الذي سجلته القضية الفلسطينية، في الإنتاج السينمائي
السوري الروائي الطويل؛ سينما القطاع العام، سنجد أن حضوراً مشابهاً، أو
ربما متفوقاً، وجد لنفسه مكاناً في السينما الوثائقية السورية والروائية
القصيرة، سواء بالتوازي التاريخي، أي منذ نهاية ستينيات القرن العشرين، أو
على صعيد التواتر والاستمرار، طيلة السنوات اللاحقة.
فيمكن أن يبدأ رصد الشأن المتعلق بالقضية الفلسطينية فيها، اعتباراً من
فيلم «البناء والدفاع»، الذي أنجزه المخرج "مروان حداد" عام 1969.
والفيلم على ما تذكر المصادر، لأننا لم نتمكن من رؤيته، يتناول دور الجيش
السوري في عمليتي البناء والتصدي للعدوان الصهيوني.
ولقد أكد المخرج "قيس الزبيدي" لنا ذلك، خاصة وأنه شارك بتنفيذ هذا الفيلم،
على مستوى التصوير والمونتاج.
وربما كان فيلم «البناء والدفاع» محاولة أولية، إذ سرعان ما سيقدم المخرج
العراقي "قيس الزبيدي" فيلمه المتميز «بعيداً عن الوطن» في العام ذاته؛ عام
1969 وهو فيلم يعتمد فيه على أحاديث الأطفال الفلسطينيين في أحد مخيمات
الشتات بعيداً عن الوطن، هو مخيم (سبينه) الواقع جنوب دمشق، مترافقة (تلك
الأحاديث) مع صور من حياتهم اليومية في هذا المخيم، وقد عمد المخرج في
صياغة هذا الفيلم إلى تركيب شريط الصوت الذي سجله في الأستوديو لمجموعات من
الأطفال ممن جلبهم المخرج إلى الأستوديو، وتركهم يعلقون على شريط الصور
الذي سبق أن سجله في مخيمهم، وفي ذلك تتجلى مصداقية الأحاديث، وتبيّن قيمة
الفيلم، وقد نال تكريماً دولياً.
وفي العام 1969، سيقدم المخرج العراقي "فيصل الياسري" فيلم «نحن بخير»،
ويقصد من خلاله تبيان المفارقة بين الرسائل الإذاعية للعرب، التي كانوا
يوجهونها إلى ذويهم خارج الأرض المحتلة، من جهة، وحقيقة الممارسات الهمجية
للمحتل الصهيوني في الواقع، من جهة أخرى، وذلك استناداً إلى البرنامج
الإذاعي «رسائل العرب إلى ذويهم»، الذي كان يبثه راديو العدو، في تلك
الأيام وعلى مدى قرابة ثلاثين سنة أعقبت النكبة.
يعتمد "الياسري" في هذا الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته 10 دقائق، على التداخل
فيما بين الوثيقة الصوتية، والصورة البصرية، لخلق حالة التناقض، التي تفضح
الممارسات الاحتلالية، كما يميل في بعض المشاهد إلى الرمز والدلالة، خاصة
مشهد «الميكروفون الإذاعي المحاط بالأسلاك الشائكة» ودلالته على العسف الذي
يلحق بالحقيقة، وحرية الرأي، وصدق التعبير. وكان من نصيب الفيلم أن لقي
حفاوة وتكريماً دولياً.
وبعد فيلمي «نعم عربية» لخالد حماده الذي يؤكد على عروبة فلسطين، رغم
الاحتلال الصهيوني، وممارساته، وفيلم «عيد سعيد» لمروان مؤذن، الذي نتبين
فيه المفارقة المريرة بين أفراح كافة أطفال العالم بحلول العيد، من جهة،
وواقع الأطفال الفلسطينيين البائس، من جهة أخرى، وذلك حين نرى المعاناة
المريرة عند الأطفال المشردين من ديارهم، بسبب العدوان الصهيوني، يجيء فيلم
«نابالم» الهام للمخرج نبيل المالح عام 1970، فخلال دقيقة ونصف، فقط، يعرض
المخرج نبيل المالح لوحشية وهمجية العدوان، وذلك بأسلوب الدعاية الساخر عن
اكتشاف عدواني جديد هو النابالم، المبيد الفعال للشعوب، الاختراع الأمريكي
الفعال.. وقد حاز الفيلم على عدد من الجوائز فضلاً عن التقدير والحفاوة..
