تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الصراع العربي - الصهيوني علي شاشة الدراما

متخافوش.. أفگار مهمة في إطار درامي معقد

ماجدة موريس

مكرم بدوي إعلامي شهير، ومقدم برامج لامع أصبح برنامجه التوك شو «متخافوش» في صدارة البرامج التي تجذب المشاهدين، خاصة مع جدارته بتقديم موضوعات مهمة تطرح قضايا حساسة يبتعد عنها الكثيرون، معتمدا علي ثقافة عالية وموقف فكري واضح، وأيضا علي كاريزما بلا حدود، ومن هنا يطرح مجموعة حلقات عن مسألة الصراع العربي - الإسرائيلي من زاوية محددة هي التفرقة بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية كسياسة عنصرية، وهو ما يثير قدرا كبيرا من الاهتمام والتفاعل، لكنه أيضا يعرضه لمخاطر متعددة وحيث يصبح هدفا لمؤامرات متتالية من قبل عملاء الموساد.

تبدأ بقتل زوجته وابنتهما الوحيدة في حادث سيارة بباريس، وتصل إلي التشكيك فيه هو شخصيا، والعبث في أصوله العائلية لأجل هدم كيانه، الإعلامي قبل الإنساني، حيث يكتشف الناس الذين أحبوه أنه ليس مكرم بدوي مهدي الكرداوي، وإنما مكرم بدوي كوهين الكرداوي، وأنه أصلا يهودي.. وليس مصريا برغم كل ما يثيره علي الشاشة!.. وليصبح عليه أن يثبت العكس، وأنه مصري أصيل أو عربي مصري مسلم بعد اكتشافه أن جده انحدر من القبائل العربية التي هاجرت لمصر، وأنه - أي الجد - جاء من تونس.. وهنا يدخلنا المسلسل في رحلة طويلة عريضة يسعي فيها البطل - نور الشريف - لإثبات نقائه من هذه التهمة، يهودية جده، ولكي يهرب المسلسل من قضية حاول إثباتها عبر حلقات طويلة، وهي أننا لسنا ضد اليهودية كديانة أو اليهود وإنما ضد الصهيونية ودولتها، فإنه حل الإشكال الذي يخص بطله في النهاية بأن جده لم يكن يهوديا أبدا، وإنما رجل غيره هو الذي خرج من تونس مع مجموعة، وتركهم ليذهب إلي إسرائيل، والحقيقة أن هذه القصة بكل ما أخذته من وقت ومشاهد هي أضعف أجزاء هذا المسلسل الجميل «متخافوش» للكاتب أحمد عبدالرحمن والمخرج يوسف شرف الدين والممثل الكبير نور الشريف الذي أشك في أن كثيرين غيره يرهبون بتقديم موضوعات من هذا النوع.. ليس لنقص في وطنيتهم وإنما لأنه يدخل في بند الأعمال غير المألوفة، بداية من القالب أو الفورم الذي هو عبارة عن برنامج توك شو مثله من البرامج الكبيرة المألوفة لدينا كـ «البيت بيتك»، «مع وجود جمهور» أو «حالة حوار» مثلا، لكنه هنا يبدو أكثر أهمية من هذه البرامج مع مقدمه الذي يتضح أنه أيضا رئيس القناة التي تطلقه، والأكثر قوة ونفوذا بين مجلس إدارتها، والذي يحظي بكراهية بعض أعضاء هذا المجلس وعلي رأسهم نائب الرئيس نفسه «خليل مرسي» وأيضا بعض الشخصيات التي لا ندرك هويتها ولكننا نراها تتآمر علي مكرم بدوي.

شباب في أزمة

من جهة أخري، يدخلنا المسلسل إلي قضايا أخري مهمة مثل أزمة الشباب، سواء في تواصله مع آبائه أو في بحثه عن ذاته وعن العمل، من خلال مجموعة من الشباب من الجنسين في دوائر قريبة من بطل المسلسل مثل أبناء شقيقته التي تختلف عنه تماما «رجاء الجداوي» والتي تبدو نشازا في إطار توهجه الفكري، وفي إطار علاقتها بزوجها الطبيب «هادي الجيار» الذي تركها ليتزوج ممرضته، وبرغم أن هذه القصة تأخذ كثيرا من الأحداث فإنها تكون سببا في إدخالنا لعالم شباب المسلسل هي وقصة أخري للسيدة نور «نهال عنبر» مديرة الشركة التي تسوق الجريدة التي يعمل بها مكرم، والتي تدخل في صراع ما بين زوجها المتزمت «محمد أبوداود» الذي كان سببا في هروب ابنتهما «مي الشريف» من المنزل إلي أمريكا تلبية لعلاقة إنترنتية مع شاب أمريكي وما بين عملها مع مكرم بدوي ووقوفها بجانبه في محنته، وما بين هذه العلاقات التي تحيط أو تقترب من حياة البطل يدخلنا المسلسل إلي عالم جيل الغد ورغبته الحارة في صناعة مستقبل تتفاوت الرؤي فيه بين قيم عديدة تتأرجح في مجتمع اليوم ما بين احترام العمل أو تفضيل السفر للخارج، وما بين الاتجاه للمشروعات الصغيرة وافتقاد ثقافة العمل كمجموعة.

