حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

لم يكن يملك تذكرة الأتوبيس وهالة بدأت معه من الصفر

بقلم: سمير الجمل

عاد الطفل «محمد» إلى البيت باكياً, تلقته الأم الحارسة الأبدية لكل حركة وهمسة في أحضانها واستشعرت أن الولد ناله بعض الأذى, بما جرح كرامته, وهي تعرف أولادها الثلاثة جيداً وتفهم أحوال الواحد منهم عن بعد وعن قرب، وأدركت أن المسألة تحتاج إلى جلسة خاصة لكي تستكشف الأمر وتعالجه على قدر خطورته.

محمد هو الثالث, بعد رامي وسارة، وهو في هذا الوقت مجرد تلميذ في المرحلة الأساسية، يعرف بين التلاميذ أنه مميز لأن أباه هو ابتسامة البلد كله، وفاكهة كل حديث، قد يقلده تلميذ في مشهد من باب المرح والهزار، ولكن أن يطلب منه الأستاذ بما أنه ابن عادل إمام أن يلقي على الفصل بآخر نكتة، تلك هي الطعنة التي تحول الأب الشامخ المبجل إلى مهرج وهو ما لا يتصوره الطفل.

على الفور تحركت الأم، إلى المدرسة ساخطة ثائرة على هذا النوع من المدرسين الذي يهدم ولا يبني ولا يدرك أن كلمة من الممكن أن تحطم حياة أمة بأكملها وليس طفلها فقط.

طوال الطريق كانت السيدة هالة الشلقاني تسترجع شريط الذكريات منذ أن عرفت عادل ممثلاً في بداياته، ووافقت على الارتباط به، وهو يجتهد ويكافح لكي يبني بيت المحبة بكل الصبر والكفاح، يتحمل الكثير ويصبر ويبحث عن فرصة جيدة, تكفل له ولشريكة العمر, ثم لأطفال الحب بعد ذلك، تكفل لهم حياة فيها الكبرياء والشبع بعد معاناة الأب.

يفخر عادل بأنه لم يكن يملك ثمن تذكرة الأتوبيس لكي يعود إلى منزله فيقطع المسافات الطوال سيراً على الأقدام يفكر فيما مضى وفيما هو كائن وما يمكن أن يكون.

وتفخر «هالة» بأنها شاركت الرجل رحلته من تحت الصفر، حتى أصبح علامة يؤرخ بها لعصر بأكمله.

تدخل إلى حجرة مدير المدرسة وتحكي ما جرى مع طفلها، فيهب الرجل واقفاً لأن ما حدث من المدرس، جريمة بصرف النظر عن كون بطلها ابن الفنان المشهور، أو ابن رجل مغمور، وكان من الممكن أن يسأل الطفل ويسأل غيره عن آخر نكتة من باب المداعبة، لكن أن يقصده دون سواه من التلاميذ لأن والده كوميديان، هذه إشارة إلى عدم المفهومية من رجل يفترض فيه أن يعلم الأولاد وجه الاختلاف بين مهرج في سيرك، أو منولوجست في أفراح الشوارع، وفنان يلعب بأدواره في السينما والمسرح والتلفزيون دوراً هائلاً في صياغة أحداث وحوادث المجتمع، وإعادة فكها وتركيبها بما يحقق المتعة والخير والجمال، هنا ينفجر بركان الغضب، ويتحول الظرف واللطف إلى إعصار مدمر، وإذا حكي لك «عادل» عن هذه الواقعة سترى وجهاً غير الذي تعرفه، وملامح تكسو هذا الوجه بشكل استثنائي غير أليف كأنها لشخص غير الشخص.

من النقيض إلى النقيض

يؤرخ للكوميديا في مصر بعلي الكسار وإسماعيل ياسين والنابلسي ثم نجيب الريحاني، وصولاً إلى فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومحمد عوض, انحاز الكسار وياسين للفقراء والخير في معظم ما قدماه وكسر الريحاني هذا الإطار قليلاً، لكنه أضاف الإنسانيات إلى الضحك، حتى جاء فؤاد المهندس لكي يحقق معادلة جديدة، فأنت تراه أمامك «ابن ناس», أو «كلاس» صحيح إنه لعب دور الفقير المعدم مثل غيره، لكنه أيضاً ظهر في ثياب «البرنس» وسليل العائلات الأكابر، والده زكي المهندس، وشقيقته صفية المهندس الإذاعية الكبيرة الرائدة، انظر إلى شياكته وهيئته.

