تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

أوليفر ستون ينفي أنه لان ويقصد التعريف بالوجه الآخر

تناول ياسر عرفات في «شخصية غير مرغوبة» وفيدل كاسترو في «البحث عن فيدل» وهذا العام الفنزويللي شافيز في «جنوب الحدود»

مقابلة: محمد رُضا

يجلس أوليفر ستون، بين المخرجين مايكل مور، وانطوان فوكوا، والثلاثة يتحدثون في موضوع لا ينبغي سماعه. على الأقل ليست تلك الفقرة من الحديث التي بدأت بـ«لا يمكن اعتبار السينما مسؤولة عن السياسة، نحن..» وخفت صوت ستون وهو يقول لصاحبيه.

كل هذا قبل أن يتدخل آخرون، وأنا بينهم، لإحساسهم بأنهم في مكان عام. قابلت المخرج المعروف ثلاث مرات إلى الآن. المرة الأولى في فندق فور سيزنز في لوس أنجيليس، بعد إنجازه فيلمه الكوارثي «الإسكندر» سنة 2004. الثانية حين تمت استضافته لمهرجان دبي السينمائي، حيث كنت أرأس المسابقة. الثالثة هي هذه المرة في أعقاب عرض فيلمه الأخير «جنوب الحدود». لم أكن شاهدت الفيلم بعد، لذلك وجب الحذر. ووجب الحذر أكثر لأنه عرف عنه سرعة دفاعه عن نفسه، ربما لكثرة الاتهامات التي وجهت إليه سابقا.

مرة هو يشيع لنظريات المؤامرة. مرة هو يحقق أفلاما تبدو كهلوسات فنية. مرة أخرى هو من اليسار المعادي لأميركا ومرة أخرى هو متذبذب في موقفه. يبدو عليه أنه يريد أن ينتقد لكنه لا يفعل. أين هو من أوليفر ستون الثمانينات؟ سأله أحد النقاد ذات مرة.

ولد أوليفر ستون، قبل 63 سنة في مدينة نيويورك، وغادر إلى فيتنام حيث حضر بعض أحداث الحرب، لكنه أمضى معظم الوقت مدرسا في موقع آمن نسبيا. حين ترك الخدمة وعاد إلى نيويورك، دخل مدرسة للسينما. في عام 1974 كتب وأنجز فيلم رعب بعنوان «نوبة» وبعد أربع سنوات كتب «مدنايت أكسبرس» الذي أخرجه البريطاني ألان باركر، الذي أثار غضب الأتراك والكثير من المسلمين، كونه صور الأميركي الذي هرب المخدرات هو الضحية. كتب أيضا «كونان البربري» لجون ميليوس (1982) الذي وصف حينها باليميني، كونه اعتد بالقوة الاسكندنافية البيضاء على ما عداها، ثم كتب «الوجه ذو العلامة»، الذي أخرجه برايان دي بالما سنة 1983 وهذا لم يخل من منتقدين كونه أظهر العصابة العاتية ورئيسها الشرير (آل باتشينو) لاتينيين، ثم وضع سيناريو «ثمانمائة طريقة للموت» آخر أفلام المخرج الرائع هال آشبي وذلك سنة 1986.

في هذه الأثناء انتقل إلى الإخراج فأنجز فيلم رعب آخر بعنوان «اليد» (1981) ثم عاد للوقوف وراء الكاميرا بمواضيع أكثر أهمية كما الحال في «السلفادور» (1986) الذي كان بداية أعماله المتوغلة في السياسة. بعد «الفيلق» (1987) عن ذكرياته في الحرب الفيتنامية، ثم فيلمه المعادي لوول ستريت (وتحت الاسم ذاته) سنة 1988 وتبعه بفيلم عن العنصرية في «حديث الراديو» (1988) أيضا قبل أن يخط لنفسه وسينماه منحى أكبر مع «ولد في الرابع من يوليو (تموز)» سنة 1989 عن مصير المجندين الذين عادوا معاقين من الحرب الفيتنامية، وموقف الإدارة الأميركية لما أصابهم. وفيلميه عن «جون ف. كندي» (1991) و«نيكسون» (1995) كانا من الهوية ذاتها، بالإضافة إلى ما عكساه من توسيع إطار الاتهامات في اغتيال الأول ومؤامرات الثاني، بحيث تنادى النقاد الغربيون على تسميته بمخرج نظريات المؤامرة.

خلال ذلك، مر في فترة هلوسة فنية شملت «مولودون قتلة طبيعيا» و«استدارة كاملة»، ولو أنه قبل ذلك خاض غمار الروك اند رول بفيلمه عن فرقة «ذ دورز» ورئيس الفرقة جيم موريسون، كما أداه فال كيلمر. هذا الفيلم، كما «نيكسون» و«جون ف. كندي» من بين الأفلام التي تعاطت مع شخصيات واقعية. كذلك أفلامه الوثائقية الثلاثة: واحد عن الراحل ياسر عرفات، بعنوان «شخصية غير مرغوبة» (2003) وواحد عن فيدل كاسترو، بعنوان «البحث عن فيدل» (2004) والأخير عن الزعيم الفنزويللي أوغو شافيز بعنوان «جنوب الحدود» هذا العام.

