حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

تطرق أبواب التمثيل "في غمضة عين"

أنغام: أصبحت إيجابية

القاهرة - شيماء محمد

المطربة أنغام تشارك للمرة الأولى في بطولة مسلسل تلفزيوني، وهو “في غمضة عين”، والمقرر عرضه في رمضان المقبل، حيث ستنافس الكثير من نجوم السينما الذين يشاركون بأعمال تلفزيونية هذا العام . حول مسلسلها الجديد وعائلتها والأحداث التي تمر بها مصر كان لنا معها الحوار الآتي .

“أنغام ممثلة لأول مرة” خبر أثار دهشة كثيرين، وسبب فرحة وشوقاً لدى جمهورك الذي ينتظر أن يرى نجمته تمثل، كيف جاء ذلك، ولماذا الآن، خاصة أنك سبق ورفضت العديد من الأعمال التي عرضت عليك؟

كل شيء بأوانه، والأعمال التي رفضتها من قبل لم تكن خوفاً من خوض تجربة التمثيل، ولكن كانت لي أسبابي الخاصة لأعتذر عنها، إضافة إلى أنه كان لي تصور خاص عن الدور الذي أبدأ به كممثلة، والحمد لله عثرت عليه .

§        عثرت على الدور المناسب لك، فما الذي جذبك للمشاركة في هذا المسلسل تحديداً؟

جذبتني بشدة قصة المسلسل المكتوبة بعناية، التي تحوي الكثير من التشويق والواقعية، إضافة إلى توافقها مع ما يحدث بالفعل في المجتمع في السنوات الأخيرة، كل هذا جعلني أوافق ولا أتردد في قبول المسلسل، خصوصاً أنه جاء في الوقت المناسب مع قراري بخوض مثل هذه التجربة .

§        هل القرار مرتبط بشيء خاص بعيداً عن الدور المناسب؟

كان مرتبطاً بصنع أنغام المطربة، فأنا أعشق الغناء، ولم أكن أريد أن أشغل نفسي بغيره حتى أحقق فيه ما أشاء .

§        وهل تحقق ما تريدين لك كمطربة؟

الحمد لله . . أظن ذلك .

§        حدثينا عن مسلسلك الجديد “في غمضة عين”؟

أعتبره تجربة في غاية الأهمية بالنسبة لي، ولهذا أقوم بالتحضير والاستعداد لها بشكل جيد ومكثف، خصوصاً أنني أتعامل مع زملاء في غاية الاحترام، بداية من المؤلف فداء الشندويلي وداليا البحيري وأحمد وفيق ومحمد الشقنقيري، والمخرج سميح النقاش، والقصة تتناول قصة فتاتين يتيمتين نشأتا في إحدى دور رعاية الأيتام وتحصل لهما الكثير من المفاجآت .

§     هل تضعين في اعتبارك المنافسة الدرامية في رمضان، مع وجود هذا الكم من نجوم الدراما وكبار الممثلين؟

الحمد لله أنا لي جمهوري الذي يحبني ويحترمني، وأحرص أن أقدم له كل ما هو جيد وأنا عادة أفكر بتفاؤل، لذلك لا أشعر بالخوف خصوصاً أن تجربة التمثيل ليست جديدة بالنسبة لي، وسبق أن خضتها ولكن في المسرح فقط .

§        ألم تكن لك أي شروط لقبول العمل؟

هذا لم يحدث ولم تكن لي شروط أو طلبات، فقط جلست مع المؤلف فداء الشندويلي وتناقشنا في العديد من تفاصيل الدور والمسلسل .

§     لكن نشر في الصحف وجود طلبات خاصة لك في العمل، وأن هناك خلافات حدثت بينك وبين داليا البحيري؟

وأنا أقرأ كل هذه الافتراءات والاختراعات، كما يقرأها الجميع، مثل خلافي الذي وصل إلى حد الشجار مع نيللي كريم، وكل هذا الكلام غير حقيقي لم يحدث على الإطلاق، إضافة إلى الخلافات مع داليا البحيري، التي تحدثوا عنها، وأنا وداليا اعتبرناها مجرد دعاية مجانية للمسلسل .

§        هل يتضمن دورك تقديم أغان ضمن العمل؟

لا، فأنا لن أقدم أي أغان في المسلسل، وبصراحة شديدة أريد أن أظهر كممثلة فقط، ليحكم عليّ الجمهور بعيداً عن الغناء، أما الغناء فله مقام ومقال آخر .

§        لماذا لم تفكري في السينما؟

السينما شيء مختلف وتتطلب استعداداً خاصاً جداً، إضافة إلى أنني لابد أن أعثر بها أيضاً على العمل الذي يناسبني لتقديمه سينمائيا، وعندما يحدث ذلك لن أتردد في قبوله وتقديمه، فقد فتحت باب التمثيل .

§        هل معنى ذلك أن أنغام ستحترف التمثيل؟

أنا مطربة أولاً وثانياً وثالثاً، والتمثيل بالنسبة لي هواية وليس عملاً احترافياً .

§        هل صحيح أنك ستقدمين دويتو مع الشاب خالد؟

هذا أيضاً غير صحيح ولم يحدث أي اتفاق بيني وبين الشاب خالد ولا يوجد حتى كلام لمثل هذا الدويتو، وأندهش جداً مما أقرأه خصوصاً أنه لا يحمل أي شيء من الحقيقة .

§        وهل تقديمك لأغنية جديدة خلال الأيام المقبلة حقيقة أم ضمن الشائعات؟

لا . . هذه حقيقة، فأنا بالفعل سأقدم أغنية عن المرأة التي هي “نص الدنيا” وأتناول فيها حقوق المرأة وما يجب أن تكون عليه في المستقبل .

§        ما رؤيتك حالياً لدور المرأة في المجتمع وهل يتراجع فعلياً؟

هذا حقيقي للأسف، المرأة المصرية تعاني تراجعاً حقيقياً في دورها، فهناك الآن من يطالبون بعودتها للمنزل، رغم أن الإنسان يتم تقييمه بعمله وما يقدمه وليس بنوعه أو جنسه، وأتمنى أن تنال المرأة حقوقها كاملة، ومنها حقها في الحياة والعمل والاعتراف بها كإنسان كامل لا تستقيم الحياة بدونه .

§        ما رأيك في الأغاني التي قدمت عقب ثورة يناير، ولماذا لم تشاركي بأغنية عن الثورة؟

سمعت بعضاً منها وأعجبت به، ولكن هناك بعض الأغنيات الرخيصة التي لا تتناسب مع أهمية الحدث، وهذا ما جعلني أتمهل، حيث أقوم حاليا بالتحضير لأغنية عن الثورة وستظهر قريبا وستكون مفاجأة .

§        أهمية الحدث أو الثورة المصرية كيف تصفه أنغام؟

ثورة 25 يناير كانت حلماً لم يكن أحد يتخيل أن يحدث، ولكن جزءاً كبيراً من نجاح الثورة يعود إلى الله سبحانه وتعالى الذي ساعد الشعب في إسقاط هذا النظام الفولاذي الذي لم نكن نتخيل سقوطه، وأتمنى أن يظل الله معنا في هذا الوقت الذي وصلنا فيه إلى شكل مفزع بسبب ناس ظهروا مؤخراً، يريدون أن يأخذوا حقوقنا بدلاً من أن يردوها إلينا .