وفي العام ذاته، ينجز المصور أحمد أبو سعدة فيلماً بعنوان «أنا الفدائي»،
وفيه يصور أغنية للمطرب مصطفى فؤاد، عن الفدائيين. وسيعتمد محمد الرواس
أيضاً على اسكتش غنائي ليقدم فيلمه «عرس المجد» عام1971، ويقدم أحمد أبو
سعدة مرة أخرى أغنية «أنا صامد» الشهيرة في فيلمه «أبطال العودة».. وهذه
الأفلام الثلاثة من إنتاج التلفزيون العربي السوري.
وسيعود المخرج قيس الزبيدي لتقديم «شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن
الحرب» عام 1972 وهذه المرة من خلال رسومات أطفال فلسطينيين في المخيمات،
متداخلة مع مشاهد وثائقية حيّة، وبطبيعة الحال فإن رسومات الأطفال، تعبّر
عن مشاعرهم وأحاسيسهم ومواقفهم، مما هو حولهم، بينما إن المشاهد الوثائقية
الحية تقدم صوراً عن الواقع في أقسى تفاصيله..
وتتعدد الأفلام السينمائية التسجيلية السورية منذ العام 1973، أي بعيد حرب
تشرين/ أوكتوبر، فبداية نجد محمد الرفاعي يقدم أشبال المقاومة في فيلمه
«الجيل الثائر»، ويتناول المخرج هيثم حقي في فيلمه «التحويل» مجمل الشروط
التاريخية والوقائع التي امتدت فيما بين بين العام 1967 حتى 1973.
وفي العام 1973، يقدم فيصل الياسري «لعب أطفالنا الجديدة» حيث تحولت أشلاء
طائرات العدو إلى لعب للأطفال، وفيلم «أهداف استراتيجية» له أيضاً حيث يبين
أن الأهداف الاستراتيجية التي استهدفتها الاعتداءات الصهيونية، ما هي إلا
مواقع مدنية ذات طابع اجتماعي وصحي وتربوي.. بما يفضح حقيقة العدو الهمجية.
ويبين المخرج وديع يوسف انكسار عنجهية العدو، وأسطورة الجيش الذي لا يقهر،
في فيلمه «وجاء تشرين»، كما يفضح همجية هذا العدو في «القتلة» من خلال لقاء
مع طيار إسرائيلي وقع أسيراً بعد أن تمَّ إسقاط طائرته التي كانت تقصف
أهدافاً مدنية. ويبين صوراً من تلاحم الشعب وصموده في المواجهة، وفي
الأوقات الصعبة في فيلمه «الصمود»..
وهذه الأفلام
من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، التي قدمت أيضاً في العام 1974 فيلم
«العودة»
لمروان حداد، الذي يكشف من خلال حوارات مع بعض العائدين إلى ديارهم في
مدينة
القنيطرة المحررة، ما عانوه من قبل، وأحلامهم وآمالهم التي لم تنطفئ، طيلة
ست سنوات
من الاحتلال، وطبيعة أحاسيسهم وهم يعيشون التحرير، ولنرى في نفس الوقت حجم
التدمير
الوحشي، المقصود، والمبيت النية، بكل الحقد والهمجية، الذي لحق بمدينة
القنيطرة
المحررة.
وفي العام 1974 سيقدم التلفزيون السوري والمؤسسة العامة عدداً من
الأفلام الوثائقية المتميزة، منها «دروس في الحضارة» إخراج أمين البني،
وفيه فضح
لأكاذيب الصهيونية وزيف ووحشية ما تقوم عليه، كما نجد «القنيطرة حبيبتي» له
أيضاً،
و«تحية من القنيطرة» لوديع يوسف، و«صفحات من أوراق الجولان» لبشار عقاد،
و«التحرير»
لغسان باخوس، وفيلم «مهمة خاصة» لهيثم حقي، الذي يقوم المخرج من خلاله
بالتوغل في
الخلفيات الإنسانية، والشروط الاجتماعية التي أنتجت أبطال عملية جبل الشيخ،
ويبين
أن الناس العاديين هم من يقومون بأبدع البطولات، بل هم يشعرون أنهم فقط
كانوا يؤدون
واجبهم.
