حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بطل مسلسل الحسن والحسين

أحلم بالوقوف في مشهد واحد أمـــــــــام نـــور الشـريف

حوار: أحمد الجمّال 

·         ما العمل الذي شكل بالنسبة لك نقلة نوعية في بداية مشوارك الفني؟

- مسلسل "الأمين والمأمون" وهو دراما تاريخية عام 2006 وهو الدور الذي كان سبباً في ترشيحي لدور الحسين بعدها بثلاث سنوات حيث بدأنا تصوير "الحسن والحسين" عام 2009 واستمر التصوير لمدة عامين. العمل الثاني المهم أيضاً في مسيرتي كان علي مستوي الدراما الأردنية البدوية، مسلسل بدوي بعنوان "نمر بن عدوان" وقد أحدث ضجة وقت عرضه لأنه أعاد الأعمال البدوية مجدداً للساحة الفنية.

·         الحسين.. شخصية ثرية كيف أعددت لها؟

- هذا الشخصية أطرتني كممثل، لأنه من المستحيل أن أستخدم مفرداتي كممثل في هذا العمل مثلما هو مسموح به في أي دور آخر عادي، فالحسين شخصية معروفة تاريخياً وسمات الشخصية هنا محددة. أريد تقديم الأفضل لكن ضمن شروط وإطار محدد لا أستطيع الخروج عنه. من هنا كانت الصعوبة، فأحفاد النبي ([) كانوا يقتدون بالرسول الكريم، وبالتالي كان عليّ أن أقدم كل الأمثلة عن الطاعة والعبادة والكرم.. إلخ في شخصية الحسين كل هذا في وقت زمن ضيق مدته 30 حلقة.

·         وما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تجسيد الشخصية علي الشاشة؟

- ثمة أشياء ما كنت أستطيع أن أوصلها للمشاهد لولا اعتمادي تكنيكا محترفاً، لذا اعتمدت علي لغة العيون وهو ما يعرف علمياً بـ"لغة الجسد" حتي أوصل بعض الانطباعات والرسائل التي لا أستطيع توصيلها بالكلام في مشاهد معينة. أحياناً كنت أعيد تصوير المشهد مرات عِدة بسبب رمشة عين أو نظرة لها دلالة معينة.

·     تخيلت أن تقديم عمل درامي عن "الحسين" ذات يوم لن يكتبه سوي مؤلف شيعي، لكنني فوجئت بمحمد اليساري يتصدي لكتابة هذا النص؟

- بالفعل فاليساري ينتمي إلي السُنة، ولذا فالعمل يرتكز علي الأيديولوجية السُنية بشكل كامل وحسب ما نقلت السُنة عن الإمام الحسين (رضي الله عنه).

·         ألم تخش رد فعل السنة التي لا تجيز تصوير الأنبياء والصحابة وآل البيت مقارنة بموقف الشيعة؟

- الحقيقة مع بداية عرض المسلسل كنت خائفاً من ردود فعل الشيعة، لكن نسبة كبيرة منهم تقدر بنحو 90٪ أعجبوا بالعمل وبطريقة تقديم الحسين في هذا المسلسل.

·         لكن من خلال رصد صور الحسين لدي الشيعة يبدو مظهره وعباءته وعمامته علي خلاف ما ظهر في المسلسل، ما السبب؟

- بالمناسبة فريق الماكياج في المسلسل إيراني شيعي، وللعلم كنت مختلفاً معهم تماماً في تصوراتهم لشكل الحسين وهيئته. كنت أريد وجهة نظري السنية وفي النهاية اتفقنا علي وجهة نظري تلك.

