حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تستعد لتقديم الجزء الثاني استجابة "لضغط" الجمهور

رشا شربتجي: "الولادة من الخاصرة" انتهى ولم ينته

دمشق - علاء محمد

تمكنت من خلال مسلسلها “الولادة من الخاصرة” أن تتربع على عرش الإخراج السوري للموسم الحالي، وتمكن في ذات الوقت جمهورها من إجبارها، ولأول مرة، على صنع جزء ثان لمسلسل درامي تخرجه هي .

لها بصمات واضحة في مختلف أعمالها، علماً أنها تشتغل مع كتاب مختلفي الأسماء والأقلام . إنها رشا شربتجي “نجمة الكاميرا” التي أصبحت حديث الناس من خلال عمل تؤكد أنه لا يسيء للمجتمع السوري، وتصر على أنها أتت بشخوصه من المجتمع ذاته في حوارنا المفصّل معها .

·     مسلسل “الولادة من الخاصرة” حصل على أكبر نسبة مشاهدة لمسلسل درامي في أكثر من استطلاع، كيف تقرئين ذلك كمخرجة له؟

- المسلسل كان قوياً بالفعل، وحصل على نسبة المشاهدة التي استحقها بالدرجة الأولى، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا بذلت ما باستطاعتك في سبيله . النتيجة أراها طبيعية بحكم إيماني العميق بالله عز وجل الذي لا يضيع تعب أحد، ولن أكون دبلوماسية إذا قلت إن الله سبحانه وتعالى الذي أرتبط معه بعلاقة قوية قد أكرمني على تعب وجهد بذلته برفقة زملائي الفنانين وكذلك الكاتب .

·         يبدو أنكم تعدون لجزء ثان، ألم تنته القصة حيث ختمتم الحلقة الأخيرة؟

- انتهت ولم تنته، فلا يزال هناك متسع كبير من المساحة ليقوم كل شخص من شخوص العمل بأداء الأكثر والأكمل، وأن ينطلق في الحياة من جديد  فالضابط أمامه حياة أخرى، وكذلك علاّم الذي انتحر والده بسببه، فضلاً عن جابر الذي يريد الانطلاق في الحياة مجدداً وهكذا . عموماً أنا لست مع الأجزاء ولم يحصل أن أخرجت جزءاً ثانياً لأي مسلسل رغم أن المسلسلات التي ذكرتها قبل قليل معظمها مسلسلات طلب مني إخراج جزء ثان منها، لكني لم أفعل، أما في” الولادة من الخاصرة”، فإن الضغط الجماهيري كان واسعاً وكبيراً، أضف إلى ذلك أنني أرى أن الشخوص ستعمل مجدداً بما لا يمكن أن يكون مكرراً فوافقت، وإن شاء الله سوف يكون الجزء الثاني جاهزاً للعرض في شهر رمضان المقبل .

·         كان هناك نوع من التلكؤ والتردد في إعلان إنتاج جزء ثان، لماذا؟

- في الحقيقة هو تردد، وقد كان الأستاذ سامر رضوان قد أعلن عن جزء ثان، لكن كان هناك مفاوضات ثلاثية حدث فيها ما يمكن وصفه بالأخذ والرد، وفي النهاية هناك اتفاقات تتم بين الشركة المنتجة والمحطة التي تعرض العمل، ونحن كمخرجة وكاتب، مرتبطان بهذا الأمر، فتمت الموافقة على العمل، لكن بعد تردد .

·         التفاعل الجماهيري مع أعمالك ليس وليد “الولادة من الخاصرة” بل منذ سنوات، ما الوصفة التي تقدمينها في مهنتك؟

- العلاقة تكاملية تماماً، بدءاً من الورق وصولاً إلى الإخراج أضف إلى ذلك نجومية الممثلين الذين هم ملح أي عمل في النهاية . لا يمكن لي ولأي مخرج آخر مهما فعل أن يحول نصاً رديئاً إلى مسلسل قوي، وكذلك بالنسبة إلى المخرج إذا كان ضعيفاً فلا يمكنه فعل شيء مع نص قوي، أي مسلسل يراد إنتاجه يجب أن يكون واقفاً على أرضية صلبة والتي هي النص في الدرجة الأولى، وأنا كمخرجة أتلقى نصوصاً قوية، أشتغل عليها بضمير، وذلك الضمير الذي ما إن يتم تفعيله حتى يأتي بكل ثماره .

