حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

الأساتذة.. أهم صناع السينما في العالم

أوليفر ستون... الأميركي الرافض

بقلم: عبدالستار ناجي

الحلقة ( 10 )

حينما ترصد الاسماء التي مارست لغاية مالية من الرفض للسياسة الاميركية، وخاصة، التدخل في مصائر الشعوب والامم وخوض الحروف، يأتي اسم المخرج الاميركي اوليفر ستون، ليحتل موقع الصدارة، فقد اعلنا ومنذ مرحلة مبكرة من مشواره عن لغة سينمائية تحمل ذلك الاعتراض الصريح، وتفجرت تلك اللغة، اثر عودته من التجنيد الالزامي. وفي رصيد اوليفرستون كم من النتاجات السينمائية التي تتناول موضوع الحرب في فيتنام والعالم وعشاق الفن السابع يتذكرون حرفته المجلجة ضد الحروب والدمار من خلال عدد بارز من اعماله ولعل اهمها واكثرها خلودا في الذاكرة فيلم «بلاتون» الذي بات يمثل احد المراجع السينمائية في منافسة الحرب الاميركية في فيتنام.

ولد اوليفرستون في 15 سبتمبر 1946، وسطعت شهرته وبصمته في منتصف الثمانينات ومطلع التسعينيات، عبر نتاجات ذهبت بعيدا في رفضها للحرب.. والارهاب.. والتطرف.. وهو اليوم يحمل ثلاث جوائز اوسكار لتحف سينمائية، سنتوقف عنها خلال هذه المحطة، التي ترصد واحد من اهم اساتذة الفن السابع في اميركا.. واكثرهم رفضا.. واعتراضا ونزقاً!

ولد اوليفر في نيويورك، والدته جاكلين فرنسية ووالده لوي ستون عامل مستودعات ومخازن، والده يهودي ووالدته كاثوليكية، كان يقضي اجازة الصيف سنويا برفقة والدته في فرنسا، ولهذا يجيد اللغة الفرنسية بطلاقة تامة.

درس في مدرسة هيل سكول وكان والده يرسله للعمل في عدد من المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية في وول ستريت وهذا ما قدمه لاحقا في احد اعماله في فيلم وول ستريت.

درس في جامعة يال، ثم خدم في الجيش لمدة ستة اشهر، وعاش عدداً من المعارك في فيتنام ثم درس في جامعة نيويورك، وهناك زامل المخرج مارتن سكورسيزي في رصيد ستون ثلاثة من اهم الاعمال السينمائية تتناول حرب فيتنام، وهي بلاتون الفصيل 1986، ومولود في الرابع من يوليو (1989).

والسماء والارض 1993، وهو يطلق على تلك الاعمال الثلاثية، لان كل منها تتعامل مع موضوع - الحرب - ولكن من جوانب مختلفة.

في كل تلك الاعمال، اعتمد على نصوص روائية، واعتمد على مذكرات رون كوفيك، وفي السماء والارض على رواية حينما تغير السماء والارض مكانهما، وهي رواية مستمدة عن قصة حقيقية للو «لي» هايسلب ومن اجل تجاوز تلك الثلاثية، التي ازدحمت بالرفض والتمثيل العميق لاثار الحرب ودمارها على الطرفين وكمية الخلل والاعاقة التي لحقت بالمجندين الاميركان.. ذهب اوليفرستون في ذات الفترة الى موضوع اكثر قلقا حيث شارع المال في فيلم «وول ستريت» 1987 معتمدا على النجم القدير مايكل دوغلاس والذي نال عن الدور اوسكار افضل ممثل.

وتوالت الاعمال ليقدم حديث الراديو 1988، ودورز 1991 - عن فرقة دورز الشهيرة، ويومها جسد النجم فال كيلمر دور جيم موريسون.

تلك الاعمال، رسخت موقع اوليفرستون كمخرج يذهب الى الموضوع ليفجر القضايا، وليخلق حالة من الجدل والاعتراض.

وفي رصيد ستون، كما اسلفنا ثلاث جوائز اوسكار اولها افضل سيناريو مقتبس في فيلم، قطار منتصف الليل، 1978، وافضل اخراج عن فيلم بلاتون وايضا مولود في الرابع من يوليو.

وشهرة ستون ككاتب سيناريو، لا تقل عن شهرته كمخرج متمكن من ادواته وحرفته، وفي مجال السيناريو له افلام، كاتون البريدي والوجه ذو الندبة ومليون طريق للموت وايفتا ويعرف بانه قام بكتابة جميع الافلام التي اخرجها مع فيلم يوتيرن مع جنيفر لوبيز وشون بين.