·         هل حرصت علي متابعة الأعمال الدرامية التاريخية التي قدمت سيرا ذاتية للاسترشاد بها أو السير علي هداها؟

- العمل الوحيد الذي تابعته في هذا السياق هو فيلم "الرسالة". أنا لا أقلد، بل أبحث عن وجهة نظري الخاصة، وعلي سبيل المثال لو أنني شاهدت مسلسل "يوسف الصديق" ربما كنت سأتأثر به، لذا فضلت ألا أتابع أي عمل من هذا النوع ليخرج العمل فريداً.

·         بعض النقاد أشادوا بالعمل علي مستوي التكنيك والتصوير لكنهم وصفوا الأداء التمثيلي للأبطال بالضعيف. ما تعليقك؟

- هذا حقهم. أحترم وجهة نظر المعارضين لأدائي الشخصية كممثل، لكنني أرد عليهم بأننا كنا في إطار معين لا نستطيع الخروج عنه وهو إطار شخصية الحسين ذاتها. ربما لو جسدت شخصية أخري في المسلسل غير الحسين لكان من السهل أن أقدم تفاصيل أخري عادية، وأن أضفي علي الشخصية بسهولة من عندياتي كممثل، لأنها ليست شخصية موجودة في إطار كشخصية الحسين.

·         هل عُرض دور الحسين علي ممثلين غيرك؟

- كنت أول ممثل وقع علي العقد في 25 ديسمبر 2008. وفي البداية حينما عُرض عليّ الدور كنت خائفاً، وطلبت أسبوعاً للتفكير قبل الرد، وعموماً في أي عمل دائماً يكون هناك ترشيحان وربما أكثر، لكنني كنت المرشح الأول للدور، وكان هناك ممثل آخر بديل في حال اعتذاري، لكنني وافقت بعد تفكير عميق وبالتالي لم يعرض المسلسل علي الممثل الثاني أصلاً.

·         مصدر خوفك هذا هل هو من صعوبة تقديم الشخصية أم رفض الكثير من علماء الدين وبخاصة مؤسسة الأزهر الشريف؟

- المتعارف عليه أن تجسيد الصحابة وآل البيت خطأ لا يجوز. كنت أعلم أن هناك تهديدات واعتراضاً من بعض المؤسسات الدينية. لم يهمني رأي مؤسسة دينية معينة علي وجه الدقة، إذ أحضر لي القائمون علي العمل 33 فتوي من كبار علماء الدين في العالم الإسلامي ومنهم د.نصر فريد واصل ود.يوسف القرضاوي، وبعد الاطلاع علي هذه الفتاوي المختلفة رجعت إلي مفتي الديار الأردنية فقال بجواز ذلك وفق ضوابط شرعية. وعموماً طالما أن هناك اتفاقا واختلافا في قضية من هذا النوع يبطُل التحريم.

·         بخلاف الفتاوي هل قرأت الشخصية من خلال المراجع الدينية السنية أم الشيعية؟

- رجعت إلي مراجع تاريخية ودينية سنية وشيعية لأستخلص وجهة نظري كممثل لهذه الشخصية. للعلم فقدت 10 كيلوجرامات من وزني خلال تسعة أشهر قضيتها في المنزل لدراسة هذه الشخصية جيداً.

·         كيف كانت ردود الفعل عربياً بعد عرض المسلسل؟

- نسبة مشاهدة المسلسل في الأردن كانت قليلة جداً، بينما فوجئت أن المسلسل أحدث ضجة كبيرة في مصر. الحقيقة لم أر في أي بلد في العالم شعب يحب الحسين مثل المصريين.

·         هل زرت مسجد الإمام الحسين بالقاهرة في هذه الزيارة؟

- بالتأكيد.. وشعرت بالرهبة أمام مقام الحسين، وهناك قلت يارب أكون وُفقت في تقديم هذا العمل.

