بالرغم من أن الفنان الأردني إياد نصار بدأ العمل بالفن منذ حوالي 12
عامًا، إلا أنه لم يعرف طريقه للسينما سوي منذ عامين فقط عندما جاء إلي
القاهرة..
إياد قال إنه كان مراقبًا جيدًا للفن
المصري ولكنه انتظر حتي يصل
لمرحلة النضج الفني التي تضمن له النجاح في السينما المصرية التي يشارك
فيها بفيلم "ادرنالين"
الذي يعد المشروع الثالث له بعد فيلمي "بصرة"،
"حفلة زفاف"،
ولكنه يعتبر "ادرنالين" بداية مرحلة جديدة في حياته الفنية وعن هذا الفيلم
ومسلسل "الجماعة"
تحدث نصار في هذا الحوار:
·
ما طبيعة دورك في فيلم
"ادرينالين"؟
-
أقدم
دور ضابط شرطة يحاول فك رموز جريمة قتل تحدث في المنطقة المكلف بالعمل فيها
وخلال
الأحداث تظهر ملامح هذا الضابط الذي يتعاون مع الفنان خالد الصاوي الذي
يقوم بدور
ضابط أيضًا ولكن لكل واحد منهما طريقته في البحث عن الحقيقة.
·
نجوم كثيرون قدموا دور الضابط في السينما ولكن
دائمًا كان
يظهر غير مؤثر، هل تري أن هذه الشخصية ظلمتها السينما؟
-
بالفعل هذه الشخصية كانت موجودة في أغلب الأفلام القديمة ولكن لا نستطيع
تعميم
الشكل الذي ظهرت به فهناك كثير من الأفلام قامت بتسطيح ضابط الشرطة وربما
ظلمته
وأحيانا يقع الظلم علي من يقدم هذه الشخصية،
ولكن حتي الآن وعلي مدار عشرات
الأفلام التي شاهدتها اكتشفت أن الفنان خالد الصاوي هو من أفضل من قدموا
هذه
الشخصية فهو تناولها بعمق وتفاصيل إنسانية لم يقدمها فنان من قبل.
·
تعاملت مع الجثث وقمت بتصوير مشاهد في المقابر،
هل وجدت
صعوبة في تصوير هذه المشاهد؟
-
كل المشاهد التي تعاملت فيها مع
الجثث والموتي كانت صعبة جدا وكنت أشعر فيها بانفعالات حقيقية
وإحساس لم أشعر به من
قبل، أيضًا المشاهد التي قمنا بتصويرها في المقابر تأثرت بها بالفعل وكنت
خائفًا
جدًا، هذا بالإضافة أنه كان لابد أن أقوم بإظهار انفعالات معينة، خاصة أنني
من
المفترض أن أكون ضابطًا متخصصًا في التحقيق في هذه الجرائم.
·
الفيلم تم تأجيله أكثر من ثلاث مرات فهل تأثرت
بهذه
التأجيلات؟
-
بالفعل الفنان ينتظر عرض العمل الفني في اليوم
التالي لتصوير المشهد الأخير لذلك كنت دائمًا أقوم بالسؤال عن موعد عرض
الفيلم
لأنني في الحقيقة عندي أمل كبير أن يكون هذا العمل نقلة كبيرة
في حياتي الفنية
وبالتحديد في السينما لأنه حالة مختلفة جدًا.
·
ألا تري أن أفلام التشويق التي يتخصص أبطالها في
البحث في جريمة قتل أصبحت منتشرة
بشكل كبير خلال الفترة الماضية؟
-
اتفق معك في تكرار هذا الشكل،
ولكن هذا نابع من أن المواضيع الدرامية في العالم كله لا تتعدي
المائة موضوع ففي
كل الأفلام لابد أن تجد رجلاً
يحب امرأة ولكن كيف يحبها هذا هو التناول،
ففي
فيلم ادرينالين تحدث جريمة قتل ونبحث عن القاتل الغامض ولكن بحبكة سليمة
تجعل
المشاهد هو الآخر يخرج في رحلة للبحث بشكل فلسفي
غير مباشر.
