حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2011

أسرة مسلسل «إحنا الطلبة» فى ضيافة «المصري اليوم»:

ثورة ٢٥ يناير ليست مقحمة على الأحداث ووجودها ضرورة درامية

أعد الندوة للنشر   محسن حسنى

مجموعة من الطلاب الجامعيين يرسبون سنوياً، ولا يغضبهم هذا لأنهم محبطون ويخشون مرحلة ما بعد التخرج، حيث ينتظرهم شبح البطالة، فيقررون عمل تشكيل عصابى لسرقة أى شخص يضايقهم، ويأخذهم هذا الطريق إلى نهايات مأساوية.. تلك هى ملامح مسلسل «إحنا الطلبة» الذى عرضته ٦ محطات فضائية خلال رمضان، هى: «النهار» و«أوسكار» و«بانوراما دراما ١» و«بانوراما دراما ٢» و«الفضائية المصرية» و«النيل للدراما». المسلسل شهدت أحداثه الأخيرة ثورة ٢٥ يناير، مما جعله عرضة للاتهام بإقحام الثورة على الأحداث دون مبرر، لكن صناعه نفوا ذلك، مؤكدين أن وجودها ضرورة درامية، حيث تدور الأحداث فى النصف الدراسى الأول للعام ٢٠١١. «المصرى اليوم» استضافت أسرة المسلسل للحديث عن كواليس تصويره والمشكلات التى شهدها العمل بين صناعه مرة، وبين الممثلين المشاركين به مرة أخرى.

محمد نجاتى: المخرج هو المسؤول الأول عن مشكلات المسلسل.. وإلغاء بعض المشاهد «جريمة»

تحدث محمد نجاتى عن شخصية لؤى التى قدمها خلال أحداث المسلسل فقال: «شعرت منذ قراءتى الأولية للورق أن النص مختلف، ربما لأن كاتب الحلقات الأولى هو شريف حلمى وهو ممثل ولديه فكرة كاملة عن الأشياء التى يحتاجها الممثل فى دوره، ولهذا وافقت على العمل بلا تردد».

أضاف: «رغم أننى كنت مرشحاً لبطولة مطلقة قبله هو مسلسل (مداح القمر) مع المخرج مجدى أحمد على، إلا أننى لم أضع هذا الأمر كميزان لتقرير قبول أو رفض دور لؤى، لأننى أؤمن بأن الدور الجيد يكون جديراً بالتنفيذ، حتى إن كان عدد مشاهده قليلاً، ولنا فى ممثلى هوليوود عبرة، فأى منهم يستطيع أن يتحمل مسؤولية عمل فنى كامل، ومع ذلك يشتركون جميعاً فى بطولة عمل واحد، ولذلك فأنا لا أمانع مطلقاً فى قبول دور من عدة مشاهد طالما أنه مؤثر وقوى، حتى إن كان الدور الذى صورته قبله كثير المشاهد أو بطولة مطلقة».

أكد محمد نجاتى أن الثورة لم يتم إقحامها بالأحداث وإنما كان وجودها فى الدراما ضرورياً لأن الزمن الدرامى للأحداث هو النصف الأول للعام الدراسى ٢٠١١، وهى الفترة التى شهدت حدوث الثورة.

أضاف: «ربما يكون تناول الثورة فى مسلسل آخر إقحاما لها، ولكنه لدينا كان ضرورياً لأنها فى زمن الأحداث الدرامية».

أشاد «نجاتى» بالروح الجماعية التى ميزت كواليس التصوير مؤكداً أن كل مشهد كان يسبق تصويره جلسة جماعية للتشاور وتبادل الاقتراحات، وقال: «كنا نساعد بعضنا البعض، وهذه الأجواء كانت أفضل شىء يميز تجربة «إحنا الطلبة»، وكان كل منا يتقبل النصح والإرشاد من الآخر، لأن هدفنا واحد هو الارتقاء بمستوى العمل».