·         لكنك تشتغلين مع كتاب مختلفي الأسماء والأقلام والنمطية وتنجحين في النهاية مع الجميع؟

- أعود للتأكيد على موضوع الضمير، فعندما تعطي لكل ممثل حقه، وعندما لا تؤجل تصوير مشاهد إلى وقت غير وقتها، وعندما تشتغل على المونتاج أكثر مما تكون قد اشتغلت في التصوير، وذلك بعد أن تكون النصوص التي كتبها أولئك الكتاب قوية وصلبة، فإن النجاح سيتحقق، ليس برشا شربتجي وحدها، بل بأي مخرج آخر، شرط أن يكون سائراً على المنوال نفسه الذي تحدثت عنه في عطائي الشخصي للدراما .

·         يقال إنك تبالغين كثيراً في وصفك للمجتمع السوري، بماذا تردين؟

- أنا شاهدت كل ما قدمته بعيني، فالله منّ علي بنعمة الحركة، ولم يحصل أن جلست رشا شربتجي في منزلها وتلقت أخبار المجتمع من الناس الذين لا يعرفون إلا مراكز المدن، بل إنني أتعاطى مع كل الناس ومن مختلف الشرائح، لذا، فأنا لا أبالغ، وكل ما أقدمه موجود بالفعل في المجتمع الذي هو مجتمعي بالدرجة الأولى، وأرد بأنني لم آت بأي مشهد أو بأي محور من محاور كل أعمالي بأي حالة من خيالي، ومن يرى المجتمع فاضلاً هو من لا يخرج إلى الشارع ومن لا يزور مناطق العشوائيات ليرى ما فيها من مشكلات رغم أنها مظلومة كثيراً ولم نعطها حقها .

·         لكن أين هو “أبو مقداد” الذي يحكم حارة شعبية في عام 2011؟

- هو رجل من الواقع وأعرف أين هو، لكنني لا أريد نشر المعلومة، لأن الحارة التي رأيت فيها ذلك لها قيمتها وأهميتها لن أبوح باسمها ويكفيني أنني أشرت إليه ووضعته أمام الجهات الرسمية لتتصرف . . ليست حالة “أبو مقداد” وحدها الموجودة، بل كل ما فاجأ الجمهور هو واقعي في الأساس

وعلى الناس ألا يقولوا إن هذا غير واقعي، بل عليهم أن يبحثوا عن أماكن وجود هذه الشخوص في المجتمع،  وأنا أرى أنه طالما أننا لا نريد الاعتراف بأخطائنا بل نستمر فقط بتذكر الماضي والقول إننا أبناء وأحفاد فلان وعلان من التاريخ، لن نتطور، وهذا هو سبب وجودنا بين بلدان العالم الثالث!

·         وأين الصح في مجتمعك؟

- الصح موجود، فعندما وجد الضابط الشرير، وجد فوقه الجهة الأمنية العليا التي عاقبته وزجت به في السجن، وفي المكان الذي وجد فيه “أبو مقداد” يسيطر على حارة، وجد في الحارة نفسها أيضاً المرأة المناضلة، أم جابر “منى واصف”، وكذلك كان علام الشرير يواجه أباه الخيّر “سلوم حداد”، لكن تأثير الشرير في أي مسلسل يكون أكبر بكثير لأن الشر في الدراما هو ما يحرك الأحداث وليس الرجل الفاضل.

