حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

لم يتنكر لبداياته المتواضعة وأيام الضنك (سلام يا صاحبي )

بقلم: سمير الجمل

ليست هذه سيرة ذاتية، ولا نظرة تحليلية على أفلامه ومسرحياته ومسلسلاته، لكنها جلسة ود ومحبة فيها الكثير مما يقال وينشر رغم شهرة ونجومية وتاريخ عادل إمام.

سنوات مضت على الرحلة، والوصال قائم ومتجدد، بين النجم والكاتب، والأوراق في مرقدها تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج طازجة كأنها جرت بالأمس القريب.

الخبز والملح والشاي، علامات على الوفاء والصداقة والبوح، و»الحلو» دائماً وأبداً هو «مرجان أحمد مرجان» الذي لا يتكبر أبداً على المعرفة، ولا يتعالى عن الإصغاء وهو علامة من علامات الكلام الذي يجلجل في كل بيت عربي كلما أطل بوجهه المألوف، ومنهجه المعروف، ولكني أشك أنك تعرفه تمام المعرفة، مثلي تماماً وأراهنك على ذلك. يدق جرس التليفون الأرضي في بيتي ذات مساء في منتصف عام 2001 تقريباً: لحظة الأستاذ عادل هيكلمك!!

وما بين السكرتير، وصوت عادل مرت لحظة طويلة، حاولت من خلالها أن أخمن: إيه الحكاية ولكنه قال بلغة حاسمة: تحب تيجي معايا العراق؟!

قلت بدون تفكير: التساهيل على الله.

كانت الأجواء مشحونة بالتوتر على إثر زيارة قام بها الفنان محمد صبحي إلى بغداد والتقى خلالها بالرئيس صدام مما أغضب الأشقاء في الكويت.

أرسلت جواز سفري إلى سكرتيره، كما اتفقنا وأدركت سريعاً أن عادل في مأزق وارتفع فضولي الصحافي: وكيف سيخرج من هذا المطب، بألا يخفي حبه للعراق، ولا يثير مشاعر الأخوة فى الكويت، ويظل رصيده الجماهيري الكبير كما هو، قبل الرحلة وبعدها.

اختار لمرافقته في الرحلة أربعة من الصحافيين فقط، بينهم مصور عفريت وحكاية هو حسن عبد الفتاح، ومعه زميلي محمود سعد قبل أن يتحول إلى وجه تلفزيوني وإعلامي، وأيضاً الزميل الأمير أباظة، الناقد السينمائي وكان الرابع الصحافي الصعيدي النشط محمود موسي، وأنا خامسهم ويقول برنامج الرحلة إنه سيقدم هناك مسرحية «بودي جارد» لخمسة أيام بالمسرح القومي في بغداد، إنها المدينة التي أعرفها جيداً وزرتها في أكثر من ظرف، وأعرف عادل، وأعرف مناخ الحصار والعزلة الذي تعيشه البلاد، وموردها الوحيد وبوابتها «النفط مقابل الغذاء».

سكة العندليب

هناك علاقة وثيقة بين عبد الحليم حافظ وعادل إمام، رغم الخلاف والتباين في أشياء كثيرة، الأول يغني، والثاني يمثل، الأول شرقاوي والثاني «دقهلووي» (نسبة إلى محافظة الدقهلية فهي مسقط رأسه)، عبد الحليم لم يكمل تعليمه، وعادل يحمل بكالوريوس الزراعة، العندليب عاني من اليتم وعادل تربى وسط أبويه وجزء كبير من نجاحه يرجع إلى استقراره النفسي في بيت العائلة، ثم في بيت الزوجية.

لكن المطرب والممثل يتفقان في العناد والتحدي والرغبة في التفرد والاقتراب، والاقتراب بالكبار، وكلاهما لم يكن يقبل بأنصاف الأشياء اما النجاح الكامل وبلوغ القيمة، وإلا فلا، اما أن يكون كل شيء، أو لا شيء، بالمرة.

