عندما سألوا أرملة الشاعر الكبير »أحمد رامي« عن علاقة »رامي« بأم كلثوم وهل صحيح أنه كان يحبها نفت تماما تلك الحقيقة وقالت ان »رامي« لم يحب يوما »أم كلثوم« وأنه فقط كان متيما بصوتها!!

والسيدة زوجة شاعر الشباب تقول ماتعتقد أنه الحقيقة او ما تتمني ان يصبح حقيقة او وهو أضعف الإيمان- ما يحفظ لها كبرياءها كامرأة تزوجت رجلا يوقن الملايين ان »أم كلثوم« كانت هي حبه الأثير وملهمته الوحيدة بينما لم تلعب زوجته في هذا المجال أي دور في حياته ويتمايل الناس طربا مع أغنيات »ياظالمني« و»هجرتك« و»رق الحبيب« و»أغار من نسمة الجنوب« لأنهم يعلمون أنها رسائل حب كتبها »رامي« لأم كلثوم.. كان »رامي« هو الحبيب المعذب بينما لايناله من المحبوب »أم كلثوم« إلا الصد والهجران والهوان ولهذا كتب لها »عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك« وكان هو الذليل الذي يهوي من طرف واحد ولو ان الكاتب »محفوظ عبدالرحمن« التزم برأي زوجة »احمد رامي« علي اعتبار أنها أقرب الناس اليه وانها الادري لما اصبح هناك مسلسل اسمه »أم كلثوم« لأننا لو حذفنا مشاعر »رامي« العاطفية واقتصرت العلاقة بينهما علي أغنية يكتبها ويحصل »رامي« علي ثمنها فما الذي من الممكن أن يتابعه الناس في المسلسل او الفيلم!!

مثلا لو كانت العلاقة بين »أم كلثوم« و»القصبجي« أنه مجرد موسيقار كبير معجب بصوتها لغاب الكثير من ألق هذا المسلسل لأنه عندما تغيب المشاعر الانسانية يغيب تعاطف الناس وتوحدهم مع العمل الفني.. وكان المهندس الراحل »محمد الدسوقي« ابن شقيقة »أم كلثوم« قد ملأ الدنيا وقتها بالصراخ والاحتجاج علي صناع المسلسل وهدد باقامة دعوي قضائية لايقاف العرض قبل ان يري المسلسل النور الا انه ومع الحلقات الاولي له احدث كل هذا التماس غير المسبوق مع الناس ولهذا وامام التأييد الشعبي للمسلسل أقام لفريق العمل حفل تكريم!!

التجربة العملية أثبتت ان الورثة دائما آخر من يعلم وآخر من يستطيع ان يحلل أسباب نجاح او اخفاق الفنان الذي ينتمي إليهم بصلة القرابة او النسب الا انهم اول من ينتقد ويفتي ويهدد ويتوعد؟!

السنوات الأخيرة تعرض أكثر من عمل فني للتوقف بسبب الورثة وكل المشروعات السينمائية والتليفزيونية التي أعدت او تم التفكير في اعدادها تم التهديد بايقافها مثل مسلسل »ليلي مراد« وقبلها »أسمهان« بل ان احد ورثة أسمهان قال ان الكاتب الكبير الراحل »محمد التابعي« الذي أصدر كتابا صدر مرجعا عن »أسمهان« لم يعرف »أسمهان« وكان للتابعي عبارة بليغة وصف بها »أسمهان« قائلا إنها لاتستطيع ان تري الكأس وهو ملآن ولاتستطيع ان تراه وهو فارغ!!

»محمد التابعي« الذي كان أوثق الأصدقاء بأسمهان يقول عنه الورثة إنه لم يعرف يوما »أسمهان«؟!

