حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صلاح السعدني:

اختفاء حصص الرسم والألعاب خلقت أجيالاً «بيتلعب في دماغها»

كتب غادة طلعت

كعادته يقدم الفنان القدير صلاح السعدني أعمالا درامية تتناول قضايا المجتمع ومشاكله ولكن بشكل سلس ليصل لعقل المشاهد البسيط دون شعارات ولكن فوجئنا به يتخذ طريقًا آخر ربما يراه أقصر لمحاولة حل مشاكل مجتمعه بدلا من عرضها في المسلسلات حيث تقدم مؤخرًا بمشروع لوزير التربية والتعليم لإعادة المسرح المدرسي والأنشطة الثقافية والرياضية لطلاب المدارس عن طريق عمل اتفاقية بين وزارة الثقافة والتعليم والشباب والرياضة من خلال لجنة برئاسته ومكونة من نور الشريف ومحمد صبحي وعن تفاصيل هذا المشروع وأمور أخري دار هذا الحوار

·         في البداية ما الذي دفعك للقاء وزير التربية والتعليم أحمد زكي بدر؟

- أحمد زكي بدر صديق شخصي وأحترمه جدًا ومن الطبيعي أن أطمئن عليه عقب اجرائه عملية جراحية، ولكني انتهزت الفرصة وتناقشت معه حول قضية تشغلني وأري أنها خطيرة جدًا وهي مسرح المدرسة أو بمعني أعم النشاط المدرسي الذي اختفي بعد أن اكتشفنا أن المسارح المدرسية أصبحت لا تستخدم لطلاب المدارس ووجدنا أن المسئولين عن التنظيم في المدرسة يقومون بتأجير المسارح لحسابهم «والعيال» لا تمارس أي نشاط وهذا له أثر سلبي جدًا ظهرت آثاره علي كل الأجيال التي تخرجت مؤخرًا

·         ولكن لماذا قمت بالتركيز علي مدرسة السعيدية فقط؟

- هذا غير صحيح وما نشر في بعض الصحف بهذا الشأن خطأ، والحقيقة أن المشروع الذي تقدمت به للوزير كان لإعادة النشاط الفني والثقافي والرياضي والمسرحي لكل مدارس مصر ولكني تحدثت مع الوزير بشكل ضمني علي مدرسة السعيدية كمثال فقط خاصة إنني عضو في جمعية خريجي السعيدية الثانوي وأصدقائي طلبوا مني أن أهتم بالأمر كما أنني لم أكن جاهزًا للحديث في الأمر من خلال إعداد ورقة منظمة واكتشفت أن الوزارة متعاقدة مع إحدي شركات المقاولات الكبري لإعادة بناء وتأسيس مدرسة السعيدية بعد أن طلبت المجموعة من الشئون التعليمية أن ترشح لها مدرسة لتأسيسها من جديد واختيار مدرسة السعيدية بالتحديد لأنها تأسست عام 1906 أي أنها أقدم من النادي الأهلي بعام كما انها أنشئت في فترة التنوير المصرية بداية القرن العشرين والمهم أيضا أنها كانت تضم ناديا متكاملا به كرة قدم وطائرة واسكواش وتخرج فيها بطل العالم للاسكواش وكان يسبقني بعام واسمه عبد الواحد عبد العزيز وللأسف هذه المدرسة تم تخريبها وأصبحت تستخدم لأشياء أخري وهذا في منتهي السوء لذلك يتم حاليًا اعادة اصلاحها بل واستحداثها علي أفضل مستوي بميزانية تبلغ عشرات الملايين

·         ولكن الميزانية المخصصة للتعليم موجهة لأمور كثيرة ليس من أهمها إصلاح المسارح فهل فكرت في حل للميزانية؟

- أعرف جيدًا أن وزارة التعليم ملتزمة بميزانية محددة وليست أحوالها المادية جيدة مثل الظروف الاقتصادية في البلد ولكن هذه الأنشطة أكثر أهمية من أمور أخري كثيرة فهذه المسارح والأنشطة الفنية والثقافية هي المسئولة عن تخريج مواطن سوي وصحيح نفسيًا وجميعنا تخرجنا في هذه المسارح أنا ومحمد صبحي وعادل إمام وسعيد صالح ومحمود ياسين وحتي كبار الكتاب والصحفيين ونعرف أن الظروف سيئة ولكننا نحاول أن نمد أيدينا للمدارس ونساعد هذه الأجيال بعد أن أصبح سلوك الشباب غريبًا ودرجة استجابتهم للإغراءات والأفكار الغريبة والتيارات الموجهة أصبحت مرعبة كل هذا لأنه لم يتم تنشئتهم بشكل متكامل فهم لم يلعبوا جيدًا ولم يمارسوا أنشطة ثقافية وفنية ترتقي بأخلاقهم وسلوكهم

