حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

يدفع رواتب شهرية لممثلين أقعدهم المرض

بقلم: سمير الجمل

توضأ وتعالى معي بهدوء سوف تشهد منظرا فريدا.. لعله لم يصادفك الا نادرا عندما ارتدي ثوب الواعظ المسيحي في فيلم «حسن ومرقص»..

وفي نفس العمل تحول لأسباب درامية ستعرفها عندما تشاهد الفيلم الى شيخ مسلم. لكن ما رأيك في حديث ديني مع عادل امام أظنك لا تمانع.. ولا هو أيضا حيث يؤمن بان الله في أصله وفصله علاقة بين الانسان وربه.. وليس لمخلوق أن يتدخل في هذه المنطقة وقد قال ربنا سبحانه وتعالى للنبي الكريم «وما عليك الا البلاغ» أنا اعرف انه يمتلك ميزة الانصات كما يقضي بيديه على موهبة الكلام بألوانه وأشكاله.

وهنا تكلمت وحكيت له عما جرى ذات ليلة من ليالي رمضان في مسجد بسيط.. بضواحي القاهرة حيث جلس الشيخ الذي تجاوز السبعين في استراحة ما بين صلاة الترويح يقدم درسا.. فاذا به يتحدث عن «بول الرسول صلي الله عليه وسلم» وكيف كان انقى من العسل ويتسابق الصحابة رضوان الله عليهم لشربه. استفزني الأمر.. قلت للرجل مقاطعا يا مولانا يا شيخنا بيننا شباب صغير يريد أن يعرف من هو سيد البشرية صلى الله عليه وسلم وعندما تقول له هذا الكلام في الألفية الثالثة أنت تهين الدين والرسول.

لحظة صمت بالغة سادت الوجوه في المسجد.. ولكني.. استمررت في كلامي.. أليس من المخجل أن تكلم جيل الانترنت عن «بول الرسول».. وتترك ما جاء في كتاب الأميركي «مايكل هارت».. «الخالدون مئة وأعظمهم محمد» وقد اختار 5 الاف شخصية غيرت مجرى التاريخ البشري بحلوها ومرها.. ثم غربلهم واختار منهم مئة فقط.. ثم كان عليه أن يقوم بترتيب هذه الشخصيات ترتيبا منطقيا عادلا.. واختار «محمداً» عليه الصلاة والسلام وكانت مبرراته انه الأمي البدوي الذي استطاع أن يحفظ كتاب الله بدون تحريف.. وان يقيم دولة اسلامية كبرى بلغت حدود الهند والسند.. وان يضرب المثل الانساني الرائع في العلاقات مع أهل الكتاب من الأديان الأخرى اليهودية والمسيحية.

هنا لمع عادل وقال: الدين حضارة وتسامح ونهضة.. والنبي عليه الصلاة والسلام عندما دخل المسجد ووجد رجلا يتعبد طوال الوقت وسأله من ينفق عليك..قال: أخي.. على الفور.. أجابه: (انه أفضل منك فاذهب واعمل..!)

بمناسبة العمل اذا سمحت لك الظروف بان تدخل الى الاستديو أثناء عمل عادل امام.. فانك حتما سترى وجها غير الذي تألفه.. المدهش انه يصور أمامك مشهدا كوميديا ولكنه في غاية الجدية والتوتر انه لا يجامل ولا يتهاون في عمله.. ويتحمل نتائج اختياراته بكل شجاعة.. ولا يعترض على نقد يوجهه الى عمله.. بشرط ألا تكون متربصا به.. فهو من النوع الذي لا ينسى بسهولة وان تناسى أو بدا لك كذلك.

رئيس جمهوريات الضحك

الثقة بالله وبالنفس وبالعمل والمصداقية أمور تفتح لك خزائن المحبة.. ولحمدي سرور رئيس الرقابة على المصنفات الأسبق مقولة جاء فيها:

عندما أتحدث عن عادل امام فلابد لي أن أتحدث بلغة البسطاء الذين أحبهم فأحبوه.. لأنه بذرة مصرية طيبة زرعت على شاطئ النيل فارتوت من مائه حتى استطالت وتفرعت وأصبحت شجرة كبيرة يستظل تحتها كل مصري وعربي من الأمي الغلبان الى اكبر شنب.

