حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

أول أجر 50 قرشاً.. وبينه وبين «الكباب» ثقة متبادلة

بقلم: سمير الجمل

عندما سألت عادل أمام عن «الاندال» في حياته واهم مواقف «الندالة».. بادرني هو بسؤال مضاد؟.. أنت عارف أن الاندال غالباً دمهم خفيف!

أبديت دهشتي بالطبع وراح هو يقدم حيثيات اكتشافه:

لأن الندل هو الوحيد الذي لا يشعر بندالته ولهذا يحتاج إلى مبررات ولف ودوران وغالبا ما يقع في شر أعماله.. ومع ذلك لا يتوب لأنه يخترع لنفسه دائما مبررات جديدة..

ويعترف عادل بأنه قابل في حياته الكثير من الصعوبات والطعنات التي كانت بمثابة دعائم لاستكمال مشواره.. ولكنه بذكاء يؤكد أن معظم الضربات التي نالت منه هي نفسها الضربات التي طالت الوطن كله.. ولكني بحكم معرفتي الوثيقة به اعرف قدرة عادل على النسيان وتجاوز حركات الندالة معه.

هناك جروح لاتزال آثارها طازجة في وجدانه.. ومواقف مهما كانت قوتها لكنها لاتزال عالقة على سطح الذكريات يحكي عادل عن رجل أعمال سأله ذات مرة: لماذا تكره رجال الأعمال وتصور أغلبهم على أنهم لصوص؟!

ضحك عادل مندهشا وقال للرجل: كأن سيادتك تطالبني أن أهاجم الفقراء طب على أيه! يكفى ما هم فيه..

ثم شرح عادل كيف انه هو وغيره يهاجم نوعية من رجال البزنس الذين يعيشون على دماء الغلابة.. فيزداد الفقير جوعا.. وترتفع أرصدتهم في البنوك.. ومع ذلك هناك فرق بين فقير يحقد ويتمنى لك زوال النعمة.. وفقير يكافح بشرف لكي يكسب وتتحسن أوضاعه..

أنا اعرف هذا جيدا لأنني كنت أتقاضي 50 قرشا في الليلة من مسرح التلفزيون.. وعانيت مثل الملايين.. ولهذا اشعر بهمهم وأتعاطف معهم مهما تغيرت حياتي ودخلت في شريحة اجتماعية أخرى.

مشهد قديم وأساسي

أيام الضنك.. في شارع من شوارع القاهرة يمضي عادل إمام خاوي الجيوب وبالمصطلح الشعبي «على الحديدة» ومع ذلك لا يشعر بأنه فقير.. لكنه في حالة مادية صعبة.. وهي مسألة قد يتعرض لها اغنى رجل أعمال.. ربما لهذا السبب يمشي عادل إمام بعد نجوميته الكبيرة بدون نقود في جيبه.

وذات مرة وهو يدرس بالجامعة حصل على أربعة جنيهات وكانت مبلغا كبيرا في حينها.. ورغم احتياجه إلى المبلغ ألا أنه أنفقه بأكمله.. اشترى قميصا بـ125قرشاً.. وأكل كباباً.. وبينه وبين الكباب ثقة متبادلة وغرام تستطيع أن تلمسه في أعماله ومنها فيلمه الشهير «الإرهاب والكباب».. فعندما سأل الوزير الرهائن المحتجزين داخل مجمع التحرير ماذا يطلبون؟.. اتفقوا جميعا على إنهم يريدون أكلة كباب.. نعم كباب كتير كفته قليل مع سلطات.. الطحينة وبابا غنوج وسلطة خضراء ومخلل وفي فيلم كراكون في الشارع.. عندما اضطرته الظروف للسكن في خيام الإيواء.. سمع مشاحنة بين رجل وزوجته.. لأنها أحضرت له أكلة كباب وهو يطالبها بان تكشف له عن مصدر هذه الأكلة.. ويتدخل المهندس شريف (عادل).. ويلتهم الكباب.. لكي يقضي على الاشتباك ثم يعود لكي يأخذ الخبز والسلطات وهو يشتم الكباب الذي يتسبب في الخلافات بين الرجل وزوجته يشتم ويلتهم في نفس الوقت.