ويقدم محمد الرفاعي في العام ذاته فيلمه «جنود فلسطين»، الذي يتحدث فيه
عن الدور المميز والبطولات الفذة لجيش التحرير الفلسطيني، ونجد فيلم
«النازية
الجديدة» لغسان باخوس 1975، و«زهرة الجولان» لصلاح دهني، ثم «المعركة
والبترول»
لأحمد فاروق عبيسي و«دمشق ترحب بكم» لممدوح عدوان، وفيلم «لن ننسى»،
و«اللحن
الحزين» إخراج لطفي لطفي، وفيلم «حصاد تشرين» لمنير جباوي، و«الدرع الحصين»
لبشير
صافية، الذي يتناول دور الجيش العربي السوري في المواجهة..
وكما وجدنا فيلم «الشهود»،
كذاك يأتي فيلم «نداء الأرض» لقيس الزبيدي 1976، الذي يتحدث فيه عن
مقاومة المحتل الصهيوني، وفيلم «الذاكرة» لمحمد ملص 1976، حيث يتوغل المخرج
في
ذاكرة عجوز، بقيت في الجولان ولم تغادر بيتها، وشهدت بعينيها كل شيء،
والملفت أن
هذه العجوز (وداد ناصيف) متثقفة على نحو خاص، وتمتلك المقدرة على التحدث
بعدة لغات.
ويرصد فيلم «اليوم الطويل» لأمين البني فصولاً من مقاومة الاحتلال، من جهة،
وممارسات المحتل الصهيوني ضد الناس العزل والأبرياء، من جهة ثانية.
ويهتم نبيل
المالح في «النافذة» 1978 بملاحقة محاولات الصهيونية لتغيير الواقع
الفلسطيني، وفرض
وقائع جديدة، بينما يتناول «السلام» لعبد المعين عيون السود 1980 اتفاقيات
كامب
ديفيد، من خلال الرسوم المتحركة.
ويعتبر فيلم «فلسطين الجذور» لأمين البني
المنتج عام 1982 من أهم الأفلام التي حاولت
أن تتناول تاريخ فلسطين منذ أقدم
العصور، حتى الربع الأخير من القرن
العشرين، وتحليل الأسباب والمقدمات التاريخية
للنكبة. ويتحدث فيلم «سلامة الجليل» لوديع يوسف 1984 عن الاجتياح الصهيوني
للبنان
في صيف العام 1982 والذي امتد اجتياحاً وحصاراً لبيروت قرابة الثلاثة أشهر،
وكانت
العملية الصهيونية الشرسة بعنوان «سلامة الجليل».
من الملفت أن الكثير من
الأفلام الوثائقية، وحتى الروائية القصيرة، التي تناولت أحداث حرب تشرين
التحريرية،
وما سبقها أو رافقها من اعتداءات وحشية صهيونية ضد أماكن وأهداف مدنية، وما
تلاها
من تحرير القنيطرة وعودتها إلى الوطن الأم، وصور التدمير والخراب المتعمد،
والخراب
المقصود الذي أوقعه العدو الصهيوني فيها، لم تكن بعيدة عن متعلقات القضية
الفلسطينية، سواء أكان ذلك مباشراً، أو على نحو غير مباشر، فالصراع مع
العدو
الصهيوني، ينتمي إلى بعديه الوطني والقومي، في أفق استراتيجي يمسّ كل
الجوانب
الواقع، ولكن من الأفلام الوثائقية، التي أُنجزت في تلك المرحلة، شاهدنا
فيلم «صهيونية
عادية»، وهو مبادرة من المخرج ريمون بطرس عام 1974، خلال دراسته السينما
في كييف، وكان حينها ما يزال طالباً، ورغم ذلك فإن الفيلم فيه القدر الكبير
من
بصمات مخرج متمكّن، بدءاً من التعليق المرافق للمشاهد التسجيلية النادرة،
في قسط
كبير منها، والتي استطاع المخرج الحصول عليها من أرشيف كييف، إلى البنية
الفنية
والمقولة الفكرية للفيلم، فنسج منها نصاً سينمائياً متماسكاً.
