حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تجهز لجزء ثالث ورابع بعد النجاح:

ليلى علوي: أجزاء مسلسل 'حكايات وبنعيشها' جديدة

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف

أكدت النجمة ليلي علوي أنها حصلت على إجازة من كل شيء لمدة 3 أسابيع لشعورها بالإرهاق بعد تصوير مسلسل 'حكايات وبنعيشها' طوال رمضان، وبعد العيد مشاركتها في عدد كبير من الندوات عن المسلسل كان لابد أن تلبي الحضور للمشاركة مع الناس لمعرفة ردود افعال الجمهور لما عرض، لأن هذه اللقاءات تعتبر مقياسا حقيقيا لنجاح المسلسل.

كما أنها تستعد لتقديم جزء ثالث ورابع من العمل.

·         تكرار أجزاء من مسلسل 'حكايات وبنعيشها' ألا تخشين أن تصيب الجمهور بالملل خاصة أنك لم تفعلي ذلك من قبل؟

* الشرط الأساسي لقبولي هذه الأجزاء ان يكون كل جزء جديدا في فكرته وحقيقيا أي يراه المتفرج فيصدقه والجميع يشعرون بالأحداث وانهم يمرون بها سواء في حياتي أو مع الآخرين، واعتقد أن الأفكار الأربعة التي قدمتها العام الماضي وهذا العام كلها جديدة.

·         ألا تخشين من الدخول إلى ملعب الكوميديا؟

* لا أقدم الكوميديا بمعناها المتخصص ولكنني أقدم 'لايت' أي موضوعا خفيف الدم يتقبله المتفرج بسعادة، والمواقف الطريفة يحبها أي شخص.

·         هل تصرين على تغيير المخرج بحيث يتولى كل جزء مخرج واحد؟

* هذا لصالح العمل حتى يظهر كل جزء بشكل جديد ومختلف، واعتقد ان كل مخرج يطرح رؤية متميزة.

·         المسلسلات التلفزيونية تطورت هل يمكن أن تسحب البساط من تحت السينما مع النجوم؟

* الدراما شيء والسينما شيء آخر، لكل منهما جمهوره، صحيح جمهور الدراما بالملايين لسهولة مشاهدتها لكن عشاق الفن السابع لن يختفوا من متابعة الأفلام، وأي فيلم جيد سيتابعه الجمهور، ولذا النجوم يعرفون جيدا أهمية الشاشة الفضية ولن يبتعدوا عنها طويلا المهم أن تنتهي الأزمة الاقتصادية لتستأنف السينما عجلة الانتاج.

·         هل أمامك عروض سينمائية؟

* عندي 3 سيناريوهات أفاضل بينها لاختيار النص الذي أعود به للسينما وحتى الآن لم استقر على هذا العمل وأتمنى أن انتهي من اختياري لأعود إلى السينما من جديد لأنها تمثل حبا خاصا عندي، ولا تنسى أنني حققت فيها مشوارا وتاريخا ولابد أن أواصل هذا المشوار السينمائي.

القدس العربي في

24/10/2010

 

«الجماعة» محظورة إلى ما بعد الانتخابات المصرية

محمد خير 

في سابقة عجيبة تربط الدراما بالسياسة، تأُجّل عرض المسلسل الذي حظي بنسبة متابعة عالية في القاهرة. والسبب الحرص على «عدم ضرب الإخوان» قبل انتخابات مجلس الشعب!

عندما قرّرت المحكمة تأجيل دعوى وقف مسلسل «الجماعة» إلى يوم غد الأحد، لم يكن أحد يتوقّع أن «التلفزيون المصري» سيؤجّل بدوره إعادة عرض العمل نفسه، إذ إنّ الخبر الذي أبرزته الصحافة فاجأ الجميع: التلفزيون لن يعيد عرض المسلسل إلا بعد... انتخابات مجلس الشعب المقبلة (!) علماً بأنّها ستجري في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وهو تأجيل يربط الدراما بالسياسة في سابقة عجيبة في صراحتها ووضوحها. الإعلام الرسمي الذي يُطلق على جماعة «الإخوان المسلمين» لقب «المحظورة»، كان قد ناقض توجّهه التعتيمي، بأن عرض عن الجماعة ذاتها مسلسلاً كاملاً في رمضان الماضي وُفِّرت له أكبر الإمكانات وأضخمها. لكن يبدو أن نتائج العرض لم تكن مشجّعة لمتّخِذ القرار، فإذا به لا يَدَع شيئاً للمصادفة، ولا يترك المجال للتخمينات. بل جاءت تصريحات المسؤول عن التلفزيون لتنفي كل شكّ.

