|
صاحبة العصمة
عرض فيلم «خلف الحبايب» في سينما «كوزمو» في الإسكندرية في 23 نوفمبر
1939، وأرادت تحية أن تختبر تأثير وجودها فيه، فسافرت إلى الإسكندرية،
وتعمدت أن تحضر عدداً من عروضه في السينما، ثم كانت تخرج لترى رد فعل
الجمهور، فأحزنها أن المشاهدين كانوا يغادرون متذكرين أدوار عقيلة راتب
وأنور وجدي وفوزي الجزايرلي، حتى إسماعيل ياسين الذي شارك في أول أدواره
السينمائية الجمهور تذكره وضحك، ولم يذكر أحد الراقصة التي شاهدها ضمن
الأحداث، وإن أشار بعضهم إليها باعتبارها «راقصة الفيلم».
لأن أحداً لم يلحظ وجودها في فيلم «خلف الحبايب»، لم يكن أمام تحية
كاريوكا سوى العودة إلى الرقص في كازينو في ميدان «إبراهيم باشا» بجوار دار
الأوبرا الملكية، لتحاول أن تثبت جدارتها مجدداً كراقصة مصر الأولى، خصوصاً
إنها لم تتحقق في السينما التي تعشقها، وإن لم يعد الجمهور يرتاد
«الكازينو» كما كان يفعل سابقاً، بسبب الحرب العالمية الثانية، وتكرار
الغارات على القاهرة، بل وتردد الأقاويل بين الحين والآخر بأن الألمان قد
يدخلون مصر بين لحظة وأخرى، حيث يوجد الإيطاليون، أعداء الإنكليز في الحرب،
على الحدود الغربية مع مصر، في ليبيا، ومن الوارد دخولهم مصر في أي وقت عن
طريق مرسى مطروح، ومنها إلى الإسكندرية ثم القاهرة.
اعتادت بديعة مصابني مع دخول أشهر الصيف الاتجاه بكامل فرقتها إلى
الإسكندرية، لتمضية الصيف بين صالات الفنادق الكبرى، لكن بسبب اضطرابات
الحرب قررت البحث عن بديل، فلم يكن أمامها سوى بديلين: الأول «مصيف روض
الفرج» غير أنه مصيف شعبي يتجه إليه أبناء الطبقة الوسطى والتجار
والمزارعون الذين يتاجرون في القطن والغلال، والثاني مصيف الزمالك، وهو
مصيف الطبقة الأرستقراطية والباشاوات والباكوات، ويبدأ من كوبري «أبو
العلا» الذي يصل الزمالك بالحي الشعبي «بولاق»، حتى نهاية كوبري «قصر
النيل» الذي يصل ميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير بعد ذلك) بالجزيرة، ثم
كوبري «الزمالك» (الجلاء راهناً) حيث يصل الجزيرة بالضفة الغربية من النهر.
اختارت بديعة «كازينو» على النيل، يديره الفنان الشعبي سعد الله
المصري، بالقرب من «كوبري الزمالك» ليكون مقرها الصيفي، وراح الجمهور
يتابعها بشغف، حتى إن كثراً أطلقوا على الجسر المؤدي إلى الكازينو «كوبري
بديعة».
الثأر للفلاحة المصرية
اعتاد بعض الأمراء والنبلاء من أفراد الأسرة المالكة ارتياد كازينو
بديعة بين الحين والآخر… وفي تلك الليلة التي تحدثت عنها القاهرة طويلاً،
انتهت فقرة تحية كاريوكا فبدلت ملابسها لتنزل إلى الصالة إلى حين انتهاء
فقرات الليلة لتعود إلى بيتها في الزمالك مع زوجها أنطون.
جلست تحية مع بعض زميلاتها من الفنانات قريباً من خشبة المسرح،
فشاهدها الأمير عباس حلمي، الذي كوّن أول حزب للعمال في مصر وكان أفراد
الأسرة المالكة يخافون من أفكاره التحررية، وكان معجباً بأفكارها المناهضة
للاحتلال الإنكليزي، وهي تكن له كل احترام وتقدير، فدعاها للجلوس معه في
الزاوية الخاصة به، فكان عليها أن تمر ببعض الموائد لتصل إلى حيث يجلس
الأمير عباس حلمي… وفجأة أمسك بيدها شاب كان يجلس إلى إحدى تلك الموائد:
= تعالي هنا يا بنت اقعدي معانا!
