حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

الفقير المعدم الذي تطلع للوصول إلى أعلى

بقلم: سمير الجمل

في حياة كل فنان نقطة تحول، يمكنك من خلالها أن ترصده وتعيد اكتشافه، وأنت تستطيع بسهولة أن تفعلها مع عادل امام وفي أكثر من استطلاع للرأي.

جاء فيلم «حتى لا يطير الدخان» كمرحلة مفصلية في حياة عادل امام، أراد من خلالها أن يقدم نفسه كممثل بعيداً عن الضحك، وهو الذي يعتبره من أسلحته الاستراتيجية التي لا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة.

في هذا الفيلم الذي كتبه مصطفى محرم وأخرجه أحمد يحيى عن قصة لاحسان عبدالقدوس يتجسد عناد عادل بأكثر من صورة ويختلط الشخصي بالفني، ويكفي أنه تخلى بكامل ارادته عن الكوميديا وهو في قمة نجاحه وتألقه، لكي يقول للجميع انه ممثل ويستطيع أن يلعب كل الأدوار، وفي داخل أحداث الفيلم نراه وهو الفقير المعدم يتطلع للوصول الى أعلى، لكي يفوز بمن أحبها بصدق، ورفضته في بداية الأمر وسخرت منه لأنه فقير، ولكنه لما وصل اليها أو بمعنى آخر لما جاءت اليه ذليلة، رفضها، في مرحلة من الفيلم تطابقت شخصية عادل امام، أو «فهمي»، مع عبدالحليم حافظ، حيث انهار البطل صحياً بعد أن حقق كل طموحاته المادية، ولكن الفرق أن عبدالحليم حققها بكفاحه وموهبته، و«فهمي» حققها بأساليب غير مشروعة، المشاهد التي رأينا فيها، «فهمي» في البالطو الأسود داخل سيارته الفخمة، وهو يعطي بسخاء جسدها عادل من وحي اقترابه بعبدالحليم، وأهم ما فيها روح التمرد والاصرار والعناد، بصرف النظر عن محتوى قصة الفيلم ووجهة نظرنا فيه.

انه يتجاهل حبيبة القلب، ويعود الى الفتاة الفقيرة «سنية» سهير رمزي، في اشارة لعودته الى جذوره القديمة التي لا يتخلى عنها مهما حصد من ثروة.

كان عادل امام ينتظر جائزة عن الفيلم، ولم يفز بها فازداد عناداً على أن يكون أقوى من كل الجوائز والمهرجانات التي قاطعها لفترات طويلة مكتفياً بشهادات الجمهور والايرادات التي حققها ولم يسبقه اليها فنان من قبل، وبدت العلاقة بينه وبين بعض النقاد ضبابية، رغم الاحترام المتبادل لكنها تقوم على الشك، هم ينظرون اليه على أنه ممثل كوميدي ناجح، لكنه لا يدخل الى دائرة المهرجانات وهو لا يريد أن يتحول الى لغز يصعب على جمهوره أن يفهمه، وظلت استراتيجيته الدائمة هي رسم البسمة على وجوه الناس، وأتعس أيامه هو ذلك اليوم الذي يجد الجمهور أمامه جامداً لا يهتز ولا يضحك، لكن كيف يستطيع أن يجمع بين الضحك، والقيمة، انه بروح التحدي يخوض تجاربه الفنية، ويغامر لكن بحساب، وكل شيء ممكن.

في المطعم الخاص في فندق الرشيد يشعر أن زميلنا المصور حسن عبدالفتاح في غاية القلق لأنه لم يجد الكشري في البوفيه المفتوح، كان يلمح ذلك بطرف عينيه، ونادى عليه: يا حسن عايز كشري!، وأسرع حسن نحوه: منين يا زعيم أحنا في بغداد؟!، فقال عادل: ولا يهمك ستأكل كشري على طريقتي!، والآن في التو واللحظة، فكيف نجح في تحقيق حلم حسن وبالموجود في البوفيه المفتوح بدون أن يطلب شيئاً؟!

