استطاع الفنان هاني رمزي على مدار مشواره الفني حجز مساحة كبيرة في قلوب
الجماهير، فأفلامه دائماً لها مغزى سياسي واجتماعي، وكل ما يشغله أن تظل
أفلامه في ذاكرة الجمهور العربي، فبمزج القضايا الاجتماعية بالكوميديا
الراقية بدأ مشواره، وب(تخاريف) محمد صبحي و(الزواج بقرار جمهوري) والعمل
ك(محامي خلع) سطع نجمه، ثم اهتز في «نمس بوند» قبل أن يرتفع مرة أخرى بعد
ما شكل «عصابة بابا وماما» إلى جانب ظهوره في قالب جديد مع «الرجل الغامض
بسلامته»..
(الحواس الخمس) التقاه في هذا الحوار الهادئ ليحدثنا عن فيلمه الغامض الذي
تعرض لأزمات متلاحقة. فإلى التفاصيل.
·
هل «الرجل الغامض بسلامته» كان
إحدى ضحايا الأزمة المالية أثناء التصوير؟
الفيلم من إنتاج شركة «ميلودي بيكتشرز»، وكانت تقوم بإنتاج أفلام عدة في
وقت واحد، وقد تأثرت بكمية الإنتاج، لكنها لم تتأثر بالأزمة المالية، ولم
أنسحب من الفيلم الذي قمت بتصوير 75% من مشاهده، كما تردد.
·
ولماذا لم تتعاون مع نيكول سابا
في هذا الفيلم بعد نجاح مسلسل «عصابة بابا وماما»؟
أنا أحترم نيكول سابا على المستويين الفني والإنساني، وأعتبر أن هناك فارقا
بينها وبين بنات جيلها لأنها لا تجري وراء الإغراء كما تفعل بعض الفنانات،
أما اختياري «نيلي كريم» لمشاركتي في البطولة فهذا لأنني من عشاق التغيير،
ولا أحب التكرار، وهذا هو اللقاء الثاني الذي جمعني بها بعد فيلم «غبي منه
فيه» الذي عرض عام 2004 وشارك فيه حسن حسني وطلعت زكريا.
واقع الجمهور
·
لماذا تشترط في أفلامك تغليف
الكوميديا بنكهة سياسية؟
أنا أبحث دائما عن تقديم أدوار تمثل واقع المواطن البسيط، وعندما يفكر أي
شخص في السياسة من منظور بسيط يجد أن رغيف العيش نفسه يدخل ضمن الأحداث
السياسية.
·
هل توجد مشاكل رقابية في الفيلم؟
تركت هذه المسألة للمؤلف والشركة حتى لا يقال إن هناك موقفا شخصيا بيني
وبين رئيس الرقابة، والحمد لله لم تحدث حتى الآن أي مشكلات إلا في بعض
الجمل البسيطة الموجودة في الفيلم، الأمر الذي جعلني غير مصدق ما حدث،
وأتمنى أن تسير الأمور هكذا على الدوام.
·
عدم لحاق الفيلم بالموسم الصيفي
هل أثر في هاني رمزي؟
للأسف توقف التصوير رغما عني، وكنت أتمنى أن يعرض مع أفلام الصيف.. فقبل
التصوير أبلغت الشركة المنتجة بأنني مرتبط بتصوير مسلسل لرمضان ولابد أن
ينتهي تصوير الفيلم قبل المسلسل حتى أتفرغ له.. وقبلوا هذا بالفعل، لكن كما
ذكرت حدثت تعثرات إنتاجية وتأخرت التحويلات المالية من الخارج، وأوقف
المخرج محسن أحمد التصوير رغم أن المتبقي وقتها كان أسبوعين فقط.
عصابة بابا وماما
·
لماذا اخترت العودة للتلفزيون
بعد 5 سنوات مع عمرو عابدين؟
اخترت العودة مع عمرو عابدين لأنه أول من مد يده لي وجذبني للدراما
الكوميدية بمسلسل «مبروك جالك قلق» بعد أن انقطعت عن الدراما 5 سنوات بعد
مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، وقد أعجبني سيناريو «عصابة بابا وماما» الذي
كتبه صادق شرشر وشجعني أيضا أن الشركة المنتجة تتجه للدراما، وقدمت كل
الإمكانيات ليظهر المسلسل بشكل جيد كما شاهده الجمهور على شاشات العرض في
رمضان حيث اعتمد النص على ملفات لحوادث حقيقية من محاضر الشرطة وأيضا خيال
المؤلف الذي استخدم تكنيكا جديدا.
·
لكن النقاد أكدوا أن هناك تشابها
بين المسلسل وفيلم «عصابة حمادة وتوتو» للزعيم عادل إمام؟
فكرة اللصوص والعصابات تناولتها أعمال كثيرة مصرية وأجنبية، وأنا أحب
«عصابة حمادة وتوتو» جدا وأيضا فيلم «لصوص ولكن ظرفاء» وفي المسلسل لم نقصد
أن نبتكر أساليب جديدة للسرقة ولا أن نجعل المشاهد يتعاطف مع حسين ونجلاء
بسبب ظروفهما السيئة، وأوضحت النهاية مصير من يسلك هذا الطريق عندما تم خطف
ابنهما بواسطة عصابة دولية.