وعن عناصر الجذب فى دور «لؤى» قال «نجاتى»: «هى شخصية غير تقليدية، فأى رحلة صعود تكون من فقير لغنى، ولكن لؤى كان غنيا وتدهور به الحال حتى أصبح فقيراً، وهذا التدرج غير التقليدى هو أول سمة مميزة للدور، وهناك تفاصيل أخرى فى دراما الشخصية جذبتنى لها منها علاقة لؤى بـ(سوسو) وارتباطه العاطفى القوى بها رغم أنها من طبقة اجتماعية أقل بكثير ومختلفة عنه، وكذلك رفضه زواج أمه من شخص آخر غير أبيه، ومواطن درامية أخرى كثيرة جذبتنى للشخصية وجعلتنى أقرر قبولها».

أكد نجاتى عدم وجود أى مشكلة بينه وبين الجهة المنتجة، وقال: «أريد تبرئة الشركة من كل المشكلات التى حدثت، بل وأشكرهم لأنهم أتاحوا لنا فرصة عمل مسلسل فى ظروف صعبة، ولكننى ألوم المخرج لأنه كان من الممكن إعطاء المسلسل جهداً أكبر فى الاهتمام بتفاصيل الدراما، لكن الشركة وفرت لنا كل أيام التصوير التى طلبناها، بل ووافقت على توفير ٢٠ يوم تصوير إضافى بناء على طلب المخرج، وعموما أحمد الله على نجاح المسلسل وخروجه بشكل نال إعجاب الجمهور دون أن يشعر أحد بمشاكلنا الداخلية التى شهدتها كواليس التصوير».

أكد نجاتى أن كل الأعمال الفنية تقريباً يشهد تصويرها حدوث المشكلات والأزمات التى تتعلق بعلاقات الممثلين وبعضهم البعض ومشكلات إنتاجية، وهذا طبيعى، ولكن الفارق أن هناك مخرجاً يستطيع استيعاب الأزمات، ومخرجاً آخر لا يقدر على ذلك، والحقيقة أننى أحمل المخرج أيمن مكرم مسؤولية كل المشكلات التى شهدها هذا العمل. قال «نجاتى»: «أعمل بالتمثيل منذ أن كانت سنى ١٢ عاماً صورت حوالى ١٤ فيلماً و٢٠ مسلسلاً، ولدى خبرة تمكننى من التمييز، فكيف أطالب هنا باستكمال التصوير فيقال لى: (كأنه حصل) هناك مشاهد كثيرة لم يتم تصويرها، وقيل لى (كأنه حصل) وللأسف هذه المشاهد الملغاة كانت خصبة دراميا جداً وهذا الإلغاء أعتبره جريمة درامية».

ريم البارودى: دور فتاة الليل جديد لكننى عانيت بسبب غياب توجيه المخرج

قدمت ريم البارودى دور «سوسو»، فتاة الليل التى ترتبط بقصة حب مع لؤى (محمد نجاتى)، تقول ريم: «الدور كان مفاجأة لى، فأنا لم أقدم دوراً يشبهه منذ دخولى الوسط الفنى قبل ست سنوات تقريباً، وخلال تلك الفترة لعبت أدواراً كلها عن البنت صاحبة المبادئ، وأحيانا صاحبة الوجه الجميل، لذا شعرت بأن الدور هذه المرة تحد خاص لأنه يختلف عن كل ما قدمته من قبل، ولكن حين قبلته شعرت بالمخاطرة، لأننى لم أكن متيقنة من درجة قبول الناس لهذه الشخصية منى، ولكن بعد بدء عرض المسلسل شعرت باطمئنان بدرجة كبيرة، بسبب إيجابية ردود الأفعال تجاه المسلسل عموماً وتجاه الدور خصوصاً».

وتضيف: «شخصية سوسو موجودة بيننا وهى شخصية من لحم ودم، وقد حاولت تقديمها بشكل مختلف، خاصة أننى أقدمها خلال شهر رمضان، فحاولت الحفاظ على ملامح الشخصية وفى الوقت نفسه لا تغضب مشاهد رمضان».

أكدت ريم أن هناك مشكلة يواجهها الممثل فى مصر مع أى مخرج يعمل معه وهى نقص التوجيه، وقالت: «هذه مشكلة عامة، وأنا لا أتهم أيمن مكرم مخرج (إحنا الطلبة)».

