حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

«الجيل الثالث».. نجوم الموجة الجديدة في السينما المصرية

نادية الجندي.. نجمة الجماهير

القاهرة - أحمد الجندي

«نجمة الجماهير» هو اللقب الذي ظل يسبق اسم نادية الجندي على أفيشات وفي تترات أفلامها على مدى أكثر من 20 عاماً، وهو اللقب الذي قيل ان أحد منتجي أفلامها أطلقه عليها بعد ان أصبحت نجمة الشباك الأولى في السينما المصرية، وقيل أيضاً انها هي التي أطلقت اللقب على نفسها، وبعيداً عن لقبها المثير للجدل لا يختلف اثنان على ان نادية الجندي تعد حالة خاصة جداً في السينما المصرية والعربية، ففي عالم السينما العالمية يعتمد شباك التذاكر -دائماً- على النجوم الرجال، وساهمت السينما الهوليوودية في صناعة وترسيخ هذه الصيغة، التي كانت نادراً ما يتم كسرها لصالح ممثلة أو نجمة، لكن نادية استطاعت باصرارها وبكم هائل من التحدي في داخلها ان تكسر هذه القاعدة وأن تكون نجمة شباك وصاحبة أعلى الايرادات وتنافس بقوة النجوم الرجال وتتفوق عليهم أحياناً، ومن هنا يرى بعض النقاد ان طموح هذه النجمة لم يكن فقط طموحاً فنياً بل «ثورياً» و«أنثوياً»، فلم ينصب حلمها على ان تكون مجرد فنانة أو نجمة جميلة، بل أرادت أيضاً ان تكون نجمة قوية.

قدمت نادية الجندي خلال مشوارها الفني الطويل والممتد ما يقرب من «55» فيلماً، وخلال هذا المشوار واجهت العديد والعديد من التحديات والعقبات لكنها انتصرت عليها جميعاً وتغلبت على كل معوقاتها لتصل الى ما وصلت اليه واستطاعت ان تحقق الكثير من طموحاتها وأحلامها، وسواء اتفق نقاد السينما ومعهم جمهور النخبة من المثقفين، أو اختلفوا حول مكانة ومستوى أفلامها، هناك شيء مهم جداً سيظل بعيداً عن أي خلاف وهو ان نادية الجندي أصبحت بأفلامها ومكانتها كفنانة جزء رئيس ومهم في تاريخ السينما المصرية والعربية، جزء لا يمكن حذفه أو طمسه أو تجاهله.

ونحن في بداية هذا الاستعراض السريع لمشوارها الفني نبدأ بالتحدي الأول الذي واجهته وهو رفض أسرتها بأن تعمل في الفن أو ان تكون ممثلة، فهي ولدت بالقاهرة لأسرة متوسطة ميسورة الحال، وقضت مع أسرتها طفولة هادئة مستقرة تميزت بجمالها الشديد الذي جعلها تحصل على لقب «ملكة جمال الربيع» وهي لم تتجاوز الـ 12 عاماً من عمرها، وكانت طالبة في مدرسة «الليسيه» وهي احدى المدارس الأجنبية الراقية في القاهرة، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما الذي يجعل هذه الفتاة الجميلة الصغيرة خريجة «الليسيه» تفكر في ان تعمل بالفن وأن تكون ممثلة وتتحدي رغبة أسرتها التي تريد ان تبعدها تماماً عن هذا العالم المليء بالصعاب والمشاكل؟

الاجابة تأتي من خلال تعلق هذه الشابة الصغيرة الجميلة بهذا العالم السحري «السينما» من خلال كثرة مشاهدتها للأفلام في دور السينما مع أسرتها -أحياناً- ومع صديقاتها في أحيان أخرى، والجانب الآخر من الاجابة على السؤال يكمن في تحدٍ وعناد شديد في داخلها جعلها تشعر ان بداخلها الموهبة وأنها ترى التمثيل هو المجال الوحيد الذي يصلح لها ويناسبها، ورغم انها كانت في مرحلة الصبا الا انها كانت ترى انها تصلح لأن تكون نجمة وليست فقط مجرد ممثلة تظهر في بعض الأفلام أو ان تكون مثل معظم نجمات السينما التي تشاهدهم في الأفلام مجرد ظل رائع للبطل وهدف لمحبته ومشاعره وغرامه، أرادت ان تكون أكبر من ذلك القالب وأن تكون هي صاحب الفعل ولا تكتفي فقط برد الفعل.