يجلس في موقع يسمح له بأن يرى من يقف عند أواني البوفيه المفتوح، وكنت كعادتي اليومية أجلس بجواره وهناك عند البوفيه وقف زميلنا حسن عبدالفتاح ينتظر تعليمات الزعيم الذي وعده بأن يأكل الكشري وجبته المفضلة حالاً وفي بغداد.

كان عادل قد استمع الى مكالمة بين حسن وأخيه في مصر يوصيه أن ينتظره عند عودته في مطار القاهرة بثلاث علب من الكشري، وقرر أن يقدم له مفاجآته في التو واللحظة.

يا حسن استعد وامسك طبقك جيداً.. هكذا نادي عادل عليه، ولأنه رأى البوفيه وألقى عليه نظرة، أمر حسن أن يتحرك الى حيث توجد حلة الأرز بالشعرية، ثم الى طبق فيه عدس بين فواتح الشهية، ثم الى المكرونة، حسن لا يصدق نفسه، ان منظومة الكشري اقتربت من اكتمالها، فقط ينقصها البصل المحمر، وهنا ضحك عادل ساخراً: ليس أمامك الآن الا البصل الأخضر!

وكانت سعادة حسن بالأكلة لا توصف، لكن عادل بظرفه وقفشاته وانسانيته يفكر في كل من حوله، ويطمئن على الصغير والكبير، ويخطئ من يظن أنه على الشاشة أو خشبة المسرح يختلف عن حياته العادية بل هو أشد لطفاً وظرفاً، لأن الأدوار في بعض الأحيان تفرض عليه أن يسلك سلوكاً لا يقبله هو في حياته.

احسبها صح

قبل عرض الافتتاح الأول في بغداد ذهبنا الى المسرح وتفقده أنه يسع أكثر من ألفي متفرج وكنت شاهدت عليه أكثر من عرض مسرحي خلال مهرجانات عديدة، واطمئن أن كل شيء جيد، واختار بعض الكومبارس للأدوار الثانوية، وتأكد أن الممثلة منال عفيفي حفظت دورها، فقد جاء بها كما يقولون من الدار للنار، كانت بطلة المسرحية في أولها هي «رغدة» ثم اعتذرت لتحل محلها «دينا» الراقصة، وعند السفر خافت ورفضت وتحججت بأشياء لم يقتنع بها عادل، وقرر استبدالها فوراً بممثلة أخرى واختار منال لأنها شاركت معه في فيلم «الواد محروس بتاع الوزير» وكان واثقاً أنها تستطيع في ساعات قليلة أن تحفظ دورها وطمأنها كثيراً أنه سوف يساندها وكانت هي تعرف مقدماً أن وجود عادل وحده على المسرح يكفي جداً.

المفاجأة، أنه وجد «رغدة» في بغداد كانت شبه متفرغة لمهام انسانية مع أطفال العراق، عادل قرأ الموقف جيداً وأكد أكثر من مرة في حوارات ما قبل السفر، أنه كعربي لا يفرق بين العراق والكويت وهو يذهب الى الشعب المحاصر، وليس الى القيادة السياسية وسألوه: وماذا لو جاء قادة العراق الى المسرح؟

قال بكل ثقة: هنا سيحضرون كمتفرجين مثلهم مثل غيرهم لكنني لن أقبل أن أتاجر برحلتي هذه ضد الأشقاء في الكويت وموقفي من غزو بلادهم معروف، ولكن هذا لا يلغي تعاطفي مع الشعب العراقي ورغبتي في اسعاده.

وجاء القادة بالفعل ابتداء من عزة ابراهيم نائب الرئيس، الى طه ياسين رمضان، الى طارق عزيز وزير الخارجية وقتها، وجاء أحفاد صدام كما جاء عدي وقصي، وصافحهما على خشبة المسرح.