§        هل تقصدين بحديثك التيارات الإسلامية التي سيطرت على مجلس الشعب؟

لا طبعاً، فالإخوان كجماعة وكحزب “على عيني وراسي” أنا أتحدث عمن ظهروا يتكلمون باسم الله، وكأننا كنا نريد من يعرفنا الطريق إلى الله أو وصايتهم علينا وأنا أخاف منهم، ومع هذا فأنا متأكدة أننا شعب ذكي والأهم الآن هو أن يعرف كل من تقدم لانتخابات الرئاسة قيمة مصر، وأن يبتعد المرشحون عن الهزل في هذا الموضوع، لأنني أسمع عن أشخاص لا علاقة لهم بالأمر يترشحون للرئاسة .

§        هل تعرضت لظلم من النظام السابق؟

المسألة ليست فردية، ولن نسأل الشعب فرداً فرداً ما الظلم الذي وقع على كل منهم، فالظلم كان أعم وأشمل، وأنا أصابني من النظام السابق نفس الضرر الذي وقع على الشعب المصري كله، فأنا أسير في شوارع غير ممهدة وأرى القمامة في كل مكان، وأتناول الطعام المسرطن والتعليم الفاشل الذي يجعلنا نلحق أولادنا بمدارس خاصة بمبالغ طائلة، والموظفون الذين نضطر إلى رشوتهم لنحصل على حقوقنا المشروعة، وجميعنا في هذا الهم .

§        ما آخر ألبوماتك الجديدة؟

أحضر حاليا لألبوم غنائي من المنتظر طرحه خلال عام 2013 .

§        لو تحدثنا عن الأمومة في حياتك كيف أثرت فيك؟

أمومتي لم تؤثر في اختياراتي الفنية، ولكنها غيرت كثيراً في شخصيتي ونظرتي في الحياة كأي فتاة تصبح أما، فأنا قبل أن أنجب عمر وعبدالرحمن كنت أعيش لنفسي فقط، أما الآن فأعيش من أجلهما حتى إنني أحافظ على صحتي من أجلهما، وأتعامل مع كل تفاصيل الحياة وأنا أضعهما أمامي، فأصبحت أنظر إلى الحياة بعيونهما، حتى إنني أصبحت أكثر إيجابية من ذي قبل .

§        يقولون إن تربية الفتيات أسهل من الأولاد، فهل هذا صحيح؟

من خلال تجربتي الشخصية ورؤيتي لتجارب أمهات لبنات، وجدت أن تربية الأبناء سواء، فالتربية واحدة في كل الظروف لأنك في نهاية الأمر تنشئ إنساناً صاحب مبادئ وأخلاق، وهذه الأخلاق لا تختلف باختلاف الجنس ولكن الاختلاف الوحيد أن أسلوب التعامل مع البنت يكون مختلفاً بعض الشيء، لأنها تكون أكثر حساسية من الولد .

§        هل تدللين أولادك؟

طبعاً أنا شديدة الحنان على عبدالرحمن وعمر وأدللهما كثيراً، ولكن هناك حدوداً لا أسمح أن يتخطياها، فأعلمهما ما هو الوقت المناسب الذي يجب أن يتحدثا معي فيه، والأهم هو أسلوب حديثهما ومن المحظور أن يرتفع صوتهما، ونحن نحب أن نلعب ونضحك، ولكن تعاملنا يجب أن يسوده الاحترام وللأسف الشديد أرى أمهات . أبناؤهن يسيؤون لهن ويتعدون عليهن بالكلام، وهذا أمر يحزنني جداً .

§        هل من الممكن أن تضحي بعملك من أجل أولادك؟

الحمد لله أولادي يعرفون قيمة عملي جيداً، أياً منهما  عملي وأولادي  لا يتأثر بالآخر، فأنا حريصة على التوفيق بين عملي وتربيتي لهما، وأشكر الله أنني أمتلك نعمة كبيرة وهي والدتي التي تعيش معي وتسهم في الاهتمام بهما، وهي تقوم عندما أنشغل بما يجب عليّ القيام به، ومن جانبهما يحترم ولداي القواعد التي وضعتها لهما، فحتى عندما أكون في عملي خارج المنزل ويريد أحدهما الخروج إلى النادي، يتصل بي ليستأذن حتى مع وجود والدتي في المنزل .

§        هل تحرصين على تربيتهما بشكل مختلف عما تربيت عليه؟

الاختلاف الوحيد هو اختلاف الزمن وأسلوب التعاطي معه، ولكن التربية واحدة في كل الأوقات والأزمان، فالمبادئ والأخلاق لا تختلف من زمن إلى آخر، ولكن الآن اختلف الزمن في كل شيء حتى ألعاب الأطفال وشكلها، أما الأخلاق فكما هي لا تتغير، ومع هذا أظل كما كانت تفعل أمي ديمقراطية مع ولدي في حدود المبادئ العامة.

الخليج الإماراتية في

04/04/2012

 

يعرضه تلفزيون الكويت في رمضان

"عجب" فرس الرهان الكوميدي

الكويت - “الخليج

انتهى فريق المسلسل الخليجي الكوميدي الجديد “عجب” من تصوير المشاهد الأخيرة بعد فترة تصوير تواصلت على مدى قرابة الشهرين، تضمنت مجموعة من المواقع في الكويت وجمعت عدداً بارزاً من نجوم الدراما في دول مجلس التعاون الخليجي .

المسلسل من تأليف وإنتاج وبطولة الفنان أحمد جوهر وإخراج البيلي أحمد، ويشارك في البطولة عدد بارز من الفنانين منهم هيفاء حسين ومشاري البلام وخالد العجيرب وغدير صفر ومبارك سلطان وأمل محمد وجمال الشطي وآخرين . . التقينا فريق العمل أثناء التصوير في هذه الجولة .

عن “عجب” الذي يتوقع أن يكون “فرس الرهان الكوميدي” في دورة رمضان المقبل يقول الفنان أحمد جوهر: لقد حرصت على تقديم إنتاج درامي يختلف شكلاً ومضموناً عما هو دارج حيث ذهبت إلى الكوميديا، وأستطيع القول إننا أمام نص رشيق يعتمد على كوميديا الموقف ضمن أحداث اجتماعية تعتمد على المفارقة، وأيضاً التوقع من قبل المشاهد بمجريات الأحداث وتطورها .

ويستطرد جوهر قائلاً: حرصت أثناء الكتابة على تحديد الوجوه التي تصلح لتقديم هذه الشخصية أو تلك، ومن هذا المنظور سيجد المشاهد أن جميع الشخصيات تكاد تكون مرسومة لأصحابها، والعمل يعتمد على البطولة الجماعية رغم حضور عدد من الشخصيات كمحاور أساسية من خلال طبيعة الأحداث وأيضا أسلوب كتابة الشخصيات .

ويتابع جوهر: حرصنا في المسلسل على تقديم إنتاج درامي يختلف شكلاً ومضموناً عما هو دارج، حيث إننا أمام نص رشيق يعتمد على كوميديا الموقف، ضمن أحداث اجتماعية تعتمد المفارقة وأيضاً التوقع من قبل المشاهد بمجريات الأحداث وتطورها .

ويضيف أنه يفضل الكتابة بنفسه لامتلاكه تلك الموهبة من ناحية، ومن ناحية أخرى لأنه يعدّ نفسه أفضل شخص يعبر عن نفسه، فهو يعيش ويعايش تلك الشخوص لحظة بلحظة قبل أن يكتبها على الورق ، مؤكداً أنه لا يعرف عند لحظة الكتابة إذا كان سيمثل في هذا المسلسل أم لا، أو أي شخصية يقدمها حتى يتحرر تماماً من أي تأثيرات شخصية ويترك لعنانه الخيال ليعبر عن نفسه .