وأوقع ايضا ورثة آخرون وهم ورثة الموسيقار الشيخ »زكريا أحمد« شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات في مأزق عندما طالبوا بحذف شخصية »زكريا أحمد« من المسلسل التليفزيوني »هو صحيح الهوي غلاب« الذي يروي تاريخ حياته وهو اسم اخر أغنية لحنها »زكريا« لتغنيها »أم كلثوم« ووجدت الشركة التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري أن الحل أمامها إلغاء عرض المسلسل!!

سر احتجاج الورثة ان المسلسل يقدم بعض علاقات عاطفية لزكريا احمد برغم ان »زكريا أحمد« هذا الفنان الكبير الموهوب خفيف الظل كان دائما محط أنظار النساء بل إنني استمعت اليه في حديث قديم له اعادته الاذاعة منذ ايام قلائل سأله المذيع عن سر اعتزاله وارتداء الزي الديني الشهير الذي كان يحرص عليه حتي الأربعينيات والمكون من العمامة والقفطان الواسع عند الأكمام.. قال »زكريا احمد« ان المرأة هي السبب.. وأوضح انه كان يجلس بجوار امرأة حسناء وعندما مد يده ليحتسي فنجان القهوة خذلته الأكمام واندلقت القهوة علي فستان المرأة فانزعجت وهرولت بعيدا عنه ومن يومها أقسم الشيخ »زكريا احمد« انه لا قفطان ولا عمامة بعد اليوم!!

الجانب الشخصي لاينبغي ان يصيب الورثة بالغضب لأنه يمنح الشخصية بعدها الانساني.. مثلا الزعيم الوطني »سعد زغلول« لم يجد غضاضة ان يعلن في مذكراته ان نقطة ضعفه هي لعب القمار وهذا الاعتراف لايقلل من قيمة زعيم الوطن مفجر ثورة ٩١ وايضا لايقلل ذلك من حجم انجازاته وانحيازه للأمة ولهذا أتعجب عندما احتجت مثلا »د. هدي عبدالناصر« علي فيلم »جمال عبدالناصر« لأنه يقدم أباها يرتدي »بيجامة« في البيت!!

إنها الرغبة في ان يظل الفنان او الزعيم محاطا دائما بتلك الهالة التي تصنع منه أسطورة أسرة الفنان او الزعيم يعلمون جيدا انه بشر يغضب ويشكو وينفعل لكنهم يحرصون علي أن يظل داخل أوراق »سوليفان« من صنعهم!!

اقتراب الابن او الزوج او الزوجة من الفنان لايعني بالضرورة انه هو الأقدر علي ان يعرفه ويحلل موقعه.. وعلي سبيل المثال فإن الموسيقار الكبير »محمد سلطان« تزوج من »فايزة احمد« اكثر من ٠٢ عاما وقدم لها اكثر من ٠٠٢ لحن ولكنني عندما استمع اليه يتحدث عن »فايزة احمد« يقدم لنا وجها واحدا لها ولكن تظل بالتأكيد لمحات أخري نستطيع ان تستكملها لو أنك استمعت الي الكاتب الكبير »أنيس منصور« وهو يحلل لنا الفنانة والانسانة »فايزة احمد«!!

الورثة في الأغلب خاصة اذا كانوا بعيدا عن الأضواء يشعرون أنه برحيل الفنان يصبح من حقهم ان يحصلوا علي قسط من الأضواء التي كانت مسلطة علي الفنان في حياته فلا بأس من ان يستحوذا عليها بعد رحيله وكأنها أيضا جزء من الميراث!!

ولهذا يهددون ويتوعدون ومع الأسف تستجيب الأجهزة الرسمية ويتم ايقاف الكثير من الأعمال الفنية رغم ان الفنان ملكية عامة واذا كان للورثة حقوق فإنه فقط ينبغي ان تظل متعلقة بالجانب المادي فقط لاغير لأن التجربة اثبتت ان الورثة هم عادة اخر من يعلم وأول من يقبض الثمن!!

أخبار النجوم المصرية في

15/10/2009