أضافت: «ليست عندى أى مشكلة مع أى من زملائى، وكلنا كنا نعرف منذ البداية أننا بصدد تجربة بطولة جماعية، لكننى فوجئت أول أيام رمضان بمشكلة فى ترتيب اسمى على تتر المسلسل ووجدته بعد اسم دنيا عبدالعزيز، وهى زميلة أكن لها كل احترام وتقدير، لكن الاتفاق كان ترتيب الأسماء حسب الظهور، وأنا ظهرت قبلها فلماذا إذن كتبوا اسمها قبل اسمى، هذا أغضبنى من المخرج والجهة المنتجة وليس منها، فهى لا ذنب لها، بل إن دورها أكبر من دورى، ولو اتفقوا معى على أن ترتيب الأسماء سيكون حسب مساحة كل دور كنت سأوافق بصدر رحب، ولكنهم أكدوا لى أن الترتيب حسب الظهور».

أشارت «ريم» إلى مشكلة أخرى هى ظهور أدوار جديدة أثناء عرض المسلسل لم تكن مكتوبة مطلقا، وقالت: «لدى ٣ نسخ مختلفة لسيناريو (إحنا الطلبة) ومع ذلك ظهرت لى أدوار أثناء عرض المسلسل لم تكن موجودة أصلا بأى نسخة، كما أن علاقة سوسو بـ(طلبة) بدت غريبة جداً لى، فهو يتقدم لخطبتى فى مشهد ثم ننفصل فى مشهد، وهذه الدراما كانت تستوعب عدة مشاهد، وكل هذه التفاصيل جعلتنى أغضب بشدة من المخرج».

أضافت: «أنا لا ألوم المخرج لأنى لم أتعاقد معه وإنما تعاقدت مع الجهة المنتجة قبل أن تتعاقد هى أساساً مع المخرج، ولن أكرر ذلك إلا إذا كان المخرج اسماً كبيراً فى حجم إسماعيل عبدالحافظ، بحيث يضمن لى حقى الأدبى والمادى، ولكن فى هذه التجربة سمعت وعوداً كثيرة، ثم لم أجد أياً منها على أرض الواقع، كلها وعود تتعلق بإصلاح النص وتعديل بعض التفاصيل، ولم يتم تنفيذ أى منها».

شريف حلمى: كتابتى عشرين حلقة خلقت حساسية فتعمدت تقليل مشاهدى

قدم شريف حلمى شخصية «طلبة» الذى يوزع الحشيش على زملائه فى الجامعة، كما أعاد كتابة السيناريو والحوار وكتب أول عشرين حلقة من العمل، تحدث شريف عن التجربة فقال: «الشركة المنتجة تحمست لعمل مسلسل يضم عدداً من الشباب، كبطولة جماعية، وأصبح ذلك توجهاً لكثير من المنتجين للقضاء على مشكلة النجم الأوحد، وتمت الاستعانة بى- كمؤلف- فى مرحلة لاحقة لكننى رفضت ترقيع المسلسل بتعديل النص وإنما قررت إعادة كتابته كله من جديد، وحين وصلت للحلقة العشرين قامت الثورة، فتوقفت عن الكتابة، إلا أن فريق المسلسل قرر إسناد كتابة باقى الحلقات للسيناريست أحمد عيسى.

أوضح حلمى: من أجل الابتعاد عن الزملاء اخترت أن أكتب السيناريو فى مكان لا يرانى فيه أحد، واخترت أحد الفنادق وامتنعت خلال تلك الفترة عن مقابلة أحد، كما امتنعت عن الرد على هاتفى المحمول حتى أحقق عزلة تضمن نزاهة ما أكتبه، والأمور سارت على ما يرام حتى كتابة الحلقة الثالثة عشرة، ثم حدثت نميمة فعلها أحد الأشخاص- لا داعى لذكر اسمه- حيث قام بالترويج- كذبا- أننى أكتب لصالح أصحابى (نجاتى وريم)، فغضبت بشدة لهذا الاتهام الباطل وطلبت من الجهة المنتجة عمل تفريغ لتلك الحلقات، وكانت النتيجة أن أقل مشاهد من نصيب أصدقائى، مما يؤكد بطلان هذا الاتهام، حيث وجدنا ترتيب مشاهد نجاتى مثلا رقم ٤، وريم رقم ٦، وأنا رقم ٧، وهو ما يؤكد أننى أثناء الكتابة كنت مهتما بدراما العمل، وإنما أصحاب أكبر عدد من المشاهد ليسوا من أصدقائى.

