حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

الجمهور رفعه فوق الأعناق... وفتح بيته بالإيرادات الضخمة

بقلم: سمير الجمل

فجأة توقف المخرج الكبير الراحل أشرف فهمي عن المشي ونظر نحوي غاضبا سأسبقك الى السيارة.. حدث ذلك في ليلة رمضانية من أيام عام 1994 وتحديدا بالقرب من مطعم شهير أسفل بيت عادل أمام بالدقي كان ينزل اليه كل ليلة بعد الافطار وحتى موعد السحور يلتقي مع الأصدقاء رأيته وقتها يلعب الطاولة.

وقتها قلت لأشرف عادل «أهه» لكنه تركني ومضى ودخلت الى عادل وسلمت عليه وعدت الى أشرف الذي أخبرني بأنه لا يحب غرور عادل ولذلك لم يعمل معه.. سكت ولم أعلق.

وبعد سنوات تعرض أشرف لأزمات عائلية وصحية عديدة وابتعد عنه الكثير ممن استفادوا منه ماديا وأدبيا الا عادل أمام الذي ظهر له فجأة..بدون سابق انذار وعرض عليه علاجه بأي مبلغ وفي أي مكان داخل مصر أو خارجها وقدم اليه ما يريد من المال لكن أشرف اعتذر له شاكرا واضطر ان يؤكد الاعتذار مرارا وتكرارا حتى يكف عادل عن إلحاحه في المساعدة.

بعدها بأشهر تعافى وخاطبني تليفونيا وطلب مقابلتي على وجه السرعة.. وهمس اليّ: «اسمع أنا أريد رد الجميل لعادل أمام لقد اكتشفت انه انسان رائع وكنت أفهمه بطريقة غير صحيحة».

في هذا الوقت كان هنيدي وأبناء جيله ظهروا وغيروا شكل خريطة السينما وقال البعض ان عادل أمام انتهى عصره وتلك هي طبيعة أجيال السينما وكما صعد عادل نفسه وتوارى غيره الآن يفعلها جيل هنيدي ولكن «أشرف» بحماس منقطع النظير كان يؤمن بغير ذلك تماما.. وان عادل يمتلك مؤهلات الاستمرار وهو مالا يمتلكه غيره ولا بأس ان ينجح هنيدي وجيله.. لكن عادل لايزال قادرا على العطاء.

أدهشني هذا الكلام وسألته وماذا يمكنك ان تقدم له وأنت معظم أفلامك فيها القليل جدا من الكوميديا.. باستثناء «ضربة جزاء» وهنا طرح عليّ فكرة قصة وقعت معه هو شخصيا بالفعل وقت دراسته في أميركا حيث كان يعيش مع عائلة أراد كبيرها الذي يزيد عمره على السبعين ان يلتقي بآخر زميل له على قيد الحياة في ولاية تبعد حوالي ألف كيلو متر عن مقر سكنه واقترح على أشرف ان يصحبه وان يستأجرا سيارة لهذا الغرض.

وتحولت رحلة الوصول للصديق الى مغامرة شاقة وعند الوصول أصيب أشرف بالذهول عندما رأى الرجل رغم معاناة السفر ومفاجأته يفتح زجاج السيارة وأشار لزميله بيده الذي كان جليسا فوق مقعد متحرك وتبادلا الابتسامة والتحية ثم أغلق الزجاج مرة أخرى وأمر أشرف بالعودة من حيث جاء.

هذا الموقف دفعني لكتابة فيلم كوميدي.. بعنوان «أحبابنا يا عين» وحول الرجل الأميركي الى جنرال مصري عاصر حروب 48و56و67و73 ثم تقاعد واكتشف وجود آخر زميل دفعته العسكرية بالاسكندرية وتحولت الرحلة الى مغامرات ومواقف كوميدية اجتماعية صارخة.. الغريب انني أنهيت السيناريو قبل وفاة أشرف فهمي بأيام قليلة وأخبرت عادل أمام بأمره على استحياء في العزاء وشغلتنا أمورنا وأنا أعرف ان عادل له حساباته التي احترمها.

