حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خالد الصاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» يصف برامج الصراحة على الفضائيات بـ«الوقحة» ويرفض الظهور فيها

نجاح «أهل كايرو» فاق توقعاتي وأستعد لأدواري بطريقة «تحضير الأرواح»

سها الشرقاوي

خالد الصاوي فنان مثقف له موقف ورؤية من جميع المشكلات والقضايا سواء كانت سياسية أو اجتماعية، قدم مؤخرا مسلسل «أهل كايرو» كنوع من الدراما البوليسية الاجتماعية تقدم لأول مرة في الماراثون الرمضاني والذي اتفق نقاد الدراما المصريين على نجاحه، لكنه نجاح فاق توقعات بطل المسلسل خالد الصاوي الذي جسد شخصية «حسن محفوظ» الضابط المجتهد الذي يعمل بجدية شديدة من منطلق القانون.. في هذا الحوار يكشف الصاوي عن تفاصيل العمل وأسباب نجاحه ومدى التشابه بينه وبين شخصية الضابط.

·         خضت أكثر من تجربة فنية حالفها النجاح.. لكن ماذا يعني لك نجاح «أهل كايرو»؟

- أنا أديت عملا جيدا وكنت أتوقع نجاحه ولكنني لم أتوقع نجاحه بهذه السرعة، فمع الحلقة الخامسة صنف «أهل كايرو» ضمن أفضل ثلاثة أعمال من مسلسلات شهر رمضان، وترجم هذا في الإعلانات التي ازدادت بشكل كبير كما تغير موعد عرضه، ولأول مرة أجد أغلب نقاد الدراما المصريين يتفقون على عمل درامي من تمثيل لإخراج لديكور وإنتاج.. ولم يتكلم أي ناقد إلا بطريقة بناءة، فنجاح أهل كايرو «خضني»، وأنا أعتقد أن «أهل كايرو» نجح لأنه عمل من القلب فكل العاملين كانوا يؤدون المسلسل وهم سعداء، وأنا على المستوى الشخصي صبور جدا وأحتاج إلى وقت، وهذا ما حدث في أهل كايرو فكنا نصور مدة ثلاثين دقيقة في اليوم الواحد، ولكني لا أنكر أن القلق انتابني طوال الوقت.

·         لماذا كنت قلقا على الرغم من توقعك لنجاح العمل؟

- القلق صفة طبيعية وأنا من أكثر الناس قلقا، وكنت أحاول طوال الوقت أن أسيطر عليه حتى لا أصل إلى درجة الوسوسة، وتوقعي للنجاح لأن العمل متكامل فالموضوع حلو جدا، وبلال فضل كتب موضوعا مختلفا تماما عما قدم من قبل، والشخصيات مكتوبة بحرفية رائعة خاصة شخصية حسن محفوظ، ففي رأيي أن بلال أبدع في كتابتها وأنا قبلتها على الرغم من قيامي لأكثر من مرة بدور ضابط شرطة ولكني رأيتها مختلفة، كما أبدع أيضا المخرج محمد علي في تكوين العمل بداية من اختيار الممثلين وحتى المونتاج، وبمنتهي الصراحة الميزانية المفتوحة التي قدمها المهندس محمود بركة ساعدتنا جميعا على التألق بهذا الشكل.

·         لكن إحدى الجرائد المصرية اتهمت العمل بالإساءة إلى المجتمع المصري؟

- فوجئنا بهذا التحقيق على صفحة كاملة في إحدى الجرائد القومية، بأن كاتب العمل يسيء إلى المجتمع وأنه قدم الشرطة بشكل غير لائق وهذا لم يحدث فبعد ذلك اكتشفوا أن التحقيق كان مفبركا من قبل هذه الجهة، وأنا لست ضد النقد ولكن كتابته على ألسنة أساتذة في النقد بطريقة مفبركة بناء على كلامهم الشخصي ولكن الكاتب بلال فضل رد على هذه الجهة وأعتقد أنه قام برفع دعوى قضائية ضد هذه الجريدة.