وفي طيات هذه الأعمال عاد للتنوع: «أي يوم أحد» رياضي، «الإسكندر» تاريخي، و«مبنى التجارة الدولي» عن كارثة 2001، ليعود إلى الحياة الشخصية في فيلم روائي في فيلم «w» الذي تمحور حول الرئيس السابق جورج دبليو. بوش.

حاليا هو مشغول في تصوير الجزء الثاني من «وول ستريت» تحت عنوان: «المال لا ينام» الذي ينتظر له أن يعالج العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى، والوضع الذي آل إليه الاقتصاد الأميركي بسببها.

·         شخصيات سياسية. ما هو المقصود من تحقيق أفلام وثائقية عن زعماء لا يلتقون والسياسة الأميركية الخارجية؟

ستون: نعم. كل واحد من الحالات الثلاثة له علاقة، أو كانت له علاقة، صعبة مع الولايات المتحدة الأميركية. لكن الغاية أعتقد أنها واحدة: تعريف الآخر إلى الأميركي وتقديم وجهة نظره ليستمع إليها وإذا أحب يتفق معها أو يحتفظ بموقفه منها.

·         تترك القرار للمشاهد الأميركي؟

ستون: صحيح. لكن ليس للأميركي وحده. لكل من يشاهد الفيلم، لكن للأميركي أولا. صحيح. المشكلة في بلادنا أن الإعلام يتبع السياسة حتى حين يعارضها في بعض الأحيان. لا أعتقد أن المحطات التلفزيونية الرئيسية تولي الاهتمام الكافي لتقديم وجهات النظر الأخرى. أنا أفعل وبتمويل من بعض المحطات الفضائية الأميركية أحيانا، ولجمهور يريد أن يعرف الحقائق أو على الأقل وجهات النظر الأخرى ليقيمها وله أن يرفض أو يقبل بها.

·         هذا الفيلم وصف بأنه أكثر أفلامك احتفاء بالآخر. هناك الكثير من المدح بشخصية وسياسة أوغو شافيز.

ستون: لا أعتقد أن غايتي من الفيلم هي احتفائية. بالتأكيد أوغو شافيز لا يحتاجني لكي يحتفي. فيلمي هو رحلة في سبر غور الرجل، وكيف ينظر إليه آخرون في الولايات المتحدة كما في أركان أخرى من أميركا اللاتينية، وهو دعوة لفهم أفضل للدول الجارة جنوبا لنا.

* وهو ما يبدو في حسبان الرئيس باراك أوباما! ستون: صحيح

·         هل ستحقق فيلما عن أوباما كما حققت أفلاما عن كندي ونيكسون وبوش؟

ستون: هذا وارد لكن ليس الآن. لا أستطيع الجزم بأني سأفعل أو لا. كل فيلم من هذه الأفلام الشخصية، الوثائقية أو الروائية، كان نتيجة ظروفه ولم يكن الأمر سهلا على الإطلاق. تريد أن تلتزم بالحقيقة في الوقت الذي لديك فيه أسئلة مهمة تريد طرحها، ما يجعل طلب الحقيقة أصعب منالا.

·         وإنتاجيا؟ هل كان إيجاد التمويل لهذه الأفلام سهلا؟

ـ ستون: سهلا بحدود وبتفاوت. لا تنسى أن نجاح «جون ف. كندي» مهد لفيلم «نيكسون» ونجاح هذا مهد لأفلامي الأخرى.

·         من فيتنام إلى العراق. شاهدت «شخصية غير مرغوبة» حول ياسر عرفات وفي ـ بدايته تدخل مجلسه الذي يضم عددا كبيرا من المستشارين والزائرين. هل شعرت أنك استقبلت بتقدير خاص؟

ستون: (ضاحكا): في البداية فوجئت بأن الزيارة ليست خاصة، لكن لاحقا ما تحدثنا، وسنحت له الفرصة لكي يعرفني أكثر. لا أعتقد أن التقديم كان وافيا على كل حال.

·         هذه كانت أول مرة تزور فيها فلسطين. أليس كذلك؟

ستون: نعم. لكني لم أكن غريبا عن الوضع بصورة إجمالية.

·         إلى ماذا يعود اهتمامك بالسياسة؟ هل يمكن أن نجد اشتراكك في حرب فيتنام سببا لذلك؟

ستون: هذا محتمل. تعود من حرب كهذه وفي رأسك أسئلة حول أسبابها ودعواها، ولماذا بدأت وكيف انتهت. وما ذنب الذين سقطوا قتلى من الأبرياء كما من الجنود.

