ليلة الحظ
لم تتمالك تحية كاريوكا نفسها وأجهشت بالبكاء، ليس لما قاله المخرج
ولي الدين سامح، الذي راح يؤنبها لعدم أداء المشهد الأول في فيلم «لعبة
الست» بل جاء بكاؤها بسبب الفشل الذي سيطر عليها أمام العملاق نجيب
الريحاني.
شعر نجيب الريحاني بتحية كاريوكا والحزن المسيطر عليها، فقال للمخرج:
= معلهش يا أستاذ، أنا ومدام تحية كاريوكا لسه ما خدناش على بعض.
- أنا آسف يا جماعة اعذروني النهارده أول يوم تصوير الأعصاب مشدودة…
ومدام تحية واضح إنها متوترة.
= أيوا أيوا معلش… علشان كدا أنا بقول بلاش تصوير النهارده.
- لكن يعني…
= معلش يا أستاذ سامح علشان خاطري نأجل المشهد يومين تلاتة بس لحد ما
ناخد على بعض.
- طب يا جماعة… فركش النهارده.
انتهى اليوم الأول من تصوير الفيلم قبل أن يبدأ، لكنه لم ينته بالنسبة
إلى الريحاني الذي شعر أن عليه دوراً يجب أن يقوم به تجاه كاريوكا، وكسر
حاجز الرهبة بينه وبينها، فبدأ فوراً:
= تعرفي أني حاسس أني ميت من الجوع.
* اعذرني يا نجيب بيه أنا عطلتك وجوعتك.
= أولاً أنا مش بيه. ملناش قسمة فيها… كفاية علينا سليمان بيه نجيب
ويوسف بيه وهبي. لكن أنا نجيب… نجيب وبس. ثانياً، أنت مالكيش ذنب في العطلة
أنا اللي لغيت التصوير والمنتج طبعاً ما صدق لغى وجبة الغدا للكل… لكن سيبك
أنا هافف عليا آكل كوارع بالفتة والخل والتوم ولحمة راس.
* كوارع ولحمة راس؟
= آه… ما تعرفيش الكوارع ولحم الراس.
* إزاي أنا بنت بلد أعجبك أوي، وأعمل الكوارع والفشة والكلاوي
والممبار مفيش كدا.
= كدهه… دا أنت باين عليك ست بيت ممتازة. كان نفسي أقولك دوقيني أكلك،
بس مافيش وقت… خلاص عصافير بطني بتكاكي مش بتصوصو. إيه رأيك أنا أعرف واحد
في سيدنا الحسين، من أيام الفقر، بيعمل الحاجات دي مفيش كدا… أنا عازمك.
* عازمني… أيوا بس.
= ما فيش بس. صحيح أنا عايش لوحدي بس ما حبش آكل لوحدي. تعرفي من يوم
ما والدتي الست أم توفيق ما ماتت ما أكلتش أكل بيتي.
* والست بديعة؟
= بديعة… آه… بديعة سلطانة… والسلاطين ما بيعرفوش يطبخوا. بس بقى ما
تاخدنيش في تلاتة أبيض أنت عملتي فيلم «نادوجا» دا إزاي… دا أنت ممثلة مش
عادية.
* أستاذ نجيب… أنا فاهمة قصدك. أنت عايز ترفع من روحي المعنوية علشان
اللي حصل النهارده.
= انت ذكية أوي يا تحية… بس صدقيني أنا مش بقول كدا بأجبر بخاطرك أنت
ممثلة هايلة ولازم تثقي في نفسك.
أداء رفيع
أمضى نجيب الريحاني اليوم بأكمله مع تحية كاريوكا، أزال خلاله الحواجز
النفسية كافة، وضيق المسافة بينهما، لدرجة أنهما خرجا من هذا اللقاء صديقين
حميمين، وراحت تحية تحضر التصوير يومياً من دون أن تشارك فيه، وعمد ولي
الدين سامح والريحاني إلى تصوير عدد من المشاهد لا تشارك فيها تحية خلال
الأيام الثلاثة الأولى، لتنجح الخطة التي رسماها للخروج من مأزق الرعب
والمواجهة.
غير أن تحية كانت تشاهد ما يتم تصويره وتهمس لنفسها قائلة:
* معقول أنا أقف قدام الهرم دا وانطح فيه؟ معقول يا بت يا توحه تنطحي
الهرم؟!