·         يقال إنك تكررين الأسماء والنجوم في كل مسلسلاتك، ألا يعتبر هذا شللية؟

- الأمر ليس شللية وإنما أسماء تفرض نفسها وبدائلها قليلة جداً . لا وجود للشللية بالنسبة إلي، لكننا في الحقيقة نعاني في الدراما السورية من أزمة ممثلين يلعبون أدواراً ثالثة مثلاً، فضلاً عن أن النجوم لا بديل عنهم، خذ مثالاً من هو بديل خالد تاجا؟ بالطبع لا يوجد، وكذلك بالنسبة إلى مكسيم خليل وقصي خولي وسلوم حداد.

الخليج الإماراتية في

12/10/2011

 

اختير سفير الشباب من قبل الأمم المتحدة

طوني بارود: أعمالي جدية وأسلوبي مرح

بيروت - ماري نهرا:  

قليل الكلام كثير الفعل . الإعلامي النشيط طوني بارود، الذي يترك “الكلام لوقته”، كما هو شعاره في حملة السلامة العامة مع جمعية “كون هادي”، التي يدعو فيها الشباب إلى ضرورة الالتزام بشروط السير السليم، أطلّ علينا في رمضان في “نقشت”، ولم يكد يغب حتى عاد في “أحلى جلسة” وهو الذي اختاره صندوق الأمم المتحدة للإسكان سفيراً للشباب، ومعه نجري الحوار التالي:

·         مبروك “أحلى جلسة”؟

شاركت وباميلا جبرا في وضع الفكرة وتنفيذها بمساعدة فريق عمل نشيط جداً . البرنامج يتطلب جهداً كبيراً من أجل تنسيق الإعداد والضيوف والموضوعات .

·         ما زال البرنامج في حلقاته الأولى والناس بدأوا يقارنون بينه وبين برامج أخرى . ما أوجه الشبه والاختلاف في رأيك؟

أوجه الشبه غير موجودة على الإطلاق، كل برامج التوك - شو الحالية تتقارب في طريقة الطرح والضيوف، بينما “أحلى جلسة” يقدم للناس موضوعات اجتماعية هادفة من خلال حديث النجوم والمشاهير عن تجاربهم الشخصية ضمن إطار فكرة نختارها في كل حلقة، كحديثنا مثلاً عن الصحة والغذاء، إيقاع البرنامج سريع و”مهضوم”، يشبه شخصيتي وطبعي . لم نشأ أن نقدم الفنانين ضمن إطار الأخبار الفنية لأن الناس باتوا يعرفون كل أخبارهم .

·         كيف يتم التنسيق عند اختيار الضيوف لتأمين التجانس والتوازن في الحلقة؟

المهمة صعبة ودقيقة جداً، لهذا السبب لدينا فريق عمل متجانس بدوره ويعمل بجهد كبير لتأمين الضيوف الذين يتم اختيارهم وفقاً للموضوع المطروح والحرص على تجانسهم في الحلقة لتأمين التوازن الذي تحدثت عنه، الاستطراد والعفوية عنصران مهمان في البرنامج ليكون طابعه “جلسة” وليس نقاشاً جدياً، إنما من دون الخروج عن الموضوع .

·         لنا معك مواعيد سنوية في رمضان وآخرها “نقشت”، واليوم تُطل في “أحلى جلسة”، فهل عدت إلى موقعك في المحطة؟

الانتقال من برنامج ألعاب ومسابقات في رمضان إلى برنامج ترفيهي منوع في وقت قصير ليس بالمهمة السهلة، الأمر يتطلب احترافاً وقدرة على شدّ المشاهدين ونقلهم من صورة المقدم الطريف في برنامج ألعاب إلى صورة المقدم المحاور في برنامج “أحلى جلسة” .

·         هل سيكون موسم ثانٍ للبرنامج خصوصاً بعدما شهد (إل .بي .سي) فترة من برامج لم تستمر لأكثر من موسم واحد؟

أتمنى ذلك، الأمر عائد للمحطة والإنتاج، الناس أحبوا البرنامج منذ حلقاته الأولى وانشاء الله خير .

