حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

قصة إعدام عادل امام

اللص المحبوب تخصص في سرقة الكبار

بقلم: سمير الجمل

هو لا يبحث عن الاختلاف من باب «خالف تعرف» ولكنه يبحث عنه ويتعاطاه بشكل اعتيادي طبيعي فقد أدمن النجاح والتميز، وهو لا يراهن طوال الوقت على اعجاب سطحي يتآكل ويتبدل وينتهي مثلما حدث مع الكثير من كبار الفنانين والفنانات، وقد عمل مع أغلب نجوم الفن بأجيالهم المختلفة وعندما كان برنامج «البيت بيتك» في بدايته عندما قدمه التلفزيون المصري وبدأ يستضيف أشهر النجوم، كانت هناك تقليعة لطيفة، بأن يحضر كل ضيف معه تذكاراً أو هدية، بعضهم أحضر العرائس ولعب الأطفال والحلوى والشموع والتحف وعندما جاء الدور على عادل وحل ضيفاً على البرنامج دخل مع ولديه رامي ومحمد في مشهد عائلي جميل لم يكن العديد من محبيه قد شاهدوه من قبل، فى منظر انشرحت له قلوب جماهيره وأدرك الكل أن رامي ومحمد هما أولاده وهتفت أكثر من ربة بيت باسم الله ما شاء الله خوفاً عليهما من الحسد لأن الناس تعرف الوالد وقت ان كان في سن أولاده.

كل عربي له معه ذكري وحكاية المفاجأة أن هديته كانت عبارة عن «قفص برتقال» حمله رامي ومحمد، في لوحة بسيطة مختلفة، وكتبت مقالاً في الجمهورية بعنوان «المختلف»، ولم يكن الاختلاف فقط في حرصه على الظهور العائلي مع ولديه، وغيره يخاف من هذا المشهد حتى لا يقال انه كبر وعجز، غيره يخاف على نجوميته من أولاده، وهو تكتمل عنده النجومية بأولاده وزوجته، غيره تكلم عن نجاحه وينفتح حتى يكاد ينفجر أمامك من فرط الانتفاخ، ولكنه دائماً وأبداً يشير الى الجمهور بأنه صاحب الفضل عليه وأن هو الذي يفتح بيته ويرفعه الى مصاف الأكابر، فاذا بالجمهور يزداد ارتباطاً وتقديراً له ويرفعه أكثر وأكثر، وكلما حدث هذا يفكر بعمق في اسعاد هذا الجمهور، والأهم أنك تراه أمامك متطابقاً مع ما ينادي به ويتبناه في أفلامه ومسرحياته حتى عندما قدم اللص أو شخصية الحرامي أكثر من مرة، كان يقدمه بشيء من النبل والجدعنة، وقد عاتبته في ذلك لأن هذا الأسلوب قد يحبب المتفرج في الحرامية واللصوص، وكانت اجابته حاضرة، أن اللص لابد أن يتطهر.

وأعود الى أفلامه التي ظهر فيها كبطل ومنها «المحفظة معايا» ولعب دور عطوة النشال، الذي يتعلم في نهاية المطاف أن ينشل الكبار فقط لكي يكشف فسادهم، ولهذا قرر أن ينشل السيد محافظة العاصمة، وفي فيلم «المتسول» يتفق مع رجال الشرطة في نهاية المطاف لكي يحصل على مكافأة بعد مساعدتهم ليتزوج بها حبيبته «عايدة»، وقبل ذلك في فيلم «لصوص لكن ظرفاء» أنه يسرق أرملة هي ماري منيب والمسألة كلها هزار في هزار وتصور أن الحرامية هما عادل امام والفارس أحمد مظهر، حتماً ستفتح لهما الباب وتقول لهما بكل حب: «اتفضلوا أسرقوني» والعملية كوميدية من أولها لآخرها، وفي فيلم «حرامي الحب» الذي أخرجه عبد المنعم شكري (1977) يلعب دور مأمون وهو شاب مهووس بمرض السرقة الا أنه هنا حرامي رغم أنفه، وعندما يذهب الى الطبيب لعلاجه يلتقي مع سونيا «نبيلة عبيد» ويسرق منها علبة بها أشياء مهمة تخص عصابة، ونكتشف أن الحرامي المريض المسكين الذي يسرق الأشياء البسيطة، ويود أن يتخلص من هذا المرض عندما يقع في الحب يصطدم بعصابة محترفة يبدو أمامها مسكيناً، ويحب سونيا ويكتشف في نهاية المطاف أنها تعمل مع الشرطة ويتزوجها بالطبع.