·
لم تكمل عامك الثاني في مصر وحققت انتشاراً
سريعاً جعل
البعض يتساءل ما السر وراءك؟
-
لم اسقط علي الفن بالباراشوت ولكني
ممثل وفنان معروف منذ
12 عاماً والحقيقة هي أنني بالفعل جئت لمصر منذ عامين
فقط وأعتقد أن الوقت المناسب هو الذي جعلني أخطو خطوات واسعة لأنني وصلت
لمرحلة
النضج المناسبة التي تؤكد لي في كل وقت أنني إذا جئت للعمل بالفن المصري
قبل ذلك
ربما لم استطع تحقيق هذا النجاح خاصة إنني لست مؤمناً
بالنجاح السريع ولكني أحب
أن يكون من خلال تراكم خطوات فنية ليقتنع الجمهور بقدراتي لأن النجاح
السريع ليس
مضمونا بالمرة.
·
وإلي أين وصلت خطواتك نحو
المسلسل الأهم من وجهة نظر الجمهور المصري..
"الجماعة"؟
-
أقوم
حالياً بالدور المطلوب مني وهو مذاكرة الشخصية والتركيز علي قراءة هذه
الفترة
بتركيز، هذا بالإضافة للجلسات التي تجمعني بالمؤلف الكبير وحيد حامد الذي
يملك كل
المفاتيح والتفاصيل لذلك لا أفضل الحديث عن هذا المشروع بل
أريد أن يشاهد الجمهور
المسلسل وبعدها نتحدث عنه ونتناقش في تفاصيله.
·
وكيف تقوم بالتحضير،
أم أنك تكتفي بالسيناريو كمرجع لشخصية "حسن
البنا"؟
-
السيناريو شيء أساسي أعتمد عليه وهو المرجع الأهم ولكن بجانب
ذلك أعتمد علي نفسي في البحث من جوانب أخري فجمعت كل الكتب التي تتحدث عن
الإخوان
المسلمين والشيخ "حسن
البنا" وهذه الحقبة بالكامل فأقوم حالياً
بقراءة
مذكراته التي كتبها بنفسه كما اجتمع بأشخاص مقربين لهذا الرجل
يتحدثون معي عن
ملامحه وقناعاته ومواقفه حتي استطيع أن اقدم ما هو أقرب للحقيقة.
·
طبيعة قضية الإخوان المسلمين في مصر مختلفة عن
باقي العالم
ألم تخش أن تخسر جمهورا يعتنق فكر الإخوان؟
-
في البداية أنا مؤمن
أن حسن البنا هو شخصية عظيمة بل من أهم الشخصيات التي احدثت
تأثيراً في مصر وعاش
في مرحلة مهمة من تاريخ البلد ومع ذلك لا أعرف لماذا يفترض الإخوان إننا
سوف نسيء
لهم ولحسن البنا مؤسس الجماعة لذلك أطالبهم بعدم التعجل في الحكم لحين رؤية
المسلسل
الذي يعرض الحقيقة وبعدها نتناقش.
·
ما حقيقة
اتصال نجل البنا "سيف
الإسلام" بك؟
-
عزلت نفسي تماماً
عن
كل الوسائل التي قد تؤثر علي لأنني تعودت ألا أمنح الفرصة لأحد
حتي يؤثر علي قبل
دخول العمل، كما أنني لا اتبني أفكار أحد دون قصد ولم يتصل بي أحد من
الجماعة ولن
أتحدث مع أحد بخصوص هذا الموضوع إلا بعد خروجه للنور.
·
ألم تشعر بقلق من تقديم شخصية بهذا الحجم خاصة أن
كثيرين
قالوا إن مصر بها نجوم كبار فلماذا إياد نصار هو من يقدم هذه
الشخصية؟
-
احترم كل الآراء ولكني اشعر بخوف علي الشخصية وليس
الخوف من "حسن البنا" لأنني أتمني أن أقدمها بشكل مميز.
روز اليوسف اليومية في
26/10/2009 |