وبدأت تحية تصوير دورها، ولم يصدق المخرج ولي الدين سامح ما رآه منها
في اليوم التالي، من طبيعية وتلقائية وبساطة أمام الكاميرا، بعدما زالت
الكلفة بينها وبين الريحاني، شعرت بالقدرة على التمثيل أمامه، ولم يعد
بينها وبينه أي حواجز من رهبة أو خوف، ليستمر تصوير الفيلم بشكل أسرع مما
توقع، إذ حرص الريحاني على أن يكون مشجعاً لها أمام الكاميرا، وتهنئتها
والتصفيق بعد أداء كل مشهد، حتى وصل الأمر إلى أنه إذا حدث خطأ من تحية
تطلب إعادة المشهد، يسارع الريحاني بنفسه للاعتذار لها وللمخرج، كأن الخطأ
ليس خطأ تحية، بل خطأه هو، وراح يتدخل في المشاهد التي لم يكن مشاركاً فيها
أمامها، غير أنه لم يستطع أن يفعل شيئاً عندما جاء تصوير مشهد أغنية
ستؤديها تحية، كتبها بديع خيري:
يا خارجة من باب الحمام
وكل خد عليه خوخة
خوخة خوخة خوخة
مشيتي حافية وخدتي زكام
ورابطة راسك من الدوخة
دوخة دوخة دوخة
هنا أصر المخرج على تصوير الأغنية، للمرة الأولى في تاريخ السينما
المصرية، بشكل مباشر، أي في مكان التصوير مباشرة من دون تسجيل مسبق، وأيده
الريحاني في ذلك، وإن حاولت تحية تسجيلها بشكل منفرد ووضعها على أسطوانة
كالعادة، غير أن المخرج عارض بشدة:
* يا أستاذ سامح طول عمري أعرف أن أي أغاني في الفيلم بيسجلوها الأول،
وبعدين بيشغلوها «بلاي باك» في الأستوديو ساعة التصوير.
= أنا والله عارف الكلام دا يا مدام تحية… بس أنا مش مقتنع بيه. مش
كمخرج لا كمشاهد. أنا بحط نفسي مكان المشاهد لما أشوف بطلة الفيلم بتغني
بآلات موسيقية كاملة وما شفش الآلات دي… تبقى الموسيقي جايه منين؟ المشهد
متظبط على أن أسرة «لعبة» هايقوموا بالعزف و{لعبة» هاتغني فيبان طبيعي
ومنطقي.
اقتنعت تحية بكلام ولي الدين سامح، وقدمت الأغنية التي لحنها صديقها
الموسيقار محمود الشريف الذي يعرف طبقات صوتها جيداً، فأبهرت الجميع بمن
فيهم محمود الشريف نفسه، بل والمطرب عزيز عثمان الذي قدم أيضاً أغنية يسخر
فيها من «حسن» أو نجيب الريحاني في حفلة زفافه على «لعبة»:
بطلوا دا واسمعوا ودا
ياما لسه نشوف وياما
الغراب… يا وقعة سودا
جوزوه أحلي يمامة.
بطلوا ودا واسمعوا ودا
هي كأنت فين عينيكي يا يمامة
لما دورت بأيديكِ ع الندامة
الصدامه اللمامة
اللي لو خبوا في ودانة
جوز أرانب لم يبانوا
لعبة الست «بديعة»
قبل أن ينتهي تصوير الفيلم انتابت تحية أحاسيس غريبة تجاه موضوع
الفيلم، وحكاية «حسن ولعبة» فأرادت أن تفاتح نجيب الريحاني بما شعرت به،
خصوصاً أنه مؤلف الفيلم هو وبديع خيري:
* أستاذ نجيب كنت عايزه.
= دا إحنا قربنا نخلص الفيلم وبقينا أصحاب ولسه بتقولي أستاذ نجيب.
* والله لو عملنا مع بعض عشرين فيلم… هتفضل أستاذ نجيب.
= خلاص اللي تشوفيه… أنت كنت بتقولي إنك كنت عايزه حاجة… حاجة تاكلي؟
* هاهاها… لا كان فيه حاجة في دماغي من ناحية موضوع الفيلم. وكنت
عايزة استفسر عنها باعتبارك مؤلف الفيلم.