أكد شريف أن حساسية الموقف جعلته يكتب لنفسه أقل عدد ممكن من المشاهد رغم أن شخصية طلبة التى قدمها كانت ثرية دراميا جدا وتستوعب عدداً أكبر من المشاهد، لكنه خشى من اتهامه بأنه انحاز لنفسه أثناء الكتابة، وقال شريف: البعض كان يلومنى بسبب قلة عدد مشاهد «طلبة» ويطلبون منى تزويدها لكننى كنت أرفض لأن هذه الشخصية هى التى سأجسدها على الشاشة وأخشى أن يقال إننى أهتم بنفسى أكثر من اهتمامى بالعمل.

كشف حلمى عن سر عدم استكماله كتابة باقى الحلقات وتوقفه عند الحلقة رقم ٢٠ فقال: «الحقيقة أن هذه كانت رغبة المخرج أيمن مكرم واتفقت معه الجهة المنتجة، لأن المخرج أصر على ضم الثورة للأحداث الدرامية فى الحلقات العشر الأخيرة، وأنا كنت رافضاً فى البداية، وانتهى الأمر بأن أترك المسألة بكاملها ليتصرفوا كما يشاءون، وتم إسناد كتابة الحلقات العشر الأخيرة لأحمد عيسى وهو نفسه السيناريست الذى كان قد كتب العمل منذ بدايته قبل أن أعيد أنا كتابته، بناء على طلب المخرج والجهة المنتجة. وقال شريف: مشكلات هذا العمل سببها شخصان هما المنتج الفنى والمخرج، فالمنتج الفنى كان دائما يحيلنا للمنتج بشكل مباشر دون أن يحل المشكلة، كما أن المخرج لم يكن حازما بالقدر الكافى.

المصري اليوم في

06/09/2011

 

«يوميات مدير عام 2»:

إنتاج 2011 لجمهور من التسعينيات

ماهر منصور 

تعتبر الكوميديا السورية صاحبة الحظ الأوفر من الفشل في تجربة الأجزاء الدرامية، وإن كانت مسلسلات مثل «ضيعة ضايعة» مؤخراً، والأجزاء الأولى من «بقعة ضوء» سابقاً، قد نجت من الفشل، فذلك لأنها، في الغالب، انطلقت من مفهوم مهم يتمحور حول عدم تكرار العمل والإتيان بجديد يبرر إنتاج جزء جديد من العمل، وبما يحافظ على عوامل نجاح الأجزاء السابقة.

ولكن هل انطلق صانعو «يوميات مدير عام 2» من هذا المفهوم، وهم يقدمون على إنتاج جزء جديد من عمل كان حقق نجاحاً لا نظير له؟

نظرياً تعتبر المسافة الفاصلة بين الجزأين كفيلة بأن توفر مضامين جديدة غير مكررة. كما من شأنها أن توفر إمكانيات فنية وتقنية لم تكن متوافرة من قبل، فضلاً عن أن الفكرة الأساسية للعمل، أي موضوع الفساد، ما تزال حارة، ومغرية بشكلها العام لمتابعتها جماهيرياً. ولعل صانعي «يوميات مدير عام 2» اتكئوا على كل ذلك في إنتاج الجزء الجديد. وهو الأمر الذي عبروا عنه في تصريحاتهم الصحافية قبل وأثناء إنجاز العمل.

إلا أن ما سقط من حساباتهم هو أن موضوع الفساد استهلك من كافة جوانبه خلال الفترة التي تلت إنتاج الجزء الأول من المسلسل حتى اليوم. وبالتالي لم يعد الموضوع مغرياً إلا بمقدار مقاربته لمضامين وجوانب من الفساد لم تتطرق اليها الأعمال الدرامية السابقة، سواء على صعيد المعالجة أو على صعيد المضمون. الأمر الذي لم يظهر في حسابات «يوميات مدير عام 2» وإلا لما كان اكتفى بفساد الموظفين الصغار، وبطرقهم التقليدية بتلقي الرشى. والكلام على هذا النحو لا يعني أن نغفل العين عن هؤلاء الفاسدين، ولكن هؤلاء باتوا نماذج درامية محفوظة عن ظهر قلب، ولم يعد في عرضها أي كشف لمستور، أو ما يثير دهشة المشاهد ويجذبه.