كان أصدقاء عبد الحليم هم كامل الشناوي وإحسان عبد القدوس ومصطفى أمين، وأبرز أصدقاء عادل إمام: محمد حسنين هيكل وأسامة الباز وميلاد حنا، وقد تقابلا معاً في عمل فني واحد، هو المسلسل الإذاعي «أرجوك لا تفهمني بسرعة»، ومع ذلك تفاهما بأسرع من الصوت والضوء، عبد الحليم كان في القمة، وعادل في بداياته، وكلاهما استثمر الذكاء الفني والإنساني في تسويق اسمه وتلميعه والاستمرار دائماً على السطح، رغم شدة الضرب وقسوة الفخاخ والمصائد.

صحيح إن عبد الحليم لم يحقق حلمه بالأسرة والبيت، لكن الناس تعرف عائلته كل المعرفة، شقيقه إسماعيل وأخته علية، وابن خالته شحاتة، وتعرف شلة الأصدقاء من حوله، وهو أيضاً ما نرصده في رحلة عادل، كلاهما ارتبط بصداقات خاصة مع ملوك ورؤساء، ونال أوسمة رفيعة، وربما كان الموقف سهلاً للمغني، مقارنة بالممثل الذي ارتبط بالكوميديا، والبعض كان يصفه بـ «المضحكاتي»، وكان التحدي أن يغير عادل هذه الأفكار وينسفها نسفاً وأن يعتلي القمة بالاحترام من الزعماء والقادة والشعوب، بل إنه تجاوز كل النجوم وحطم أرقام أجورهم تحطيماً.

فماذا يفعل الفنان الذي كان دائماً وأبداً يهرب من حقل السياسة، وهو الذي كتب عليه أن يتوغل في هذا الحقل وسط الألغام؟!

واحد شاي

أنت تحب عادل إمام، لابد أن تحب الشاي مثله لأن الحكي والأنس والذكريات ليس لها طعم بدون الشاي أي المصنوع على «مية بيضا»، مجرد ماء مغلي، ومعه حفنة من الشاي الجاف والسكر واخلط واشرب، أو الشاي «الفتلة» أو «الباكيت»، وقد يكون الشاي الثقيل المغلي، ولا بأس في الصباح أن يكون بالحليب، المهم أن يكون في كوب زجاجي شفاف.

وإكراماً لعادل خصصوا له مطعماً في فندق الرشيد تحت أمره هو وفرقته وضيوفه طوال الوقت، يصحو من نومه ظهراً لينزل إلى المطعم ومع الأكل يبدأ السمر حتى قرب موعد المسرح، فيصعد إلى غرفته ليستريح قليلاً ويتأهب لملاقاة جمهوره وبعد العرض يعود إلى المطعم والقعدة حتى الفجر، واحذر إذا كلمته عن كتاب مهم فلن يتركك إلا إذا حصل عليه، أما عن الصحف والمجلات فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة وكم خاض من معارك، ودخل إلى معارك، وهو دائماً وأبداً يحتمي بقاعدة جماهيرية عريضة يفخر بأنها هي التي فتحت بيته، ورفعته إلى الطوابق العليا، ومع ذلك لم يتنكر لبداياته المتواضعة وأيام الضنك.

الرصيد في البنك يزيد، والنفس تزداد تواضعاً، إنه يسأل «برعي» حاجب المحكمة في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» لماذا يترك البيت كله ويتكوم هو وعياله وزوجته وأمه في غرفة واحدة؟!، هو لا يسخر من برعي، لكن من الأحوال والظروف التي حولته إلى «برعي» وتلك هي الشعرة التي حافظ عليها حتى بلغ بها الزعامة، ومع ذلك هو عزيز النفس شديد الكبرياء إلى درجة الصلابة، وخلافه مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحافية كبرى كان شاهداً على ذلك، تحولت مطبوعات المؤسسة كلها ضده تتربص به وتصطاد له غلطة، وفكر أن يردها بمشهد في مسرحية يتناول فيه رئيس هذه المؤسسة، ولكنه رأى أن الصحيفة تختفي في آخر اليوم بظهور العدد التالي، لكن المسرحية تعيش أبد الدهر، وتراجع باقتناع تام.

 

فيلم للعلم

سلام يا صاحبي

إخراج: نادر جلال.

سيناريو وحوار: صلاح فؤاد عن الفيلم الفرنسي «دور سالينو».

تصوير: سعيد شيمي.

ألوان: 120 دقيقة.

مناظر: غسان سالم.

منسق مناظر: بهيج محمد.

