حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفائزة بالـ«غولدن غلوب» وأكثر الممثلات ترشيحا للجوائز الأخرى

ميريل ستريب لـ «الشرق الأوسط» : سعيدة لأن حياتي امتلأت بالأفلام التي رغبت في تمثيلها

هوليوود: محمد رُضا

يوم الأحد الماضي أحرزت الممثلة ميريل ستريب فوزا جديدا آخر بحصولها على الـ«غولدن غلوب»، الجائزة التي تمنحها جمعية المراسلين الأجانب في هوليوود. كانت حفلة ناجحة ارتفعت نسبة مشاهديها 14 في المائة عن العام الماضي وتضمنت عشرات الاحتمالات. وبعد إعلان الجوائز شوهدت ستريب فرحة بجائزتها كما لو كانت المرة الأولى التي تنال فيها جائزة.

لكن ستريب، البالغة من العمر ستين سنة، نالت نحو 82 جائزة صغيرة وكبيرة في حياتها العملية من بينها «أوسكار» مرتين، الأولى عن دورها في «كرامر ضد كرامر» كأفضل ممثلة مساندة، والثانية كأفضل دور بطولة نسائي عن «اختيار صوفي» سنة 1982.

وفازت خمس مرات بجائزة الـ«غولدن غلوب»، الأولى سنة 1980 عن دورها في «كرامر ضد كرامر» أيضا، والثانية سنة 1981 عن دورها الرائع في «امرأة الضابط الفرنسي»، والثالثة عن دورها الذي لا يقل روعة في «اختيار صوفي» سنة 1982، ثم مرت سنوات طويلة من الترشيحات التي لم تفز فيها، فقد رشحت تقريبا عن كل فيلم مثلت فيه، من «خارج أفريقيا» و«سيلكوود» و«صرخة في الظلام» في أواسط الثمانينات إلى «جسر نهر ماديسون» و«نهر متوحش» و«غرفة مارفن» في منتصف التسعينات.

عام 2004 ربحت «غولدن غلوب» تلفزيونيا عن دورها في «ملائكة في أميركا»، وعام 2007 عادت فحققت النتيجة ذاتها حين فازت عن دورها في «الشيطان يرتدي برادا» الذي رشحت عنه للأوسكار أيضا، لكنها خسرته لصالح البريطانية هيلين ميرين عن دورها في «الملكة».

هذا كله إلى جانب جوائز نالتها من مؤسسات ومهرجانات أميركية وعالمية مختلفة فيما يشبه الإجماع على أنها واحدة من أقدر الممثلات الأحياء في هذا العالم، والبعض يعتبرها الأقدر فعلا.

هذا العام تم ترشيح ميريل ستريب عن دورين متلاحقين. وكلاهما كوميدي. في «أمر معقد» تلعب شخصية المرأة المطلقة التي تعاود اكتشاف حسنات زوجها السابق (أليك بولدوين) من جديد في الوقت الذي يتقرب منها رجل جديد (ستيف مارتن). وفي «جولي وجوليا» تلعب دور امرأة (حقيقية) أحبت الطبخ الفرنسي، حتى أصبحت خبيرة فيه، ومع مطلع الخمسينات وانتشار التلفزيون أصبح لديها برنامجها الخاص.

وقد فازت عن الفيلم الثاني، لكن ما يهم أن فوزها كان متوقعا، خصوصا بعد أن سبقتها ساندرا بولوك لنيل جائزتها عن دورها الدرامي في «الجانب الأعمى»، مما خفف ضغط المنافسة بينهما على صعيد الكوميديا ومكن ستريب من ضمان نصف أصوات الناخبين، على الأقل، عن فيلميها.

معظم هذه المقابلة تم بعد عرض فيلم «أمر معقد»، حين كانت تقوم بالحملة الترويجية التي خططتها شركة الإنتاج، وبعضها (الأسئلة التي في مطلع المقابلة) تم بعد تسلمها الجائزة خلال الحفلة التي أقامتها شركة «سوني» منتجة فيلم «جولي وجوليا»، وكانت محاطة بالكثير من المهنئين، من بينهم هيلين ميرين، وآمي أدامز التي ظهرت في الفيلم نفسه، ومونيك الممثلة التي ظهرت في دور مساند في «ثمين» ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة مساندة.