جذبت تحية يدها من يد الشاب والتفتت إليه بعنف:
* البنت دي تبقى أمك مش أنا. اوعى ايدك قطع ايدك!
بدا المشهد وكأنه جريمة وقد وقعت حين هم الشاب برفع يده لصفعها،
فعاجلته تحية بصفعة على وجهه سمعها الحاضرون كلهم، فخيم السكون للحظات
توجهت فيها الأنظار تجاه الصفعة، حيث ظن الجميع، من بينهم أنطون زوجها، أن
تحية هي من تلقت الصفعة على وجهها، غير أنهم نظروا فوجدوا الشاب يضع يده
على وجهه مكان الصفعة وهو في حالة ذهول، فقد بدا للحظات وكأنه أصيب بالشلل،
وحين أفاق لم يجد أمامه غير السباب والشتائم:
= انت يا جربوعة يا حقيرة تضربيني أنا. أنا انضرب من بنت فلاحة حقيرة
زيك.
* اخرس قطع لسانك. أنا المرة دي ضربتك بايدي المرة الجاية هضربك باللي
في رجلي.
= أنا هقطع لك ايديك ورجلك يا فلاحة يا حقيرة.
* الفلاحين اللي انت بتسخر منهم دول هم اللي بيلبسوك البدل اللي
بتتعايق بيها دي.
تجمع الحاضرون ليحلوا ما وقع بين تحية وذلك الشاب الذي حاول أن يعتدي
عليها بالضرب، وتدخل أنطون وراح يهدئ من روع الشاب ويسترضيه، فجن جنون تحية
لهذا المشهد:
* انت بتعمل إيه؟ بتطيب خاطره هو؟
= ايوه اسكتي انت مش عارفه حاجة. دا سمو الأمير عكا حسن ابن البرنسيس
عين الحياة من الأسرة المالكة.
* ولا يهمني. إذا كان هو أمير من الأسرة المالكة أنا يا روحي رقاصة من
الأسرة الراقصة.
كاد الموقف أن يتطور إلى الأسوأ لولا تدخل الأمير عباس حلمي الذي سارع
إلى تحية ليطيب خاطرها ويحمل على الأمير الشاب:
ـ تحية هانم… أرجوك اقبلي اعتذاري بالنيابة عن الأسرة المالكة اللي
بيتكلم باسمها سمو الأمير، اللي اتصرف معاك بسوء أدب لا يتناسب مع أخلاق
الأسرة المالكة!
أحدث هذا الموقف دوياً هائلاً لأسم تحية كاريوكا في المجتمع
الارستقراطي، لدرجة أن الاسم والتصرف لفتا نظر حاكم البلاد، الملك فاروق!
شعرت تحية بأنها ثأرت لكرامتها، ولكرامة كل فلاحة مصرية سخر منها هذا
الأمير الذي ينتمي إلى الأسرة الحاكمة، غير أنها وإن كانت قد سجلت انتصاراً
اجتماعياً مهما لدى الأوساط كافة، إلا أنها شعرت بمرارة شديدة، وأن شيئاً
مهماً كسر داخلها بسبب موقف زوجها أنطون عيسى وتخاذله في الدفاع عنها، حتى
وإن كان أمام الملك نفسه، وليس مجرد أمير من الأسرة الحاكمة.
لحظة فارقة
جاء هذا الموقف فارقاً في العلاقة بين تحية وأنطون، كزوجين، فضلا عن
إنها شعرت بوجود علاقة حب بين زوجها والراقصة الجديدة «ببا عز الدين} خاصة
عندما أصر أن تعمل معها في «كازينو بيلا فستا» في الإسكندرية، فلم تجد حلا
سوى الطلاق، ولم يمض على زواجهما السري سوى ستة أشهر، ليتم الطلاق سراً،
كما كان الزواج، خصوصاً وأنه قد بدأ يشعر بأنها أصبحت عبئاً ثقيلاً عليه،
فلم يعد كسابق عهده في مصادقة بعض الراقصات في الكازينو بسبب خوفه من لسان
تحية، كذلك لم يعد يسهر أو يشرب بسبب تنبيهاتها، فشعر بأنه في سجن لدى تحية
مفتاحه، فضلاً عن هذا وذاك، أنها كانت تسبب له مشاكل عدة، سواء مع الأسرة
الحاكمة أو مع أصدقائه من الإنكليز… فحقق رغبتها وتم الطلاق.