·         وكيف ستبدأ في تنفيذ المشروع؟

- قلت للوزير إنني سأقوم بتشكيل لجنة مكونة من الفنان محمد صبحي والفنان نور الشريف والدكتور أشرف زكي وسوف أجلس معهم لنعد مشروعًا لعمل جسر للتواصل والتعاون بين وزارة الثقافة والتعليم والشباب والرياضة، وفكرت لماذا لا تكون هناك اتفاقية بين وزارة التعليم والثقافة لنرسل طلابنا للمسارح الحكومية وهي خاوية حتي نعلم الأطفال الذوق والجمال ونثقفهم وأشعر بتفاؤل يجعلني أنا وزملائي نستطيع الوصول لاتفاقية بين كل هذه الجهات لنلحق طلاب المدارس ليكونوا أجيالا واعية ومتزنة فلابد من عودة حصص الرسم والموسيقي والألعاب والمعامل فهذه لا تقل أهميتها عن الكتاب المدرسي

·         ولماذا اخترت هذا الوقت بالتحديد؟

- بعد تفكير وجدت أن الأمور لن تنصلح إلا إذا بدأنا الإصلاح من الجذور وانتهزت الفرصة بوجود وزير تعليم مجتهد واعتبره من أفضل وزراء التعليم الذين تولوا المهمة في مصر

·     البعض يستبعد اهتمام زكي بدر وزير التعليم بالمسارح والترفيه خاصة إنهم يصفونه بأنه عنيف بعض الشيء، كيف تري مستقبل مشروعك في وجوده؟

- عايزين وزير قوي وملتزم بقراراته وللأسف هناك من يريدون تدمير أي تجربة ناجحة في مصر اتركوا وزير التعليم يمارس عمله لأنه رجل واع جيدًا فهل يهاجمونه لأنه يستيقظ من النوم في السادسة صباحًا ويقوم بعمل جولات مفاجئة ويعاقب المقصرين، أنا واثق أن المشروع سيتم لأنه واجبنا جميعًا تجاه البلد

·     ما دمت تسعي لحل بعض الأزمات التي تواجه البلد، لماذا لم يكن ذلك من خلال ترشيح نفسك في مجلس الشعب مثلما فعل بعض النجوم مؤخرًا.

- في عام 84 طلب بعض المسئولين في الحزب الوطني أن انضم للحزب وأقوم بترشيح نفسي في الانتخابات وللأسف رفضت لأنني كنت في ذلك الوقت مشغولاً باهتمامات أخري وتم غلق الموضوع وقتها، أما مسألة عملي بالسياسة فكان من الممكن أن أتحمس له عندما كان عمري 35 سنة وقتها كنت أقدر علي العطاء لأسباب كثيرة من بينها الصحة، ولذلك أري أن اليوم توجد أجيال جديدة وشباب أقدر مني علي العطاء

·         ما سبب هجومك علي مسلسلك الأخير «بيت الباشا» الذي عرض في رمضان؟

- هذا الرأي لم يخرج مني في لحظة غضب، ولكن بالفعل أنا غير راض عن المستوي الذي ظهر به المسلسل لأني وقت اختياره وتحضيره توقعت أن يخرج بصورة أفضل من ذلك، وأري أنه كان يحتاج مزيدًا من التركيز

·         ولكن البعض انتقد موقفك واعتبره تخليا عن عمل قدمته أو طريقة للهروب من المسئولية؟

- كيف يفكر البعض بهذه الطريقة، إذا كنت أحمل نفسي المسئولية وأقول إنني لست راضيا عن نفسي وعن مسلسلي ولا ألقي المسئولية واللوم علي أحد خاصة أنني اعتدت علي الشفافية فلن أقول إن مسلسلي حقق نجاجًا منقطع النظير