ريمون بطرس في
هذا الفيلم الذي لا تتجاوز مدته عشرة دقائق، يرصد خطوات جند «شعب الله
المختار»؛
جند يهوه، فينثرون الموت والدمار، هرتزل، غولدا مائير، موشي دايان.. ومسيرة
طويلة
من المجازر والدماء، والهدم والنسف والإبادة. فيبدو الفيلم بارعاً في فضح
مقولاتهم
الزائفة، من طراز أرض الميعاد، ورسل الحضارة.. وبذكاء يمازج الفيلم بين
نظرات أبي
الهول، شاهد تاريخنا وحضارتنا، مع نظرات الفدائي المقاتل العربي
والفلسطيني، وإذ
كانت نظرات أبي الهول تترصد تاريخاً عريقاً، فإن نظرات المقاوم العربي
والفلسطيني،
تتطلع إلى أفق عابق بالأمل.. وعلى إيقاع متصاعد لأغنية نشيد «أنا صامد»
الشهير،
يمتلك العرب قصب المبادرة في حرب تشرين، والثورة المستمرة.
وبدأ المخرج
الفلسطيني باسل الخطيب، نشاطه السينمائي في سورية منذ منتصف الثمانينات، إذ
كان من
قبل قد أنجز بعض الأفلام السينمائية خلال دراسته السينما في الاتحاد
السوفييتي،
منها فيلم يحمل عنوان «أمينة.. حكاية فلسطينية» 1984 كذلك فيلماً بعنوان
«لعنة» قبل
أن يقدم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، فيلمه «قيامة مدينة»
1986 عن
مدينة القدس، وهو فيلم من طراز «دوكيودراما» إذ يتمازج الخط الروائي
بالوثائقي،
لتكتمل الحكاية التي يتهم بها. «أمينة» المرأة الفلسطينية تروي (باللغة
الروسية)
حكايتها الفلسطينية، ومأساتها، والأسرة الفلسطينية، التي تلوب بحثاً عن حلّ
للمأساة
التي حلّت بها، هي المقدمات لحكاية فلسطينية، حول افتقاد القدس، واحتلالها،
واستلابها، وتوق العودة الفلسطيني إليها.
بانوراما متعددة الاتجاهات الفكرية،
متنوعة الأشكال الفنية، قدمتها السينما
الوثائقية السورية، من إنتاج القطاع العام
متمثلاً بالمؤسسة العامة للسينما، والتلفزيون العربي السوري.. وهي في
عمومها تبقى
وثائق بصرية لن تمحى تعيد لنا أنفاس تلك المراحل التي مرت بها القضية
الفلسطينية،
والصراع العربي الصهيوني، منظوراً إليه من خلال عين الكاميرا السورية، حتى
ولو
جاءت، في كثير من الأحيان، على أيدي مخرجين عرب، كان لهم نصيب العمل في
السينما
السورية.
الجزيرة الوثائقية في
10/07/2011
صاحب "داروين" يروي كواليس "مدينة الأشباح"
موقع"الجزيرة الوثائقية" يلتقي"نيك
براندستيني"
محمد حسن- التشيك
اختار المخرج الوثائقي السويسري "نيك براندستيني"
مدينة أمريكية صغيرة تدعى "داروين" لتكون مسرحا لأحداث فيلمه الوثائقي
"داروين"
المعروض حاليا ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان "كارلوفي فاري" في
التشيك .
الفيلم عبارة
عن 88 دقيقة تسجيلية لعدد قليل من الأفراد يعيشون حياة صعبة جدا في تلك
المدينة
القاحلة الواقعة بمنطقة خطيرة تدعى "وادي الموت", حيث لا توجد
حكومة ولا توجد
مؤسسات دينية حتى, يوجد فقط هدوء قاتل, وفي المدينة كلها يعيش 35 فردا.
المكان
إذن هو بطل الفيلم, وطوال الأحداث تتحرك كاميرا "براندستيني" حول عدد من
الأشخاص
الذين يعيشون في هذا المكان, منهم "مونتي" ذلك الفنان الهارب من ماضي أكثر
قسوة من
تلك المدينة, ومنهم أيضا عازف البيانو "ديل", وأيضا يوجد شخص فوضوي يظهر
بلحيته بين
حين وآخر يدعى "روبن", ولم يغض المخرج "نيك براندستيني" النظر عن الطفلة
"ريال"
التي أجريت لها عملية تحويل جنسي لتنتقل من عالم الإناث إلى عالم الذكور.
وعلى
الرغم من قبح المنظر في هذا المكان والفوضوية التي تشع منه فقد كانت عدسة
"براندستيني" هي الأكثر تحديا للقبح والفوضوية, فقد رأينا خلال مدة
الفيلم أماكن
طبيعية خلابة, كما أن سرد الأحداث وترتيب المشاهد لم يكن به فوضوية تلك
المدينة,
وإنما كان أكثر تنظيما, لتصل من خلاله
رسالة محددة للمشاهد هي أن هذا المخرج يطرح
حالة حقيقية ويوميات لأشخاص يعيشون في أمريكا التي هي أعظم
دولة في العالم ولكنهم
منفصلين تماما عن العالم.