قررت وصممت ان تتحدى رغبة أسرتها وبعد محاولات مضنية مع العديد من شركات الانتاج السينمائي جاءت الفرصة الأولى وكانت من خلال السينما عندما أسند اليها المخرج الكبير يوسف شاهين دوراً صغيراً في فيلمه الشهير «جميلة» الذي قامت ببطولته وانتاجه الفنانة ماجدة وشاركها البطولة أحمد مظهر ورشدي أباظة وكان يحكي قصة حياة المجاهدة الجزائرية «جميلة بوحريد» وكان هذا عام 1958.

واذا كان هذا الفيلم الذي أشرنا اليه هو البداية فاننا ومن خلال النظر الى المسيرة الفنية لهذه النجمة والتي بدأ من «جميلة» الى آخر أفلامها «الرغبة» عام 2002 يمكن ان نقسم هذا المشوار وهذه الرحلة الطويلة الى ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى: استمرت على مدى ما يزيد على ما يقرب من 13 عاماً وفيها قدمت الأدوار الصغيرة أو الهامشية في كثير من الأحيان والدور الثاني في قليل من الأحيان، وانتهت هذه المرحلة بسفرها الى لبنان والأفلام التي قدمتها هناك، أما المرحلة الثانية: فتبدأ من الفيلم الذي أطلق نجوميتها وهو «بمبة كشر» عام 1974 حتى منتصف الثمانينيات تقريباً، وهذه المرحلة هي مرحلة النجومية والانتشار والازدهار وتنوع الأدوار والوصول الى نجومية شباك التذاكر والايرادات، أما المرحلة الثالثة والأخيرة: فهي التي يمكن تسميتها بمرحلة القضايا، حيث قدمت خلالها مجموعة من الأفلام التي تحمل قضايا سياسية واجتماعية مهمة وانتهت هذه المرحلة في نهاية التسعينيات بفيلمها الشهير «أمن دولة» مع المخرج نادر جلال عام 1999.

ولنبدأ الآن بالمرحلة الأولى: بعد فيلمها الأول «جميلة» مع يوسف شاهين كان فيلمها الثاني بعد عامين 1960 وحمل عنوانه «زوجة من الشارع» ورغم ان دورها بالفيلم كان صغيراً الا انه يمثل نقطة مهمة في حياتها لأنه شهد لقاءها الأول بالمخرج حسن الامام الذي سيكون سبباً رئيساً في انطلاقتها الهائلة نحو النجومية عندما أسند اليها البطولة المطلقة لفيلمها الشهير «بمبة كشر»، وخلال هذه المرحلة شاركت نادية في عدد من الأفلام تنوعت أدوارها خلالها ما بين أدوار صغيرة أو هامشية وأحياناً الدور الثاني، ومن أهم هذه الأفلام: «تحت سماء المدينة» 1961 مع المخرج حسين حلمي المهندس، «ألمظ وعبده الحامولي» 1962 من اخراج حلمي رفلة، «الحب الخالد» 1965 للمخرج زهير بكير، «كرم الهوى» 1966 من اخراج محمد سلمان، «صغيرة على الحب» 1966 اخراج نيازي مصطفى، «غرام في أغسطس» 1967 مع المخرج حسن الصيفي، «مراتي مجنونة مجنونة» 1968 مع المخرج حلمي حليم، «ميرامار» 1969 من اخراج كمال الشيخ وهو واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية ولعبت بطولته شادية ويوسف شعبان ويوسف وهبي وعماد حمدي وعبدالمنعم ابراهيم، «الثعلب والحرباء» 1970 مع المخرج حسام الدين مصطفى وفي نفس العام شاركت في فيلم آخر هو «الحب والثمن» وهو من الأفلام القليلة للغاية التي أخرجها الفنان والكاتب عبدالرحمن الخميسي.

