حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

شكراً لتجار المخدرات.. أدخلوني البرلمان ومنحوني الحصانة

بقلم: سمير الجمل

هل تتصور أن تجار المخدرات يقومون بمساندة عادل إمام لكي يدخل إلى البرلمان ويحصل على الحصانة؟!, هذا ما حدث بالفعل وبتلميح ذكي في إطار كوميدي خالص، وعادل في مثل هذه الأمور حريف يلفت الانتباه إلى الضحك الموجود في الفيلم ولا يتحدث نهائياً عما بين السطور ويترك المسألة للمتفرج يعثر عليها براحته، وقد لا ينجح المتفرج في الوصول إلى الشفرة من فرجة, ومن هنا يكتسب الفيلم الذي يبدو عادياً وفيه الكثير من الضحك والتهريج, يكتسب قيمة مضافة, ولأن عادل شخصياً يكره المباشرة, يسخر منها في مشاهد عدة بالفيلم نفسه.

ومع ذلك يجب أن تعترف بأن دور الحرامي يستهويه جداً درامياً، وقد قدمه بزوايا عديدة، منها مثلاً ما جرى في «حنفي الأبهة» حيث يتحول الصدام بين الحرامي والضابط، إلى تكاتف بينهما وقد قاسمه البطولة فاروق الفيشاوي في دور الضابط «شريف», وقد تقابلا بعد ذلك في فيلم «المشبوه» ومعهما سعاد حسني, وبنفس الأدوار، وكان التحدي ساخناً بينهما، بعكس «الأبهة» وقد تراجعت الكوميديا إلى حد كبير, حيث يلتقي ماهر «عادل» مع العاهرة بطة «سعاد حسني» في شقة ويتورط ماهر مع الضابط طارق «فاروق», ويصيبه وينزع منه مسدسه الميري، ويتحول الفيلم إلى ثأر بينهما.

وفي فيلم «سلام يا صاحبي» لا يتوقف الأمر عند السرقة، لكن تمتزج المسألة بالصداقة والارتباط بين عادل وسعيد صالح أو بين مرزوق وبركات، وهنا يتفقان على العمل الشريف وتوديع السرقة وتساعدهما بطة «سوسن بدر» والفيلم يعزف على وتر التضحية بين الأصدقاء وهو أكثر الأفلام التي استثمرت العلاقة الوثيقة بين عادل وزميله الأبدي سعيد صالح.

ونلاحظ تكرار الأسماء في عدة أفلام وعلى سبيل المثال «بركات» وهو اسم الطفل الذي يضيع من أمه في فيلم «المولد» حتى تعثر عليه عصابة ويتحول إلى لص محترف ثم يتوسع نشاطه ليصبح من كبار رجال الأعمال ويقع في غرام «يسرا» ثم يكتشف أنها شقيقته والفيلم كتبه محمد جلال عبد القوي وتاب بعد ذلك وانصرف للتأليف التلفزيوني ومن أعماله: نصف ربيع الآخر، المال والبنون، هالة والدراويش, حياة الجوهري، المرسي والبحار، الليل وآخره، وكان قد اعترض على تغييرات حدثت في السيناريو الذي أخرجه سمير سيف.

وهو المخرج المفضل عند عادل وقد قدم معه: النمر والأنثى، مسجل خطر، شمس الزناتي، المشبوه، الغول، احترس من الخط، ومع ذلك لا يمكن أن نربط عادل بمخرج بعينه فقد اشتغل مع نوعيات عديدة، ومدارس مختلفة ابتداء من فطين عبد الوهاب ونيازي مصطفى وبركات ونجدي حافظ وأحمد بدر خان ومحمود ذو الفقار وعيسى كرامة وعباس كامل وعبدالمنعم شكري وأحمد فؤاد ومحمود فريد وحسام الدين مصطفى ومحمد عبد العزيز ويحيي العلمي وحسن الصيفي وعاطف سالم الذي يمثل نقطة تحول في حياته الفنية بفيلم «اللعب مع الكبار» وبه دخل عادل إلى منطقة النضج الفني والإمساك بإعجاب النقاد والجمهور معاً، وبعده التقي مع علي إدريس وعمرو عرفة ورامي إمام ومروان وحيد حامد.

