حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

أيقونة التمرد.. تحية كاريوكا

بقلم: ماهر زهدي

الحلقة ( 14 )

وا إسلاماه

انصرفت تحية كاريوكا بسرعة من أمام الضابط الأميركي، ربما خوفاً من أن يستطيع التأثير فيها فيميل عقلها ناحيته، فهو يقدم نفسه لها واضعاً أمامها قدراته وإمكاناته كافة للموافقة عليه، غير أنها لا تريد أن تفكر في الأمر، وإن كان لا يعيبه شيء.

حاولت تحية كاريوكا نسيان أمر الضابط الأميركي وكأنه لم يكن، بل تعمدت ألا تذهب إلى موعدهما، غير أن جلبرت ليفي لم ييأس، راح يرسل الورود كل يوم إلى بيتها، بل وإلى الملهى حيث ترقص، إلى الفندق. بدأ يحاصرها بالورد كل يوم، حتى وصل الأمر إلى إرسال الورد ثلاث مرات يومياً، كما راحت تحية تراقبه عن بعد، فوجدت أنه يتعمد الوقوف أسفل منزلها يومياً، ولا يغادر إلا بعد أن تطفئ نور حجرتها، ما يعني أنها خلدت إلى النوم، كذلك كان يذهب لانتظارها أمام الملهى وأمام الفنادق التي ترقص فيها، فيما لم تعطه تحية فرصة للاقتراب، فكانت تغادر في سيارة أجرة فوراً وتتعمد ألا تركب سيارتها الخاصة، حتى لاحت فرصة ذهبية له عندما ذهبت تحية ذات يوم لتناول إفطارها وشرب الشاي في «حديقة جروبي» في وسط القاهرة. لم يتردد لحظة فوجدته أمامها:

= ممكن ملكة الرقص الشرقي تأذن لي بتناول فنجان من الشاي معها.

* أهلاً وسهلاً… اتفضل.

= تصدقيني لو قلت لك إنه سيكون أجمل شاي تناولته في حياتي؟

* أنا أعرف أننا إحنا العرب مجاملين بطبعنا لأن كرمنا زايد في كل شيء حتى المشاعر… لكن الأميركان كمان يبقوا مجاملين… دي ما عرفهاش.

= صدقيني ليست مجاملة بل مشاعر صادقة. لكن ممكن أسألك أنت ليه رافضه تسمعيني ثم تحكمي على كلامي؟

* أنا مش رافضة أسمعك. لكن رافضة مبدأ الجواز نفسه. أنا جربت الجواز تلات مرات ومش عايزة أتجوز تاني على الأقل في الفترة دي.

= مدام تحية أنا بحبك بجنون ولا تصفيني بالمراهق إذا قلت إنك لو رفضت الزواج مني سألقي نفسي في نهر النيل حتى أظل بجوارك في مصر.

* يا ليفي… مش أنت اسمك ليفي برضه؟

= نعم. جلبرت ليفي.

* دا كلام جميل وأي واحدة ممكن تفرح بيه. بس أنا لا. ما ينفعش!

= ليه لا؟

* لأن أنا فنانة ولي اسمي وجمهوري ولي شغلي وارتباطاتي.

= مدام تحية أنا مؤمن جداً بك وبفنك… وأرى أنك تستحقين أكثر مما أنت فيه. وهذا وعد مني أنني سأقدمك لصناع السينما في هوليوود لأنك تستحقين أن تكوني نجمة عالمية. أعمالك تغزو العالم كله وليس المنطقة العربية فقط.

* طب ممكن أسألك أيه اللي عجبك فيا؟ تحية الإنسانة ولا الفنانة؟

= الاتنين… أحببت السمراء ابنة النيل الفاتنة التي تنحني أمام جمالها هامات الرجال، وتجتمع فيها خصال كل نساء الأرض… الرقة والجمال والنعومة والشراسة أيضاً، وأحببت الفنانة العظيمة.

الحلم الأميركي

كان لكلام ليفي عن السينما تحديداً، وفكرة الذهاب إلى هوليوود، وقع خاص على سمع تحية، فداعب خيالها أمر الذهاب إلى أميركا، والعمل في السينما الأميركية وهوليوود، وما قد يحققه لها هذا الأمر من انتشار، لتصبح نجمة عالمية، بل إن مردوده لن يكون عليها بمفردها، بل سيكون على الفن المصري لوضعه على خارطة السينما العالمية، فتكون تحية الباب الذي يدخل منه الفنانون المصريون إلى العالمية.

