تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

هاني طمبا يستكمل حديث بيروت والحرب والذاكرة في "ميلودراما حبيبي"

فرصة ضائعة لفيلم يجمع الوجع والفكاهة والسينما والجماهيرية

ريما المسمار

أخيراً وبعد انتظار دام أكثر من عام، خرج أمس فيلم "ميلودراما حبيبي" في الصالات اللبنانية، ممهوراً باسم مخرجه اللبناني هاني طمبا، المعروف لدى الجمهور اللبناني-السينمائي منه وغير السينمائي- بـ"اللبناني الذي فاز بسيزار السينما الفرنسية". حدث هذا في العام 2006 عندما تصدرت الصحف أخبار فوز فيلم طمبا القصير "بيروت بعد الحلاقة" بجائزة سيزار (الموازية للأوسكار في فرنسا) لأفضل فيلم قصير. البعيدون من عالم السينما وتفاصيله، وجدوا في فوز الفيلم تفوقاً للبنان على فرنسا. أما العارفون طبيعة الجائزة التي تُمنح للأفلام الفرنسية فقط، فتساءلوا عن معنى فوز فيلم لبناني بجائزة فرنسية. والواقع ان لبنانية الفيلم تقتصر على قلبه، أما قلبه الفرنسي الخالص (المنتج والتمويل فرنسيان) فهو الذي يحدد في عالم الصناعة السينمائية (جوائز، مهرجانات...) جنسيته. لم يشاهد كثيرون من الجمهور العريض "بيروت بعد الحلاقة" لأنه ببساطة فيلم قصير، تقتصر عروضه على المهرجانات. ولو انهم فعلوا، لكانوا سيجدون امتداداً للكثير من جوانبه في "ميلودراما حبيبي"، باكورة أعمال طمبا الروائية الطويلة. بيروت والحرب والذاكرة والحنين هي بعض العناوين المشترك بين الفيلمين. كذلك هو تجاوز كل تلك العناوين بجعلها أمراً واقعاً لا يحيل على التحليل العميق بقدر ما يحيل على التأمل والبحث عن طرق للتعاطي معه. المخرج اختار سلفاً طريقته: السخرية والكوميديا.

لعل هذا اللقاء بين "خفتين" (منطق الفيلم وأسلوبه) سيكون مدار النقاش وربما سبباً للنيل من الفيلم. ولكنه الأسلوب مكمن الضعف.

أقام هاني طمبا خارج لبنان نحواً من ثلاثين عاماً. لم ينقطع عن بيروت ولكنه لم يكن ملازماً لها في أزماتها وتحولاتها. منذ منتصف التسعينات، أعاد الصلة بمدينته بالتزامن مع قراره خوض التجربة السينمائية، بعد سنوات من الدراسة والعمل في مجال فنون التخطيط والاعلانات بين باريس ولندن. لم يشأ المخرج ان يصنع أفلامه خارج المكان، مهما كانت علاقته معقدة به. والواقع ان طمبا كان واعياً تماماً لتلك العلاقة ببيروت، فلم يصطنع لهجته ولا نظرته في ثلاثة أفلام قصيرة سبقت فيلمه الطويل: "بيروت، حلاقو هذه المدينة" (1997)، "مبروك مرة ثانية" (1999) و"بيروت بعد الحلاقة" (2004). حملت تلك الأفلام رؤى متقاربة لمدينة مشطورة بين زمنين، سريعة التحولات ولأناس مسكونين بالماضي، مقبلين على الحياة كفعل انتقام او لهوس بمعنى ما، كان طمبا مخلصاً لتجربته التي أقصته عن بيروت في بداية الحرب، فبقيت في ذاكرته بيروت قبل الحرب، ثم أعادته اليها في مراحل عمرانها الجديدة، فصارت بيروت أخرى يحاول التقرب منها والتعرف اليها وفهمها. نأى المخرج بأفلامه تلك عن التحليل مكتفياً برصد حالات انسانية تختزل "اللبناني" المعلق بين ماضيه وحاضره ومستقبله، ذاهباً في رصده ذاك الى تخوم الكوميديا أوالفانتازيا أو المبالغة التي تخدم تظهير الصورة بوضوح.

