طبيعي جداً أن تسأل نفسك قبل أن تقرأ.. ما الجديد الذي يمكن لكاتب مهما
كانت براعته وموهبته أن يقدمه في حلقات عن شخصية تعرف الناس عنها كل صغيرة
وكبيرة، لأنه يسكن قلوبهم وعقولهم وذكرياتهم.. والكثير مما قال في أفلامه
ومسرحياته تحول الى تراث شعبي ينافس الأمثال.
أولاده أنت تعرفهم أيضاً فقد دخلوا الى الحياة الفنية ونالوا من الشهرة ما
نالوا وحكاياته عن الأولاد والأحفاد قالها هو بنفسه.
أنا لن أكذب عليك اذا وعدتك في هذه الحلقات بما لم تعرفه عن هذا الرجل
المعروف.. واقتربت منه في رحلة طويلة واكتشفت نجماً لم تصل اليه يد ومع
عواصف وزعابيب الجدل الأخيرة التي أثيرت حول ازدراء الدين وموقفه من ثورة
25 يناير وانحيازه الى نظام مبارك وتأييده للتوريث.. تصبح لحكاية اعدام
عادل امام ألوانها الجديدة والساخنة.. وهل عندك ما يمنع من اصطحاب عادل
امام في رحلة خاصة فيها العيش والملح والشاي والأسرار.
هذا نداء عاجل من مصري بسيط أسعده عادل امام كثيراً ورأى فيه نفسه.. ويطالب
بقطع رأسه وبدون محاكمة.. لأن معنى الازدراء.. الاستخفاف والاحتقار. اقطعوا
رأسه.. لأنه من الخوارج.. لأنه مضى على طريق أحمد بن حنبل وقد جاء القرآن
الكريم بسورة هود الأية 31: «ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب
ولا أقول أني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله
اعلم بما في أنفسهم اني اذا لمن الظالمين»، واذا كان معنى الآية أن من
يزدري الناس وهو منهم، الله اعلم بنواياه.. فما بالك بمن توجه اليه تهمة
ازدراء الدين نفسه.
هناك فارق رهيب بين انتقاد سلوكيات المسلم والتطاول على الاسلام نفسه..
فماذا نقول على سبيل المثال عن محجبات يتسكعن جهاراً نهاراً على كورنيش
النيل وعلى طرقات.. الا أن هذه اهانة لأشخاصهن وليست للحجاب.. وفي القرآن
الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأمثال على وصف أفعال بعض
المسلمين.. فهل يعد هذا تطاولاً على جموع المسلمين والاسلام نفسه.
لقد كان مشهد السخرية من المأذون في الأفلام مادة أساسية ومكررة في معظم
الأفلام رغم ارتداء الزى الأزهري.. فهل كان ذلك من أبواب الازدراء وهل
هجومنا وانتقادنا لأفعال الاخوان والسلفيين في الوقت الحالي في مجال الجدل
السياسي يعد تطاولا على الاسلام نفسه.. وهل هم أوصياء على هذا الدين الذي
هو في أرقى وأجمل وأسمى معانيه علاقة بين العبد وربه يحاسبه عليها وحده
لأنه اعلم سبحانه بما تخفي الصدور فالرجل كما قال النبي الكريم صلى الله
عليه وسلم قد يفعل أفعال الجنة ولا يبلغها.. وقد تدخل امرأة باغية الجنة
لأنها سقت كلباً في حذائها وقد تدخل أخرى مصلية صائمة النار لأنها عذبت
قطة.
واذا كان ربنا سبحانه وتعالى يقول لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «لست
عليهم بمسيطر» وفي قول آخر «وما عليك الا البلاغ».. وفي ثالث «انك لن تهدي
من أحببت ولكن الله يهدي ما يشاء».