ويرى جوهر أنه لا ينافس أحداً من الفنانين الكويتيين أو الخليجيين في مجاله، فقد يكون هناك تشابه بين ما يقدمه هو وما يقدمه آخرون يحملون  الهم نفسه، لكنه لا يفكر أبداً في المنافسة لأن سوق الدراما كبير ومفتوح ويستوعب جميع التيارات والإبداعات والاتجاهات، وما يبقى فيه هو العمل الجيد المتعوب عليه .

يؤكد جوهر أن “كثرة الفضائيات أفادت وأضرت في الوقت نفسه الدراما الخليجية، فهي من ناحية زادت كثيراً من شهرتها ووسعت رقعة انتشارها، فمن كان يصدق مثلاً أن يعرض مسلسل كويتي أو خليجي في مصر، أو يشارك نجوم الخليج في بطولة المسلسلات والأفلام المصرية؟ كما أنها أتاحت هامشاً كبيراً للفنان في أن يختار وينتقي وألا يبقى أسيراً لقناة واحدة تتحكم في كل شيء، لكنها أيضاً أضرت من حيث الكم الكبير الذي ينتج والذي لا يستند جزء منه إلى الموهبة والإبداع، بل إلى ملء مساحات عرض موجودة، إضافة إلى “توهان” المشاهد بين الكم الكبير من الأعمال ، لكن في النهاية العمل الجيد المتعوب عليه سيصل حتماً إلى المشاهدين ولن يضيع الله جهد العاملين فيه” .

جوهر يوضح أن الدراما الكويتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الاخيرة، بعد أن كسرت “التابوهات” التي قيدتها عقوداً طويلة، وأصبحت تناقش بحرية مسؤولة وواعية قضايا كثيرة في المجتمع تمس حاجات الناس اليومية، الأمر الذي أتاح للجيد منها الوجود والتأثير والنجاح.

من جانبها تعبر الفنانة هيفاء حسين عن سعادتها بهذه التجربة، مبينة أن شخصية عجب التي تقدمها في المسلسل هي نقلة في اختياراتها الكوميدية المتجددة بعد اعجابها أولاً بالنص، وأيضاً بروح الفريق الواحد “وهذا ما ساعد على انجاز العمل في وقت قياسي بقيادة المخرج الفنان البيلى أحمد الذي أضاف الكثير من روحه وحرفته إلى العمل بشكل عام” . وتضيف:  “قصة عجب تتصف بما يسمى الحاسة السادسة وهذا ما يجعلها تقع في غمرة أحداث كثيرة، وأكثر من يعاني تلك المفارقات هو الزوج الذي يقدمه في المسلسل الفنان مشاري البلام الذي استطاع أن يتعامل مع الشخصية بمساحة عالية من التعايش والتفاعل” .

وتنفي هيفاء أن يكون زواجها بالفنان الإماراتي حبيب غلوم فرض عليها بعض القيود، خصوصاً في ما يتعلق بالشخصيات التي تختارها في أعمالها، أو حتى في أدائها المشاهد التي تجمعها مع فنانين رجال . وتقول: “غلوم رجل فنان ومتفهم، ويتمتع بثقافة فنية كبيرة، وراق في تعامله معي” .

مؤكدة أنها تحترم أسرتها والبيئة التي نشأت فيها، لذا ترفض تجسيد كل شخصية غير سوية أو لعوب، أو أي دور يظهرها بصورة جريئة أمام المشاهدين، سواء بالألفاظ أو الإيماءات أو اللبس الفاضح، لأن الجرأة لا تعني امتهان الأخلاقيات، وشدد على أنها ترفض أن تقوم بأداء أي مشهد رومانسي حميمي  أو أن تلمسها يد ممثل بحجة تحقيق الصدقية في الأداء .

وتتابع: رفضت تجسيد دور فتاة ليل في أحد الأعمال الفنية، رغم الإغراءات التي قدمها مخرج العمل، وقلت له بالحرف الواحد: إذا كانت هذه النوعية من الأدوار ستنقلني إلى الأمام مثلما تدعي، فأنا أفضل البقاء في مكاني، ما جعله يشعر بالحرج، فالعولمة والتطور والتكنولوجيا لا تعني أن ننسلخ عن عاداتنا وتقاليدنا، فالمجتمع الخليجي له خصوصيته وعاداته وتقاليده .

هيفاء تبدي إعجابها الشديد بالدراما التركية، وتعتبرها طوق النجاة الذي أنقذ المشاهدين وانتشل الدراما الخليجية من التكرار وتشابه الأفكار المستهلكة، موضحة أن نجاح الدراما التركية حرَك المياه الراكدة لدى الكتّاب والمنتجين الخليجيين، فاتجهوا في السنوات الأخيرة إلى تقديم المسلسلات الرومانسية من أجل كسب المزيد من النجاح والجمهور . لكنها تكمل: “رغم شغف الجمهور وولعه بالمسلسلات التركية، يظل متابعاً للتراجيديا، ويحفظ الكثير من المشاهد، ويتأثر بها في كل مرة تُعرض فيها” .

بدوره يقول المخرج البيلي أحمد: العمل يمثل تجربة درامية خليجية عالية المستوى من حيث المضامين وأيضا فريق العمل، ولهذا حرصت على ترسيخ روح الفريق والأسرة وبالتالي كنا طوال الوقت أمام كم من المفارقات والمشاهد المشبعة بالسخرية والكوميديا الاجتماعية التي ستجعلنا نتجاوز الكثير من الأعمال التي تغرق في الدراما ولربما التراجيديا العالية، في وقت يحتاج فيه المشاهد إلى الفرح والابتسامة، وهنا الرهان الذي نقدمه في هذه التجربة التلفزيونية الدرامية .

ويؤكد البيلي أنه ليس محتكراً من أحد الفنانين وأنه يفضل العمل مع جميع الموجودين على الساحة، فالفنان عبدالعزيز المسلم حر في اختيار مخرج آخر لعمله الجديد، كما أنه حر في التعامل مع فنانين آخرين، موضحاً أنهما قدما أعمالاً كثيرة ناجحة وسيواصلان التعاون في المستقبل كلما سنحت الفرصة لذلك، لكنه لا يمكن أن يحبس نفسه في تجربة واحدة وكذلك لا يمكن لفنان أن يبقى أسير مخرج واحد، لأن التنوع يخدم العمل الفني ويثريه .

الخليج الإماراتية في

04/04/2012

 

الشاشة حمراء بلا خطوط 

ملف إعداد- رفيف الخليل

لم يعد أمراً مستغرباً سماع الشتائم ورؤية الابتذال على الشاشة وفي مختلف ما يعرض عليها، حتى بلغت معايير الرقابة أدنى مستوياتها في البرامج الحوارية وما يسمع من ألفاظ نابية ومشاهد في بعض المسلسلات، ولم تسلم السينما أيضاً من أفلام الجرأة .

في الملف التالي نستعرض مختلف التجاوزات التي تمارس على الشاشة والتي تتجاوز كل الخطوط الحمراء.

الكل يرفضها وإن كان الجمهور يشاهدها

برامج الـ "توك شو" تشعل الهواء

تتسم برامج ال “توك شو” بالجرأة وتعدي الخطوط الحمراء، وأصبحت أكثر سخونة سواء كانت برامج سياسية أو فنية أو اجتماعية .

توجهنا بأسئلتنا عن أسباب هذه الظاهرة إلى أشخاص معنيين في الإعلام وكانت لنا وقفة أيضاً مع مذيعين ومقدمي برامج أدلوا بآرائهم حيال وضع البرامج الحوارية في الوقت الراهن في ظل الأزمات والصراعات العربية والعالمية .

“من كثر مزاحه زالت هيبته” هكذا عبر علي الشريف، إعلامي ومذيع في قناة “الشارقة” الفضائية عن أسلوب التهريج والهزل والضحك على عقل المشاهد .