ومن موجة أفلامه التي تحارب الإرهاب تحول عادل لأدوار الحرامي واللص ثم لنوعيات مختلفة، منها رجل الأعمال والوزير والمهندس وتاجر التحف والباشا العاطل والملياردير والمحامي، ومع كل هؤلاء المخرجين اكتسب عادل بالتأكيد خبرات متنوعة وضخمة أفادته في رحلته، وإن كان بعض المخرجين التقى بهم لمرة واحدة مثل مهدي فوزي وسيد طنطاوي وإبراهيم لطفي وعادل صادق وحمدي ثروت وياسين إسماعيل ياسين وأحمد ضياء الدين، وأغلبهم ترك السينما إما إلى نشاط آخر أو للإخراج التلفزيوني.

الشلة

هناك اتهام يوجهه البعض بأنه يرتبط بشلة معينة نراها معه في أفلامه ومسرحياته ولأني أعرف طريقة تفكيره أقول بأنه لا يفكر في الأفراد أولاً لكن في العمل, وقد تكون له دوافع إنسانية لمساعدة فلان وفلانة بطريقة لا تجرح كرامته ولا تهينه.

ثم إن العمل الفني يحتاج إلى انسجام إنساني ومناخ تسوده الألفة لأن الغيرة الفنية والنفوس المريضة قد تفسد الأعمال الكبيرة وهناك مقولة شهيرة, بأن المشاحنات التي تدور خلف الكاميرا تظهر بشكل أو بآخر على الشاشة في العمل نفسه، ولهذا نادراً ما سمعنا عن مشاكل في كواليس العمل الفني الذي يقدمه لأنه يحتوي الجميع.

مع الجميلات

عبر مشواره الحافل التقى عادل مع عشرات النجمات وعمل معهن ومن التقى معها عن بعد في دور بسيط, التقاها وجهاً لوجه, كبطل، وفي مقدمة هؤلاء سعاد حسني هي أول «بخته» وقد عمل معها في أول فيلم مثله عام 1963 وكان عنوانه «الجريمة الضاحكة» ثم التقى معها بعد خمس سنوات في فيلم «حكاية ثلاث بنات» الذي أخرجه محمود ذو الفقار, ومع سعاد كانت شمس البارودي ونادية سيف النصر إلى جانب حسن يوسف ومحمد رضا وعماد حمدي.

وفي نفس العام «1968» التقى مجدداً مع سعاد حسني في فيلم «حواء والقرد» الذي أخرجه نيازي مصطفى عن سيناريو كتبه عبد الحي أديب، وهو ما يعني أن عادل أيضاً التقى مع كوكبة من أشهر كتاب السيناريو في تاريخ السينما المصرية، والعمل الذي نتحدث عنه اشترك فيه أبو السعود الأبياري مع عبد الحي أديب، ونلاحظ أن سنة 68 كانت كبيسة بالأفلام التي أنتجت قبل الحرب، ولكنها لم تعرض، إلا في عام 68 الذي شهد أيضاً فيلم «حلوة وشقية» الذى جمع مرة أخرى بين عادل وسعاد، التي كانت في قمة توهجها، ومعه أيضاً قدما «أنا الدكتور» مع محمد عوض ومحمد رضا وعبد المنعم مدبولي, وفي «69» التقي مجدداً مع سعاد في فيلم «فتاة الاستعراض» ويتباعدان، ويصعد نجم عادل وينتقل من خانة السنيد إلى البطل, وفي عام «81» تجدد اللقاء مع سعاد حسني في فيلم «المشبوه» المأخوذ عن فيلم «كان لصاً», والسيناريو كتبه إبراهيم الموجي مع سمير سيف مخرج العمل.

وبعدها بعامين تقريباً جمعهما المخرج محمد فاضل من خلال قصة كتبها هو بعنوان «حب في الزنزانة» وفاضل التقى به تلفزيونياً في مسلسل «أحلام الفتى الطائر» والغريب في هذا الفيلم أن عادل لم يظهر كحرامي بشكل صريح فهو موظف بسيط يتطوع لدخول السجن مقابل مبلغ من المال وفي السجن يتعرف على «فايزة» ويحبها، وعندما يكتشف أن من أدخلوه إلى السجن خدعوه يهرب لكي ينتقم، حتى لو اضطر إلى العودة للسجن بكامل إرادته.