في حديثه إلى صحيفة «المصري اليوم»، قال رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» في مصر، أسامة الشيخ، إن المسلسل «سيُعاد عرضه بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب المقبلة، حتى لا يؤثّر في نتيجة عملية الاقتراع، أو إقبال الناس على دعم مرشحي «الإخوان» من عدمه». بالطبع فإنّ بلداً لا يزال يحتفظ بمنصب «وزير إعلام»، ويسيطر تماماً على الإعلام الرسمي وغير الرسمي، لا يمكن أن يجد مسؤولوه «الإعلاميون» غضاضة في الحديث عن انتخابات البرلمان. بل يؤكد الشيخ في حديثه ـــــ باللهجة المحكية ـــــ أن سبب هذا القرار «عشان محدّش يقول إننا بنعرض المسلسل دِلوَقتي عشان نضرب «الإخوان»»! لنتذكّر مرة أخرى أن المتحدث هو رئيس التلفزيون وليس وزير الداخلية. ولم ينسَ رئيس التلفزيون أن يؤكد في نهاية حديثه أن لا علاقة للأمن بالموضوع.

التعاطف مع حسن البنّا كان بديهياً بعدما عايشه المشاهد 28 يوماً

الواقع أنّ الكثير من الأمور يمكن فهمها بمجرد أن نعكسها. مسلسل «الجماعة» قد يؤثر في نتائج الانتخابات حقاً، لكن تأثيره لن يكون بـ«ضرب «الإخوان»» بل لمصلحتهم، فهذا العمل الدرامي الذي تصدّر الاستفتاءات وحصل على نسب مشاهدة مرتفعة جداً داخل مصر، منح «الإخوان» وجوداً لم يحلموا به عبر الشاشة الرسمية. وتقاسم صنّاع المسلسل ألقاب «أفضل ممثل» الذي حصل عليه بطل العمل إياد نصّار، و«أفضل مؤلف» للسيناريست وحيد حامد. بل حصل المسلسل أيضاً على «أفضل موسيقى تصويرية» لعمر خيرت.

الروّاد المؤسِّسون الذين كانوا ضباباً حتى في أذهان شباب «الإخوان»، تجسّدوا في المسلسل تاريخاً حياً. حتّى إنّ العرض لم يتوقّف عند نهاية شهر رمضان كما كان مقرراً، بل انتهى عند الحلقة 28، أي قبل مشهد اغتيال مؤسس «الإخوان المسلمين» حسن البنا مباشرة. وأُجّل هذا المشهد إلى الجزء الثاني «بعد الانتخابات أيضاً؟!».

الموت يجلب التعاطف في الدراما كما في الحياة، والتعاطف مع البنّا كان بديهياً بعدما عايشه المشاهد 28 يوماً، ورآه طفلاً، ثمّ قائداً يافعاً ذا قدرات استثنائية. ولو كان المسلسل مقتبساً عن كتاب «كفاحي» الذي كتبه أدولف هتلر، لوُجد من يتعاطف مع القائد النازي بعد ثلاثين يوماً من «العِشرة»! والخلاصة أنّ كل طرف في حكاية «الجماعة» يستعير دور الطرف الآخر، إذ اعترض «الإخوان» على المسلسل الذي أخرجه محمد ياسين، بحجّة أنه يسيء إليهم، وهم يعرفون ويدركون جيداً أنهم مستفيدون من عرضه، بينما منع التلفزيون الرسمي إعادة هذا العمل بحجج ملائكية من نوعية «عدم ضرب «الإخوان» قبيل انتخابات مجلس الشعب».

