حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

أيقونة التمرد.. تحية كاريوكا

بقلم: ماهر زهدي

الحلقة ( 15 )

البيت الكبير

كعادته كان سليمان نجيب أستاذ تحية كاريوكا وموجهها، يلقنها الدرس الذي استوعبته جيداً، فأعادت التفكير في ما كانت تنوي فعله، وقررت عدم مقاضاة الجريدة والزجال الذي كتب يهاجمها، بل راحت تطبق مفاهيم وأفكاراً كثيرة خرجت بها من تجربة «أميركا».

حرصت تحية كاريوكا على أن تعمل على تحسين أحوال الفنانين في مصر، فوجهت دعوتها إلى الفنانين أنفسهم للقيام بدعم أنفسهم لأجل النهوض بمستوى الفن المصري، تحديداً السينما والمسرح، شكلاً ومضموناً فضلاً عن الاهتمام بمستوى معيشتهم وصحتهم.

رأت تحية النجمة الأميركية الكبيرة فيكتوريا سوانسون تبيع التذاكر لجمهور الحفلات، بل وتشارك في تنظيمها، بل إنها نجحت في بناء مستشفى ضخم في ولاية لوس أنجليس، وأقامت مدفناً خاصاً كُتب على مداخله «مرحباً بكم في أرضنا»، حيث يقصده الزوار من أميركا وجميع أنحاء العالم لأنه يضم رفات مشاهير الفن في أميركا، ويدخله الجمهور بتذاكر يخصص ثمنها لصالح صندوق الفنانين.

شهر الفنانين

من واقع هذه التجربة، ومن خلال ما شاهدته من أمر الفن والفنانين في أميركا، اقترحت تحية على المخرج محمد كريم، نقيب الممثلين آنذاك، ومعها الفنان سليمان نجيب، إقامة ما أطلقت عليه «شهر الفنانين»:

= يعني إيه شهر الفنانين؟

* دا شهر الأميركان بيعملوه هناك، بيكون فيه حفلات ومهرجانات، غناء ورقص وتمثيل، مسرح وسينما، بيشارك فيه كل الفنانين، الكبار قبل الصغار، وبيخصصوا ريع الحفلات دي كلها لحساب صندوق، اسمه «صندوق الفنانين» ودا صندوق معفي من الضرايب. قلت إيه المانع أننا نعمل الشهر دا هنا، وريعه نحطه برضه في صندوق بنفس الاسم.

= دا كلام جميل جداً… فكرة هايلة يا مدام تحية.

* والفلوس اللي تتجمع في الصندوق دا تتخصص لرعاية الفنانين وأحوالهم المعيشية والصحية، واللي بيقعد من غير شغل.

= أنا مش مصدق اللي بأسمعه. بصراحة أنت المفروض تيجي تقعدي مكاني وتكوني أنت نقيبة الفنانين.

* صدقني والله يا أستاذ كريم. أنا مش منتظرة أي حاجة من ورا المشروع دا… ولا حتى كلمة شكر. لأننا كلنا لازم نبقى إيد واحدة… أنا ماقدرش أشوف فنان أو فنانة كبيرة في السن في آخر حياتهم بيمدوا إيدهم.

أكثر ما كان يصيب تحية بالضيق والهم أن ترى أو تسمع عن زميل أو زميلة لها… وقد أصبحت في ضائقة مالية أو تدهورت بها الأحوال، إذ كانت تتمثل أمام عينيها دائماً قصة «شفيقة القبطية»، أشهر راقصة مصرية في مطلع القرن العشرين، التي تتلمذ على يديها كل من عملت في الرقص في مصر، قبل ظهور تحية على الساحة. كانت من أثرياء أهل الفن، وكانت كلمتها نافذة على الكبار والصغار، لكن ثروتها كلها ضاعت ووصل بها الأمر في نهاية أيامها إلى «التسول» في شوارع القاهرة… وحين جاءتها سكرات الموت، لم تجد مكاناً تموت فيه غير مكان في مدخل إحدى العمارات القديمة في حي شبرا.

