حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل المخرج إسماعيل عبدالحافظ

وداعاً :

«مبدع الليالى الدرامية» إسماعيل عبدالحافظ

كتب ريهام جودة

لسنوات طويلة ارتبط اسمه بالشاشة الصغيرة، وبأقوى الأعمال الدرامية التى سحرت المتفرج داخل مصر وخارجها، وجعلته على موعد دائم مع المسلسل العربى، خاصة فى رمضان، حيث شكل مع السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة ضلعى الدراما الشعبية السلسة التى ترصد فترات مهمة من تاريخ البلاد بجميع أطيافها وطبقاتها، تسرق القلوب وتحاور العقول وتأسر الوجدان، وتعيش بشخصياتها وتعبر عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى مرررنا بها، فى وقت ازدهرت فيه الدراما كصناعة تقوم على النص الجيد والإخراج المحكم، وليس على سطوة النجوم وتحكماتهم التى سادت فى السنوات الأخيرة.

ولد إسماعيل عبدالحافظ فى ١٥ مارس ١٩٤١ بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس ١٩٦٣، وعمل مساعد مخرج بالتليفزيون فى الفترة من من ١٩٦٤-١٩٦٩، ثم مخرجا أول عام ١٩٧٠.

اعتبر «عبدالحافظ» أحد كبار مخرجى الجيل الثانى فى الدراما المصرية، والذى ضم عددا من المخرجين منهم محمد فاضل ونور الدمرداش، وقدم العديد من الأعمال الناجحة والمميزة منها «الشهد والدموع» و«الوسية» و٥ أجزاء من «ليالى الحلمية»، و«عفاريت السيالة» و«كناريا وشركاه» و«خالتى صفية والدير» و«شارع المواردى» و«عدى النهار» و«للثروة حسابات أخرى»، وتميزت أعمال عبدالحافظ باعتمادها على البطولة للجميع، فليس هناك مكان للنجم الأوحد واستئثاره بالعمل، فقد قدم العديد من الفنانين فى بداية مشوارهم، والذين باتوا نجوما بعد هذه الأعمال سواء تليفزيونيا أو سينمائيا تحملوا لوحدهم أعمالا كبيرة، ومنهم يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وآثار الحكيم وهشام سليم وممدوح عبدالعليم ودلال عبدالعزيز، وعبدالعزيز مخيون وخالد زكى ومحمود الجندى وأحمد عبدالعزيز.

ربطته علاقة صداقة وطيدة، منذ مرحلة المراهقة، برفيق إبداعه الراحل أسامة أنور عكاشة، وشكل معه ثنائيا ناجحا، بل بديا ضلعين قويين فى صناعة الدراما يصعب منافستهما، ونتج عن هذه الشراكة أعمال «علامات» فى الدراما العربية، إلى جانب استحداث أعمال الأجزاء التى تقدم على مدى سنوات وتحافظ على جماهيريتها ونسب مشاهدتها، وتبقى حواديت أبطالها عالقة فى الأذهان من عام لآخر، ومن الاعمال التى قدماها معا «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» و«امرأة من زمن الحب» و«المصراوية» و«أهالينا».

اشتهر «عبدالحافظ» باترداء «الجلابية» أثناء تواجده فى البلاتوهات وتصوير المسلسلات، وهو مايعكس بساطته وحرصه على التمسك برموز شعبية، لطالما أبرزها فى أعماله، كما عرف «عبدالحافظ» بتواضعه الشديد رغم النجاح الكبير الذى حققته أعماله، لدرجة أنه فى أحد حواراته التليفزيونية أشار إلى نجاح خماسية «ليالى الحلمية» التى لاتزال تحظى بالمشاهدة المرتفعة حتى الآن، وقال «كنت دائما أنا وصديق العمر أسامة أنور عكاشة نقول لا نعرف سبب نجاح ليالى الحلمية والشهد والدموع»، ووصف «عبدالحافظ» العملين ونجاحهما المدوى بـ«نفحة غريبة»، وبرر ذلك: «قدمناهما بحالة غريبة، وساعدنا المناخ السائد العام والخاص وقتها على ذلك، وكذلك جميع المشاركين فيه الذين عملوا بحب وتفاهم، ليظل العملان «عايشين» مع الناس، كما أننا كنا شهودا على المجتمع والفترات التى عشناها وقدمناها فى أعمالنا».

وعلى مدى الأسابيع الماضية وتحديدا منذ عيد الفطر الماضى تدهورت صحة «عبدالحافظ» بشكل كبير بعد إصابته بالتهاب رئوى، لازم على إثره سرير المرض فى مستشفى السلام الدولى بين دعوات محبيه وزيارات أصدقائه طوال ١٦ يوما، إلا أن التدهور المستمر فى صحته الأسبوع الماضى كان دافعا لاتخاذ قرار سريع من قبل الأطباء المشرفين على حالته الصحية وأسرته لتسفيره إلى فرنسا للعلاج بالخارج، لكن القدر لم يمهله فتوفى بعد يومين فقط فى باريس، وكأنه لم يحتمل البقاء بعيدا عن بلده الذى قدم تشريحا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وسلوكيا له فى أعماله، فرحل عن ٧١ عاما، وربما شعر فى أواخر أيامه بتخلى الدولة عنه وعدم تقديرها له، فقد سافر للعلاج على نفقته الخاصة.