لم تكن تحية كاريوكا دائماً نمرة متوحشة، فهي إنسانة وديعة هادئة،
محبة للحياة ولكل من حولها، لكنها تتحول إلى «وحش كاسر» يدافع بشراسة عن
نفسه عندما يحدث لها أحد أمرين: أن يحاول أحدهم مس كرامتها أو حريتها
واستقلالها، أو أن يسيء لمصر التي تعشقها بجنون.
عودة إلى الأسرة
بعد حصول تحية على الطلاق فكرت في فتح قناة اتصال مع أسرتها، في
محاولة منها لإعادة المياه إلى مجاريها، خصوصاً انها أصبحت شابة يافعة زوجت
نفسها بنفسها وحصلت على الطلاق، فراحت تجس نبض العائلة من بعيد عبر شقيقتها
مريم، غير أن المحاولات كافة باءت بالفشل.
بعد المحاولات كافة، زارت تحية والدتها في «المطرية» التي رحبت بها
بشكل كبير، غير أنها صدمت هي وجدة تحية لأمها عندما علمتا بأن ابنتهما تعمل
«عالمة»:
= عالمة!! عالمة يا بدوية؟!
* أنا دلوقت اسمي تحية. تحية كاريوكا.
= أنا عارفه. بس مش هقولك زيهم. أنا بكلم بدوية بنتي اللي أنا اعرفها.
مش تحية العالمة.
* ومالها العالمة؟ ثم أنا مش عالمة من اللي بالك فيهم. أنا بقدم فن
محترم الكل بيحترمه وبيقدره. وإذا كان فيه ناس دلوقت ما بتحترمش الفن دا
فلازم ييجي يوم وكل الناس تقدره وتحترمه.
= بس إزاي يا بنتي تتعري كدا قدام الناس؟
* أنا ما بتعراش… أنا بلبس بدلة أرقص بيها بكل احترام… وبعدين الناس
اللي بتقولي عليهم دول… تعالي ننزل دلوقت أنا وانت على البحر شوفيهم كلهم
لابسين إيه؟ هتلاقي أي بنت أو ست لابسه أكتر من اللي انا بلبسه أرقص بيه؟
بس الفرق أني أنا بعمل دا ومش مكسوفة منه لأني بقدم فن. لكن هما بيعملوه
وبيخبوه ولو جت لهم الفرصة هايعملوا أكتر منه.
= أيوه يا بنتي بس الناس تقول إيه؟
* يا جدتي يا أمي… الناس اللي بتتكلموا عنهم دول بيقطعوا إيدهم من
التصقيف وأنا برقص. من أول الأسرة المالكة لحد أصغر واحد في البلد، وكلهم
من عيلات هاي لايف وأرستقراطية وستاتهم وبناتهم بيبقوا نفسهم يعملوا زيي بس
مش قادرين. وإذا جت لهم الفرصة هيعملوا أكتر من كدا.
استطاعت تحية أن تقنع والدتها بالانتقال للعيش معها في القاهرة، غير
أنها فشلت في أن تقنع أختها فاطمة (من والدتها)، خصوصاً بعدما أصبحت وحيدة
في شقتها بعد طلاقها من أنطون، في محاولة منها لجمع شمل الأسرة التي حرمت
منها طيلة حياتها، وهو ما أشعرها بالأمن والاستقرار، فراحت تركز في عملها
وتبحث عن الجديد الذي تقدمه.
زوجة الباشا
لم تمر أشهر على طلاق تحية وأنطون حتى حاول البعض اتخاذها صديقة، أو
عشيقة أو حتى زوجة سرية من خلال «عقد عرفي» وهو ما فعله أحد أثرياء مصر،
محمد سلطان باشا، أحد الذين أثروا بسبب الحرب:
* يعني مش فاهم؟ تقصد إيه بأننا نبقى أصحاب؟ ما احنا فعلاً أصحاب يا
باشا.
= أنا قصدي يعني… يعني.
* أنا أقولك… واجيبهالك من الآخر يا باشا. انت عايزني أبقى عشيقتك من
غير جواز… مش كدا؟
= انت ليه بتحسبيها كدا؟ وبعدين أنا هاعيشيك في نعيم.
