حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

بمشاركة نجمة ستار أكاديمي زينة أفتيموس وغناء مصطفى الخاني

نجدت آنزور يعود إلى جرأته في "شيفون"

عامر عبد السلام من دمشق

"شيفون" هو العنوان الذي اختاره المخرج السوري، نجدت أنزور، لعمله الجديد، الذي يتحدَّث عن مشاكل الشَّباب في الوطن العربي.

لأن القضايا معاصرة بامتياز، ومحورها الجيل الجديد، فقد ارتأى المخرج السوري، نجدت أنزور، البحث عن ملامح جديدة تنتمي إلى هذه الفئة العمرية، وإن كانت غير ذي خبرة، فاختار حوالي خمس وعشرين شاباً وشابة من الصفوف الأولى، ومتخرجي المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، ومعهد الفنون في لبنان، إلى جانب آخرين من خارج المعهدين، للتمثيل في مسلسله الجديد "شيفون".

تماشيًا مع الواقع العربي، حمل أنزور فكرة العمل الى الكاتبة، هالة دياب، في التعاون الرابع بينهما، بعد مسلسلات "الحور"، و"العين"، و"المارقون"، و"ما ملكت أيمانكم".

ولكونه عرف بجرأة لا محدودة بلورها من خلال أعماله التي كانت مرآة للواقع، يعتبر أنزور مسلسل "شيفون" مكملاً فكريًا لمسلسل "ما ملكت أيمانكم"، وهو أيضًا من إنتاجه ومن كتابة هالة دياب، ويتحدث عن الإرهاب، وعلاقة الشباب بفايسبوك، ويناقش مشاكل المراهقين، ويتطرق أيضًا إلى قضايا المخدرات والجنس والتعليم والتربية في البيت.

يعتبر آنزور العمل قابلاً للتكيف مع الأحداث، والثورات العربية، ومع الوضع الراهن، فتم تطوير بعض الأحداث خلال التصوير بما يتناسب مع المضمون، والمسلسل ينتهي قبل بداية الثورات، ويكشف الحقائق التي تُظهر كيفية التأثير في الشباب من خلال فايسبوك.

يقول مصطفى الخاني بطل العمل لـ"إيلاف" إنه يلعب فيه أكثر من شخصية، منها دور "الكينغ" تاجر المخدرات، الذي يحاول توريط الشباب واليافعين مستغلاً مشاكل المراهقة التي يتعرضون لها في هذا العمر، وخصوصًا صدامهم مع أهاليهم ومجتمعهم، معتبرًا أن العمل سيكون أول مسلسل درامي يتناول مفهوم الحرية بكل جوانبها لدى الشباب، وسيتطرق إلى الأحداث الراهنة التي تجري على الساحة العربية في العمل بشكل أو بآخر.

كما أشار إلى أن العمل سيعكس ما يجري بطريقة غير مباشرة، وبشكل فني، ما يحدث في الشارع العربي، وهو انعكاس لفكر ومعاناة الطبقة الشابة، وبما أن العمل يغوص في عوالم هذه الشريحة من المجتمع، فكان من الطبيعي أن يكون العمل مرآة تعكس، ليس الصورة الظاهرية من هذا الحراك، وإنما تعكس عمق وخلفية هذا الحراك لدى الشاب العربي.

ولفت الخاني إلى أن العمل يسلط الضوء على الفرق الكبير بين مفهوم الحرية والفوضى، كما يعكس مشاكل الهوية والانتماء.

فالانفتاح غير المحسوب على عالم الإنترنت والاتصالات، وانعدام الثقافة الجنسية، والوقوع في آفة المخدرات، والأجواء التي مهدت لإشعال فتيل الثورات العربية، كلها موضوعات يعالجها "شيفون" بواقعية وجرأة، ويتوقع لدى عرضه أن يثير جدلاً واسعًا.

ويقول الشاب سعد الغفري أن العمل اجتماعي بحلقات متصلة منفصلة، يتحدث عن القضايا الخاصة بالشباب، وأنه يجسد في حلقته شخصية "عز" مدرب الملاكمة، وفي كل حلقة هناك شخصيات مختلفة.