لعل تلك التوليفة من الرؤية والاسلوب مضافاً اليهما الفيلم القصير، أبقت أفلامه السابقة في إطار "النكتة" او "الاسكتش"، وحتمت على شخصياته ان تكون نماذج تحمل فكرة او موقفاً. مع "ميلودراما حبيبي"، بدت الفرصة سانحة لتوسيع رقعة الرؤية والاسلوب والشخصيات والاستعاضة عن النكتة والاسكتش بحكاية وعن الإطار المركب بواقع ملموس. كل هذا موجود في الفيلم الى حد بعيد ولكن التجربة تعاني من مشكلات كبيرة، معظمها نابع من خلل في استثمار مقومات الفيلم نفسها.

الحكاية

يقوم "ميلودراما حبيبي" على تركيبة خاصة من الحكاية والشخصيات والمعالجة، تنتمي الى اسلوب المخرج ورؤيته. ولعل محاولات نقضها جملة وتفصيلاً غير عادلة لأنها تحمل في طياتها تصور فيلم آخر. ليس في فيلم طمبا تبسيط لأن الأخير يقوم على ادعاء المخرج بتقديم نظرة شاملة للواقع وهذا ما لايدعيه. وليس في الفيلم تسطيح لأن الأخير ينتج من طرح أفكار كبرى يفشل العمل في الإحاطة بها. وذلك ايضاً لم يوحِ العمل به. الحكاية هي البطلة هنا التي يطل المخرج من زواياها على أفكار تتصل بالواقع المعيش. اذاً ليس مبالغاً القول ان "ميلودراما حبيبي" يشكل بخصوصته اضافة إلى المشهد السينمائي اللبناني المتلون بأسماء مؤلفيه المخرجين والآخذ بالتبلور منذ عقد ونيف. كما ليس مبالغاً القول ان الفيلم محاولة- لم تحقق مبتغاها تماماً- لإرساء معادلة تجمع بين فيلم المؤلف والفيلم الجماهيري التي لم يخضها فعلياً قبله خلال هذه الفترة سوى زياد دويري في "ويست بيروت" (1996).

تنطلق الحكاية مع بحث رجل الأعمال "جميل حرفوش" (بيار شماسيان) عن هدية ملائمة لزوجته "رنده" (جوليا قصار) بمناسبة عيد ميلادها، في تقليد يبدو انه أصبح أقرب الى عبء منه الى بادرة حب. والحال ان الزوج الذي يدير مصنعاً لقهوة تركية سريعة التحضير قد استنفذ خلال السنوات الماضية كل الخيارات الملائمة (الحلي والمجوهرات والحفلات الفاخرة). عندها يذكره سائقه "سيزار" (غابرييل يمّين) بفكرة مفاجأتها بدعوة المعني الفرنسي "برونو كابريس" (باتريك شينيه) الى حفل عيد ميلادها. ليس ذلك من قبيل الشهرة التي يتمتع بها المغني الفرنسي وانما بسبب العشق الذي تكنه الزوجة لأغنيته اليتيمة "عندما ترحلين" التي راجت في السبعينات وتحتفظ بذكرى خاصة منها. على خط آخر، هناك اخصائية التجميل الشابة "نادين" (بييريت قطريب) التي تستدعيها "رنده" للإعتناء بها فإذا بأغنية "كابريس" تعيد اليها ذكرى والدها الذي قُتل في الحرب. وفي باريس، تتعرف ببرونو الذي صار.. موظف استقبال في فندق متواضع. يعيش الأخير حالة من الأرق والكآبة العاطفية ما يحمله على القبول بدعوة التاجر اللبناني للغناء من جديد. في بيروت، يحرك وجود "برونو" الكثير من المواقف والذكريات من دون أن يقصد، ويطرح تساؤلات حول العلاقة بالماضي والخلط بين الذكريات والوهم والحنين الذي يعظّم المجد العابر.