·         “شرفتوني” الذي كان ناجحاً جداً لكن عمره كان قصيراً، ما الأسباب؟

البرنامج كان ضخماً على صعيد الإنتاج ومكلف جداً، وأسباب كثيرة أدت إلى وقفه منها سياسة المحطة وكلفة الإنتاج .

·     “أحلى جلسة” إطاره عفوي ومرِح، هل يمكن أن نُشاهدك في برنامج جدي أكثر أم لا بدّ لك من تمرير نكتة من هنا وطُرفة من هناك؟

فكرت في هذا الأمر كثيراً، ولا يمكنني أن أكون في هذا الموقع لأن الناس لن يتقبلوني . أحبوا طوني العفوي، السريع البديهة وصاحب النكتة الحاضرة . راجعي كل البرامج التي قدمتها، إطارها جدي ولكن أسلوبي في التقديم مرِح . هذا ما يريده الناس، لقد ملوا الجدية وأفهمهم لأنني منهم ومثلهم .

·         أخبرنا عن حملة “شايف حالك” التي لها فقرة خاصة في البرنامج؟

هي حملة أطلقتها (إل .بي .سي) ونحن داعمون لها في البرنامج من منطلق توعية المواطن إلى حقوقه وواجباته أيضاً، وأنا ناشط في هذا الإطار وفي أعمال أخرى كما تعلمين . صدقي أنني عندما أعلّق على الصور، لا أعدّ الكلام مسبقاً، بل أعتمد على العفوية وسرعة البديهة في ربط الصور . لكن ما يؤسفني هو عدم المسؤولية لدى غالبية الناس .

·         لهذا السبب تدعم حملة “كون هادي”؟

هي واحدة من الحملات والنشاطات الاجتماعية والتوعوية العديدة التي أقوم بها .

·         لماذا لا تُترجم الحملة عبر برنامج إذاعي مثلاً فالناس يحبونك وهم مشتاقون لبرامج فيها “فشة خلق”؟

أتلقى عروضاً كثيرة لبرامج إذاعية، لكنني لا أجد نفسي فيها . قد تكون حملة “شايف حالك” على الراديو فاعلة أكثر ومؤثرة في الناس كونهم معنيين مباشرةً بها .

·         صرت سفيراً للشباب في منظمة الأمم المتحدة . أخبرنا عن الموضوع؟

اختارني صندوق الإسكان والشباب في منظمة الأمم المتحدة سفيراً للشباب، وهذه مسؤولية كبيرة أحملها كونها تحتّم عليّ التوجه إلى الشباب بنشاطات ومشروعات توعية شاملة .

·         تُطل زوجتك كريستينا صوايا في مسلسل “ذكرى” . ما حجم النقد والموضوعية التي تتبعها معها؟

أنا موضوعي في نقدي لها وصادق . أحبها في كل ما قدمته حتى الآن . حتى في التمثيل هي صادقة وعفوية ومنسجمة مع الدور الذي تقدمه . إنما شخصياً أفضلها في العمل الإعلامي وهي تعرف ذلك.

الخليج الإماراتية في

12/10/2011

 

عين على الفضائيات

لمصلحة من تصنع الشاشة الأكاذيب؟

مارلين سلوم  

في طفولتنا كنا نراها كالصندوق العجيب الذي يخفي خلفه مصنعاً يفبرك الحكايات المسلية والقصص الخيالية والبطولات الوهمية والطفولية، ويوزع علينا الضحكات في آخر اليوم كمن يوزع الحلويات على الصغار الذين أحسنوا الإنصات . لكن مع مرور السنين كبرنا وكبرت الشاشة معنا، لم تعد تسحرنا ولا توزع الحلويات علينا، ليس لأننا نضجنا بحكم السن وفهمنا لعبة الإعلام، بل لأن الأدوار اختلفت والتلفزيون أصبح مسرحاً للعابثين والمتسلقين والمستفيدين وتجار الكلام والسياسة والمواقف الوطنية، ولأن الكذب أصبح ملح الشاشة والكل يستخدمه ليزيد كلامه وإطلالته مذاقاً ونكهة، ولم يعد للحلويات مكان .