شبح شفيقة

وجدت تحية كاريوكا أن قصة «شفيقة القبطية» قد تتكرر وتكون قصة غالبية الفنانين في مصر الذين يعيشون حياتهم بالطول والعرض، في ما تأتي النهاية مأساوية، يعانون فيها شظف العيش وذل الفاقة، لذلك حرصت على ألا تدخر جهداً في الدعوة إلى المشاريع التي تساعد الفنان على إنهاء حياته بطريقة كريمة. للتأكيد على ذلك، بدأت بنفسها وراحت تمد يد العون والمساعدة إلى زميل سمعت أو عرفت أنه يمر بضائقة أو وقع فريسة المرض. وطالبت سائر زملائها بالتبرع له بالمال، لتكون هي أول من يسجل اسمه في قائمة المتبرعين، وبأكبر قدر ممكن، بل امتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك للبحث عن عمل لبعضهم، ممن لا يعملون، وهو ما فعلته لأجل عودة حكمت فهمي إلى الحياة الفنية.

تدخلت تحية لأجل أن تعود حكمت إلى السينما، ونجحت في ذلك فعلاً، وعرض عليها المخرج محمد عبد الجواد القيام ببطولة فيلم كتب له السيناريو والحوار باسم «المتشردة» لتؤدي بطولته أمام المطرب عبد العزيز محمود ومختار عثمان ورفيعة الشال، غير أنه لم يحقق أي نجاح يذكر، ما دفع حكمت إلى اتخاذ قرار اعتزال الفن سواء السينما أو الرقص، بعدما وجدت صعوبة كبيرة في التواصل مع الحياة الفنية، فاكتشفت أن دورها كفنانة انتهى عند هذا الحد بعد ظهور جيل آخر من الفنانات والراقصات فانزوت بعيداً، على رغم محاولات تحية إثنائها عن ذلك.

على رغم المحاولات الكثيرة التي تبذلها تحية لمساعدة زملائها، إلا أنها رفضت أن تطلب مساعدة أحد، حيث أمضت الأشهر من دون أن يطلبها أحد للعمل، فقررت العودة إلى الرقص في الملاهي الليلية والفنادق، واستعادة نشاطها. وجدت ترحيباً كبيراً في تلك الأماكن حيث كانت تعمل قبل سفرها، غير أنها في الوقت نفسه حرصت أن تخصص جزءاً من وقتها للعمل الخيري ومساعدة الآخرين، لكنها اكتشفت أن ذلك أخذ مساحة أكثر من اللازم من وقتها فلم تمانع، لكنها أدركت حاجتها إلى تنظيم وقتها للوفاء بالتزاماتها، لا سيما أنها في إحدى المرات نسيت موعدها في إحدى الجمعيات الخيرية للمشاركة في حفلتها السنوية وعادت من عملها وذهبت فوراً إلى السرير لتنام لأنها شعرت ببوادر «نزلة برد» شديدة.

سيدة الخير

في العاشرة قبل منتصف الليل، دق جرس الهاتف في منزلها، فاستيقظت على صوت منظم الحفلة الذي أبلغها أن الجمهور كاد يحطم الكراسي في الفندق المخصص لإقامة الاحتفال بسبب غيابها.

على رغم إحساس تحية ببوادر المرض، إلا أنها قامت فوراً وارتدت ملابسها وذهبت لتعتذر للجمهور عن تأخيرها ثم رقصت كما لم ترقص من قبل وسط تصفيق الحاضرين وتجاوبهم. في اليوم التالي، بدأت تظهر عليها أعراض الأنفلونزا بسبب خروجها من الفراش وتعرضها للهواء.

شعرت تحية بأنها تركت أثراً طيباً على الحضور من أعضاء وضيوف الجمعية الخيرية، لكنها لم تكن تدري أنها تركت أثراً خاصاً على شخص واحد فقط، اعتاد حضور مثل هذه الحفلات، ما إن شاهد تحية حتى وقع في غرامها، فراح يجمع معلومات عنها، طباعها عاداتها الشخصية، ماذا تحب؟ ماذا تكره؟ اهتماماتها، والأماكن التي ترتادها، سواء للعمل أو للاستجمام والراحة.