·         الأوسكار على الباب. هل ما زال الفوز مهما لديك بعد كل هذه السنين؟

- طبعا (تضحك) الفوز مهم في كل الأحوال، خصوصا إذا ما كانت المنافسة شديدة مثل هذه السنة. أعتقد أنني كنت محاطة بالكثير من المواهب التي كنت أتمنى لها الفوز أيضا.. ساندرا وجوليا وماريون كوتيار.

·         هل تعتقدين، كما هو شائع، أن فوزك هنا هو تمهيد لفوزك بالأوسكار؟

- لا أدري.. لا يحدث هذا دائما. إذا ما حدث سيكون أمرا جيدا. لكنه الآن استباق للأمر. لننتظر ونرَ أولا إذا ما كنت سأكون مرشحة أم لا.

·         متى تدركين أن الفيلم الذي تقومين بتمثيله سيحمل احتمالات ترشيحه للجوائز. متى تتبدى لك نوعيته، خلال التمثيل أم بعده؟

- أحيانا خلال قراءة السيناريو في الأساس. لكن ما يتبدى خلال تلك الفترة أو حتى بعدها لا علاقة له بالجوائز تحديدا. كل ما أستطيع أن أحكم عليه هو نوعية ما أقوم به. السيناريو ومن سيقوم بإخراجه أو بتمثيله معي.. تعلم ما أقصد. كل تلك العناصر.

·     في «أمر معقد» شاهدناك تؤدين دورا جديدا وخفيفا بالمقارنة مع دورك في «جولي وجوليا». كلاهما كوميدي، لكن كلا منهما مختلف كثيرا عن الفيلم الآخر..

- لقد استمتعت بتمثيلي في الفيلمين. الشخصية الخيالية في مواجهة الشخصية الواقعية، وكل منهما كوميدي. هذا لا يحدث كثيرا. عادة، على ما أعتقد، يجد الممثل نفسه في فيلمين مختلفين تماما، كوميدي ودرامي أو كوميدي وبيوغرافي أو شيء من هذا القبيل. «أمر معقد» يختلف كثيرا عن «جولي وجوليا» في أكثر من ناحية. وأنا استمتعت بالعمل فيهما على قدر متساو.

·         كيف يختلفان بالنسبة لك. هل يختلف التحضير أيضا؟

- طبعا. كل ما تحتاجه مع نص كوميدي جيد، كالذي كتبته نانسي (تقصد المخرجة نانسي مايرز التي كتبت وأخرجت «أمر معقد») هو فهم كل ما يتعلق بالشخصية من تصرفات. تختار لها التصرفات المناسبة التي تجعلها حية من دون نشاز. لقد مثلت الكثير من الأدوار وكنت دائما أرغب في أن أثري الشخصية التي أمثلها من دون أن أخرج بها عن نطاقها المفترض. بعض الأدوار من السهل أن تغريك بأن تفعل ذلك، وهناك خيط رفيع بين الحالتين. أقصد بين أن تلتزم بطبيعة الدور وتبدع من خلاله وأن تخرج عن طبيعته وتحاول أن تبدع خارجه.

·     هناك الكثير من الممثلين لا يعتقدون أن بالإمكان استنساخ شخصية حقيقية بل تقليدها إذا شئت القول، وأحيانا مع إضافة شيء خاص من عند الممثل. هل توافقين؟

- إنه أمر غير قابل للتصنيف، لكن أعتقد أن أداء الشخصية كما هي أمر ممكن. انظر إلى أداء مورغن فريمان في شخصية نيلسون مانديلا.. ليس سهلا التفريق بينهما، وهو فعل ذلك على نحو مثير جدا. لكن في كل الأحوال، يجد الممثل نفسه راغبا في أن يضيف شيئا من عنده. المهم أن يكون هذا الشيء في إطار الشخصية وليس خارجا عنها.

