تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

في السيرة الدرامية للمصريين

المصراوية جمعت الريف بالبندر و«العمودية» أشعلت حروب الأشقاء

ماجدة موريس

من أغرب نهايات المسلسلات التي عرضت في رمضان نهاية «المصراوية» الجزء الثاني، وحيث اختفي العمدة فتح الله الحسيني، ولم يجده أحد، وقيلت تفسيرات عديدة في هذا الشأن، منها أنه طار، أي تحول من كائن إنساني مادي إلي كائن افتراضي أو روحي، أما «نوراي» زوجته المصراوية التي اختصها بمشاعره دونا عن بقية زوجته، فقد ركبت مركبا نيليا لتبحث عنه في كل مكان في إشارة تذكرنا بأسطورة إيزيس وأوزوريس، وحيث لملمت إيزيس جثمان حبيبها، من كل مكان، لتعيد إليه الحياة.

لعلها المرة الأولي التي يلجأ فيها كاتب اشتهر بالواقعية، مثل أسامة أنور عكاشة، إلي الفانتازيا وإلي تمثيل الأساطير لينهي عملا يعتمد علي التأريخ للواقع الاجتماعي للمصريين في بدايات القرن الماضي.. فقد بدأ عكاشة الجزء الأول من «المصراوية» بانتهاء الحكم العثماني لمصر وبحث المصريين عن ذواتهم وعن تأسيس دولة تعتمد علي أبنائها، واختار المؤلف منطقة الدلتا وما حولها لتكون موقع عمله «هو من مواليد كفر الشيخ» وقرية «بشنين» تحديدا لتكون «النموذج» أو «الحالة» التي يطبق عليها دراسته الدرامية - إن جاز هذا التعبير - لحال مصر والمصريين وهم يسعون إلي النهضة وتكوين دولة وحكم.. وفي هذا الإطار أبرز الكاتب تلك الملامح القبلية والعشائرية التي سادت المجتمع من خلال انقسام القرية بين «الحساينية» و«السخاوية» وجماعات أخري، وبالطبع الصراع بين القوتين من أجل السيادة والقوة وهو ما بدأ من الجزء الأول حين خططت ست اخواتها «سميحة أيوب» بسرعة عقب موت زوجها ليرث ابنها المنصب أو «يركب العمودية» قبل ابن عمه صابر، والذي كان عليه الدور، وهكذا أصبح فتح الله «هشام سليم» العمدة علي الجميع، وبدا لينا ناعما وطيبا، ثم مزواجا حين تزوج الجازية بجانب ابنة خاله خضرة، من أجل المصلحة، قبل أن يسافر المدينة ويطلب زواج نوراي، المصراوية نصف التركية صاحبة للأرض التي سندته في موقعه، وأعلت من هيبته في القرية، وينتهي الجزء الأول باختبار صعب للعمدة حين يوضع في مأزق الانحياز للقانون أو للعائلة والمشاعر عندما يقتل شقيقه عبدالله شابين، أحدهما تزوج «رضوانة» شقيقة العمدة الوحيدة وطلقها في الصباحية، وفي الجزء الثاني ينتهي الأمر بالعمدة «بعد أن أصبح ممدوح عبدالعليم» إلي إعلاء شأن القانون، وتسليم شقيقه إلي العدالة ليحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وليشعر فتح الله بطعم المرارة من هذا ومن أمور أخري متعددة، منها فلتان شقيقه شاهين، وهروب صابر، ابن العم الذي رفض اعتلاء العمدة موقعا كان من حقه، وتمرد السخاوية عليه بعد قسوته عليهم لمطالبتهم بمواقع حاكمة في القرية «شيخ البلد - شيخ الجامع» وفي الجزء الأخير من الحلقات يصل فتح الله إلي أقصي درجات العنف، في علاقته بمن أصبحوا خصومه، وحيث ينفي بعضهم إلي الجبل ، ويحدد إقامة البعض الآخر، ويكسب عدواة أصدقائه مثل الحاج عزام والد الجازية الذي يناوئه علنا مقررا ترشيح نفسه لمجلس النواب ليعلو عليه، حتي «المصراوية» تفقد سحرها علي العمدة فيضيق الخناق عليها ويتخلي عن لياقته في التعامل مع بيت يضم خالتها التركية وتقاليدها المختلفة.. تصيب السلطة العمدة بجنون ويتجمع خصومه من كل موقع في مقابلة تنتهي بخناقة يعلن فيها الحرب عليهم ثم يختفي.