الشخصيات والممثلون

تمتلك شخصية "برونو" المقومات التي تجعلها الشخصية الأكثر اكتمالاً في رواية طمبا، يوازيها ربما في ذلك الاكتمال وعلى نحو مفاجئ "جميل حرفوش" قاطع كل صلة بماضيه والمنغمس في عالمه الاستهلاكي السريع. بخلافه، تبدو زوجته "رنده" واجهة محيرة لشخصية تجمع بين آثار الماضي ومأساة الحاضر المتمثلة بشللها. في الشق المتعلق بالماضي، تبدو الشخصية مفهومة وما عشقها للمغني الفرنسي وتخيلها لحفلة خاصة أحياها في بيروت سوى محاولة لاختزال ذاكرة الحرب المؤلمة بصورة رومنسية جميلة، تخترع من خلالها حكاية خاصة في مواجهة الذاكرة الجماعية العمومية. أما السائق "سيزار" فشخصية شائعة، تجمع الطرافة والابتذال ولكن أيضاً المأساة التي تتجسد في بحثه عن الحب. المشكلة الكبرى في صوغ الشخصيات تتمثل في "نادين" التي تنتمي الى جيل أبصر النور خلال الحرب الأهلية. يضيق المخرج حدود هذه الشخصية وعالمها الى حد اختزاله بذكرى والدها بينما تغيب همومها الفردية والحياتية. بل ان معالجة الشخصية بلغت حدود التبسيط من خلال جعل حل مشكلة الماضي رهن نصيحة ساذجة لـ "بصارة" تقترح عليها كتابة رسالة الى والدها المتوفي، لن تظهر سوى عواطف متوقعة. يقابل "نادين" نموذج آخر من نفس الجيل هي ابنة التاجر الثري المتفرغة لحياة السهر واللهو مع إشارة عابرة الى "موهبة" ما في كتابة الشعر.

بعيداً من باتريك شينيه بأدائه المتقن، يفتقد الممثلون الآخرون الادارة. قطريب في ظهورها السينمائي الأول تختزن شيئاً من التلقائية ولكن ما نراه على الشاشة أداء ذا وتيرة واحدة وعجز عن توظيف الوجه والجسد أو تكرار آلي (مثل قضم الأظافر) لعادات يفترض انها نابعة من طبيعة الشخصية. وتلك لا تستدعي بالضرورة حكماً على أداء الممثلة الوافدة بقدر ما تؤشر الى قصور واضح في إدارة الممثلين عموماً.

الحوار نقطة ضعف أخرى تزيد من ضعف أداء الممثلين في وصف الحوار أداة تعبير وكشف عن الشخصية. ومشكلة الحوار هنا انه يفتقر الى الروح والخصوصية بسبب ترجمته المباشرة من الفرنسية الى العربية في معظم الأحيان. والأمر هنا لا ينحصر في كون المخرج كتب السيناريو باللغة الفرنسية. فهذه حال كثر في لبنان وغيره وانما تكمن المشكلة في اعتماد ترجمة الحوار بدلاً من تعريبه. التعريب هو الذي يمنح الحوار روح اللغة المترجم إليها ويستلزم اجتهاداً في جعل الحوار يبدو لبنانياً وخاصاً بكل شخصية. بتجربته وخبرته التمثيلية، أخذ غابرييل يمين هذا الاجتهاد على عاتقه ليقرب الحوار قدر الامكان من شخصية "سيزار".

تنسحب الترجمة الحرفية للسيناريو على الشق الفكاهي في الحوارات وتقع ضحيتها مرة جديدة شخصية "نادين" فتردد مثلاً في أحد المشاهد "...بس بابا ما ترك عنوان قبل ما يروح" رداً على اقتراح العرافة بمراسلته. من جهة ثانية، يحتمل بعض المشاهد الذهاب أبعد في السخرية لاسيما ذاك الذي يحمل شيئاً من الباروديا. كذلك يحمل بعض الحوارات الفرنسية ثقلاً يجعله يبدو مقحماً وان كان القصد منه الاشارة الى واقع تخاطب شريحة كبرى من اللبنانيين بالفرنسية الركيكة أحياناً. فشبهة التمويل الفرنسي التي تلاحق الافلام اللبنانية بضرورة اقحام اللغة الفرنسية في السيناريو لا مبرر لها هنا مادامت احدى شخصيات العمل فرنسية بما يفرض بطبيعة الحال أن يكون جزءاً من الحوار بلغتها.

على الرغم من انها تفاصيل صغيرة، الا ان نقاط الخلل تلك تخلف أثراً هائلاً في عمل من نوع "ميلودراما حبيبي"، يستقي صدقيته من تناغم عالمه الداخلي ويؤسس تفرده بالتراكم والتكامل بين عناصر العمل كافة. من هذا المنظار، لا يحتمل الفيلم عناصر مقحمة او مصطنعة كما هو على سبيل المثال اللقاء بين "برونو" و"نادين". فهذا اللقاء الذي يمهد لرحلة الشخصيتين الذاتية ولخلاص كل منهما كان يحتاج الى نقلة درامية أصدق من اقتراح "سيزار" لنادين ان تقوم بتعريف المغني على البلد. فهذا المشهد كان هو الآخر حجة لإظهار جانب آخر من شخصية "سيزار"، ينافي توقعات المتفرج. بعيداً من محاولات تصور سيناريو آخر، كان يمكن استبدال ذلك الموقف المصطنع بسعي "نادين" المباشر الى لقاء المغني كوسيلة لمواجهة الماضي بما كان سيشكل بداية طبيعية ومبررة درامياً لرحلتهما.