= خير يا ست تحية… دورك فيه مشكلة ولا عايزة تزوديه شوية.
* لا دا ولا دا… دي حاجة تخصك أنت بس مترددة مش عارفة أقولها إزاي؟
= يا ستي قولي ولا يهمك.
* أد كدا أنت لسه بتحبها؟
= هي مين دي؟
* بديعة مصابني.
= يا بنت الإيه… مش بقولك أنت ذكية جداً. قدرتي إزاي تربطي بين «لعبة»
وبين «بديعة»؟
* دا مجرد إحساس.
= إحساسك في محله يا تحية. فعلاً «لعبة» هي الصورة التانية من بديعة
مصابني وفعلاً أنا حبتها… بس هي ما كانتش بتحب حد غير بديعة وأنا حاولت. بس
هي ما دتنيش فرصة.
* بس زي ما أنا شايفة في نهاية الفيلم بترجع لعبة لحسن… تقصد أنه ممكن
يعني…
= دي سيما يا تحية. لازم نبسط الناس وما نعكننش عليهم… لازم نديهم أمل
بنهاية حلوة. لكن الواقع حاجة تانية خالص.
انتهى تصوير الفيلم، بعد أربعة أسابيع، كانت بمثابة أربع سنوات
بالنسبة إلى تحية، ليس لثقل الفيلم وأيام العمل فيه، لكن لما تعلمته من
الريحاني، فكان كل أسبوع بمثابة خبرة سنة، وقبل أن يصافح نجيب تحية في يوم
التصوير الأخير من الفيلم ويغادران المكان، وقف نجيب الريحاني يعترف لتحية
بما لمسه فيها وعرفه عنها:
= مهما أقولك مش هأقدر أوصف السعادة اللي سببتيها لي وأنت معايا في
الفيلم دا. مش بس كفنانة لها وزنها… لا كمان كإنسانه بجد. من الصعب أن
الواحد يقابل كل يوم واحدة زيها.
* الكلام دا المفروض أقوله أنا يا أستاذ نجيب… لأني مهما كنت اتعلمت
في حياتي واللي ممكن أتعلمه بعد كدا… هيبقى قليل جنب اللي اتعلمته منك.
= لا يا تحية أنت فنانة بجد بس عايزه اللي يخرج الفن اللي جواك. عارفة
أنت عاملة زي إيه؟
* زي إيه؟
= زي القارة المجهولة… اللي عايزة اللي يكتشفها. أرض بكر محتاجة بس
اللي يرمي فيها البذرة. علشان تخرج لنا أجمل زهور وخير. انت يا تحية كتاب
مليان أسرار ومواقف ودروس، محتاج اللي يفتحه ويقراه. سلوكك في الحياة عبقري
وجذاب، زي ما تكوني شخصية جاية من الأساطير أو الحواديت بتجمعي بين الجرأة
والقوة، وبين الضعف والاستكانة. تقدري تعملي كل اللي بتفكري فيه بسهولة
لأنك عارفة قدرات نفسك.
* يااه… أنا كل دا… تشبيهات غريبة أوي ما تطلعش غير من فيلسوف. فيلسوف
حقيقي في أيده مفاتيح لكل الناس. يقدر يضحكهم وقت ما هو عايز ويبكيهم وقت
ما يحب.
لم يكن كلام كاريوكا والريحاني مجرد مجاملة رقيقة ينهي بها كل منهما
مرحلة مهمة في حياته، أو يودع بها لقاء عابراً قد يتكرر كل يوم في حياة أي
منهما، لكن حقيقة الأمر أن كلاً منهما شعر بعاطفة نبيلة تجاه الآخر، أحب
نجيب الريحاني تحية كاريوكا كإنسانة كما أحبها كفنانة، جذبه شعور قوي
ناحيتها ورغبة في الارتباط بها، وتمنت تحية أن يبوح لها الريحاني بذلك، غير
أن ربع قرن من الزمان وقف حائلاً بينهما، فقد كان الفارق في العمر بينهما
ما يقرب من 25 عاماً، فتردد نجيب ولم يشأ أن ينكسر قلبه مجدداً، وفضل أن
يكتم حبه في قلبه ويتألم بسببه، على أن يفيق على حقيقة لن تنتهي مرارتها من
قلبه.