المصري اليوم في

15/09/2012

 

مخرجون ومؤلفون:

لم يتنازل فى فنه أمام إغراءات ملايين الدولارات

محسن حسنى 

«رحمه الله بقدر ما أعطى لبلده من فكر مستنير وفن ملتزم وراق».. بهذه الجملة بدأ المخرج محمد فاضل حديثه عن المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ- أحد أبناء جيله ورفيقه فى الدرب منذ عشرات السنين.

يقول فاضل: أهم صفة ميزت المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ كانت حفاظه على مبادئه وعدم تقديمه أى تنازلات، لا للرقابة ولا لضغوط السوق، ولا لأى تيار، وكان يحرص دائما على تقديم أعمال تحمل فكراً مستنيراً ورسالة هادفة.

ويضيف: قابلته فى رمضان الماضى بأحد معامل المونتاج بشركة صوت القاهرة، حيث كان يجرى عمليات المونتاج النهائية لآخر أعماله- مسلسل «ابن ليل» الذى تعرض لظلم فى مكان وتوقيت عرضه، حيث أذيع الساعة ١٢ ليلاً على قناة الأسرة والطفل، ولم يبد «عبدالحافظ» اعتراضاً رغم أن هذا العمل أرهقه جداً، وكنا نتعلم منه السماحة وحب الناس.

ويقول المؤلف يسرى الجندى: خبر وفاته كان مفاجأة مفزعة بالنسبة لى، فلم يكمل ٣ أيام علاج فى فرنسا، لكن هذا قضاء الله ونحن ندعو له بالرحمة، وقد جمعتنى به العديد من الأعمال منها «شارع المواردى»- جزأين، و«بعد العاصفة» و«الوجه الآخر» و«سامحونى مكانش قصدى» وسهرة كوميدية بعنوان «الدرمللى وصل» وأعمال أخرى كثيرة، وكان نعم الأخ ونعم الصديق وعلاقته بمن يعملون معه كانت إنسانية إلى أقصى درجة، لقد خسرت مصر مخرجاً كبيراً لا أعتقد أنه بالإمكان تعويضه لأنه كان ينتمى لجيل متميز وكان هو بينهم الأكثر تميزاً. ويضيف الجندى: كان «عبدالحافظ» إضافة للدراما العربية كلها وكانت اختياراته لها خصوصية، فلم يكن يخرج إلا المسلسل الذى يقتنع به.

ويقول المؤلف محمد صفاء عامر: جمعتنى به ٣ أعمال هى «ضد التيار» و«عدى النهار» وأخيراً «حدائق الشيطان» وكان بيننا مشروع لمسلسل رابع لكن وافته المنية قبل أن نتفق، والأهم من الأعمال التى جمعتنا هو صداقتنا العائلية القوية، هو صديق يصعب تعويضه، فقد كان شديد الكرم، ولم أر فى حياتى شخصاً فى كرمه إلا الفنان الراحل أحمد زكى رحمه الله.

ويضيف «عامر»: من أبرز صفات المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ أنه كان صاحب كلمة، والكلمة منه كانت عقداً، نحن لا نزكيه على الله، نقول فقط الله يرحمه، فقد رحل ضمن من رحلوا من العظام وتركوا هذا الوطن تمرح فيه الغربان. ومن المخرجين الشباب الذين تتلمذوا على يديه المخرج حسنى صالح الذى يقول عنه: «كان بمثابة الأب، وكان يقول عنى دائماً إننى ابنه البكرى، وعملت معه كمدير تصوير فى حوالى ٩٠% من أعماله لعل أبرزها «عفاريت السيالة» و«حدائق الشيطان» و«جمهورية زفتى» و«ليالى الحلمية» بكل أجزائه وأعمال أخرى كثيرة».

ويضيف «صالح»: كان أطيب قلب وأنظف يد فى الوسط الفنى، وأنا شاهد عيان على مواقف تؤكد وطنيته وحفاظه على مبادئه، فقد عرضت عليه ملايين الدولارات من أجل إخراج أعمال تخدم أهداف خارجية معينة أثناء الحرب على العراق وقبلها، لكنه كان يرفض كل هذه الإغراءات، وعاش بمبادئه.

