تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بين اثنين

جاك ريفيت يُحيي السينما الفنية الخالصة

هوليود - محمد رضا

أكبر مخرج سينمائي قدّم له مهرجان فنيسيا فيلماً في هذه الدورة التي انتهت في الثالث عشر من هذا الشهر، هو جاك ريفيت. الأكبر سنّاً ولو أنه أيضاً الأكبر قيمة كونه بدأ العمل في الخمسينات كأحد روّاد الموجة الفرنسية الجديدة التي انبثقت في ذلك الحين والتي كان قوامها مجموعة من المخرجين الطامحين لتغيير الطريقة التي تسرد فيها الأفلام الفرنسية حكاياتها ومواضيع تلك الحكايات إلى حد بعيد. كان زميلاً لجان - لوك غودار وكلود شابرول وإريك رومير وفرنسوا تروفو، لكن شيئاً ما حدث بعد ذلك بوقت قصير: كل واحد من هؤلاء حقق شهرة قاطبة باستثناء ريفيت .. مثل المذكورين هنا، كان ناقداً سينمائياً مولعاً بالأفلام حين بدأ الكتابة في المجلة التي خرّجت كل هؤلاء كاييه دو سينما. قبل ذلك كان وُلد في سنة 1928 في مدينة رووَن وانتقل إلى باريس حيث كتب النقد السينمائي في مجلة (غازيت دو سينما) التي كان يديرها إربك رومير. حين أخذ يحقق أفلامه الأولى من العام 1960 أبدى ميلاً واضحاً نحو التجريبية كما لم يفعل أي من أترابه إلى حين أخذ جان - لوك غودار، وفي أسلوبه ومنحاه الخاصّين، بتحقيق تلك الأفلام ذات الهوية التجريبية بدورها.

في تلك الأثناء، كان نقاد السينما الفرنسية الأكثر شهرة (والأقل ميولاً للتغيير) يعتبرون أن السينما الفرنسية هي سينما النوعية، أما الأميركية فهي سينما الترفيه والهزل والحركة. ريفيت كان من الذين سعوا لتبديل هذه النظرة: هناك أفلام أميركية كثيرة للترفيه والهزل والحركة، لكن ضمن هذه الأفلام هناك عدد كبير منها مصنوع جيّداً ومنفّذ بأساليب فنية صارمة. في نطاق كتاباته عن هذا الموضوع كشف، وزملائه، عن الخصائص الفنية المهمة لدى نيكولاس راي وهوارد هوكس وجون فورد (في حين اتجه كلود شابرول وفرنسوا تروفو صوب تأكيد أهمية ألفرد هيتشكوك).

ما بين العام 1958 والعام 1960 وقعت نقلة نوعية للسينما الفرنسية حين أقدم أربعة من نقاد فرنسا على تحقيق أولى أفلامهم. البادئ كان كلود شابرول الذي أخرج (سيرج الجميل) سنة 1958، تبعه ريفيت بفيلمه Paris nous A ppartient ثم فرنسوا تروفو ب(النفخات الأربعمئة) سنة 1959 وبعد ذلك أقدم جان - لوك غودار على إخراج فيلمه الأول (نفس لاهث). لكن فيلم ريفيت ورد أخيراً لأنه لم يستطع تكملة فيلمه ذاك لعدم وجود التمويل الكافي.

النظر إلى (باريس تنتمي لنا) اليوم يفي بشروط العمل الذي يحيا لسنوات بعد إنجازه. في الأساس هو مشاهد بلا حبكة تقليدية حول فريق من الممثلين المسرحيين يتمرّنون على مسرحية وليام شكسبير (برسيليس).