عرضت تحية أمر زواجها من الضابط الأميركي على المقربين منها فوجدت منهم ترحيباً بهذه الخطوة، وأنها ستكون فرصة بالنسبة إليها قد لا تعوض ثانية، ليس كإنسانة فحسب، ولكن سيفتح لها آفاقا عالمية كفنانة تحقق من خلالها خطوات واسعة في مشوارها الفني، خصوصاً أنها مؤهلة لذلك كفنانة شاملة تمثل وترقص وتغني. لكن والدتها هي الوحيدة التي عارضت هذا الزواج بشدة لأكثر من سبب، ربما أهمها أنها ستبتعد عنها وهي في هذا العمر:

= يعني أنت عايزة تسافري وتسيبيني وأنا في السن دا؟

* سن إيه يا فطومة… دا أنت اللي يشوفك يقول إنك أصغر مني.

= بلاش أنا. تسيبي أهلك وناسك وحبايبك وحالك ومحتالك وتروحي تعيشي في أميركا؟

* يا أمي أنا مش هأقطع نفسي من مصر وأعيش عمري كله في أميركا… أنا عن نفسي ماقدرش أبعد عن مصر. لأنها روحي والنفس اللي بتنفسه. لكن المسألة هتبقى زي ما بروح وباجي في رحلات الشغل لبيروت ولا دمشق… يعني تبقى شهرين تلاتة هناك وشهرين تلاتة هنا. وغير كدا هيبقى عندي فرصة اشتغل هناك في السينما الأميركية. ليفي وعدني أني أول ما روح هأعمل فيلم على طول.

= ما السيما هنا زي السيما هناك… هاتفرق أيه؟

* تفرق كتير يا أمي. دي فرصة مش هاتتعوض. مش لي أنا بس. للسينما المصرية كلها.

= وبعدين دا واحد لا أنت من دينه ولا هو من دينك… تتجوزيه إزاي؟

كانت هذه العبارة فارقة في تفكير تحية كاريوكا، فوقفت أمامها عاجزة لا تستطيع أن ترد عليها، فأرجأت الكلام فيها إلى حين اللقاء ثانية مع ليفي، لتوضيح هذا الأمر وكيفية التصرف فيه، غير أنه فاجأها بما لم تكن تتخيله:

= (ضاحكاً) كنت أنتظر هذا منك، لذلك سألت عن التفاصيل. غداً سأذهب إلى الأزهر الشريف لأشهر إسلامي بشكل رسمي. أليس هذا ما تريدينه؟

* لا أنت اللي عايز ولو مش عايز بلاش.

= مين قال مش عايز. بالعكس.

* معقولة!! أنت هاتدخل الإسلام علشان تتجوزني.

= أنا ممكن أعمل أي حاجة للزواج من أجمل امرأة رأيتها في حياتي.

بعد هذا التصرف الذي هز مشاعر تحية كاريوكا بقوة، لم يكن أمامها سوى الموافقة على الزواج منه، ورضخت والدتها بعدما علمت بما فعله ليفي، الذي أصبح اسمه «خليل عبد الله» بعدما أشهر إسلامه، فتم عقد القران رسمياً على يد مأذون شرعي، وراحت تحية تستعد للسفر.

سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية بصحبة زوجها، حيث بدأت حياتها الجديدة في أميركا بشهر عسل، ثم راحت تفكر في الاتجاه إلى السينما التي جاءت لأجلها.

اللوبي الصهيوني

لم يكن ليفي يخدعها، بل راح يعمل كمدير دعاية لها لأجل إسعادها، وتقديمها للوسط السينمائي في أميركا، فرتّب لقاء بينها وبين عدد من المخرجين الأميركيين في ملهى ليلي يملكه ثري سوري عربي، وما إن شاهدها المخرجون الأميركيون وهي ترقص رقصة «الكاريوكا» حتى أصابتهم الدهشة والذهول، فقرروا فوراً بدء الترتيب لتقديمها من خلال فيلم سينمائي استعراضي ضخم، ترقص وتغني وتمثل فيه، خصوصاً بعدما تأكدوا من سلامة نطقها اللغة الإنكليزية.