المصري اليوم في

15/09/2012

 

فنانون :

حزن على رحيل شيخ المخرجين

محسن محمود وأميرة عاطف وسعيد خالد 

حالة من الحزن سيطرت على الفنانين من زملاء وتلامذة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، بعضهم لم يتمكن من الحديث إلينا عنه، وبعضهم أغلق هاتفه تأثرا بصدمة رحيل شيخ المخرجين أستاذا وإنسانا، وقال يوسف شعبان: رحيله يعتبر خسارة كبيرة لأنه لن يعوض، فهو فارس الدراما ومؤسسها، وبسببه تربعت مصر على عرش الدراما على مستوى الوطن العربى بداية من مسلسل «الشهد والدموع» مع رفيق عمره المبدع أسامة أنور عكاشة، وذكرياتى معهما منذ الستينيات من القرن الماضى، وفى ظل سيطرة السينما المصرية خلال ذلك الوقت إلا أنهما استطاعا انتزاع جمهور كبير للأعمال الدرامية وبعدها غزونا الدول العربية درامياً، وقد كان مهتما بالممثل جداً أكثر من اهتمامه بالإخراج رغم فهمه الكامل لهذه المهنة، لكنه كان يستخدم كادر التصوير بما يتناسب مع إحساس الممثل.

وتحدث الفنان حسين فهمى عن عبدالحافظ وقال: رجل إنسان وفنان كبير وكنت سعيداً جداً بصداقتى له وبمعرفتى به، وكانت تجمعنا علاقة ود وصداقة، ورحيله خسارة كبيرة للفن المصرى وأعماله كانت وستظل على درجة كبيرة من الإتقان والتميز لمخرج صاحب أسلوب خاص فى التصوير والإبداع يمتلك موهبة وقدرات صعب تكرارها، وقد كنت أتمنى العمل معه لكن الحظ لم يكن حليفى ولم تأت الفرصة للوقوف أمام عدساته، وإن كنت أثق أننى سأظهر من خلاله بشكل مختلف رغم خبرة السنين والأعمال التى قدمتها.

وقالت سميرة أحمد: أشعر بحزن شديد لفراقه، وأشعر بحزن أكبر من تعامل الدولة مع قامة كبيرة بهذا الشكل، وقد تابعت ما نشرته الصحف خلال الأيام الماضية عن حالته الصحية وعدم تحمل الدول نفقات علاجه بأسى شديد.

أضافت سميرة: قدمت مع عبدالحافظ عملاً لن ينساه الجمهور، وعندما يعرض يتابعه الجمهور بشغف شديد، وبشكل خاص أعتز به جدا هو «امرأة من زمن الحب»، الذى قدم خلاله وجوها جديدة لكنهم أصبحوا نجوما مثل كريم عبدالعزيز وياسمين عبدالعزيز.

وعن عملها معه قالت إلهام شاهين: قدمت معه عملين هما «ليالى الحلمية» الجزء الرابع والخامس و«سامحونى مكنش قصدى»، وأعتبرهما من أرقى وأقوى أعمالى، وقد كان يتميز بالبساطة والهدوء، و«ابن بلد»، مظهره يعكس ما بداخله من حب وتلقائية، وأشارت إلهام إلى أنه كان يحب أن يكون قريبا من الممثلين ولا يحب الجلوس فى عربات الفيديو لكى يتكلم معهم ويحس بهم ويتفاعل معهم عن قرب.

وقال أشرف زكى نقيب الممثلين السابق: الدولة لم تتحمل «مليما» واحدا فيما يتعلق بمصاريف رحلة الراحل إلى باريس للعلاج وتحملت زوجته ونجله المصاريف كاملة، وقد كان الراحل أباً لنا جميعا نشعر معه بالدفء والحنان كنا نجتمع فى منزله، وكأنه بيت العائلة نتحدث معه فى مشاكلنا وهمومنا، وقد فقدنا الأب الروحى لنا جميعا.

وقال أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين إنه يرفض الحديث فى أى تفاصيل خاصة بمساعدة إسماعيل عبدالحافظ معتبرا هذا عيبا أخلاقيا ولا يصح الخوض فيه، موضحا أن ما يقدم من النقابات ليس مجالاً للتباهى، لأنه من الممكن أن يكون هذا الكلام جارحا.

وقالت آثار الحكيم: هو قامة كبيرة افتقدتها الدراما المصرية، تعاونت معه فى واحدة من أروع مسلسلاته «ليالى الحلمية» التى لم أكمل أجزاءها بسبب ظروف حملى وقتها، وقد كان داخل البلاتوهات بمثابة الأب لجميع العاملين وكان يتميز بأنه رجل يحمل جدعنة ولاد البلد وأصل الفلاحين، وعلى الرغم من أنه كان يأتى إلى البلاتوهات بالجلباب إلا أنه كان يتمتع بشخصية قوية وهيبة الأب، وكان له طقوس أسرية تحيط بالعمل تجعل الممثل يشعر بالراحة النفسية ولا يحس بأنه فى مهمة رسمية، حيث كان يجمعنا دائما على الإفطار قبل البدء فى التصوير.