بيروت

في توصيفه المشروع قبل إنجازه، قال هاني طمبا ان "ميلودراما حبيبي" كوميديا سيقول من خلالها ما يود قوله عن بيروت. بعيداً من الفذلكة والفلسفة، يقدم طمبا بيروت في فيلمه هذا كما قدمها في "بيروت بعد الحلاقة". انها بيروتان: قديمة وجديدة. بيروت كما عرفها هو قبل الحرب، تطالعنا من خلال الأحياء القديمة والذكريات. بينما بيروت الجديدة التي يطالعنا بها في بداية الفيلم هي ذلك الطريق شبه الصحراوي الذي تتوسطه قائمة الاعلان التجاري لقهوة جميل حرفوش سريعة التحضير. بيروت الجديدة هي ايضاً تلك المقاهي بشاشاتها الضخمة التي لا تكف عن نقل برامج الجمال والمسابقات وهي ذلك المقدم المتصابي المهرج (محمود مبسوط) الذي يدير حفلة ملكة جمال بيروت بيكيني وهي مصنع حرفوش للقهوة سريعة الاستهلاك ومجلات المجتمع والسهر... وبيروت بصورتها الإجمالية يختزلها "برونو" الذي لا يريد ان يُختزل بمجد عابر قديم ولكنه عالق ايضاً في مكان ما بين الحقيقة والوهم (هل فعلاً أحيا حفلة في بيروت في السبعينات؟ هل فقد جزءاً من ذاكرته؟ أم هو وهم المحيطين به؟). ليس صدفة ان تكون رحلة "نادين" و"برونو" من أجل العثور على ذاتيهما خارج بيروت على تلك الطرقات الجبلية الوعرة وأن يكون لقاؤهما الحميمي داخل فندق في وسط اللا مكان. هناك فقط يستطيع المرء ان يعيد ترتيب حياته وأفكاره.

في المشهد الأخير، يعيد طمبا بناء الحقيقة في مشهد خيالي واهم بعد ان اشتغل خلال الفيلم على صوغ الوهم حقائق. مشهد مؤثر سوريالي ومتشائم قد يكون الضوء الذي يعيد صوغ بعض تفاصيل الفيلم في ذهن المشاهد، تلك التفاصيل التي ضاعت ربما في سيل من الهفوات ونقاط الضعف.

 

العرض القادم

"أمريكا" باكورة شيرين دعيبس عن المهاجرين

تعيد المخرجة الفلسطينية الاميركية شيرين دعيبس احياء أفلام المهاجرين في أميركا من خلال فيلمها الجديد "أمريكا" Amreeka الذي يحظى باجماع نقدي وجماهيري منذ عرضه الأول في مهرجان صندانس السينمائي المستقل مطلع هذا العام وحتى عرضه في مهرجان كان السينمائي قبل أشهر في احد البرامج الموازية. والفيلم مستقل بحق بما يفسر بالنسبة الى كثيرين ذهاب مخرجته به الى تخوم متفلتة من قوانين الموازنات والسوق والعرض والطلب. وفوق ذلك استطاعت ان تجمع فيه طاقماً تمثيلياً من حول العالم. الحقائق نفسها المتعلقة باستقلالية الفيلم تحمل المتابعين على توقع صعوبة توزيعه واطلاقه في الصالات التجارية في الولايات المتحدة الاميركية لافتين الى ان ذلك الاعتراف النقدي سيصنف العمل في مرتبة متقدمة على لائحة الافلام المستقلة البارزة كما سيضيف الى مخرجته لقب "اكتشاف صندانس" في إشارة الى قيام المهرجان منذ تأسيسه باكتشاف المواهب الشابة لاسيما في بواكير أعمالهم.