·         لماذا اخترت سيناريو عن سرقة الآثار في هذا الوقت بالتحديد؟

- السيناريو والذي كتبته السيناريست سماح الحريري جذبني لعالم حقيقي ومهم جدًًا خاصة بعد أن أصبحت أقرأ بشكل شبه يومي عن شباب يجرون وراء وهم التنقيب عن الآثار وأصبح كل واحد منهم يترك عمله ويذهب للمقابر للحفر تحتها بحثا عن أثار لدرجة إنني سمعت عن رجل قام بشراء مقبرة بـ600 ألف جنيه ظنا منه أنه سيجد أسفلها تماثيل وآثار بملايين وهذا جعلني منشغلاً جدًا بالبحث وراء هذه الظاهرة لمحاولة الكشف عن أسبابها التي حولتها لظاهرة متتالية.

·         وفي رأيك ما السبب وراء هوس الشباب بأوهام مثل البحث عن الآثار؟

- لأن هؤلاء الشباب لم يعد أمامهم حلم يتمسكون به لذلك أصبح أي نصاب يتمكن من أن يخدعهم ويدعي أنه شيخ وهو «حرامي» يملؤهم بالأمل في الحصول علي الزئبق الأحمر كما يقولون للوصول للآثار والثراء السريع وهذا ليس لعيب في الشباب بل علي العكس الدنيا تسير للأمام. ولكن أيامنا كانت أفضل حيث كنت اتقاضي 18 جنيهًا في الشهر أنا وعادل إمام وكنا نستطيع نعيش بهما ونشتري الثلاجة بقسط ثمانين قرشًا في الشهر ولكن اليوم الحياة أصعب والظروف قاسية علي الشباب

·         دائما يتم اتهام هذا الجيل بالكسل والتواكل فما رأيك؟

- هذا غير حقيقي هذا الجيل أحسن من جيلي، علي الأقل فهو مثقف ومتطور وبارع في التكنولوجيا والإنترنت بعكس جيلي فأنا حتي اليوم لا أفقه شيئًا في الإنترنت وعندما احتاج لمعلومة أطلبها من أبنائي وأحفادي ولكن كل جيل يعيب في الجيل الجديد فمثلا الجيل الأكبر كان يصفنا بأننا خنافس ويتهمنا بالفشل وهذه مقولة قديمة وغبية فالدنيا «طالعة» للأمام وهذه حكمة الله، الشباب هم الأفضل وهم الأمل ولكنهم يحتاجون للمساعدة حتي يستفيدو. من النهضة التي يعيشها المجتمع فالاقتصاد المصري بخير ولكن لابد أن نحميه ممن سرقوا قروض البنوك

·         صرحت من قبل بأنك كنت تتمني العيش في العصر الفرعوني ما السبب؟

- هذا حقيقي وأنا صغير وقبل أن أصل للعاشرة من عمري كان هناك حلم يراودني علي مدار ست سنوات حيث بمجرد أن أخلد للنوم علي السرير كنت أري نفسي أعيش وسط الفراعنة وأرتدي ملابسهم ولكن الغريب هو إنني كنت أسير في الحلم بظهري دائما وتفسيري لهذا الحلم بعد أن كبرت هو لأنني كنت قد قرأت كتبًا ترجمها سليم حسن عن العصر الفرعوني وأتذكر أنني كنت دودة قراءة وهذا جعلني مغرمًا بهذا العصر حتي اليوم.

·         وهل لشقيقك الراحل الكاتب الكبير محمود السعدني دور في نشأتك الثقافية؟

- مما لا شك فيه أن لهذا الرجل الفضل في كل شيء في حياتي وتعلمت منه أشياء ومبادئ وصفات جميلة كما أدين له بأنه قام بتربيتي وسط حشد هائل من الأصدقاء المثقفين ومن بينهم عبدالرحمن الخميسي الذي قمت بالتمثيل في فرقته وأنا في المرحلة الثانوية بجانب محمود أمين العالم وإحسان عبدالقدوس بعد أول رواية قدمتها له بعنوان «لا تطفئ الشمس» ولا أنسي ما قام بكتابته عني منذ حوالي 44 عاما في «روزاليوسف» وقال إن الفنان محمد رضا آخر ولاد البلد وابن البلد في الجيل المقبل هو صلاح السعدني بالبنطلون الجينز والكوتشي.