·         من الفنان المصري الذي تحلم بالوقوف أمامه في عمل مشترك؟

- أحمد السقا، وأحمد حلمي لأنه ممثل ذكي جداً، ولو أي ممثل بنفس شكله لن يكون نجماً، لكن حلمي صار نجماً بذكائه، كذلك أحب الفنان كريم عبدالعزيز خصوصاً أنهم يشبهونني به في الأردن. أيضاً أحب جداً حسن حسني وخالد صالح وبنظري هو أهم ممثل في جيله، وأخيراً أتمني أن أقف أمام النجم نور الشريف ولو في مشهد واحد، وهو بالمناسبة كان يحلم بتقديم دور الإمام الحسين.

·         كيف كان الترتيب لمشهد النهاية الذي انتظره الكثيرون بشغف.. هل حدث خلاف حول إدراج مشهد قتل الحسين من عدمه؟

- في النص الذي كتبه المؤلف كان مشهد القتل مدرجاً في النهاية، لكنني رفضت أن يُقطع رأس الحسين في المسلسل، وقد كان هذا شرطي الوحيد للموافقة علي تجسيد الدور إكراماً لهذا الرجل العظيم، كما أنني لم أكن أريد تكريس فكرة الدماء في العمل. تناقشت مع المخرج واستجاب مباشرة لوجهة نظري تلك.

آخر ساعة المصرية في

05/12/2011

 

 

وفاء عامر .. تجسد 80 عاما مــن حــيــاة تحـــيـــة كــاريوكـا  

تحية كاريوكا.. من لايعرفها أشهر راقصة عرفتها السينما المصرية منذ الأربعينيات من القرن العشرين،  ولكن شهرتها وقيمتها لم تكن لكونها راقصة وبطلة لعشرات الأفلام السينمائية، ولكن لأنها شخصية شغلت اهتمام الناس طوال مايزيد علي نصف قرن من الزمان،  ومع تقدمها في السن ازدادت قيمتها،  وهجرت الرقص وهي لاتزال في عنفوانها وألقها وتحولت إلي ممثلة ذات شأن كبير،  بل إنها كونت فرقة مسرحية تقدم نقداً لاذعاً لسياسة الدولة في عهد السادات ثم مبارك ، تزوجت من الرجال عددا يصعب حصره،  ومع ذلك فقد تركت الدنيا وحيدة بدون زوج ولا أطفال،  كسبت من الفن أموالا كثيرة ولكن انتهت حياتها وهي علي فيض الكريم،  تعرضت لأزمات ومصائب وصعاب تكفي إحداها لكسر أنوف الرجال،  ولكنها كانت تخرج من كل أزمة أكثر صلابة وشدة! عاشت عمرها بكبرياء ولم يذلها غدر الزمان ولاقهر الرجال ولا الشيخوخة! إنها تحية كاريوكا النجمة الأسطورة! التي قررت وفاء عامر أن تجسد قصة حياتها في مسلسل يخرجه عمر الشيخ وسوف نشاهده في رمضان المقبل،  تبدو وفاء مشغولة ومنهمكة استعدادا لتصوير أحد مشاهد المسلسل،  تقرأ سطور الحوار وتحفظها وتسرح في طريقة الإلقاء وتشحن نفسها بمشاعر مختلطة لتعبر عن لحظة اكتشافها خيانة أحد أزواجها ومواجهتها إياه، وقبل أن تقف وفاء عامر  أمام الكاميرا،  أخبرها مساعد المخرج أن تصوير المشهد سيتأخر عدة دقائق لضبط الإضاءة وكانت فرصة لأسألها.