الشــــلة

أبرز الأسماء التي ارتبطت بعادل.. صلاح السعدني وسعيد صالح.. بالوسط الفني ومن خارجه اللواء عبدالرازق حلمي محمود والدكتور ماهر فهمي وهو طبيب بيطري.. وخلال فترة تواجد سعيد صالح في السجن حاول البعض الاصطياد في علاقاتهما ولم يلتفت عادل الى هذه المحاولات لان الوفاء للأصدقاء لا يحتاج الى دعاية أو علاقات عامة.. فهل يعقل ان يكون الرجل الذي يتباهى بالوفاء لطبقة فقيرة.. ولثورة قامت لانصاف الغلابة.. ولأساتذة كبار تعلم منهم الكثير.. ولجمهور رفعه فوق الأعناق وفتح بيته بالايرادات الضخمة التي يحصدها في مسرحه وأفلامه.

وعندما يكلمك عادل امام عن الوفاء.. يتحول أمامك الى عازف ماهر على آلة الانسانية.. واسمع يا سيدي.. مقطوعته الدائمة عن ثورة يوليو حيث يقول:

أنا وكل جيلي نتاج الثورة.. كانت فترة ازدهار شامل نقرأ ونسمع ونرى ونعمل وننهض ونحلم وعشنا صحوة هائلة.. وصراع لصالح البلد بين الوزيرين ثروت عكاشة ومحمد عبدالقادر حاتم.. ظهرت قصور الثقافة وأكاديمية الفنون بمعاهدها المختلفة وكنت تقرأ بقروش وتشاهد اوركسترا القاهرة السيمفوني وتستمع اليه بقروش ولم يكن عبدالناصر يصادر الحريات ويكمم الأفواه لان الذي يحقق هذه النهضة الشاملة في كل أوجه الحياة وينحاز للغلابة لا يمكن ان يكون ظالما أو جبارا.. وعندما تنحى خرج الناس يبكون في الشوارع من تلقاء أنفسهم لم يحركهم الاتحاد الاشتراكي كما قال البعض.. خرجنا نجري وتكرر المشهد عند وفاة عبدالناصر في جنازة شعبية تاريخية لم ولن تتكرر في العصر الحديث».

وأضاف: عندما انحاز الى الطبقة البسيطة في الحقيقة انحاز الى طبقة أفخر بأنني خرجت منها.. ولم أحاول أبدا ان أكذب وان أتعالى عليها مهما زادت شهرتي واتسعت ولأني أتابع التغيرات الاجتماعية التي طرأت وتوالت على هذه الطبقة في عصور مختلفة.. أعرف كيف أعبر عنها وأتبنى أفكارها وقد يأتي هذا خلال «جملة حوار واحدة تساوي الفيلم كله أو تعادله».

والوفاء.. مرتبط جدا بالبطولة ويحتاج الى بطل يستطيع ان يقاوم كل المغريات وان يقبض على المبدأ.. وكأنه يقبض على الجمر.. لهذا أحببت علي بن أبي طالب لأنه فارس وحكيم وشجاع.. ومن خلاله أحببت كل النماذج صاحبة النجاح الاستثنائي.. في ميادين الفن عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ.. وفي ميادين الكتابة نجيب محفوظ ويوسف ادريس ويوسف السباعي وفي ميادين الطب مثل الدكتور محمد غنيم الذي بنى صرحاً عملاقا في المنصورة لأمراض الكلى هو خير شاهد على ان العربي يستطيع ان يفعل المعجزات اذا أراد وبالامكانات المتاحة.. وهي تجربة تجدها أيضا بارزة في مدينة دبي.. الفروسية هي البطولة.. والبطولة لا يمكن ان تتحقق بدون الوفاء وفي الريف يعرف الناس معنى الوفاء والشهامة والتكاتف والجدعنة وكان من حظي ان أعيش حياة الريف ثم انتقل الى حي شعبي تتجلى فيه هذه المعاني.. ومن حبي للوفاء والفروسية.. أكره الخيانة والندالة والتفريط.