احتشد الناس على باب المسرح قبلها بساعات، وظلوا بعد العرض أمام باب المسرح حتى مطلع الفجر، وكان أغلب هؤلاء من المصريين أو بقاياهم الذين استمروا هناك بعد حرب الخليج، عادل امام تحول الى صورة للوطن، نزلت دموعهم، وتسابقوا لمصافحته، وكانت الحراسة حول الفندق مشددة، لكنه في الدخول والخروج كان يدوس على رسم لوجه بوش وضعوه على أعتاب الفندق وهذا أضعف الايمان.

 

فيلم للعلم

واحدة بواحدة

سيناريو وحوار واخراج: نادر جلال عن فيلم «يا حبيب عد لي تاني».

تصوير: سعيد شيمي.

ألوان: 100ق.

ماكياج: عبدالوهاب قطب.

مناظر: نهاد بهجت.

موسيقى: حسن أبو السعود.

مونتاج: صلاح عبدالرازق.

صوت: جميل عزيز.

انتاج: بيراميدز للسينما.

توزيع: أفلام الطليعة.

تاريخ العرض: 16 يناير 1984.

بطولة: عادل امام، ميرفت أمين، أحمد راتب، محمود الزهيري، علي الشريف، زيزي مصطفى (الراقصة) والدة منة شلبي، حافظ أمين، ليلى فهمي.

القصة

هي حرب اعلانية، حيث تعمل مايسة مندوبة لوكالة اعلانات وتجد نفسها في منافسة مع وكالة أخرى يعمل بها فؤاد ويحاول كل منهما التفوق على منافسه بكل السبل، وينجح فؤاد بعد أن اخترع منتجاً وهمياً هو الفنكوش سرعان ما يتحول الى جنون في السوق بفضل الدكتور المخترع أيوب، وتبدأ مايسة في محاولة كشف سر الفنكوش، لكن فؤاد يتنكر لها في شخص أيوب حتى تكتشف أمره، ويقع في غرامها وتكون النهاية السعيدة لهما، وغير السعيدة للفنكوش.

 

«حكاية مشهد»

عماد الدين أديب لا يعرف ماذا يكتب عن معاطي!

يعمل المؤلف يوسف معاطي بنصيحة قديمة سمعها من الكاتب الراحل الكبير رجاء النقاش بان يجمع كل ما يكتب في كتب.. وهو ما يجعل الكتابات الصحافية التي يرسل بها الى هنا وهناك تعيش لأنها في الجرائد تموت في اليوم التالي.

وبالتالي كان يوسف حريصا على أن يصور بعض سيناريوهات أفلامه في كتب وأهمها بالنسبة له «حسن ومرقص» وطلب عادل امام أن يكتب له كلمة يستهل بها الكاتب واكتفى بأسطر قليلة جاء فيها: من الواد محروس بتاع الوزير الى حسن ومرقص انه مشوار طويل وشاق ولكنه جميل ومشحون بالابداع وسجل توقيعه وتاريخ السنة 2008.

وأخذها معاطي كما هي وصورها بخط عادل واضطر أن يلجأ الى منتج الفيلم وهو الكاتب والاعلامي الكبير عماد الدين أديب واستهل المقدمة بسؤال: ماذا أكتب عن يوسف الكاتب الصحافي؟ أم الشاعر السري؟ أم مذيع نشرة الأخبار بالانكليزية؟ أو مقدم برامج الحوار أم الاذاعي الساخر أو المؤلف المسرحي؟ أو عاشق السينما الايطالية؟ أو دارس علم المفارقات الكوميدية في ايطاليا أم المرشد السياحي أو الكاتب السينمائي والتلفزيوني أو صاحب هذه المشاهد.