كلما تطورت الأحداث وتسارعت في مختلف أنحاء عالمنا العربي، اكتشفنا أن الشاشة تصنع الأكاذيب وتروجها لتغسل بها أدمغة المشاهدين، وتأخذهم مع كل محطة في اتجاه معين يتناسب وتطلعات أصحاب القناة . وكلما حاولت الهروب من كذبة وقعت في أحضان كذبة أكبر، والكل يقدمها لك على أنها “حقائق موثقة” ومعلومات مؤكدة لابد أن تصدقها وتمشي خلفها، بل قد يحولها البعض إلى شعار يجترّونه على مسامعك ويلحون به حتى تحفظه وتردده خلفهم وكلك حماس و”وطنية” .

أحياناً تمل وتشعر باختناق من كثرة الضوضاء والضجيج الإعلامي، ويتعب عقلك من التفكير والتصديق وتخزين الكلمات الرّنانة والكلام “الكبير” والمهم، خاصة على القنوات الإخبارية وفي برامج ال “توك شو”، فتهرب إلى أي فيلم يسليك أو تُخرس الشاشة لتستريح . وإذا امتلكت من الوعي ما يكفي، تعود بنفسك خطوات إلى الوراء لترى المشهد عن بُعد، فتكتشف أنك أمام غرفة دائرية كبرى بلا جدران فاصلة، يكثر فيها المتحدثون ولا أحد يسمع أحداً، وكل منهم يعتبر نفسه مالكاً للدائرة ويتحكم فيها على هواه ويحركها كيفما يشاء، ويحسب أنه النجم الذي استطاع أن يقنعك بأفكاره وبأنه الأبرع في “بيع الكلام” . كلهم “وطنيون” مهما كانت جنسيتهم وإلى أي بلد انتموا، وكلهم خبراء سياسة وتحليل وعلم واقتصاد واجتماع وقانون وفقه، وكلهم إعلاميون ومثقفون وواعون وحكماء ومدركون ومبصرون، ولولا القليل لكانوا كلهم قادة ورعاة وأنت وعائلتك القطيع .

وتسأل نفسك، ترى لماذا لا نتقدم إلى الأمام ونحن نملك هذا الكم من العلماء والمفكرين “والقادة الحكماء”؟ لماذا حالنا إلى الوراء وكلام الشاشة يزيد الشارع تخبطاً وانشقاقاً؟ لماذا أصبحنا في عالم “كل من رأيه له ولا أحد ينصت لأحد أو يتفاعل مع أحد”؟ من المنافق ومن الصادق؟ قناة تؤكد أن الثورة في بلد عربي ما هي إلا تحركات ضيقة لعملاء خائنين يريدون تنفيذ أجندات خارجية وجر الوطن إلى حرب وخراب، وتُؤكد كلامها بمشاهد من الشارع تبدو فيها الحياة طبيعية والسياح يتفسحون والطلبة في المدارس و”كل شيء تماماً” . بينما قناة أخرى ومن البلد نفسه تريك الدماء تسيل في الشوارع والمواطنين ثائرين وغاضبين والسلطة تقمعهم وتقتلهم وتعتقلهم . هل عليك أن تحكم عقلك أم قلبك لتعرف من تصدق منهما؟

قناة عربية أخرى تدعي أن لا ناقة لها ولا جمل مما يحدث في هذا البلد أو ذاك من ثورات سوى تعاملها بمهنية مع الأحداث وبحس عربي، بينما في الواقع تنحاز لطرف ما ويبدو أن لها مصلحة في إشعال الشوارع العربية، ويحدثونك عن “العروبة” وهم يغسلونها كل يوم بماء ملون وملوث وينشرونها على حبال الأطراف المتنازعة .