وتشارك نجمة ستار أكاديمي زينة افتيموس في المسلسل، وتجسد دور فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، وعلى الرغم من أنها تعد شخصية إيجابية وتنتمي إلى عائلة مثقفة، إلا أنه يوجد لديها بعض المشاكل التي تواجهها نسبة إلى هذه المرحلة العمرية التي تمر بها.

ويعتبر آنزور أنه من خلال مسلسل "شيفون" سيحاول توضيح نقاط أساسية متعلقة بالشباب وبهذا الجيل الذي يتسرب من بين الأصابع كالرمل، فالأب لا يعرف ماذا يفكر ابنه، والأم لا تدري ما يدور في ذهن ابنتها، كما نبين للمشاهد من خلال العمل مضار وفوائد الإنترنت.

ويؤدي الفنان مصطفى الخاني واحدة من شارتي "شيفون" لكونه يقدم في المسلسل شخصية "الكينغ"، وتتجسد في أكثر من شخصية درامية، أحدها شخصية لمغني راب، وقد سجل أغنية راب خصيصًا للعمل، استوحى كلماتها من خصوصية العمل، ومن صراع ومشاكل إجتماعية ونفسية وتجاذبات فكرية تظهر جلية في أكثر من مكان، منها فايسبوك وحواراته المثيرة للجدل.

وأغنية "الكينغ" كلمات وألحان كريم معلا، وقد تم تصويرها في لبنان، واختارها المخرج نجدت أنزور لتكون إحدى شارتي العمل بعدما تم تنفيذها للعرض داخل حلقاته.

إيلاف في

27/07/2011

 

تشارك في بقعة ضوء وتعتذر عن الجزء الثالث من صبايا

نبال الجزائري: لم أبلغ طموحي في الفن

عامر عبد السلام من دمشق  

أكَّدت الفنانة السوريَّة، نبال الجزائري، أنَّها لم تحقِّق بعد طموحها في الفن، وأنَّها تهوى الأعمال السينمائيَّة لأنَّها تبقى غنيَّة على مستوى تاريخ الممثل.

عبّرت الفنانة السورية نبال الجزائري عن سعادتها بالمشاركة السينمائية في فيلم "هوى"، عن رواية الأديبة السورية هيفاء بيطار، وإخراج واحة الراهب، معتبرةً أنها تعشق السينما في الأساس، ومهما كانت المشاركة بسيطة في السينما، فهي تبقى غنية على مستوى تاريخ الممثل، لكونه يستطيع الإبداع على مستوى الشخصية، مشيدة بالمخرجة واحة الراهب ومدى تفهمها لعمل الفنان وحرصها على راحته أثناء العمل.

وقالت الفنانة السورية نبال لـ"إيلاف" إنها تشارك في الفيلم بشخصية الممرضة "هدى"، وتكون غالبية مشاهدها في المستشفى، لتمثيل علاقة الممرضات مع بعضهم بعضًا، ومدى الهموم والمشاكل وظروف الحياة الصعبة التي يعشنها على الرغم من البساطة والطيبة التي يتميزن بها، مشيرةً إلى أن "هدى" تعاني مشكلة العيش مع زوجها في بيت للأيجار، على الرغم من امتلاك بيت خاص بهما يرفض المستأجر تركه، مما يتوجب عليها وزوجها صرف نقودهما على المحاكم، وقالت إن الفيلم يسلّط الضوء على هذه المشكلة التي تعانيها فئة من الناس في سوريا.

وأشارت الفنانة السورية إلى أنها فضلت شخصية "هدى" في الفيلم السوري على شخصية أخرى كان من المفترض أن تؤديها، معتبرةً أن المشاهد القليلة للشخصية لم تمنعها من الاستمتاع في خلق الشخصية التي تفضلها، خصوصًا وأنها تؤدي الدور باللهجة الساحلية التي سبق وأدتها بنجاح في فيلمين سابقين لها على حد تعبيرها.

في سياق آخر، اعتبرت الفنانة السورية أنها لم تبلغ في مسيرتها الفنية الطموح الذي كانت تحلم به بعد تخرجها من أكاديمية "كييف" للإخراج المسرحي، لافتةً إلى أن الواقع فاجأها وزملائها بالكثير من الأمور غير المتوقعة، والتي لا ترغب في الخوض بتفاصيلها كي لا تظهر التشاؤم.