تطفل علي الدراما

يبدو هذا الجزء من الدراما برغم أهميته متطفلا علي الموضوع الأساسي الذي يخص مكرم بدوي وقضيته، والذي يصل لأفضل أجزائه حين يستضيف النجم الإعلامي في برنامجه «أم داود»، وهي سيدة عجوز، يهودية مصرية تعيش في الظاهر وترفض ترك مصر «أو حتي بيتها» لأي سبب من الأسباب «بينما تركها ابنها وذهب وراء نداءات عديدة إلي إسرائيل» أم داود قامت بدورها بروعة الفنانة القديرة ثريا إبراهيم التي استضافها مكرم بدوي في حوار كنت أتمني أن يكون حقيقيا، وأن يقوم به أحد الأسماء الإعلامية الحقيقية وليس الدرامية! وأيضا فقد قدم نور الشريف «أو مكرم بدوي» حلقات أخري، مع صديق أوروبي هو روبرتو «نهاد محرم» وابنته جينا اللذان يقيمان في روما، وحين علم من البعض أنهما يهوديان سعد - أي مكرم - لفكرة أن يقدم لمشاهديه يهوديا أوروبيا لكنه ليس صهيونيا، لكنه - في اللقاء - يعرف أنه مسيحي، وابنته يهودية كأمها، وأنها تجاهلت نداءات ومطالبات عديدة بالذهاب إلي إسرائيل التي لا تري أنها بلدها.. وتتداخل حكايات روبرتو وابنته جينا في مصر داخل المسلسل وحيث يتعرض الرجل لمحاولات اغتيال عقب عودته لروما، وتعود ابنته لمصر وحدها ويدخل البطل في مغامرات لحمايتها.. وهو جزء زائد لا يفيد الدراما ولا يفيدنا لأن الأهم أن تصل القضية إلي الملايين في التفرقة بين اليهودي واليهودي الصهيوني، وأن يعيد الناس ترتيب أفكارهم حول اليهود المصريين الذين هم جزء من مجتمع متعدد الديانات والأعراق والثقافات، ولذلك كان من المفترض أن يستكمل المؤلف شخصية «أم داود» بشخصيات أخري يهودية، مصرية تؤكد هذا الملمح المهم، بدلا من أن يستغرق وقتا طويلا في محاولة مكرم بدوي إثبات أنه مسلم وليس يهوديا.. ومن جانب آخر فقد تحمل العمل أيضا قصص الصراع داخل القناة الفضائية بين مموليها ومن يعملون لحسابهم «والذين لم نعرفهم تحديدا ولحساب أي جهات يعملون» وبين البعض وعلي رأسهم النجم مقدم البرنامج الشهير الذي يتضامن معه أغلب العاملين خاصة في إطار ديمقراطية أسلوبه في التعامل معهم.. وهنا يطرح المسلسل صورة موجودة بقوة منذ سنوات لبعض من أصحاب هذه المهنة، تقديم برامج التليفزيون، بعد أن أصبحوا شخصيات لامعة علي الشاشة، ولكنهم وراءها أصبحوا أكثر من هذا بكثير.. شخصيات مسيطرة أو نافذة تستطيع أن تفعل الكثير بمجرد كلمة أو إشارة اعتمادا علي نفوذ هائل مستمد من شعبية ومقدرة علي السيطرة علي جمهور عريض.. ودفعه إلي رد الفعل الملائم من خلال كلمة ونظرة.. تماما كما يفعل نور الشريف في الحلقات التي كان بعضها عبارة عن حلقات البرنامج نفسه وهو في النهاية من يوجه كلمة واحدة لجمهور الشباب والكبار في الاستديو والبيوت: متخافوش.. معبرا عن جرأة وشجاعة حقيقية في طرح أشكال غير مألوفة للدراما، وأفكار «غير محبوبة» لمسلسلات يري البعض أن هدفها هو التسلية أساسا.. فتحية للمؤلف والمخرج والبطل وكل من شارك في هذا العمل.

الأهالي المصرية في

08/10/2009

 

75 عاماً علي مولد بليغ حمدي

أشرف بيدس

لم ينكسر ناي الابداع عند بليغ حمدي بل يظل يصدح ويغرد طوال الوقت ودون توقف، وفي ذكري ميلاده الـ75 نتذكر هذا الزمار المبدع الذي أحدثت أعماله ثورة كبيرة في المجال الموسيقي، واكتشف العديد من الأصوات الجميلة ولم يبخل عليهم بالالحان، لقد تجول فنه في الحقول والنجوع والكفور والقري والقصور، وترددت أغانيه في الموالد والأفراح علي ألسان البسطاء .

ظل بليغ لحنا مسموعا يفرض نفسه بقوة في انتصاراتنا وانكساراتنا، فهو واحد ممن كتبوا اوجاعنا وافراحنا بالموسيقي والتي لم تكن حكرا علي فئة دون أخري، بل ظلت ارثا شعبيا يحج إليه الجميع ويقتسمونه وكأنه حق مكتسب من ابنهم البار بليغ حمدي.

لا يمكن الحديث عن الغناء دون ذكر هذا المبدع الجميل الذي اثري الحياة الفنية بأعمال ظلت ولا تزال حتي وقتنا الحالي في المرتبة الأولي. إن التطوير الذي احدثه بليغ كان من الصعب تجاهله ونسيانه، لأنه كان دائم التطوير والتنوع، وإن موسيقاه الجميلة كانت تعانق الكلمات وتحتضنها، وكأنه لقاء بين عشيقين، لقد نحت أغانيه علي القلوب، واقتحم عزلة المهمومين وراح يفرغ عنهم احباطاتهم ويبدلها لأفراح لذا توحدت الناس معه وظلوا يدينون له بالجميل.

لقد شاركنا بليغ كل لحظات الفرح التي عشناها، بل نستطيع أن نقول إنه واحد من صناعها. ستظل أعماله باقية طالما بقينا،

الأهالي المصرية في

08/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)