وهنا أسأل عادل كلمني عن «الاندال» في حياتك !!

 

فيلم للعلم

البحث عن المتاعب

إخراج : محمود فريد

قصة وسيناريو وحوار: بهجت قمر

مدير التصوير: محمود نصر

مونتـاج : حسين أحمد

انتاج: جمال الليثي

تاريخ العرض: 20 ديسمبر 1975

زمن الفيلم: 90 دقيقة ألوان

بطولة : ناهد شريف، صفاء ابوالسعود، محمود المليجي، صلاح نظمي، توفيق الدقن، ميمي شكيب، زكريا موافي، مظهر أبوالنجا.

القصة

شعبان مصور صحافي يسعى لاثبات وجوده حتى يرتبط بخطيبته فريسكا الا انه يفشل حتى تقع بعض الصور في يد مجرم اسمه نابليون ويحاول استثمار المصور لضرب غريمه ويفرح شعبان بالفرصة وان يلعب على المجرمين.. ونجد أنفسنا أمام مطاردة بين الأطراف الثلاثة ويسقط نابليون وغريمه ويفوز شعبان بخطيبته.

 

حكاية مشهد

مصطفى متولي يتحاشى النظر إلى الشغال!

في مسرحية الزعيم كان الموقف الدرامي هو مشهد توقيع عدة اتفاقيات يوقعها زينهم «عادل امام» أو الزعيم المزور.. ويتم اعداد المشهد على هذا النحو وكما يتم في البروتوكول السياسي المتعارف عليه حيث يجلس مسؤول كل دولة بجوار نظيره.

ويجلس زينهم ثم يطلب استبدال مقعده.. ويذعن المسؤول الضيف لذلك وأحمد راتب مسؤول المراسم يلبي طلبه حرصاً على توقيعه لان في ذلك فائدة مادية لعصابة السلطة التي تتخذ من زينهم الزعيم المزيف ستاراً لها.

وكان عادل كلما نظر ناحية المرحوم مصطفى متولي لا يتمالك نفسه من الضحك.. وقد تكرر ذلك في مسرحية «الواد سيد الشغال» في موقف شهير ولان المسرحية استمرت سنوات كل ليلة وعند مشهد يحاول متولي ألا ينظر ناحية عادل.. وان يتماسك.. لكن عادل بطريقته يجعله يضحك بل ويخرج عن الدور.. وقد ظهر ذلك في التسجيل التلفزيوني للمسرحية والذي يتم على عدة أيام ويكون المخرج التلفزيوني للمسرحية بخلاف المخرج المسرحي.. وأحياناً يكون هو نفسه.. لان الاخراج التلفزيوني للمسرحية يتطلب وضع الكاميرات بطريقة معينة تحافظ على الجو المسرحي.. وكأن متفرج التلفزيوني يجلس في صالة المسرح.. فاذا ما جاء المخرج التلفزيوني وقدمها بطريقة مختلفة يفقدها روحها المسرحية ولا يصل بها الى الدراما التلفزيونية التقليدية.

وكان المخرج الكبير حسين كمال من أفضل من يقوم باخراج المسرحيات تلفزيونياً وقدم العشرات منها.

وفي مسرحية «الزعيم» كان المخرج هو شريف عرفة.. وقد نجح في تقديمها محتفظاً بروح المسرح.

وعادل امام من عادته ان يكون أول من يحضر الى المسرح قبل الجميع.. ولان المسرحية هذه كانت تعرض على مسرح جديد بالهرم.. عرفه الناس حتى الآن بأنه مسرح الزعيم حتى بعد عرض مسرحية بودي جارد عليه.

وعادل يتمسك بان يمسك العصا التقليدية ويدق بها في مستهل العرض الدقات الثلاث ايذاناً ببدء العرض.. وهو يحرص ان يفاجأ فريق المسرحية بأشياء لم تكن في حسبانهم وبذلك تكون كل ليلة كأنها الأولى في العرض المسرحي والمسرحية بطولة منال سلامة ورجاء الجداوي.

النهار الكويتية في

30/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)