·         هل ترى أن الدراما البوليسية الاجتماعية تناسب الدراما المصرية خاصة في شهر رمضان؟

- أنا لا أنكر أنه نوع جديد على الدراما المصرية خاصة بهذا الشكل فقد ناقش المسلسل جريمة قتل في ثلاثين حلقة، ولكننا اعتمدنا على أن الشعب المصري ذواق ويستطيع أن يركز في كل التفاصيل فلم يهتموا فقط بالجريمة ولكنهم شاهدوا الجوانب الأخرى السياسية والاجتماعية، وبالمناسبة «اللعب في الدماغ» كانت مسرحية سياسية من الدرجة الأولى ونجحت نجاحا مبهرا وقت عرضها فالشعب المصري شعب مثقف يستطيع أن يصنف الأعمال تبعا لاهتماماته، ودوري في «عمارة يعقوبيان» كان دورا غير مألوف ويخشاه الكثيرون ولكني أفهم طبيعة الشعب المصري وأعي تماما ما يناسبه وكيف سينظر إلى الأمر، وأنا دائما أحب الإقدام على الأعمال الصعبة.

·         لو قدمت القصة كفيلم سينمائي، هل ترى أنها قد تحقق نجاحا أكبر؟

- أنا أحب الأمور كما هي، فلو قدم لي «أهل كايرو» كفيلم كنت قدمته كفيلم، ولكنه قدم كمسلسل فأنا لا أحب التغيير إلا في الشخصية فقط التي أحاول أن أضع عليها لمساتي التي تساعدني على الأداء.

·         كيف تم التحضير لشخصية ضابط المباحث «حسن محفوظ»؟

- أنا دائما أقرأ الورق أكثر من مرة وأحاول الدخول في مناورة مع الشخصية بيني أنا وبينها، وأبدأ بسؤال من أنت؟ ثم أبدأ النظر حولي لأرى من أقرب الشخصيات له وأحاول التجميع بينهم لتظهر واقعية، ويستمر الحوار بيني وبين الشخصية حتى أصل إلى الوئام والامتزاج بيننا، وهذه العملية أشبهها بتحضير الأرواح ولكن بالمعنى العلمي لا الخرافي.

·         وهل اتفق خالد الصاوي مع «حسن محفوظ»؟

- هناك شبه كبير بيننا، فالفنان والشرطي لا يملكان الوقت ولكن وقتهما ملك لغيرهما، وبالنسبة للشخصيتين فحسن يحب عائلته على الرغم من طلاقه وأنا أحب عائلتي، وحسن أيضا شخصية حازمة جدا، وأعتقد أنه لو هناك أكثر من حسن محفوظ في واقعنا لتغير كثيرا، وأنا أيضا أحب أن أهدأ في حالة العصبية حتى أستطيع أن أتخذ القرار ولا أحب التسرع.

·         كيف اتفق خالد الصاوي مع «حسن محفوظ» في ظل قناعتك الشخصية برفض البلد البوليسي؟

- أنا لست ضد الشرطة، لكن تخيلي: الحياة من دون الشرطة تصبح حياة مستحيلة تسودها العشوائية، وأنا لا أنكر أني ضد البلد البوليسي ولكن بمعنى أني ضد الشرطة التي تعلو فوق القانون ومع الشرطة التي تخدم القانون، فلا يجوز أن تستعمل الشرطة سلطتها في أي وقت وبأي طريقة، فأنا أرفض الشرطة السياسية ولكني مع الشرطة الجنائية فلا يمكن أن تستمر الحياة من دونهم.

·         ظهر الضابط حسن مثاليا.. هل يوجد مثل هذه الشخصية بالفعل؟

- لا يتعلق الأمر بالمثالية ولكنه يحاول أن يعمل من منطلق دفاعه عن القانون وبالتأكيد لديه أخطاؤه لكنه رجل متفان جدا في عمله، وهناك العديد من الأمثلة في الحياة ويمكن أن أكون أعرفه على المستوى الشخصي.

·         ولماذا ظهر الضابط حسن من دون تجارب عاطفية؟

- أعتقد أن هناك الكثير من ضباط الشرطة ليس لهم علاقات عاطفية خاصة في ظل الحياة الشرطية التي تبدأ مع مرحلة المراهقة، والضابط حسن اكتفى بتجربة في الزواج مع مطلقته وشعر أن الزواج والعلاقات كلها كما رآها مع زوجته، وأنا اختلف معه في هذا خاصة نظرته للمرأة، وكان التركيز أكثر على عمل حسن أكثر من حياته الاجتماعية التي كانت على الهامش.

