حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

التقى مع نادية الجندي تحت سمع وبصر بوليس الآداب

بقلم: سمير الجمل

لا داعي لأن تسأل عادل إمام إن كان يختار بطلات أفلامه أم أنها النصوص والظروف تفرض بطلة دون غيرها، وقد أتاح المشوار الطويل لعادل أن يلتقي مع أجيال عديدة من بطلات ونجمات السينما، كان بالتأكيد يسعده أن يعمل مع شادية ومديحة يسري، حتى إذا ما بلغ دور البطولة بدأت النجمات على اختلاف أجيالهن التسابق للعمل مع عادل، وتوسعت الدائرة لأكثر من ثلاثة أجيال، وتكرر العمل مع أكثر من نجمة وإن كانت يسرا تحتل المرتبة الأولى من حيث العدد، فيما نجد أن نادية الجندي هي الأقل حيث التقت معه في فيلم واحدة هو «خمسة باب» وكان ثالثهما فؤاد المهندس.

في هذه المرحلة كان الجمع بينهما صعباً على أي منتج، لأن عادل هو النجم الأول، وفي المقابل نادية الجندي تحقق الإيرادات وهي بمقاييس السوق نجمة شباك ويجب أن يقال في بداية الفيلم إنها «نجمة الجماهير» وقد تعرض الفيلم لمشاكل رقابية أدت إلى إيقافه ومنعه لسنوات والفيلم كتبه شريف المنياوي اقتباساً عن فيلم «إيرما الغانية» وهو موضوع تم معالجته وتقديمه أكثر من مرة عالمياً وعربياً، والفيلم أخرجه نادر جلال وصوره إبراهيم صالح وماكياج سيد محمد ومناظر ماهر عبد النور، ومونتاج صلاح عبد الرازق وموسيقى حسن أبو السعود، وقد أنتج الفيلم محمد مختار وكان وقتها زوج نادية الجندي، وتدور الأحداث في الأربعينيات داخل خمارة «خمسة باب» بحي الأزبكية، حيث تعمل امرأة غانية «تراجي» مع القواد «عباس» الذي يقاسمها ما تحصل عليه مقابل حمايتها حتى يصل إلى الحي الشرطي «منصور» المستقيم ويفشلون في رشوته حتى يتم تلفيق قضية مخدرات له ويتم فصله من الخدمة ويقضي فترة العقوبة ويعود ليعمل كفتوة للحي ويقع في غرام «تراجي» ويحاول إقناعها بالتوبة ويتزوجها، وتم عرض الفيلم لأول مرة في أغسطس عام 1983. والجمع بين نجمين في حجم عادل ونادية مخاطرة سواء في الأجر أو ترتيب الأسماء، أو فيما بعد عندما ينجح الفيلم، حيث يفضل كل منهما أن ينسبه لنفسه، وفي حالة الفشل يرمي كل طرف بالمسؤولية على الآخر والمسألة ليست قاصرة على عادل إمام ونادية الجندي لكنك ستجدها حتى في الأجيال التالية، خاصة بين نجوم الكوميديا وأغلبهم خرج من جلباب عادل إمام، رغم أنهم ظهروا مراراً وتكراراً مع بعضهم البعض في بداية المشوار، أحمد السقا، محمد هنيدي، أحمد حلمي، هاني رمزي، هاني سلامة، أحمد آدم، محمد سعد، وأظنه أحد أمراض السينما المصرية المستعصية هذا بخلاف ما يطلقونه على أنفسهم من ألقاب. وكانت نادية الجندي كما قلت تكتب دائماً في الأفيشات والدعاية «نجمة الجماهير» وكانت منافستها اللدودة نبيلة عبيد قد اختارت لنفسها أن تكون نجمة مصر الأولى، ورفض عادل هذه الألقاب تماماً، وأذكر أننا في مقدمة فيلم «كراكون في الشارع» وجدنا اسمه مسبوقاً بلقب «نجم مصر الأول» وكنا مجموعة محدودة من النقاد والصحافيين وعندما انتهى العرض، وتلقى التهاني سمعته يطلب من المخرج أحمد يحيي ألا يكتب هذا اللقب وأن يرفعه إن أمكن ذلك، لأنه لا يحتاج إلى هذا اللقب أوغيره بل إنه بعد ذلك عمل بدعة غير مسبوقة عندما اكتفى بصورته على الأفيش بدون أسماء، وهو ما أثار جدلاً من بعض الفنانين والفنانات وكانت وجهة نظرهم أن حجب الأسماء عن الأفيش فيه ظلم لجهدهم، ورغم أن البدعة تكررت في أفلام لشباب جدد إلا أن عادل تراجع عنها بكل اقتناع احتراماً للزملاء والزميلات ودافع البعض عن ذلك بقوله: إن من يعمل مع عادل ليس في حاجة إلى دعاية عن نفسه.