على كلّ، مهما كان حكم «محكمة عابدين للأمور المستعجلة» في الدعوى التي أقامها نجل حسن البنا، فإنّ الخبرات المتراكمة تؤكد صعوبة منع مسلسل عن طريق القضاء. لا بأس، التلفزيون الرسمي تكفّل بالأمر!

الأخبار اللبنانية في

24/10/2010

 

رئيس مكتبة التليفزيون: لست مسؤولاً عن وقف قناة «التليفزيون العربى».. والشرائط تكفى عاماً كاملاً

كتب   حمدى دبش 

فى الوقت الذى ترددت فيه أنباء كثيرة حول أسباب توقف قناة «التليفزيون العربى» التى تعتمد على تراث التليفزيون، أرجع بعض المسؤولين فى ماسبيرو سبب توقفها إلى تقصير من حاتم هيكل، مدير مكتبة التليفزيون، لعدم تجهيز الشرائط القديمة بعد تنقيتها، وبالتالى تم وقف القناة لحين تصليح وتنقية هذه الشرائط التى تستغرق وقتاً طويلاً.

حاتم هيكل، رئيس الإدارة المركزية بالمكتبات ب التليفزيون المصرى، أكد لـ«المصرى اليوم» أن المكتبة ليس لها علاقة بتوقف القناة، وقال: تم تجهيز عدد كبير من الشرائط التى تكفى لتغطية إرسال عام كامل فى القناة، وفى الوقت نفسه فإن العمل فى تنقية الشرائط القديمة لم يتوقف فى المكتبة رغم توقف القناة، فمازلنا نواصل نقل الشرائط القديمة التراثية على شرائط ديجيتال «واحد واثنين بوصة» بعد غسيلها وتنقيتها، وسيستمر العمل فى المكتبة حتى الانتهاء من جميع الشرائط التراثية الموجودة فى المكتبة، وبالتالى فنحن لسنا طرفاً فى مشكلة توقف القناة.

وأكد هيكل أن الهدف من نقل الشرائط ليس فقط استغلالها فى قناة «التليفزيون العربى» وإنما للمحافظة عليها وإعادة تخزينها بطريقة صحيحة حتى لا تتعرض للتلف، مثلما كانت فى الماضى، وكذلك لحمايتها من السرقة. ونفى هيكل ما تردد حول إرسال الشرائط إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لغسلها،

وقال: نحن لدينا ماكينة فى التليفزيون تتم الاستعانة بها فى الغسيل وماكينة أخرى لإصلاح العيوب التى تظهر فى الشرائط، ولا أعرف سبب وقف القناة، والأمر فى يد المهندس أسامة الشيخ، رئيس الاتحاد، فهو صاحب فكرة إطلاقها، وهو أيضا يعرف متى ستعود، والنجاح الذى حققته القناة نتج من تكاتف جميع العاملين فى التليفزيون، الذين بذلوا مجهودا ضخما فى تجهيز الشرائط القديمة وتقسيمها إلى برامج ومباريات ومسلسلات، وأنا أتمنى عودة القناة مرة أخرى لأن المكتبة مليئة بأعمال جميلة من التراث.

وعن نظام العمل فى مكتبة التليفزيون، قال هيكل: تم وضع أسس للعمل فى المكتبة لحماية الشرائط من السرقة، فمن الممنوع على أى مخرج استعارة أى شريط من المكتبة إلا بطلب من رئيس القطاع أو القناة التى يتبعها، كما تم منع خروج الجميع بتلك الشرائط خارج مبنى ماسبيرو، وبالتالى لا توجد سرقة شرائط من المكتبة كما كان فى الماضى، أما فى حالة شرائط التراث فممنوع نهائيا استعارتها إلا بطلب من رئيس الاتحاد.

المهندس أسامة الشيخ صرح بأن القناة سيعاد إطلاقها بمجرد الانتهاء من تجهيز الشرائط التراثية بعد تنقيتها، وقال إنه يتم حاليا تجهيز عدد كبير من الشرائط التى تضمن استمرارها دون توقف، كذلك يتم ترتيب الأفكار للشكل الجديد الذى تعود به القناة.

المصري اليوم في

24/10/2010

 

واشنطن بوست: الدراما هي الثقافة المسيطرة في سوريا

ميدل ايست أونلاين 

كريستا سالامندرا: إذا دققنا النظر في مراكز استهلاك وإنتاج دراما التلفزيون العربي فسوف نجد أن ما شاهدناه خرج من دمشق.