مونتاج: صلاح عبد الرازق.

صوت: جميل عزيز.

إنتاج: أوزوريس فيلم.

تاريخ العرض: 7 يونيو 1986 بسينما كايرو.

بطولة: عادل إمام، سعيد صالح، سوسن بدر، محمد متولي، محمد الدفراوي، مصطفى متولي، أمل إبراهيم.

القصة

مرزوق وبركات صديقان فقيران يعملان في عصابة لسرقة السيارات يرأسها الباشا حسان ثم يتفقان على العمل الشريف بعد التوبة ويشرعان في تجارة البطيخ مع بطة ويتصدى لهما المعلم البلانص المتحكم في السوق ويتحرش بهما ويفسد عليهما تجارتهما، لكن الجيار وهو زعيم عصابة آخر يقرر ضمهما إلى صفوف رجاله وتكون الفتنة هي السبيل الوحيد للتفريق بين الصديقين، وضربهما ببعضهما البعض، وأيضاً في حب بطة، ويموت بركات في ليلة زفافه لكن صديقه يقرر الانتقام له في دوامة من العنف لا نهاية لها.

 

«حكاية مشهد»

يا زكي باشا... للفساد أصول

يؤمن وحيد حامد أن السمكة تفسد دائما من رأسها.. ولذلك رصد الفساد عند الكبار مبكرا.. وأشار بأصابع الاتهام بشكل واضح قبل ثورة 25 يناير في العديد من أفلامه خاصة تلك التي ربطته بعادل إمام وأهمها «اللعب مع الكبار» واخرها «عمارة يعقوبيان» وكما صرخ عادل إمام (حسن بهلول) عند مقتل صديقه مهندس السنترال (محمود الجندي)

(با حلـم..... با حلـم) صرخ أيضا في دور زكي باشا في (يعقوبيان) ( لا.... لا...)

متمسكا بالماضي ورافضا الحاضر وخائفا من المستقبل وكان الفيلم جريئا في طرحه لفساد الكبار كما نرى بين التاجر الكبير «عزام» الذي كان ماسحا للأحذية وكمال السياسي الذي يتاجر بمقاعد البرلمان.. والفيلم أشار بشكل واضح إلى شخصيات حقيقية وقد جمع كبار النجوم والشباب.. وفي المشهد التالي نرى كمال (خالد صالح) مع عزام (نور الشريف) في هذا الحوار:

عزام: معاليك مؤكد سألت عني خصوصا بعد ما عرفت انك طالب المقابلة

كمال: وعرفت عنك كل خير أنت راجل عشرة على عشرة

والمسبحة في يده... عزام: الحمدلله فضل ونعمة من عنده وكله بفضل الله ياباشا انا عاوز أساهم في خدمة البلد وأهل المنطقة اللي فيها شغلي وناسي.

كمال: ما كلنا زيك بس كل شيخ وله طريقه

عزام: انا استخرت المولى عز وجل وقلت ارشح نفسي فيدايرة قصر النيل

- مندهشاً كمال: دايرة قصر النيل!!

عزام: أهلي وناسي

كمال: دايرة قصر النيل احنا في المجلس مسمينها حتة الجاتوه.. يعني لافيها عشوائيات ولا مشاكل ولا ناس مقرفة دايما.. عاوزين عاوزين

يسأله كمال: اسمع يا عزام انت منين؟

عزام: من الصعيد ؟

كمال: نشوف لك دايرة حلوه هناك

ويفتح كمال درجا ويرسم «أرنب» بطريقة سريعة يفهم منه عزام انه يريد مليون جنيه.. وهو مبلغ كبير وبعد جدال..

يقول كمال: الترشيح أمره سهل أي حد عاوز يرشح نفسه محدش هيقول له لا لكن ينجح أزاي دى بتاعتنا احنا مش تزوير لا سمح الله لكن الشعب المصري كله ماسك في ديل الحكومة كأنها أمه اللي خلفته حتى لو كانت الحكومة ولا تسوى دى لعبتنا والفيلم تكلف ما يزيد على 22 مليون وهو رقم كبير قياساً لميزانيات الأفلام في عام 2006 محطما الأرقام كلها.. وقد حقق نجاحا تجاريا لا بأس به وأثار الكثير من الجدل.

النهار الكويتية في

22/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)