·         لماذا تحية كاريوكا؟ هل دفعك صراع بعض النجمات لتجسيد الدور للسعي للفوز به؟ أم أن الشخصية بها ما استفز قدراتك الفنية؟

- حكاية تجسيد شخصية مشهورة ولها تاريخ،  تضع الفنان في حالة تحد مع نفسه،  وقد صادفت هذا التحدي أثناء تجسيدي لشخصية الملكة نازلي،  وقد نجحت والحمد لله وكان مسلسل الملك فاروق محطة فارقة في مشواري الفني،  بل إنه قفز بي للأمام عدة خطوات،  ومن وقتها وأنا أبحث عن شخصية لها نفس المواصفات وتحمل كل المتناقضات التي تحفز الفنان،  وقد وجدتها في تحية كاريوكا،  وأكثر ماجذبني لتلك الشخصية،  هو كبرياؤها فهي إنسانة تعتز بكيانها ولم تترك رجلا يتحكم في حياتها، فقد اعتادت علي تحمل مسئولية نفسها،  منذ أن كانت في سنوات شبابها الأولي،  موفورة الذكاء والحيوية،  تعلمت من الحياة مالم يصل إليه من دخلوا المدارس ونالوا رعاية الأهل،  وحماية العائلة،  قررت أن تخوض معترك الحياة بنفسها ، وتعثرت كثيرا،  ولكنها كانت تعود للوقوف وتستمر في طريقها،  قرأت عنها كثيرا وخاصة ماكتبه إدوارد سعيد في الحياة اللندنية، وماكتبه النقاد، وما روته هي نفسها عن حياتها،  عشت معها شهورا طويلة أقرأ كل ماكتب عنها،  وشاهدت كل أفلامها وخاصة تلك التي تحولت فيها إلي ممثلة قديرة،  وبهرتني وهي تجسد شخصية شجرة الدر في فيلم "واإسلاماه" وشخصية شفعات المرأة العاشقة للحب في تحفة صلاح أبو سيف "شباب امرأة"،  وفي أم العروسة،  وإحنا التلامذة، وتعاطفت معها بشدة بعد أن تقدم بها السن وهي تقدم شخصية نعيمة ألماظية الراقصة العجوز في فيلم "خللي بالك من زوزو" تخيلي بقي لما يبقي قدامي فرصة أقدم تاريخ فنانة بقيمة تحية كاريوكا خلال ثمانين عاماً، مرت فيها بعصور مختلفة بداية من الملك فاروق مرورا بعبد الناصر والسادات وحسني مبارك، لقد شهدت أهم الأحداث التي مرت بها مصر في القرن العشرين! كل هذا حفزني للسعي خلف المسلسل الذي يحكي سيرتها، وأعتقد أنه سوف يكون أهم مرحلة في حياتي الفنية!

·     اعتدنا أن يقف الورثة عائقاً أمام صناع الدراما، يفرضون آراءهم ويحاولون التدخل في العمل الفني لمنع ذكر مايعتقدون أنه يسيء لتاريخ وسمعة الشخصية! ألم يصادفكم أي مشاكل من هذا النوع؟

- لقد ثبت أن الورثة في معظم الحالات لايسعون إلا لتحقيق بعض المكاسب المادية، وقد حسم القضاء مثل هذه المشاكل لأن الشخصيات العامة ملك الجميع، ومسلسلنا لم يصادف مثل تلك المشاكل وإن كنت أعتقد أن شركة الإنتاج كفيلة بحلها إن وجدت.  

·     ولكن هناك هاجس لدي صناع الدراما التليفزيونية، يفرض عليهم تقديم الجوانب المضيئة فقط في حياة الشخصيات العامة، بل إنهم أحيانا ما يتبرعون من تلقاء أنفسهم بعمل مايشبه غسيل السمعة وتنقية سيرة الشخصية التي يتناولونها وكأنها ملاك يرفرف بأجنحته؟

- إحنا بنقدم حياة تحية كاريوكا كما هي ، بما لها وماعليها، فلم تكن ملاكاً ولاشيطانا إنها إنسانة من لحم ودم، ولكن شخصيتها تدعو للإعجاب حقا وسوف يلحظ الجمهور ذلك من خلال الأحداث والمواقف التي تعرضت لها.