·     انتشر في الدراما شخصية الرجل المزواج وأنت من النجوم الذين قدموا هذا النموذج في «بيت الباشا» هل هذا ترويج لفكرة تعدد الزوجات بسبب أزمة العنوسة؟

- ليس هناك هدف فالسيناريو مكتوب بهذا الشكل ومن الطبيعي أن يكون تعدد الزوجات إحدي صفاته وهذا جانب كبير من دراما المسلسل حيث لا تقتصر الأحداث علي عمله في الآثار وتجارته وسطلته ولكن أيضا الجانب الإنساني وكيفية تعامله مع أولاده ونظرته لكل مشكلة تواجههم وهذا شق مهم جداً في الأحداث

·         وفي نظرك ما هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها الفن المصري؟

- للأسف لم يعد لدينا الكثير من الكتاب الموهوبين وهذه هي الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الفن المصري سواء كان في السينما أو حتي التليفزيون وفي الماضي كان لدينا كتاب مسرح عظماء من بينهم محمود السعدني ومحفوظ عبدالرحمن وسعد الدين وهبة وعبدالرحمن الشرقاوي وآخر هؤلاء العباقرة وحيد حامد ولكن للأسف إنتاجه لم يعد غزيرا حيث ظل يكتب في سيناريو الجماعة ما يقرب خمس سنوات وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد جلال عبدالقوي ولكن اليوم لم يعد لدينا زخم في المواهب وعندما نتحدث عن الموهوبين لابد أن نعلم أن المواهب الحقيقية هي التي يرسلها ربنا ولا لأحد يد في ذلك فاليوم قوة مصر الفنية تتلخص في الممثلين المصرين

·         ولماذا تقاطع أفلام الشباب مادمت متحمساً لهم إلي هذا الحد؟

- عمري ما كنت ممثلاً سينمائيا بالفعل قدمت مجموعة أفلام جيدة كما يصفها البعض ولكن من يتم سؤاله عن السينما وحالها فنان مثل محمود ياسين فهو ممثل سينمائي بالدرجة الأولي وعمري ما كنت منافس له ولنجوم السينما الآخرين كما أن السينما طوال عمرها للشباب وليست للعواجيز أمثالي

·         ومن الممثل الذي يعجبك اليوم وتعتبره امتدادًا لجيلك؟

- أنا لا اعترف بما يقوله البعض عن الخليفة والوريث في الفن ولكن ما استطيع التأكيد عليه هو إننا لدينا ممثلون عظام وخاصة نجوم الكوميديا مثل محمد سعد وهو ممثل قوي وأشرف عبدالباقي وأحمد آدم وهنيدي طبعاً وأحب أيضا كريم عبدالعزيز والسقا وأتابع أعمال النموذجين خالد الصاوي وخالد صالح ومحمد شومان و«بموت» في ياسمين عبدالعزيز

·         ولكن الفنان عادل إمام ينتمي لجيلك ومازال يقدم أفلاما ويتربع علي عرش الإيرادات؟

- عادل إمام ممثل استثنائي ولم يستطع أي فنان أن يصمد بكل هذا النجاح لمدة ثلاثين عاماً غيره لذلك اعتبره أهم وأفضل من يوسف وهبي ونجيب الريحاني فهو أعظم الممثلين في تاريخ السينما المصرية بلا منافس ولذلك بالرغم من الهجوم الشديد الذي تعرض له في مشواره لم يستطع أحد أن يوقف نجاحه.

روز اليوسف اليومية في

29/10/2010

 

'شاهد إثبات' تتويج لنجاحي

جومانة مراد: لا أسعى وراء البطولة المطلقة فقط!

القاهرة ـ من محمد عاطف

الفنانة السورية جومانة مراد نجحت في تحقيق التوازن الفني بين التمثيل في سورية والتمثيل في مصر، وخلال وجودها بالقاهرة منذ 7 سنوات وصلت إلى البطولة المطلقة وجاء عملها الأخير في مسلسل 'شاهد إثبات' تتويجا لهذه المرحلة بعد ان نال إعجاب النقاد والجماهير.

جومانة لا تبحث عن البطولة المطلقة فقط لكنها تسعى وراء الدور الجيد، وترد على مختلف الأسئلة في هذا الحوار.