تريد أن ترى هذه المقولة مجسدة أمامك بالصوت والصورة.. تعال معي الى حي الكاظمية في بغداد.

عيد ميلاد سعيد

في 20 مايو سنة 2005 تنشر جريدة «الشرق الأوسط» «بروفايل» حول عادل امام احتفالا بعيد ميلاده.. وتحدث كاتبه عن الوجه الانساني الذي لا يعرفه الكثيرون عن هذا النجم اللامع عندما يوقف التصوير لاصابة أحمد راتب ويصحبه لأهم المستشفيات ويتكفل بمصاريف علاجه.. وعندما احتبس صوت يسرا أثناء تصوير فيلم «رسالة الى الوالي» حجز لها لدى أفضل طبيب فرنسي وقرر أن تسافر وفي فيلم أنتجه وحيد حامد تنازل له عن آخر قسط مقابل أن يظهر الفيلم بصورة جيدة.

هذا ما كتبته «الشرق الأوسط» وازعم أن ما اعرفه بشكل خاص ومن مصادر مقربة من عادل أكثر من هذا بكثير ويسمح لي أن اقول بانه يدفع مرتبات شهرية لبعض من أقعدهم المرض من كبار الممثلين.. وانه يستعين بأسماء بعينها حتى تكون المعونة كريمة.. والاهم انه لا يفعل هذا تفضلا على غيره.. لكنه الاحساس بزملاء المهنة وبغير المهنة.. احساسه بالناس من حوله لأنه مؤمن أن دخله وايراده من جيوب هؤلاء.. هم من يدفعون لشباك التذاكر.. وهو يرده اليهم والاهم انه بهذا السلوك يؤكد ارتباطه الوثيق بالناس وأوجاعهم.. ولهذا يصدقونه ويحيطون به ليس في مصر وحدها.. لكن في كل مكان من الوطن العربي الكبير وربما خارجه..

تريد أن ترى بنفسك.. لا بأس

.. الزمان: يوم من أيام 2001

.. المكان: فندق الرشيد في بغداد

كان الوقت ظهرا.. وأصوات الملاعق والسكاكين والأطباق.. تعزف لحن الغذاء كنت احكي لعادل كيف ذهبت أنا وزميلي محمود سعد الى النجف وكربلاء والجولات الرائعة هنا وهناك.. ونتبادل نظرات ذات مغزى سرعان ما التقطها عادل: وبعدين

قال له محمود يا عم انت نجم ومعذور وماتقدرش تخرج للشارع مثلنا (كان هذا طبعا قبل أن يتحول محمود الى نجم اعلامي).. وتدخل زميلنا حسن عبدالفتاح.. واكتملت الحملة الاعلامية بتدخل الأمير أباظة.. ومحمود موسى..

وانتابت عادل حالة الاستفزاز:

أنا زهقت ولازم اخرج!

لم تكن المسألة سهلة وحوله طاقم من الحراس أشبه بالعمالقة تراهم دائما أبدا مرابطين أمام باب المطعم ويتحركون مع عادل في طريقه المعتاد الى المسرح ذهابا وايابا.. طلبوا من رئيسهم أن يخرج واعتذروا لان السيطرة على الناس في الشارع صعبة..

تكلمنا أمامه عن بغداد وناسها وشوارعها وتحركاتنا وحكينا أنا ومحمود سعد عن قبر الامام علي في الكوفة.. والحجرة التي مات فيها والبئر الذي كان يشرب منه.. والصور التي التقطناها هناك..

وقرر أن يخرج وان يشرب عصيراً في شوارع بغداد.. لأنه سجين الفندق منذ أن حضرنا.. كأنه محتجز وبعد قليل جاء الرد: لا بأس.. وخرجنا الى الشوارع.. سيارته في المقدمة عليها ستائر ونحن من خلفه في سيارتين.. وحسن عبدالفتاح اعد الكاميرا قمنا بجولة سريعة في شوارع بغداد وكان الوقت ظهرا واغلب الناس في بيوتها.. وتعكر مزاجه.

