تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الحصاد المتواضع لأفلام العيد

كتب محمود عبد الشكور

 الصدفة وحدها هي التي جعلت موسم عيد الفطر لهذا العام هو الأضعف من حيث مستوي الأفلام مثلما كانت الصدفة أيضاً المسئولة عن ارتفاع مستوي أفلام موسم الصيف ليكون الأقوي منذ سنوات.. الملاحظة التي تزعج بالفعل أن يستمر ذلك الضعف في مواسم العيد الصغير القادمة لتصبح ملتقي الأعمال الهزيلة، ومن يدري فربما تصبح تجمعاً صغيراً لأفلام المقاولات التي بدأت في العودة إلي الشاشات باستحياء، ومن الواضح أن المنتجين الذين ابتعدوا علي الصورة وجدوا في الموسم القصير الذي يسبق دخول المدارس فرصة أكيدة لتصريف بضاعتهم التي تتمثل في أفلام صغيرة شكلاً ومضموناً وفكراً وإبداعاً.

ما أقصده بالفيلم الصغير هنا ليس الفيلم ضعيف الإنتاج، فقد يكون الفيلم صغيراً إنتاجياً مثل عين شمس ولكنه كان من أفضل أفلام 2009 .

المقصود ببساطة الضعف الإنتاجي مضافاً إليه الأنيميا الإبداعية، وضعف معظم أو كل عناصر الفيلم، وقد اكتشف جمهور العيد أن الإعلانات القليلة التي أذيعت تتحدث عن أفلام يقوم ببطولتها إما وجوه غير معروفة، أو وجوه عائدة بعد طول غياب وابتعاد عن الأضواء، أو ممثلون شباب ليسوا من نجوم الصف الأول، وقد استمعت لعدة شباب صغار يتراهنون فيما بينهم حول أسماء الوجوه التي تكدست علي أفيش فيلم مجنون أميرة والمعلومة الوحيدة التي حصلوا عليها من أحدهم هي أن اللي في الوسط مغنية لبنانية، دون أن يفلح في تذكر اسمها، وبسبب ذلك انصرفوا عن فكرة الدخول، وكان من المفاجآت بالنسبة لي أيضاً أن معظم الحفلات التي دخلتها كانت شبه خالية، وكان الحجز يتم بمنتهي السهولة وكأننا في موسم امتحانات الطلاب،، أما عن استقبال الجمهور داخل الصالات فقد كان فاتراً بصورة واضحة، وفي فيلم يفترض أنه كوميدي مثل ابقي قابلني لم تكن هناك سوي ضحكات قليلة متباعدة، وشاهدت انصراف البعض مثلاً أثناء عرض فيلم شبابي مثلالأكاديمية باختصار: كان واضحاً أن الجمهور فهم أن موسم عيد الفطر قد تحول إلي موسم البواقي والفضل والتصفيات، ولم تكن تلك مفاجأة سعيدة ولا مقبولة علي الإطلاق.

علي المستوي الشخصي، تعذبت طويلاً بمستوي الأفلام حيث كنت مجبراً علي استكمال الأفلام حتي النزع الأخير متحملاً مشاهدة أعمال لا علاقة لها بالحد الأدني من الجدية واحترام عقلية المتفرج، وللأمانة فقد تبارت الأفلام في الركاكة والسخافة والاستخفاف بالمتفرج، ولا يوجد ما هو أضعف مما شاهدته في أفلام الموسم الستة وهي: مجنون أميرة، والديكتاتور، وفخفخينو، والأكاديمية، والحكاية فيها منة، وابقي قابلني إلا الفيلمان الضعيفان اللذان شاهدناهما في النصف الأول من العام وهما دكتور سليكون وعلقة موت والأفلام الثمانية مجتمعة ترسم صورة مفزعة نتمني ألا تتكرر خلال الأعوام المقبلة، وأقصي ما يمكن التسامح بشأنه مع هذه الأعمال أن تعرض من برة.. برة في الفضائيات لنغلق المفتاح عندما تذاع!