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن سـوريا طورت صناعة الدراما في السنوات الماضية مضاهية بذلك مصر "التي كانت وما زالت مركز الإنتاج الإعلامي في العالم العربي". ‏

ونقلت صحيفة "تشرين" الرسمية عن الصحيفة الأمريكية قولها إن الدراما السورية لقيت في السنوات العشر الأخيرة نجاحاً ملحوظاً حتى غدت بحق الثقافة المسيطرة في سوريا. ‏

وكتب الباحث والصحفي كريستا سالامندرا في أطروحته التي حملت عنوان "واقع الدراما السورية": "كثيراً ما تردد على مسمعي عبارة اعتبرتها بدهيه للوهلة الأولى حول دعائم الثقافة الثلاثة المتمثلة في مصر باعتبارها منشأ الفكر ولبنان الناشر له، دون إغفال العراق قارىء هذا النتاج، واكتشفت فيما بعد أن سوريا هي الحاضن لكل ذلك باعتبارها نقطة لقاء هامة لهذا الدفق الثقافي، فإذا ما دققنا النظر في مراكز استهلاك وإنتاج دراما التلفزيون العربي فسوف نجد أن ما شاهدناه خرج من دمشق ليشاهده الملايين عبر العالم العربي و من يقطن وراء البحار من الجاليات العربية". ‏

وأضاف سالامندرا "عندما وصلت إلى دمشق في تسعينيات القرن الماضي لم يكن في نيتي تسليط الضوء على الإعلام بالمجمل، أردت أن أكون أكثر التصاقاً بالناس في دمشق، بأحوالهم وأسلوب حياتهم، أردت أن أعرف سبب حب الناس للشام ولأهله، بالإضافة إلى كون الشام تتمتع بسمعة طيبة عند كل العرب، لذلك أردت أن أبدأ من هنا من المجتمع الشامي".

وقال إن أحد الدمشقيين نصحه برؤية المسلسلات التي تتحدث عن البيئة الدمشقية، مشيرا إلى أنها لعبت دوراً هاماً في تغيير مسيرة بحثه "خاصة أن مشروعي تزامن مع شهر رمضان حيث خزانة العرض مفتوحة على أجمل الألوان والأنواع والمشاهدة بحد ذاتها تأخذك إلى البيئة الشامية بكل تفاصيلها وعاداتها، وما كان فيها من حب وعاطفة وإخلاص وصفات حسنه، وهذا بحد ذاته يستقطب الناس لمشاهدة العمل من باب حب الاستطلاع والتعرف ومشاهدة ما تتعطش إليه الروح من قيم في عصر يمتاز اليوم بشراسته في سرعة تعرية قيمنا". ‏

وأضاف "من خلال مسلسل أيام شامية أدركت كيف يستخدم الناس هنا التلفزيون للحديث عن قضاياهم المرتبطة بحياتهم اليومية، وأدركت قيمة التفاصيل الدقيقة في العمل والتي غالباً ما تضفي عليه نكهة ذات مزاج خاص تلامس القلوب قبل العقول فتعيش العمل من خلالها وتتفاعل مع شخصياته التي تدخلك في حكاياها المتناثرة هنا وهناك بدءاً من حكايا العشق التي تنسج خيوطها بدفء تحاكي بذلك شذا الياسمين وتهمس لأوراق الليمون والنارنج أن الحكايا بدأت من هنا وستظل أسوار البيت الدمشقي أمينة عليها، إلى حيث البارود ورجال الشام الأشاوس يوم تصدوا لكل محتل غاشم، فهمت حينها كيف يمكن أن تدخل إلى قضايا يعتبرها الكثيرون من المحرمات وتعالجها دون المساس بأحد". ‏

وقال سالامندرا إن ما تقدمه سوريا من دراما يعتبر رائداً في هذا المجال (الدراما الشامية) "لكن دراما من هذا النوع ينقصها باعتقادي كاتب روائي يختص بالأدب الشعبي وكما لاحظت افتقار المنطقة لكتاب الرواية الشعبية، حيث لم أقرأ اسماً لكاتب روائي يختص بالأدب الشعبي خاصة أن مسلسلات فلكلورية تتحدث عن الأصالة الدمشقية وموروثات الأدب الشعبي من عادات وتقاليد تحتاج إلى ذلك".