وأشارت الفنانة السورية إلى أنها هجرت المسرح السوري لكون القائمون عليه يخلقون الكثير من المشاكل في طريق من يود تطويره، بدليل عدم اهتمامهم بوجود دور عرض مناسبة للمسرح، عدا عن أزمة النص، وأزمة أجور الممثلين والبيروقراطية الموجودة داخل مؤسسة المسرح، معتبرةً أن من يعمل في المسرح السوري عنده الظرف الخاص القادر عن الاستغناء عن العمل التلفزيوني، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها لا تمانع العودة إلى المسرح في ما لو عرض عليها عمل مع مخرج مسرحي مهم حتى لو كلفها ذلك التنازل عن أجرها المادي.

من جهة أخرى، يقتصر وجود نبال الجزائري لهذا الموسم على مسلسل " بقعة ضوء" والذي انتهت من تصوير عدد من المشاهد في لوحات منه.

وكانت نبال اعتذرت عن المشاركة في الجزء الثالث من مسلسل "صبايا" لعدم اتفاقها مع مخرجه والقائمين عليه على أمور تتعلق بشخصية "هزار" التي تؤديها لمسلسل "صبايا 3"، لأن شرطها للمشاركة هو عودة شخصيتها "هزار" إلى ألقها في الجزء الأول.

مشيرةً إلى أن هذه الشخصية فقدت الكثير من ألقها في الجزء الثاني، وهو ما اعترضت عليه منذ بداية التصوير، وعملت مع الكاتبَين مازن طه ونور شيشكلي على تعديله ولو بشكل بسيط، ولاحظت حذفاً من كل مشاهدها في الجزء الثاني من العمل، معتبرة أن هذا الأمر يعود إلى المخرج الذي لا تعرف أسبابه الحقيقية وراء هذا الحذف الذي أثر على سياق الشخصية وروحها، وهو أمر لم يكن من حق المخرج على حد تعبيرها، مؤكدةً أنها لم تتابع تفاصيل الجزء الجديد من المسلسل.

إيلاف في

28/07/2011

 

في المسلسل المتوقَّع عرضه خلال رمضان

"دوران شبرا" يرصد تحولات العلاقة بين المسلمين والأقباط

أحمد عدلي من القاهرة

"دوران شبرا" مسلسل يتحدَّث عن العلاقة بين المسلمين والأقباط، في قالبٍ اجتماعيٍّ ملامس للواقع، وبعيد عن المبالغة، ومن المتوقَّع أنّْ يصل إلى 30 حلقةً بعدما قرَّر مخرجه خالد الحجر إضافة 15 حلقة.

في منزل في منطقة دوران شبرا الشعبية، وتحديدًا في المنزل رقم 3 الذي تسكنه أسرتان، إحداهما مسلمة والأخرى قبطية، تدور احداث مسلسل "دوران شبرا" الذي سيتم عرضه خلال رمضان المقبل، وتم تصويره داخل ديكور للحارة الشعبية في ستوديو مصر، واستويدهات مدينة الإنتاج الإعلامي، إضافة الى التصوير الخارجي في عدد من مناطق القاهرة.

تبدأ أحداث المسلسل بوفاة "عزيز" الذي يقوم بدوره الفنان، سامي العدل، ضيف شرف المسلسل وزوج السيدة القبطية "لولا"، التي تقوم بدورها الفنانة، دلال عبد العزيز، فيما يصاب نجلها "أشرف" الذي يقوم بدروه الفنان الشاب، أحمد عزمي، فتساعدهم جارتهم "بثينة" التي تقوم بدورها الفنانة، عفاف شعيب، ويقف أبناؤها الى جوارهم لمساندتهم في تجاوز محنتهم، لتنطلق الأحداث التي تشهد العديد من التطورات الدرامية المثيرة على مدار 30 حلقة.

"دوران شبرا" واجه سلسلة من الاعتذارات قبل بداية تصويره، وكان من بين المرشحات للمشاركة الفنانة الشابة روبي، والفنانة سوسن بدر، ليتم في النهاية الاستقرار على فريق عمل يضم كل من الفنانة دلال عبد العزيز، وعفاف شعيب، وأحمد عزمي، وهيثم زكي، وحورية فرغلي، وضيف شرف المسلسل الفنان سامي العدل، المسلسل من تأليف عمرو الدالي وإخراج خالد الحجر وإنتاج شركة "أفلام مصر العالمية"، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC في أول تجاربها في مجال الدراما.