وقال عنه خالد زكى: كان ديمقراطيا يتقبل الرأى الآخر ويفتح مجالا للنقاش مع الكبير والصغير، وكان صاحب رؤية ثاقبة يستطيع أن يكتشف طاقات أى فنان ويركز على نقاط قوته لإظهار أفضل ما بداخله.

وقال محمود ياسين: فقدنا فنانا وأستاذا قديرا راقيا فى فكره وصاحب مشاعر عالية وشديدة الثراء تظهر من خلال أعماله. وقال عزت العلايلى: مصر فقدت فنانا كبيرا له بصمات على طريق الدراما المصرية، وقد كان دمث الخلق وطيب الأعراق. وقالت فردوس عبدالحميد: كان مثالا للجدية والعطاء، يقدم الفن بسلاسة وفهم، ورحيله خسارة كبيرة.

المصري اليوم في

15/09/2012

 

 

عبدالحافظ.. ابن البلد يرحل غريبًا

كتب ــ وليد أبوالسعود:  

جلباب مصرى.. شعر أبيض غير مرتب يتطاير على جبينه وسيجارة مشتعلة لا تنطفأ أبدا.. مع طيبة ظاهرة تسكن عينيه كأنها شمعة مصرية أصيلة تبحث دوما عن طين الأرض الساكن فى أعماق أولاد البلد المصريين.. عاش العم إسماعيل عبدالحافظ، كما اعتاد محبوه وتلاميذه أن ينادوه. صوتا للحارة المصرية بكل طوائفها خلدته هذه الحارة وحملته فى قلوبها وعقولها وشكل مع رفيق ودربه أسامة أنور عكاشة وثنائى درامى قل أن يتكرر أو أن يكون له مثيل. كانت بداية الرحلة مع التألق عندما قدم مع عكاشة مسلسله الأول «أسوار الحب» عام 1977 ليلتقى الصديقين.

ويبدأ الثنائى الذهبى رحلة التألق والنجاح بعدها بستة أعوام، وتحديدا عام 1983 عندما قدما مسلسلهما الناجح «الشهد والدموع» بجزأيه. ويليه «ليالى الحلمية» المسلسل الأشهر فى تاريخ الدراما المصرية والعربية منذ عام 1987 وحتى عام 1989 بأجزائه الثلاثة الأولى. ليأخذ الثنائى هدنة من الليالى ومن بعضهما البعض ليقدم عبدالحافظ مسلسل «الوسية»، والذى حقق بدوره نجاحا ساحقا ليصبح عبدالحافظ ويحيى العلمى ومحمد فاضل الثلاثى المصرى، الأبرز فى هذا الوقت فى عالم الدراما العربية. ويعود بعدها الثنائى لـ«الحلمية» والجزئين 4و5 لتنتهى مسيرة المسلسل الأسطورة عام 1995. تخللتها عام 1994 محاولة لتقديم عمل يفند ظاهرة الإرهاب الذى تفشى وقتها فكانت «العائلة» التى كتبها وحيد حامد ولعب بطولتها محمود مرسى وليلى علوى.

ويفاجئ إسماعيل الجميع ويكون عمله الذى تلى هذه الخماسية الناجحة قادما من أعماق الصعيد ومن محافظة أسيوط بمسلسله «خالتى صفية والدير» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب بهاء طاهر.

ويعود عبدالحافظ لعكاشة ويقدما معا مسلسل «أهالينا» الذى صاغ نجومية منى زكى، وقدمها للشاشتين الكبيرة والصغيرة، بعد عدة تجارب لفتت لمنى الأنظار فى «ليالى الحلمية» و«خالتى صفية والدير». ويقدم إسماعيل وفى عام 1998 ملحمة غنائية شعبية مستمدة من واقع التاريخ المصرى فى «جمهورية زفتى» والتى لعب بطولتها ممدوح عبدالعليم. ويعود إسماعيل للعمل مع عكاشة ونجاح تليفزيونى آخر فى «امرأة من زمن الحب». وفى عام 2000 يعود لممدوح عبدالعليم، ويقدم أول عمل مصرى يتناول ظاهرة العولمة وسيطرة أمريكا على العالم فى «سامحونى ماكانش قصدى».