وفي نهاية هذه المرحلة كان سفرها الى لبنان ومشاركتها في عدد من الأفلام هناك وغلب طابع الاغراء على أدوارها في هذه الأفلام التي نذكر منها: «فندق السعادة» 1970 اخراج فطين عبدالوهاب، «الضياع» 1971 مع المخرج محمد سلمان، «أمواج» 1972 من تأليف واخراج محمد سلمان أيضاً، لكن لابد من الاشارة الى نقطة مهمة جداً قبل ان ننتهي من هذه المرحلة وهي زواجها من الفنان عماد حمدي أثناء مشاركتها في فيلم «زوجة من الشارع» الذي كان يقوم ببطولته وكان الزواج الأول في حياتها وظهرت معه في فيلمين خلال هذه الفترة هما «الحب الخالد» و«أيام ضائعة».

ونأتي الى المرحلة الثانية: لا شك ان هذه المرحلة هي الأهم في مشوارها الفني لأنها أطلقتها كنجمة وبطلة بعد مشوار امتد لسنوات من الأدوار الصغيرة، وكانت البداية من خلال فيلم «بمبة كشر» 1974، حيث أطلقها حسن الامام كنجمة ترقص وتغني وتمثل من خلال بطولتها لهذا الفيلم وشاركها البطولة عماد حمدي، سمير صبري، سعيد صالح، أمينة رزق، صفاء أبو السعود، وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً هائلاً اعتاد عليه مخرجه حسن الامام الذي راهن على نادية الجندي، وهنا نأتي الى نقطة تحدٍ أخرى في مشوار هذه النجمة، حيث تحدت كل من قالوا من النقاد وداخل الوسط السينمائي انها لا تصلح لأن تكون نجمة وأن امكانياتها كممثلة محدودة وضعيفة وأنها مجرد امرأة تملك وجهاً وجسداً جميلاً وحاولوا ان يضعوا العراقيل في طريقها من خلال وصفها بالغرور والتعالي والعصبية حتي يبعدوا المنتجين والمخرجين عنها حتى ان الكثيرين نصحوا حسن الامام بعدم المغامرة واسناد بطولة هذا الفيلم لها، لكن حسن الامام كان يرى فيها ما قد لا يراه من هاجموها ونجح حسن الامام في مغامرته وانتصرت هي وتغلبت على كل هذه التحديات.

بعد النجاح الهائل والمدوي لفيلم «بمبة كشر» انطلقت نادية الجندي كبطلة ونجمة لأفلامها وقدمت سلسلة من الأفلام المهمة في مشوارها الفني وقدمت خلالها عددا متنوعاً من الأدوار والشخصيات وقد غلب على معظم أدوارها خلال هذه المرحلة تيمة وشخصية المرأة القوية، القوية بأنثوتها وبشخصيتها وبطموحها وبشراستها أحياناً، ومثلما كان الغناء والرقص والاستعراض جزء من نجاحها في «بمبة كشر» حرصت نادية الجندي على ان يكون ذلك موجوداً في معظم أو كل أدوارها خلال هذه المرحلة التي نذكر أهم أفلامها ومنها: «شوق» 1976 مع المخرج أشرف فهمي، «ليالي ياسمين» 1978 من اخراج بركات، «الباطنية» 1978 مع المخرج حسام الدين مصطفى وهو من الأفلام التي حققت نجاحاً فنياً وتجارياً هائلاً وأكدت تواجدها على شاشة السينما كامرأة قوية مسيطرة وأكدت على ذلك من خلال فيلمها الشهير أيضاً خلال هذه المرحلة «وكالة البلح» مع حسام الدين مصطفى أيضاً عام 1982 والذي شاركها بطولتها محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز وسمية الألفي.

ونواصل استعراض أهم أفلام هذه المرحلة لنجد أفلاماً أخرى مثل: «أنا المجنون» 1981 مع المخرج نيازي مصطفى، «وداد الغازية» 1983 مع المخرج أحمد يحيى، «خمسة باب» 1983 مع المخرج نادر جلال وهو الفيلم الوحيد الذي جمعها مع الفنان عادل امام وكان حدثاً سينمائياً في وقتها لأن النجمان كان فرسا رهان السينما المصرية في شباك التذاكر والايرادات، كما واجه هذا الفيلم مشاكل رقابية بالجملة أدت الى رفعه من دور العرض ثم اعادته مرة أخرى، أيضاً هناك أفلاماً أخرى مهمة مثل: «عالم وعالمة» 1983 من اخراج أحمد ياسين، «جبروت امرأة» للمخرج نادر جلال 1984، «شهد الملكة» 1985 من اخراج حسام الدين مصطفى، «المدبح» 1985 لحسام الدين مصطفى أيضاً، «بيت الكوامل» 1986 من اخراج عاطف سالم الذي قدم معها في نفس العام فيلماً آخر هو «الضائعة»، «عزبة الصفيح» 1987 من تأليف واخراج ابراهيم عفيفي.