راح إبراهيم بك، هكذا يدعونه، يتردد على الأماكن التي ترقص فيها تحية حتى بدأ يلفت نظرها، ليس بحضوره اليومي الدائم فحسب، لكن بوسامته وحرصه على أناقته، حتى إذا ما شعر بأنها بدأت تلتفت إليه تقدم منها طالباً الجلوس معها، ولم يضع وقته فأخذ يبثها حبه وهيامه، ثم فاتحها في أمر الزواج:

* أنت بتقول إيه؟ على طول كدا جواز من أول مقابلة؟

= تحية هانم… أنت ممكن تكون أتعرفت عليا النهاردة. لكن أنا أعرفك من زمان. يمكن كمان أعرف عنك اللي أنت ما تعرفهوش.

* للدرجة دي؟

= وأكتر من الدرجة دي…تحية هانم. أنا على استعداد أحط تحت رجليك مش بس رصيدي في البنوك وعربيتي وعزبتي واسمي. أنا على استعداد أحط قلبي تحت رجليك.

* إبراهيم بيه. أنت بتقول كلام ممكن يخلي أي ست تسلملك قلبها وهي الكسبانة. لكن أنا وضعي مختلف. طبعاً انت بتقول إنك تعرف كل حاجة عني فأكيد تعرف أني سبق لي الجواز أكتر من مرة.

= عارف. بس أنا بتقدم لتحية هانم اللي قاعدة قدامي النهاردة مش بتاعة امبارح.

* بس إمبارح دا جزء مني.

= جزء يخصك أنا مليش علاقة بيه.

* كمان أنا شغلي هو حياتي. ما ينفعش أبعد عنه، سواء الرقص أو السينما.

= تحية هانم أنا عارف كويس بتكلم مع مين وعارف يعني إيه الفن لتحية كاريوكا.

على رغم أن الرجل تخطى الخمسين من عمره، إلا أنه كان جذاباً، لبقا في حديثه مرموقاً من جميع النساء، ما جعل تحية تفكر في الأمر، وبعد وقت ليس طويلاً، وأمام مطارداته وإلحاحه اضطرت إلى الموافقة.

الزوج النصاب

بدأت تحية الاستعداد للزواج من إبراهيم بك، وبينما هي تستعد للانتقال إلى بيت الزوجية الجديد اكتشفت أن راقصة شابة جديدة ألقت شباكها حول إبراهيم بك لتأخذه منها، وأنها تتصل به يومياً، بل وتلتقي به بشكل شبه دائم في فندق «مينا هاوس» في منطقة أهرامات الجيزة.

على رغم صدمة تحية في الخطيب الجديد، إلا أنها بدأت تجمع الأدلة على اتصاله بتلك الراقصة الشابة من دون أن تشعره بشيء، فهي تعلم أنه رجل حذر وسريع الخاطر ولبق… وفي استطاعته أن يواجه الأدلة بما ينفيها تماماً، إذا لم تكن قوية ومتينة.

هال تحية ما توصلت إليه أثناء جمع الأدلة والمعلومات عن خطيبها والفنانة التي يعرفها، فقد علمت أن إبراهيم بك مجرد وهم كبير، فما هو إلا رجل نصاب ومحتال، بل إنه خبير بأساليب المخادعة والمكر، وأنه سبق له أن تزوج سبع مرات وعلى ذمته ثلاث سيدات وستكون تحية الرابعة، وأنه اعتاد اصطياد فريسته من سيدات المجتمع والطبقة الأرستقراطية، من المطلقات الشابات أو الأرامل، ممن لديهن ثروة كبيرة، فيسطو على إيرادات وأملاك زوجاته، ثم يدفعهن إلى طلب الطلاق منه بسبب سوء معاشرته، فيحاولن النجاة بأنفسهن حتى لو كان الثمن ثرواتهن أو كل ما يملكن.

أمام هذا الرجل الذي يتخذ من الزواج حرفة له يتكسب منها، حمدت تحية كاريوكا الظروف التي وضعت في طريقها هذه الراقصة الشابة التي أرادت خطف هذا الزوج، لأنها خلصتها من كارثة ربما كانت ستقضي عليها، كفنانة وإنسانة.