وقال: يكون الضيوف في أحسن حال قبل بدء البرنامج، يتبادلون عبارات المودة بروح سمحة، وعند بدء البث المباشر يتلاكمون ويتصارعون في وجهات النظر واختلاف الأفكار وكل هذا تمثيل بامتياز! في المقابل يستغل المذيع هذا الوضع ويبدأ بإبراز عضلاته وقدراته كمذيع متمكن أمام الكاميرا، فهذه النوعية من البرامج هي من عمل الشيطان، وبالطبع أرفض ما يرفضه العقل .

وأضاف: الإعلام سلاح ذو حدين، فالمفترض بالقائمين على مثل هذه البرامج  وضع الله سبحانه وتعالى أمام أعينهم لأن المهنية الإعلامية أمانة ثقيلة، والمذيع عندما يعطى الثقة والصلاحية في إعداد وتقديم أي برنامج على الهواء، يجب أن يضع أمام عينيه الخطوط الحمراء ويستطيع بذكائه وسرعة بديهته أن يرسل رسائل مباشرة أو غير مباشرة، لكن ليس بالتجريح والتجاوزات اللفظية لأن في المقابل هناك فئة غير مثقفة من المشاهدين قد تنجرف خلف كلام المذيع  لدرجة تغيير المعتقدات والانتماءات، وهذا يولد صراعات ومشاحنات حتى بين أفراد الأسرة .

محمد أبو عبيد، إعلامي ومذيع في قناة “العربية” ركّز على تفاوت واختلاف سياسة المحطات لكن في المقابل “رومانسية الحوار” مفقودة، وتابع: لا يمكننا القول إنه لا توجد خطوط حمراء، لكنها تتفاوت من محطة إلى أخرى، ومن سياسة إخبارية إلى أخرى، وهذه الخطوط يجب أن تشمل إما الصور المعروضة، أو مضمون الكلام الذي يخرج من فم الضيف . فبالنسبة للصورة هناك خطوط حمراء تمنع بث مشاهد قاسية جداً تثير مشاعر المشاهد كالجثث والدم، ويجب مراعاة عدم المتاجرة بالأموات والجرحى بغية كسب مشاهدة أكبر، لكن أحياناً تضطر القناة إلى بث بعض الصور إذا كانت من مسافة بعيدة ولا تظهر التفاصيل .

أما في ما يخص ضيوف البرامج الحوارية فقال: للأسف العالم العربي معتاد على عدم الهدوء في الحوار، لأن ثقافتنا ثقافة الصراخ والشتم والتهديد، لذلك نجد أن بعض البرامج وحتى القنوات تقتات على هذه المنهجية، وكأنها تقدم للمشاهد مسرحية بدلاً من تقديم المعلومة أو إيجاد فسحة للمشاهد كي يفكر بنفسه وهو يستمع إلى هذا الضيف أو ذاك . لذلك نفتقد ما اسميه “رومانسية الحوار”، فمثلاً ثمة برامج لا يخرج منها المشاهد بأية منفعة سوى بعض الضرر في طبلة أذنه، والمسؤولية تقع على من يسمح بمثل نهج هكذا، وأولهم المذيع .

مصطفى الآغا مقدم برنامج صدى الملاعب على قناة “إم بي سي” أكد أن الشاشة لم تعد حمراء بل صفراء اللون قائلاً: هناك نوعية برامج همها الأول والأخير هو زيادة الجماهيرية حتى لو اشتعل الحوار بألفاظ الشتم وتوجيه الاتهامات وصولاً للضرب، وهذا يعد تشويهاً لصورة الإنسان العربي فنحن ندعي ديمقراطية الحوار وتقبّل الرأي الآخر لكن كيف يمكن الوثوق بشخص يصرخ ويتلفظ ألفاظاً نابية وأن نأتمنه على منصب؟ وفي المقابل ما يلاحظ في الغرب مع اختلاف الآراء والاتجاهات والانتماءات السياسية في الانتخابات البريطانية والفرنسية مثلاً، إلا أنهم يقفون جميعاً على أرض فكرية واحدة وهي تقبل رأي الآخر واحترامه بعيداً عن الصراخ والعويل، فلم يعد هناك ميثاق شرف إعلامي، قاموا بلحسه قبل توقيعه، فالإعلام للأسف أصبح لكل من هب ودب، وهذا ما جعلني أفضل متابعة برامج الحياة البرية لأن الحيوانات رغم قسوة حياتها لكنها تتصرف بدافع البحث عن الغذاء وليس بالحقد والمصالح .

أشارت فاطمة اليتيم، مذيعة في قناة “أبوظبي” إلى منافسة الإنترنت السوق الإعلامية التقليدية وظهور إعلام جديد وأضافت: انتشرت برامج دون المستوى هدفها الإثارة وجذب المشاهد خاصة في ظل التحدي الكبير ووجود مغريات أخرى مثل الإنترنت الذي لعب دوراً مهماً بمثابة إعلام جديد قائم بذاته، أنا مع أن يكون هناك عنصر إثارة في كل برنامج لكن ليس لدرجة الاستفزاز المفرط، لأن هذا ينعكس أولاً على الإعلامي أو المذيع، وكثيراً ما نشاهد برامج صراخ وتمادي في الألفاظ  بين الضيوف، وبالطبع هذه الطريقة هي الأسهل لجذب المشاهد، والمفترض في أي حوار إن كان سياسياً أو اجتماعياً أو غيره الالتزام بالأسلوب الحضاري .

وعن مدى الالتزام بالميثاق الإعلامي قالت فاطمة: هو موجود ولكن تغيَّر مفهوم الإعلام واستحدث ميثاق شرف جديد لم يعد مرتبطاً بالإعلامي المذيع أو الصحافي، والمهنة أصبحت لغير المختصين فيها، وهذا يقود إلى ظهور خليط جديد من الوجوه والشخصيات غير الإعلامية . ومن ناحية أخرى إذا تكلمنا عن الفرق مابين الجرأة والوقاحة فهو خيط رفيع، كما لا تزال البرامج المستنسخة من الغرب تزداد انتشاراً .

من جانبها عبّرت رؤى الصبان، مقدمة برامج في قناة “سما دبي” عن التزام برامج القنوات الحكومية قائلة: ما من تجاوزات تتخطى الخطوط الحمراء في برامج القنوات الحكومية، وأثق ثقة كبيرة بها لأنها تلتزم بمعايير البث الإعلامي النموذجي مع مراعاة كل شرائح المجتمع خاصة الأسرة والأطفال، وما هو منتشر في بعض البرامج من تجاوزات لفظية إلى ما هو أعنف يشعرني بالاشمئزاز والنفور من تدني مستويات بث بعض القنوات التي تهدف للتسويق فقط ولا تهتم بمشاعر المشاهد الذي يشعر بالنفور تجاه هذا النهج غير الحضاري . 

قسّم خالد عبد الغفار، إعلامي ومقدم برامج في قناة “إنفينتي” البرامج الحوارية إلى أكثر من قسم وقال: تنحصر البرامج الحوارية في 3 محاور هي الهدف والفكرة والنتيجة، هناك من المذيعين أو المعدين من يتعّمد إشعال حلقات البرنامج بأي وسيلة كانت، ويتم الخلط بين سخونة الحوار وعلو الإيقاع، فالبعض ممن ذكرتهم يفتقدون مهارة إدارة الحوار ورفع مستواه عن طريق المعلومة فيتجه إلى الأسئلة الاستفزازية التي تثير حفيظة بعض الضيوف، فمنهم من لا يسيطر على أعصابه ويستغل المذيع هذه اللحظة ويتعمد رد العبارات والأسئلة من طرف من الأطراف وإعطائه صبغة معينة ولفه بطريقة خاطفة وغير مباشرة للضيف الآخر الذي لا يسكت وتهتز ثوابته وقناعاته ليخرج عن وقاره، وكثيرون يقعون في فخ هذه الأساليب الهزيلة التي إن دلت على شيء فإنها تدل على الإفلاس واستهلاك شخصيات لها وزنها وصورتها الجميلة التي قد تحرق من وراء هذه البرامج .