·         ما الهدف من أن يبدأ علاقة عاطفية في نهاية العمل مع الصحافية داليا التي جسدتها السورية كنده علوش؟

- الرسالة من هذه العلاقة أن الصداقة قد تنقلب إلى حب، فكانت في البداية صديقة له وطوال الوقت تحاول أن تساعده وتهتم به وخاصة مع عدم الخبرة العاطفية فكان طبيعيا أن يحبها. وبالمناسبة أنا سعيد بوجود كنده معنا في العمل وكانت أكثر من رائعة.

·         ولماذا أضيفت اللمسة الكوميدية على «حسن محفوظ»؟

- بلال فضل له لمسة كوميدية لا ينكرها أحد، وكان يقصد تماما هذه اللمسة وهي تركيبة لا بد أن تكتمل، واللمسة الكوميدية كانت ساخرة من الحياة التي نعيشها.

·         على عكس ما يفعله زملاؤك لم يسبق اسمك كلمة «النجم» في تتر المسلسل.. فلماذا؟

- النجومية لها مفهوم آخر لا علاقة له بالكلمة، فالعمل الذي أتصدره وأكون بطله يلقى الاهتمام من الناس ويحقق النجاح فهذه هي النجومية من وجهة نظري، وفريق العمل ككل بداية من المخرج والكاتب والمؤلف كلنا أبناء جيل واحد من معهد السينما ولدينا نفس التفكير وأنا لا أتدخل في الأفيش ولا التتر فهو ملك للمنتج ثم المخرج.

·         هل بالفعل لم تعرف من قاتل «صافي سليم» إلا قبل نهاية التصوير؟

- عندما عرض على المسلسل حجب بلال فضل الحلقة الأخيرة، وأقنعني بوجهة نظره أنه يجب أن أشك في الجميع للمصداقية وكي تظهر ردود أفعالي بشكل واقعي وطبيعي، وهو ما ساعدني كثيرا وكانت فكرة جيدة فعلى مدار الحلقات كلها كان ينتابني الشك في الجميع.

·         من كان المفاجأة في «أهل كايرو»؟

- رانيا يوسف، كانت مظلومة في الفترة الأخيرة ولديها إمكانات كبيرة أكثر مما كانت تقدم، وكانت ناضجة جدا في «أهل كايرو» وقدمت الشخصية بشكل رائع.

·         تردد أن قصة «أهل كايرو» قصة حقيقية؟

- لم أسمع هذا من قبل ولم أتحدث مع المؤلف، ولكن من وجهة نظري أن هذه الشخصيات التي في المسلسل قد توجد في الواقع وأن الأحداث أيضا قد تكون واقعية ولكن مع أكثر من شخص.

·         أغنية التتر التي قدمها الإماراتي حسين الجسمي انتقدت «أهل كايرو» بشكل عام، هل تتفق معها؟

- القاهرة هي قلب مصر ولها مائة وجه، والكلام كان في حق ناس بعينهم في القاهرة فهناك الجانب الأوروبي والخليجي والكثير من الجوانب الأخرى التي ظهرت في الكثير من المشاهد وأعتقد أن لدينا نقاط ضعف ونقاط قوة، ونتفق جميعا أننا لا نتحمل الزحام وهو أمر موجود بالفعل خاصة في القاهرة، ونحن شعب قوي فدائما ما يأتينا النجاح بعد الهزيمة، والعمل بأكمله يدور حول فكرة أننا نحتاج إلى وقفة حقيقية فنحن عرضنا المشكلات التي تواجهنا، وساذج من يعتقد أن مصر كلها كما ظهرت في المسلسل.

·         في رأيك.. هل تفوقت الدراما المصرية على الدراما السورية هذا العام؟

- بالفعل تفوقت الدراما المصرية هذا العام وهذا أمر طبيعي ونحن شعب يحب العمل تحت الضغط، وظهرت الجدية في العمل خاصة بعد النجاح الذي حققته الدراما السورية فنحن شعب يحب المنافسة وهي دائما وقود النجاح، ففي بداية تفوق الدراما السورية تعرضت لمنافسة قوية وبدأت تتراجع ولكنها بعد ذلك قامت مرة أخرى وأثبتت تفوقها على مدار سنوات، وأنا ضد فكرة وجود دراما واحدة على القمة ولكن المنافسة شيء مهم جدا، ومحصلة هذا النجاح هو الإنتاج المشترك والذي أتمنى وجوده في الأيام القادمة، فمناقشة موضوع سوري في دراما مصرية أمر وارد كما هو وارد مناقشة الحياة المصرية في عمل خليجي، فلا مانع من ذلك وأنا أطالب جامعة الدول العربية أن تفكر في هذا التعاون.