التمارين ليست سوى تبرير المخرج لوضع الحياة الباريسية تحت المجهر في تلك الفترة الزمنية المحددة، لكن التحديد هو ضمن الفيلم، ما يتجاوزه هو أنّ الحياة التي يرصدها هي حياة قلقة ومخيفة وتحمل نظرة غير اجتماعية للعالم بأسره ما يجعل الفيلم اليوم يبدو كما لو كان تعليقاً على أيامنا هذه. لا عجب أن المخرج اهتم بالفضاء والمسافات وما قد يحمله تصميمي المناظر والتصوير من رمزيات ما حدا بنقاد ذلك الحين إلى اعتبار عمله لغزياً ويحمل قدراً من البارانويا. وهذا أمر لا يخفيه المخرج بل على العكس لاحقاً ما عمل عليه أكثر من مرّة. لأن ما خطّه بالطبشور في فيلمه الأول تحوّل إلى كتابة واثقة في الأفلام اللاحقة مثل LصAmour fou وCeline et Julie Vont en Bateau

La Bande des Quatre

والجامع بين هذه الأفلام الثلاثة التي تمتد من أواخر الستينات إلى أواخر الثمانينات، وبين أفلام أخرى له هو الشغل على المعالجات المسرحية، ليس أدائياً ولا ديكوراتياً بل على أساس أن كل شيء يحدث في هذا العالم يمكن له أن يحدث في بؤرة مصغّرة بين اثنين من الممثلين ...

مسلّمات اجتماعية

والبؤرة المصغّرة كانت قادرة من فيلمه الأول وما بعد، لأن تجعل المشاهد يعيش ترقّباً ثقافياً إذا جاز التعبير. فأعماله لا تتحدّث عن البارانويا ونظرية المؤامرة والخطر المحدق من خلال أحداث ومفارقات تفرز هذه الطروحات على شكل مشاهد أو حوارات، بل تنقلها كما لو كانت ترداداً لصدى منتشر داخل وخارج الصالة. أيام ذاك، لابدّ من القول، كان خطر الحرب النووية سائداً وأحد مخاوف المخرج المترجمة إلى الشاشة عن طريق تلك الطروحات، هو وقوع تلك الحرب وما سيؤول اليه المجتمع إذا ما حدث ذلك. وهذا موقف سياسي سريعاً ما أكّده حين ترأس تحرير مجلة (كاييه دو سينما) (1963 - 1965) بديلاً لزميله إريك رومير الأرق حاشية. ثم عاد إلى الإخراج ليقدّم فيلمه الثاني (الآثار المقدّسة) عن رواية لدنيس ديديرو ناصباً في البطولة أنا كارينا، الممثلة التي كانت زوجة زميله جان - لوك غودار آنذاك.

الفيلم أثار الكنيسة الكاثوليكية ودفع الحكومة الديغولية إلى منعه (يُقال أنها وجدت نفسها مُنتقدة) لكن المشكلة المثيرة للاهتمام هي أن هذا الفيلم هو أقل أفلام ريفيت أهمية من حيث أسلوب العمل والإبداع. أكثر من ذلك، هو فيلم معمول على مسطرة السينما التقليدية في الأربعينات. إنه كما لو أن المخرج أراد النيل من التقاليد والمسلّمات الاجتماعية بطرحها عبر أسلوب كلاسيكي شبيه بأفلام جان بوييه وكلود أوتان - لارا (الذي واصل تحقيق أفلامه إلى السبعينات وشوهد العديد منها في بيروت قبل الحرب) وروبير فرناي وسواهم.

حكاية هادئة

فيلم ريفيت الجديد الذي عُرض على شاشة المسابقة في مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي حمل عنواناً فرنسياً لم نر له مرجعية في الفيلم ذاته، هو (36 منظر لجوف سان لوب) وعنواناً إنكليزياً غير مثير ولا ينتمي - أيضاً - إلى صلب موضوعه هو (حول جبل صغير)، ربما السبب يكمن في أن موضوع الفيلم غير المرتبط بحادثة ولا يقص حبكة تقليدية من الصعب إيجاد مواز له كعنوان.

على الرغم من ذلك، هو فيلم لا يمكن الاستهانة بقيمته الفنية الخاصّة ولو أنه ليس من أفضل وأعقد أفلام المخرج المذكور.

يبدأ الفيلم بصاحبة (جين بركين) سيرك جوّال في بعض القرى الفرنسية وهي تقف على قارعة طريق ريفي معزول لجانب سيّارتها المعطوبة. يمر بها رجل يقود سيارته سريعاً ولا يتوقّف، ثم يعود اليها وبسرعة يجد مكمن العطل الذي طرأ على سيارتها .. يصلحه ويمضي. لاحقاً هو في السيرك كل يوم يتابع، مع جمهوره القليل، مسرحية كوميدية فيه وينتهي به وهو يصلح لا السيارة مرّة ثانية بل جملة الأنفس التي تعيش وتعمل لذلك السيرك.