من المواقف الصعبة التي عاشتها أسرة المسلسل، تعرض عدد من البلطجية لهم خلال قيامهم بتصوير عدد من المشاهد الخارجية بعد الثورة، مستغلين حالة الإنفلات الأمني لمحاولة سرقة معدات التصوير والاستيلاء على متعلقات فريق العمل، إلا أنهم تمكنوا بمساعدة اهالي المنطقة الذين كانوا يقومون بالتصوير فيها ورجال الشرطة العسكرية من ضبطهم، أيضًا أصيب الفنان الشاب هيثم أحمد زكي بحالة تسمم في موقع التصوير بسبب تناوله طعامًا فاسدًا، فيما اضطر المخرج خالد الحجر الى استبدال مواعيد تصوير الفنان الشاب أحمد عزمي بسبب كسر في قدمه استلزم منه الراحة لمدة اسبوع في المنزل.

وعلى الرغم من ان فكرة المسلسل تم الانتهاء منها منذ عام تقريبًا، وتم البدء في تنفيذها في نهاية العام الماضي قبل أحداث الفتن الطائفية التي شهدتها مصر أخيرًا، إلا أنه يتناول هذه الاحداث ويطرحها ضمن الأحداث.

المسلسل تم تصويره بطريقة تصوير سينمائية من خلال مدير التصوير الإنكليزي، نيك ساندروس، الذي قام باستخدام كاميراتين من نوع red لتصوير كل أحداث المسلسل.

وقالت الفنانة عفاف شعيب انها تقوم بدور "بثينة"، وهي سيدة تواجه العديد من المشاكل في حياتها مع أولادها، الذين لا يقدرون تضحيتها من أجلهم بعد وفاة والدهم، وإخلاصها لتربيتهم، إلا أن كلاًّ منهم يهدف الى تحقيق مصلحته الخاصة حتى لو على حساب والدته، مما يضطرها الى الهروب منهم الى الشارع، فتقوم جارتها "لولا" بالبحث عنها بمساعدة نجلها حتى تعثر عليها بعد ثلاثة أيام لتدعوها إلى الإقامة معها في المنزل.

وأشارت الى انها وافقت على المسلسل بعد عرضه عليها لإعجابها بالسيناريو الذي كتبه المؤلف عمرو الدالي، لافتة الى انها رأت ان المسلسل يعبّر بمصداقية عن طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر، والتي يحاول البعض دسّ الفتنة بينهم بين الحين والاخر من أجل الإيقاع بينهم.

الفنان الشاب أحمد عزمي الذي يجسد شخصية الشاب القبطي "أشرف"، أكد ان المسلسل بعيد تمامًا عن المبالغة في تناول العلاقة بين المسلمين والأقباط، لافتًا الى ان ما يتم تناوله في المسلسل وقع بعض الأحداث المشابهة له خلاله مرحلة التصوير وهو ما يؤكد واقعية العمل.

وأشار الى ان تكراره شخصية الشاب القبطي بعد فيلمه "الوعد" لا يزعجه لانه ممثل، ومن ثم يجب ان يقدم كل الأدوار الجيدة التي يراها مناسبة له، موضحًا ان تفاصيل الشخصية في "دوران شبرا" تختلف تمامًا عن "الوعد" لأنه في شبرا يجسد دور شاب قبطي عادي من أسرة متوسطة.

وأشاد عزمي بالمخرج خالد الحجر وقيامه بتوجيه الممثلين خلال التحضير للعمل والتصوير، مشيرًا الى انه اعتمد عليه في كل تفاصيل الشخصية واستجاب لتعليماته لانه مخرج محترف يستطيع تطويع أدواته الفنية من أجل تقديم عمل جيد.