ما لم يحسبه صناع العمل أيضاً هو أسلوب مكافحة الفاسدين وملاحقهم. فانشغلوا بالتفكير «بكركترات» جديدة لتنكر المدير العام على أن في ذلك ثقل العمل، متناسين أن التقدم التكنولوجي اليوم يتيح للمدير العام أن يراقب كل موظفي مديريته بكبسة زر وهو جالس في مكتبه، وذلك عبر كاميرات المراقبة، التي تتيح له إمكانية التوثيق أيضاً. ولعل في اعتماد هذه التقنية، على الأقل، التعبير الأمثل، على بساطته، عن الفارق الزمني في إنتاج الجزأين.

أيضاً كان من المنتظر من الجزء الجديد أن يظهر كيف تطورت آليات الفساد خلال هذه الفترة؟ الأمر الذي لم يكن واضحاً في ذهن كاتب العمل، على ما يبدو، اللهم إلا إذا كان ينظر إلى أن تلقي الرشى عن طريق وحدات الخلوي، أو بيع أجهزة الخلوي في الوظيفة، وغياب الآلة الكاتبة وظهور الكمبيوتر في مكاتب المديرية هو التطور المنشود!

وبكل الأحوال حتى تلك المقترحات الجديدة جاءت بمعالجات سطحية وساذجة.

وبعيداً عن مناقشة الفارق بين الجزأين، ثمة سؤال كبير حول كوميديا «يوميات مدير عام 2» برسم كل من كاتب العمل ومخرجه بالدرجة الثانية: من قال إن الكوميديا هي أن أقدم مجموعة معتوهين اتكأ على سذاجتهم على أن ذلك كوميديا؟

وهل يمكن للمرء أن يتصور أن مديرية عامة برمتها من بابها حتى نائب مديرها العام هم مجموعة من المعتوهين الفاسدين؟!

وإن كنا لا نريد أن نسألكم عن كوميديا الموقف التي تنتزع الضحك من تفاصيل الحكاية، ونرتضي بالتهريج، ولكن هل التهريج هو الشكل الذي جاء وفقه هذا العمل؟!

باختصار لم يدرك صناع العمل أن الجمهور تغير، وأن آليات تلقيه تغيرت، وبالتالي افتقد عملهم للدهشة..وما شاهدناه في «يوميات مدير عام 2» هو جزء ثان من المسلسل أنجز بعد خمسة عشر عاماً من إنتاج الجزء الأول. ولكنه أنجز بطريقة كما لو أنه سيعرض قبل خمسة عشر عاماً.

يذكر أن الجزء الجديد من «يوميات مدير عام» من تأليف خالد حيدر، إخراج زهير قنوع. بطولة: أيمن زيدان، أندريه سكاف، ميريام عطا الله، مها المصري، أمية ملص، علي كريم، نضال نجم، محمد حداقي، جمال العلي، وبمشاركة خالد تاجا.

السفير اللبنانية في

06/09/2011

 

مسلسل «سمارة»: تكرار لما قبله

نضال بشارة 

لا يقدّم الكاتب مصطفى محرم أي جديد في مسلسله الأخير «سمارة» في بناء الشخصية الرئيسية التي تجسدها دائماً غادة عبد الرازق منذ مسلسل «الباطنية» مروراً بـ«زهرة وأزواجها الخمسة»، سواء على صعيد ملامحها الداخلية أو الخارجية. فهي أجمل أنثى في كل الحي، والجميع يتنافس عليها وربما يقتل أحدهم الآخر ليحظى بها. وهي دائماً قوية الإرادة وتعشق وتتزوج أكثر من شخص، ولا تحزن على زوج مات أو قتل أو سجن، ولا تنجب من زيجات عدة سوى طفل واحد، وهي دائماً فقيرة ولديها هوس بالمال.