طارت تحية من الفرح، وشعرت بأنه لم يعد بينها وبين العالمية سوى خطوات، فقد تحدد موعد بعد أسبوع لتوقيع العقد مع الشركة المنتجة، وقبل يوم واحد من الموعد المرتقب، جاء زوجها ليفي أو «خليل» ليخبرها بخبر صادم:

* يعني إيه الشركة رجعت في كلامها؟ هو كلام عيال… دا لو شركة صغيرة في مصر لسه بتبدأ مش ممكن تعمل التصرف ده. ودي شركة عالمية لها اسمها وتاريخها. إزاي تلغي العقد كدا من غير أسباب؟

= لا هناك أسباب.

* إيه قالوا إني مانفعش أكون ممثلة… ولا ماشبهش الممثلات الصفر بتوعهم.

= بالعكس هم معجبين بك جداً وواثقين في موهبتك.

* أمال إيه المشكلة.. ما تتكلم فيه أيه؟

= المشكلة أن الشركة عرفت من المخرج أنك ممثلة عربية مصرية.

* عربية مصرية!! وأيه دخل دا بالتمثيل ولا بالفيلم؟ اللي أعرفه أن الفن لا له دين ولا وطن.

= أنت لا تفهمين شيئاً يا تحية.

* طب ما تفهمني أنت

= منذ فترة ليست قليلة بدأ لوبي يهودي يسيطر على شركات الإنتاج هنا في أميركا… زي ما بدأوا بعد الحرب العالمية الثانية يسيطروا على البنوك والشركات. ومدير هذه الشركة يهودي من أصل ألماني ويعرف جيداً أن المصريين كانوا يساندون هتلر في الحرب ويتمنون فوزه. لذلك يعتقد غيره من اليهود أن العرب وتحديداً مصر وشمال إفريقيا، شركاء هتلر في ما فعله بهم، لذلك بمجرد أن عرف أنك مصرية رفض بشكل قاطع، بل راح ينبه بذلك على كل شركات الإنتاج الأخرى.

على رغم الصدمة الكبيرة التي أصابت تحية، إلا أنها قررت ألا تستسلم لهذا الموقف العنصري المتطرف، فقبلت العرض الذي قدمه لها الثري السوري صاحب الملهي الليلي، ولم تمض أيام حتى أصبح لها جمهور كبير من الجاليات العربية وبعض الأميركيين. لكن يبدو أن ذلك لم يقنع صاحب الملهى، فقرر أن يطلب منها استبدال «بدلات الرقص» التي أتت بها بأخرى أكثر تحرراً، تلائم المجتمع المفتوح والجمهور الأميركي، فرضت وتركت العمل لديه، غير أنها دهشت عندما عرفت رأي زوجها:

= حبيبتي دا طبيعي أحنا هنا مجتمع مفتوح… ما فيش مشكلة.

خيبة أمل

جاء رأي زوجها صادماً لها، وزاد من صدمتها محاولة زوجها نقل هذا العالم المفتوح إلى بيتها، وتكوين صداقات تتنافى مع عادات تحية الشرقية، فاتخذت قرارها في لحظة واحدة:

* طلقني يا خليل.

= تحية… ماذا تقولين؟ أنا بحبك.

* شوف يا خليل… ولا أحسن أقولك يا ليفي.

= ماذا تقصدين؟

* أقصد أنك كنت خليل لحد ما أتجوزنا، وبعد ما أتجوزنا في مصر بس، لكن بمجرد ما جيت هنا أميركا اكتشفت أنك لسه ليفي. وهاتفضل ليفي الأميركي بعاداتك وتقاليدك. زي ما أنا هأفضل تحية كاريوكا المصرية العربية.. حتى لو رحت أبعد بلاد العالم.