ونأتي الآن للمرحلة الثالثة والأخيرة في مشوار نادية الجندي، واذا أردنا ان نضع عنواناً لهذه المرحلة فلن نجد أفضل من «أفلام القضايا» لأن معظم أفلامها خلال هذه المرحلة غلب عليها القضايا الوطنية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو حتى تاريخية، وهي المرحلة التي يرى نقاد السينما انها الأكثر نضجاً والأكثر قيمة ربما في مشوارها الفني كله وبدأت هذه المرحلة مع فيلم «ملف سامية شعراوي» عام 1988 من اخراج نادر جلال وهو فيلم سياسي استعرض بعض الأحداث الواقعية التي حدثت في مصر بعد هزيمة 1967 ومع النجاح الهائل الذي حققه الفيلم تشجعت نادية لتسير في نفس الطريق فتقدم فيلم آخر يعالج مشكلة الارهاب التي عانت منه مصر خلال حقبة الثمانينيات وحتى أوائل التسعينيات، وحمل الفيلم اسم «الارهاب» وأخرجه نادر جلال عام 1989 ومع نجاح الفيلم قدت فيلماً آخر عن نفس القضية حمل اسم «شبكة الموت» عام 1990 مع نادر جلال أيضاً وفي عام 1999 تقدم فيلماً ثالث عن نفس القضية هو «أمن دولة» من اخراج نادر جلال.

في هذه المرحلة أيضاً اعتمدت نادية الجندي على الاقتباس فحولت بعض الأفلام العالمية الناجحة الى أفلام مصرية في اطار وشكل مختلف فنراها تقدم فيلم «عصر القوة» عام 1991 مع المخرج نادر جلال بعد ان صاغ السيناريو والحوار المؤلف بشير الديك عن الفيلم العالمي الشهير «الأب الروحي» لماريو بوزو والذي أخرجه الأميركي الكبير فرانسيس فورد كوبولا، وعن الفيلم الشهير «الهارب» الذي قام ببطولته هاريسون فورد قدمت فيلم «اغتيال» الذي أخرجه نادر جلال عام 1996 وقام بالاقتباس وكتب السيناريو والحوار المؤلف بسيوني عثمان، هناك أيضاً أفلام الجاسوسية وقد حاولت نادية الجندي ومعها المخرج أشرف فهمي اظهار بعض بطولات المخابرات المصرية في حربها المخابراتية مع اسرائيل من خلال فيلمين حققا نجاحاً هائلاً الأول حمل اسم «مهمة في تل أبيب» 1992، والثاني حمل اسم «48 ساعة في اسرائيل» 1998 وهناك فيلم وطني آخر يدور أيضاً حول عالم الجاسوسية وهو «الجاسوسة حكمت فهمي» 1994 من اخراج حسام الدين مصطفى والفيلم كان أقرب الى الفيلم الوطني التاريخي لأن أحداثه دارت في فترة ما قبل ثورة يوليو 1952 وخلال نفس الاطار التاريخي قدمت فيلم «امرأة هزت عرش مصر» مع المخرج نادر جلال عام 1995. وخلال نفس المرحلة قدمت نادية الجندي عدداً من الأفلام المهمة في مشوارها الفني نذكر منها: «رغبة متوحشة» 1991 مع المخرج خيري بشارة، «الشطار» 1993 مع نادر جلال، «امرأة فوق القمة» 1997 من اخراج أشرف فهمي، «الامبراطورة» 1998 مع المخرج علي عبدالخالق، ولم يحقق هذا الفيلم النجاح الجماهيري التي اعتادت عليه في كل أفلامها فتوقفت عن السينما لمدة ثلاث سنوات كاملة بعدما تراجعت جماهيريتها وسيطرت موجة أفلام الكوميديا والشباب على المشهد السينمائي في مصر وهي الفترة التي ابتعد فيها كل نجوم وصناع السينما الكبار عن المشهد تماماً، لكن نادية أرادت ان تجاري موجة الكوميديا فقدمت في عام 2001 فيلم «بونو بونو» مع المخرج علي عبدالخالق، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر أيضاً، واكتشفت نادية الجندي انها لابد ان تغير نوعية أدوارها بعد ان أدركت ان جمهور السينما الحالي لم يعد يتقبل بترحاب شديد نوعيات أفلامها كما كان يحدث في الماضي، ونراها لأول مرة تقدم البطولة المشتركة على شاشة السينما منذ ان صعدت لقمة النجومية في عام 1974 مع فيلمها «بمبة كشر».