وأكد الباحث أن الأعمال التي يجري تصويرها ضمن بيئة دمشقية حقيقية بعيداً عن الاستديو تعكس الواقع وتحاكي الحدث بصورة أصدق وأكثر تعبيراً. ‏

وأضاف "إن العمل الحقيقي تدعمه الإنتاجية العالية والتقنيات المعقدة، لكن صدق الفكرة ومحاولة تقريب الصورة الحقيقة الى أذهان الناس يضفي على العمل دفئاً من نوع خاص يجعلك تحلق به عالياً". ‏

ميدل إيست أنلاين في

24/10/2010

 

«الأمير الصغير» في مسلسل تلفزيوني

سليمان الشّيخ 

تحولت رواية «الأمير الصغير» للكاتب الفرنسي أنطوان دي سانت أكسبوري، التي صدرت في أربعينات القرن الماضي، إلى مسلسل تلفزيوني، بعد أن كانت فرنسا قد احتفلت بالذكرى الستين لصدورها في عام 2006 ، حيث طبع منها نحو 134 مليون نسخة حتى الآن، وترجمت إلى نحو 220 لغة. وبتحولها إلى مسلسل من الرسوم المتحركة في 26 حلقة، سوف يبدأ بثه اعتبارا من أوائل السنة القادمة وفي أكثر من نحو 80 بلدا، تكون الرواية قد مثلت ومنذ صدورها وحتى أيامنا هذه فتحا جديدا مميزا في نتاج الأعمال المكتوبة خصيصا للأطفال، ومن خلال جوانب من تفكيرهم وخيالاتهم وتصوراتهم، مع التركيز على جوانب علمية متشبعة بحكم ودروس مستنبطة من تجارب الحياة، حيث أرفق المؤلف روايته برسومات استوحاها من أجواء الرواية، تتوافق مع ما يذهب إليه النص، وتستجيب في الوقت نفسه إلى خيالات الأطفال وتصوراتهم.

ترجمت الرواية إلى اللغة العربية منذ أربعينات القرن الماضي، وصدرت في عدة طبعات في عدد من البلدان العربية، وما زالت تصدر بين فترة وأخرى، فماذا جاء في الرواية صغيرة الحجم؟

على الرغم من أن عمر الراوي في الرواية بلغ عمر الرجال، ومر في تجارب عدة، فإنه احتفظ بخيال وتصورات وحتى أوهام الطفولة، حيث كانت هي مرجعيته في التعامل والتصرف والحكم على الأشياء.

وكان.. يا ما كان.. طفل عمره ست سنوات رأى صورة لأفعى في كتاب تبتلع حيوانا، فأحب أن يقلد الرسم الذي شاهده، وقد نجح في رسمه، لكنه وعندما كان يعرضه على الكبار، ويسألهم: هل أخافكم الرسم؟ كانوا يجيبون: وهل يخاف أحد من قبعة؟

إذن .. هم لم يفهموا رسمه الأول، فحاول ثانية ورسم الحيوان من الداخل بعد أن ابتلعته الحية! إلاّ أن الكبار نصحوه بعد أن رأوا الرسم بترك هذا الأمر والاهتمام بدروس الجغرافيا والتاريخ والرياضيات واللغة وغيرها. ومن يومها صاحبته لازمة لغوية استمر يرددها: «الكبار كلهم ذوو طبع غريب جدا، ومن الصعب عليهم فهم حقيقة ما يفكر به أو يتخيله أو يريده الصغار».