رأي الجمهور
في الليلة السابقة على عرض الفيلم، لم يعرف النوم طريقه إلى عيني
تحية، وبمجرد أن جاءت العاشرة صباحاً راحت تتابع أخبار عرض الفيلم في سينما
أستوديو مصر في شارع عماد الدين، حيث راح الجميع، سواء شركة أفلام الشرق
الأوسط التي أنتجت الفيلم وصاحبها رشاد الشوربجي وتحية والريحاني، يتابعون
الإيرادات لحظة بلحظة، بعدها بدأت تحية تستعد لحضور الحفلة المسائي من
السادسة إلى التاسعة بصحبة نجيب الريحاني، وسط الجمهور كما هو متبع في
العرض الأول لأفلام النجوم والنجمات كافة، غير أنه صُدم بعدما عرف ضعف
الإقبال على الحفلة الصباحية الأولى، وعلى رغم ثقته فيها كممثلة، وأنها
قدمت كل ما تستطيع عليه ممثلة محترفة في دورها في الفيلم، إلا أنه قرر عدم
حضور الحفلة المسائية بصحبة تحية، لتصله الأخبار بما كاد أن يذهب بعقله، إذ
ظل الجمهور يصفق أكثر من 20 دقيقة لكاريوكا وهي تلوح له والدموع تنزل من
عينيها وهو يهتف لها: توحة… توحة… توحة.
تأكد الريحاني من صدق ما سمعه وعدم المبالغة فيه، عندما قرأ في صباح
اليوم التالي ما كتبته الصحف عن الفيلم وأبطاله وموضوعه والتجربة الأولى
لمخرجه ولي الدين سامح، والإشارة إلى مولد نجمة سينمائية جديدة قدمها
الريحاني، حيث أشار النقاد إلى أن تحية تقدم نفسها للمرة الأولى للجمهور
المصري كممثلة من طراز فريد.
نقل الجمهور والنقاد إلى تحية كاريوكا ما وصلت إليه كممثلة، وأنها
أصبحت تفوق كبريات الممثلات المحترفات من جيلها أو حتى من الأجيال السابقة
عليها، وأنها كانت في فيلم «لعبة الست» منافسة قوية للنجم الكبير الريحاني،
غير أن تحية دون غيرها كانت على يقين بأن المستوى الذي وصلت إليه، يعود
الفضل فيه إلى الريحاني، ليس لأنه منحها خبرته في أصول فن التمثيل، بل لأنه
منحها خبرته الإنسانية، ومنحها الفرصة لتخرج ما في داخلها من فن.
التفت المخرجون إلى تحية كاريوكا، كأنهم وجدوا أمامهم فجأة ممثلة من
نوع خاص، فتهافتوا عليها، لدرجة أنهم عرضوا عليها أكثر من سبعة سيناريوهات
عقب «لعبة الست»، ما أسعدها وأشعرها بذاتها كفنانة، غير أنها تذكرت إحدى
النصائح التي قالها لها الريحاني، أن تنتقي ما قد تقدمه لجمهورها، وليس كل
ما يعرض عليها، غير أنها اضطرت إلى الاستجابة لرجاء المخرج كامل حفناوي،
لتصوير فيلم كتبه وأنتجه لتقديم نفسه كمخرج.
وافقت تحية على القيام ببطولة فيلم «نجف» ليس إعجاباً بالفيلم دون
غيره من سيناريوهات، لكن بحكم طبيعتها في مساعدة الآخرين، خصوصاً هؤلاء
الذين يبدأون تجارب جديدة، أو من هم في بداية مشوارهم الفني.
شارك تحية في بطولة الفيلم المطرب اللبناني محمد أمين، والفنانة زوزو
ماضي، لكنه لم يحقق أي صدى يذكر، مقارنة بفيلم «لعبة الست» وما سبقه من
أفلام.
معجب أميركي
بعد انتهاء عرض الفيلم، خرجت تحية من دار العرض وهي تتجنب أن يراها
أحد من الجمهور خشية رد فعل قد يغضبها، وقررت أن تمشي قليلاً بمفردها من
دون سيارة، غير أنها لم تدرك أن عينين من بين مئات الأعين التي شاهدت
الفيلم في هذا العرض راحت تراقبها بل وتتبعها أينما ذهبت. لاحظت تحية ذلك
غير أنها لم تهتم، ظنت أن أحد المعجبين يتتبع خطاها لمجرد أنه شاهدها تمشي
في الشارع.