·         معروف عنك صراحتك الشديدة.. فلماذا لم نشاهدك في البرامج التي يقال عنها إنها صريحة؟

- أنا أعتبر هذه البرامج «وقحة» وليست صريحة وهناك فارق كبير بين الكلمتين، فمن الطبيعي أن أقول لك إنك لست ملاكا وأنت كمقدم برامج لست ملاكا أيضا، لكن ليس من الطبيعي أن نحل مشكلاتنا على الشاشة.

·         هل استنفد خالد الصاوي شخصية الضابط أم سنراها مرة أخرى؟

- أنا دائما أترك شعرة بيني وبين الشخصية ولكن الورق هو ما يفرض علي أداء الدور والشخصية يمكن أن تقدم مليون مرة ولكن هذه هي رابع مرة أقدم فيها الضابط ولكني قدمتها بأشكال مختلفة للضابط.

·         ماذا عن فيلم «الفاجومي»؟

- الفيلم في مراحل التحضير مع الكاتب د. عصام الشماع والعمل يتحدث عن الشاعر أحمد فؤاد نجم، وأنا سعيد بتقديم مثل هذا العمل فهو يستحق أكثر من عمل. وحاليا أعكف على قراءة الكتب التي تتحدث عن الحركة الطلابية في فترة السبعينات، حيث جمعت مجموعة كبيرة من الكتب التي تتحدث عن تلك الفترة، وسنبدأ التصوير قريبا.

·         ليس هناك أي شبه بينك وبين الشاعر فؤاد نجم.. أليست هذه جرأة بخاصة أنه لا يزال على قيد الحياة؟

- هي خطوة جريئة ولكني «أجمد» قلبي وأبدأ العمل من دون أي خوف لأقدمه بشكل جيد، وكونه حيا فهو أمر إيجابي.. فهو مرجع لا يقبل الشك. وقد زرته كثيرا وحاول أن يساعدني، وسوف نقدم الشخصية بمجملها كما كتبت في مذكراته ويجب أن يعرف الجيل الجديد من هو نجم.

·         هل تنوي الوجود في عمل درامي في رمضان المقبل؟

- بالفعل تعاقدت على تقديم مسلسل جديد بعنوان «يوسف الزيني»، من تأليف «يحيى فكري» وإنتاج «شركة محمود بركة للإنتاج الفني».. تدور أحداثه في الفترة المحيطة بثورة عام 1919. وتتناول الأحداث الأوضاع المصرية في هذه الفترة على مختلف أشكالها الاجتماعية والفنية والاقتصادية، وتعقد مقارنة خفية بين الوضع آنذاك وبين مصر المعاصرة، وبخاصة من حيث التسامح الفكري وحرية المرأة.

·         ماذا عن دورك في العمل؟

- أقدم شخصيه «يوسف الزيني»، أو «الفتوة» كما يطلق عليه أهل الحي الذي يقيم فيه. والمسلسل لا يركز على شخصيه «الزيني» نفسها بقدر ما يركز على طبيعة الأوضاع المصرية في تلك الفترة. وفي الوقت الحالي يتم ترشيح باقي الأبطال المشاركين فيه. وهناك كثير من الأسماء المطروحة من كبار المخرجين، وأبرز المرشحين مخرج قدم عملا في رمضان الماضي.

·         من مثلك الأعلى في الوسط الفني؟

- أبي هو مثلي الأعلى مع كامل احترامي لأمي، ولكنه زرع داخلي كثيرا من القيم. أما في الفن فهي «الست» أم كلثوم، فهي شخصية فوق العادة. فهي فتاة ريفية فقيرة، ولكنها استطاعت أن تكون «رقم واحد» في الأمة العربية ككل، وبخاصة في ظل عصر غاب عنه التطور التكنولوجي الذي نعيشه الآن.

الشرق الأوسط في

29/10/2010

 

الدراما المصرية الجديدة

راسم المدهون 

بات واضحاً للنقاد والمشاهدين نهوض الدراما المصرية من كبوتها التي عاشتها لسنوات طويلة قـــــاربت العقد. والواضح أن ذلك حدث بفضل عوامل عدة لعلّ أبرزها بالذات اعتماد إنتاجها الجديد على أدوات وعناصر سينمائية ساهمت في ردّ الاعتبار الى فن الدراما التلفزيونية، ووسائل تحقيقه بكيفيات راقية تتجاوز الذهنية التقليدية التي طالما رأت فيه سينما من الدرجة الثانية أو الثالثة حتى.