·     أعتقد أن هناك صعوبة كبيرة، في تقديم الشخصيات الفنية والسياسية التي مرت في حياة تحية كاريوكا، وخاصة مع ندرة الممثلين الذين يصلحون لتقديم مثل تلك الأدوار! وإذا استرجعنا شخصية أنور وجدي التي قدمها أحمد فلوكس في مسلسل قلبي دليلي، أو شخصية أحمد سالم التي جسدها محمد عبد الحافظ في مسلسل أسمهان، أو شخصية عبد الحليم حافظ التي قدمها ممثل مجهول ورديء في مسلسل الشحرورة ، سنجد الأمر وصل أحياناً إلي حد الفضيحة، وأساء إلي تلك الشخصيات بما يجعلنا نضع أيدينا علي قلوبنا مع مسلسل تحية كاريوكا!

- المخرج عمر الشيخ لم يلجأ للبحث عن تشابه في الشكل أو قدرة علي التقليد، ولكن عن ممثلين موهوبين بجد، ولهم قدرة علي أداء الشخصية وفهمها، وسوف يفاجأ الجمهور وهو يتابع عزت أبو عوف في شخصية سليمان نجيب، أو الممثل حسن العدل وهو يجسد شخصية الريحاني، أومحمدرمضان وهو يقدم شخصية السادات في سنوات شبابه، وفادية عبد الغني في شخصية بديعة مصابني.

·         سمعت أنك رفضت تقديم رقصات في المسلسل رغم أنك تجسدين حياة فنانة كان الرقص أحد أسباب شهرتها؟

- هذا كلام غير صحيح، فأنا أقدم في المسلسل ست رقصات أهمها رقصة الكاريوكا التي صنعت شهرة تحية، وقد دربني عليها عاطف عوض الذي يقوم بأداء شخصية مدرب رقصات أجنبية اسمه إيزاك، أما ملابس الشخصية فقد صممها بهيج حسين وأشرفت علي دقتها التاريخية الدكتورة سامية عبد العزيز.

·     أري أمامي عشرات الفساتين الراقية، تملأ حجرتك، وأشعر وكأنك تقدمين ديفيليه أو عرضا لأزياء الأربعينيات والخمسينيات، وهي مشكلة تصادف بعض المسلسلات حيث تهتم نجمة العمل بأناقتها بعيداً عن طبيعة الشخصية!

- لأ أنا مش كده خالص، وعندي فستان "جربان" و"معفن " صورت به الحلقات الثلاثة الأولي ، قبل ماتشتغل تحية في كازينو بديعة، وتصبح نجمة مشهورة، يعني أنا ملتزمة بمراحل الشخصية، وفي الحلقات الأخيرة وزني بيزيد قوي، وبعمل ماكياج سيدة عجوز في السبعين من عمرها، لكن في مرحلة شباب تحية كاريوكا أستعين بملابس فاخرة ولاننسي أنها كانت في قمة الأناقة!

ويدخل في الحديث مصور صحفي لإحدي المجلات اللبنانية ويعلق قائلا بسخرية لو كانت نادية الجندي هي اللي بتعمل الدور كانت لبست الجزمة البووت، والبرنيطة إياها، وتضحك وفاء عامر قبل مايناديها مساعد المخرج لتقف أمام عاطف عوض لتصور مشهد تدريب علي رقصة تستغرق علي الشاشة عدة ثوان ولكن تنفيذها استغرق ثلاث ساعات!

آخر ساعة المصرية في

05/12/2011

 

 