ابن المسرح
·
لماذا ابتعد هاني رمزي عن المسرح
على الرغم من أن بداياتك كانت من خلاله؟
آخر مسرحية قدمتها هي «كده أوكيه» وكانت منذ حوالي 6 سنوات ولم أجد بعدها
عرضا يجذبني للعودة مرة أخرى على الرغم من أنني ابن المسرح، فنحن لدينا أدب
مسرحي وأفكار، لكن ينقصنا عنصر التكنولوجيا والإبهار البصري، فقد سافرت
للخارج وشاهدت عروضا مسرحية مبهرة، ورأيت أننا بعيدون تماما عن التقدم
والطفرة التي تشهدها المسارح الأجنبية؛ لذلك لن أعود للمسرح بالأسلوب
التقليدي البدائي نفسه، فإما أن أجد المسرح الذي أحلم بتقديمه كما شاهدته
في الخارج أو أظل بعيدا.
·
ولماذا تنحصر أدوارك سواء سينما
أو تلفزيون في الكوميديا فقط؟
هذه النوعية يحرص على حضورها ومشاهدتها الجمهور لاحتوائها على مضمون
وموضوع، وأنا أقوم بتكوين تاريخ، وأتمنى أن تظل أفلامي مستمرة في ذاكرة
المشاهدين لأنني لا أعتمد على تحقيق إيرادات فقط.
·
بصراحة شديدة النقاد يعتبرون أن
فيلم «نمس بوند» سقطة في تاريخ هاني رمزي السينمائي؟ هل معهم حق في ذلك؟
الفيلم على الرغم مما أثير حوله لم يحقق أي خسائر، لكنه حقق مكاسب معقولة،
مقارنة بالأفلام الأخرى، والحمد لله أنني لم أتأثر بهذه النتيجة المتواضعة،
ولو كان هذا صحيحا لتأثرت نجوميتي ولم تعرض عليّ سيناريوهات، ولكن لاتزال
تعرض عليّ سيناريوهات عدة، وأحب أن أقول إن المنتج لا يهمه إلا الإيرادات،
وإذا لم يكن قد حقق مكاسب هائلة فلن يطلبني أحد مرة أخرى.
·
ألا ترى أن تكرار تجسيدك لشخصية
الضابط في «أسد وأربع قطط» ثم في «نمس بوند» فيه تكرار وملل للمشاهد؟
الحقيقة أن الدور كان مختلفا في الفيلمين، ففي «نمس بوند» أقوم بدور ضابط
الشرطة الذي تقوم شخصيته على كوميدي أكشن وهو لم يقدم في السينما من قبل..
فالضابط يظهر دائما قاسيا ومتوحشا لا يضحك ولا يبتسم.. أما هنا فقد حولناه
إلى كوميديان صانع ابتسامة من خلال سقوطه في كثير من المآزق، وذلك مع عدم
الإفراط في الأكشن .. وأعتبر أن هذا الدور من أهم محطاتي الفنية.
·
وما أكثر المشاهد التي بذلت فيها
مجهودا ثم تعرضت لمقص الرقيب؟
لم يحدث في «نمس بوند» أو «أسد و4 قطط» ولكن في أحد الأفلام التي لا أحب أن
أذكرها أقنعني المخرج بأن أقفز من نافذة بظهري بعد التأمين، وبعد تدريب شاق
وعناء شديد أديت المشهد وللأسف تم حذفه، وتكرر ذلك مع فيلم «ناصر 56» حيث
سبحت في أحد المشاهد مسافة طويلة وتم إعادة المشهد 50 مرة وتم نقلي
للمستشفى، وفي النهاية حذفوا المشهد.
جيل الشباب
·
بمناسبة الحديث عن النقاد..
يعتبر بعض النقاد هاني رمزي واحدا من فناني الصف الثاني في مصر ولا ينظرون
إليه كواحد من نجوم الصف الأول؛ فما رأيك؟
أنا لا أحب هذه التصنيفات، وأعتقد أنها قائمة على أساس غير صحيح.. فنحن
مجموعة من الفنانين يمكن تقسيمنا على أساس الأجيال الفنية وليس على أساس
الصفوف الأولى والثانية.. ونحن في النهاية جيل من الشباب والأعمار متقاربة،
وكلنا نعتبر أنفسنا أصحاب تجربة مشتركة ولا أعتقد أن هناك فروقا كبيرة
بيننا وعلى العموم لا تهمني فكرة التصنيف قدر ما يهمني حب الجمهور لي،
والقبول يأتي من عند الله.
البيان الإماراتية في
19/10/2009 |