التباين الواضح في اختيار الشخصيات التي سجلها "نيك"
خلال فيلمه كان مقصودا, هكذا يقول خلال تصريحاته التي خصّ بها موقع
"الجزيرة
الوثائقية", ويقول "نيك براندستيني":
"عشت
في أمريكا منذ عام 1977 حين كان عمري
سنتان, وغادرتها عام 1981 وخلال تلك الفترة رأيت هذه المدينة، وظلت عالقة
بذهني حتى
الآن، إنه مكان غريب, وعدد من يقطنوه لا يتعدى الـ 35 فردا.. حقيقة لا
أعرف ما
الذي يجعلهم يعيشون فيه, ثم إن هذه الشخصيات بينها تباين كبير, فلا يوجد
حتى انسجام
بينهما , "مونتي" الفنان يختلف كليا وجزئيا عن "روبن" ذلك
الشخص الفوضوي, وكلاهما
يختلف عن الطفلة "ريال" التي أصبحت ذكرا فيما بعد.
ويضيف :"حين
ذهبت لهذه المدينة بعد أن كبرت, شعرت أن كل شخص يستحق فيلما مستقلا, لكنني
بعد
تفكير اخترت أن يكون المكان هو بطل الفيلم بينما تتحرك
الكاميرا بين تلك الشخصيات
المتباينة".
وعن زمن تصوير الفيلم قال "نيك": "استغرق التصوير ثلاثة أشهر جمعت
خلالها مادة تسجيلية (خام) تزيد عن 11 ساعة, وفي مرحلة المونتاج اخترت من
كل هذه
المادة التسجيلية الخام 88 دقيقة فقط.
أكدّ المخرج أن هذا يعدّ أوّل عرض لفيلمه
داخل أوروبا, وقال: أعتبر هذا شرفا ووساما على صدري حتى لو لم يحصد الفيلم
أيّة
جوائز, يكفيني المشاركة بالمسابقة في مهرجان بدأت دورته الأولى العام 1946
.
الجزيرة الوثائقية في
10/07/2011
الـــفــــن طـريـقـنـا إلى العرب
محمد رفعت
منذ سنوات، حضرت احتفالاً بمرور 100 سنة على ميلاد السينما المصرية فى
باريس، ودخلت فى مناقشات مع عدد من الإخوة والأخوات العرب المهتمين
بالسينما والثقافة عموماً، وكان معظمهم من دول المغرب العربى، ووجدت
الجزائريين منهم بالذات متحاملين علينا وعلى الفن والثقافة المصرية، بحجة
أننا نتعامل معهم بتعال شديد، ونتحدث كثيراً عن الريادة والسيادة والشقيقة
الكبرى، فى حين أن واقع الحال يؤكد أننا لم نعد فى المقدمة، وأن السينما
الجزائرية والتونسية استفادتا كثيرا من الاحتكاك بالحركة السينمائية
الأوروبية، وخاصة فى فرنسا وتقدمتا كثيراً علينا، رغم قلة ما تنتجانه من
أفلام، وتقدمان أفلاماً أعمق وأهم بكثير من الأفلام المصرية الغارقة فى
التجارية والإسفاف.
واتهمونا كمصريين بأننا منغلقون على أنفسنا ولا نسمع سوى أصواتنا ونتجاهل
حقيقة تراجعنا فى الفن السابع، كما تجاهلنا واقعاً آخر يصر عليه أشقاؤنا
السوريون، وهو أنهم تفوقوا علينا فى الدراما التليفزيونية، وأن مسلسلاتهم
وبخاصة التاريخى منها يتفوق فى مستواه على المسلسلات المصرية التى تدور فى
حلقة مفرغة، وتعلى من شأن النجوم على حساب الموضوع والديكور والإخراج.
أما الغناء فلم يكن ملكنا فى يوم من الأيام، ولولا الثلاثى?الخالد: عبد
الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم لما كان للغناء المصرى شأن كبير على المستوى
العربى، لأن معظم الأصوات الجميلة سواء كانت لرجال أو نساء ليست أصواتا
مصرية، وإن كان معظمها قد حقق شهرته انطلاقاً من القاهرة مثل وردة وفايزة
أحمد وصباح وأسمهان وفريد الأطرش، ونور الهدى، ونجاح سلام، وسعاد محمد..