نيللي والغول

التقى عادل لأول مرة مع نيللي سنة 71 في فيلم «مذكرات الآنسة منال» عن قصة وسيناريو وحوار وإخراج عباس كامل وهو عم المخرج نادر جلال الذي اشتغل معه أيضاً، وعباس أحد فرسان سينما الكوميديا ثم كان اللقاء مع نيللى في السنة نفسها في فيلم «شباب في العاصفة» مع المخرج عادل صادق عن سيناريو كتبه سعد الدين وهبة وبعد 7 سنوات تقريباً التقاها في فيلم «عيب يا لولو عيب» وكان اللقاء الرابع هو الأكثر أهمية في عام 83 من خلال فيلم «الغول» وقد أثارت نهايته جدلاً كبيراً وفقاً للسيناريو الذي كتبه وحيد حامد، وأخرجه سمير سيف، وشارك في بطولته فريد شوقي، والطريف هنا أن عادل يؤدي دور صحافي وهي من المرات القليلة التي جسد فيها هذه الشخصية، ويظهر في الفيلم باسمه الحقيقي عادل، ويضطر وفقاً لأحداث الفيلم إلى قتل فريد شوقي وسط رجاله وحراسه في مشهد رهيب باستخدام «البلطة»، وما أثار الجدل أن البطل يلجأ هنا إلى الانتقام الفردي متجاوزاً القانون الذي أعطى البراءة للمجرم بناء على ثغرات في القانون استثمرها المحامي وهو أمر متعارف عليه في أروقة المحاكم والقضايا، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يلجأ فيها عادل خلال أفلامه للانتقام ممن ظلمه، لكن هنا الوضع اختلف، حيث أن البطل صحافي صاحب قلم وعقلاني، وكانت الإشارة واضحة، والغريب أن مشهد اغتيال رجل الأعمال الشهير في شركته وتحت حراسة المحيطين به تم تفسيره بأنه يشير بشكل أو بآخر إلى حادث المنصة مع الرئيس السادات الذي تم اغتياله وسط رجال جيشه وحراسه، أثناء احتفالات أكتوبر 1981، وربما كان عادل يهدف أيضا للتنديد بالإرهاب والقتل بجميع أشكاله في أكثر من عمل.

صورة

حتى الآن لا توجد في الأرشيف الصحافي لجميع المؤسسات الصحافية المصرية والعربية صورة واحدة تجمع عائلة عادل، مع زوجته السيدة هالة الشلقاني وأولاده رامي وسارة ومحمد، والأحفاد عادل وعزالدين وأمينة، بالتأكيد هي موجودة في أرشيفه الخاص، بل وموجودة في قلوب الملايين، ولكنني أعرف تمام المعرفة أن هذه الصورة كانت ستسعده وتسعد محبيه أكثر إذا ما ضمت أيضاً أخيه عصام إمام وأولاده، وشقيقته إيمان زوجة الراحل مصطفى متولي وأولادهما، وكبير العائلة الحاج محمد إمام والوالدة رحمة الله عليهما، بل أعرف أيضاً أنه سيكون في غاية السعادة لو أن الصورة جمعت أيضاً كل جماهيره ومحبيه والجوائز التي توج بها مشواره، من ملوك ورؤساء وهيئات ومهرجانات وجمعيات مصرية وعربية وعالمية، ومع كل هؤلاء صور رؤساء مصر الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، ولأنه سفير النوايا الحسنة ربما يختصر كل هذا في صورة لنفسه قدمها بريشة الفنان الكبير مصطفى حسين وقد جلس بملابس فقيرة ومتواضعة فوق الكرة الأرضية وفي يده سيجار وفي عينيه نظرات ثقة واعتزاز بما راح وبما هو كائن وبما سيكون بإذن الله، وأفيش المسرحية الشهيرة يلخص الوضع كله أنه «الزعيم» الوحيد الذي تم تتويجه بالاقتراع العاطفي المعلن المباشر، وبدون حد أقصى.