هناك سيطرة من قبل الحكومات العربية على الشاشة التي بدأت تتحرر من عين الرقيب بحيث أصبحت الخطوط الحمراء باهتة وفق جواد العمري، مستشار إعلامي في قناة “الآن” وأضاف:  لم يتعود الشعب العربي  على  حرية التعبير في طرح واحد أو ضمن برنامج محدد نتيجة سيطرة جهات حكومية تخدم مصالحها، لكن مع اتساع سقف الحريات في الوطن العربي، أوجدت قنوات مهنية تفضح القضايا المسكوت عنها والمعتم  عليها والتي تخطو خطوات ثابتة في نشر القضايا المشتعلة في الشارع العربي، وهذا أدى إلى انتشار برامج حوارية ساخنة وما نشاهده الآن ليس تقليداً للغرب إنما حرية تعبير ومطالب إنسانية تهم الشعوب وهذا انعكس على مستوى الحوار في البرامج الذي أدى إلى رفع ثقافة الفرد وخاصة في الحوار السياسي، لكن ربما طريقة التعبير ليست مقبولة وقد تحدث تجاوزات على قيم المجتمع ومساس بمعتقداته ومقدساته وبالتأكيد سوف تخسر هذه القنوات جمهورها لأن من رسائل الإعلام بث المواقف الأخلاقية لا غير، ويجب أن يكون لدى كل محطة رقابة ذاتية والتجاوزات التي نراها ونسمعها هي خروج عن الخط المهني ومحاولة الإتيان بجديد لكنها ليست شطارة بل  هو تطرف إعلامي للفت النظر لا أكثر .

تجاوز الخطوط الحمراء أصبح مطلباً جماهيرياً  كما رأى عمار شهاب، مستشار ومدرّب إعلامي في أكاديمية “فوكس” للتدريب والتطوير الإعلامي وأضاف: استعراض الأحداث الجارية يتطلب سخونة في الطرح لكن ما يحدث هو تطاول في استعراض الآراء في محاولة لإثبات الأطراف المتناقشة بتغليب رأي على آخر، وبما أن الشاشات تعبّر عن واقع ما يجري على الأرض عبر الوسائل الإعلامية في ظل غياب القوانين والأعراف الاجتماعية أمام الدم السائل في الشارع، وتحويله إلى مادة إعلامية قد تكون مزعجة في الحياة، فانتشرت في الفترة الأخيرة حوارات سياسية لا تنتمي لرقي وجدية الخط السياسي بل أخذت شكل حلبات ملاكمة حية وساخنة وجدت صدى وانتشاراً بين الجمهور لأنها خارجة عن المألوف .

وتابع عمار: هو واقع مؤقت سيزول باستقرار الوضع في الشارع العربي، إن استقر، فاليوم تعدد القنوات يعكس تعدد الآراء ويطرح القضايا السياسية بمنظور جريء غير محدود، بحيث أصبح المشاهد هو الذي يقرر ويحكم، فوظيفة الوسيلة الإعلامية  هي نقل الحدث من واقع الأرض من دون أخذ موقف مسبق من أي حدث، وترك التقييم للمشاهد مع اختلاف وتعدد الأقطاب السياسية .

نور الشمس الرباني يضيء النهار والفضائيات تظلم الليل، هكذا وصف حسام سلامة رئيس قسم الإعلام في جامعة عجمان حال الشاشة قائلاً: هناك برامج متخصصة في بث العنف أوجدت حالة من الإحباط أو اليأس العام، فالمشاهد الآن يحتاج إلى إعادة توازنه النفسي لزيادة جرعة العنف بكل أشكاله، ولو تصفحنا “اليوتيوب” لوجدنا تزاحم مقاطع العنف الفضائي خاصة في البرامج الحوارية حيث تصبح العضلات سيدة الموقف وتذهب الآراء أدراج الريح، ويستمتع المذيع بهذه المسرحية ويتمنى المزيد من “الانفجار الحواري” لجذب أكبر قدر من المشاهدين ولتذهب المهنية إلى الجحيم . للأسف المدرسة العربية هي من رحم المدرسة الغربية شعارها الإثارة غير المألوفة، تبدلت الشاشة ليستولي الأقزام عليها ومن لا وزن لهم ولا منفعة .

عبد الله عبد المؤمن التميمي أستاذ إعلام في جامعة عجمان قال: الوسيلة الإعلامية المرئية هي بالأصل وجدت لتعزيز القيم والسلوكات الإيجابية في حياة الشعوب، لكن للأسف أصبح العنف الفضائي يمثل ثقافة صبغت الكثير من الأعمال والبرامج، وكأن القنوات العربية في سباق حول من يستفز أكثر ومن يثير أكثر، ومن جهة أخرى تأثير أحداث الواقع السياسي المزعج الذي تمر فيه الشعوب ينعكس أتوماتيكياً في نوعية البرامج إلى جانب نوعية ضيوف الحلقات، فالإعلام العربي له دور في إدارة الثورات العربية والصراعات الجارية، وقد يلعب المذيع دوراً مهماً ومحورياً في رفع سخونة الحوار من عدم التزامه  بالنص أو الأسئلة المعدة للحوار، سعياً لمبارزة حوارية لا تنتهي إلا بألفاظ تخدش الحياء .

وأضاف: ينقسم المشاهدون إلى قسمين الأول يضم نخبة ممن تستفزهم مثل هذه البرامج لأن الحاجة الحقيقية هي طرح حوارات تستند إلى حقائق ومعلومات تثري المشهد العربي، أما القسم الثاني فيضم المشاهد العادي الذي يتأثر بهذه النوعية من البرامج في تغيير تفكيره وتوجهاته . نحن الآن بحاجة ماسة إلى برامج أكثر عقلانية واحتراماً للمشاهد العربي وأن تراجع القنوات آلياتها وتوجهاتها الإعلامية مراجعة دقيقة .

يرى عبد العظيم إسماعيل (مدرّس لغة عربية) أن الشاشة أصبحت صفراء لأنها كما قال: هناك عدد لا يستهان به من القنوات تشوه وتزور الحقائق في إثارة مكشوفة ورخيصة وخاصة في القضايا السياسية، لتتحول إلى موضة وعنصر جذب لمحطة معينة، وقد يكون المشاهد لا يملك أبعاداً سياسية أو فكرية فيضيع بينها وأجواء الشاشة أصبحت مملوءة بالسواد الذي ينعكس علينا كمشاهدين، وبالنسبة لي أفضّل متابعة البرامج الوثائقية أو التاريخية لأنها خالية من التزوير والمصالح، حيث تجاوزت بعض البرامج القيم الإنسانية والاجتماعية المتوارثة للمشاهد العربي وكسرت القواعد الأساسية للحوار، وأتمنى لو يتحقق قول الشاعر: “هي الأخلاق تنبت كالنبات . . إذا سقيت بماء المكرمات” . 