ونفس الحال يتكرر الآن، فالأصوات المشهورة على الساحة معظمهم غير مصريين،
ولولا وجود أصوات نسائية مثل أنغام وشيرين عبد الوهاب، لانسحب بساط الغناء
بالكامل من تحت أقدام مصر. ويقول الإخوة العرب أيضاً إن الإعلام المصرى
أصبح فى ذيل القائمة، وأن مستواه يرثى له، ولو قورنت أية قناة مصرية بمستوى
«الجزيرة» و«العربية»، وحتى قناة «إم. بى. سى» أو «أبو ظبى»، لمالت الكفة
تماماً فى صالح القنوات العربية، كما أن معظم الكوادر الإعلامية فى هذه
القنوات من الشام وليس من مصر.
والحقيقة أن النظام السابق ساهم فى ترسيخ تلك الصورة وتعميق الهوة بيننا
وبين أشقائنا العرب، ووصل إلى درجة افتعال معارك وهمية مثل معركتنا مع
الجزائريين بسبب مباراة كرة قدم، ولعبت سياساته دورا كبيرا فى إبعادنا عن
المحيط العربي، وخصوصا موقفه من القضية الفلسطينية ومعبر رفح..وما دمنا
نحاول إصلاح ما أفسده عصر مبارك، فلا أقل من أن نسعى لإعادة تطبيع العلاقات
مع إخواننا العرب، ليس فقط على المستوى الاقتصادى، ولكن أيضا على المستويين
الثقافى والفنى، وأن نتعامل معهم من منطلق الندية والاحترام، ونوقف اسطوانة
السيادة والريادة المشروخة، ونتوقف عن استفزازهم بالسخرية منهم فى أعمالنا
الفنية، التى يشكو منها على الأخص أشقاؤنا السودانيون والخليجيون، لأنها
تظهرهم بصورة كاريكاتيرية غير لائقة.
أكتوبر المصرية في
10/07/2011
«الحاوى».. ملاحظات مختلفة حول سينما أكثر إثارة
محمود عبدالشكور
يرسم فيلم «حاوى» الذى كتبه وأخرجه «إبراهيم البطوط» ملامح صورة كابوسية
لشخصيات مطاردة وخائفة تعيش فى الإسكندرية الجميلة، ولكن بدون مظاهرها
الرومانسية المعروفة، يبدو هذا الفيلم المختلف الذى ينتمى إلى السينما
المستقلة الطموحة، والذى حصل على جائزة أفضل فيلم عربى فى مهرجان الدوحة
ترابيكا، كما لوكان مرثّية حزينة لشريحة صغيرة تمثل مجتمعاً بأكمله ضاعت
أحلامه وينتظر الخلاص، ورغم الطموح الذى تعودناه من «البطوط» فى أفلامه
السابقة «إثياكا» ثم «عين شمس» فإن تجربة «حاوى» لا تخلو من بعض الملاحظات
الخاصة بالسيناريو وطريقة رسم الشخصيات المختارة.
نحن أولاً أمام سرد غير تقليدى يعتمد على الخطوط المتوازنة مجموعة من
الشخصيات المتناثرة التى تبدو متفرقة ولا علاقة تربطها، ثم تدريجياً تنكشف
الصورة عن خيوط بينها، نحن أيضاً أمام فيلم شخصيات يحاول فيه السرد أن يرسم
ملامح أبطاله وهم بالأساس ثلاثة رجال فى منتصف العمر لديهم تاريخ سياسى
أدخلهم المعتقل: «إبراهيم» الذى عاد إلى مصر من فرنسا بجواز سفر أجنبى
يحميه باحثاً عن ابنة لا تعرفه اسمها آية كبرت وأصبحت شابة، و«يوسف» الذى
يخرج من السجن بعد 5 سنوات بتهمة سياسية باحثاً أيضاً عن ابنة اصغر عمراً
كفيفة تحب الغناء والموسيقى، «وفادى» الذى يرعى فرقة «مسار إجبارى» باحثاً
معهما عن صوت جديدة يعبر عن مأساة الإنسان والمدينة، ويتّمخض عن هذا البحث
أغنية «بقيت حاوى» التى ألهمت البطوط عنوان الفيلم كله، وحول هذه الشخصيات
الثلاث يظهر المزيد من الشخصيات مثل خالة آية التى تبدو بديلة للأم والأب،
ومثل العربجى «جعفر» الذى تهدده إصابة حصانه «خرغام» بمرض خطير قاتل بفقدان
مورد رزقه، وشقيقته الراقصة «حنان» المطاردة بمهنتها وسُمعتها رغم حبها
للرقص، والشاب «إنسانية» الذى زامل مع يوسف فى السجن وخرج ليعود إلى ورشته
حيناً ثم يعمل بودى جارد للراقصة حيناً آخر، كلهم باستثناء «فادى» والحالة
شخصيات مطاردة تعيش يومها وبلا أحلام تقريباً. وغامضة المستقبل والهدف
والمصير.