من أبرز الملاحظات علي تلك الأفلام التي أفسدت علينا فرحة العيد ضعف السيناريوهات والمعالجات رغم أن كتابها من أجيال مختلفة من المخضرم مصطفي محرم إلي محمد حافظ في أول سيناريوهاته، ولا تفسير لهذا الضعف سوي في آفة الاستعجال والسلق أو في الاستخفاف بقيمة الفيلم نفسه باعتباره إنتاجًا صغيرًا لا يستأهل بذل مزيد من المجهود، ولا ننسي أيضًا فقر الخيال، وهو أهم عناصر الفن عمومًا، وفن السينما علي وجه الخصوص، والملاحظ أن ضعف الورق امتد إلي بقية العناصر لدرجة أن تلك الأفلام استخدمت في الدعاية لها أفيشات من أسوأ ملصقات العام حيث تكدست فيها الصور، بل واختفي منها أحيانًا بعض الأبطال، وتذبذبت المساحة الممنوحة لكل منهم بين أفيش واخر!

أبطال الأفلام أيضًا كانوا من أسباب هروب الجمهور من المشاهدة، فهناك خليط غريب من الأسماء بعضها لم يظهر أمام الكاميرا منذ سنوات مثل يوسف شعبان وشريف عبدالمنعم في فخفخينو، وميار الببلاوي ضيفة الشرف في فيلم الاكاديمية، وهناك ممثلون من الصف الثاني أو الثالث أو الرابع دفع بهم إلي البطولة وللأسف لم تكن تجاربهم موفقة، الثنائي الغنائي نادر حمدي وأحمد الشامي قدما عملهما الأول في الاكاديمية، وبشري لم تحقق التألق كبطلة في الحكاية فيها منة ومصطفي هريدي جاء من الدار للنار فبدا تائهًا في فيلم مجنون أميرة، وخالد سرحان كان أكثر قدرة علي إضحاكنا وهو يؤدي أدوارًا صغيرة مقارنة بدوره في فيلم الديكتاتور، وربما كانت نورا رحال الأفضل من بين الوجوه التي تصدرت البطولة فجأة ودون سابق إنذار.

وفيما يتعلق بالمخرجين فقد جمعت المصادفة بين ظواهر غريبة مثل وجود مخرجتين هما إيناس الدغيدي وألفت عثمان، والثانية تقوم بالاخراج لأول مرة، كما ضمت القائمة مخرجًا عائدًا بعد سنوات ابتعد فيها عن الوقوف خلف الكاميرا هو إبراهيم عفيفي مخرج فخفخينو كما أتاحت الصدفة أن يكون هناك فيلمان هما الاكاديمية وابقي قابلني لمخرج واحد هو إسماعيل فاروق الذي كان قد اختفي لفترة بعد فيلمه الأول 90 دقيقة، وإذا أضفنا إيهاب لمعي مخرج الديكتاتور فإن اجيالاً متنوعة تكون قد اشتركت في اخراج هذه الأعمال المتواضعة!

التنوع أيضا كان طابع طاقم الممثلين، فقط ظهر المخضرمون مثل يوسف شعبان في فخفخينو، ومحمود قابيل في الاكاديمية، وعايدة رياض ولطفي لبيب في الحكاية فيها منة، وحسن حسني طبعًا في فيلمي الديكتاتور وأبقي قابلني، وفي كل الأحوال لم يضف الكبار شيئًا إلي الشباب، بل تنافس الجميع في الأداء المتواضع، وكان الخاسر الأكبر من هذه الفوضي الذي خرج من العيد بدون عيدية في انتظار أن يحصل علي التعويض في العيد الكبير.

روز اليوسف اليومية في

24/10/2009

 

فـوق السـجادةالحـمراء!

كتب طارق مرسى 

تمثيل مصر فى المسابقة الرسمية بمهرجان دولى يحمل اسم هذا الوطن.. ذلك الشرف الرفيع أصبح مطبا سنويا يقع فيه القائمون على المهرجان وكابوسا مزمنا يلاحق إداراته المتعاقبة.. هذه هى الحقيقة المخزية التى كشف عنها أبو عوف فى مؤتمره الأخير.

هذا العام وصل الخوف بالمسئولين إلى حد الهلع عندما اكتشفوا أن الأعمال المؤهلة لدخول المنافسة العالمية مرفوعة مؤقتا من الخدمة، وإن وجدت يهرب أصحابها إلى مهرجانات أخرى سواء عالمية للتمسح بنجوم العالم والسير فوق السجادة الحمراء الأصلية حيث لا تشفع السجادة الحمراء فى مهرجان القاهرة ، لأنها مستوردة من وكالة البلح« التى جلبها ساويرس« وقت رعايته للمهرجان لتقليد المهرجانات الشهيرة.. أو اللجوء إلى المهرجانات العربية ذات الجوائز المغرية والوعود والعهود والبيزنس.. والتى أصبح تفضيل المنتجين والنجوم لها أمرا مفروغا منه ولا يقبل المناقشة.

