تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يستعد لمعركته القادمة بكثير من الرضا

وحيد حامد: قصة «الجماعة» ستظهر على الشاشة حتى لو رفضتها الرقابة

سها الشرقاوي

قام كاتب السيناريو وحيد حامد بتقديم كثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية المثيرة للجدل، خاصة تلك التي واجه فيها قضايا الإرهاب والفساد، ومنها أفلام «الإرهابي» و«اللعب مع الكبار» و«المنسي»، ومسلسل «العائلة» مع العملاق الراحل محمود مرسي، أخيرا انتهى حامد من كتابة عمل درامي عن قصة جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا، وأمام التوقعات بأن يثير العمل الكثير من الجدل يبدي حامد تصميما على مساعيه لإظهار هذه القصة على الشاشة، حتى لو رفضتها الرقابة.

حامد المعتاد على المعارك يستعد لنزاله الفني الجديد بكثير من الرضا النفسي، خاصة بعد النجاح الذي لاقاه آخر أعماله السينمائية وهو فيلم «احكي يا شهرزاد»، مع المخرج يسري نصر الله. «الشرق الأوسط» استطلعت من القاهرة مع حامد ملامح معاركه الدرامية الجديدة، قبل انتقالها إلى الشاشة، فإلى نص الحوار.

·         ما مدى صحة الشائعات التي ترددت برفض تصوير قصة «الجماعة»؟

ـ هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، فقد انتهيت من كتابة العمل، وفي انتظار رد الرقابة للموافقة على تصويره، وأقوم حاليا بتكوين فريق العمل المشارك، ويوجد كثير من الترشيحات التي لن أفصح عنها إلا في الوقت المناسب.

·         وماذا لو حذفت الرقابة بعض المشاهد؟

ـ لا أحب أن أسبق الأحداث، فالسيناريو لدى الرقابة الآن، ولدي الوثائق الكافية لإثبات أن السيناريو مكتوب من حقائق وثوابت تاريخية لا يمكن حذفها، سواء مس ذلك «الإخوان» أو الحكومة، وبالتالي لن أقبل حذف أي مشهد من دون مبرر.

·         ماذا تفعل لو رفضت الرقابة تصوير العمل الجديد؟

ـ سأقوم بإنتاجه خارج مصر، وأفضل الدول العربية أكثر من الأجنبية، فتوجد عملية تبادل درامي بيننا وبين الدول العربية سواء في الاستعانة بممثلين أو مخرجين من خارج مصر وبالتالي أصبح لا يوجد أي تعقيد في الأمور.

·         في أي فترة من الفترات تتناول فيها «الإخوان» في عملك؟

ـ أحداث المسلسل تتناول تاريخ «الإخوان» بداية من فترة 1912 حتى الوقت الحالي، فأتحدث عن نشأتهم، ومدى تطورهم، وهل هي جماعة دينية، أم سياسية، أم جمعية خيرية، ولم يقتصر العمل على تناول «الإخوان» فقط، ولكن ضم شخصيات مؤثرة في العمل والنظام الحكومي ومدى تناول الإعلام لهم في تلك الفترة مع ظهور مؤسسات إعلامية وصحافية.

·         أثيرت شائعات حول تركيز القصة على سلبيات «الإخوان»، ما مدى صحة ذلك؟

ـ أعوذ بالله، فأنا أقوم بإظهار الإيجابيات قبل السلبيات، فلا بد أن أكون أمينا في العمل ولا يمكن الافتراء على «الإخوان» في حدث لم يفعلوه، فأنا أستند إلى وثائق حقيقية وتاريخية، فلم أكن طرفا قط في صراعات «الإخوان» ولا أنتمي لهم ولا لأي جهة أخري، وانتمائي الوحيد هو للناس، ولم أعبر عن وجهة نظري الشخصية، وفي اعتقادي أن هذا العمل سيغير فكرتنا عن «الإخوان».

·         ألم تخش من اعتراض الحكومة على العمل؟

ـ إطلاقـا... فأنا كتبت المسلسل بعد الاستعانة بفريق عمل من أساتذة جامعيين وصحافيين نشيطين للوصول إلى المعلومة الدقيقة، وإذا انتابني أي شك من جهة معلومة ولو كانت صغيرة أحاول الاستماع إلى أكثر من مصدر للوصول إلى الحقيقة. لا أخشى من اعتراض الحكومة فلدي وثائق كافية للرد على من يشكك فيما أكتبه.

·         هل استعنت بـ«الإخوان المسلمين» أثناء كتابة السيناريو؟

ـ بالفعل جلست مع بعض قيادات الجماعة واستمعت لآراء العديد منهم في بعض الموضوعات وتم اختياري لبعض منهم لتوضيح بعض النقاط، وكان على رأسهم الدكتور عصام العريان وكان متعاونا معي لأبعد الحدود.