وجدت تحية نفسها في مواجهة «كازينو بديعة» في ميدان «إبراهيم باشا»
فقررت الدخول لرؤية عدد من أصدقائها الذين لم ترهم منذ فترة، وفي الوقت
نفسه للهرب من ملاحقة هذا المعجب، غير أنها وجدت أنه يمشي خلفها إلى كازينو
بديعة، فوقفت والتفتت إليه لتعنفه، لكن ما إن تكلمت حتى فوجئت به يحدثها
باللغة الإنكليزية، ثم بعض الكلمات العربية الممزوجة بالإنكليزية، واستطاع
أن يقنعها بتناول فنجان شاي معه في كازينو قريب من ميدان «إبراهيم باشا»
وراح يكلمها:
= مدام تحية. أنا جلبرت ليفي. ضابط في الجيش الأميركي.
* اتشرفنا…
= مدام تحية أنا متابعك منذ فترة طويلة ومتابع أعمالك كلها.
* أنت بتشتغل مع المخابرات؟
= (ضاحكاً) أنا متابعك كإنسانة وفنانة… وليس لي علاقة بالمخابرات ولا
بأي أجهزة أمنية.
* ومتابعني كإنسان وكفنانة ليه… عايز مني إيه؟
= مدام تحية صحيح أنا ضابط في الجيش الأميركي وشاب.
* وعنيك خضرا وشعرك أصفر ووسيم… آه وبعدين.
= لم أقصد ذلك. ولكني قصدت أن أقول إنني رغم حياة العسكرية والانضباط،
إلا أنني رومانسي أحب الفن… ولكن مشكلتي أنني لا أعرف كيفية التعبير عن
مشاعري.
* أيوا أنا مش دكتورة نفسية… لو أنت عندك مشكلة روح اتعالج!
= (ضاحكاً) روحك جميلة لأبعد حد. مدام تحية أنا بحبك… بحبك بشكل غير
طبيعي.
* كدهه مرة واحدة. أنت تعرفني منين علشان تحبني وتقوللي الكلام دا؟
= أنا كما قلت لك متابعك من خلال أعمالك. ومن خلال الملاهي والفنادق
التي ترقصين فيها… وعرفت عنك أشياء كثيرة جداً.
* أنت بتجمع معلومات عني يعني؟
= اجمع معلومات كرجل يحب امرأة… ليس أكثر.
* وعرفت إيه بقى عني؟
= عرفت إنك إنسانة عظيمة وبسيطة وصريحة. فيك أنوثة الشرق وشهامة العرب
وثقافة الفنان المبدع وقوة الرجال وضعف النساء الجميل… ومن الصعب جداً أن
تجتمع كل هذه الصفات في إنسان ولا يجد ملايين البشر يحبونه!
* يخرب عقلك!
= يعني إيه «يخرب عقلك»؟
* (ضاحكة) لا أبداً دي كلمة بنقولها للتعبير عن الدهشة والإعجاب.
= أفهم من كدا أنك معجبة بيا؟
* لا مش على طول كدا… أنا معجبة بتحليلك لشخصيتي بالسرعة دي من غير ما
نكون بنتعامل مع بعض.
= أكيد أنت ما تعرفنيش. لكن أنا أعرفك جيداً… لذلك عرفت كل ذلك عنك.
* أيوا بس مش عارفة أنت عايز إيه مني؟
= أريد أن ارتبط بك… أريد أن أتزوجك.
* جواز كدا مرة واحدة؟ أنت بتتكلم إزاي… مش ممكن أنا ما أعرفكش حتى لو
أنت تعرفني كويس.
= أنا لا أتعجل ردك. ولكني أطمع في قبولك طلبي… سأكون أسعد إنسان على
سطح الأرض… وسأكرس كل حياتي وما أملك من أجل إسعادك وجعلك أسعد مخلوقة على
سطح الأرض.
صمتت تحية وسرحت بخيالها بعيداً، ثم تنبهت فجأة على صوت ليفي يحدثها،
غير أنها فجأة هبت واقفة، وقررت أن تنصرف فوراً. حاول أن يستوقفها لاستكمال
كلامه، فاتفقت معه على موعد آخر.
البقية في الحلقة المقبلة
الجريدة الكويتية في
01/08/2012 |