ولا يتوانى الكاتب في كل مسلسل عن تكرار فعل مفصلي (غير مقنع) في تطوير الأحداث. ففي «الباطنية» تقوم عبد الرازق بزحزحة ألواح خشبية تحتاج الى قوة ثلاثة رجال، تكتشف تحتها مخزن المخدرات، فتستغله فيما بعد لملاعبة والد حبيبها الذي تزوجته سراً. وفي «زهرة وأزواجها الخمسة» تقع أفعال غير مقنعة، منها وقوع الطائرة التي يقودها زوجها الثالث باسم ياخور، فيموت ركابها ويظل هو على قيد الحياة فاقداً ذاكرته، ليسهم ذلك في دفع عجلة الأحداث إلى أن يستعيد ذاكرته فتصبح على ذمة رجلين في آن واحد!

وفي «سمارة» يفتعل محرم حادث سير غير منطقي، ليتعرف عليها طالب علم الاجتماع (أحمد وفيق) وتنطلق شرارة الحب بينهما. فضلاً عن تقديم الكاتب أفعال غير مسوّغة درامياً، إذ لم يتوضح للمشاهدين كيف تم تجنيد ضابطين وصبيتين للعمل تحت إدارة تاجري مخدرات (لا تفوتهما فائتة) كصبيان لديهما من دون أي شك فيهم. ولم يسوّغ لنا كيف تمكن والد سمارة من قتل أزواجها الثلاثة وعشيقها الأخير، من دون أن يراه أحد، مع أن الأخير قتل في سيارته المكشوفة وفي حي شعبي. كما لم يسوّغ لنا كيف علمت سمارة بموعد حفلة زفاف الضابط (ياسر جلال) الذي خدعها بحبه ليكتشف أسرار تجار المخدرات، فتدخل مكان الفرح وتقتله بطلقتين! مسألة واحدة أتقنها الكاتب في المسلسلات الثلاثة، وهي اعتماده لغة حوارية بين شخصياته الشعبية، بوضع مخزونه من الأمثال السائرة على ألسنتهم، فتأتي لغتهم واقعية وممتعة. وفي ظل ذلك من الطبيعي أن نشاهد الممثلة عبد الرزاق هي ذاتها في المسلسلات الثلاثة لجهة تقديم ملامح شخصيتها الداخلية والخارجية، من دون أي جديد أدائياً. بل إن الفنانة لوسي قد خطفت منها الأضواء عبر أداء ساحر متنوع لشخصية والدتها بأبعادها النفسية كافة.

السفير اللبنانية في

06/09/2011

 

حصيلة الموسم [2]: خيبات الدراما

ابتذال وتصنّع و... اعتراضات بالجملة

وسام كنعان, محمد عبد الرحمن  

رغم الحملة الإعلامية التي سبقتها ونجومية أبطالها، فشلت بعض الأعمال الدرامية في تحقيق نسب مشاهدة عالية، لتدخل قائمة «أسوأ مسلسلات رمضان». هنا جولة سريعة على الأعمال التي لم تحصد سوى طعم الفشل

مدير «خارج الزمن»

عاد أيمن زيدان هذا الموسم إلى أكثر تجاربه نجاحاً، وهو مسلسل «يوميات مدير عام»، الذي قدّم جزءه الأول عام 1997. وحاول النجم السوري تحقيق شعبية فقدها بعدما عجزت أعماله الأخيرة عن ترك صدى جيد عند المشاهدين، لكن الخطوة لم تكن موفّقة نتيجة تكرار فكرة الجزء الأول بحذافيره وإعادة السيناريو نفسه، واقتصار التجديد على مستوى شكلي وتفاصيل بسيطة. ويبدو أن فريق العمل لم يدرك أن نجاح الجزء الأول عائد إلى فكرته الجديدة التي خلقت حالة من الإدهاش عند الجمهور السوري، إذ اعتمد النص على قصة مدير عام ينزل إلى أقسام مديريته متنكِّراً لكشف فساد موظفيه. إلا أن إعادة هذه الفكرة عام 2011 بدت أمراً سطحياً لم يخلق أي إثارة لدى المشاهد، فيما لم يعد الفساد الإداري الذي اعتمد عليه المسلسل مادة أساسية أمراً مغرياً لبناء عمل كوميدي حوله، وخصوصاً أنّ الربيع العربي فضح فساداً أكثر عمقاً من أي فساد إداري. من جهة أخرى، تعمّد عدد كبير من أبطال الجزء الثاني، بمن فيهم أيمن زيدان، على التهريج المفتعل والمبالغة في الأداء. ولم تنفع محاولات مخرج العمل زهير قنوع ومقترحاته البصرية وطريقة التصوير والكوادر المختلفة التي استخدمها في إنقاذ الموقف.

