سوف تتغير تماما
طبيعة الدراما التليفزيونية في رمضان القادم..
توجهت رؤوس الأموال الي الشاشة
الصغيرة ولهذا ترددت بقوة أسماء
»عادل إمام« ، »أحمد حلمي«، »أحمد
السقا«، »كريم عبدالعزيز«
أبطال قادمون يزاحمون الراسخون في هذا المجال مثل
يحيي الفخراني ونور الشريف ويسرا وليلي وبالطبع فإن الموسم الذي تشتعل فيه
المنافسة
هو شهر رمضان لان الامر مرتبط بمعادلة المكاسب والخسائر ووكالات الاعلانات
تضخ في
هذا الشهر نحو
٠٥٪ من رصيدها وهكذا فإن نجوم السينما صاروا يتوجهون
صوب من يدفع
أكثر..
لقد عاشت الشاشة الصغيرة في السنوات
الاخيرة هجرتان الأولي من النجمات
وذلك قبل نحو
٧ سنوات والثانية من النجوم أترقبها في رمضان القادم مع الأخذ في
الاعتبار الفارق في التوقيت..
الأولي حدثت حين اتجهت السينما الي جيل جديد من
النجمات فاكتشفت الراسخات أمثال يسرا، ليلي،
نبيلة، نادية، إلهام أنهن خارج
معادلة السينما الحالية ولهذا اتجهن صوب التليفزيون الذي يدفع
لهن أجورا أكبر وأن
الجمهور في البيت المصري والعربي لايزال
ينتظرهن.
ومنذ تلك اللحظة تغيرت خريطة
التليفزيون في رمضان وصار هؤلاء هم الاوراق الدائمة والرابحة علي خريطته
وخاصة »إلهام«
، »ليلي«، »يسرا«.. هذه المرة أري توجه النجوم الي التليفزيون
هذا المسار الجديد ليس وراءه سوي تغيير
مؤشر رؤوس الاموال التي من المؤكد قد منحتهم
أجورا لا تقاوم فهم النجوم الاوائل في السينما وكل منهم لديه مشروعه
السينمائي
القادم وكل منهم يعرض عليه عشرات من الأفلام لكن قانون العرض والطلب جذبهم
الي
الشاشة الصغيرة عندما تجاوز سقف الاجور قدرتهم علي المقاومة.. التليفزيون
بحاجة
الي عوامل جذب جديدة خاصة أن هناك ارهاصات تؤكد أنه قد تقبل
هذا التغيير بعد أن حقق
نجوم مثل أحمد عز وقبله شريف منير وخالد
صالح وخالد الصاوي نجاحا واضحا علي الشاشة
مما يؤكد أن هناك رغبة كاملة في التغيير وهكذا لعبت كل الظروف لصالح هذا
الاتجاه..
وصل أعلي رقم بين أجور النجوم في المسلسلات إلي رقم ٧ ملايين جنيه يحصل
عليه نجم
التليفزيون الاول يحيي الفخراني المنطق التجاري يؤكد علي أن
نجوم السينما القادمون
أمثال عادل أو كريم أو السقا وحلمي سوف
يتجاوزون هذا الرقم تدعمهم قوة اقتصادية
توفر لهم الحماية المادية..
ويبقي السؤال عن النجاح داخل اطار الشاشة الصغيرة هل
تكفي نجومية السينما؟ الحقيقة أن هناك نجوم بطبعهم قادرون علي النجاح في كل
المجالات ولكن هؤلاء يمثلون الندرة..
مثلا رصيد عادل إمام في التليفزيون لا
يتجاوز ثلاثة مسلسلات آخرها قبل أكثر من
٥٢
عاما
»دموع في عيون وقحة«
وهو
بالطبع واحدا من أكثر المسلسلات جماهيرية
وكان من المنتظر أن يكمل المسيرة بمسلسل »رأفت
الهجان« ولكن حدثت مشكلات في الرؤية الفنية بينه وبين الراحلين الكاتب
صالح مرسي والمخرج يحيي العلمي أدت الي توقف المشروع الفني بينهما وذهب
المسلسل الي
محمود عبدالعزيز محققا لمحمود قفزة جماهيرية
غير مسبوقة وبعدها ابتعد عادل إمام
عن التليفزيون وتفرغ
تماما للشاشة الكبيرة وظل المسرح هو بيته الاثير ولاشك أنه
يحقق في المجالين أعلي الايرادات رغم ما أوجهه له ويوجهه غيري له أيضا من
انتقادات للعديد من أفلامه السينمائية إلا أن صموده في الشباك
واحتلاله هذا المركز
المتقدم سينمائيا ومسرحيا حقيقة لا يمكن
التشكيك فيها..