نقول هذا ولا نغفل الموضوعات التي تناولتها الأعمال الدرامية المصرية في العامين الأخيرين. هنا بالذات تقول الموضوعات الجديدة بانحسار موجة «تفصيل» المسلسلات التلفزيونية على قامة هذا النجم أو ذاك، وهي «تقاليد» سبق وأخضعت العملية الدرامية برمتها لملامح النجم وعوامل نجوميته أكثر ممّا سعت واجتهدت لتحقيق معادلة فكرية وفنية متوازنة، ويمكنها جذب المشاهدة الجماهيرية.

قبل عقدين من السنين تقريباً، أطلق المخرج هيثم حقي مقولته عن الدراما التلفزيونية باعتبارها فناً بصرياً لا يجوز النظر إليه بعين التعالي، لأن من يفعل ذلك لن ينتج سوى أعمال بالغة التواضع، وذلك إذ يتجاوز النظرة والرؤية الفنية ينسحب أيضاً على حيوية المعالجات الإخراجية، ومنها التصوير في الأماكن الحقيقية، وبالكاميرا الواحدة.

باختصار، وضعت «الدراما المصرية الجديدة» قدمها في أرض مختلفة، فأنتجت أعمالاً مختلفة، نثق بأنها ستستمر صعوداً، خصوصاً ونحن نتحدث عن دراما تحمل على أكتافها تاريخاً سينمائياً عريضاً وعريقاً، مثلما تتحرك في ساحة ثقافية غنية بالإبداعات القصصية والروائية، التي يمكنها أن ترفدها بالنصوص الناضجة شكلاً ومضموناً.

هي معادلة إذ تتحققُ بجمالية اليوم، تبشّرنا بمنافسات إيجابية لدراما عربية متعددة مراكز الإنتاج تشمل سورية وبلدان الخليج والأردن، ما يسمح بتطور الجميع لمصلحة المشاهد والفن.

لا مكان في مناخ المنافسة سوى للدراما المتكاملة في تألق عناصرها، فنحن نتحدث عن صناعة فنية لا يتوقف نجاحها على النص أو الإخراج وحسب، بل يمتدُ الى كل المساهمات، التي إن اختلّ واحد منها أربك العمل برمته، وأربك معه المشاهدة.

على الدراما المصرية أن تستفيد أيضاً من تجاربها السابقة، وأن تلتصق أكثر فأكثر بالموضوعات التي تعني المشاهدين، وأن تستثمر أجمل ما في الساحة الفنية الزاخرة بالمواهب.

الحياة اللندنية في

29/10/2010

 

وليد يوسف: «مش ألف ليلة وليلة» تعرض للظلم

القاهرة - شيماء لاشين 

نفى كاتب السيناريو وليد يوسف ما تردد عن تأليفه مسلسلاً مصرياً - تركياً مشتركاً، وقال: «هي مجرد فكرة لكنها لم تدخل نطاق التنفيذ حتى الآن، وقد تردد أن نجوم المسلسل التركي «وادي الذئاب»، سيشاركون فيه، وهذا غير صحيح. فأنا الآن في مناقشات ومفاوضات مع المنتج ولم نتفق بعد، وأتمنى أن نصل إلى مرحلة التنفيذ ولكن ليس مع نجوم مسلسل «وادي الذئاب». أما عن مسلسل «مش ألف ليلة وليلة...»، فيقول يوسف: «ظُلم المسلسل بعرضه في شهر رمضان، إذ إنه عرض على قناة الفضائية المصرية الساعة الرابعة عصراً ولم تعرض حلقاته الأخيره مطلقاً بسبب أنها جاءت في أيام العيد».