استفاد المهندس من زميله وصديقه عبد المنعم مدبولي إلى أقصى حد, لأنه يستطيع أن يكتب وأن يخرج وأن يمثل، وعرف الوسط المسرحي في وقت ما يسمى بـ «المدبوليزم» ومن مسرحه تخرج العشرات من الفنانين، لكن المهندس الذي منح الفرصة لعادل إمام لم يستطع الاستمرار على عرشه، كما كان، وتراجعت أسهمه وبدأ يقبل الأدوار الثانية والثالثة من باب التواجد, وحاول الهروب إلى دنيا الأطفال ليظل بطلاً معهم بعد أن شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات ظهور نور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي. ويبدو أن عادل إمام قرأ الخريطة جيداً واقتحم الميدان وأمسك بالفرصة بيده وأسنانه، وقرر أن يضع الكوميديا في المرتبة الأولى، لا الثانية أو الثالثة كما كان ينظر إليها، رغم أنه قد يرحب بها الجمهور، ويتعالى عليها طائفة من النقاد, خاصة في مجال السينما، بينما هي في المسرح «البريمو» وكانت «مدرسة المشاغبين» بوابة الانتعاش لمسرح القطاع الخاص والكوميدي بصفة خاصة.

ما فعله عادل من رسم صورة جديدة للكوميديان على أنه فيلسوف وليس مهرجاً, أعاد النظر من جديد إلى سلسال الكوميديانات كله، القدامى ثم بعد ذلك الجدد.

الجديد في عادل انه بقدر نجاحاته السينمائية، احتفظ أيضاً بمكانة مسرحية خاصة، بعكس غيره، قد ينجح هنا ولكنه يخفق هناك وربما لهذا السبب فضل الابتعاد عن التلفزيون إلا في أعمال قليلة ومعدودة, وكانت أيضاً علامات مثل «إبراهيم الطائر» و«دموع في عيون وقحة» وربما لأن العمل الأخير يدور في أجواء الجاسوسية، تراجع عادل عن بطولة مسلسل «رأفت الهجان» وكان أول المرشحين له، واصطدم مع مؤلفه صالح مرسي، ومخرجه يحيى العلمي، في أسلوب السيناريو الذي بدأ من وفاة الهجان وهو ما رفضه عادل، وأصر عليه الثنائي المؤلف والمخرج، ولكني أظن أن عدم الرغبة في تكرار نفسه وفي الدوران حول موضوع الجاسوسية وإن اختلف الحال بين «الهجان» و«الشوان» الذي لعب دوره عادل, خاصة أن العرض جاء في ذروة نجاحات عادل السينمائية والمسرحية، والهجان مسلسل في أجزاء كان يحتاج لتفرغ طويل وارتباط مستمر من جزء إلى آخر وهذا هو في يقيني السبب الحقيقي وراء هروب عادل، وذهاب العمل إلى محمود عبد العزيز الذي أداه ببراعة وحقق معه نجاحاً غير متوقع وكانت الشوارع تخلو من المارة وقت إذاعة الهجان.

فهل أصاب الندم نجم النجوم؟!

 

فيلم للعلم

عصابة حمادة وتوتو

اخراج: محمد عبد العزيز.

سيناريو وحوار: أحمد صالح عن فيلم «مرح مع ديك وجين» تأليف تيد كوتشف.

تصوير: وحيد فريد.

ألوان: 110ق.

موسيقى: هاني شنودة.

مناظر: ماهر عبد النور.

مونتاج: رشيد عبد السلام.

مساعد مخرج: عمر عبد العزيز.

إنتاج وتوزيع: أفلام مصر العربية.

تاريخ العرض: 12 يوليو 1983 سينما مصر بالاس.

الطبع والتحميض: مدينة السينما.

بطولة: عادل إمام، لبلبة، صلاح نظمي، سلامة إلياس، علي الشريف، محمد شوقي، فؤاد أحمد، محمد متولي، سامي العدل، محمود الزهيري، شريف محمد.

القصة

يعمل حمادة بشركة سياحية يمتلكها حسن بلبع ويتقدم بفكرة مشروع تقبله الشركة ويفاجأ حمادة بأن حسن ينسب المشروع لنفسه وعندما يثور عليه يفصله وتسوء أحواله المالية ويمرض ابنه كريم فيضطر للسرقة لعلاجه وينجح في إقناع زوجته بمشاركته في السرقة, وبالفعل تتحسن أحوالهما المالية ويؤسس حمادة شركة خاصة به وبعد فترة يتلقى دعوة من حسن لسهرة في منزله مع عدد من رجال الأعمال ويقرر حمادة الانتقام منه وسرقة خزينته ويكتشف وجود مستندات تدينه، وتبدأ لعبة التهديد بين الاثنين، والنتيجة معروفة ولابد للسارق من عقاب حتى ولو كان حمادة.