عادل إمام بالطبع عندما
يريد أن يذهب للتليفزيون سوف يصبح أمامه هدفا واحدا له الألفة والزعيم في
السينما
والمسرح وعليه أن يحافظ علي هذا التقدم الرقمي..
كريم
والسقا وحلمي مثلا من أصحاب
الايرادات الضخمة في الشباك السينمائي
وينبغي لهم الحفاظ علي تدفق الاعلانات اليهم
كريم والسقا مدينان للتليفزيون في بداية التألق..
كريم كانت نقطة انطلاق مهمة له
في مسلسل »امرأة من زمن الحب«
بطولة سميرة أحمد اخراج اسماعيل عبدالحافظ وكانت
سميرة هي التي اصرت علي هذا الاختيار..
السقا نجح بسياسة الخطوة خطوة في عدد من
الادوار الرئيسية وليست البطولة مثل
»مين ما يحبش فاطمة«
و»المال والبنون«
أما حلمي فانه مدين للتليفزيون وتغيير مساره من الاخراج الي تقديم البرامج
عندما
اكتشفت هذه الموهبة سناء منصور وقت ان كانت مسئولة عن القناة الفضائية
فقررت أن
تستعين به في تقديم برنامج للاطفال »لعب عيال«
ومن بعدها وقع اختيار شريف عرفة
عليه لتقديمه مع علاء ولي الدين في فيلمه
»عبود ع الحدود«
ثم بدأت مسيرة
حلمي..
الثلاثة يعودون للتليفزيون في عز قوتهم الجماهيرية.. الصراع ستراه ساخنا
جدا في رمضان القادم وسوف يتجه الي تورتة الاعلانات الاقوياء
فقط..
سيأخذون
القضمة الاكبر والباقي من النجوم والنجمات
لن يتبقي لهم سوي »الفتافيت«
الارقام
في العام الماضي أكدت علي أن الفخراني ويسرا ونور وليلي كانوا هم الاكثر
استحواذا
علي النصيب الاكبر منها..
والمؤكد أن هناك اعادة مرة أخري لكل هذه المسلمات
طالما
أن الدائرة واحدة لا تتغير فإن الاعلانات ستؤثر علي كل شيء بما
فيها أجور
النجوم.
ويبقي السؤال هل هي ثورة مثل التي حدثت عام
٧٩٩١
في السينما عندما
استيقظ النجوم والنجمات فجأة واكتشفوا أن محمد هنيدي ورفاقه قد قادوا
انقلاب غير
وجه السينما..
الامر ليس بهذه الحدة في التليفزيون..
جمهور الشاشة الصغيرة أكثر
هدوء في مشاعره وهو يحفظ العيش والملح الذي كان بينه وبين
نجومه الراسخين علي مدي
سنوات قاربت العشر..
إلا أننا نستطيع أن نقرأ الصورة علي هذا النحو في السنوات
الاخيرة نجوم جدد يقتربون من جمهور الشاشة
الصغيرة يزاحمون الراسخين يستحوذون حتي
علي التواجد الارضي في التليفزيون الرسمي
والذي كان قاصرا علي جيل محدود وهذه المرة
في رمضان ٠١٠٢ الامر أشد خطورة لاننا بصدد نجوم شباك كبار حصلوا علي أجور
تجاوزت
التوقعات ولهذا ينبغي أن يحققوا أيضا مردودا ضخما لجهات الانتاج وهذا يعني
أن الحرب
شرسة وتورتة الاعلانات هي الساحة القادمة لهذا الصراع الذي لن يعرف هوادة
ولا مكان
فيه لمحدودي القوة..
انه صراع العمالقة ولهذا انتظر أن أري
منتصرون كبار
ومهزومون كبار أيضا!!
tarekeIshinnawi@yahoo.com
أخبار النجوم المصرية في
29/10/2009 |