عبد الرزاق الحمد (مهندس مدني) قال: من الطبيعي أن تصبح الشاشة حمراء نتيجة الطفرة المعلوماتية وما تتناقله الشبكة العنكبوتية من أحداث وأخبار عالمية، وأيضاً السبق الصحفي للإعلاميين وماتتناقله وكالات الأنباء العالمية وكثافة المعلومات التي تطفو على السطح، فبرامج حوارات الرأي والرأي الآخر يدخل المشاركين في صراعات نتيجة وجود كم كبير من المعطيات وتسارع الأحداث وتواترها تؤثر في شخصية المتحدث، كما أن بعض الإعلاميين بقصد الشهرة يقوم بمناقشة حوارات جديدة خارج نطاق الموضوعية، هذا الأمر لم نعتد عليه سابقاً نظراً لوجود أسس وقواعد تضبط الإعلام، علماً بأن البرامج السياسية تشدني نتيجة لحجم المعلومات أو المعطيات من كل أنحاء العالم، حيث أقوم بالمقارنة والخروج بنتيجة وتحليل شخصي يجنبني الخوض في متاهات السياسة الكثيرة، و أتابع أيضاً الحوارات الثقافية فهي متنفس تنقلني من وسط زخم الأحداث والنزاعات في العالم وخاصة ما يعيشه  الوطن العربي .

عبّر دحام الطحان النعيمي، موظف في دائرة حكومية بقوله: نتيجة العنف المتزايد في أرجاء المعمورة وما يمر به الشارع العربي خاصة بدأ المتحاورون يتجاوزون الخطوط الحمراء و قاعدة الحوار المعروفة، فلا حدود للأدب ولا اللباقة، حتى في حال تدخل المذيع ومحاولته ضبط الحوار يتراشق ضيوف البرنامج الشتائم وأحياناً الضرب، وكما يقال لا حياة لمن تنادي! ومن تحليلي كمشاهد أجد أن بعض المذيعين يتعّمدون إحراج الضيوف بأسئلة استفزازية  تصب الزيت على نار الأزمة المطروحة، وفي المقابل هناك قنوات تلتزم بقضايا الجماهير والأمة وتمشي على خط صحيح.

* * *

اختصاصيون يؤكدون تأثيرها المباشر فيهم

عنف الأفلام والكرتون يصيب الصغار

يعيش الطفل الآن في زمن انتشار الكرتون نظراً لتطور الرؤية التقنية التي تقدم كل ما ترنو إليه نفسه ويوسع مداركه المعرفية وينمّي خياله، لكن في ظل تزايد جرعة الإثارة والعنف والجريمة في رسوم وأفلام الكرتون فإذا جلس الطفل أمام الشاشة نراه مشدوداً إليها، منجذباً إلى أحداثها في تركيز وانفعال شديدين، كيف ينعكس هذا العنف على نفسيته وأخلاقه؟

وماذا يفعل الأهل أمام هذا الكم من الأعمال والمسلسلات التي يشاهدها أبناؤهم يومياً؟

فنان الكاريكاتير الإماراتي حيدر محمد وصاحب فكرة “شعبية الكرتون” تحدث عن تأثير الرسوم الكرتونية في الأطفال قائلاً: عندما يتابع الأطفال مسلسلات أو مشاهد معينة في الأخبار فهي تصلهم، لكنها لا تثبت في ذاكرتهم، كما تفعل الرسوم المتحركة التي تحاكي متطلبات الطفل الفكرية والعمرية من ضحك وتسلية في قصص ممتعة تثبت صورها في ذاكرته، لكن هناك مسلسلات مصورة للأطفال تروج أفكاراً غربية وإباحية تجاوزت الخطوط الحمر مثل العلاقات غير الشرعية بين الأطفال والرقص وغيرها من أفكار مخلة بالآداب، ونسبة 80% تقريباً مما يشاهده الأطفال يتضمن هذه المشاهد، لكن لا نجد شكوى من الأهالي، وفي المقابل تظهر فئة قليلة تتصيد الأخطاء في أعمالنا الكرتونية وتشن حملات كبيرة متناسية أعمالاً أخرى تخدش الحياء ولكن يسكت عنها كونها تبث من قنوات عالمية! الأهل يراقبون سلوكيات الأطفال، لكن في المقابل هناك أيادٍ تهدم كالإعلام التخريبي ورفاق السوء والإنترنت أيضاَ . عند اجتماع فريق “شعبية الكرتون” لوضع أفكار عمل جديد أترك لهم حرية التعبير، ولكن هناك 3 خطوط حمراء ممنوع تخطيها أولاً كل ما يتعلق بالجنس والإيحاءات المخلة بالآداب محظورة، ثانياً ما يسيء للأديان وتجنب الدخول في السياسة لأن العمل بالنهاية هو عمل كرتوني لا يحتمل الكثير .

“الطفل كالورقة البيضاء” كما قال محمد قيراط، أستاذ العلاقات العامة في جامعة الشارقة الذي تحدث عن قدرة الطفل السريعة على تسجيل والتقاط أي مشهد من الشاشة وتابع: أكثر من70% من مشاهد الرسوم المتحركة هي خاصة بالعنف، وما يشاهده الطفل على التلفاز من كوارث وحروب وأموات وجرحى بشكل مباشر أو غير مباشر تتأثر به سلوكياته الحياتية لأنه كالورقة البيضاء يسجل كل مشهد أو تصرف تلقائياً في ذاكرته، ليكون شخصية عدوانية أو متمردة انفعالية . ومن العائلة تنطلق القيم التربوية والتوجيهية التي ينشأ عليها الطفل من صغره، فالمراقبة الدقيقة مطلوبة من أولياء الأمور وتتبع كل ما يراه الطفل، ومن ناحية أخرى المراهقون يثقون بما تقدمه الشاشة من برامج مختلفة من مسلسلات وأفلام وأخبار تتضمن النزاعات والدم والقتل، يجب على العائلة توجيه هذه الفئة العمرية توجيهاً ذكياً وتحفيز الجوانب الإبداعية لأولادهم في ممارسة الهوايات والاهتمامات كالقراءة والمطالعة ومتابعة برامج المغامرة المفيدة أو البرامج الوثائقية أو الرياضية، لأن نسبة كبيرة جداً من محتوى الشاشة لا يتماشى مع عمر الأطفال ومتطلباتهم .

روى عصام الكردالي (ولي أمر) غرابة طرح أفكار الكرتون وتأثيرها في أطفاله قائلاً: ألاحظ أحياناً انجذاب أطفالي وشغفهم الكبير في متابعة رسوم كرتونية غريبة الأفكار مثل تلك التي تظهر الخير لكن بطريقة عكسية حيث يقوم مجموعة من الأشرار بالتخريب وإيذاء الآخرين، لكنهم يفشلون في النهاية . وأيضاً نتيجة الأحداث السياسية والصراعات الميدانية في بعض الدول عمت حالة استنفار وتتبع مجريات الأحداث في القنوات الإخبارية بشكل متواصل، وهذا ما جعل طفلي يشاهد ويسجل بعض المشاهد العنيفة، طفلي يسألني لماذا الشرطي يشبه الوحش؟! بالتالي تتشكل تصورات تشوش الطفل مهما حاول الأهل توضيح الموقف، وكذلك الإعلانات التي تبث الرسوم المتحركة لها تأثيرات سلبية جسيمة في الطفل، منها أنها توظف مشاعره في اتجاه غير مشروع، وتشجع القيم المادية لديه .

وتوجهنا بسؤالنا لعدد من الأطفال عن البرامج والرسوم التي يفضلونها أكثر، فقال الطفل ناصر أحمد 12 عاماً: أتابع رسوم المغامرة وأجمل شيء في الكرتون هو أن البطل يضرب لينتصر على الأشرار، وأحب اللعب مع إخوتي ألعاباً فيها معارك وضرب، ويجذبني كثيراً توم وجيري وأشاهده ساعات طويلة، والمسلسلات التركية مثل نور ومهند .