في أول لقاء بينهما، وضعت تحية الحقائق كافة التي توصلت إليها أمام إبراهيم بك الزوج المنتظر، الذي ظل يستمع إليها وما إن انتهت من كلامها حتى غادر المكان من دون أن ينطق بكلمة، واختفى تماماً من حياتها.

أرادت تحية أن تمحو هذه الصفحة من حياتها، ولا تذكرها حتى ولو مع نفسها، خصوصاً أن الموضوع لم ينشر، وإمعاناً في النسيان قررت القيام برحلة إلى لبنان وسورية تقدم فيها عدداً من الحفلات، تبتعد خلالها عن القاهرة، وبينما هي تفكر في ذلك جاءها الفنان محمد أمين يعرض عليها مشاركته بطولة فيلم جديد كتبه ويخرجه حسن حلمي.

وجدت تحية أن الفيلم جاءها في الوقت المناسب للخروج من الحالة التي تمر بها فقبلت فوراً، خصوصاً أن الفيلم جاهز للبدء فيه.

لم يمض أسبوع إلا وقد دخلت تحية الأستوديو لتصور فيلم «يحيا الفن» أمام محمد أمين، الذي حشد له، كمنتج، عدداً من نجوم الكوميديا: إسماعيل ياسين، محمود شكوكو، وعبد السلام النابلسي، إضافة إلى المطرب عبد العزيز محمود.

نصيرة العمال

بينما كان العمل يجري على قدم وساق في الأستوديو لتصوير المشهد الأخير من الفيلم، وما إن صرخ المخرج معلناً عن انتهاء المشهد ونهاية التصوير حتى تحرك العمال لجمع أجهزة الإضاءة والديكور، وإذا بأحدهم يسقط من على سلم خشبي كان يقف عليه لفك الديكورات. هرعت تحية إليه بلهفتها المعهودة في مثل هذه المواقف، وبينما هي في الطريق لإسعافه اصطدمت قدمها بأحد المقاعد فوقعت على الأرض، وراحت تملأ الأستوديو صراخاً، وبدلا من أن تذهب لإنقاذ العامل الذي لم يحدث له شيء، جرى هو عليها ومعه بقية العاملين في الأستوديو من فنانين وفنيين لإنقاذها، فحملوها وأخذها إسماعيل ياسين في سيارته وتوجه بها إلى المستشفى، حيث قرر الأطباء وضع قدم تحية في الجبس لمدة أسبوعين.

من المؤكد أن قدم تحية جزء من ثروتها، وعلى رغم ذلك لم تخف أو تحزن حرصاً على مستقبلها كراقصة، ما أحزنها أنها ستضطر إلى الابتعاد عن الفن لمدة أسبوعين ستلازم فيهما الفراش لعدم قدرتها على الحركة، غير أنها لم تجلس بمفردها مع والدتها طوال هذه الفترة، فلم يخل منزلها خلا مرضها من زيارات الأصدقاء لها، فوجدتها فرصة لتطلب من كل منهم أن يكتب لها كلمة على الجبس الموضوع على قدمها، فتحول إلى «أوتوغراف» قررت الاحتفاظ به في خزانتها الخاص كتذكار لهذه المناسبة غير السعيدة.

انتهزت تحية فرصة جلوسها في البيت لتقترب من والدتها وأسرتها، بعدما ابتعدت عنهم الفترة الماضية بسبب كثرة انشغالها وسفرها، فجاءت أختها فاطمة لتزورها بعدما علمت من الصحف بأمر كسر قدمها:

= وحشاني أوي يا توحة… ولا تحبي أقولك يا «بدارة» زي ما كنت بدلعك زمان؟

* قولي أي حاجة… المهم أني أسمعك بتتكلمي. ما تعرفيش أنت وحشاني إزاي؟

= والله لولا الولاد كنت كل أسبوع أجيلك.

* طب وليه تتعبي نفسك رايحة جاية ما تيجي أنت والولاد تقعدوا معانا هنا. البيت كبير أهه ومفيش حد فيه غير أنا وماما. ويمكن بتبقى ماما لوحدها على طول، لأني طول الوقت يا إما في الشغل، يا إما مسافرة.

= ياريت يا توحة بس أنت عارفة ظروفي.