·         هل يركز العمل على شخصيات في جماعة الإخوان المسلمين بعينهم؟

ـ العمل يناقش «الإخوان» بصفة عامة، وخلال العمل توجد شخصيات مؤثرة ومن الطبيعي أن يكون العمل الدرامي مبنيا على شخصيات محورية وعلى رأس هذه الشخصيات «شخصية حسن البنا» بصفته من أوائل الشخصيات التي قامت بتأسيس الجماعة، الذي سأتناول دوره بشيء من التفصيل.

·         وماذا عن الخلاف الذي قام بينك وبين نجل حسن البنا (سيف الإسلام)؟

ـ لا يوجد أي خلاف.. فهو طلب مني رؤية السيناريو وأنا رفضت ذلك لأنه ليس له الحق في قراءة السيناريو ولو كان له حق في ذلك لذهبت وأطلعته عليه.

·         ولماذا إذن رفع قضية ضدك؟

ـ لا توجد قضية.. لأنه لا يوجد متهم، وبالتالي لم يصلني أي إخطار بشأن هذه القضية، وبالتوضيح أن شخصية حسن البنا شخصية عامة متاحة يمكن تناولها سواء عن طريقي أو عن طريق أي كاتب آخر كأبرز الشخصيات التي تناولتها الدراما من قبل كالملك فاروق وغيره من الشخصيات.

·         هل وصلتك تهديدات من جماعة الإخوان المسلمين؟

ـ لا أكترث بأي تهديد، وصلتني بعض الشتائم على موقع «فيس بوك»، ولكن لم يأتني أي تهديد مباشر من خلال اتصال هاتفي، ولكن من تسول له نفسه إيذائي، سينال مني عقابا، ولكني لن أفصح عن هذا العقاب، سأرد في صمت شديد حتى لا أتهم بالكبرياء، فأنا دائما متمسك بالتواضع ولا يهمني أن ألعب دور البطولة.

·         لماذا ترفض الحكم الديني على الرغم من عدم رضائك عن الحكم السياسي؟

ـ الحكم الديني يستمد شرعيته من الله بشكل مباشر، والاختلاف هنا يعني الخروج عن الدين، لكن الاختلاف مع بشر أو أحزاب فهو شيء وارد، وأنا أفضل ذلك عن الاختلاف مع الدين. وهناك أمثلة على الحكم الديني مثل الحكم في إيران، فهل يرضى أحد بما يحدث في إيران؟ فلا بد أن تقتدي به حتى لا تكون نهايتنا هكذا، بالإضافة إلى أن «الإخوان» جماعة سياسية من الدرجة الأولى فهم يتخذون من الدين ستارا لهم.

·         هل تتوقع ردود أفعال على العمل قبل عرضه؟

ـ أتحدث عن رد فعل «الإخوان»، فأنا واثق كل الثقة بأن العقلاء منهم لا يمكن أن يغضبوا من المسلسل، نتيجة لوجود حقائق لا يمكن أن ينكروها، فالعمل كله مفاجأة حتى للجمهور الذي لا يعرف إلا القليل عن «الإخوان»، مع إظهار الجانب السياسي الذي لا تنكره الجهة الحكومية، وهذا يجعلني أتوقع رد فعل مختلف على تجربة جديدة لم تُتناول من قبل، وأنا أعتبرها مسؤولية على عاتقي، وبالإضافة إلى ذلك، فأنا لا أنكر أنه يوجد من يختلف معي ومن يوافقني في العمل. فيوجد توقعات عديدة لن تحسم أيضا إلا بعض عرض المسلسل، ولو اختلفت الآراء حول العمل ولم يلقَ القبول لدى الغالبية من المشاهدين، وظهرت أخطاء فسوف أعتذر للناس عنها.

·         معنى ذلك أنك ندمت على قيامك بأعمال قبل ذلك؟

ـ بالفعل أنا قمت بخمس أعمال دون المستوى، ولكني لن أصرح عن هذه الأعمال حتى لا أجرح المشاركين في هذه الأعمال، وللعلم فإن هذه الأعمال لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا وكذلك من النقاد ولكني لم أكن راضيا عنها.

·         هل تنوي كتابة عمل درامي أو فيلم سينمائي يروي حكم الرئيس حسني مبارك؟

ـ لن أفصح عن أي عمل أقوم به إلا في الوقت المناسب سواء دراميا أو سينمائيا ودائما أعمل في كتمان شديد، وعندما أقوم بذلك سأصرح للجميع ولكن بعد اكتمال الفكرة.

·         أين مشروع «العبارة» الذي قمت بكتابته مؤخرا؟

ـ متوقف بسبب عدم وجود شركة تتحمل تكلفة إنتاجه العالية، وكل ما يقال في الإعلام والصحافة عن توقف المشروع بسبب تهديدات غير صحيح بالمرة، فالمشروع ما زال قائما، وسيخرج للنور بمجرد وجود الشركة التي تتحمل تكلفة هذا العمل.