بهذا المفهوم فان محاسبة الناس على أفعالهم والخوض في نواياهم مسألة لا تخص
العباد بعضهم البعض.. وفي الأفلام والأعمال الفنية عموماً تختلف
التفسيرات.. ويمكن تأويل المشهد الواحد بأكثر من معنى وما تراه أنت عيباً
ووقاحة يعتبره غيرك جرأة وصراحة.. وفي ذلك نختلف من منظور اختلاف الثقافة
العامة والدينية.. وهناك ثوابت لا جدال فيها ولا فصال.
أنا مثلا على سبيل المثال رغم معرفتي بعادل امام عن قرب لا أحب بعض ما
تضمنه أفلامه وأقول له هذا وجها لوجه.. ولكني لا أنكر وعن قرب أيضاً انه
رجل مسلم وزوجته امرأة فاضلة حجت واعتمرت أكثر من مرة وابنته مرتبطة بزوج
ينتمي والده لقيادات الاخوان وابنه رامي من الذين يؤدون الصلوات في
أوقاتها.. وقد خرج من بيئة بسيطة محافظة للدين عندها قانونها المقدس.
ورأيت عادل امام في مواقف شخصية عديدة يتصرف كمسلم غيور على دينه رغم أن
هذه التصرفات جرت بعيداً عن الكاميرات والعدسات ومن هذا تستطيع أن تكتشفه
بسهولة.
من هذه الحكايات.. ما فعله عادل مع مخرج راحل كبير لم تكن بينهما صداقة أو
معرفة.. بل على العكس علاقة ملتهبة فكل منهما ينظر الى الآخر على انه مغرور
ومتعجرف وعندما مرض المخرج وكان في أزمة مادية خانقة واحتاج الى علاج.. وجد
عادل امام فوق رأسه يقول له شبيك لبيك.. وبكى المخرج من فرط المفاجأة..
وأراد أن يرد الجميل لهذا النجم بقدر ما يستطيع لكن القدر لم يمهله فقط قال
في حقه كلمة صدق أمامي وهذه ليست الحالة الوحيدة التي اعرفها عن قرب.
وقال عادل ذات مرة انه يرفض لابنته أن تعمل بالتمثيل رغم أنها مهنته وقامت
الدنيا ولم تقعد وخلطوا بين الخاص والعام ونسي هؤلاء أن الراقصة تقول بالفم
المليان علناً وعلى رؤوس الأشهاد انها لا تتمنى لابنتها أن تعمل في
مجالها.. هذه أمور شخصية وفي البيت الواحد قد تجد النجم اللامع والشيخ
الملتحي.. والأخت الممثلة التي ارتبطت بأدوار الاغراء.. وأختها منقبة.
لاحظوا أنني طوال هذه الأسطر لم أتوقف عند مسألة حرية الفنان والخوف عليها
في ظل هذا المناخ الذي يتربص بالكلمة والحركة.. لأن زملائي من المؤكد سوف
يخوضون في هذا وبتفاصيل أكثر مني لذلك قصدت أن اقتصر في كلمتي على الجوانب
الأخلاقية عند انسان مصري مهما أحاطت به الأضواء والشهرة فانه يلخص لنا قصة
كفاح هائلة ومعدنه الطيب تستطيع أن تلمسه في بيته وأولاده وفي تلك المحبة
الجارفة التي شاهدتها بعيني في العراق سنة 2000 تقريباً عندما ترك الناس
مزار الامام الكاظم وما ادراك ما هو في الكاظمية.. وطافوا حول سيدي عادل
امام شيخ مشايخ الطرق الفكاهية.
«لا تحمد امراً حتى تجربه»
«ولا تذمنه من غير تجريب»
«يحمدك المرء ما لم تبله خطأ»
«وذمه بعد حمد شر تكذيب»
فيلم للعلم
المشبوه
إخراج: سمير سيف
قصة وسيناريو: إبراهيم الموجي وسمير سيف
عن فيلم «كان لصاً»
حوار: إبراهيم الموجي
تصوير: عبد الحليم نصر
ألوان: 125 ق
مونتاج: سلوى بكير
مناظر: ماهر عبد النور
منفذ مناظر: سهير بدوي
موسيقى: هاني شنودة
صوت: جميل عزيز
انتاج وتوزيع: أفلام مصر العربية
مدير الانتاج: مجدي عبد المسيح
تاريخ العرض: 20 يوليو 1981 بسينما مصر بالاس
بطولة: سعاد حسني/ عادل امام/ سعيد صالح/ فاروق الفيشاوي/ فؤاد احمد/ علي
الشريف/ سعيد جلال/ نعيمة الصغير/ احمد عبد الهادي/ رشوان مصطفى/ لويس
يوسف.