أما الفنانة الشابة نرمين ماهر فتجسد دور فتاة قبطية من اسرة متوسطة تضطرها الظروف للانتقال الى منطقة شبرا بسبب تعرضها لأزمة مالية، فتنشأ بينها وبين أشرف قصة حب، إلا أن هذه القصة تواجه العديد من المشاكل بسبب ظروفهما الأسرية، فيما يجسد هيثم زكي شخصية شاب يدعى "ناصر" وهو شخص مطلوب من قبل أجهزة الأمن بسبب نشطاته الإجرامية، إلا أن الشرطة تواجه مشكلة في القبض عليه بسبب الخوف والرعب الذي يبثه في قلوب الأهالي، مما يحول بينهم وبين الإبلاغ عنه.

من جهته، قال السيناريست عمرو الدالي ان أحداث المسلسل استمدها من الواقع، حيث كان يعيش في منطقة شبرا، ويعرف طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط فيها، خصوصًا وان هذه المنطقة تعتبر من المناطق ذات الغالبية القبطية في القاهرة، لافتًا الى ان العلاقة الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين والأقباط في هذه المنطقة تتميز بالود والمحبة الشديدة.

عن سبب تغيير اسم المسلسل أكثر من مرة، قال الدالي ان هذا الامر يحدث في الكثير من الأعمال الدرامية، مشيرا الى انه وجد اسم "دوران شبرا" أكثر مناسبة للعمل ولأحداثه التي تدور في المنطقة نفسها.

فيما أكد المخرج خالد الحجر ان الجمهور عندما يشاهد المسلسل سيستعيد تلقائيًا الاحداث التي عشناها أخيرًا في أحداث كنيسة القديسين، واحداث إمبابة الأخيرة، لافتًا الى ان المسلسل يأتي راصدًا للواقع بصورة قد تصدم البعض بمصداقيتها وواقعيتها.

وأشار الى ان أحداث المسلسل لم يجر عليها أي تعديل، مشيرا الى ان التعديل الوحيد كان في مشاهد نهاية المسلسل، والذي ينطلق بمظاهرات بين المسلمين والأقباط تخرج من منطقة شبرا تدعو الى اسقاط النظام.

إيلاف في

27/07/2011

 

التخلي عن 'قداسة الاستديو' حقق النجاح للدراما السورية

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

الخروج المبكر من الاستديو المغلق إلى الأماكن الحقيقية منح الدراما السورية مصداقية أكبر في ظل التنوع الجغرافي الكبير في البلاد.

يشكل المكان في الدراما التلفزيونية المعاصرة بنية أساسية في تكوينات العمل الدرامي السوري حيث لا تستطيع الساعة الدرامية أن توجد لها موطئ قدم من غير اللجوء إلى تكوينات المكان وجغرافيته بل لنقل إن المكان أصبح هوية بصرية للعمل الفني لابد من حسن اختيارها وتحديد عناصرها.

ويحسب ذلك للدراما السورية في خروجها المبكر من الأستوديو المغلق إلى براح الأمكنة السورية مع كاميرا هيثم حقي ولاسيما بعد الفتح الذي حققه باستخدام الكاميرا المحمولة في إنجاز الأعمال الدرامية خارجا بها من برودة الاستوديوهات الكبيرة في التلفزيون السوري إلى الأماكن الحقيقية لتلتقط الحياة الحقيقية بضوئها وعتمتها.

من هنا بدأت الدراما السورية بالالتفات إلى ضرورة صياغة أمكنتها الجديدة معاكسة المدرسة التلفزيونية المصرية التي حافظت على قداسة الاستوديو الداخلي وهكذا انطلقت عجلة الإنتاج الدرامي السوري حاملة معها بذرة فرادتها فالمكان ليس من عناصر الزينة البصرية بقدر ما هو الحامل المادي للصورة وتجلياتها وما استطاع المكان أن يهبه للصورة في الدراما السورية كان أكثر من المتوقع سواء على صعيد مقاربة البيئة المحلية والتقاط همومها الراهنة أو حتى من خلال مكاشفة ماهرة لواقع الحال فيها.

وتبقى طبيعة النص الدرامي هي التي تفرض اختيار مكان التصوير بجماليته أو بواقعيته وهذا ما يؤكد عليه المخرج محمد الشيخ نجيب فالحدث الدرامي بحسب رأيه هو الذي يفرض نفسه على المكان مشيرا إلى الغنى الذي تمتاز به سوريا بمواقعها المغرية للتصوير حيث انها تشكل مدينة سينمائية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

وأوضح الشيخ نجيب أن هناك الكثير من الأعمال السورية التي صورت بمواقع جغرافية مختلفة منها أعمال الفانتازيا التاريخية والاجتماعية وجميعها أعمال انطلقت من واقع معين يتناسب مع البيئة التي صورت فيها، لافتا إلى أن الدراما السورية في تصويرها لجماليات الجغرافيا السورية لا تتشابه مع الدراما التركية بل هي أعمق منها فكرا ومضمونا.