لكن هذه اللوحة الواسعة لا تخلو من ثغرات أبرزها فى رأيى غموض مأساة
الأبطال الثلاثة الذين لا تعرف عنهم سوى أنهم اعتقلوا لأسباب سياسية، ثم
تراهم يبيعون وثائق مهمة لشخص غامض ويقبضون ثمنها، لا تستطيع أن تتعاطف
معهم لسبب بسيط هو أننا لا نفهمهم رغم أنهم يحملون الفيلم على أكتافهم.
كانت الملاحظة الواضحة أيضاً فى اختلال ضبط تداخلات الخطوط بين كل هذه
الشخوص، وهوأمر يبدأ أولاً من الكتابة فإن لم يتحقق فلابد للمونتاج أن
يتداخل وهو ما لم يحدث فى كثير من المشاهد، وكذلك بدا «حاوى» فيلماً مهماً
وجريئاً على مستوى الشكل ولكنه لا يمتلك حميمية فيلم «عين شمس»، هنا الحزن
صريح وقاس ومؤلم فى حين كان «عين شمس» أكثر إثارة للشجن من لمسة من?الأمل.
أكتوبر المصرية في
10/07/2011
البرادعى وموسى وحمدين صباحى أبرز المرشحين
نجوم الفن يختارون رئيس مصر القادم
مروة علاء الدين
من تختار رئيسا قادما لمصر؟ سؤال يؤرقنا جميعا كمصريين ومن بيننا نجوم
ونجمات الفن..فماذا قالوا ومن يختارون لحكم مصر؟ هذا ما سوف نعرفه من
خـــلال هـــــذا الاسـتــطـلاع السريع..
فى البداية قالت النجمة إلهام شاهين إنها ستعطى صوتها فى الانتخابات
الرئاسية المقبلة لأمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى لتجربته
السياسية العميقة والطويلة ولأنه حاسم فى قراراته وقالت إنها تتمنى أن يكون
رئيس مصر القادم رجلا محنكا ومخلصا ويشعر بمشاكل المواطن المصرى متمنية فى
المرحلة القادمة القضاء على البلطجة والفساد.
أما الفنان الكبير نور الشريف أعلن أنه سوف يرشح عمرو موسى فى الانتخابات
لقناعته به دون غيره، ولخبرته السياسية والدولية الكبيرة كما أنه يتوسم فيه
خيرا للبلاد.
وقال المخرج خالد يوسف إنه انتقل من تأييد البرادعى إلى حمدين صباحى، وذلك
بعد اطلاعه على برنامجه الانتخابى الذى اعتبره قوياً ومؤهلاً للفوز مقارنة
بباقى المرشحين الحاليين.
ورشحت الفنانة منة شلبى عمرو موسى للرئاسة وقالت إنها تحب هذا الرجل وتثق
فى آرائه وتصرفاته لأنه يتمتع بحكمة وخبرة كبيرة مما يجعلها تطمئن على
مستقبل البلد تحت حكمه وسوف تنزل للشارع وتنتخبه بمجرد الإعلان عن موعد
الانتخابات.
أما الفنان الكوميدى أحمد عيد فقال إنه حتى هذه اللحظة لم يختر الرئيس الذى
سيقوم بترشيحه لأنه مازال ينظر فى البرنامج الانتخابى لكل منهم، وبعدها
سيختار الرئيس الذى سيرشحه حسب برنامجه، مؤكدا أنه على كل مواطن مصرى شريف
العمل على بناء مصر من جديد بالطريقة التى نريدها.