الحرية أفلتت من بين أيدي سجانيها، ذهبت إلى عامل التنظيفات والبقال والموظف والطالب والأستاذ والأطفال وربات البيوت ليصرخوا باسمها ويرسمها الفنانون على الحيطان ويحكوا حكايتها مع السجان والسلطة . التقطها “الحكاؤون” الانتهازيون ففصلوها على مقاساتهم وحوروا مسارها لتتناسب مع تطلعاتهم، فتراجع العقلاء الذين هبوا في بداية الثورة للدعوة إلى العمل، وكان سلاحهم العقل والنهضة المستقبلية . هل تذكرون فاروق الباز الذي فرح بالثورة المصرية وجاء بمشروع إنمائي يساعد على النهضة بالاقتصاد ويفيد الأرض والإنسان على السواء في مصر؟ أين هو الآن وأين مشروعه ومصر بأمس الحاجة إليه في وقت تراجع فيه رصيد الاحتياطي من 76 مليار دولار قبل الثورة إلى 25 مليار الآن؟ أين أحمد زويل والعلماء الشباب الذين دفعتهم الثورة إلى العودة إلى وطنهم وهم متحمسون للعمل فوراً من أجل المكسب العام لا الشخصي؟

أين الفنانون المثقفون أصحاب الخبرات والمبادئ؟ لماذا يعتكفون في هذا الوقت؟ هل يخافون من اتخاذ موقف يغضب الجمهور أم أنهم يخافون على الثورة مما يحصل ففضلوا الفرجة من بعيد؟

الفنان نور الشريف خرج أخيراً عن صمته وتكلم فنطق بالحكمة وعبّر بكلام صادق وشفاف ومنطقي عن غضب أصاب كل العقلاء وكل محبي وطنهم والخائفين عليه من الفوضى والمتسلقين . طرح أسئلة أعادتنا إلى الوراء فمسحت غشاوة عن الأعين حول معظم ما يحصل، وحول من اختطفوا الثورة من أصحابها الحقيقيين ليتنازعوا المكاسب ويتصارعوا على المناصب، كأن الديمقراطية لم تولد بعد أو أنه كتب لها أن تموت في مهدها . وتساءل “لمصلحة من يحدث كل ما يحدث الآن بعد أن نجحت الثورة؟” .

معه حق نور الشريف، ونحن بدورنا نسأل: لمصلحة من تصنع الشاشة الأكاذيب فتضلل المشاهدين؟ لمصلحة من يكذب المذيع الفلاني فيدعي خوفه على وطن شقيق أكثر من أبناء الوطن أنفسهم ويزج بنفسه في معركة سياسية إعلامية لن يجني منها سوى سمة الانحياز؟ ولمصلحة من يكذب النجوم الذين ينطقون بمبادئ لا يؤمنون بها، ويدافعون عن قيم لا يدركونها في الواقع؟ لمصلحة من تُفبرك الأحداث هنا وتُطمس هناك؟ ولأجل من وماذا يتصارع الضيوف على الهواء مباشرة ويتهم كل منهم الآخر بالعمالة والخيانة؟ هل الأوطان مفصلة على مقاسات الأشخاص وأفكارهم وكل ما هو دونها يصبح خائناً للوطن؟

شبعنا أكاذيب، نريد هدنة إعلامية وحكمة في تعامل كل شاشة مع مواطنيها، وأدنى درجات الموضوعية في نقل الأحداث، لأن الدماء التي تسفك في الشوارع لابد أنها لبشر هم شركاء في الأرض وفي كل شيء، ويستحيل أن يكونوا أغبياء لدرجة أن يفتدوا “بالخيانة” أرواحهم! لن نطلب من الشاشة أن تصنع المستحيل، بل أن تكتفي بنقل الحقيقة وليصمت الحكاؤون البكاؤون لتهدأ النفوس وتخلو الساحة للعقلاء ويبدأ العمل .

smarlyn111@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

12/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)