وقال "نحن لا نستطيع أن نبرز الجانب السياحي على حساب الدراما السورية الواقعية ولاسيما إن كانت تؤثر على مضمون العمل الدرامي"، مبينا أن الدراما التركية تلجأ إلى التركيز على إظهار الأماكن السياحية لأنها لا تملك موضوعا مهما وتابع انه عندما يقدم مسلسلا فيه فكر جيد ومضمون عميق فإنه لا يريد للعين أن تتغزل به وإنما فكر المتفرج.

وقال المخرج المثنى صبح إن أهم ما يميز الأعمال الدرامية السورية منذ انتشار الفضائيات العربية هو ذهابها إلى الأماكن الحقيقية الأمر الذي أسهم بإكسابها المصداقية أمام الجمهور.

ورأى أن الدراما السورية اختارت أماكن جذابة لتصوير الكثير من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية مبينا أنه عندما يتم وضع الممثل بظرف تاريخي ومكان يتناسب مع اللغة التي سيقدمها سينعكس إيجابيا على أدائه بمعنى أن البيئة تساعد على تحقيق مصداقية للممثل.

وأوضح صبح أن هناك مسلسلات مثل "نهاية رجل شجاع" أو "خان الحرير" عرفت المشاهد السوري على أماكن جديدة وقدمتها له بصورتها الواقعية مفسرا حب الجمهور السوري للمسلسلات التركية بوجود بطل جديد وأماكن قريبة من البيئة السورية.

أما المخرج زهير قنوع فأوضح أن الدراما السورية ساهمت بعرض جماليات سوريا الطبيعية دون أن تركز على السياحة رغم وجود العديد من الأماكن السياحية الغنية معللا ذلك بضعف الحركة السياحية في سوريا.

ولفت إلى انه يركز في أعماله على جماليات المكان بشكله الحقيقي بغية بث الطاقة الايجابية تجاهه مبينا أن الدراما السورية هي دراما جماهيرية تحمل قيما وتعتمد على صراع الإنسان مع ذاته وواقعه ومجتمعه ومشاكله وهمومه وهذا ما تسعى لإبرازه من خلال علاقة الشخصيات بمكان التصوير.

بدوره اعتبر مهندس الديكور ناصر جليلي أن أهمية المكان تتجلى في أنه يفرض نفسه على العملية الدرامية كلها بمعنى أنه يحدد طبيعة الأشياء البسيطة الموجودة في شخصية الممثل وبالتالي يتحكم بحركته ضمن هذا الفضاء مشيرا إلى أن المكان الصحيح يخدم العمل الدرامي بقوة.

ولفت جليلي إلى أنه في عمله يحاول قدر الإمكان تطويع المكان لخدمة موضوع المسلسل سواء كان تاريخيا أو اجتماعيا أو غير ذلك بهدف صوغ مقاربة بين المكان والعمل الدرامي مبينا أن أساس هذه العملية يقوم على ضرورة انسجام المكان مع الموضوع وألا يظهر بمظهر الديكور فقط.

وبنظرة بانورامية مبسطة نرى أن أعمال كل من هيثم حقي ونجدة إسماعيل أنزور وباسل الخطيب وحاتم علي كانت نماذج حقيقية على بطولة المكان في الدراما السورية لكن على درجات غير متساوية فهيثم حقي قدم هجرة القلوب إلى القلوب وخان الحرير والثريا وذكريات الزمن القادم كوثيقة تاريخية معاصرة عن التحول الاجتماعي في بنية المجتمع الجديد فيما فضل أنزور بعد تقديمه لنهاية رجل شجاع واخوة التراب أن يجنح نحو صورة سياحية عن المكان السوري من خلال الإطلالة على مشهد عريض من البيئة السورية كان لابد من الإحاطة به بجغرافية متنوعة وبجمالية عالية لامست ذائقة شريحة واسعة من الجمهور المحلي والعربي.‏

وعلى مستوى آخر قدم باسل الخطيب صورة مغايرة للمكان دامجا بين جمالياته الجغرافية وبين خصوصية البيئة السورية فجاء مسلسله هوى بحري على هيئة استعارات متتالية من مشهد بحري مفتوح على حكايات خرافية رمزت الواقع وأسقطت عليه إحالات متعددة ليس الواقع بل فكرتنا عنه.