والحقيقة أنني أمام مشروع درامي مهم وأخاذ مهم لأنه يطرح علي ملايين المشاهدين تصورا ورؤية لمسيرة المجتمع المصري في مرحلة حديثة تمتد لقرن من الزمان «في حال اكتمال أجزاء المصراوية» ففي الجزء الثاني المسمي بعنوان «الريف.. والبنادر» يأخذنا المؤلف إلي زمن العشرينيات من القرن العشرين وإلي بداية النضال الوطني والنزعة القومية وحديث مع قليل عن الزعيم «سعد زغلول» وفي رأيي أن أسامة أنور عكاشة تخطي بهذا العمل أعمالا سابقة مهمة لكي يؤسس لبناء موسوعة درامية عن المصريين كنا في أشد الاحتياج لها، وبرغم أن هذا العمل يحتاج لفريق عمل متكامل يسانده بالمادة البحثية والتاريخية فإنه لم ينتظر حتي يحدث هذا وإنما سابق الزمن لينجز هذا العمل الكبير مع رفيق عمره المخرج إسماعيل عبدالحافظ، لقد قدم الاثنان من قبل مشروعا سابقا مهما هو «ليالي الحلمية» في نهاية الثمانينات وحتي منتصف التسعينيات، وفي خمسة أجزاء، ومساحتها زمنيا حوالي ربع قرن تبدأ بعد ثورة يوليو، ولكن المشروع هنا أكثر طموحا واتساعا، وإن كان سيصل بالطبع إلي زمن «ليالي الحلمية» وهو ما يطرح علي الكاتب أسئلة متعددة حول عدد األجزاء المتوقعة من «المصراوية» وهل تتوقف عند بداية «الحلمية» أو تستمر لتقدم رؤية جديدة.. ربما للكاتب، عن نفس الزمن، بعد عشرين عاما أخري؟.

ممثلون مختلفون

في المصراوية 2، تصنع الصورة تأثيرا كبيرا بقدرتها علي تقديم عالم القرية بكل ما فيه من تباينات، وإن كانت بيوت أقارب العمدة والأعيان هي الغالبة، وتبدو مظاهر الحياة الفلاحية ضمن مصادر المصداقية إلي جانب مفردات مهمة رأيناها مرارا مثل ملابس الناس، وأزياء الخفر، وأسلوب حديثهم، وكلاحة الطرق التي يسير فيها الفلاحون بمواشيهم، وكعادته يجيد إسماعيل عبدالحافظ إدارة الممثلين، خاصة الذين لا يمتلكون خبرات هذه النوعية من الدراما مثل «هشام سليم» بطل الجزء الأول وصاحب الأداء الهاديء الذي يحسم انفعالاته داخليا، وأيضا «ممدوح عبدالعليم» بطل الجزء الثاني، وهو وإن كان أكثر ملاءمة لتحولات الشخصية في هذا الجزء وجنونه بالسلطة والقوة، إلا أنه كان يندفع أحيانا في المبالغة في استخدام قسمات وجهه، بينما أدت سميحة أيوب «ست اخواتها أم العمدة» دورها بحسابات دقيقة، وكذلك محمود الحديني في دور عزام بك، وفي حين أدت روجينا دور ابنة الجازية، زوجة العمدة الثانية في الجزء الأول بنوع من الإحساس بالقوة والدهاء، وأن ممثلة نفس الدور في جزئه الثاني - منال سلامة - بدت أكثر طيبة وإنسانية وغلبا، خاصة حين اضطرت لإرسال طفلها إلي دار رعاية بالإسكندرية بعد اكتشافها أنه معوق وهو ما قهرها فعبرت عنه في مشاهد رائعة.