·         في السينما تميزت في كباريه والفرح رغم انهما من النوعية الشعبية كيف نجحت في الأداء؟

* عشت الشخصية جيدا وانعكس ذلك على الشكل العام للفيلم وأمامنا الجزء الثالث في فيلم 'الليلة الكبيرة' الذي يكتبه حاليا المؤلف أحمد عبدالله.

·         بعض النجوم يرفضون البطولة الجماعية لأنها لا تعطيهم التميز، ما رأيك؟

* ممكن أن أخدم مشاهد معدودة في فيلم تكون محورية ويتحدث عنها الجميع ولذا لا أفكر في نوعية البطولة هل منفردة أم جماعية.

·         مسلسلك الأخير 'شاهد إثبات' هل هو الأهم والأول في البطولة بالدراما المصرية؟

* قدمت أكثر من تجربة في الدراما المصرية لم تكن من بطولتي، بل كانت عملا مع النجم حسين فهمي وآخر مع النجمة سهير البابلي، لكن أول مسلسل من بطولتي كان منذ حوالي 3 سنوات بعنوان 'ساعة عصاري' تأليف ماجدة خير الله وإخراج محمد حلمي وهذا العمل جيد جدا لكنه لم يأخذ حقه في العرض ولذا لم يشعر به أحد.

·         هل توقفت بعد ساعة عصاري عن الدراما؟

* بالفعل توقفت الثلاث سنوات الأخيرة لأركز على السينما، وعندما رشحت لمسلسل 'شاهد إثبات' الذي وقعت تعاقدي عليه مبكرا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر والمعروف أن التعاقد يتم في اذار/ مارس ونيسان/أبريل وذلك إعجابا مني بالمسلسل الذي قال عنه الجميع انه مسلسل مثل النسمة، لأننا بذلنا فيه جهودا كبيرة لكننا لم نشعر بالعمل لوجود الراحة النفسية والتوافق بين فريق المسلسل.

·         *شاركت ضيفة شرف في مسلسلي 'عرض خاص' و'راجل وست ستات' هل أفادتك المشاركة؟

* 'عرض خاص' ظهر قبل رمضان وفيه صور المخرج هادي الباجوري العمل بطريقة السينما، فالتجربة جيدة، ومسلسل راجل وست ستات عمل مشهور كوميدي وأنا لا أشارك في الأعمال الكوميدية إلا قليلا وأردت أن أظهر مع أصدقائي في المسلسل الذين تربطهم بي علاقات ود واعتزاز.

·         لماذا توقفت عن الانتاج؟

* توقفت عامين لانشغالي في التمثيل في مصر وسورية، وأتمنى أن انتج عملا دراميا في مصر لأنني لم أفعل ذلك حتى الآن، وهناك فرق بين المنتج الفنان والمنتج فقط، فالفنان له اختيار خاص به وبرؤيته الفنية، ولي في مصر 7 سنوات درست خلال العملية الفنية واستطيع الانتاج في مصر.

·         هل قدمت دراما تاريخية؟

* في بداياتي قدمت حوالي 7 مسلسلات مثل 'البواسل' وعمل لي قفزة فنية و'حواء في التاريخ' الذي قدمت به شخصية زنوبيا، ومن كثرة مشاركاتي في المسلسلات التاريخية قررت أن ابتعد عنها بعض الوقت لأرى نفسي في الدراما الاجتماعية والبوليسية والرومانسية وغيرها، وهذه الأدوار تعطيني تنوعاً وخبرات كبيرة في تجسيد أي شخصية بعد ذلك.

·         ما الجديد عندك؟

* الفيلم السينمائي 'كف قمر' وأؤدي فيه دورا جديدا تماما عليَّ وأعد الجمهور أن يراني بشكل مختلف مثلما أعجبتهم في فيلمي 'كباريه والفرح' سأعجبهم في الفيلم الجديد الذي لا استطيع التصريح بدوري بناء على كلام المخرج خالد يوسف، وتقدم فيه وفاء عامر دور أم لخمسة أبناء يمثلون كف قمر.

القدس العربي في

29/10/2010

 

عن التلفزيون السوداني.. وتلفزيون عائلة الفقي!