وقد قال لي صديق عربي انه أحب الكباب بفضل عادل إمام.

فلسفته

يكفي أن تكون ملابسي نظيفة ومكوية وأكلي جيد في البيت وماعدا ذلك لا يهم وما دون ذلك لا يهم.. وهنا لابد من العودة إلى ذلك المشهد الذي يكشف الكثير من جوانب شخصية هذا الإنسان..

في شارع قصر النيل بوسط القاهرة.. مرت بجواره هو وصديقه سيارة فخمة للغاية يقودها شاب أنيق وبجواره شقراء كأنها نجمة من نجمات هوليوود.. كانت السيارة تمضي بطيئة في الشارع المزدحم.. وبحركة لا إرادية نظرت الشقراء نحوهما... هتف عادل لا شعوريا الله على الحلاوة!

وقال صديقه: يا أولاد الكلب كم انتم في نعيم ونحن في جحيم!

تفسير الحالة حصلت عليه من صديقي الدكتور يحيى الأحمدي خبير علم النفس وقال لي بالبلدي: نعم عادل فقير لكنه شبعان وعينه مليانة وهو ما يجسده الإمام علي كرم الله وجه بقوله: «ليس الغني في الاقتناء.. ولكن في الاستغناء».

كلام ضروري

دق جرس التلفون في المطعم.. لم تكن الموبايلات تعمل في بغداد أو قل لم تكن متاحة في هذا الوقت وكانت مدام هالة على الخط.. ذهب عادل إليها وكلمها ثم عاد إلينا يحمل كل أخبار مصر.. أنها تقدم له تقريرا كاملا بالحال وتطمئنه إنها مسافرة بعد أيام لأداء العمرة..

قال لى عادل: مبروك عقبالك

لمحت في عينه بريقا.. أكثر من المعتاد

كنت اعرف انه تعرض لهجوم بالغ واختلط الأمر عند البعض بين هجوم على إسلام متطرف متشدد يغالي ويبالغ ويكاد يحرم الطبيات كلها على عباد الله..

وبين إسلام معتدل يلخصه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بقوله «الدين المعاملة» هو الإسلام الذي يدخل المرء جنة ربه لأنه عطف على كلب وسقاه وقد يدخل النار لأنه عذب قطة.

ويفخر عادل بأنه يترجم سلوك المسلم مع المسلم وغير المسلم.. بأن يرسم له ابتسامة قد تفرج عنه كربة، ألم يقل الرسول الكريم أيضا: أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.

أبدي دهشتي لكنه يفك الشفرة بقوله: اسمع يا جمل 4 سلندر.. والدي الله يرحمه كان يحملني على كتفه لكي ارى مشهد «المحمل» التي يتجه بكسوة الكعبة من مصر إلى مكة المكرمة.. أن علاقة الإنسان بربه لا تحتاج إلى قناة فضائية للإعلان عنها.. والدليل على ذلك عبادة الصوم مثلا من ادراك أن الذي يقف أمامك ولا يأكل ولا يشرب هو «صائم».. ربما كان يفعلها منذ دقائق.. وربما سيفعلها من وراء حجب بعد دقائق.. من يعلم بنواياه.. ويكشف ضميره سوى ربه.. والصيام لله.. الجزاء فيه مضاعف بلا واسطة أو إشهار..

أكثر من هذا في قريتنا «شها» تكاد تشم عطر القرآن الكريم مع ازدهار البرتقال من الكتاتيب المنتشرة هنا وهناك.. هل يهمك ويهم غيرك من الناس أن تعرف بان خالي رحمه الله عليه كان متصوفا.

يا أخي أنا درست سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وفيها الكثير من الدروس للإنسانية كلها ولكن بعض تجار الدين يتركون كل عظمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ويتمسكون بأمور صغيرة ومشكوك فيها.

