Deal or no Deal مع ميشال سنان، كوميديا
CIA مع مارك قديح، «استديو الفنّ» مع سيمون أسمر.... تلك هي برامج الخريف
على المحطة اللبنانية التي تعود بزخم بعد انطلاقة ضعيفة
بعد سبعة أشهر من عودتها إلى البث، أطلقت
Mtv شبكة برامج الخريف، فجاء بعضها جديداً
وبعضها الآخر ينطلق في موسم ثانٍ. المحطة التي أجّلت دخولها في المنافسة،
اكتفت منذ نيسان (أبريل) الماضي ببرنامج يومي يمتد من الصباح حتى المساء،
يتناوب على تقديمه شباب وصبايا بلغة عربيّة ركيكة تغزوها العبارات
الإنكليزيّة والفرنسيّة. كأنّنا بهذه المحطّة تبثّ من مدينة غربيّة،
متغرّبة عن محيطها ومستهدفة طبقة محدّدة وضيقة من المجتمع اللبناني.
وبالعودة إلى البرمجة الجديدة التي تتنوع بين الاجتماعي والسياسي والدرامي
والألعاب، حافظت القناة على برامجها النهارية، مراهنةً على التنوع في
الفترة المسائيّة. واللافت أنّ الضياع خيّم على مستوى البرامج ومقّدميها.
يصعب مثلاً أن تجد أي جواب على أسئلتك. مدير البرامج لا يجيب لأن علاقة
الصحافة «يجب أن تنحصر بقسم العلاقات العامة». وهذا الأخير يبدو آخر من
يعلم. هكذا تتفاجأ موظفة في القسم حين تسألها عن البرمجة الجديدة، كأنك
أخبرتها بسرّ لم تكن على علم به، فتطلب منك مهلة للتأكد من أن معلوماتك
صحيحة، ثم تغيب ولا تجيب!
قبل أسبوعين، المحطة أطلقت «وأنا كمان» مع هيام أبو شديد (الاثنين 21:30)
وإنتاج جنان ملاط، وهو برنامج اجتماعي يتوقف عند تجارب حياتيّة عند الناس.
غير أنّ وجود الضيوف مع المذيعة داخل الاستديو طيلة الوقت، في ظل غياب أي
ريبورتاج، يجعل الحلقة مملّة رغم تنوع الضيوف. ثم يأتي
Deal
or no Deal مع ميشال سنان (الثلاثاء 20:45) الذي يفتقر في نسخته الجديدة إلى
الحميميّة التي كانت أحد أهم عناصر التشويق في النسخة الماضية على
LBC، وكذلك في النسخة المصريّة على قناة «الحياة» مع رزان مغربي. هنا،
أرادت المحطة تقديم برنامج «كلاس» فجاء فاتراً، رغم الديكور الأنيق
والجميلات اللواتي تحمل كل منهن حقيبة يظهر عليها رقم من 1 إلى 26، بدلاً
من المشتركين الذين يتفاعلون أكثر مع المشترك الذي وقع عليه الاختيار،
ليفتح الحقائب في محاولة للفوز بأكبر مبلغ مالي بالليرة اللبنانيّة. كما
اختلفت شخصيّة ميشال في البرنامج. هو لا يظهر التعاطف مع المشترك على غرار
ما كان يفعل سابقاً، إضافة إلى غياب التفاعل بين الجميلات والمشترك.
بعد ذلك، يأتي «استديو الفن» الذي يبدو أن المخرج سيمون أسمر رشّح ريتا حرب
وهي مقدمة برنامج «عيون بيروت» على قناة «اليوم» لتقديمه. لكنّ هذه الأخيرة
اعتذرت عن ذلك، ليتمّ ترشيح الممثلة إلسا زغيب مقدّمة برنامج
Red Carpet
على تلفزيون «المستقبل».
وقبل ترشيح ريتا حرب والسا زغيب لتقديم «استديو الفن» ووقوع الاختيار على
ميشال سنان لتقديم
Deal or no Deal، تداولت الصحف أسماء مذيعين لتقديم البرنامجَين. وقيل إنّ «استديو
الفن» سيقدمه شاب وفتاة، ثم قيل إنها قد تكون الإذاعيّة غابي لطيف، وسئل
نيشان عن إمكان تقديم البرنامج، كما رشح وسام بريدي للتقديم، وهو الذي رشّح
أيضاً لتقديم
Deal or no Deal
قبل أن يسقط اسمه، ويستبعد عن البرامج كلها في الموسم الحالي.
ترشيح إلسا زغيب لتقديم «استديو الفنّ» بعد اعتذار ريتا حرب
غادر إذاً، وسام بريدي تلفزيون «المستقبل» والتزم مع
Mtv
واصفاً هذه النقلة بالانتقال من منزل الأهل إلى منزل الزوجيّة. غير أنه
«رُكِن على الرف»، ولم يعطَ أي فرصة للظهور، رغم أنه رشّح لتقديم برامج عدة
في المحطّة ومنها «حديث البلد»،
Deal
or no Deal و«استديو الفن». ويبقى السؤال: لماذا تعاقدت المحطة معه، إذا لم
تستفد من حضوره في البرامج الحواريّة التي نجح فيها، وخصوصاً في برنامج
«وقف يا زمن» على المستقبل؟ أو في برامج الألعاب، بعدما اعتاد على هذه
النوعية من البرامج في «السهم» سابقاً؟
ومن البرامج التي تراهن عليها المحطة في شبكتها الجديدة، برنامج المقالب
«كيفني معك» مع ميشال العشي (الاثنين 20:45)، ثم كوميديا
CIA
لمارك قديح مع طوني أبو جودة فضلاً عن «مسا الحريّة» مع زياد نجيم
(الأربعاء 21:45) و«بموضوعيّة» مع وليد عبّود (الثلاثاء 21:45) و«تحقيق» مع
كلود أبو ناضر هندي (الأحد 21:45)، إضافة إلى برنامج الألعاب «Wanted إنت ع الخط» مع سيرج زرقا وميكاييلا (الأحد 21:45)، والمسلسلات
المدبلجة باللهجة اللبنانيّة، والحلقات البوليسيّة والكوميديّة المدبلجة
أيضاً باللبناني. وهنا يجب ألا ننسى برنامج «حديث البلد» مع منى أبو حمزة
(الخميس 20:45) الذي يحظى بأعلى نسبة مشاهدة بين كل برامج المحطة.