وفعلا فإنه غيّر توجهه عندما كبر، وتعلم قيادة الطائرات، إلاّ أن خيالات وأوهام وتصورات الأطفال بقيت تحكم وتتحكم في الكثير من أفكاره وتصرفاته، إلى أن وقع حادث للطائرة الصغيرة التي كان يقودها، وسقطت في الصحراء الكبرى بإفريقيا، في مكان يبعد حوالي ألف ميل عن أي عمار أو واحة أو حتى أية قرية صحراوية. استيقظ في صباح اليوم التالي على سقوط الطائرة، ليواجه أمرا هو بين التوهم الخيالي وبين الحقيقة الواقعة، لكنه لم يخرج أبدا عما يتصوره ويتخيله الأطفال. لقد سمع ورأى شخصا صغيرا جدا في حجمه، وغريبا في طلباته وتصرفاته، أطلق عليه اسم «الأمير الصغير». أخذ يروي له حكايات تقترب من نسج الخيال، لكنها مطعّمة بما يشبه ما يجري في حياة الناس والواقع! ومن طلباته: أن يرسم له خروفاً، وعندما رسم له عدة رسومات، لم تعجب الأمير الصغير، مما دفعه إلى استعمال خياله، وخاطبه: ها هو ذا صندوق صغير ستجد فيه خروفك! فما كان من الأمير.. ويا للعجب إلاّ أن برقت عيناه علامة الرضا، وأخذ يسأل عن كمية العشب التي يمكن أن يأكلها خروفه، لأن المكان الذي يعيش فيه محدود المسافة وصغير! فما المكان الذي جاء منه «الأمير الصغير»؟

بعد أحاديث متنوعة ومختلفة، ولم تحمل طابعا مباشرا، اكتشف الراوي أن الأمير جاء من كوكب سماوي مجهول. سأل الأمير الراوي عن الشيء الذي كان يقوم بإصلاحه (الطائرة) ليكتشف أنه لا يعرف شيئا عما هو موجود في كوكب الأرض، فأفهمه أنها طائرة، فاعتقد أن الراوي جاء من كوكب سماوي آخر!.

وهكذا استمرت الأحاديث بين الاثنين، لتتوالى بعدها الاكتشافات، فالأمير جاء من كوكب صغير لا يكاد حجمه يزيد عن بيت صغير، وأنه لا يرى من الأرض أحيانا إلاّ بواسطة التليسكوب المكبر، وهناك مئات إن لم يكن آلاف الكواكب مثل كوكبه، وهي لا تحمل أسماء كالأرض والمريخ والمشتري وعطارد والزهرة وغيرها من أسماء لكواكب كبيرة، بل تحمل أرقاما بعد اكتشافها. وتوالى بعدها الحديث عن الكواكب وفارق التوقيت بين مكان وآخر، فإذا كان التوقيت عندنا مساء، فإنه يمكن أن يكون صباحا أو ظهرا في القارة الأميركية. ثم تحدثا عن الأزهار وأشواكها واحتياجاتها، وعن البشر؛ كبارهم وصغارهم، وأن الكبار من بينهم.- طبعا بعضهم لا يهتمون إلاّ بالأرقام، والانشغال بأشياء قد تكون غير مهمة، لكنهم يدّعون عكس ذلك.

ثم حكى الأمير الصغير للراوي، تجربته أثناء زيارته بعض الكواكب الأخرى الصغيرة التي وجد فيها شخصيات.. كأنها تلخص واقع حياتنا: فهو زار كوكباً لا يوجد فيه بشر، لكن فيه ملك، وعندما رآه هتف: ها هو فرد من الرعيّة، فاستغرب الأمير الصغير ذلك، وقال لنفسه: بعض الملوك يرون الناس رعايا دائما! أي مجرد قطيع من دون حقوق. وناقش الأمير أمورا كثيرة مع الملك، من بينها: إصدار أوامر صعبة التنفيذ أو مستحيلة، وتعقّد علاقة الحاكم بالناس، لأن من يريد أن يُطاع فإن عليه إصدار أوامر عاقلة ومعقولة وممكنة التنفيذ.

ثم انتقل الأمير الصغير إلى كوكب آخر يسكنه رجل مغرور، وعندما رآه بادره قائلا: لا شك أنك معجب بي، لذلك جئت لزيارتي! وطلب منه التصفيق بكلتا يديه، فبادر هو إلى رفع قبعته كأنه يرد على التحية والإعجاب! وجد الأمير الأمر مسليا، وتوالت بعدها حكايات ومواقف عن الغرور الذي لا يرى المرء فيه إلاّ نفسه، وأنه الأغنى والأفضل والأذكى والأكثر أناقة.. الخ.

