حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

لم أحضر إلى العراق.. كي أكون ضد الكويت!

بقلم: سمير الجمل

حكايته مع ابنه رامي تبدأ عندما كان يقدم مسرحية في الجامعة الأميركية اسمها «جزيرة القرع» وأعجبته المسرحية وقرر الاستعانة بالشبان أبطالها في أعماله ساعتها اكتشف أن «رامي» الصغير كبر ونضج.. لم يفكر بعقلية الأب لكن بروح الفنان الذي يريد أن يتواصل مع كل جيل.. والرهان على الشباب لم يعد ترفا ورفاهية ولا تفضلا لكنه ضرورة للبقاء والاستمرار..

كانت أقلام النقاد توجه إليه بعض الانتقادات لكونه المنفرد بعمله الفني وبطله الأوحد وكان رده عمليا.. بإضافة اسم جديد في كل عمل. ومعروف أن عادل لحق بجيل شفيق نور الدين وماري منيب وتوفيق الدقن ومحمود المليجي.. ثم فؤاد المهندس ومدبولي وعوض ثم جيله هو سعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار.. ثم احمد ادم وهنيدي وهاني رمزي ثم خالد سرحان وخالد زيادة ثم جيل أحمد مكي وسارة عبد المنعم وبسمة.. وحلا شيحة، وكان «عادل» مركزا تمحورت حوله أكثر من مجموعة فنية ودارت في فلكه وكان الرهان دائما وأبدا ليس على صناعة النجاح واقتناصه ولكن على الاستمرار فيه والتشبث بالقمة.

البلسم

في جلسة من جلساته الطويلة حكيت له عن صديقي مدرس اللغة العربية الذي يصر في كل موسم أن ينهي إجازته الصيفية بمشاهدة مسرحية لعادل أمام ولان بودي جارد استمرت أكثر من 9 سنوات كان يشاهدها في كل مرة وكأنه يشاهدها لأول مرة وطلب منى أن أساعده بحجز أماكن له ولأسرته ولما عرف عادل.. طلب منى أن ادعوه على المسرحية وعلى العشاء أيضا.. ولكنه رفض وأصر أن يذهب إلى المسرح ويحجز تذكرة كالمعتاد.. وينهي إجازته مع عادل أمام كأنها طقوس سنوية يمارسها بكل دقة وقناعة واستمتاع هذه حالة من حالات يأتي أصحابها بالطائرات من بلدانهم العربية خصيصا لمشاهدة مسرحياته وأفلامه والعودة إلى بلادهم حتى أنك تستطيع القول بأن السياحة أضافت إلى أفرعها المعروفة الدينية والتاريخية والعلاجية والرياضية والتسويقية.. فرعا جديدا يمكن أن نسميه سياحة عادل إمام أو سياحة «الضحك».

وفي الليلة الأولى لافتتاح مسرحيته في بغداد اكتشف أن الجمهور يجلس على السلالم الفاصلة بين المقاعد وقد أضيف للمسرح أكثر من 800 مقعد بخلاف مقاعده الأساسية وهي 2000 مقعد.

تعطل العرض لفترة حتى يهدأ الجمهور.. وطلب من القائمين على المسرح أن يسمحوا لأكبر عدد بالحضور وعندما انفرج الستار واطل عادل إمام وقف الجميع واستمر التصفيق لعدة دقائق حتى قال لهم ضاحكا: «أنا تعبت من الانحناء وعايز امثل» وضحكوا قبل أن تبدأ فصول الضحك مع المسرحية نفسها وفي نهاية العرض اكتشف انه في مأزق لا يحسد عليه.

آسف جداً

انتهى العرض وظل الجمهور واقفا في مكانه يرفض مغادرة المسرح واضطر عادل أن يمسك بالميكرفون ويلقي عليهم كلمة بدون ترتيب أو إعداد قائلاً: «حضرت إلى العراق احمل حبي وأشواقي لشعبكم العظيم» وقال لهم انه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يشهد فيه عودة العرب إلى العرب وقد توحدت قلوبهم ومشاعرهم وأهدافهم ضد عدوهم الأوحد.

قال كلمته بوضوح ومصداقية وقناعة ورغم ما يمكن تأويله منها ونجح بذكاء في إبعاد زيارته عن مرمي السياسة.. في المسرح كان ينزل ويصافح المسؤول الذي يحضر وانتهى الأمر لان مهمته واضحة جاء للناس وهدفه الناس وإذا جاء القادة إلى المسرح فأنهم يصبحون من الناس.