ويواصل عبدالحافظ رهانه على منى زكى وتمسكه بالعمدة سليمان غانم ــ صلاح السعدنى ــ بطلا لأعماله ويعود لعالم الريف المصرى من خلال عمل مأخوذ عن رواية «وجع البعاد» ليوسف القعيد يحمل الاسم نفسه. ويستمر ومع رفيق رحلته الفنية وللعام الثانى على التوالى مع صلاح السعدنى فى «البر الغربى» والذى تنقل فيه بين أجواء قنا والإسكندرية. ولأنه مخرج القضايا الكبرى والباحث دوما فى اعماق جيل الستينيات يعاود إسماعيل الغوص فى أعماق جيله وأحلامه وآماله فى «الأصدقاء» الذى يتعاون فيه أيضا مع السعدنى. وفاروق الفيشاوى ومحمد وفيق. ويعود عام 2009 للتعاون مع رفيق المشوار أسامة أنور عكاشف فى آخر أعماله مسلسل «المصراوية» بجزئيه وهو العمل الذى أكد به عبدالحافظ وعكاشة أن المجد فى الدراما دوما للمخرج والكاتب وبعدهم يأتى النجوم، حيث غير معظم نجوم الجزء الأول وحقق به فى جزئه الثانى نجاحا مضاعفا. ويغيب الموت أسامة أنور عكاشة عام 2010، وقبل أن يختما معا حكاية المصراوية ويكتئب عبدالحافظ ويحاول وبعد 30 عمل يسلم عم إسماعيل روحه لبارئها فى العاصمة الفرنسية باريس بعد أن رفض قلبه وعقله أن يتحمل فكرة أن مصر التى عشقها ترفع يدها عن علاجه وتضطره لبيع مدخراته القليلة كى يستطيع العلاج. رحل عبدالحافظ عن 70 عاما بالتهاب رئوى وترك وراءه 30 عملا وولد يعمل بالتمثيل هو محمد عبدالحافظ وبنتا وحبا جارفا فى قلوب محبيه.

الشروق المصرية في

15/09/2012

 

 

صنع تاريخه بالانحياز للمصراوية وقدم أجيالًا من النجوم فى ليالى الحلمية

إسماعيل عبدالحافظ رائد الواقعية التليفزيونية الذى غاب

كتب ــ حاتم جمال الدين ومحمود مصطفى:  

إسماعيل عبدالحافظ رائد المدرسة الواقعية فى الدراما المصرية، قدم خلال مشواره الطويل العشرات من الأسماء التى انطلقت لعالم الشهرة والنجومية بأدوار حملت توقيعه، وفى السطور التالية نرسم صوره لإسماعيل عبدالحافظ الفنان والإنسان من خلال شهادات يدلى بها أبطال أعماله الذين راعهم رحيله المفاجئ بعيدا عن أرض الوطن الذى ذاب فيه فنا وعشقا.

خالد زكى: صانع نجوم

يقول الفنان خالد زكى: «من حسن حظى أن اختارنى إسماعيل عبدالحافظ للعب دور بطولة فى مسلسل الشهد والدموع، والذى يمثل نقطة انطلاقى فى العمل بمجال الفنى» ويضيف بأن عبدالحافظ كان له الفضل فى تقديم نجوم كثيرة ومن أجيال مختلفة، مشيرا إلى مسلسل ليالى الحلمية التى استمرت لعدة سنوات، وقدمت عددا كبيرا من النجوم. وقال إنه كان يملك طاقات إخراجية متميزة بداية من النظرة الثاقبة فى اختياره للنصوص التى قدمها خلال رحلته، إلى اختيار الأبطال الذين يضعهم فى أدوار تناسبهم، فضلا على قدرته على إدارة الممثلين، واستفذاذ ملكاتهم الإبداعية.

وائل نور: توج مشواره مع عكاشة بالمصراوية

ويرى الفنان وائل نور أنه المخرج الراحل منحة فرصة عظيمة عندما اختاره للمشاركة فى بطولة مسلسل المصراوية، والذى كان بمثابة تتويج لحالة التوأمة التى جمعته بالكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة لسنوات طويلة. وأرجع نور سر جماهيرية المخرج إسماعيل عبدالحافظ لانحيازه للناس فى بر مصر والذين عبر عنهم بصدق فى معظم أعماله، وقدمهم فى أجمل صورة على الشاشة، فأحبه الناس وتعلقوا بأعماله، مشيرا إلى الحالة التى لمسها فى البلاتوهات والتى تعبر عن انحيازه للبسطاء، والتى تمثلت فى مائدة الإفطار التى كان يقيمها يوميا قبل التصوير والتى كانت تجمع النجوم والعمال قبل بدء التصوير.

أثار الحكيم: أسطورة لن تتكرر

عبرت الفنانة أثار الحكيم عن حزنها الشديد لفقدنا مخرج بحجم وعبقريه إسماعيل عبدالحافظ الذى كان يتميز بطيبة قلب وعشقه للفن. تذكر ترشيحه لها فى مسلسل ليالى الحلمية الجزء الأول والثانى، وتقول: كنت سعيدة للغاية، حيث كانت تعد من أهم أعمالى فى التليفزيون، وعندما طلبت عدم إكمال تصوير الجزء الثالث حزن للغاية، لكن منعنى الحمل من مواصلة المسلسل». وأضافت أثار أن عبدالحافظ كان ابن بلد بجد، وكان يحتضن الفنانين ويحاول إخراج واكتشاف مواهب بداخلهم فهو له بالتأكيد تأثير كبير على الدراما فى مصر والوطن العربى من خلال الأعمال العظيمة التى قدمها من قبل والتى علقت فى أذهان الجمهور، فالمخرج العظيم ستظل أعماله خالده فى قلوبنا جميعا فهو أسطورة لن تتكرر.