انتقل الأمير بعدها إلى كوكب آخر وجد فيه مدمن خمر، فسأله الأمير: لماذا تشرب؟ أجاب المدمن: كي أنسى، فسأله: تنسى ماذا؟ أجاب: أنسى أنني خجلان، فسأله: خجلان من ماذا؟ أجاب المدمن: خجلان من كوني مدمناً على الخمر.

أما الكوكب اللاحق فقد وجد الأمير فيه رجلاً لم ينتبه إلى وجوده حين حيّاه، كان يعد ويجمع ويطرح، معتقدا أنه إذا ما كرر عد وتكرار الأرقام فإنه سيملك مثيلاتها من النجوم التي لم تسجل باسم أحد.! ثم وصل الأمير الصغير إلى كوكب صغير آخر، وجد فيه رجلا مشغولا بإشعال وإطفاء قنديل كل دقيقة من الوقت، فقال لنفسه: هذا رجل أفضل من الرجال الآخرين الذين مرّ بهم، ربما لأنه يفكر بشيء آخر إلى جانب نفسه.

الكوكب السادس الذي زاره الأمير الصغير، كان أكبر الكواكب الأخرى، فيه عجوز يكتب في كتب ضخمة عن الجغرافيا، ويدور حديث بينهما عن المستكشف الذي هو غير الجغرافي، حيث يتولى الأخير تسجيل ما اكتشفه الأول، بعد التحقق من ذلك وتقديم البراهين المناسبة.. ثم يتوجه الأمير الصغير أخيرا لزيارة كوكب الأرض بنصيحة من الجغرافي العجوز. والأرض كما هو معروف كبيرة وواسعة ويسكنها بلايين البشر وفيها مئات الملوك والأمراء والرؤساء وغيرهم، فمن قابل فيها وإلى أي الأماكن وصل؟

وصل إلى صحراء ولم يجد بشراً فيها، فاستغرب ذلك، وبعد حوار مع حية وزهرة، فإنه تابع طريقه ليلتقي بثعلب، وبعد حواره معه، خرج باستنتاج يؤكد على ضرورة إقامة تواصل وعلاقات بين المخلوقات، لأن لا شيء على الأرض يمكن أن يبلغ الكمال، كما أن المفيد في الأشياء وما هو مميز فيها هو قدر اقترابنا منها وإقامة علاقات تواصل معها، ومدى حاجتها أو حاجتنا إليها. كذلك فإن العين لا ترى كل شيء، في حين أن القلب قد يدل على ما هو جوهري في الأشياء والأمور، لأن العين عمياء أحيانا، وعلى المرء أن ينظر بواسطة القلب.

وعندما يلتقي بإنسان، فإن الحكم تتوالى بعد حوار عن أمور كثيرة، منها: لا أحد راض حيث هو. والأطفال وحدهم يعرفون عمّ يبحثون، وهم يضيّعون وقتهم على دمية من خرق، فتصبح في غاية الأهمية لديهم، فإن أخذها أحد، بكوا. ثم يتابع الأمير الصغير حواره مع الراوي وهما يبحثان عن بئر ماء في الصحراء ليستنتجا: هناك شيء غير مرئي يمنح النجوم والبيوت والصحراء وغيرها جمالاً وتميّزاً. والوقت شفاء للأحزان. حين يتورد وجه المرء، أفلا يعني ذلك جواباً أو موقفاً بلا كلام؟. والشيء المهم هو الشيء الذي لا يُرى. والنجوم تختلف باختلاف الناس، فالمسافرون يرون النجوم دليلا هاديا، وآخرون لا يرون فيها سوى أنوارا صغيرة في السماء. أما العلماء فيرونها مشكلة، ورجل الأعمال يراها ثروة.. وهكذا. وكان لا بد لرحلة محاولة الكشف والاكتشاف والخيال الخصب والتصورات من نهاية. لقد أصلح الراوي طائرته والأمير الصغير يود العودة إلى كوكبه ورعاية زهرته، والفراق صعب بعد إقامة علاقة حميمة، لكن لا بد مما هو بدّ: الوداع .. ثمّ المغادرة..

المستقبل اللبنانية في

24/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)