رامي حنا والآخرون... «قصة حبّ» مع الدراما اللبنانية

وسام كنعان / دمشق 

منذ أن تألقت الدراما السورية وسطع نجم صنّاعها، انتزع هؤلاء مكانةً لعرض مسلسلاتهم على المحطات العربية الأكثر مشاهدة، وخصوصاً الخليجية. عندها، تنبّه بعض المنتجين المصريين إلى نجومية ممثلي هذه الدراما وإمكانات بعض مخرجيها، فاستعانوا بتلك الخبرات التي أسهمت في إعادة التوهّج إلى الدراما المصرية. بدأ ذلك حين أدّى جمال سليمان بطولة «حدائق الشيطان» (2006)، ثم اصطحب حاتم علي فريقه الفني ومعه تيم حسن الذي قدم أعمالاً غيّرت إلى حد ما طريقة تنفيذ المصريين للدراما التلفزيونية. إلى جانب ذلك، استقطبت الدراما الخليجية المخرجين والممثلين السوريين، لكن الرقابة الحديدية أغلقت الباب أمام تحقيق هذه الدراما تقدماً ملموساً وحضوراً واسعاً لدى المشاهد العربي.

اليوم، وبعد مرور ثلاثة أشهر على نهاية الموسم الدرامي وعدم دخول أي شركة إنتاج سورية في تصوير أعمال جديدة (باستثناء مسلسل «بنات العيلة» لرانيا بيطار ورشا شربتجي) بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، أخذت بعض الأخبار تشير إلى أنّ كوادر الدراما السورية ستبحث عن فرص لها في البلاد العربية، وسيكون لبنان البلد الثاني بعد مصر الذي سيحتضن تلك الكوادر لاعتبارات عدة منها: تقارب البلدين، واطلاع السوريين على عادات الشارع اللبناني وتقاليده، وجرأة الدراما اللبنانية التي لم توظَّف سابقاً في إطارها الصحيح، وأخيراً استقلالية هذه الدراما عن المنتج الخليجي إلى حد ما، على اعتبار أنّ المحطات اللبنانية قادرة على استيعاب ما تنتجه بلادها من مسلسلات تلفزيونية. هكذا، بدأت شركة «سامة» السورية قبل التظاهرات الشعبية تصوير المسلسل الطويل «روبي» الذي كتبت نصه اللبنانية كلوديا مارشيليان. وقد أمضت هذه الأخيرة عاماً ونصف العام في نسج أحداث العمل التي تحكي قصة فتاة لبنانية تمر بحالات متعددة من الحب، وتتعرض لمواقف إنسانية حساسة. وقد جاء تنفيذ العمل بناء على اقتراح محطة mbc التي تعمل شركة «سامة» منتجة منفذة لصالحها. بعدما أنجزت المحطة مسلسل «مطلوب رجال»، فكرت في تنفيذ أعمال عربية طويلة تقارب المسلسلات التركية، وتحكي عن قصص شبيهة لكن مستوحاة من المجتمعات العربية. وقد بدأ التنفيذ بـ روبي» الذي يلعب بطولته السوري مكسيم خليل إلى جانب اللبنانية سيرين عبد النور والمصري أمير كرارة بينما يتولّى إخراجه الممثل والمخرج السوري الشاب رامي حنا. كذلك، وصل المخرج السوري سيف الدين السبيعي إلى بيروت لاختيار فريق من الشباب لبطولة مسلسله اللبناني الجديد «ولاد كبار» (الأخبار 1/12/2011). وعن إمكان استفادة الدراما اللبنانية من الخبرات السورية التي قد تهجر صناعة بلادها للبحث عن فرص عمل في لبنان بسبب الأزمة السياسية في سوريا، يقول السبيعي لـ«الأخبار»: «لا أحد يفكر في الهجرة النهائية. نفكّر في مشاريع هامة في الدراما السورية، وسأبدأ تصوير مسلسل سوري في آذار (مارس) المقبل». وعن إمكان استفادة الدراما اللبنانية من الخبرات السورية، يضيف: «قد تستفيد هذه الدراما من السوريين كما فعلت نظيرتاها المصرية والخليجية. عندما تريد الجهات المنتجة لأي صناعة تطوير صناعتها، طبيعي أن تستدعي الكوادر المتطورة في هذه الصناعة».