عودة درامية
بدأت
Mtv أخيراً المنافسة في الدراما المحليّة مع «سارة» (الأربعاء 20:45)
للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج سمير حبشي مع سيرين عبد النور (الصورة)
ويوسف الخال، لكن على القناة الأرضيّة فقط. وتدور أحداثه حول سارة التي
تزوجت في سن مبكر، فوجدت نفسها مع رجل يخونها (يوسف حداد)، وضحية القوانين.
وتجمعها المصادفة مع طارق (الخال) الذي يتعاطف معها، كما تقف معها جارتها
لينا (ندى أبو فرحات) كاتبة السيناريوهات المتحررة. كذلك تطلق المحطة في
الأسابيع المقبلة مسلسل «عيلة متعوب عليها» للكاتب مروان نجّار مع هيام أبو
شديد ونيللي معتوق ولاحقاً مسلسل «ورثة خالي» مع جورج خبّاز
الأخبار اللبنانية في
26/10/2009
عودة إلى «عجمي»: الكليشيهات القاتلة
حيفا ــ غالب كيوان
فيلم «عجمي» لمخرجَيه الفلسطيني اسكندر قبطي، والإسرائيلي يارون شاني (راجع
«الأخبار» عدد ٢٨ أيلول/ سبتمبر) متقن من حيث السيناريو والتصوير والمونتاج
والإخراج. لكن، مشاهد قليلة ويظهر أمامك الوجه الزائف لخطاب إسرائيلي يروّج
لنفسه على أنه متساوٍ مع الضحية. حصد «عجمي» جوائز عدة، من أبرزها جائزة
أفضل فيلم إسرائيلي، ما يعني أنّه سيمثّل إسرائيل في جوائز «الأوسكار».
العجمي والجبلية، هما الحيّان العربيان الأخيران في يافا. يواجه سكانهما
مخطّطات التهويد الشرسة. أمّا في الفيلم، فتظهر الشخصيات العربية مثيرة
للاشمئزاز. على سبيل المثال، يكفي مشهد قتل رجل يهودي طعناً بالسكاكين
ـــــ بعد اعتراضه على كيفية تربية جيرانه «العرب الهمجيّين» للماشية ـــــ
لتوجيه المشاهد الأميركي الساذج والأوروبي المتعاطف.
من جهة أخرى، يصوّر الفيلم شخصيّة شاب فلسطيني من نابلس، على أنّه خائن
تؤدّي خيانته إلى هلاك الآخرين. ولا مفرّ من أن تصفعك تلك المعالجة
التبسيطيّة، الرخيصة، للشخصيّة الفلسطينيّة التي تتنازل عن القضيّة مقابل
لقمة العيش، وتحت وطأة المعاناة الفردية.
اليهودي «أبيض» والعربي «همجي»... وسينما على نمط تارانتينو
كما يصرّ الشريط على عرض ذوي الأبطال العرب على أنَّهم لا يكترثون بما فيه
الكفاية لأبنائهم. أو أنهم لا يتأثرون كثيراً، مقارنةً بذوي الجندي اليهودي
المفقود، الذين يتألمون لفراق ولدهم. والجندي المأسور في الفيلم يُقتل على
يد فلسطينيين، ما يبرّر تصرف أخيه الشرطي بهمجية مع أهالي العجمي.
لا شك في أنّ مخرج الفيلم وكاتبه اسكندر قبطي اليافاواي الأصل وشريكه
الإسرائيلي يارون شاني، جلبا قصصاً سينمائية تجمع أهم العناصر المثيرة من
المخدّرات والعصابات المتنازعة وعلاقة الحب «غير المشروعة» ـــــ بحسب
الفيلم ـــــ بين شابّة مسيحية وشاب مسلم والصراع العربي ـــــ
الإسرائيلي... استطاع الإخراج أن يمزج سينما حديثة على نمط تارانتينو، مع
دراما محبوكة جيداً. لكن في نهاية المطاف، أخفق الفيلم في عرض الصراع
العربي ـــــ الإسرائيلي بصورة وفيّة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا أغفل الشريط الشخصيات العربية التي تتصدّى
لمخططات التهويد؟ ألا يتعرض أهل المدينة للملاحقة القانونية، من أجل خفض
صوت الأذان وقرع أجراس الكنيسة لأنهما يزعجان سكان مبنى «أندروميدا» الفخم؟
ماذا عن اعتداء قوات الشرطة الإسرائيليّة على المواطنين العزّل؟ ماذا عن
تهويد المدينة وتحويلها إلى «تل أبيب البيضاء» التي يقطن فيها أغنياء
اليهود... هناك، بمحاذاة البحر، في أجمل رقعة من شاطئ فلسطين؟
الأخبار اللبنانية في
26/10/2009 |