توقيعات في الأوتوغراف

النجم هو الذي يوقع لجماهيره في الأوتوغراف لكن هنا يختلف الحال، حيث نجد توقيعات زملاء ونقاد له فقد قال المخرج الكبير صلاح أبو سيف: قيمة عادل لا تقتصر على الفن فيكفي أنه حمل كفنه على يديه واتجه إلى أسيوط بصعيد مصر وقت ذروة الإرهاب ليقدم فنه هناك في تحد واضح، ويؤكد رجاء النقاش الناقد الكبير أن عادل إمام بموهبته وجماهيريته يجسد ظاهرة مثل عبد الله النديم وحافظ إبراهيم وبيرم التونسي ونجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وعبد المنعم مدبولي وصلاح جاهين ومحمد عوض.

وقال عنه عبد الحليم حافظ: عادل هو أجمل اختراع للقضاء على الأحزان، وشبهه الدكتور يوسف إدريس الأديب الكبير بالسائق الماهر الذي يعرف كيف يقود مركبة الوصول إلى عقل وقلب الجمهور بعيداً عن اختناقات المرور. وتقارن سعاد حسني بين عادل وعبد الحليم حافظ وتعتبرهما وجهان لعملة واحدة فقد دخلا النجومية من أوسع أبوابها، وتعترف يسرا بأنها تدين بالفضل إلى رشدي أباظة في بداية حياتها ثم إلى عادل إمام في مرحلة تالية حيث حققت معه جماهيرية عريضة، أما شريك رحلته وصديقه المقرب سعيد صالح فيؤكد أن نجومية عادل تحترم نجومية غيره، وهو يفسح الكادر بكل الحب لزميله أو لفنان جديد أن يظهر معه أو بجواره، بعكس نجوم آخرين لا يمتلكون الثقة الكاملة في وجود أبطال غيرهم في المشهد.

مؤسسة كاملة

حقيقة الأمر أن عادل يعرف جيداً كيف يتعامل مع كل من حوله، وكما جمعته صداقات وعلاقات خاصة مع ملوك ورؤساء عرب له معارفه وعلاقاته مع بسطاء من الناس.

وعندما حضر لمجاملتي في زفاف ابني كان أول المعازيم جاء والطاولات خالية، وسألني مندهشاً:

إيه الحكاية هو أنت نسيت تعزم الناس؟

وفجأة تجمع الحاضرون على الطاولة التي يجلس إليها أهل العريس والعروس، وقلت له: خلي الليلة تعدي على خير يا نجم!

وبطريقته المحببة لا أدري كيف أقنع الزحام من حوله بالانتظار حتى يتم الزفاف على خير وينجب العريس ابنه الأول ثم يجلس معهم جميعاً للصبح.

ابتسامته والشاي في الكوب وقعدة كفاح شامخة وبساطة تلخص الكثير من الأمور وجدعنة كلها تعطيك في نهاية المطاف قيمة اسمها عادل إمام.

 

الزعيم

مسرحية الزعيم: 

تأليف: فاروق صبري.

إخراج: شريف عرفة.

بطولة: أحمد راتب، رجاء الجداوي، منال سلامة، يوسف داود.