بدوره، يقول جمال سليمان في اتصال مع «الأخبار»: «خضت شخصياً تجارب خارج سوريا. كذلك، كانت لأسماء مهمة تجربتها بدءاً بهيثم حقي وحاتم علي، وصولاً إلى الشباب أمثال باسل خياط وكندا علوش. هذا التعاون يندرج ضمن مصلحة المنتج أو المحطة في صنع توليفة من الكفاءات تزيد عملية التسويق، وتجربة رامي حنا ومكسيم خليل في لبنان تندرج في هذا السياق». ويشرح النجم السوري: «الدراما السورية ستعاني من صعوبات تسويق ومشاكل انتاجية بسبب غياب سوق العرض الفضائي السوري المستقل. المحطات السورية لا تدفع إلا أسعاراً زهيدة مقابل الأعمال السورية». ويخلص نجم «قصة حب» إلى أنّه طبيعي أن يستفيد لبنان من الخبرات السورية، لا سيما أنّه بلد تُسلَّط عليه الأضواء حالياً من قبل المحطات العربية في عملية الإنتاج». ويتوقع سليمان أن يتغير مفهوم المسلسل التلفزيوني في ما يتعلق بالمواضيع المطروحة ليبتعد عن هموم المجتمع، إذ إنّ «الدراما العربية ستحاكي المسلسلات التركية وتركّز على القضايا الشخصية وهي محاولات لاستنساخ أعمال تركية ومكسيكية وتسخير الخبرات الكبيرة لإنجاز هذه الأعمال. وربما لم يعد مرغوباً أن يشاهد العالم العربي مسلسلات مثل «التغريبة الفلسطينية»، بل سيتابع صراع رجل أعمال وقصص حب وما إلى ذلك» إذاً كل المؤشرات تدلّ على أن الدراما اللبنانية أمام رهان الازدهار، فهل ستستفيد من الخبرة السورية التي تلتحم بالواقع وهمومه وتقدّم صورة حقيقية نصاً وأداءً على عكس نظيرتها اللبنانية؟

مصر قبلة المشاهير

لم تحسم شركة «العدل غروب» أمرها بشأن النص الأخير لمسلسل «سيدنا السيد» الذي يجسد فيه جمال سليمان شخصية الرجل الصعيدي. إذ يستعد النجم السوري للسفر إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث في الشكل النهائي للنص الذي لا بد من أن يحسم خلال 15 يوماً بحسب سليمان. من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن شركة «سامة» وصلت إلى المراحل الأخيرة من تصوير «روبي» في لبنان. وسيتجه فريق العمل كاملاً إلى القاهرة لاستكمال عمليات التصوير بعد التنسيق مع مكسيم خليل حتى يستطيع إنهاء تصوير مشاهده في الفيلم السوري «صديقي الأخير» للمخرج جود سعيد.

الأخبار اللبنانية في

05/12/2011

 

«ذاكرة» انتقائية على هوى الثورة؟

ليال حداد  

بعد عبد الرحمن شلقم، وعبد الحليم خدام، يواصل طاهر بركة تقديم حلقات جديدة من برنامجه الجديد الذي يحاول الإضاءة على مراحل محدّدة من الحياة السياسية الحديثة

قد لا تكون المصادفة وحدها هي التي جعلت عبد الرحمن شلقم، وعبد الحليم خدام الضيفين الأولين في برنامج «الذاكرة السياسية» على قناة «العربية».

أطلّ مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، ونائب الرئيس السوري السابق، في حلقات متتالية خلال الأسابيع الماضية للحديث عن تجربتهما في الحكم، وانشقاقهما عن نظامَي معمر القذافي وبشار الاسد.