ولأول مرة أيضاً يرى جمهور السينما نادية الجندي في شخصية امرأة مهزومة مكسورة تقدم بها العمر وتبقى على حافة الجنون وكان ذلك في فيلم «الرغبة» التي تقاسمت بطولته مع الهام شاهين وياسر جلال وصلاح عبدالله وأخرجه علي بدر خان عام 2002، والفيلم كتب له السيناريو والحوار د. رفيق الصبان وهو مأخوذ عن الرواية الشهيرة «عربة اسمها الرغبة» والتي سبق وأن قدم في واحد من أهم الأفلام الأميركية الذي حمل نفس الاسم وجسدت «فيفيان لي» نفس الدور الذي لعبته نادية الجندي، ورغم ان النقاد أثنوا وأشادوا بأداء نادية في هذا الفيلم بل ان بعضهم كتب انه أفضل أدوارها على شاشة السينما وأن الفيلم من أهم أفلامها الا ان نادية بأفلامها التي اعتادت عليها وتاريخها السينمائي الحافل بالنجاح والايرادات غير المسبوقة وتربعها وحدها على عرش ونجومية أفلامها شعرت انها غريبة في هذا الفيلم ولم تتأقلم مع البطولة المشتركة ولم تتأقلم أيضاً مع نوعية الفيلم، فابتعدت تماماً عن السينما وكان «الرغبة» هو آخر أفلامها على شاشة السينما، لذلك لا يمكن القول ان هناك مرحلة رابعة في مشوارها السينمائي.

وخلال السنوات العشر الأخيرة التي ابتعدت فيها نادية عن السينما اتجهت للتلفزيون وقدمت ثلاث مسلسلات هي: «مشوار امرأة»، «من أطلق الرصاص على هند علام»، «ملكة في المنفى» وحققت هذه المسلسلات نجاحاً كبيراً على مستوى الدراما التلفزيونية وقد عوضها هذا النجاح قليلاً عن ابتعادها عن السينما.

ورغم عدم اهتمام جوائز السينما بأفلامها وعدم اهتمامها هي أيضاً بهذه الجوائز وبآراء النقاد، حيث كانت ترى ان حب جمهورها لأفلامها واقباله عليها هو الأهم بالنسبة لها وهو النجاح الحقيقي لأن السينما فن يقدم للجمهور فانها حصلت -رغم ذلك التجاهل النقدي- على عدد من الجوائز والتكريمات مثل: جائزة مهرجان الاسكندرية الذهبية عن دورها في فيلم «الخادمة»، وحصلت على عدة جوائز من مهرجان جمعية الفيلم بمصر عن أفلامها «أمن دولة»، «امرأة فوق القمة»، «الرغبة»، كما كرمت عن مشوارها السينمائي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2006، وكرمها أيضاً مهرجان قرطاح السينمائي الدولي بتونس، وكرمها مهرجان دمشق السينمائي الدولي عام 2008 عن مجمل أعمالها، كما كرمتها منظمة الصحة العالمية عن أفلامها التي قدمتها وحاربت فيها تجارة المخدرات والادمان، وفي النهاية نقول ما ذكرناه في المقدمة «رغم اختلاف النقاد وجمهور النخبة حول أفلامها ستظل هي وأفلامها جزء لا يمحى ولا يمكن تجاهله في تاريخ السينما المصرية».

الجريدة الكويتية في

26/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)