اجراءات أمنية مشددة تحيط بمبني ضخم ونرى سيارات البوليس ورجال الأمن المركزي يحيطون بالمبني في حملة تأهب قصوى ترتفع الكاميرا لتظهر لنا لافتة.

«المؤتمر الحادي والخمسون للوحدة الوطنية» نرى الشيوخ يدخلون والقساوسة عبر البوابات الالكترونية.

المراسل: ويؤكد المؤتمر السنوي الحادي والخمسون ثم نرى في جانب من للوحدة الوطنية المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين على أرض الهلال والصليب الشارع أحد المراسلين لقناة اخبارية وهو يقدم التقريرعلى الهواء نرى اثنين من القساوسة يمشيان معاً.. أحدهما يكلم الآخر هامساً..

قس1: مؤتمرات ايه يا لوقا.. احنا لو قعدنا ميت سنة في البلد دي مش حناخد حقنا.. آهو.. لا عارفين نبني كنايس ولا حتى نصلح دورة ميه في كنيسة من غير تصريح ياخد له لسنة!

قس2: هوه كده بس.. لا ما فيه حد من ولادنا يتعين في مناصب في الدولة.. قوللى كام وزير مسيحي في الحكومة!

قس1: بوس وأحضان وقرارات ومؤتمرات واللي في القلب في القلب يا كنيسة..

اثنان من المشايخ يعبران الطريق الى مدخل المؤتمرات يتهامسان.

شيخ1: يا شيخ جاد.. مضطهدين ايه؟ ده احنا اللى مضطهدين.. كل ما نبني جامع يبنوا كنيسة قدامه.. تلات ارباع فلوس البلد معاهم.. هما سايبين حاجة مابيشتغلوش فيها!

شيخ2: اشى مديرين البنوك على رؤساء مجالس لادارات الشركات الاستثمارية الكبيرة كلهم مسيحيين!

شيخ1: قعدوا يقولوا عيدنا مش اجازة.. لحد ما خدوا أعيادهم كلها اجازات على اعيادنا.. احنا كمان ومحدش باه بيشتغل في البلد دى.. مقضينها اجازات يدخلان الى قاعة المؤتمرات أحد الشيوخ يتكلم على المنصة.

الشيخ: ولقد حثنا ديننا الحنيف على المعاملة الحسنة مع الاخوة المسيحيين واني أرى مشاعر الحب والاخاء التي تجمع بيننا وبينهم قد بلغت اوجها وقمتها اما المتطرفون والارهابيون الذين يسيئون بأفعالهم الى الامة الاسلامية والى الدين الاسلامي فهم ليسوا من الاسلام في شيء والاسلام بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

تصفيق حاد والجميع يومئون برؤوسهم نرى الأربعة القساوسة والشيوخ يهتفون ثم يعانقون بعد الهتاف وقد تشابكت أيديهم.

الجميع: يحيا الهلال ما الصليب..يحيا الهلال مع الصليب..

الشيخ: وأترك الكلمة لأخى بولس الواعظ الشهير واستاذ اللاهوت.

الأنبا بوليس يطلع بين الصفوف مبتسماً في طيبة ثم يقف على المنصة..

بولس: باسم الأب والابن الروح القدس الله واحد أمين.. حن نشكر الرب الذي منحنا هذا البلد الآمن لنعيش فيه جنباً الى جنب متحابين متآخين متجاوروين مسيحيين ومسلمين.

ان البذرة التي في الأرض والتي تطرح ثمراً طيباً نأكله.. لا تعرف أكانت اليد التي غرستها يد مسلمة أم يد مسيحية.. ان بعض المسيحيين الذين يثيرون الفتن والضغائن بين عنصري الأمة ليسوا مسيحيين وليسوا مصريين وانما هم أعداء الكنيسة وأعداء الوطن.

تصفيق حاد.. نرى جرجس بن بولس واقفاً في آخر القاعة وقد شعر بالقلق وبولس مستمراً في خطبته..

النهار الكويتية في

23/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)