حصلت تحية كاريوكا على الطلاق من زوجها الرابع، وعادت إلى القاهرة بخيبة أمل، ليس بسبب الطلاق، فلم يكن ذلك يهمها في شيء، بل بسبب فشلها في أن تخطو بالسينما المصرية خطوة نحو العالمية، غير أن هذه التجربة لم تكسرها، ولم تخرج منها تحية خالية الوفاض، بل تعلمت الكثير منها الكثير، وكانت نقطة تحول حقيقية في حياتها الفنية والإنسانية. اكتشفت أنه لا يكفي أن تكون مشاعرها وطنية تجاه بلدها ووطنها، بل لا بد من أن تكون فاعلة ومشاركة في الأحداث السياسية على الساحة، فاقتنعت تماماً أن الفنان لا يمكن أن يعمل بمعزل عن السياسة أو المناسبات الاجتماعية، خصوصاً بعدما شاهدت كبار الفنانين والفنانات الأميركيين يشاركون في أنشطة اجتماعية عدة لصالح جمعيات تعني بالفقراء والمرضى ومصابي الحروب، فقررت أن تشارك في معترك الحياة الاجتماعية والسياسية.

بمجرد أن علم الفنانون بوصول تحية، حتى سارعت صديقتها حكمت فهمي بزيارتها وهنأتها بسلامة العودة، بل وحاولت أن تزيل عنها آلام التجربة:

= أنا مش هأقولك انسي… لا ما تنسيش. خلي التجربة دي قدام عنيك لأنك هاتستفيدي منها أكتر ما خسرتي فيها.

* ما تتصوريش يا حكمت حاسه بوجع أد أيه؟

= عارفة بس ما تخليش الوجع يكسرك… أنت أقوى من كدا.

* الوجع مش من تجربة الجواز. لا من اللي شفته من نظرة الناس دي لينا.

= الناس دول مش هايسبونا ولسه دورهم مجاش… بس أحنا مش واخدين بالنا. زي ما أنت شايفه كدا. الراجل الكبير غرقان في ملذاته ومش بيفكر في أي حاجة غير في نفسه واللي حواليه مغميين عنيه. زي ما يكون طور مربوط في ساقية وبيلف مش دريان باللي بيحصل بره من حواليه، ولا حتى باللي بيحصل في البلد جوه.

* صدقيني أنا مش هأقدر أكون زي الأول. حاسة إن تحية اللي سافرت أميركا… غير اللي رجعت.

= دا حلو. بس لازم اللي رجعت تكون أحسن وأقوى من اللي سافرت.

* سيبك من الكلام دا. طمنيني عليك. بتعملي أيه وبتشتغلي فين دلوقت؟

= ماخبيش عليك. حاسه إني خلاص انتهيت. الزمن ما بقاش زمني. حاسه إني عملت كل اللي أقدر عليه.

* ليه بتقولي كدا… حكمت أنت لسه صغيرة والمشوار طويل… وأنا واثقة أنك لسه اللي جواك كتير.

= مابقتش قادرة أدي أكتر من كدا. تجربة السجن كانت مرة أوي… حتى بعد ما خرجت حاسه أنهم لسه بيحاربوني… وأنا مش قادرة.

* أوعي تقولي كدا. أنا جنبك ومش هاتخلي عنك.

= أنا عارفه يا حبيبتي. المهم أنك تخلي بالك من نفسك لأن لسه مشوارك طويل.

هجوم صحافي

لم تحاول والدة تحية أو المقربون منها تأنيبها على الخطوة التي خطتها، بل حرصوا على التخفيف عنها لنسيان هذه التجربة القاسية على نفسها، فيما لم تتركها الصحافة، ليس بسبب فشلها في زواجها من الضابط الأميركي، ولكن ما قالته من تصريحات قبل سفرها، عما قد تفعله بالفن المصري والسينما المصرية، وغزوها السينما الأميركية عبر هوليوود، فنشرت جريدة «دنيا الفن» معلقة على فشل تحية في إثبات عالميتها واختيارها الأميركي «ليفي» زوجا، وفشل هذه الزيجة، بكتابة زجل بعنوان «تحية وتحية» من توقيع «أبو طارق» جاء فيه:

تحية وتحية

ألفين تحية… «تحية» راجعة وادي النيل

يا ألف أهلا بشيخة راقصات الجيل

قالت مسافرة عشان سيما عشان تمثيل

وقلنا راحت على كارمن ميراند.. ياليل

أتاري كل الحكاية عريس.. ملهش مثيل

المهنة كابتن.. وبكرة حيكون كولونيل

وعنده مصنع خياطة ودكاكين تفصيل

والملة أميركي متأصل وابن أصيل

قالت ح يسلم ومن ليفي حيبقى خليل

وحيصلي ويصوم ويزور ما استطاع سبيل

لو تسمحولي أنا أصلي لساني طويل

وأقول للأعور ياعور.. وللرزيل يارزيل

قرأت تحية ما كتبته جريدة «دينا الفن» فجن جنونها، وقفت عاجزة لا تستطيع التصرف، فاتصلت بصديقها الفنان سليمان نجيب:

* أنا مش ممكن أسكت على الإهانة دي… أنا هارفع قضية على الجرنال والزجال اللي كتب الكلام دا.