* أيوا عارفة. مع أن علي الجداوي جدع وابن بلد ما عرفش إيه اللي يخليه يعمل كدا؟

= يووو يا توحة. دا موضوع فات عليه أربع خمس سنين. يعني خلاص راح لحاله.

* طب خلاص سيبي البت نجاة والواد فاروق. خليهم معايا هنا وأنا هأدخلهم مدارس وأخليهم أحسن من ولاد الباشوات.

= أنا عارفة. بس أنت مش ناقصة دوشة ووجع دماغ من العيال وبعدين ما أنت خيرك مغرقنا مش مخليانا عايزين حاجة.

* أوعي تقولي كدا. أنا مليش غيركم. أنتوا أهلي. وبعدين أنا اتجوزت كذا مرة وربنا ما أردش أن يكون لي أولاد. هأعتبرهم أولادي وهأربيهم أحسن تربية.

= أنا خايفة يعطلوك ويوجعوا دماغك وأنت مش فاضية.

* يا أختي هم بيرضعوا. دي نجاة ما شاء الله أهي بقت عروسة. تخليكِ معايا هنا يا نوجا؟

- يا ريت يا طنط توحة. أنا نفسي أروح معاكي السيما وأتفرج عليك.

* طب ما أنت أهو شايفاني. وكمان هاتقعدي معايا في البيت.

- لا أنا عايزة أشوفك وأنت بتمثلي في السيما علشان أمثل زيك.

* تمثلي زيي؟

- آه أنا شفت الفيلم بتاعك مع نجيب الريحاني وكنت بقلدك. حتى اسألي ماما.

* لا يا ست نوجا. أنت هاتقعدي هنا معايا بس بشرط تروحي المدرسة وتتعلمي أنت وفاروق. اتفقنا؟

- اتفقنا.

* أنا عايزة أشوفكم أحسن ناس في الدنيا.

انتقلت نجاة علي سيد الجداوي من الإسماعيلية لتعيش هي وشقيقها فاروق مع خالتهما تحية كاريوكا، فقد كان ترتيب نجاة (الرابعة) بين أخواتها الخمس، وشقيقها فاروق ترتيبه الثالث، والدهما من كبار التجار في الإسماعيلية، غير أنه طلق والدتهما فتفرغت لتربية أولادها، ومساهمة من تحية لتخفيف العبء عن شقيقتها أخذت نجاة وفاروق لتربيتهما معها.

أصرت كاريوكا على إلحاق نجاة وفاروق بمدرسة «الفرانسيسكان» وهي إحدى المدارس العريقة التي لا يلتحق بها سوى أبناء الطبقة الأرستقراطية لارتفاع مصروفاتها، خصوصاً أنها «داخلية» يغادرها الأطفال يومي الخميس والجمعة فحسب.

لم تبخل تحية في إنفاقها على نجلي شقيقتها، وعلى رغم انشغالها بعملها طوال الوقت، إلا أن إحساسها بالمسؤولية جعلها تخصص الوقت لمتابعتهما في المدرسة والذهاب إليهما كلما أمكن ذلك، لدرجة أنهما أتقنا الفرنسية والإيطالية في سن مبكرة، فضلاً عن الأمور الكثيرة التي تعلماها في المدرسة، من أصول «الإتيكيت» والنظام والاستقرار، وتشجيعهما على عشق القراءة للأدباء العالميين باللغة الإنكليزية، إضافة إلى القراءة للأدباء المصريين.

ما إن عادت قدم تحية إلى طبيعتها واستطاعت أن تتحرك وترقص بها، حتى عادت إلى عملها، وكان محمد فوزي ينتظرها لتشاركه بطولة فيلم من إنتاجه، كتبه ويخرجه خبير التجميل حلمي رفلة الذي اتجه إلى الإخراج.

لم تتردد تحية في العمل مع محمد فوزي على رغم أنها تقاضت أقل كثيراً من الأجر الذي وصلت إليه في السينما، ولكن دعماً منها لصديقها قبلت أن تشاركه بطولة فيلمه «حب وجنون» بنصف أجرها، وشاركهما إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو.

البقية في الحلقة المقبلة

الجريدة الكويتية في

03/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)