سليم عزوز  

يطلب مني البعض مشكوراً ألا تقتصر كتاباتي على الشأن المصري وعلى تلفزيون الريادة الإعلامية، ويطلبون مني مشاهدة محطات بلادهم، وهناك دعوة جزائرية كريمة ومتكررة بأن أشاهد التلفزيون الجزائري، وان كنت انظر إلى الدعوة بعين الريبة، وأعرف أنها ترمي إلى أن أموت بالسكتة القلبية، فلا يجمع الله على عبد من عباده عذابين، فيشاهد التلفزيون المصري والتلفزيون الجزائري.

البعض يريد أن يضحي بي من اجل إمتاع القارئ، وعلى طريقة الطبيب عندما يضحي بالجنين من أجل حياة الأم، وبعض الأطباء مشكورين يضحون بالجنين والأم من اجل راحة الأب. ولأني ميال لنظرية المؤامرة، فاني لا انظر إلى هذه الدعوة على أنها تأتي ممن يتمتعون بحسن النية وسلامة الطوية، لذا فاني اترك مهمة مشاهدة التلفزيون الجزائري ونقده لصديقي توفيق رباحي.

هناك نقطة مهمة هنا وهي أن الزميل رباحي جزائري، ونقده لتلفزيون بلاده لن يحسب على انه ضمن المؤامرات الكونية التي تريد ان تسحب الريادة من تلفزيون الجزائر الشامخ، وهناك من ينظرون بحساسية شديدة لمن ينتقد أي شيء داخل بلدانهم إذا كان الناقد من 'الأغراب'، ويصل الأمر إلى حد اختزال البلد في تلفزيونه، وذات مرة سألني احد الزملاء السعوديين: لماذا تهاجم بلادي، وكنت وجهت نقداً لمحطة 'الإخبارية'.. يا لنكسة الأمم، عندما يتم النظر للمملكة على أنها محطة تلفزيونية فاشلة والتي أشاهدها لكي أقف على أن قناة مصر الإخبارية، هي أعظم فضائية أُخرجت للناس!.

قبل أسبوعين ذكرت التلفزيون السوداني على طرف لساني، أو طرف قلمي، وتلقيت رسالة غاضبة على ايميلي تتهمني بالتعالي على شعب السودان، وان هذا جزء من النرجسية الشديدة التي تحكم نظرة شعب شمال الوادي لجنوبه، وانتقل النقد إلى الهجوم على مصر والمصريين الذين دأبوا على ازدراء شعب أعرق منهم، وانزعجت لأني أغضبت صاحبة الرسالة بدون قصد، لكنها مشكورة ختمت رسالتها بمزحة، أو بما اعتبرته أنا مزحة، تتمثل في قولها انها تعتز بتلفزيون السودان، الذي يثبت تفوقه على التلفزيون المصري.

من المؤكد أنني لو كنت قطريا، فقد كانت صاحبة الرسالة ستقول أنها تعتز بتلفزيون بلادها الذي هو أفضل من قناة 'الجزيرة'.

لا بأس فأنا أحلم بأن استيقظ من نومي ذات يوم فأجد التلفزيون المصري، والتلفزيون السوداني، والتلفزيون الجزائري معهما، وقد هبط عليها طير أبابيل، ليرميها بحجارة من سجيل.

يُأتي المرء من مأمنه، إذ كنت أظن أنني آخر واحد في الـ 80 مليون مصري يمكن أن أتهم بالشوفينية، وبازدراء الشعب السوداني، وأنا من جيل تربى على أن مصر والسودان بلد واحد، هكذا كان عنوان موضوع الإملاء في امتحان الصف السادس الابتدائي. وقد وقفت مذهولاً أمام غضب الأشقاء في السودان من الأستاذ محمد حسنين هيكل بسبب ما ورد في كتاب 'خريف الغضب' الذي كتبه بعد خروجه من المعتقل وعقب رحيل الرئيس السادات وكان خطأ مطبعياً في تاريخ الرجل، لأن الانتقام كان هدفه.

هيكل قال في السادات ما قال مالك في الخمر، ووصل الحال إلى درجة انه قال ما لم يقله احد، من أن السادات كان معقداً من لونه الأسود (الغرض مرض) وقال إن الرئيس الراحل اكتسب هذا اللون من والدته السودانية.

عندها قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي، وكانت غضبة كبرى من الأشقاء في السودان أشار إليها هيكل في المقدمة التي كتبها لكتاب الصحافي يوسف الشريف 'السودان وأهل السودان'.