أحمد عبدالعزيز: رائد الواقعية التليفزيونية

«رائد الواقعية فى التليفزيونية المصرية» هكذا وصف الفنان أحمد عبدالعزيز المخرج إسماعيل عبدالحافظ، وقال إنه فنان صاحب مبدأ، وظل طول ملتزما بقضية ثابته ظهرت فى كل أعماله التى انحازت للبسطاء من أهل مصر، وكان مسلسل الوسية الذى لعب بطولته إحدى المحطات فى هذا المشوار الذى قطعه المخرج الراحل». وأشار عبدالعزيز إلى حالة الشاعرية التى يضفيها على أعماله عبر أستخدامه لمقاطع الغنائية، والتى كان يستعين فيها أيضا ببعض الأغانى الفلكلورية، والتى أعطت أعماله الدرامية مذاقا خاصا يميزه بين مخرجى الدراما التليفزيونية.

مجدى كامل: بلسم البلاتوهات وأبوالفنانين

الفنان مجدى كامل كان آخر أبطال المخرج الراحل قال: «عم إسماعيل كان بلسم بلاتوهات التصوير، فمجرد وجوده يشيع حالة من البهجة والحب بين العاملين فى المسلسل الذى يقوم بإخراجه، وهو خسارة كبيرة للفن المصرى والعربى».

وأشار إلى حب إسماعيل عبدالحافظ لأبطال أعماله، وقال إنه كان يحرص دائمة على ظهور أبطاله فى أحلى صورة على الشاشة، وكان يهتم بكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة. محمد رياض: عبر بصدق عن مجتمعه

يؤكد الفنان محمد رياض أن لإسماعيل عبدالحافظ الفضل فى تقديم أجيال من الفنانين الذين أصبحوا نجوما على شاشة السينما والتليفزيون، مشيرا للفرصة التى منحها له وطارق لطفى فى القيام بأدوار بطولة فى مسلسل العائلة، وقال إنه كان بمثابة أب لكل من عملوا معه، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو نموذج للشخصية الريفية بما تحمله من أخلاقيات وصفات الكرم والشهامة والوفاء والصدق، والإخلاص الذى بدا واضحا فى كل ما قدمه على الشاشة من أعمال عبرت بصدق عن مجتمعه. ويضيف أن عبدالحافظ يعد واحدا ممن ساهموا فى صناعة مجد الدراما العربية وريادة الفن المصرى للمنطقة، وبرحيله يكون الفن العربى قد فقد واحدا من أبنائه المخلصين.

الشروق المصرية في

15/09/2012

 

 

مخرجون ومؤلفون:

إسماعيل عبد الحافظ لم يتنازل فى فنه أمام الإغراءات

محسن حسني 

«رحمه الله بقدر ما أعطى لبلده من فكر مستنير وفن ملتزم وراق».. بهذه الجملة بدأ المخرج محمد فاضل حديثه عن المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ- أحد أبناء جيله ورفيقه فى الدرب منذ عشرات السنين.

يقول فاضل: أهم صفة ميزت المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ كانت حفاظه على مبادئه وعدم تقديمه أى تنازلات، لا للرقابة ولا لضغوط السوق، ولا لأى تيار، وكان يحرص دائما على تقديم أعمال تحمل فكراً مستنيراً ورسالة هادفة.

ويضيف: قابلته فى رمضان الماضى بأحد معامل المونتاج بشركة صوت القاهرة، حيث كان يجرى عمليات المونتاج النهائية لآخر أعماله- مسلسل «ابن ليل» الذى تعرض لظلم فى مكان وتوقيت عرضه، حيث أذيع الساعة 12 ليلاً على قناة الأسرة والطفل، ولم يبد «عبدالحافظ» اعتراضاً رغم أن هذا العمل أرهقه جداً، وكنا نتعلم منه السماحة وحب الناس.

ويقول المؤلف يسرى الجندى: خبر وفاته كان مفاجأة مفزعة بالنسبة لى، فلم يكمل 3 أيام علاج فى فرنسا، لكن هذا قضاء الله ونحن ندعو له بالرحمة، وقد جمعتنى به العديد من الأعمال منها «شارع المواردى»- جزأين، و«بعد العاصفة» و«الوجه الآخر» و«سامحونى مكانش قصدى» وسهرة كوميدية بعنوان «الدرمللى وصل» وأعمال أخرى كثيرة، وكان نعم الأخ ونعم الصديق وعلاقته بمن يعملون معه كانت إنسانية إلى أقصى درجة، لقد خسرت مصر مخرجاً كبيراً لا أعتقد أنه بالإمكان تعويضه لأنه كان ينتمى لجيل متميز وكان هو بينهم الأكثر تميزاً. ويضيف الجندى: كان «عبدالحافظ» إضافة للدراما العربية كلها وكانت اختياراته لها خصوصية، فلم يكن يخرج إلا المسلسل الذى يقتنع به.