فإذا كان رب البيت-أقصد وزارة الثقافة وهى الجهة الشرعية للمهرجان- بالدف ضاربا ، فشيمة أهل البيت الهرب، وفيلم المسافر« الذى ساهمت الوزارة فى تمويله اكتفوا بشرف مشاركته فى مهرجان فنيسيا« - وما أدراك ما مهرجان فنيسيا العريق؟! - تاركين المهرجان الدولى المصرى فى حالة غرق.. وإذا كانت حجة الجهة المسئولة هى تفضيل المهرجان العالمى لرفع اسم مصر بالخارج وهو هدف رفيع.. فمن الذى يسعى للمشاركة فى مهرجان القاهرة؟!

قائمة الهروب الكبير من دوشة المهرجان تضم أفلام:

رسائل بحر للمخرج الكبير داود عبد السيد ، وهو الفيلم الوحيد من بين المنتجات السينمائية الموجودة الذى يصلح لتمثيل مصر ، لأنه يحمل علامة داود« الفنية ، ولكنه - وهذا حقه- فضل الانتظار حتى فبراير المقبل ، وهو موعد مهرجان برلين السينمائى الدولى، العمل الثانى من حيث المستوى الفنى قياسا لسمعة وثقل مخرجه هو عصافير النيل وهو مأخوذ عن رواية أدبية لإبراهيم أصلان، ولكن مخرجه مجدى أحمد على عين فى الجنة وعين فى النار، حيث يسعى للتحليق به فى أجواء عالمية أو عربية مضمونة ماديا وأدبيا وبعيدا عن السحابة السوداء، فى حين فشلت محاولات رئيس المهرجان د.عزت أبو عوف فى إقناع المخرج أسامة فوزى لمشاركة فيلمه بالألوان الطبيعية بدعوى عدم الجاهزية والتى حالت بينه وبين عرضه فى مهرجان أبو ظبى السينمائى ، ولم تفلح جهود أبو عوف فى إقناع المخرج أو الشركة المنتجة بالمساهمة فى الإسراع بتجهيزه..

ربما كانت هذه المحاولة الفاشلة هى التى دفعت أبو عوف« بالتصريح اليائس بأن مشاركة فيلم مصرى فى مهرجان مصرى غير مهمة ، ولا تفسد للسينما قضية.. هذا التصريح خطورته أنه بداية النهاية نحو مستقبل غامض للتمثيل المصرى فى المهرجان المصرى الذى بدأ يرتدى ثوب العراقة بعد مـــرور ٣٣ عاما على انطلاقه.

فى المقابل فإن المتاح حاليا يأمل أصحابه فى الفوز بجائزة العمل الأول ، وهى أعمال محفوفة بالمخاطر رغم موهبة صناعها مثل عزبة آدم لمحمود كمال وقد رفضته اللجنة لسوء مستواه الفنى وتلك الأيام للمخرج الشاب أحمد غانم، أما ثالثها فهو هليوبوليس وهو مغامرة سينمائية شبابية يقودها خالد أبو النجا بمجموعة مثله من الشباب ، والمفاجأة أن هذا الفيلم هو المطروح فعلا للمشاركة فى هذه القائمة، ومعه فيلم عصافير النيل لينضم إلى الفيلم العريق المومياء للمخرج شادى عبد السلام الذى ربما يمنح عرضه بعد ترميمه حفظ ماء وجه السينما المصرية وسط وفود العالم رغم أنه يعرض خارج المسابقة الرسمية.  

أزمة التمثيل المصرى تبدو ممتدة حتى فى حفلى الإنتاج والختام حيث يحجم فى العادة كبار النجوم عن الحضور وتكبير الدماغ عنه..

حيث يقتصر فى الغالب على الجهود الذاتية لرئيس المهرجان ومديرته سهير عبد القادر إلى جانب الأسماء المكرمة والمنضمة إلى لجان التحكيم مثل نادية الجندى ونور الشريف وغيرهما والتى فى بعض الأحيان يلجأ إليها المهرجان على طريقة اللجوء إلى صديق للخروج من مأزق غياب النجوم فى مهرجان محروم من الرعاية والعناية والحنان من كل من يهمه الأمر.؟

مجلة روز اليوسف في

24/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)