تدور أحداث المسرحية حول زعيم ديكتاتور طاغية يكتشف وجود مواطن غلبان اسمه زينهم يتشابه معه تماماً في الشكل ويأمر بالقبض عليه وإعدامه، وقبل أن يتم هذا تنجح مجموعة من المتمردين فى إعدام الديكتاتور نفسه، ويقرر هؤلاء الاستعانة بزينهم لإيهام الشعب بأن الديكتاتور ما يزال حياً وبالتالي يستثمرون ذلك في تحقيق مكاسبهم، لكن زينهم في نهاية المطاف يفضحهم.

وقد منع بعض الرؤساء هذه المسرحية من العرض في بلادهم، وقد قامت بجولات عديدة داخل مصر وخارجها واستمر عرضها لأكثر من 8 سنوات.

 

حكاية مشهد

في ميدان التحرير ثورة الكباب

لفت أحد الأصدقاء نظري إلى شيء لم الحظه في فيلم «الإرهاب والكباب» رغم أنني شاهدته مرات عديدة وكتبت عنه.. وأشرت إلى النهاية المتشابهة مع فيلم «الهروب إلى النصر» الذي لعب بطولته سليفستر ستالوني مع نجم الكرة بيليه.. وقلت إن هذا لا يعيب كاتبا في حجم وحيد حامد.. والجديد الذي أشار إليه الزميل أن الفيلم يدور في مكان واحد هو مجمع التحرير الذي يعتبر من المعالم الرئيسية للميدان الشهير الذي انطلقت منه ثورة 25يناير في مصر.. وكأن الفيلم بشكل أو باخر تنبأ بأن الثورة من الممكن أن تنطلق من هذا المكان الذي يرتاده يوميا أكثر من مليون شخص. وكما تغيرت مسارات مظاهرات 25 يناير من الاحتجاج استثمارا ليوم عيد الشرطة إلى ثورة غيرت النظام في البلد بأكمله تكرر ذلك في مجمع التحرير فقد تحول بعض الموظفين ومرتادي المجمع إلى رهائن تحت يد رجل بسيط جاء ينهي مشكلة إدارية تخص نقل ابنه التلميذ من مدرسة إلى أخرى.. وفجأة وجد نفسه إرهابيا وتحت يده رهائن وكلهم من نوعيات بسيطة في تركيبة تعبر عن شرائح المجتمع وهي أوجه تكاد تتطابق تمام مع الوجوه التي كانت تظهر في الميدان وقت الثورة.

ويقول الفنان حجاج عبدالعظيم احد أبطال الفيلم متذكرا ظروف تصوير الفيلم.. أنا اعرف عادل إمام من خلال المخرج محمد راضي وقابلته لأول مرة حيث كنت اعمل بالإسماعيلية وجاء إلى هناك لتصوير احد أفلامه ولان عمي ينتمي إلى الوسط الفني وهو الفنان محمود إسماعيل جاد.. وكان من السهل التعرف على طاقم العمل وبدأت اقترب من الأستاذ عادل الذي وعدني بالمساعدة إذا ما حضرت إلى القاهرة..

والحقيقة انه صدق في ذلك.. فهذا الفيلم جاء في مرحلة البداية ونلاحظ أنه منح العديد من الزملاء فرصا جيدة بالفيلم منهم الفنان القدير أحمد عقل الذي لعب دور الرجل المتدين الذي يصر على أداة الصلاة طوال الوقت وكان اشرف عبدالباقي في بداية طريقه واخذ فرصة جديدة مع الأساتذة الكبار إنعام سالوسة ومحمد يوسف..

ويضيف حجاج: بصرف النظر عن المجموعة التي كانت داخل المجمع أظن أن وجود الأستاذ الكبير كمال الشناوي في دور وزير الداخلية ورغم إنني لم أتقابل معه في مشهد واحد.. لكنني كنت احضر التصوير لكي أتعلم.. كيف تكون الكوميديا من هذا البرنس رفيع المستوى.. وبصراحة انا اعتبره فاكهة الفيلم فقد قدم وزير الداخلية بطريقة مدهشة للغاية أضافت الكثير للفيلم ولنا كفانين.. الله يرحمه.

النهار الكويتية في

22/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)