·         في هذا الصدد، يترك «ولد في الرابع من يوليو» تأثيرا عميقا كونه يبحث في هذا الوضع، لكن «فيلق» يبدو أكثر اهتماما بما كان يحدث هناك.

ستون: كلاهما صورة مختلفة لحرب واحدة. وكل منهما يسير في خط معاكس عن الآخر. «مولود» عن خلفية محارب عاد من فيتنام، هو الآن في وطنه بعدما أصيب برصاصة في ظهره أقعدته، ولم يكن مضى على وجوده في فيتنام سوى فترة قصيرة. «فيلق» هم جنود في رحى الحرب ذاتها والوطن بعيد لكنهم في الحقيقة يحاربون على جبهتين واحدة مع العدو وواحدة بين أنفسهم.

·         لماذا في رأيك نجحت معظم الأفلام التي تم تحقيقها عن حرب فيتنام، ولم تنجح معظم الأفلام التي دارت عن حرب العراق؟

ستون: سؤال صعب في الواقع لكن الظروف تختلف من حيث أن البلاد خلال الحرب الفيتنامية كانت منقسمة على نفسها منذ البداية. فريق محافظ مع وفريق معظمه من الشباب ضد. الحرب في العراق تمت بعد عدوان على الولايات المتحدة، ومعظم الناس أحسوا أنهم مستهدفون لذلك ربما طلبوا أفلاما تؤيد تلك الحرب أكثر مما أرادوا مشاهدة أفلام تنتقدها، ومعظم الأفلام التي خرجت عن الحرب العراقية كانت انتقادية.

·         أيضا هناك التلفزيون. اليوم ينقل لك ما يقع في كل الأوقات، بينما خلال الستينات كانت الأخبار تصل متأخرة

ستون: هذا ربما يكون سببا جوهريا حين البحث في صياغة الرأي العام ومحاولة حشد الموقف المؤيد للحرب. أعتقد.

·         أكثر ليونة. كيف تفسر فيلمك عن بوش؟ الكثيرون توقعوا عملا انتقاديا للرئيس الذي لم يتمتع خصوصا مع نهاية ولايته الثانية بأي دعم شعبي حقيقي، لكن الفيلم كان هل أستطيع أن أقول مهادنا؟

ستون: سمعت هذا الرأي من قبل وردي هو أنني في الأصل لم أجد من الدوافع ما يجعلني أدخل في سجال حول حقبة بوش في الحكم لأنه حين بدأنا الإعداد للعمل، وبل حين بوشر بعرض الفيلم، كان بوش لا يزال رئيسا لأميركا. أردت الابتعاد عن صيد سهل والحديث عن خلفيته وشخصيته.

·         هل توافق على أن هذا الاختيار لم يكن ما طلبه الكثيرون منك؟

ستون: نعم أوافق لكن الفيلم هو ما يريد المخرج تقديمه. حين أخرجت فيلمي السابقين عن نيكسون وكندي، كان هناك من لم يرغب في أن أطرح ما طرحته لكني فعلت. المسألة هي نسبية في حد ذاتها، لأن هناك آخرون وافقوا على اختياراتي وعلى الرأي الذي بثثته.

·         لكن هل أنت أكثر ليونة اليوم مما كنت عليه؟

ستون: (يضحك): هذا عليك أنت أن تعتقده أو لا. أنا أجد أنني لم أتغير. ربما تطور عندي أسلوب التقديم. ربما أصبحت أكثر رغبة في أن أحيط بالشخصية المواجهة لي. في الثمانينات، وأنت تبدو لي على علم بذلك، كانوا يطلقون علي لقب مخرج نظرية المؤامرة. اليوم لديهم أوصافا أخرى.

·         ستبدأ قريبا إخراج فيلم يعتبر الجزء الثاني من «وول ستريت». هاجمت الجشع في عالم الأعمال، وهذا قبل سنوات من الحالة الاقتصادية التــي وقعت هذا العام. عما سيتحدث الجزء الجديد؟

ستون: النتائج التي حصدناها بسبب جشع ذلك القطاع من الأعمال الاقتصادية هي التي كما قلت تمثلت فيما حدث هذا العام. أعتقد أن البذرة كانت موجودة وهناك من زرعها وسقاها فنبتت إلى حيث أثمرت عن الحال الذي وصلنا إليه. في الفيلم الجديد سأواصل البحث في هذا الصدد. في مفهوم أن «الجشع جيد» للبعض وسيء لمعظم الناس

·         في أي مرحلة من العمل هو الآن؟

ستون: سأبدأ التصوير خلال أسابيع. علي أن أنجز بعض التعديلات الطفيفة على السيناريو وأقوم بذلك الآن بالفعل.

الشرق الأوسط في

13/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)