وبخلاف سعاد, التقى مع شادية في مراحله الأولى وأشهر لقاء في فيلم «مراتي مدير عام» ثم «عفريت مراتي», «كرامة زوجتي», «أفراح», «نصف ساعة جواز», «أضواء المدينة», والملاحظ أن أغلب الأفلام هذه «أبيض وأسود» وكلها تتسم بالمرح والناس تقبل عليها حتى وقتنا هذا، وإذا تكلمت مع عادل عن شادية فإنك لن تسمع منه إلا سيرة معطرة بالحب والاحترام، والحقيقة أن كل من عمل معها كرر هذا, فيما يشبه الإجماع، وكان المعروف عنها مساندة الشباب الصاعد واحتضانه, والطريف أن سكرتيرها الخاص هو أيضاً كاتم أسرار عادل إمام وصديقه، وهو محمد حافظ وقد حكي لي الكثير في رحلة العراق عن كرم شادية وحبها والإنفاق في وجه الله، سراً وعلانية حتى بعد احتجابها عن الأضواء.

وفي المرحلة الأولى أيضاً التي يمكن أن نقسمها من 63 وحتى 78 سنجد في سجل النجمات: شويكار وليلى طاهر وهند رستم ونوال أبو الفتوح وشمس البارودي ونادية لطفي وناهد شريف وزبيدة ثروت وماجدة الخطيب ومديحة سالم وصفاء أبو السعود التي قدمت: رضا بوند، عندما يغني الحب، شياطين إلى الأبد، المهم الحب، البحث عن المتاعب، أزواج طائشون، اللعبة, شباب يرقص فوق النار، ومعظمها أفلام اتسمت بالاستعراض والغناء والكوميديا.

ومن جميلات عادل إمام أيضاً: ميرفت أمين ونيللي ونجلاء فتحي ومديحة كامل وسهير رمزي وأيضاً ماجدة ومريم فخر الدين ونورا وإيمان «ليزا سركسيان» ثم آثار الحكيم, ومعها تحول من حرامي إلى ضابط في فيلم «النمر والأنثى» وهي من المرات القليلة التي ظهر فيها كضابط وقد عاد وكررها في فيلم «النوم في العسل» مع دلال عبد العزيز وشيرين سيف النصر, ولا نغفل إسعاد يونس التي التقت به لأول مرة عام «80» في فيلم «شعبان تحت الصفر» وحقق إيرادات خرافية غير مسبوقة والتقى مع «شريهان» في بداية صعودها من خلال فيلم «خلي بالك من عقلك» عن سيناريو لأحمد عبد الوهاب أخرجه محمد عبد العزيز, وهنا يعود ليظهر كطالب جامعي اسمه وائل يتدرب بمستشفى للأمراض النفسية والعقلية ويتعرف على نزيلة مريضة هي سلوى «شريهان» ومن خلال ارتباطه بها يكتشف سر علتها ويصمم على الزواج منها، وسط مواقف عديدة وكان قد سبق ذلك ومع نفس المخرج وبسيناريو كتبه فيصل ندا قد تقابلا في فيلم «مين فينا الحرامي» ويظهر فيه بشخصتين أحدهما كالمعتاد حرامي والثاني مغلوب على أمره ومستسلم، وهي المرة الوحيدة التي ظهر فيها عادل في دورين خلال فيلم واحد.

ونستطيع القول إنه أعطى شهادة فنية لإلهام شاهين في فيلم «الهلفوت» وهو كوكتيل من أفلام وشخصيات عديدة جسدها عادل، بين الغلبان ثم المتمرد، ولكنه غير هيئته تماماً وطريقة كلامه ومشيته وظهر معه صديقه سعيد صالح في الفيلم.

أما بخصوص ميرفت أمين فقد أعاد تقديمها في 2006 من خلال فيلم «مرجان أحمد مرجان» في مفاجأة أدهشت الكثيرين حيث كان آخر لقاء بينهما عام 1984 في فيلم «واحدة بواحدة» الذي اشتهر بأنه فيلم «الفنكوش».

 

فيلم للعلم

الحريف

إخراج: محمد خان.