«الدالي» يفقد رونقه

بعد غيابه العام الماضي، عاد نور الشريف إلى الشاشة الرمضانية في الجزء الثالث من «الدالي». وكان نجاح المسلسل شبه مؤكّد بسبب تشوّق الجمهور لمتابعة النجم المصري بشخصية سعد الدالي، إلى جانب عرض قناة «الحياة» للعمل في وقت الذروة، أي خلال موعد الإفطار، لكن حلقات الجزء الثالث لم تنجح في الصمود في السباق الرمضاني.

ولم يتمكّن أسلوب السرد الدرامي الذي اعتمده المؤلّف وليد يوسف في الجزءين الأول والثاني، في الحفاظ على جاذبيته. أما الأهم، فهو أن قصة رجال الأعمال الفاسدين التي يتناولها العمل، لم تعد موضوعاً محرّماً، و«تابو» في مصر، بل إن قصصاً أكثر واقعية، ومستمدة من حياة المصريين اليومية، باتت منشورة في الصحف، ومعروضة في تحقيقات مصورّة، منذ سقوط نظام حسني مبارك، كما أن الوجوه الشابة التي راهن عليها الشريف مع عرض الجزء الأول لم تعد جديدة على الجمهور، بل إن معظمها شارك في بطولة أعمال أخرى حققت نجاحاً كبيراً، وجذبت الجمهور بعيداً عن المسلسل الذي أطلقها للمرة الأولى.

تهريج «صايعين ضايعين»

وصل بعض نجوم الكوميديا السورية إلى طريق شبه مسدود، فباتوا يعتقدون أن مجرد وجودهم على الشاشة سيسبّب موجات ضحك هستيرية عند الجمهور. ما سبق ينطبق بدقة على أبطال مسلسل «صايعين ضايعين»، الذي كتبه رازي وردة وأخرجه صفوان نعمو. هكذا أطل علينا النجمان السوريان: أيمن رضا، وعبد المنعم عمايري يشاركهما حسن حسني، وطلعت زكريا من مصر، ورولا سعد، وطوني أبو جودة من لبنان في عمل ظن صنّاعه أنه كوميديا تعتمد على قصص العاطلين من العمل. وحقيقة الأمر أنّ المسلسل لم يتجاوز التجميع الساذج لمنطق الشارع والتركيب المفتعل لكاراكتيرات يعتمد أصحابها على المبالغة في الأداء بطريقة منفرة. ولم يكن لدى أبطال المسلسل، وخصوصاً أيمن رضا، مشكلة في تأدية مشاهد مبتذلة فقط لاستجداء ضحك المشاهدين. إذاً ما قدّمه «صايعين ضايعين» هو وجبة تصنّع ثقيلة الحضور، لم تحمل أي معنى أو دلالة أو حتى فكرة منطقية، كما لم تحقق أي قبول لدى الجمهور. ومع ذلك، توهم صناع العمل بأنّ مسلسلهم قد نجح فقرروا فجأة تحدي الفشل وإنجاز جزء ثان يشاركهم بطولته سمير غانم، ليكون بذلك الخاسر الوحيد هو المشاهد.