 

«حكاية مشهد»

يا أستاذ فاضل.. ارحمنا من هذا «العيل!»

يبدأ فيلم الحب في الزنزانة بمشهد حريق يندلع في بيت شعبي ونرى البطل «عادل امام» يحاول انقاذ سكان البيت ويخرج ومعه طفل صغير يضعه على كتفه.. وعندما أراد المخرج محمد فاضل اعادة المشهد مرة أخرى صاح عادل امام أو «صلاح بطل الفيلم»: يا أستاذ أعيد ايه الواد اللي أنا شايله زي الداهية.. ده فيل مش عيل!

وفي مشهد آخر داخل مطعم للكباب والكفتة كان يفترض أن يجلس أبو الفتوح «عبد المنعم مدبولي» مع صلاح «عادل امام».. على طاولة الطعام.. وهما يتحاوران.

أبو الفتوح: تعرف أن أنت طيب وابن حلال ونيتك صافية؟ وكل واحد بياخد على قد ضميره.

صلاح مندهشاً: مش فاهم؟

يخرج «أبو الفتوح» من حقيبته «كتالوج» لمخرطة ميكانيكية هي الحلم بالنسبة لصلاح الذي كان يعمل كصانع في ورشة بسيطة.. لكن وجود المخرطة يحوله الى صاحب عمل ويغير حياته كلها..

أبو الفتوح: دي هدية من شربوني بك بعد الورشة اللي كنت شغال فيها ما اتحرقت ولأن الشكوك تدور حول أن الحريق الذي وقع جرى بتعليمات من «شربوني بك» الذي يريد أن يخرج السكان ويستثمر الأرض بطريقته الخاصة.

ووفقاً للسيناريو والحوار كان المفروض أن يهب صلاح واقفاً في ذهول عندما يعرض عليه «أبو الفتوح» أن يعترف بأنه هو الذي دبر الحريق مقابل الحصول على المخرطة.. وبينما يقف يتطاير الطعام من فوق الطاولة.

وأثناء التجهيز للمشهد همس مدبولي للمخرج:

- بأقول فيه يا أستاذ بما أن الطاولة سوف تطيح بأطباقها وأنا ارتدي البدلة الكاملة ايه رأيك نحذف الشوربة من المشهد.. ونكتفي بالنواشف فقط والماء!

ومثل هذه المشاهد في اعادتها تتطلب توضيب الطاولة بأطباقها على ما يرام.. ثم اذا تقرر الاطاحة بها.. لابد أن تكون مكتملة بالخضراوات واللحوم والفواكه والشوربة والماء والعصائر ويعود صلاح على طريقة عادل ويسأل:

- يعني المخرطة مقابل أن أنا أدخل السجن 3 شهور!

وفي المشهد التالي نرى صلاح خلف القضبان في المحكمة وقد قبل الصفقة لكن الفيلم بعد ذلك يحمل الكثير من المفاجآت وهو بطولة سعاد حسني.

 

فيلم للعلم

أذكياء لكن أغبياء

اخراج ومونتاج: نيازي مصطفي

قصة وسيناريو وحوار: يوسف عوف

تصوير: وديد سري

تاريخ العرض: 14 ابريل 1980 بسينما بيجال

زمن الفيلم: 120دقيقة ألوان

الأبطال: سمير غانم/ رشدي أباظة/ مديحة كامل/ يسرا/ ليلي حمادة/ ابراهيم سعفان/ نادية ارسلان/ على الشريف/ سمية الالفي

القصــة

فيللا يمتلكها احد الرجال ويفضل تأخير الغرف التي بها للطالبات فقط.. ولان زغلول وحسونة لا يجدان مكانا للسكن يتنكران في زي النساء.

وبالتأكيد تحدث عدة مواقف كوميدية.. ويكتشف صاحب الفيلا الأمر.. ويحاول أن يعطي زغلول وحسونة دارساً.. بينما يبارك حبهما لفتاتين من سكان الفيللا.. بشرط تغيير سلوكهما الى الأفضل والفيلم فيه مساحات لاطلاق الضحك ليس الا..

النهار الكويتية في

01/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)