مفهوم مختلف

أما «سعيد عبدالغني» في دور لطيف بك ناظر العزبة في الجزء الثاني، فقد اختلف مفهومه للشخصية عن مفهوم ممثلها في الجزء الأول «أسامة عباس» وهو ما يتضح أكثر في أداء ميس حمدان لدور نوراي «المصراوية» في جزئه الثاني، والذي اتسم بطابع الخفة «وكأنها دخلت المسلسل في نزهة» بينما جاء أداء غادة عادل في الجزء الأول أكثر مصداقية ومقدرة علي التعبير عن هوية ثنائية والحسم في شأنها، هذا بالرغم من أن غادة عادل، كانت أقرب للأتراك شكلا، وهو ما أعطي لتمسكها بالعمدة قيمة أكبر، ومهما بذل المخرج من جهد فإن الاختلاف بين أداء شخصيتين لدور واحد أمر حتمي، ولكن آثاره تقل حين تقوي كل عناصر العمل الأخري مثل الديكور والتصوير وبقية الممثلين الكبار المشاركين مثل نبيل الحلفاوي وعبدالرحمن أبوزهرة ومحمد متولي، وسيد عبدالكريم، ومحمد وفيق، وأحمد ماهر ومحمد ريحان ومحيي الدين عبدالمحسن ومحمود الجندي ومن الأجيال الأحدث عبير منير في دور كيزمت التركية خالة نوراي والذي أدته بعذوبة فائقة وعبير سيف في دور وصيفتها ومروة حسين في دور رضوانة المعقد ومحمد عبدالحافظ وحسام فارس وهيثم محمد وثلاثتهم قاموا بأدوار أشقاء العمدة وأصغرهم هيثم تروي الأحداث من خلاله، كذلك يعود هنا وائل نور في دور جيد هو صابر الحسيني الذي يظل يحلم بالعمودية الضائعة بقية عمره، ومحمود الجابري وكريم كوجال وعذرا إذا نسيت البعض فكلهم نجوم ومناطق الجودة متعددة، ومع ذلك فلا يخلو العمل من تطويل وتكرار في أجزاء منه خاصة الجزء الأول وما يخص ضرب السخاويين وهو عيب أصيل في غالبية الأعمال الدرامية لكننا نغفر هذا حين يكون العمل يستحق الغفران والتحية خاصة حين يبدأ وينتهي بمقدمة رائعة بصوت علي الحجار وكلمات سيد حجاب وألحان عمار الشريعي تتحدث عن هذا البلد الذي جمع الشامي علي المغربي ليذوبا جميعا في وعاء واحد، ومع ذلك فقد نسي الكاتب هذه المرة الإشارة إلي التعددية الدينية في مصر وهو الذي كان حريصا علي تأكيدها في الحلمية.

  

«النساء ..أحبكم»

في مهرجان السينما بتونس

كتبت نسمة تليمة:

تم اختيار الفنانة التونسية درة للمشاركة في لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بتونس في دورته الثالثة، وأكدت درة سعادتها بهذا الاختيار خاصة أنها المرة الأولي لها التي تشارك في لجنة تحكيم بمهرجان دولي بعد مشاركات عديدة بأفلامها في كبري المهرجانات كفينيسيا وبرلين، وفي هذه الدورة يشارك 14 دولة عربية وأجنبية، المهرجان الدولي للفيلم بتونس يحمل هذا العام شعارا مختلفا هو «النساء أحبكم» حيث يتحدث بالكامل عن سينما المرأة ويتم فيه عرض 25 فيلما منها 8 في المسابقة الرسمية له ويشارك بهد العديد من الوجوه السينمائية الشهيرة عالميا مثل كلوديا كاردينالي ويرأس لجنة التحكيم الممثلة التونسية مني نورالدين والمخرجة اللبنانية نادين لبكي ويمراي دارك وممثلة أخري فرنسية.

وقد تم افتتاحه بالفيلم المغربي «ديد ديد» ويتم اختتامه بفيلم «الدوامة» للمخرجة التونسية رجاء العماري وتتنافس الأفلام علي جائزة اليسار مؤسسة مدينة قرطاج وتبلغ قيمتها 5 آلاف يورو، يذكر أن المهرجان الدولي للفيلم بتونس أسسه الفرنسي نيكولا بروشي عام 2006 أما درة فقد شارك أول أفلامها بمصر «هي فوضي» في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا وفيلمها الثاني «جنينة الأسماك» في بانوراما مهرجان برلين.

الأهالي المصرية في

28/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)