في "أمريكا"، تقدم شيرين حكاية سيدة فلسطينية تدعى "منى" وتقيم في رام الله. تحوز "البطاقة الخضراء" او "غرينكارد" بعد وقت طويل من التقدم بطلب للحصول عليها عندما كانت متزوجة هناك من أميركي. تقرر السفر الى الولايات المتحدة الاميركية صحبة ابنها المراهق "فادي" الذي لا يستطيع الانتظار للهروب من ظروفه المعيشية الصعبة. يسافر الاثنان الى حيث تعيش شقيقة "منى" "رغدة" وزوجها "نبيل" في الوقت الذي تجتاح فيه أميركا العراق. في المطار، تفقد "منى" ما لديها من نقود وتجد صعوبة بالغة في الحصول على عمل على الرغم من خبرتها الطويلة وشهاداتها في مجال العمل المصرفي. يركز الفيلم على حياة المهاجرين الجديدين باسلوب فكاهي يركز على التفاصيل الصغرى لحياتيهما اليومية: اختلاف الثقافة وحياة المدرسة الثانوية بالنسبة الى المراهق والمشادات العائلية... يؤنسن الفيلم شخصياته من خلال اقتناص تفاصيل يومية متعلقة بالانسان من مثل هوس "نبيل" المرضي بمتابعة الأخبار ومحاولات "منى" اليائسة الانقاص من وزنها على خلفية خسارتها لزوجها في السابق بسبب امرأة نحيلة. يلعب الادوار الرئيسية في الفيلم كل من نسرين فاعور (منى) وملكار معلم (فادي) وهيام عباس (رغدة) ويوسف أبو وردة (نبيل) وتتوزع الاحداث بين رام الله والولايات المتحدة الاميركية.

المستقبل اللبنانية في

11/09/2009

 

مسلسل "المصراوية" ينافس "ليالي الحلمية" 

من المتوقع ان يحرز المسلسل التلفزيوني "المصراوية" النسبة الأعلى من المشاهدين على محطات التلفزة الفضائية والمحلية. العمل بجزئه الثاني من اخراج اسماعيل عبد الحافظ. وكان الجزء الأول منه قد حقق نجاحاً كبيراً في رمضان الفائت، الأمر الذي حدا بالشركة المنتجة لإنجاز الجزء الثاني من هذه الدراما الهامة التي تعرض على الشاشة الرمضانية. وكان العمل قد واجه صعوبات خطيرة هددت بايقافه غير مرة، من بينها وفاة الفنان شوقي شامخ الذي يؤدي دوراً رئيسياً فيه واضطرار المخرج لاستبدال الشخصية الاولى في المسلسل، هشام سليم، بممثل قدير آخر هو ممدوح عبد العليم. كتب القصة والسيناريو والحوار اسامة انور عكاشة.

وهذه التجربة السادسة التي يتشارك فيها مع اسماعيل عبد الحافظ. سبقها "الشهد والدموع" ، "ليالي الحلمية"، "امرأة من زمن الحب"، "عفاريت السياسة"، "كناريا وشركاه". وسبق للمخرج الذي تصدر اسمه قائمة نظرائه، منذ مطلع الثمانينات الماضية اثر النجاح الكبير الذي احرزه مسلسل "ليالي الحلمية"، ان توقع ان يحظى "المصراوية" بنصيب واسع من المشاهدين نظراً الى اهمية القضايا التي يطرحها. يثير العمل على نحو درامي أخاذ، اهم الأحداث التي استجدت في قرية شبين كفر الشيخ، قبل العام 1922، وهي وقائع حقيقية تجسد صوراً حية للتجاذب السياسي في الصراع على السلطة في قرى الصعيد المصري. كما تدل على طبيعة التحولات الاجتماعية الحادة التي كانت تتبلور في تلك الاثناء من النزاع ضد الاحتلال البريطاني.

ويرى عبد الحافظ ان من بين اسباب نجاح المسلسل، انه يشتمل على عدد وفير من الممثلين النجوم الذين عملوا تحت ادارته في اعمال سابقة. وهم جميعاً من اصحاب الخبرة الواسعة في الدراما التلفزيونية ولهم موقعهم لدى المشاهدين في ارجاء الوطن العربي. وقد عمد عبد الحافظ ان يدير هؤلاء في اطار شيق سريع الايقاع متجنباً قدر المستطاع لحظات الملل التي غالباً ما لا ينجو منها اي مسلسل تلفزيوني. ويؤكد ان "المصراوية" بالطريقة التي صورت بها مشاهده، قد يصبح منافساً حقيقياً لمسلسل "ليالي الحلمية" الذي لا يزال الناس يطلبون مشاهدته حتى اليوم.

المستقبل اللبنانية في

11/09/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)