ويشير الى ان «المسلسل كانت قصته متميزة جداً حتى أن من الممكن مواصلة المسلسل على أجزاء متتالية، حيث تدور أحداثه حول كتاب «ألف ليلة وليلة» وهو الأساس لأي كاتب يرغب فى تناول تلك الأساطير. فمن خلال المواقف المتبادلة بين شهرزاد وشهريار يمكن نسج أي خيال والإضفاء بظلاله على الواقع المعاصر لأي مجتمع. ومن هنا أعرض حيلاًً جديدة يقع فيها شهريار بتدبير من زوجته شهرزاد التي رأت من خلال حلم تكرر معها ومما أخبرتها العرافة أن الباقي لها مع زوجها يومان فقط وبعدها ستلقى مصير سابقاتها من النساء فتقوم شهرزاد بشراء عدد كبير من الجواري وتلتقي نساء الوزراء وتعقد معهن اتفاقية بأن تتدرب جميع النساء على فنون القتال حتى تتمكنّ من الإطاحه بشهريار قبل أن يتمكن هو ورجاله منهن. في تلك الأثناء يظهر أخ غير شرعي لشهريار وهو شهرجاي ويطلب منه ميراث والدهما ولكن شهريار يخبره بما حدث له واستيلاء شهرزاد على السلطة وأن كل الأمور أصبحت بين يديها».

وأوضح أنه جرى نشر تفاصيل كاذبة خاصة بأحداث المسلسل وقيل إنه يحمل الكثير من الاسقاطات السياسية، وفي المقابل تم تقديم تظلم، ولذلك يعاد عرض المسلسل على قناة «النيل للدراما» وقناة «النيل للدراما 2»، وهذا أكبر دليل «على إنصافهم له، وأؤكد أنه عند عرضه مرة أخرى سيلقى نجاحاً كبيراً من المشاهدين».

وعن مسلسل «الدالي 3»، يقول: «حزنت كثيراً لعدم عرضه في رمضان على رغم أن هذا الجزء متميز جداً وفيه الكثير من الأحداث المميزة عن الجزءين الماضيين وهذا بشهادة فريق العمل وعلى رأسهم الفنان نور الشريف. ولا أعلم متى سيُعرض بالضبط، والذي يعلم فقط هو المنتج، وهو لم يخبرنا به حتى الآن». وينفي وجود أي جزء آخر لـ «الدالي» بعد الثالث.

 

الحياة اللندنية في

29/10/2010

 

إيفون الهاشم: أرفض أن أُسجن في إطار واحد

بيروت - إيلي هاشم 

بعدما انتظر المشاهدون مسلسل «عيلة متعوب عليها» لأشهر طويلة ظهر العمل أخيراً على شاشة الـ «أم تي في» لنجد أنفسنا أمام عملٍ نادراً ما نشاهد مثله في لبنان، بل في العالم العربي، يجمع بين الغناء والتمثيل. هذا النوع من المسلسلات تفرّد به الكاتب مروان نجّار منذ مسلسل «حرّيف وظريف» مع الممثل وليم حسواني، وها هو يعود اليوم مع ممثلة ومغنية ظريفة هي إيفون الهاشم «إبنة العيلة المتعوب عليها».

إيفون الهاشم التي شاركت في أعمال مسرحية مهمة تشارك للمرّة الأولى في بطولة عمل تلفزيوني، تقول انه «جديد من نوعه من ناحية النص والتصوير والإخراج، ويبدو من ردود أفعال الناس أنّهم مسرورون بمشاهدته». إيفون رفضت أن تشاهد الحلقات قبل عرضها على الشاشة مع العلم أنّ الحلقات الست الأولى تمّ تصويرها قبل عامٍ تقريباً، فانتظرت كي تشاهده مع كلّ الناس وكانت النتيجة أنّها راضية عن أدائها وعن الطريقة التي تعاطت بها مع الدور.

هل يمكن اعتبار الهاشم سبّاقة في أداء هذا النوع من الأدوار الذي يتطلّب موهبة في التمثيل والغناء على حد سواء؟ «سأترك للناس حرية وصفي بالسبّاقة» تقول، «لكنّني أريد التركيز على فكرة أنّنا في الجامعة لا نتعلّم كيف نمثّل نصّاً مغنّى على طريقة البلاي باك، فهناك تقنيات عديدة حاولت اكتشافها والعمل بها خلال التصوير». حين نذكر لإيفون أنّ مروان نجّار أشاد بطريقتها في «تمثيل الغناء» تُعلن أنّ نجّار هو الذي ساعدها كي لا تقع في الفخ، «شدّد على فكرة أنّ عليّ أنّ أغنّي كما تغنّي الشخصية في المسلسل لا كما تغنّي إيفون في الحياة». وتوضح أنّ الفارق بين الطريقتين هو أنّها في التمثيل عليها أن تقدّم أحياناً تنازلات في نوعية الصوت من أجل خدمة الشخصية، «فلا يمكن أن يكون همّي إظهار خامّة صوتي وإحساسي في الغناء في حين تكون الشخصية غاضبة وتصرخ مثلاً، لذلك حين تسمعني أغنّي على الشاشة سيكون الأمر مختلفاً جداً عمّا ستسمعه حين أكون على المسرح أو في الأماكن التي أغنّي فيها».