ولا بأس أن يتعرض هو شخصياً للنشل مثلما جرى معه في فيلم «رجب فوق سطح صفيح ساخن» أنه ينزل الى القاهرة مندوباً عن أهل بلدته الريفية لكي يشتري محراث ويلتقطه بلبل «النشال» ويستولى على النقود، وفي رحلة بحث عنه تتحول شخصيته من الرجل المسالم المغلوب على أمره الى رجل قوي وهو في نهاية المطاف يتحول من منصوب عليه الى نصاب محترف وكانت رسالته احذروا الضحك على الريفي بحجة أنه ساذج، لأنه سيضحك على الكل فيما بعد. وفي فيلم «الحجيم» اخراج محمد راضي يلعب شخصية «رمزي» الذي يعمل بأحد الفنادق ويكتشف وجود عصابة في الفندق تخفي حقيبة بها مبلغ كبير تمت سرقته، ويقوم هو بسرقتها ويهرب الى استراحة يمتلكها صلاح نظمي وزوجته الحسناء «مديحة كامل» وبعد مطاردة مع العصابة صاحبة الشنطة، وغرام مع سلمى «مديحة كامل» وفي النهاية تحترق الاستراحة بسلمى وزوجها ويبتعد رمزي مع نجلاء ابنة صلاح منصور صاحب الاستراحة التي تمثل البراءة وقد لعبت هذا الدور الفنانة «شيرين» وهي التي قاسمت عادل بعد ذلك سلسلة «بخيت وعديلة»، وهي أيضاً تدور في أجواء ثروة تهبط عليه على غير موعد من خلال رحلة قطار والعثور على شنطة بها مبلغ ضخم من الدولارات، بخيت شبه عاطل وعديلة مدرسة غلبانة مخطوبة لأحمد راتب، وتتغير حياة الثنائي بعد اقتسام هذه الثروة، بعد سلسلة من المطاردات والمواقف المثيرة المضحكة، وفي الجزء الثاني يقرر بخيت أن ينزل انتخابات مجلس الشعب لكي يفوز بالحصانة، والمعنى هنا واضح، ويرشح نفسه تحت رمز «الجردل» وترشح عديلة نفسها تحت رمز «الكنكة» لكن ما هو موقف العصابة؟!

سر الغرام

قلت لعادل لماذا كل هذا الغرام باللصوص، وقد تقمصت أدوارهم كثيراً؟ فقال: شخصية اللص مثيرة درامياً فيها حيوية، وتسمح للممثل أن يتلون من خلالها، ثم انها تقوم بعملية تطهير، نرى السرقة لكي نتمسك أكثر بالأمانة. قلت: ولكن البعض يخشي من اشاعة مبدأ السرقة لأنك اللص المحبوب الذي يتحول عند المراهقين الى مثل أعلى ونموذج ينظرون اليه بكل فخر.

قال: معنى ذلك أنني أساعد على السرقة؟

قلت: تأثيرك يا أستاذ فعال!

قال: يا سيدي أنظر اليها على أنها حكاية طريفة نقدمها للتسلية ثم انني أقدم شخصية اللص واضغط على الجوانب السلبية وغالباً ما يأخذ الجزاء المناسب وراجع أفلامي.

قلت: ويجوز أن يكون سر اختيارك لهذه النوعية مرجعه أن الشخصيات الخيرة لا تغري الممثل لأنها أحادية الجانب.

قال: هذا ما يتوقف على طريقة الكتابة وقد تعودت الا أقف أمام الكاميرا الا اذا اطمئن قلبي الى النص والمؤلف الذي يعمل معي يتعب جداً لكي نصل الى أقصى درجة من الجودة.

قلت: ومع ذلك لا تظهر الأفلام كلها بمستوى واحد.

قال: وماله، هذه سنة الحياة، وأمامك كبار نجوم العالم هل أفلامهم كلها مثل بعضها، آل باتشينو وجاك نيكلسون وكلينيت استوود.

قلت: لحظة يا عدول.

قال: مالك عندك فاصل اعلاني!

قلت: لا، عندي سؤال.

قال: طيب اتفضل قبل ما تسأل على نفسك!

قلت: من غير شغب عمرك ما فكرت تبقى مخرج؟

قال: وأنا مالي!

قلت: أظن عندك خبرة؟!

قال: الاخراج له ناسه وأنا يكفيني التركيز في دوري أمام الكاميرا، المخرج له بال طويل، يقوم بالتحضير ثم التصوير وبعدها المونتاج والمكساج، لا يفتح الله.

قلت: ومع ذلك لا تعمل الا مع مخرجين معينين؟

قال: حقي.

قلت: وأفضلهم بالنسبة لك؟

قال: أنا عملت مع أجيال مختلفة فطين عبد الوهاب ومحمود ذو الفقار ونيازي مصطفى وأحمد السبعاوي ومحمد راضي وحسين كمال ورأفت الميهي وأحمد يحيي ومحمد خان وسمير سيف ومحمد عبد العزيز ونادر جلال ونجدي حافظ وأحمد فؤاد ويحيي العلمي ومحمد فاضل ولحقت أحمد بدر خان وعيسي كرامة وعباس كامل وبركات وعاطف سالم وأحمد ضياء الدين وحسام الدين مصطفى.