* شوف يا باشا… صحيح أنا مش بنت باشا ولا بنت بيه… أنا بنت راجل تاجر
عادي الله يرحمه. وصحيح أنا شغلتي رقاصة لكن معنديش غير شرفي. لا بعمل
علاقة سرية مع حد ولا كنت ولا هاكون عشيقة لحد. لو عاوزني يا باشا أنا تحت
أمرك بشرع ربنا. غير كدا ما عطلكش
= خلاص نكتب ورقة. انت عارفه مركزي والأسرة يعني.
* إذا كنت انت خايف على مركزك. أنا كمان أخاف على مركزي واسمي وشرفي…
ولو هتكتب لي كل ثروتك وثروة العيلة معاها مش هاعمل غير الصح اللي يرضي
ربنا.
= أنا موافق. بس بشرط واحد… تبطلي رقص.
* إيه؟! أيوه بس…
= بس إيه؟ أنا هاعيشك ملكة… ومش هخليكي تحتاجي أي حاجة.
* أيوا الحكاية مش فلوس وبس… أنا بحب الفن.
= وأنا بحبك؟
لم تعرف تحية كيف استطاع سلطان باشا إقناعها باعتزال الرقص، بل وحتى
السهر في الملاهي الليلية، وتم الزواج في نهاية عام 1938 الذي اقتصر على
حضور والدتها وشقيقتها وبعض المقربين والأصدقاء، لتصبح تحية للمرة الأولى
«ست بيت» لا علاقة لها بالفن، واقتصرت علاقتها به على حضور بعض الأعمال
المسرحية والأفلام السينمائية.
الطلاق شفقة
استمر الزواج ما يقرب من العامين، وقبل أن ينتهي عام 1940، أحست تحية
بأنها أصبحت عبئاً ثقيلاً على زوجها، بسبب أنه أصبح مسؤولا عن الإنفاق
عليها وعلى والدتها، وإرسال النقود التي قررتها شهرياً إلى أختها فاطمة
فشعرت أنها تظلم الرجل معها:
= إيه اللي انت بتقوليه دا؟
* اللي انت سمعته. أنا حاسه فعلاً أني ظلمتك معايا.
* أيوه بس أنا ماشتكتش… ومبسوط كدا.
* ما هو بصراحة كدا أنا مش ممكن أسيب الرقص… وإذا ماكانش عاجبك طلقني.
= إيه الكلام دا؟ دي نغمة جديدة بسمعها منك.
* الرقص والسينما والمسرح حياتي… أنا حياتي للفن وكفاية إني بعدت
الفترة دي كلها علشان خاطرك.
= وإيه المانع نكمل مع بعض؟
* عايزنا نكمل أرجع ارقص… أنا مش ممكن أتنازل عن فني.
= انت طالق يا تحية.
وقع الطلاق الثاني في حياة تحية كاريوكا غير أنها لم تشعر بانكسار،
ولم تقدم تنازلات لأجل حريتها واستقلالها. ظلت ثابتة على موقفها، مقتنعة
تماماً بما تفعله، حتى لو كان في ذلك تضحية لأجل الآخرين، لكنها رأت أنها
ابتعدت كثيراً عن فنها، فقررت أن تعوض ما فاتها.
في اليوم الأول الذي عادت فيه إلى الرقص جاءها المخرج توجو مزراحي،
أول من قدمها في السينما، ليعرض عليها المشاركة في فيلم سينمائي جديد، كتبه
وسينتجه ويخرجه:
= خمسمئة جنيه!! خمسمئة جنيه يا تحية؟ انت عايزه تخربي بيتي؟
* ليه؟ هو كتير عليا؟ أنا واخدة خمسمئة جنيه في آخر فيلم.
= أيوه إذا كانت بطلة الفيلم ليلى مراد مش هتاخد المبلغ دا؟
* مش صحيح… أنا عارفه أجر ليلى مراد، ثم أنا مليش دعوى بغيري… كفاية
أني ما بحطش شروط في السيناريو.
= يا تحية انت موجودة في الفيلم بشكل كويس وبوعدك أنك هتكوني مختلفة
في الفيلم دا.