الممثلة داخل المغنية

إيفون هاشم التي درست التمثيل والغناء الشرقي الحديث أين تجد نفسها أكثر، في التمثيل أو في الغناء أو في الجمع بينهما لتكون فنانة استعراضية؟ تسارع إلى القول: «الأكيد أنني لا أطمح أبداً لأن أكون فنانة استعراضية»، وتتابع موضحة «يمكن أن تجد في داخلي إيفون الممثلة التي درست المسرح والإخراج، وإيفون المغنية التي تكتب وتلحّن أغانيها وتقدّمها في الحفلات، وكلّ واحدة منفصلة عن الأخرى ولا أطمح أبداً إلى المزج بينهما إلاّ في حال طُلِب مني ذلك من أجل عملٍ ما»، ثمّ تختم مشدّدة على الفكرة «أكثر ما يهمّني حالياً هو ألاّ أوضَع في إطار الفتاة الريفية الخفيفة الظلّ لأنّ هذا ما يحصل في معظم الأوقات مع المنتجين والمخرجين، أنا أستطيع أن أؤدّي أدواراً درامية مركّبة تماماً كما أؤدّي الأدوار الطريفة».

إيفون شاركت في مسرحية «نساء الساكسفون» للمخرج جواد الأسدي، ومثّلت وغنّت في عمل أوبرالي للسويسري روبير كلير، وعملت مع مخرجة فرنسية في مسرحية عنوانها «avant garde» وقدّمت الكثير من الحفلات الغنائية... ولكنّها لم تشتهر ولم تُعرَف من فئة كبيرة من الناس إلاّ حين أطلّت عبر شاشة التلفزيون، فهل تشعر بأنّ التعب في المجالات البعيدة عن التلفزيون يذهب سدى، على الأقل لناحية اكتساب الشهرة؟ «ليس موضوع الشهرة هو المهم في هذا الأمر، بل ما يعكسه هذا الواقع المؤسف» تقول إيفون، وتضيف: «هذا دليل أنني أعيش في مجتمع من المؤكّد أنّ خبزه اليومي ليس الثقافة، ولا يمكن لومه كثيراً لأنّه يلتهي عنها بمعاناته اليومية وبالمشقّات التي يواجهها لذلك لا ألومه بقدر ما أفهمه، ولكن لا أستطيع إلاّ أن أعبّر عن أسفي».

غناء بالانكليزية

على صعيد الغناء، تحضّر إيفون الهاشم ألبوماً كتبت أغانيه ولحّنتها، ومن المقرر أن يصدر في لبنان قريباً. وهناك أيضاً ألبوم آخر يتمّ التحضير له في لندن «سأسافر إلى هناك لأكتب وألحّن بعض الأغاني باللغة الإنكليزية وسأسجّلها بصوتي ثمّ أعود إلى لبنان». هل يمكن الاستنتاج أنّها تريد أن تدخل رسمياً إلى عالم الغناء، أي بمعنى أكثر دقّة، هل سنراها تغنّي مثل باقي الفنانات الموجودات على الساحة الفنية حالياً؟ تجيب: «أنا أرفض تصنيف الناس في فئات أو حصرهم في خانات وإطارات محددة» تؤكّد، «ما يمكن أن أجزمه هو أنني سأقدّم نفسي كما أنا، وبالتالي لن أنتمي إلى الجوّ الفنّي التجاري السائد الذي يتّخذ في عالمنا العربي صفة سيئة، مع العلم أنّ هذا الفنّ في الغرب له مكانة مرموقة ومحترَمة جداً».

في النهاية تفكّر قليلاً وتضيف «إذا كان لا بدّ من أن أضع نفسي في خانة ما فأنا لا أقبل أن أقدّم فنّاً أقل من مستوى ما تقدّمه السيدة فيروز أو ماجدة الرومي أو جوليا بطرس... وليس لي إلاّ أن أترك للزمن تحديد الخانة التي أنتمي إليها بالفعل».

الحياة اللندنية في

29/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)