 

فيلم للعلم

رسالة إلى الوالي

إخراج: نادر جلال

تصوير: سمير فرج

سيناريو وحوار: بسيوني عثمان عن قصة بسام اسماعيل

مونتاج: عادل منير

تاريخ العرض: 28يناير 1998 بسينما ديانا

زمن الفيلم: 120 دقيقة الوان

الأبطال: يسرا - مصطفى متولي - علاء ولي الدين - سلوى عثمان - فايق عزب - فؤاد خليل - محمد الدفراوي.

القصــة

في عام 1807 يقرر أهالي رشيد إرسال رسالة إلى والي مصر لإنقاذ المدينة المحاصرة ويقع الاختيار على حرفوش الذي يمكنه اختراق الحصار وفي الطريق يقابل احد الحكماء الذي ينقله إلى القرن العشرين حيث القاهرة الحديثة ويتم القبض عليه كمجنون بملابسه التاريخية وحصانه وتتعاطف معه الممرضة إيناس وتأخذه إلى بيتها.. خاصة أن هناك من يتعامل معه كقطعة أثار وفي نهاية المطاف يقرر الرجوع إلى عصره القديم.

 

حكاية مشهد

زوجة الهلفوت تعترف... أنا فخورة به

نعم أنا بكل فخر زوجة «عرفه مشاوير» هكذا اعترفت زوجة «الهلفوت» واعترفت أيضا بان ارتباطها بمشاوير وفر عليها سنوات طويلة من مشاوير عمرها الفني.. والآن يجب أن نقدم لك «عرفه» عادل إمام سترى شعره المنكوش وطريقته الغريبة في الكلام لكن إياك أن تستخف به وفي الثقافة المصرية يقال أنا لست «بعبيط» ولكن «يستعبط» ويدعي السذاجة أو في قول آخر «يسوق الهبل على الشيطنة» أما زوجة الهلفوت فهي إلهام شاهين التي فتح لها هذا الدور أبواب النجاح والتميز وعرفت مبكرا أن الجمال وحدة لا يكفي وأن الممثلة كلما بحثت عن شخصيات تغوص فيها بصرف النظر عن حجم الدور، فالبطولة أن تلفت الأنظار بمشهد واحد.. وليس أن تفرض نفسك على المتفرج من أول الفيلم لأخره.. وتعود إلهام بالذاكرة إلى عام 1985 وقت تصوير الفيلم ووقت أن تلقت العرض لأداء دور «وردة» في بداية الأمر كنت متخوفة من سطوة عادل أمام أو هكذا قيل لي.. وكنت اشعر إنني مجرد ديكور في فيلم هو بطله بنجوميته التي كانت واضحة في هذا الوقت.. وبدأت مخاوفي تقل عندما قرأت السيناريو وأعلنت التحدي بيني وبين نفسي.. وقررت أن أخوض التجربة بقلب جسور وثقة كاملة إنني على أبواب مغامرة لابد أن ادخلها وستحسب لي وقد كان وفزت بجوائز عن هذا الدور وصدق توقعي وتعلمت درساً بليغا من الهلفوت.. فالممثل عليه أحيانا أن يصنع من الدور البسيط الصغير حكاية فقط عليه أن يبحث عما نسميه «بالمفتاح» أو بلغة العصر الحديث «الباص ورد» أو كلمة السر.. لكي تقبض على تفاصيل الشخصية.. ثم تبدأ في تلوينها من خلال علاقة تلك الشخصية بمن حولها وهنا نجد وردة الفتاة الجميلة التي تبحث عن حياة بسيطة نظيفة حتى لو كانت مع (عرفه الهلفوت).. ثم مطاردات الآخرين لها.. وصراعات أخرى دخلها عرفه عندما تحول بكامل إرادته إلى قاتل محترف ويكشف عن وجه أخر له لم نكن نتوقعه.

وجرى تصوير اغلب المشاهد في منطقة بالقرب من محافظة الإسماعيلية.. واستغرق دوري حوالي 20 يوما متفرقة.. لكنني كنت متفرغة له تماما وكانت النتيجة مع الهلفوت مدهشة للغاية.

النهار الكويتية في

31/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)