عادة ما يؤم ريفيت المواضيع التي لها علاقة بالمسرح وينفّذها كما لو أن الكاميرا جزء مكمّل للفن المسرحي .. ليس فقط عن طريق تصميم مشاهده، بل عن طريق المنهج الكامل لماهية الأسلوب السينمائي، حسب نظرته ومفهومه. وهذا ما يفعله هنا. تشعر بأن هذه القصّة البسيطة ذات المكان المفتوح على هواء المنطقة الريفية والمقام في القرى الصغيرة ليست سوى جزء من حياة مُعبّر عنها بأنها جزء من مسرحية لا يهم كم عدد شخصياتها بل ما تتفاعل به نفوسها.

الفيلم في 85 دقيقة وبذلك يكون الفيلم أقصر أفلام ريفيت الذي وصلت بعض أعماله إلى سبع ساعات، لكنها دقائق كافية للتأكيد على أن جوهر فن الرجل لا يزال جديراً بالاحترام. طبعاً هو فن لا يلتقي وجيل جديد لا تثيره مثل هذه الأفلام الهادئة والباحثة في بحر النفوس وماضي الشخصيات وشعورها بالمأزق الحياتي إلى أن يتدخل ذلك الغريب فيصلح شأنها، الا أن ذلك لا يعني أن سينما ريفيت ليس لها مكان في عالمنا اليوم كما احتلّت مكانها منذ نحو خمسين سنة.

 

أفلام الاسبوع

أسبوع هادئ يأتي في أعقاب صيف نشط لكن الأفلام الجديدة الثلاثة تتأخر عن الوصول إلى القمّة

1 (1) The final Destination **

$15.295.06رعب في أجواء المعتاد من مشاهد الموت في فيلم يشكّل الحلقة الرابعة من مسلسل يقوم على شاب لديه قوّة التنبؤ بالموت المحدق وتحاشيه، لكن الموت سيلاحقه وأصحابه أينما اتجه. هذا الفيلم تقنياً أفضل بقليل من سوابقه.

2 (2) Inglourious Basterds ****

$14.950.489 نجاح فوق المتوقّع (عالمياً أيضاً) لفيلم كونتن تارانتينو الجديد. دراما في زمن الحرب حول مجموعة صغيرة من المجنّدين اليهود تحت إدارة براد بت مهمّتها قتل الجنود النازيين انتقاماً. أحد أفضل أفلام تارانتينو إلى اليوم من دون أن يكون مجيّراً لغاية سياسية ما.

3 (-) All About Steve **

$14.058.106 الفيلم الثاني للممثلة ساندرا بولوك في ظرف شهرين (الأول (العرض)) والاثنان متشابهان في نوعيّتهما الكوميدية العاطفية. هي هنا امرأة واقعة في حب مصوّر تلفزيوني ينتقل من مدينة إلى أخرى وهي في أعقابه تحاول إقناعه بأنها حلم حياته.

4 (-) Gamer *

$11.203.761 أكشن في طيّات هذا الفيلم المعتمد على تقنيات الفيديو والكومبيوتر غرافيكس عن جيرالد باتلر الذي يعيش في زمن يتم تحويل الناس فيه إلى شخصيات مُسيطر عليها من قبل سُلطة توجهها عبر ألعاب تكنولوجية، وهو يريد التمرّد على هذا الوضع.

5 (4) District 9 ***

$9.114.591 خيالي علمي حول مخلوقات فضائية حطّت فوق مدينة جوهانسبرغ، في جنوب أفريقيا، وبعد عشرين سنة من العيش في عشوائيات المدينة يتعرّضون لحملة اقتلاعهم من أماكنهم. موضوع جديد يكفل تمرير الملاحظات الاجتماعية من دون التخلّي عن عناصر التشويق.