·         كيف قابلت الهجوم الذي نال آخر أعمالك «احكي يا شهرزاد»؟

ـ أنا لم أعتبره هجوما ولكنه اختلاف في وجهات النظر حول عمل لم يره الجمهور والنقاد، فالحكم كان متسرعا على الفيلم من خلال مشهد ظهر في لقطات للترويج عنه، وكان الهجوم على بطلة العمل منى زكي، وبعد عرض الفيلم تغيرت وجهات النظر تماما.

·         كيف كان شكل التعامل الأول بينك وبين المخرج يسري نصر الله في هذا العمل؟

ـ أنا ويسري نصر الله أصدقاء قبل هذا العمل، تولدت تلك الصداقة من خلال مشاهدتي لأعماله، وتوطدت بعد التعاون في «احكي يا شهرزاد». والذي حدث مع يسري نصر الله، يحدث مع جميع المخرجين والممثلين من خلال متابعتي لأعمالهم.

·         من المخرج الذي سعيت للتعاون معه؟

ـ أنا لا أعتبره سعيا بقدر ما اعتبره إعجابا بأعماله ومن الممكن أن يكون السعي داخليا لتكوين صورة للشخصية، وجميع المخرجين الذين تعاونت معهم كانوا من خلال مشاهدتي لهم في مشاهد صغيرة لأن حكمي على المخرجين يكون من خلال المشاهد الصغيرة، فعندما تعاونت مع المخرج يحيى العلمي رسمت له صورة في ذهني وكنت أري شخصا يوميا في أحد الفنادق وكان في اعتقادي أنه يحيى العلمي الذي أعرفه من خلال أعماله، ولكني فوجئت أنه شخص غيره، وعند رؤيتي له وجدته شخصا مختلفا.

·         هل تقوم بكتابة أعمال تناسب الأحداث الحالية؟

ـ العمل وليد اللحظة... لا يرتبط بحدث وقتي، لكنه يتكون في عقلي مثل تكوين الجنين، فالمهم وجود النطفة، ثم تتطور الأفكار مثل تطور الجنين حتى لحظة الولادة التي تأتي مع اكتمال الأفكار عن العمل.

·         ما رأيك في كتاب يلجأون إلى الاقتباس من أعمال أخرى؟

ـ الاقتباس أمر مشروع، بشرط أن يقوم الكاتب بكتابة الجهة المقتبس منها، مع مراعاتهم معايير الاقتباس، وهي توافقها مع البيئة مع إتاحة مساحة من الحرية لأن نتقبل هذا الاقتباس، ومراعاة الحقوق الأدبية والأخلاقية. وأنا أرى أن الذين يلجأون إلى الاقتباس يستسهلون، فمن الممكن أن تنجح التجربة مرة ولكن الأغلبية تفشل.

·         ما رأيك في حال السينما الآن؟

ـ الذي يحدث في السينما ليس بجديد، فالنقد نفسه الذي يكتب الآن عن السينما كان يحدث منذ أربعين عاما، ولو رجعنا إلى الأرشيف سوف تتأكدون من ذلك.

·         هل تابعت الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان الماضي؟

ـ لم أتابع الأعمال بشكل يومي بسبب الإعلانات التي عملت على «تطفيش المشاهد» لكن ما شاهدته من لقطات، شعرت معه بأنه استهانة بعقلية المشاهد.

·         علاقة المخرج مروان حامد بالكاتب وحيد حامد؟

ـ في البداية علاقة أبوية من الدرجة الأولى، وفعلت معه كما تفعل العصافير مع أبنائها؛ بمجرد ظهور الريش على العصفور يضربه ليطير خارج العش، وهو ما فعلته مع مروان.

·         ما رأيك في الهجوم الذي شُن ضده بعد عرض فيلمه «إبراهيم الأبيض»؟

ـ مشكلة هذا الفيلم أنه سبق زمانه، فنحتاج إلى سنوات عديدة لكي يعرفوا قيمة هذا العمل، ومروان بذل جهدا كبيرا فيه، فأنا أعتبره مخرجا من ضمن عمالقة المخرجين في السينما كيسري نصر الله وشريف عرفة وعاطف الطيب وهم لا يخجلون من أن ينضم إليهم، فهو «مخرج بجد».

·         لماذا لم نرك في أي برنامج من البرامج التي تم عرضها في شهر رمضان؟

ـ لأني «راجل أحترم نفسي»، فما كان يحدث في هذه البرامج جرأة لم نعتد عليها، فأنا أرفض ظهوري في مثل هذه البرامج التي تقتحم حياتي الشخصية التي أعتبر أنه ممنوع الاقتراب منها، وقد حزنت من ما سمعته في هذه البرامج.

الشرق الأوسط في

13/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)