ويقول المؤلف محمد صفاء عامر: جمعتنى به 3 أعمال هى «ضد التيار» و«عدى النهار» وأخيراً «حدائق الشيطان» وكان بيننا مشروع لمسلسل رابع لكن وافته المنية قبل أن نتفق، والأهم من الأعمال التى جمعتنا هو صداقتنا العائلية القوية، هو صديق يصعب تعويضه، فقد كان شديد الكرم، ولم أر فى حياتى شخصاً فى كرمه إلا الفنان الراحل أحمد زكى رحمه الله.

ويضيف «عامر»: من أبرز صفات المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ أنه كان صاحب كلمة، والكلمة منه كانت عقداً، نحن لا نزكيه على الله، نقول فقط الله يرحمه، فقد رحل ضمن من رحلوا من العظام وتركوا هذا الوطن تمرح فيه الغربان. ومن المخرجين الشباب الذين تتلمذوا على يديه المخرج حسنى صالح الذى يقول عنه: «كان بمثابة الأب، وكان يقول عنى دائماً إننى ابنه البكرى، وعملت معه كمدير تصوير فى حوالى 90% من أعماله لعل أبرزها «عفاريت السيالة» و«حدائق الشيطان» و«جمهورية زفتى» و«ليالى الحلمية» بكل أجزائه وأعمال أخرى كثيرة».

ويضيف «صالح»: كان أطيب قلب وأنظف يد فى الوسط الفنى، وأنا شاهد عيان على مواقف تؤكد وطنيته وحفاظه على مبادئه، فقد عرضت عليه ملايين الدولارات من أجل إخراج أعمال تخدم أهداف خارجية معينة أثناء الحرب على العراق وقبلها، لكنه كان يرفض كل هذه الإغراءات، وعاش بمبادئه.

المصري اليوم في

14/09/2012

 

إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة صانعا النجوم فيها

ريهام جودة 

ولد إسماعيل عبدالحافظ فى 15 مارس 1941 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963، وعمل مساعد مخرج بالتليفزيون فى الفترة من من 1964-1969، ثم مخرجا أول عام 1970.

اعتبر «عبدالحافظ» أحد كبار مخرجى الجيل الثانى فى الدراما المصرية، والذى ضم عددا من المخرجين منهم محمد فاضل ونور الدمرداش، وقدم العديد من الأعمال الناجحة والمميزة منها «الشهد والدموع» و«الوسية» و5 أجزاء من «ليالى الحلمية»، و«عفاريت السيالة» و«كناريا وشركاه» و«خالتى صفية والدير» و«شارع المواردى» و«عدى النهار» و«للثروة حسابات أخرى»، وتميزت أعمال عبدالحافظ باعتمادها على البطولة للجميع، فليس هناك مكان للنجم الأوحد واستئثاره بالعمل، فقد قدم العديد من الفنانين فى بداية مشوارهم، والذين باتوا نجوما بعد هذه الأعمال سواء تليفزيونيا أو سينمائيا تحملوا لوحدهم أعمالا كبيرة، ومنهم يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وآثار الحكيم وهشام سليم وممدوح عبدالعليم ودلال عبدالعزيز، وعبدالعزيز مخيون وخالد زكى ومحمود الجندى وأحمد عبدالعزيز.

ربطته علاقة صداقة وطيدة، منذ مرحلة المراهقة، برفيق إبداعه الراحل أسامة أنور عكاشة، وشكل معه ثنائيا ناجحا، بل بديا ضلعين قويين فى صناعة الدراما يصعب منافستهما، ونتج عن هذه الشراكة أعمال «علامات» فى الدراما العربية، إلى جانب استحداث أعمال الأجزاء التى تقدم على مدى سنوات وتحافظ على جماهيريتها ونسب مشاهدتها، وتبقى حواديت أبطالها عالقة فى الأذهان من عام لآخر، ومن الاعمال التى قدماها معا «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» و«امرأة من زمن الحب» و«المصراوية» و«أهالينا».