وكان رد الفعل السوداني على سطر جاء في كتاب هيكل درساً بليغاً لي، لكني مع ذلك كنت اعتقد أنني بعيد عن هذه الحساسية، لسبب بسيط هو أن بشرتي في سمار بشرة الرئيس عمر البشير، ومن يشاهد صورتي هنا ربما استقر في وجدانه انني من الجنجويد، ثم إن نقد التلفزيون السوداني أو حتى السخرية منه لا يدخل في باب ازدراء الشعب السوداني أو حتى النظام هناك.

لقد انتظرت صاحبة الرسالة أن اعتذر في الأسبوع الماضي، ولما لم افعل أرسلت رسالة أخرى تشير فيها إلى ان هذا التعالي عن الاعتذار ليس غريباً علينا نحن المصريين الذين نتعالى على السودانيين بدون مبرر.

وذهلت لأن شعبيتي في السودان تمكنني من منافسة الرئيس البشير على الرئاسة، إذا تم إسقاط شرط الجنسية من شروط الترشيح، لكن البعض يختزل بلاده في تلفزيون، أو فنان، أو ممثلة، أو حاكم.
ما زلت عند رأيي من أنني عندما أشاهد التلفزيون السوداني أقف على عظمة تلفزيون الريادة الإعلامية.

تلفزيون العائلة

يتصرف أنس الفقي وزير الإعلام المصري في التلفزيون تصرف المالك فيما يملك، ويتعامل معه على انه من أملاك العائلة، مع أنه لا يتم الإنفاق عليه من 'المصروف الشخصي' لسيادته، أو من شركة حديد عز، فالإنفاق عليه يتم من أموال دافعي الضرائب.

وهذا التلفزيون يتم التعامل معه على انه تلفزيون الحزب الحاكم، الذي يقوم بتغطية نشاط الحزب وفعالياته، ويتحزم قياداته في كل عام عند انعقاد المؤتمر العام السنوي للحزب المذكور، ويرقصون مع سعد الصغير النهارده فرحي يا جدعان.

على ذكر سعد فقد صرح مؤخرا برأيه السياسي في الحكم، وقال انني غنيت للرئيس مبارك حباً فيه، والبرادعي لا يصلح لحكم مصر.. عندها قلت هزُلت!

قادة التلفزيون يحرصون على عرض تغطية ميتة لنشاط هذا الحزب أو ذاك لتأكيد الحياد، وذراً للرماد في العيون، باعتبار أن المعارضة الرسمية لن تطلب أكثر من هذا.

لكن حزب 'الوفد 'الذي ينهض من سباب الغفلة قرر مؤخرا أن يدخل الساحة بكل ثقله.. ومعلوم أن 'الوفد' لا يعوزه المال، أو التاريخ، لكن تنقصه الإرادة.

ومؤخراً قرر حزب 'الوفد' رصد 12 مليون جنيه للدعاية الانتخابية، لكن تلفزيون الدولة رفض الدعاية له، كما رفضت قناة 'المحور' الخاصة، وهو رفض لافت حقاً قبل أن يعلن حسن راتب عن قبوله في الإعلانات.. من قبل قال المذكور انه لا يقبل مذيعا في القناة إلا بعد موافقة الأجهزة الأمنية.. عُلم!

حزب 'الوفد' حول الرفض إلى فضيحة بجلال، ووجه سهام هجومه على التلفزيون الرسمي، وهدد بمقاطعة الانتخابات.

وإذا كان صاحب 'المحور' قد تحرك ورحب بالإعلانات مدفوعة الأجر، فان أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون قال إن بث الدعاية لا يمكن أن يحدث إلا بعد موافقة اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، وهو ما ردده وزير الإعلام!

الجنين في بطن أمه يعلم أنهما يقولان أي كلام، فليس بث دعاية مدفوعة الأجر لحزب ما مما يدخل قانوناً في اختصاص اللجنة القضائية، مع أن الحزب الوطني الحاكم يبث دعاية له عبر التلفزيون.

لن نسأل عما إذا كان هذا الحزب حصل على موافقة اللجنة أم لا، فالشاهد انه يبث دعايته قبل أن تتذكر اللجنة أن هناك انتخابات، وتركت السلطة التنفيذية تحدد مواعيد فتح باب الترشيح، وتلقي الطعون، وإجراء الانتخابات، والإعادة، وهذا من صميم اختصاص اللجنة الموقرة.