6 (6) Julie الجزيرة Julia **

$7.077.574 عن قصّة حقيقية، كشأن الكثير من الأفلام مؤخراً، تلعب ميريل ستريب وآمي أدامز مع ستانلي توشي بطولة هذه الكوميديا حول حياة معدّة برامج الطهي في التلفزيوني جوليا تشايلد. المخرجة نورا أفرون لها باع في الأفلام التي لا تحقق مستويات جيّدة، وهذا أفضلها.

7 (3) Halloween II **

$6.872.800 حلقة جديدة من مسلسل (هالووين) تعاد حياكة القصّة ذاتها التي وردت في الفيلم الثاني من السلسلة قبل ثلاثين سنة أو نحوها. المنتج هو مالك العقاد الذي يحاول الاستمرار في نهج والده، لكن عليه الآن، والإيرادات ضعيفة، ان يحسب أن الجمهور بات مختلفاً.

8 (5) G.I. Joe: The Rise of Cobra **

$6.705.288 أكشن مع مواقف مستحيلة مصاغة بمعالجة مخرج (المومياء) ستيفن سومرز الوهّاجة من دون عمق، منسوجة من شخصيات متوفّرة في ألعاب الكترونية وبلاستيكية مختلفة. القصّة هي مجرد مبرر للأحداث السريعة والفيلم من الهوان بحيث تم حذف عرض خاص للنقاد كما جرت العادة.

9 (-) Extract

$5.513.634 عودة للمخرج مايك جادج في دراما خفيفة ذات طروحات اجتماعية تستحق الاهتمام حول ما يعانيه رئيس شركة من محيطيه العمل والبيت. البطولة لجاسون بايتمان وميلا كونيس مع ظهور جيّد لن أفلك.

10 (7) The Time Travellerصs Wife **

$5.465.925 دراما عاطفية جادّة إنما بخيط فانتازي: إريك بانا في دور رحّالة بين الأزمنة حيث يستطيع الانتقال من الحاضر إلى الماضي تبعاً لموهبة نادرة، لكن أحداً لا يعرف هذه الحقيقة حتى زوجته التي تتساءل عن سر غيابه. الفيلم مأخوذ عن رواية ناجحة، وفيه تمثيل مقبول وجاد، المشاهد يعرف سلفاً ما لا تعرفه الزوجة.

 

شاشة عالمية

أحكي لي يا شهرزاد

إخراج: يسري نصر الله، مصر

** : تقييم الناقد

جيد بحدود لكنه مثير للاهتمام علماً بأنه في خضم ما يحتويه يخطئ تحقيق أهدافه المعلنة ومنها أنه فيلم عن قضية المرأة في العالم العربي: منى زكي الزوجة الناجحة على الرغم من برنامجها التلفزيوني الجريء، وزوجها الصحافي الوصولي الذي يطلب منها الكف عن توجيه الانتقادات لكي يؤمّن وصوله إلى منصب رئيس التحرير. حين تفعل ذلك انصياعاً تستقبل ثلاث نسوة في أحاديث تتناول حياة كل منهن. لا واحدة من هذه الحكايات تعكس وضع المرأة كضحية اجتماعية حقيقية ولا حتى القصّة الرئيسية. نجد المخرج منهكماً في إنجاز عمل يعتبره فنيّاً وذي رسالة اجتماعية قويّة، لكنه في الحقيقة هو مجرد فيلم يصل إلى الناس بأقل قدر من التغريب السابق، لكن ما يتولاّه ليس جديداً وسبق لمحمد خان وسعيد مروزق وصلاح أبو سيف أن خاضوا فيه بنتائج أفضل بكثير.

Capitalism: A Love Story

إخراج: مايكل مور ، الولايات المتحدة

***: تقييم الناقد

العنوان الساخر هو طريقة مور للنيل من النظام الاقتصادي الذي خطفته، حسب الفيلم، قلّة من المستثمرين وأصحاب الشركات الاقتصادية والمصرفية الأميركية العملاقة، لحسابها وذلك في سباق حول الجشع والاستحواذ مع لوي ذراع الديمقراطية وركوب ظهر الـ99 بالمئة من الأميركيين الذين يجدون أموالهم وقد دخلت جيوب ذات الفئة التي تسببت في الأزمة الاقتصادية المعاشة هناك. مور في فيلمه الوثائقي الجديد هذا لا يقدّم إنجازاً فنيّاً يعلو عن أفلامه السابقة، لكنه لا يزال يحارب من أجل المواطن العادي ويعكسه بإيمان. ومن الطريف مشاهدته وهو يرفع ذلك البوق ويطالب رؤساء المؤسسات بإعادة ما (نهبوه) من الأموال العامّة ويخبر الأمن الخاص بتلك المؤسسات أنه جاء ليلقي القبض على مدرائهم.