فقط من حق أولاد وأحفاد الرئيس والوزراء الدخول إليه في غرفته والتقاط بعض الصور التذكارية. وكلما جاء احدهم إلى غرفته كان يستعيد بعض ما قال في الليلة الأولى لعرض مسرحيته أمام الجماهير الغفيرة وكوكبة من المسؤولين ثم قالها مرارا وتكرارا للصحافيين: «أنا لم احضر إلى العراق لكي أكون ضد الكويت.. لسبب بسيط إنني أحب الكويت وذهبت إليه أكثر من مرة وسأذهب إليه وفي وقت مقاطعة الدول العربية لمصر ومن بينها الكويت وفي مقر السفارة وجدت سفراء كل دول الصمود والتصدي يحتفلون بي مع الأستاذ سعدالدين وهبه قاطعوا مصر سياسيا لكنهم احتفلوا بها وبنا فنيا وإنسانيا». وسألت عادل مع لقمة وقطعة من الجبن.. مع الخيار والطماطم.. هل يختلف الوفاء للوطن.. عن الوفاء الإنساني لصداقات العمر.. ورفقاء المشوار.. هنا يضحك بطريقة لطيفة تؤكد استخفافه بالسؤال.. لأن الوفاء هو الوفاء لا يتجزأ.

هنا لن يتكلم وينبغي بعد إذنه أن أتحدث أنا عن معني من معاني الوفاء كنت شاهدا عليه وهو سر يذاع لأول مرة بطله المرحوم المخرج الكبير اشرف فهمي الذي حكي لي القصة في واحدة من حواراتنا الطويلة الممتدة عن كل شيء.

قبل القصة بسنوات كنت في جلسة عمل بمطعم يمتلكه رسام الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين 1995 يقع أسفل العمارة التي يسكنها عادل أمام في هذا الوقت امتدت الجلسة داخل المطعم إلى موعد السحور وكنا وقتها نجهز لفيلم «ضربة جزاء» الذي أخرجه اشرف ولعب بطولته كمال الشناوي مع فيفي عبده ووحيد سيف وعاد به محمود قابيل للفن بعد غياب وكان الفيلم من تأليفي واخترنا مصطفى حسين لكي يرسم الأفيش.

بعد انتهاء الجلسة خرجت مع اشرف ولان المطعم أمامه ملحق واسع عبارة عن مقهى كبير وضخم يتجمع به شخصيات ونوعيات مختلفة من الطبقة الراقية.. وكان عادل إمام ينزل في المساء ليلعب الطاولة مع شلة من الأصدقاء. لحظة خروجي لمحته جالساً.. وقلت لأشرف.. سأدخل للسلام عليه وانصرف هو إلى سيارته ينتظرني بها دخلت إلى عادل وسلمت وضحكنا ثم انصرفت سريعا لكي أسال اشرف ونحن في السيارة. لماذا لم تسلم على عادل، قال : بصراحة اشعر بأنه مغرور، قلت : ولكنك لم تتعامل معه.

وحكي لي عن اتصالات متباعدة أثناء التحضير لفيلم بعنوان «المسطول والقنبلة» كتبه مصطفى محرم عن قصة لنجيب محفوظ وكنت قد رأيت نسخة من السيناريو بالفعل في بيت اشرف كانت هذه هي قناعة اشرف بالرغم من أني حاولت أن أغير الفكرة عن مواقف عديدة.. وطوينا الملف عند هذا الحد.. ومضى على هذا الموقف عدة سنوات.

ودخل اشرف في دوامة من الظروف الاجتماعية والعائلية الصعبة وتدهورت أحواله المادية وهو الذي كان يتباهى بأنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. أمه التركية الثرية ووالده الطبيب الشهير للأنف والأذن والحنجرة ويشهد الله انه كان من أجود وأكرم الإنسان.. على من يعرف ومن لا يعرف.. وعندما جاءت سيرة اشرف أثناء الرحلة أشاد به عادل كمخرج كبير وظريف وأهلاوي صميم فهو ابن عم صالح سليم ومن مجانين كرة القدم.. ولم يزد على ذلك.. بعد الأزمة .. إلى بعد عام وأكثر من هذه الرحلة وجدت اشرف يحكي لي عن ظروف مرضه وكيف وجد عادل إمام فوق رأسه بدون سابق إنذار يعرض عليه أن يعالجه.