أما أخته ريم أحمد، 7 سنوات فقالت: لا أحب اللعب مع أخي ناصر لأنه شقي جداً ويحب الضرب، وأحب مشاهدة البرامج الغنائية خاصة برنامج “ستار صغار” الذي يغني فيه الأطفال، وأتابع كرتوناً لفتيات جميلات الشكل والملابس، وأشاهد أفلاماً أجنبية للأطفال فيها مغامرات وأشياء جديدة ومثيرة تجذبني .

الأخت الأخرى ندى أحمد 9 سنوات علقت: أحب رسوم “سبونغ بوب” كثيراً ورسوم المغامرات والتحدي، لكنني أخاف جداً من مشاهد الرعب والعنف وهي كثيرة على الشاشة، وأشاهد مع عائلتي أيضاً مسلسلات تركية وأفلاماً أجنبية .

ناديا زهير 10 سنوات يتملكها حب الاستطلاع ومتابعة المسلسلات التركية حيث أكدت: لطالما انجذبت لمعرفة أحداث المسلسلات التركية خاصة أن صديقاتي يتحدثن دائماً عن “مهند ونور”، ومسلسل “العشق الممنوع” وغيرها، ومن خلال قصص المسلسل تعاطفت مع بعض الشخصيات، ولكن كانت أمي تمنعني من مشاهدتها لأنها غير مناسبة لعمري، ولا تتوافق مع أخلاقنا ومبادئ ديننا وتربيتنا .

أمها نيفين سكيك (مدّرسة) أوضحت: ابنتي ناديا تحب المسلسلات التركية وأسئلتها لا تنتهي وأحياناً أشعر بالعجز والإحراج، لأن هذه النوعية من المسلسلات تظهر كل شيء مباح، ولقطات ساخنة تفتح المجال للخوض في موضوعات صعبة وحساسة، لذا منعتها عن المتابعة تفادياً لمزيد من الأسئلة المحرجة، وأستطيع القول إن تعاملي مع الشاشة شبه منتهٍ ولم تعد وسيلة للترفيه والمتعة كما كانت سابقاً، حتى أسماء الرسوم المتحركة في الماضي كانت جميلة وفيها بساطة مثل الكابتن ماجد ونحول، أما الآن فهي غريبة وتغلب عليها مشاهد العنف والتفجير والتدمير، ويتأثر الطفل بها مهما حاولنا منعه لأننا كأولياء أمور لا نستطيع عزله تماماً عن الشاشة، وحقيقة أستغرب أحياناً من أفكار ابني ذي ال6 سنوات عندما يسألني “ما رأيك أرمي نفسي من فوق الكرسي؟”، وإذا تضايق من ابن الجيران يقول “سأضع قنبلة أمام منزله وأفجره”، و”ماذا سوف يحدث إذا رميت الحبل على ضوء الغرفة هل يمكن لي التعلق به”، إضافة إلى حبه للتقليد ومعايشة أفكار خيالية بحيث تصبح لديه حالة من الارتباط الوثيق بشكل الألعاب ووظيفتها، كما يراها على الشاشة، وهذا ما حدث فعلاً مع ولدي عندما شاهد لعبة اسمها “اليويو” هي في الواقع كرة صغير مربوطة بخيط طويل يلعب بها الطفل، ولكنها على الشاشة كرة تخرج النار منها، وهذا ما يدفع ولدي للتساؤل “لماذا لعبتي لا تطلق ناراً كما في التلفاز؟” .

روحي عبيدات أخصائي نفسي تربوي في وزارة الشؤون الاجتماعية، شرح الآثار المترتبة في متابعة الكرتون العنيف موضحاً: أغلب الأطفال يقلدون ما يشاهدونه من مشاهد عنف أو قوة ويظهر هذا جلياً في السلوك مع المحيط إن كان في البيت أو المدرسة دونما التفكير في عواقب ذلك على الآخرين، ومن الأطفال من يدخل في عزلة أو بعيداً عن الواقع من خلال ما يعرض على الشاشة من أفكار خيالية خاصة الرسوم المتحركة ويتقمص الشخصيات الكرتونية ويعتبرها جزءاً من الواقع، وهذا يولد انعكاسات نفسية على الطفل من أحلام مزعجة وكوابيس في النوم، وكلما كان الطفل مدركاً لموضوعات الرسوم كلما تأثر أكثر، ومن الملاحظ أيضاً اتجاه الوالدين لترك الطفل أمام الشاشة من دون رقابة لمجرد التخلص من حركته الدائمة وإزعاجاته، ومن جهة أخرى لابد أن تتحمل المدرسة أيضاً جزءاً من المسؤولية بإعطاء مادة توعوية للأطفال .

من جهته أوضح خالد الحساني، أخصائي اجتماعي، دور الإعلام في صياغة الأفراد والمجتمعات قائلاً: أصبح ما يبثه الإعلام أداة التوجيه الأولى للطفل الذي يعيش مع قصص الرسوم المتحركة في عالم افتراضي خاصة في غياب الرقابة، ينمو خياله أكثر فأكثر وتغذى قدراته، إذ تنتقل به إلى عوالم جديدة لم تكن لتخطر بباله، فتجعله يتسلق الجبال ويصعد الفضاء الخ . . وبعض الأطفال يميلون للعنف منذ ولادتهم وتبرز هذه الصفة عند الذكور، وأيضاً أكدت دراسات عديدة أن هناك ارتباطاً بين العنف التلفزيوني والسلوك العدواني، حيث يزداد شعورهم بالقوة، ومن أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة تلك المتعلقة بالعنف والجريمة، ذلك أنها توفر عنصري الإثارة والتشويق ليضمنا نجاح الرسوم المتحركة في التوزيع، غير أن مشاهد العنف والجريمة لا تشد الأطفال فحسب، بل تروعهم، لكنهم يعتادون عليها تدريجياً، ومن ثم يأخذون في الاستمتاع بها وتقليدها، ويؤثر ذلك في نفسياتهم واتجاهاتهم التي تبدأ في الظهور بوضوح في سلوكهم حتى في سن الطفولة، وفي الأغلب يتأثر الطفل بمفاهيم المجتمع والأفراد المحيطين به والرامية إلى تعزيز صفة الرجولة داخله منذ الصغر، وتنمو هذه الفكرة أكثر فأكثر بداخله ويسعى لتطبيق كل ما يراه في الرسوم على أرض الواقع .

* * *

الفنانون يؤكدون تأثرها بالواقع وتأثيرها عليه

الدراما والسينما مرآة للشارع أم العكس؟

يوظف صناع الدراما والسينما الخبرات والوسائل الفنية والتكنولوجية بهدف تحقيق المتعة البصرية، وتجسيد واقع حياة الأفراد في  حبكات يتم نسجها بعناية عالية الدقة، ويتفاوت فحوى الأعمال الفنية ما بين المثير والغريب والواقعي والخيالي الذي يعمل على إقناع البصر ودغدغة الحواس، لكن الدراما والسينما لا تخلوان أيضاً من العنف سواء كان في اللفظ أم في المشاهد، فهل من الطبيعي أن تصبح الشاشة عنيفة تزامناً مع الأحداث الواقعية أم أن الناس يلتقطون من الأعمال الفنية ما يطبقونه على حياتهم؟ توجهنا بأسئلتنا إلى مجموعة من الفنانين والناس حول أجواء الدراما والسينما المعاصرة وما الذي يستوقفهم فيها .