Ape

إخراج: جسبر غانزلاند، دنمارك

***: تقييم الناقد

يفتح الفيلم على بطله بعد أن ارتكب جريمة. لقد طعن ابنه وتركه ليموت في أرض غرفة المنزل لكننا نلتقط هذا الرجل وهو مغشي عليه في أرض الحمام. يخرج من البيت منتقلاً من مكان إلى آخر بحثاً عما يشغله ويغسل مأساته. نفهم أنه خسر كل شيء (بما في ذلك عمله) وتحت الضغط النفسي أقدم ما أقدم عليه. قبل نهاية الفيلم يكتشف أن ابنه لا يزال حيّا فينقله إلى المستشفى ثم يذهب إلى منزل والدته ويجهز عليها. ليس هناك أسباباً يبحثها الفيلم ويطرحها علينا، بل سلسلة من المواقف التي عليها أن تكفي للإشارة إلى ما يمر به بطل الفيلم من عبء كان يحتاج معه إلى مستشفى للأعصاب. في النهاية سيدخل السجن وسيعيش الابن الذي من البراءة لدرجة أنه لا يزال يحب أبيه رغم فعلته.

 

يحدث الآن

المخرج الأميركي ستيفن سودربيرغ مؤمن جدّاً بالاحتمالات التجارية الكبيرة لمشروعه المقبل لدرجة أنه أخبر شركة الإنتاج أنه مستعد لإنجاز هذا المشروع مجّاناً - من دون أجر!. طبعاً إذا ما حقق الفيلم إيرادات رابحة فسوف يتقاضى نسبة من تلك الإيرادات، إنما خطوته تلك هي لتشجيع هوليوود على تمويل مغامرته. الفيلم هو أكشن جاسوسي على طريقة أفلام جيمس بوند بعنوان (ضربة قاضية) وفكرته تقوم على الإتيان بممثلة شابّة تجيد القتال اليدوي ورصف عدد من المشاهد الخطرة التي تؤديها بخبرتها في فنون القتال الشرقية. الممثلة التي في بال المخرج اسمها جينا كارانو، وهي ظهرت في أفلام صغيرة لم تعرض سينمائياً، ما يعني أن هذا المشروع سيكون طلّتها الأولى على الإنتاج الكبير.

رغم أن المخرج انطوان فوكوا عرض فيلمه الجديد (أفضل من في بروكلين) أو Brooklynصs Finest في إطار مهرجان فنيسيا الأخير، الا أنه يدرك أن العمل على الفيلم لم ينته بعد. يقول لهذا الناقد: (سأعود إلى الاستديو لأن هناك لمسات فنية وتقنية عليّ أن أنجزها قبل عرض الفيلم عرضاً عامّا). لهذا السبب، سوف لن يتوجّه فوكوا بفيلمه إلى مهرجان تورنتو أسوة بمعظم الأفلام الأميركية التي عرضت في فنيسيا. الفيلم من بطولة إيثان هوك الذي سبق له وأن مثّل تحت إدارة فوكوا أكثر من مرّة.

الممثلة ايفا منديز تقول أن دورها في فيلم (ضابط سيئ: مرفأ نيو أورلينز) جعلها تكتشف أن القيمة الحقيقية في السينما هي للأفلام التي (توجّه دعوة مفتوحة للمشاهدين للتفكير فيما يرونه وللاهتمام بالشخصيات المعروضة عليهم لأن هذه الشخصيات لديها ما تضيفه لحياتهم هم أيضا). من دون أن تفسّر ما تعنيه بذلك أضافت أنها تقدر التمثيل لجانب نيكولاس كايج الذي تعتبره من أفضل من لعبت أمامهم (في السنوات العشر الأخيرة - وأقول ذلك من دون مجاملة).