 

«حكاية مشهد»

قصة المعركة الساخنة مع لبلبة على خط النار

إذا سألت لبلبة عن عادل إمام فستقول لك بضحكتها المجلجلة: عدولة يا روحي عليه.

عندها نهر ذكريات لا أول له ولا آخر معه، فقد قاسمته بطولة مجموعة من كبيرة من الأفلام، على فترات زمنية مختلفة وكان آخرها «عريس من جهة أمنية» وأخيرا «حسن ومرقص».

وتذكر كيف أنها في المشاهد الأخيرة من فيلم «عريس من جهة أمنية» توعدت عادل بينها وبين نفسها وقد جاءت لإنقاذ ابنها شريف منير في ملابس صاعقة، بعد أن أفسد حماه «عادل امام» أيام شهر العسل عليه، وكان المشهد يقتضي معركة على شاطئ البحر وداخل الماء، وشمرت لبلبة عن ساعدها، ونفس الشيء فعله عادل، وقال المخرج علي إدريس يا أساتذة هذا المشهد سوف نصوره في مرة واحدة، فهل نقوم ببروفة أولية؟!, لكن الأساتذة عادل ولبلبة طلبا الدخول في الموضوع مباشرة بدون مقدمات وصور يا علي كما تريد بكاميرا واحدة أو دستة كاميرات فإن الضربة التي تخرج لا ترد ولا تستبدل، ولكنه ضرب الحبيب ومسموح بالعض.

أما في حسن ومرقص فالوضع مختلف كما ترى: مع ملاحظة أن ماتيلدا لبلبة وبولس عادل وجرجس، محمد عادل،

ماتيلد زوجة بولس في قمة الرعب وقلق أيضاً:

ماتيلدا: نسافر.. نسافر أميركا يا بولس.. أنا مش قادرة أتمالك أعصابي، لو عيل رمي بومبة في الشارع باتجنن.. لو عجلة فرقعت باتفزع.. باموت أنا حاسة إني راح انضرب بالنار في أي لحظة.. أي صوت جنبي بيلبشني..!

يرن التليفون.. ماتيلدا تفزع.. باسم الصليب.

بولس يرد.

بولس: أيوه.. لا.. نشكر ربنا يا وليم.. أنا كويس.. محصليش أي حاجة.. ربنا حامينا يا وليم.

يضع السماعة.

جرجس: يا بابا أنا شايف إن كلام ماما مضبوط.. إحنا لازم نسيب البلد دلوقت حالاً.. وآهي فرصة نخلص من جانيت بنت وليم شحاتة.

بولس: عاوزين تسافروا.. عاوزة تسيبي مصر يا ماتيلدا.. تهون عليكي.. مصر يا ماتيلدا اللي مهما قسيت علينا في الآخر بتفتح لينا دراعاتها وتاخدنا في حضنها.ز تقدر يا جرجس تبعد عن أمك.

جرجس مطرقاً في صمته.

بولس: أنا كمان ماقدرش ابعد عن مصر.. ده العدرا والمسيح لما هربوا جم لأرض مصر.. أقوم أنا أسيبها.. أنا بحب البلد دي قوي ولو خرجت منها ح أموت.

ماتيلدا: ولو قعدنا فيها ح نموت يا بولس.

بولس: ومين قالك إن إحنا هناك ح نكون في أمان يا ماتيلدا.. مش يمكن هناك يكون الخطر أكبر وأن اللي أحنا خايفين منه ده نلاقي نفسنا رايحين له برجلينا!

جرس الباب.. الثلاثة يفزعون

بولس: مين؟!

بولس يقترب من الباب.

صوت: افتح يا أستاذ بولس.. أنا اللواء مختار سالم من أمن الدولة.

بولس يفتح الباب ويدخل اللواء مباشرة وكأنه كان يكمل كلامه.

مختار: أولاً قرار السفر لأميركا قرار خاطئ في التوقيت ده بالذات.

مختار يوجه كلامه لماتيلدا

بولس: الله إنتو كنتوا بتسمعونا كل ده!

ينظرون لبعضهم البعض

مختار: ومع ذلك إنتو لازم تختفوا تماماً لمدة ست سبع شهور على الأقل في مكان آمن تماماً.

جرجس: نروح العراق.. المشاكل كلها هناك بين الشيعة والسنة.. إحنا بره الليلة.. على الأقل نهرب من جانيت شحاتة.

مختار: إنتوا لازم تسيبوا البيت دلوقت حالاً.

بولس: وح نروح فين يا سيادة اللواء؟

مختار: إحنا لقينا لكم شقة كده بشكل مؤقت في المنيا.

الثلاثة: فين!

النهار الكويتية في

25/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)