اشتهر «عبدالحافظ» باترداء «الجلابية» أثناء تواجده فى البلاتوهات وتصوير المسلسلات، وهو مايعكس بساطته وحرصه على التمسك برموز شعبية، لطالما أبرزها فى أعماله، كما عرف «عبدالحافظ» بتواضعه الشديد رغم النجاح الكبير الذى حققته أعماله، لدرجة أنه فى أحد حواراته التليفزيونية أشار إلى نجاح خماسية «ليالى الحلمية» التى لاتزال تحظى بالمشاهدة المرتفعة حتى الآن، وقال «كنت دائما أنا وصديق العمر أسامة أنور عكاشة نقول لا نعرف سبب نجاح ليالى الحلمية والشهد والدموع»، ووصف «عبدالحافظ» العملين ونجاحهما المدوى بـ«نفحة غريبة»، وبرر ذلك: «قدمناهما بحالة غريبة، وساعدنا المناخ السائد العام والخاص وقتها على ذلك، وكذلك جميع المشاركين فيه الذين عملوا بحب وتفاهم، ليظل العملان «عايشين» مع الناس، كما أننا كنا شهودا على المجتمع والفترات التى عشناها وقدمناها فى أعمالنا». وعلى مدى الأسابيع الماضية وتحديدا منذ عيد الفطر الماضى تدهورت صحة «عبدالحافظ» بشكل كبير بعد إصابته بالتهاب رئوى، لازم على إثره سرير المرض فى مستشفى السلام الدولى بين دعوات محبيه وزيارات أصدقائه طوال 16 يوما، إلا أن التدهور المستمر فى صحته الأسبوع الماضى كان دافعا لاتخاذ قرار سريع من قبل الأطباء المشرفين على حالته الصحية وأسرته لتسفيره إلى فرنسا للعلاج بالخارج، لكن القدر لم يمهله فتوفى بعد يومين فقط فى باريس، وكأنه لم يحتمل البقاء بعيدا عن بلده الذى قدم تشريحا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وسلوكيا له فى أعماله، فرحل عن 71 عاما، وربما شعر فى أواخر أيامه بتخلى الدولة عنه وعدم تقديرها له، فقد سافر للعلاج على نفقته الخاصة.

المصري اليوم في

14/09/2012

 

 

 رحيل مخرج «ليالي الحلمية» بعد رحلة عطاء درامية باهرة

بوابة الشروق

رحل المخرج القدير، إسماعيل عبد الحافظ، عن دنيانا، صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية التي استدعت نقله إلى فرنسا.

ولد عبد الحافظ، في 15 مارس 1941، بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963.

وهو متزوج وأب لبنتين «لمياء» و«صفاء»، وابنه «محمد عبد الحافظ» الذي يعمل ممثلاً، وله العديد من الأعمال من إخراج والده.

ويعد عبد الحافظ من أهم مخرجي الدراما التلفزيونية، وقد كوّن ثنائيا مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وأخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية، من أشهرها «الشهد والدموع»، «ليالي الحلمية»، «المصراوية»، «حدائق الشيطان»، «العائلة»، «امرأة من زمن الحب»، والعديد من الأعمال التى لا يمكن أن ننساها، حيث شكلت ضمير الأمة العربية من المحيط للخليج، وقد أشاد النقاد بالعديد من أعماله، التي نال عنها الكثير من الجوائز.

يذكر أن آخر أعمال المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، مسلسل «ابن ليل»، الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي، بعد تناوله من قبل لتجربتين من الدراما الصعيدية، هما «خالتي صفية والدير» للأديب الكبير بهاء طاهر، ومسلسل «حدائق الشيطان»، وكلاهما حققا نجاحا ساحقا.

وكان سعيد بنجاح الدراما السورية والتركية، خصوصا الأعمال التاريخية منها، ولاحظ أن لديهم وعيا كبيرا بمفردات اللغة الدرامية، لكن كل هذا لا يعنى أنها سحبت البساط من تحت أقدام الدراما المصرية، الدراما المصرية تمتاز بكثافة، وضخامة الإنتاج.

كان من رأيه أيضا الدراما المصرية تمر بأزمة، لكن صُناع الدراما غير مسئولين عنها، بمعنى أن جهات الإنتاج التى قدمت هذه الأعمال الكبيرة عبر سنوات طويلة كان خلفها قيادات واعية وفاهمة معنى الدراما، هذه القيادات الموهوبة، فالقيادات الواعية هى التى تخطط من حيث المبدأ للأعمال الكبيرة، وتستعين بالعناصر الجيدة لإنجاز ما تصبوا إليه، اختفت باختفاء هذه القيادات الواعية للدراما مثل " ممدوح الليثى".

مضيفا، أن الدراما المصرية لا يمكن أن تفقد عرشها فهى لا تزال متربعة على قمة العرش، حيث إن الخطر الذى يهدد الدراما المصرية ينبع من القائمين على هذه الصناعة، وخصوصا أولئك الذين يضعون عليها القيود الإنتاجية.

وأشار إلى أن المشكلة الأخرى التى تواجه الدراما هى عدم وجود ميزانيات تكفى لإنتاج أعمال على مستوى ما يمكن أن أسميه أعمالا قومية، ونحن أحوج ما نكون إلى أن نصنع لأنفسنا رصيدا ضخما من الذاكرة الوطنية، ونحتاج إلى تقديم أعمال تُنعش روح الأمة، وتُعيد إليها وعيها القومى، نُريد أعمالا تُعيد صياغة الشخصية المصرية بما يتناسب مع تحديات العولمة، والمتغيرات الجديدة فى المنطقة، لأن الدراما هى سلاح فى يدنا نستطيع أن نستخدمه فى بث الوعى، وإحياء الروح القومية والشخصية العربية.

الشروق المصرية في

13/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)