لن نطلب موافقة، لأن الأوراق أوراقهم والأختام في حوزتهم، واللجنة القضائية برمتها هي جزء في سياق السلطة التنفيذية، وان مثل اسم 'القضائية' دليل على الحيدة والنزاهة.

تذكرون يوم ضبطت مراسلة 'الجزيرة' جمال مبارك يتسحب على أطراف أصابعه، وهو يدخل من احد أبواب البيت الأبيض الجانبية، ويجري مفاوضات مع كونداليزا رايس، وباقي شلة الأنس، عندها قيل ان الزيارة كانت على طريقة: خالتي عندكم، وهو أن صاحبنا كان هناك بالمصادفة، فوجد نفسه بجانب البيت الأبيض فرأى ضرورة أن يحتسي قهوته مع سكان البيت، باعتبار أن المنطقة لا توجد فيها مقاه، وربما ضغطا للإنفاق.. يقولون إن فنجان القهوة في الولايات المتحدة الأمريكية بعشرة أضعاف ثمنه في القاهرة.

كان الجميع يتحدثون عن أسباب سرية الزيارة، والتبريرات تساق، لكني لفتت الانتباه الى ان جمال مبارك ولأنه احد قيادات الحزب الوطني لا يجوز له قانوناً إجراء مفاوضات مع أي جهة أجنبية، إلا بعد موافقة لجنة شؤون الأحزاب، وربما انتبه الرجل 'العُقر' صفوت الشريف إلى ذلك فقال ان جمال مبارك حصل على موافقة اللجنة قبل سفره، للمعلومات العامة فان صفوت الشريف هو رئيس لجنة الأحزاب وهو أيضاً الأمين العام للحزب الحاكم.. فالعملية في بيتها.

في واقعة حزب 'الوفد' تضاربت أقوال المتهمين، فمن قائل ان الرفض مرده إلى ان البث من سلطة اللجنة المشرفة، ومن قائل أنهم كانون يعدون الإعلانات للبث، وأنها مسألة وقت لتحديد المواعيد لا أكثر.

يكاد المريب ان يقول خذوني. فمثلي يندهش لحرص حزب 'الوفد' على بث إعلانات مدفوعة الأجر عبر تلفزيون لا يشاهده احد، وكأن مال الحزب ليس له صاحب، وكأنه مال حرام والحرام يذهب من أين أتى، كما ورد في الأثر.

لو كنت مكان قادة 'الوفد' لتركت التلفزيون المصري للحزب الحاكم يهنأ به.

أرض جو

أراحت نادين البدير مذيعة قناة 'الحرة' واستراحت، فقد قدمت استقالتها، لأنها موعودة بالعمل في قناة الوليد بن طلال الإخبارية التي يجري الإعداد لإطلاقها على قدم وساق.. 'ياما جاب الغراب لامه'.

تمنيت ان أكون في مقر 'الحرة' في اللحظة التي تقدمت فيها باستقالتها، ومعي دستة من 'القلل القناوي' لأحطمها خلفها ابتهاجاً بهذا الحدث، وهي التي دخلت 'الحرة' ضيفة على احد البرامج، وخرجت منها مذيعة بفضل موفق حرب المدير العام السابق لهذه الفضائية الأمريكية.

ليس في 'نادين البدير' أي ميزة إعلامية سوى أنها سعودية تلبس فوق الركبة وتتبدى سيقانها للناظرين. ولأول مرة أرى مذيعة وجهها ليس معبراً عن شيء، ولا تعرف ما إذا كانت مستوعبة لما يقوله الضيف أم أنها تتعامل على أن البرنامج ما هو إلا مساحة لا بد من شغلها بأي كلام.. اعتقدت لفترة طويلة ان هناك من حذرها من الابتسام، لأنها إذا ابتسمت فسوف تموت.

وهي لا تمل من مناقشة نفس القضايا بنفس الضيوف وبنفس الكلام أيضا، وذات مرة استضافت الأختين: أمينة وفريدة النقاش، ولا ادري لماذا سمحت إدارة 'الحرة' بهذه المجاملة؟!

عموما إذا كانت هذه اختيارات الوليد بن طلال في قناته الجديدة، فلماذا الهلع الذي أصاب الفضائيات الاخرى؟

صحافي من مصر

azouz1966@gmail.com

القدس العربي في

29/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)