ولكنه لاينسى انه فاز بجائزة (رازى) عن اسوأ سيناريو كتبه لفيلم عام التنين 1985، وهذه جائزة (ساخرة) تمنح لاسوأ الاعمال والنجوم.

لباقة عالية، ومقدرة لا تهدأ، ونتاجات تذهب بعيدا في قضاياها وموضوعاتها وقضايها وطروحاتها ففي فيلم اعطاء يوم الاحد 1999 وتناول فيه عوالم واسرار كرة القدم الاميركية، ولكنه عاد عام 2010 ليدير النجم مايكل دوغلاس في الجزء الثاني من فيلم وول ستريت.

كما اخرج في عام 2004 فيلم الاسكندر وتناول خلاله مشوار وحياة وجوانب غامضة من حياة الاسكندر المقدوني.

هو في كل مرة يذهب الى التحليل العميق حتى وهو يتناول حادث (11 سبتمبر) في فيلم مركز التجارة لا يتردد في اللقاء كم كبير من اللوم.. في كل ما حصل على السياسة الاميركية.

بل ان الفيلم يجعلنا نعيش معاناة والم رجال المطافئ الذي سقط منهم العشرات اثناء قيامها بعملية الانقاذ حتى سقوط المباني وذهاب مئات الضحايا.

ولمزيد من المواجهات، والرفض يحقق فيلم دبليو وهو اختصار لاسم الرئيس الاميركي الاسبق جورج دبليو بوش (بوش الابن).

في الفيلم تحليل مقرون بالشفافية لطفولة الرئيس بوش وعلاقته مع والده ومعاناة مع ادمان الكحول في مرحلة ما من عمره، كما تستمر احداث الفيلم حتى دخول العراق عام 2003.

مقدرة على المواجهة، وهو لا يرتضي بان يحول كاميرته الى مجرد (لهو ومتعة) بل سينما نذهب الى الحقيقة، وسينما تفجر الالم.. وتثير القضايا والغبار والمشاكل.

وهذا ما نلمسه جيدا، في فيلم مولود طبيعي قاتل معتمدا على سيناريو شاركه في كتابته كونتين تارانيتون وعرض عام 1994.

في رصيد ستون، عدد من الاعمال الوثائقية، من بينها شخص غير عظيم عبر الصراع العربي الاسرائيلي ورفيق عن الرئيس الكوبي فيديل كاسترو.

في الجانب السياسي وهو جانب رافض ايضا حيث يتمتع اوليفرستون بعلاقات سياسية وجيدة مع العديد من المعارضين للسياسة الاميركية، في مقدمتهم فيديل كاسترو والفنزويلي هيغو شافيز والايراني محمود احمدي نجاد. وقد صنع اعمالاً سينمائية وثائقية عن تلك الشخصيات والتقى بها.

وعلى الجانب الشخصي، فان ستون تزوج ثلاث مرات الاولى مع (نجوى سركيس) 1971 وتم الطلاق 1977 ثم تزوج من اليزابيث بوركيت كوكس احدى المساعدات معه في الانتاج 1981، ومنها رزق بولدين هما «شوق ستون او (علي) 1984 ومايكل جاكوب (1991) وانفصل عن زوجته اليزابيث عام 1993 وهو متزوج حاليا من «جونج جونج» وقد رزقا بتوأم من البنات.

ونشير هنا الى ان ابنه الاكبر شون ستون، كان قد زار ايران مع والده، وهناك تعرف على فتاة ايرانية، ارتبط بها واعتنق الاسلام والمذهب (الشيعي) على وجه الخصوص. وحينما سأل ستون عن هذا الامر، قال: انها حياته.. وهي اختياراته.. وانا احترمها.

ونشير ايضا، الى انه قام بالتميل في عدد من الاعمال واول الاعمال التي مثل بها هو عودة معركة الحب 1971، ثم ظهر في «بلاتون» وول ستريت و«دورز» وبقية الاعمال التي اخرجها.

كما يعتبر من اعلى كتاب السيناريو في العالم كما يقوم بانتاج النسبة الاكبر من الاعمال السينمائية التي يقوم باخراجها، لانه يتحرك في نمط انتاجي عال لكنه يتطلب امكانات ضخمة في الانتاج تكون في الغالب محفوفة بمخاطر النجاح الجماهيري ولكنه في كل مرة يذهب بعيدا ليقرن النجاح الجماهيري.. بالفن بالبعد السياسي ومن هنا اهمية وقيمة ومكانة اوليفرستون، الذي يعرف ماذا يريد وماذا يريد الجمهور ايضا.

النهار الكويتية في

31/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)