قصة: محمد خان وبشير الديك.

سيناريو وحوار: بشير الديك.

تصوير: سعيد شيمي.

موسيقى: هاني شنودة.

مونتاج: نادية شكري.

صوت: مجدي كامل.

تاريخ العرض: 6 أغسطس 1984 بسينما ميامي.

زمن الفيلم: 100 دقيقة ألوان.

بطولة: فرودس عبد الحميد، عبد الله فرغلي، زيزيز مصطفى، نجاح الموجي، حمدي الوزير، فاروق يوسف.

القصة

يعمل «فارس» في مصنع للأحذية ويعيش بمفرده في حجرة على سطح أحد المنازل بعد أن انفصل عن زوجته دلال التي تعمل هي الأخرى وتسكن مع والدتها، ولكنه يرفض أن ترتبط بغيره خوفاً على ابنه، وتحاول سعاد أن تتقرب إليه ولكنه لا يتجاوب معها ويفرغ طاقته في مباريات الكرة الشراب, ثم يساعده صديقه القديم شعبان ويعود إلى زوجته وابنه.

 

حكاية مشهد

رياض الخولي يرفض أكل يسرا!

ينجح المحامي علي الزناتي «رياض الخولي» في الحصول على البراءة.. لامرأة متهمة في قضية آداب «يسرا» وتدخل مكتب زميله فتحي نوفل «عادل إمام» وهي تزغرد وتحمل وجبة كباب وكفتة وهي الآكلة المفضلة لعادل إمام في أغلب أفلامه حتى قال بعض المقربين منه إنه يجب أن يعالج في مصحة فول وطعمية من إدمان الكباب الذي قدم باسمه فيلماً كاملاً هو «الإرهاب والكباب».

تدخل «سميرة» فرحة بالبراءة وتهم باحتضان وتقبيل «علي» وهو الملتزم الذي ارتبط بالدفاع عن الجماعات الإسلامية ولكنه ينهرها ويبتعد عنها.. وينظر فتحي ضاحكاً إليها:

- فتحي: سيبك منه يا سميرة.. ده مش بتاع «بوس».

تضحك بخلاعة: أمال بتاع إيه؟

يصيح علي في فزع: أعوذ بالله..!

تفتح ورقة الكباب ويدعو فتحي زميله علي:

- باسم الله نأكل لقمة!

يستنكر علي هذه الدعوة:

- أعوذ بالله.. أيعقل يا فتحي أن أكل من عرق البغايا!

يوضح له فتحي أن له في ذمتها أجرة أتعابه عن دفاعه.

ويحكي رياض الخولي عن دوره في هذا الفيلم: «لم اندهش عندما تم ترشيحي لهذا العمل الذي أتقاسم فيه البطولة مع عادل إمام».

واختياره هنا.. فيه الكثير من الأسئلة.. ربما لأنني شكلاً وموضوعاً القريب من دور المحامي الملتحي.. ولأن الفيلم لا يمكن تصنيفه كعمل كوميدي فهو يغوص في أمور شائكة عديدة وفيه يتهم مؤلفه وحيد حامد في وقت مبكر جداً.. كيف أن الفساد له أوجه وأسماء ومسميات عديدة وأن هناك من يتاجر بالدين وهو في ذلك يعادل من يتاجر بالمال العام.. وقد أبحر الفيلم في هذا البحر الثائر مبكراً.. وفكرته تدور حول ثلاثة محامين زملاء تفرقت بهم السبل.. الأول ترك المبادئ التي كان يدافع عنها واحترف النصب والاحتيال.. حتى إنه كان يشترط على كبار اللصوص مع المال الذي يحصل عليه أني تم تزويده بالخمور التي كان يصفها بالفاسدة.. والثاني تفرغ للدفاع عن الجماعات التي تسمى نفسها بالإسلامية والثالث ارتضي لنفسه أن يكون مجرد موظف بسيط في مصلحة حكومية.. والفيلم أيضاً فيه إشارات للربط بين الدعارة والفساد السياسي.

وقد لاحظت والكلام على لسان رياض الخولي أن عادل إمام كان جاداً طوال الفيلم حتى في المشاهد التي بها لمسات كوميدي.

النهار الكويتية في

17/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)