* مختلفة إزاي يعني؟ ها رقص بالمقلوب. برضه هاعمل دور رقاصة مش أكتر.
= هو أنا هاخلص معاك… خمسمئة جنيه!
شاركت تحية في فيلم «ليلى بنت الريف» الذي كتبه توجو مزراحي وأخرجه،
بطولة يوسف وهبي وليلى مراد وأنور وجدي وزوزو شكيب وبشارة واكيم وفردوس
محمد، وعرض في 2 يناير 1941.
وجدت تحية أن مشاركتها في الفيلم لم تزد عن كونها «راقصة في كباريه»
تحاول إغواء البطل، فلم يكن أمامها إلا تقديم السينما التي تريدها بنفسها،
لكن كيف تحقق ذلك؟ فنظرة المنتجين والمخرجين الذين تعاملت معهم لم تزد على
اعتبارها «راقصة في كباريه».
وبينما هي تفكر في سبل الوصول إلى الطريق، فاجأها المخرج حسين فوزي
بما لم يخطر لها على بال.
(البقية في الحلقة المقبلة)
بديعة مصابني والإنكليز
على رغم حب تحية وتقديرها الكبيرين لبديعة، شعرت بغصة في حلقها عندما
لاحظت أن بديعة على صلة ببعض رجال الاحتلال الإنكليزي، وتقدم لهم أعمالاً
فنية وأغنيات ضد «النازية والمحور» استرضاء لهم، فضلاً عن ترحيبها الزائد
بأفراد الأسرة المالكة الموالين أيضاً للإنكليز. في الوقت نفسه، كانت تجدها
تميل إلى بناء الاقتصاد المصري، وتساند الاقتصادي الكبير طلعت باشا حرب
وتدعمه بفنها، في حرصه على بذل كل جهده لأجل تمصير الصناعة المصرية
والاقتصاد المصري، وتحريره من أيدي الإنكليز عبر بنك مصر وشركاته.
راح طلعت باشا يقوم بحملة دعاية كبيرة لشركاته وبالوسائل كافة، لأجل
إقامة صروح صناعية عظيمة في مصر، ما جعله يطلب من بديعة مصابني تمثيل أفلام
تسجيلية دعائية لشركات «بنك مصر»، خصوصاً «غزل المحلة» فقدمت بديعة دور
«فلاحة مصرية» تتعارك مع زميلتها التي تمزق جلبابها، ثم تهديها فلاحة أخرى
جلباباً من صنع المحلة، فتغني بديعة وترقص مع المجموعة:
جلابيتي حلوة محلاوي
ما يشتري الحلو إلا الغاوي
جلابيتي حلوة محلاوي
سبب التناقض في شخصية بديعة حيرة بالغة لدى تحية، ما جعلها تفاتح
زوجها أنطون في ذلك، خصوصاً بعدما لاحظت أنه حلقة الوصل بين بديعة
والفنانين في الكازينو، وبين الإنكليز وأفراد الأسرة المالكة من رواد
الكازينو:
= أيوه ما دي حاجة عادية… إيه المشكلة يعني؟ دا شغل يا حبيبتي.
* حاجة عادية بالنسبة لك انت لكن مش طبيعي بالنسبة لي. ماهي يا إما
تكون مع الاقتصاد المصري، يا إما تكون مع الإنجليز والقصر. ما ينفعش تكون
مع الاتنين.
= ما تعملهاش شغلانه يا توحة… انت عارفة أن الكازينو مفتوح بالناس دي…
احنا لو بنعتمد على الجمهور العادي هانشحت مش هناكل.
* يا أخى تغور اللقمة من وشهم حتى لو كانت شهد.
= شوفي. انت ممكن تبقى واحدة من أكبر أثرياء مصر لو تسمعي الكلام
وتبقي…
* أبقى إيه؟ عايزني أعمل إيه؟
= ولا حاجة انت فهمتي إيه؟ أنا كل قصدي انك ما تكشريش في وشهم وتضحكي
شوية… وهتفضلي بقيمتك واحترامك. أنا لا بقولك اقعدي معاهم ولا تشربي ولا
كلام من دا. كل الحكاية أنك بس تضحكي في وشهم.
* أنا ربنا خلقني كدا. حره. واللي مش عاجبه ما يقعدش يتفرج على نمرتي!
الجريدة الكويتية في
25/07/2012 |