 

فيلم للعلم

أنا وهو هي

إخراج: فطين عبدالوهاب

قصة وسيناريو وحوار: عبدالمنعم مدبولي وسمير خفاجي عن الفيلم الأميركي «طلاق السيدة اكس» وسبق تقديمها للمسرح بنجاح بأغلب أبطال الفيلم واشتهر عادل فيها بجملة «أنا الأستاذ دسوقي السكرتير بتاعه».. وأيضا «بلد شهادات صحيح».

مونتاج : حسين احمد

تصوير : كمال كريم

إنتاج: فريد شوقي

أول عرض: 9مارس 1964

الأبطال : فؤاد المهندس - شويكار - توفيق الدقن - الضيف احمد - محمود فرج/ سهير زكي/ نبيلة السيد.

القصة

بسبب فضيحة نسائية يهرب حمدي المحامي إلى الفيوم وهناك تحدث ظروف جوية سيئة وتحاول أكثر من سيدة مقاسمة حمدي الغرفة ويفشلن إلا نادية التي أصرت على ذلك وهي مطلقة مجرم شهير هو النمساوي وقد حضر إلى مكتب حمدي كزبون لاستشارته في أمر رجل يريد قتله لأن زوجته نامت معه في غرفة واحدة كما اخبره البعض بذلك وهو فيلم كوميدي يعتمد على سوء الفهم .

 

«حكاية مشهد»

الدكتور سليمان عبدالباسط .. هل تعرفه

هذا واحد من الأفلام شبه المجهولة لكاتب معروف هو وحيد حامد ولممثل شهير هو عادل أمام والفيلم هو «انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط» وهو في سجل مؤلفات وحيد يحمل رقم 4 بعد مجموعة كبيرة من المسلسلات الإذاعية الناجحة التي تحول اغلبها فيما بعد إلى أفلام سينمائية.. وكان هذا هو اللقاء الثاني بين وحيد وعادل بعد فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» ولكنها لم تكن المرة الأولى الذي يلتقي فيها عادل بالمخرج محمد عبدالعزيز وهو من اقرب المخرجين إلى قلبه وهو شقيق المخرج عمر عبدالعزيز ووالد الفنان كريم عبدالعزيز الذي اشترك طفلا مع عادل في فيلم «المشبوه».

والفيلم الذي عرض لأول مرة من مايو 1981 وبدأ تصويره قبل ذلك بحوالي ستة أشهر يستعرض الانتخابات وما فيها وأزمة أستاذ جامعي متخصص في علم الجريمة لكنه هو نفسه يقع في جريمة لا يعرف كيف يفلت منها.

ويقول المخرج محمد عبدالعزيز عن الفيلم: القصة كما كتبها وحيد تدور حول الدكتور سليمان وقد نشأ بالريف المصري وهو زوج سفيرة ابنة وزير تعيش حياة ارستقراطية وتتعالى عليه وهي تسخر من أهله والبيئة المتواضعة التي نشأ فيها بل واللهجة التي يتكلم بها ويشعر الدكتور سليمان بالاختناق والحصار وعندما تذهب الزوجة السفيرة «مديحة كامل» إلى الإسكندرية في مهمة عمل يقرر الدكتور أن يعيش حياته بطريقة أخرى.. ويسرع إلى الملاهي الليلية وهناك يلتقي بفتاة ليل.. ويشعر بأنها مختلفة وهي تشعر كذلك بأنه غير كل الرجال فهو يتعامل معها باحترام.. إلى هنا والقصة تبدو تقليدية عند هذا الحد لكن الربط بينها وبين الانتخابات ومزج العام بالخاص لعبة لا يعرفها إلا كاتب متمكن.

وتأتى الذروة الدرامية عندما يتم اكتشاف أمر العلاقة عن طريق مقاول صديقه هو الذي أسس له مسكنها الفاخر.. ويحدث الصدام بين العقل والمال على الجسد.. ويتورط سليمان في قتل المقاول وقد اشتعل الموقف بينهما.. ويرفض إبلاغ البوليس كما نصحته الفتاة ويأخذ الجثة ويلقي بها إلى الطريق خوفا على سمعته ويعيش في حالة صراع داخلي بين تدريسه للقانون وبين هروبه من القانون لكن المشهد الختامي الذي تم تصويره بالجامعة ينهي الصراع عندما يقف ضابط الشرطة على باب المدرج.. وبعد أن ينهي الدكتور محاضرته المعتادة عن الجريمة.. يكون الضابط مستعدا لاصطحابه لكي يتحول من رجل قانون إلى خارج عليه وقد صورناه في مرة واحدة.

النهار الكويتية في

29/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)