·     منذ بدايتك في نهاية السبعينات وأنت تحققين نجاحات متتالية من «اختيار صوفي» إلى «سيلكوود»، ومن «حرقة قلب» إلى «آيرونويد»، ثم «خارج أفريقيا» و«جسر نهر ماديسون» وصولا إلى أفلامك الأخيرة. حين تنظرين اليوم إلى إنجازاتك.. ما الذي يخطر في بالك؟

- يخطر لي أنها كانت حياة ناجحة، وأنا سعيدة بها لأنها كانت مليئة بالأفلام التي استمتعت بتمثيلها. يخطر لي أن المسألة في الوقت ذاته هي مسألة إصرار وأمل في أن لا تضطرني الظروف لقبول أعمال لا تهمني.

·         هل في اعتقادك مثلت أفلاما لم تهمك؟

- الجميع يقول لي إنني لم أتنازل مطلقا عن المستوى الذي رغبت فيه، لكني ربما مثلت بضعة أفلام لم تكن ضرورية.. لا أدري.

·         الحقيقة أن السؤال الذي يخطر على بال كثير من الممثلات وربما الممثلين هو كيف تسنى لك حسن الاختيار معظم الأحيان؟

- الإجابة عن هذا السؤال لن تكون سهلة وستجعلني أتحدث عن نفسي كما لو كنت الوحيدة التي تعرف ماذا تفعل في حياتها المهنية. الحقيقة أن الكثيرات يدركن ما يفعلن ويحسن الاختيار ولديهن موهبة جيدة، لكن هناك عناصر في الإنتاج والفترة الزمنية التي تصاحب صورته في أذهان الناس. ممثلات كثيرات رائعات حولنا، لكن تلك العناصر ربما ليست دائما موجودة، وهي ليست دائما موجودة عندي، لكني لا أذكر أنني توقفت لكي أراجع حساباتي بل سعيت دائما لأن أبقى مشغولة وفي الوقت ذاته منتمية إلى الأعمال التي أدرك أنها جيدة.

·         هناك مرحلة ليست بعيدة شكوت فيها من أن الممثلات غير الشابات لا يجدن أدوارا جيدة لهن.

- نعم أعتقد أن هذا بعد «اقتباس» و«الساعات» وأحببتهما كثيرا.. هل شاهدتهما؟

·         طبعا..

- انتهيت من تمثيلي ونظرت حولي ولم أجد أي مشروع جاهز لي لكي أقوم به. أعتقد أنني خفت. خشيت أن أتوقف عن العمل لأن هوليوود كما تعلم ليس لديها الكثير من الأدوار النسائية الرئيسية. لا أقصد الأفلام التي تمثل بها المرأة شخصيات يمكن أن تكتب للرجال وربما مثلها الرجال أفضل، لكن حتى هذه محدودة. ما أقصده هو أن الأدوار المكتوبة فعلا للمرأة محدودة، وهي دائما كذلك. هذا طبيعي، لكن ما أعرفه هو أنه وضع لم يرق لي آنذاك مطلقا.

·         المفاجئ أنك بعد ذلك مثلت على نحو متزايد. هل تعتقدين أن هوليوود سمعت صرختك؟

- صرخت؟

·         نعم..

- هذا جيد أن تستجيب هوليوود للممثلين. أحيانا يكونون على حق (تضحك).

·         حسنا، ما أقصده هو أنك برهان على أن هوليوود قد تصغي لممثل موهوب حتى وإن لم يعد شابا.

- هوليوود هي بيت كبير لنا جميعا. أنت تعمل هنا وهي بيتك وأنا أعمل هنا، وإن كنت أعيش في نيويورك، وهي بيتي وبيت مئات الألوف الذين يعملون فيها، ونجاحها ونجاحنا فيها أمران لا ينفصلان. نحن هنا بسببها، وهي هنا بسببنا جميعا. ليس بسببي أنا. حين شكوت من أن هوليوود ليس لديها الكثير من الأدوار النسائية للكبار، كان ذلك تفسيرا لظاهرة. لا أستطيع القول إنها ظاهرة غالبة، لكن إذا ما نظرت إلى الأفلام التي تنتجها هوليوود وجدت أن الأدوار النسائية المهمة فيها محدودة. وهذه ليست شكوى ثانية. هذه حقيقة.

الشرق الأوسط في

22/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)