لا ينفي مقدّم البرنامج طاهر بركة أن التطورات السياسية في المنطقة أعطت زخماً لـ«الذاكرة السياسية»، فجاء عرض الحلقة الأولى مع شلقم بعد أسبوع على قتل القذافي، فيما عرضت حلقات عبد الحليم خدام بالتزامن مع تعليق عضوية سوريا في «الجامعة العربية». لكن الإعلامي اللبناني يشرح أن «الحلقات صوّرت قبل فترة، ونختار حالياً عرض المقابلات وفق الأحداث السياسية في المنطقة». لكن لماذا اختارت «العربية» عرض هذا النوع من البرامج في هذه الفترة؟ يقول بركة إن الثورات العربية هي التي جعلت هذا البرنامج مطلوباً على القناة «وحالما اقترحت عليّ المحطة الفكرة، وافقت وبدأنا التصوير.. اليوم بات ضرورياً أن نستمع إلى حقائق وملفات كان الحديث عنها ممنوعاً في الفترة السابقة». طبعاً لم يخبرنا الضيوف بـ«الحقيقة الممنوعة» إلا من وجهة نظرهم، وهو ما لا ينفيه بركة بل يقول إنّ «الذاكرة السياسية» ليس وثائقياً، بل مقابلة طويلة مع سياسيين كان لهم تأثير في دولهم اثناء مشاركتهم في الحكم «وبالتالي لا أدّعي أن برنامجي يروي الحقيقة كاملة، إنه ببساطة محاولة توثيق». ويكشف أن فكرة تحويل كل هذه المقابلات الطويلة إلى كتاب أمر وارد لكن بعد الانتهاء من البرنامج.

عند مشاهدة الحلقات الأولى من «الذاكرة السياسية»، يمكن الخروج بمجموعة ملاحظات، أبرزها أنّ حديث الضيف لا يتطرّق إلى بعض النقاط الحساسة التي عاصرها. كذلك نلمس تشابهاً واضحاً بين هذا البرنامج و«شاهد على العصر» الذي قدّمه أحمد منصور على «الجزيرة» قبل أن يتحوّل اسمه إلى «شاهد على الثورة». يقول بركة إنه من الطبيعي أن تكون الفضائية القطرية سباقة في بعض الأفكار، إذ إنها انطلقت قبل قناة «العربية»، «لكن برنامجي يختلف عن «شاهد على العصر» في نقاط عدة، خصوصاً لجهة المواضيع التي يركّز عليها الضيف. في برنامج أحمد منصور، كان الضيف يروي ما يشبه قصة حياته، وهو ما لا يحصل في «الذاكرة السياسية»». أما عن تغاضي «العربية» عن التطرّق إلى بعض المراحل من حياة الضيف فهو أمر طبيعي برأي بركة «عندما لا يتحدّث الضيف عن بعض المواضيع، فالسبب أنه لا يملك معلومات كافية عنها». من جهة أخرى، يكشف بركة في حديثه مع «الأخبار» عن أسماء بعض الضيوف الذين سنشاهدهم على «العربية» ضمن البرنامج الحواري وهم الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل، والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرّف، ورئيس الحكومة البريطاني السابق طوني بلير. أما الشخصية التي يرغب في تسجيل عدد من الحلقات معها فهي... جورج بوش الابن. يرى الإعلامي اللبناني أن الرئيس الأميركي السابق يملك حتماً الكثير ليقوله عن الحربَين على العراق وأفغانستان وغيرهما... وهل سيقابل سياسيين إسرائيليين؟ يبدو جواب بركة حاسماً «كلا، فأنا لبناني ولا يمكن أن أقبل بمحاورة إسرائيلي وجهاً لوجه».لا يزال برنامج «الذاكرة السياسية» في حلقاته الأولى. وبالتالي فإن الحكم عليه يبقى باكراً وإن كانت السياسة المتبعة في اختيار الضيوف غير واضحة، فهل يقع البرنامج في مطب الانتقائية أم ينجح طاهر بركة في تخطّي حسابات قناة «العربية»؟

كل جمعة 22:05 على «العربية»، والإعادة الاثنين 16:00 والثلاثاء 03:00

الأخبار اللبنانية في

05/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)