القصـــة
يلتقي ماهر اللص بالعاهرة بطة أثناء قيامه بسرقة الشقة التي تقضي بها ليلة
حمراء وتصل الشرطة ويشتبك ماهر مع الضابط طارق وينجح أن يأخذ منه مسدسه
الميري ويقرر ماهر التوبة وأن يتزوج من بطة بعد خمس سنوات قضاها في السجن
وفي بورسعيد حيث يرحل يجد نفسه وجهاً لوجه أمام الضابط طارق وتبدأ سلسلة
جديدة من المواجهات وفي نفس الوقت يصل بيومي شقيق ماهر ويحاول اقناعه
بالمشاركة في عملية جديدة ويصاب بيومي ويقتل أثناء السرقة ويهرب ماهر
بالفلوس.. وتخطف العصابة ابنه (لعب الدور كريم عبد العزيز وهو طفل) وتبلغ
بطة الضابط طارق بالموضوع.. وتبدأ مطاردة مثيرة أطرافها رجال العصابة وماهر
والضابط وينجحان في تخليص الطفل واعادة المسدس الى الضابط الذي يعفو عنه.
«حكاية مشهد»
أبلة الثقافة الجنسية.. من الدانمرك
في فيلم التجربة الدانمركية، يدخل الأب غرفة النوم فيجد الباحثة التي جاءت
لتقدم دروساً في الثقافة الجنسية، ولاحظ وجود أولاده الشباب في غاية
الانتباه والاثارة مع الدانمركية الجميلة، ولاحظ أنها تعرض عليهم شريطاً
جنسياً.
يسألها بالانكليزية: وات اذ زس؟!
تجيب عليه: ثقافة جنسية.
يقول: لكن أبويا وأمي لم يتعلما الثقافة هذه وكانت حياتهما عادية وناجحة
جداً بدليل أنني موجود الآن على قيد الحياة.
ترد عليه بثقة: الثقافة علم، وأنتم تقولون لا حياء في العلم، يؤكد الشباب
على كلامها:
أيوه يا بابا.. لا حياء في العلم وأحنا عايزين نتعلم.
يقول أحدهم:
يا يابا أنا فعلاً جاهل!
ويقول الثاني
دي فرصة عظيمة يجب أن نستثمرها.
يطردهم من الغرفة شر طردة
امشي يا ابن الكلب منك له.
يعود أصغرهم الى أبيه: يا بابا ذنبي في رقبتك.
المدرسة تبدو في ملابس مثيرة يتطلع اليها الأب مندهشاً، وفجأة يدخل مدير
مكتبه يحمل كتباً ومسطرة.
يسأله الأب: أنت جاي تعمل ايه؟
يقول السكرتير:
أنا عندي أمية جنسية وجاي التحق بفصول محو الأمية عند سيادتك!
ويسحب الأب الشريط من جهاز الفيديو ونراه بعد ذلك في اجتماع مجلس الوزراء،
يقدم شرحاً عن الأراضي البور بحديث يحتمل التأويل ولمزيد من الشرح والايضاح
يضع شريط الفيديو الذي توجد عليه البيانات ولكنه للأسف هو نفسه الشريط
الجنسي هو يشرح، والوزراء أصابهم الذهول والانبهار ثم يكتشف الكارثة،
وينسحب خارجاً في هدوء وهو يشير لهم بما معناه:
- حظ سعيد!
المفاجأة أنهم يصفقون له في اعجاب!!
النهار الكويتية في
20/07/2012 |