فيما نجح حاتم علي في استدراج صورة أكثر غنى وواقعية عبر المكان مراهنا على واقعية الطرح فرغم أن سلسلة الفصول الأربعة كانت تختار بيئة شبه افتراضية لعائلة سورية متنورة تعيش حكاياتها بمعزل عن الشارع وهمومه إلا أن علي تنبه إلى ضرورة تكثيف المكان داخل كوادره من خلال أعمال صورت الناس في المدن والأحياء السورية فمن أحلام كبيرة إلى عصي الدمع إلى على طول الأيام وصولا إلى التغريبة الفلسطينية صمم حاتم علي على مبارزة المكان من خلال زج مكونات الشارع في صلب العملية الفنية فخرج بتغريبته هذه عن كل قواعد الفرجة الاعتيادية آخذا على عاتقه اكتشاف علاقة البشر في أماكن عملهم ونزهاتهم وضجرهم.

والاكتشاف الأبرز لبطولة المكان كان مع مسلسل الانتظار للمخرج الليث حجو حيث دأب هذا الأخير على إعطاء المكان بطولة مطلقة في أعماله فكان الانتظار بمثابة نسخة مصدقة عن الحياة السورية المعاصرة حياة التقى عبرها سكان الهامش الاجتماعي والعمراني ببشر المدن المنظمة ففي أعمال الليث حجو لا مهادنة مع وضع المكان كنجم من نجوم الصف الأول0

واستطاع الليث أيضا في مسلسل ضيعة ضايعة تجنيد الجانب السياحي لصالح الواقعي عاكسا عبر وسيط نصي كوميدي مفارقات عالية في بيئة الريف السوري وفي جدل استثنائي بين الافتراضي والواقعي نجح هذا المسلسل في ملامسة هموم كثيرة عبر سخرية مريرة من رموز أحالت المشاهد على اختلاف شرائحها إلى واقع آخر يختبئ خلف الصورة والمكان في آن معا.‏

وعلى مستوى آخر يمكن مشاهدة نكوص للمكان في الدراما السورية عبر ما أطلق عليه البعض بدراما البيئة الشامية فالأعمال التي قدمها بسام الملا في باب الحارة وليالي الصالحية وأهل الراية وسواها جنحت نحو تقديم صورة سياحية بحتة عن المكان بل استعانت بالرجوع إلى الأستوديو لإعادة المكان إلى سجن بصري مسرحي وفلكلوري فالشام العدية في هذه النوعية من الأعمال هي سواها في أعمال أخرى أي أننا أمام إعادة وتكرار لا نهائيين للمكان فالكادر شبه ثابت على بيت دمشقي يصور بحرة أرض الديار والزجاج المعشق وواجهات بيوت مستعارة تعيد الكاميرا تصويرها بزوايا مختلفة دون ملل أو كلل.‏

وفي الأعمال التاريخية استطاعت الكاميرا أن تستفيد أيما استفادة من المكان السوري كاستوديو كبير يمتد من البادية إلى غابات اللاذقية ومن حلب إلى سهول حمص إلى القلاع والمواقع الأثرية في جنوب سورية وشمالها ولاسيما صحراء تدمر التي استطاع حاتم علي أن يصور فيها ثلاثية الأندلس وتمكن نجدة أنزور من تسجيل أجزاء كبيرة من التصوير في البادية السورية والمغربية على حد سواء لكن يبقى المكان في هذه الأعمال فيصلا في تقرير مصير نجاحها بل لنقل إنه المحرض الأول لمتابعة هذه المسلسلات من قبل المشاهد العربي الذي انبهر بطاقة المكان السوري على المنافسة الجمالية البصرية وتقديم خيارات فنية لا نهائية في الدراما السورية المعاصرة.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

27/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)