“اختفت الرقابة مع موجة التنافس الشرسة على الشاشة هكذا يعبر الفنان سلطان النيادي عن رأيه قائلاً: لا توجد رقابة فعلية وكلامي هذا لا ينطبق على أعمالنا المحلية بل على الأعمال المستوردة، فالشركات الخارجية همها الأول والأخير الربح المادي فقط، وللأسف هناك تشويه للواقع على الشاشة سواء على مستوى البرامج أو الدراما والسينما، فالجرأة مطلوبة، لكن من دون بذاءة أو استخفاف بعقل المشاهد، يجب البحث أولاً عن جودة العمل وجوهره من دون استغلال أسماء وشخصيات مشهورة، وما هو متوفر في الساحة وما الذي يسوق ويروج له بشكل أكبر هو ما يشد عين المشاهد، مثل الترويج للمسلسلات التركية والمكسيكية التي لا شك أنها تؤثر بشكل مباشر على الدراما العربية .

من جانبه رأى الفنان حبيب غلوم أن صراعات الساحة السياسية الراهنة تولد اختلافاً في وجهات النظر قائلاً: ما يحدث من ثورات وأحداث في الوطن العربي سيولد مواقف ووجهات نظر يلتزم بها بعض الفنانين سلباً وإيجاباً خاصة في مصر وسوريا، فالسياسة والفن لا ينفصلان وأتوقع حدوث تغيير في الدراما المصرية المقبلة، إلى الآن لم يحصل شيء، لكن ربما يستثمر بعض الفنانين الحدث لتقديم صبغة درامية جديدة قد نراها في رمضان المقبل .

تساءل الفنان بلال عبدالله عن حال التسابق خلف كل ما هو مثير وأضاف: أي عمل فني مطروح يتحدث عن نفسه بكل  تفاصيله، لكن معظم الأعمال الفنية أو الأفكار المطروحة إما مستوردة أو مقلدة للغرب ومازال إعلامنا مسيراً يستظل بظل الغير . والمؤكد أن ما تمر به بعض الدول العربية ينعكس على الشاشة بشكل أو بآخر، علماً أننا نحن لا نصدّر العنف بينما بعض القنوات تعرضه بلا رقابة أو ميثاق إعلامي .

وتحدث الفنان الكويتي خالد الأمين عن فضول المشاهد موضحاً: الفضول صفة موجودة لدى الناس وتجذب كثيرين، فمثلاً عند حدوث مشكلة أو شجار في الشارع يجذب الجمهور لمتابعة ما يحصل،وإذا تطرقنا إلى الدراما فنسبة المشاهد العنيفة فيها لا تتعدى 3%، لكن تعمد بعض المحطات التلفزيونية على إطلاق مفرقعات إعلامية بهدف زيادة نسبة المشاهدة، ربما لا يوجد لدي متسع من الوقت للمتابعة المستمرة، ولكنني لا أزعج نفسي في متابعة البرامج السياسية ومتاهاتها .

الصدق في رسالة العلم الفني هو جوهر النجاح كما رأى الممثل إبراهيم سالم، الذي اعتبر أن حرية الفكر تميز العمل متابعاً: لا يوجد تعريف للجرأة في الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها، لكن هناك حرية الفكر وكيف أطرحه، ولدينا أفكار عدة على مستوى العالم العربي، لكن وراءها ضآلة في الحرية، كما هناك أعمال درامية مميزة وبرامج في بعض القنوات تحمل رسائل سامية، كذلك تظهر أعمال تلعب بمشاعر المشاهد والغرض منها لفت النظر من خلال كلمة سيئة يدخلها المؤلف في النص أو مشاهد عنف وجرأة مبتذلة لا تضيف أي رصيد للعمل الفني . وأجد في الأعمال العالمية استفادة أكثر من العربية حتى وإن نقلت تفاصيل شاذة، لكنني أخرج بشيء مفيد لأن الغرب يملكون عمقاً في طرح الفكرة .

“صانع الفيلم هو إنسان يتأثر بالواقع” هكذا بدأ هاني الشيباني المخرج السينمائي والممثل حديثه عن حاجة الجمهور للخيال السينمائي وأكمل قائلاً: طبيعة الحياة والأحداث في البيئة المحيطة تفرض أعمالاً درامية أو أفلاماً سينمائية تعكس الواقع، فكل عمل له ظروفه وفكرته ووجهة نظر تعتمد على مفهوم معين يعكس من خلالها الخيال والواقع في مقاربة فنية، مهما ابتعدت فهي الأقرب إلى نبض الحياة، حيث أن قاعة السينما هي عالم يرتاده البعض لسد ما ينقصهم في الواقع من مشاعر يمكن تعويضها في السينما . وفي بعض الأحيان تطرح فكرة هي أصلاً ساخنة يضاف إليها بهارات تسبب زيادة في نسبة المشاهدة . وبالنسبة لي أتابع البرامج السياسية، ولكن بعضها يسبب لي توتراً وإزعاجاً .

حاجة السوق صبغت الدراما بالعنف والإجرام وفق المخرج التلفزيوني حسين بن حيدر الذي قال: سيطر المعلن على واقع السوق وكلما كان طابع المنتج الدرامي أكثر جرأة وعنفاً كانت النتيجة رواجاً يشجع القنوات الفضائية على شرائه وبثه، إضافة إلى غياب الأعمال التاريخية، ومما يثير استغرابي قلة البرامج التعليمية أو ذات الصبغة الدرامية، فالرقابة غير صارمة والتصنيف غير موجود على الشاشة، ولا أريد أن يفهم من كلامي أنني ضد الفكرة الدرامية الجديدة، ولكن للإعلام مسؤولية كبيرة وهو أداة توجه الكثير من العقول، إما نحو الفساد أو الصلاح، فمع تزايد عجلة الحياة يزداد انشغال الأهل خارج المنزل ومن الواجب على كل شريك إعلامي وقف استغلال الذوق العام حرصاً على الفئات المجتمعية الأكثر تأثراً بالشاشة .

محمد أحمد (صاحب شركة تسويق) في دبي قال: أنا من الأشخاص الذين تأثروا إيجابياً ببعض المشاهد والأفكار السينمائية، ويتوقف نوع التأثير على درجة وعي وإدراك الشباب لأن اهتماماتهم تواكب العصر ومتطلباته، فالسينما برأيي هي عبارة عن رسائل قد تستمر على المدى الطويل وتشكل مرجعية تاريخية تبقى في الذاكرة، وقد تؤثر سلبياً وتنقل الأشخاص إلى عوالم بعيدة تماماً عن الواقع، وأنا لست ضد الخيال والإبداع في صناعة السينما، لكن ما يطرح من أفلام سواء عربية أو غربية تتزايد فيها مشاهد العنف والألفاظ النابية تدخلنا في مرحلة قلق على الجيل الصغير المتلقي لكل جديد خارج عن المألوف .

وقال مروان بن هذيل (مدير مبيعات) في دبي وهو من رواد السينما: تجذبني الأفلام الكوميدية الهادفة أكثر من أفلام العنف والأكشن، حتى السينما المصرية لم تفلت من حمى تقليد الأفكار الغربية في صناعة السينما، فمثلاً فيلم أحمد السقا “إبراهيم الأبيض” ليس هادفاً أبداً فما هو الدرس المستفاد منه وماذا يريد صناع الفيلم بالضبط لا أفهم؟ هو إبهار بصري وفقر السيناريو أنتج ملحمة ناقصة وملطخة بكثير من الدماء، وكل هذا له تأثير مباشرعلى الصغار الذين أصبحوا متمردين أكثر وعدوانيين لأن الإعلام يبث سمومه وأفكاره ليجني أرباحاً مادية لا أكثر من دون تحمل مسؤولية الأفكار المطروحة وتأثيرها على الأجيال الناشئة.

الخليج الإماراتية في

04/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)