قلت: لحظة من فضلك.

قال: فيه ايه!

قلت: سوف أساعدك

قال: لا. لسه ذاكرتي شغالة، وعندك ياسين اسماعيل ياسين وسيمون صالح وحسن يوسف وشريف عرفة وعلي ادريس وعمرو عرفة وأخيراً رامي امام.

قلت: معناه ايه؟

قال: أنا بتاع كله.

 

حكاية مشهد

وماذا أقول بعد كل ما قيلوفيما قالوا!

تصور أن يقف المحامي لكي يقدم مرافعته عن متهم جريمته الاتجار بالعملة الصعبة في السوق السوداء ويشير بكل بساطة الى جرائم ترتكب هنا وهناك، بما فيها بعض جرائم لهيئة المحكمة نفسها.

طيب ما رأيك لو رأيت المحامي يتلقي القضية في التو واللحظة داخل المحكمة والكارثة أن يكون سكرتيره هو وحيد سيف الذي يعطيه أهم اشارة أو مفتاح القضية بأن المتهم هو الذي يلبس القميص الأزرق ويقف داخل القفص، وبكل بساطة يقف المحامي أحمد نافع متحمساً وهو يرتدي الروب الأسود:

- يا حضرات المستشارين، أيها السيد المتهم، أيها الحضور الكريم، أيها السكرتير بتاعي الأستاذ ابراهيم ثم يتقدم عدة خطوات في هدوء بعد لحظة صمت لكي يقول:

- ماذا أقول.. نعم ماذا أقول بعد كل ما قيل وقد قال الشاعر ان الذين قالوا بغير قالوا قد قيل فيهم القول غير القول.

ويقاطعه المستشار رئيس المحكمة: يا أستاذ أدخل؟

ويسأل المحامي بكل براءة: أدخل فين؟

فيقول: أدخل في الموضوع.

وأثناء ذلك نرى الوكيل يهمس للموكل «علي الشريف»: باسم الله ما شاء الله الأستاذ النهاردة غزالته رايقة ويؤمن الموكل قريب المتهم على كلامه:

- فعلاً ده فصيح أقوي.

واختلف الحال عندما تحول عادل امام الى الأستاذ حسن سبانخ المحامي الذي يميل الى الحياة الطبيعية وأكلته المفضلة السبانخ، ولكنه كما رسمه رأفت الميهي مؤلف ومخرج الفيلم يتسم بالذكاء والدهاء ويبلغ الأمر عندما يدافع عن أحد المتهمين وتكون النتيجة أن يحصل المتهم على البراءة، ويدخل المحامي الى السجن ويكتشف كيف أن كبار اللصوص يعيشون حياة الخمس نجوم وهو ما قدمه عادل امام بعد ذلك في مسرحية بودي جارد، والأفوكاتو بطولة يسرا واسعاد يونس.

وأهم ما في هذا الفيلم أن رأفت الميهي استثمر الكوميديا التي يتمتع بها عادل امام ويجيدها ويعرف أسرارها جيداً، لكن في اطار الموضوع، وهو ما يضع قيوداً على عادل غالباً ما يفلت منها ويقدم الشخصية بالطريقة التي يريدها، لكن الواضح أن الميهي نجح في اقناع عادل بتقديم حسن سبانخ كما يحب ولكن في اطار الموضوع الذي يمشي على الصراط بين الضحك والجد الى أقصى درجة، لكنها تجربة خاصة عند الميهي وعند عادل كما اعترفا بذلك.

 

فيلم للعلم

حتى لا يطير الدخان

اخراج: أحمد يحيي.

سيناريو وحوار: مصطفى محرم.

عن قصة: لاحسان عبد القدوس.

تصوير: عصام فريد.

مونتاج: عنايات السايس.

موسيقى: جمال سلامة.

صوت: مجدي كامل.

تاريخ العرض: 19 نوفمبر 1984 بسينما ميامي.

بطولة: سهير رمزي، سناء شافع، نادية أرسلان، فكري أباظة، أحمد راتب، يوسف فوزي، نجاح الموجي.

القصة

«فهمي» طالب الحقوق الفقير الذي يعيش في القاهرة بمبلغ لا يكفيه حتى تمرض أمه وينقطع عنه هذا المبلغ أيضاً ويقيم مع ثلاثة من الزملاء الأثرياء يعتبرونه خادماً لهم، ويقرر أن يكون هم خدامه، فيبدأ في تجارة المخدرات.

ويتقدم الى شقيقة زميله التي كانت ترفضه ولما أفلس والدها وأرادت الاعتماد على أموال فهمي وثروته رفضها وعاد الى حبه الأول سنية فتاة القرية، لكنه يموت قبل زفافه.

النهار الكويتية في

16/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)