جاسوس slow motion

لا شكّ في أن مسلسل «عابد كرمان» كان الصدمة الرمضانية الكبرى. العمل الذي منع العام الماضي، كان من المفترض أن يحقّق أعلى نسبة مشاهدة في مصر بسبب تناوله مواضيع الجاسوسية. كذلك تزامن عرضه مع اشتعال الحدود المصرية ـــــ الفلسطينية. والأهم أن بطل العمل تيم حسن يتمتّع بجماهيرية كبيرة في «هوليوود الشرق»، منذ ظهوره في «الملك فاروق»، لكن يبدو أن كلّ هذه الأسباب لم تكن كافية لإنجاح المسلسل، الذي عرضته «الحياة» و«التلفزيون المصري». وقد ربط البعض فشل «عابد كرمان» بتوقيت عرضه، فيما قال بعضهم الآخر إنّ المشاهدين لا يرغبون في متابعة عمل سياسي مباشر. أما القسم الأكبر من المشاهدين، فرأى أنّ المسلسل لم يقدّم أي جديد على مستوى حكايات الجواسيس، وخصوصاً أن الثنائي بشير الديك (مؤلف)، ونادر جلال (مخرج) قدم قبل ثلاث سنوات عملاً مشابهاً هو «حرب الجواسيس». ولا شكّ في أنّ حذف المشاهد التي تظهر شخصية موشيه ديان أفقد العمل بريقه، وخفّف من حماسة الجمهور. هكذا أضيفت كل هذه العوامل إلى الإيقاع البطيء للأحداث، ولهجة البطل المصرية (رغم أنه يفترض أن يكون فلسطينياً)... فجعلت المسلسل يدخل قائمة «أسوأ أعمال رمضان».

سمعنا جعجعةً...

رغم فتوى التحريم التي أصدرها الأزهر، أصرّت قنوات مصرية عدّة على عرض «الحسن والحسين ومعاوية» (إنتاج شركة «المها» الكويتية)، منها محطات «الحياة»، و«النهار»، و«التحرير». وكان هذا المسلسل قد أثار جدلاً كبيراً منذ إعلان فكرته. وقد تواصل الجدل حتى خلال شهر رمضان. عند عرض الحلقة الأولى، كثرت التوقعات بشأن صدور قرار عاجل يمنع بثّ العمل، إلا أن ذلك لم يحصل. رغم كل هذه الضجة، لم ينجح المسلسل بلفت انتباه المشاهدين في مصر، وربما في العالم العربي أيضاً. أما السبب، فهو أنّ العمل «أمسك العصا من المنتصف» كما يقول منتقدوه، فسعى إلى تقديم رؤية تاريخية ودينية توافقية بين السنّة والشيعة، مما جعل الطرفين يرفضان المسلسل. كذلك، فإن أداء الممثلين جاء باهتاً، ولم يتمكّنوا من تقديم العمل بسلاسة. طبعاً إلى جانب تراجع اهتمام الجمهور بالدراما التاريخية في السنوات الأخيرة. أما بعضهم، فعلّل سبب هذا الفشل بالقول إنّ الدراما الدينية ليست مقبولة بعد في العالم العربي، وهو أمر خاطئ طبعاً. ويكفي العودة إلى المسلسلَين الإيرانيَين «يوسف الصديق»، و«مريم المقدّسة» للتأكد من ذلك.

Biggest Loser

صفعة لمحمود درويش

لم يتأثر فراس إبراهيم بالأصوات المعترضة على تجسيده شخصية محمود درويش، بل أصرّ على الظهور بدور الشاعر الفلسطيني الراحل في مسلسل «في حضرة الغياب»، إلّا أنه بعد عرض خمس حلقات من العمل، اشتعل النقاش، وعادت الاعتراضات إلى الواجهة، لكن هذه المرة بقوة، وبزخم أكبر. إلا أن المسلسل استمرّ على الشاشات العربية، إلّا أنه واجه فشلاً كبيراً. لم تختلف بدايته عن نهايته من ناحية البناء الدرامي، أو تطوّر الأحداث وأسلوب معالجتها. وتحولت مجمل الحلقات إلى ترجمة درامية مفتعلة لبعض قصائد درويش التي كتبها في مراحل مختلفة من حياته، كما حرص فريق العمل على تقديم شخصية درويش، بصورة المبدع عاشق النساء الذي يذرف الدموع بغزارة من دون التطرق إلى التفاصيل الحساسة والإشكالية في حياته السياسية، أو خلافاته مع بعض التنظيمات وقادتها.

الأخبار اللبنانية في

06/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)