ناوومي ووتس تتوجّه قريباً لحضور مهرجان سان سباستيان الأسباني وذلك برفقة فيلمها الجديد (كليو) الذي قام بإخراجه الكندي أتوم إيغويان. الفيلم دراما بمشاركة الممثلة الأفرو - أميركية كيري واشنطن وهو الفيلم الأول لووتس منذ (ألعاب غريبة) و(وعود شرقية) ثم (الدولي) وذلك في العامين الماضيين، حالياً تنجز دورها في فيلم وودي ألن الجديد الذي لا يزال بدون عنوان.

 

اللقطة الأولى

ليست مستعدة

كل هذا الضوء المُسلّط حالياً على الوجود العربي في مهرجان فنيسيا ينحسر ثم ينطفئ تماماً بنهاية أيام المهرجان. وإذا ما نال فيلم عربي حظوة طيّبة متمثّلة بجائزة ما، كما حدث مع الراحلة رندا الشهّال التي فاز فيلمها الأخير (طيارة من ورق) بإحدى الجوائز، فإنّ الضوء سيبقى مسلّطاً لبضعة أشهر.

بعد ذلك، ينتظر المجتمع السينمائي الدولي من السينما العربية استثمار نجاحها. وحين لا يتم استثمار هذا النجاح، فإنها سوف تعود لدخول النفق التي خرجت منه ...

هذا جزء واحد من مشكلة السينما العربية مع نفسها ومع العالم: هي ليست مستعدة. ليست مجهّزة. ليست حاضرة. بلا خطّة.

الجزء الثاني هو أنّ هناك ثلاثة عناصر تهيئ للفيلم، أي فيلم، الوصول إلى الشاشات الكبيرة حول العالم: أسلوب فني راقٍ مع موضوع مهم ولا بأس من أسماء لامعة تسانده.

الأسلوب والموضوع كافيان. العنصر الثالث مساعد.

لكن نحن بلا أي من هذه العناصر معظم الوقت وذلك عائد إلى مشاكل عديدة من بينها أن اختيارات معظم مخرجينا من الأفلام اختيارات متواضعة لا تخرج عن النطاق المحلّي إلاّ قليلاً. لا تنشد أساساً موضوعاً يتجاوز الحدود المكاني. أما الزمان فهو عادة ما يكون حفراً في الماضي من دون أن يؤدي هذا الحفر لتجاوز حدود المحلّي والمحصور.

ذلك لأنّ معظم مخرجينا يفكّرون بأنفسهم وبعالمهم الذي ينتمون إليه ومن وجهة نظر تنتمي إلى الإطار الذي يستولي عليهم. هل - مثلاً - شاهدنا فيلماً عربياً عن البيئة وتلوّثها. هل شاهدنا مثلاً فيلماً عن عربياً بريئاً يتعرّض، بسبب خطأ ما، إلى اضطهاد السلطات الأجنبية في البلد التي يزورها؟ هل هناك من فيلم يبحث قصّة نجاح عربية في الغرب تعكس في الوقت ذلك صعوبته وتناقضاته؟ هل هناك من أفلام ترد على الدعايات الخبيثة ضد المسلمين وضد العرب الواردة في أفلام أخرى؟ أو حتى فيلم لا علاقة له بأي شيء سياسي، بل لنقل قصّة عائلة غربية تحذر من ذلك الجار العربي الوحيد الذي يسكن قربها إلى أن ينقذ ذلك العربي طفلها أو طفلتها من الموت.

طبعاً لا. فإذا أضفت انتفاءنا من هذه القصص إلى حقيقة أننا لا نسعى لبلورة أساليب مجدية للتعبير وأن منتجينا في غير وارد أساساً عن العمل لصالح الثقافة والفن والمجتمع، فإنّ النتيجة تكون انتظار طلّة عربية مفاجئة وغير مرتّبة كتلك التي شهدها فنيسيا هذا العام وذلك مرّة كل خمسة أعوام أو أكثر.

م. ر

merci4404@earthlink.net

الجزيرة السعودية في

11/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)