= أهدي يا تحية. أنت دلوقت فنانة كبيرة ولك اسمك. يعني شخصية عامة، ومن حق الصحافة تنتقد الشخصيات العامة وتقول رأيها فيها إذا غلطت.

* أيوا بس أنا ماغلطتش.

= لا غلطت.

* غلطت أني اتجوزت زي كل عباد الله ما بتتجوز.

= الحكاية مش أنك اتجوزتي وبس… لكن اتجوزتي أميركي وأنت عارفة أن أميركا كانت من ضمن الحلفا… وعارفة موقف المصريين من الحلفا في الحرب. وكمان الكلام اللي قولتيه عن السينما المصرية وغزو السينما الأميركية.

* يا نجيب بيه أنت عارفني وعارف أنا كنت عايزة أعمل إيه.

= يا حبيبتي عارف والله العظيم… بس الناس مش عارفة. لازم يا تحية تتعلمي تقولي إيه وأمتى وفين… وأوعي تستجيبي لحد ممكن يستدرجك لكلام ممكن يتحسب عليك في وقت من الأوقات.

* يعني بلاش ما أعملش حاجة؟

= لأ ردي بس مش بالكلام، ردي بالفعل… وريهم مين هي تحية كاريوكا؟ وتقدر تعمل إيه؟ وتقدر تقدم لبلدها إيه؟

* دا فعلا اللي كان في دماغي… وبفكر فيه من ساعة ما رجعت.

= أنا مش عايزك تفهمي كلامي غلط… أعملي اللي أنت عايزاه. بس خللي فنك نمرة واحد بالنسبة لك. ولما تردي من خلال فنك.. الرد هايكون أقوى.

(البقية في الحلقة المقبلة)

 

عالمية… السينما المصرية

بدأت الصحف المصرية تنشر خبر زواج تحية من الضابط الأميركي، وأنها تستعد للسفر معه إلى الولايات المتحدة الأميركية، بل وراحت تكتب عن المستقبل الذي ينتظرها في السينما الأميركية وهوليوود، وكلام تحية عن شبه اتفاق على المشاركة في أول فيلم عالمي في أميركا، وهذا ما نشرته مجلة «المصور» في عددها الصادر في 23 مايو 1946 بعنوان «تحية كاريوكا في الطريق إلى هوليوود»:

تسافر نجمة الرقص والفن الأصيل تحية كاريوكا مع زوجها الجديد الأميركي جلبرت ليفي، الذي أصبح اسمه «خليل عبد الله»، إلى هوليوود الشهر المقبل من أجل الاشتراك بعدة أفلام عالمية وقد علمت المصور أن أول أفلامها سيكون مع النجم العالمي إيرك بورتمان.

راحت الصحف والمجلات تتسابق لإجراء أحاديث صحافية مع النجمة المصرية التي تقف على عتبات العالمية، في محاولة للفوز منها بلقاء قبل السفر، فأدلت تحية بتصريح للمجلة نفسها في عددها التالي علقت فيه على هذه الخطوة المهمة في حياتها، وحياة الفن المصري:

«الفن المصري سينتشر قريباً في الآفاق، فإذا كنت سأسافر الولايات المتحدة الأميركية، فأنا لن أنسى حبيبتي مصر أبداً، سأعود إليها طالما سمحت الظروف بذلك، فأنا لا أستطيع الابتعاد عن «مملكة وادي النيل» ولكن الفن يتطلب ذلك ولو مؤقتاً، فأنا لن أسعى لتقديم تحية كاريوكا، بقدر ما سأسعى لتقديم الفن العظيم، لفتح آفاق له في المحافل الدولية، فنحن لسنا أقل من هؤلاء الفنانين العالميين، إن لم نكن نزيد عنهم».

الجريدة الكويتية في

02/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)