من جانبه قال الفنان سامح الصريطى إنه سيرشح حمدين صباحى للرئاسة لأنه أنسب
المرشحين، مشيرا إلى أنه يحضر مؤتمرات «حمدين» ويدعمه بدافع وطنى. واتفق
معه فى الرأى الفنان على عبد الرحيم وقال إنه سيرشح أيضا حمدين صباحى لأنه
يعرفه من فترة طويلة، ودائما ما يجده مدافعا عن حقوق الفقراء والفلاحين،
وهو صاحب رأى، أما السيد عمرو موسى فقال إنه سياسى محنك وله قيمته ووزنه فى
المجتمع الدولى ويعرف مصر جيدا، ولكنه لم يقدم شيئا ملموساً عندما كان
أمينا عاما لجامعة الدول العربية، ولكنه يحبه على المستوى الشخصى، فيما يرى
أن الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية لا يصلح
للرئاسة لأنه قضى معظم حياته خارج مصر، ويكفى أنه لم يقل بصوت مسموع إن
العراق ليس بها سلاح نووى.
أما الفنان شعبان عبدالرحيم فقال إنه سيرشح عمرو موسى لرئاسة مصر، لافتا
إلى أنه أول من تغنى باسمه فى الأغنية الشهيرة «أنا باكره إسرائيل وباحب
عمرو موسى»، التى يقول إنها أغضبت عليه الرئاسة وكانت سببا فى التخلص من
شعبية عمرو موسى كوزير قوى للخارجية المصرية، والزج به فى جامعة الدول
العربية لأنهم كانوا يعرفون جيدا أنه لن يستطيع أن يفعل شيئا وبالتالى
سيفقد شعبيته.
وقالت الفنانة رانيا فريد شوقى إن الكثيرين يسألونها عن رئيس مصر المقبل،
وعن الشخصية التى تتمنى أن تتولى منصب الرئاسة، ولكنها حتى الآن لم تجد من
تريده من بين الأسماء المطروحة، ولكن لها أمنيات تتمنى أن تتحقق فى شخص
الـرئـيس المقبل أولـهـا أن يحقق رئـــيس مصر القادم الاطمئنان للمواطن
المصرى والحياة الكريمة سواء ماديا أو معنويا، كما يجب أن يقوم بإلغاء فارق
الأجور الباهظ بين شرائح المجتمع الذى ساد فى السنوات الأخيرة وطال الأمر
الفن أيضا، كما تتمنى أن يقضى على الفساد فى جميع المجالات. ويرى?الفنان
عمرو واكد أن «البرادعى» لديه أجندة أمريكية، ولا يصلح لمنصب الرئيس ولكنه
قد يكون مستشارا جيدا لرئيس الجمهورية، وقال إن رئيس مصرلابد أن يكون شخصا
عاش بين الشعب وشعر بالناس عن قرب. وأوضح أن هناك أشخاصا عديدين يصلحون
لقيادة مصر خلال الفترة الانتقالية أما بالنسبة لرئيس دائم فنحتاج إلى وقت
أكثر كى نختاره.
بينما قالت الفنانة بسمة إنه حتى الآن لم يتم فتح باب الترشح لمنصب
الرئاسة، وأنه رغم اعجابها بالبرادعى، لكنها لن تنحاز إلى اشخاص بل ستنحاز
إلى الإصلاح لمصر. وأضافت أنها مثل أى مصرية بسيطة مترددة فى اختيار من
ترشحه ومازالت تدرس فى البرامج الانتخابية، خصوصاً أنها لم و لن تنضم إلى
أى حزب متمنية أن يشارك الشعب بكل فئاته فى الانتخابات والاستفتاءات.
وعن موقف الفنان خالد أبو النجا من المرشحين لرئاسة الجمهورية.. أشار أبو
النجا إلى أن الأمر مازال بعيدا عن اتخاذ القرار بالتصويت لأى من مرشحى
الرئاسة، إلا أنه يدعم البرادعى فكريا لما يمتلكه هذا الرجل من فكر ومنهج
علمى قادر على الارتقاء بمستقبل البلد، ولعلاقاته القوية دوليا، كما أنه
قادر على رفع مستوى أداء الدولة والقضاء على العديد من سلبياتها.
أما السيناريست عمرو فهمى فقال إنه لن يختار أى مرشح إلا بعد أن يقتنع
ببرنامجه الانتخابى، متمنيا أن تكون هناك مؤسسة رئاسية وليس رئيساً واحدا
يتحكم فى الدولة كما كان يحدث.
أكتوبر المصرية في
10/07/2011 |